الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2161 ). زمن البحث بالثانية ( 0.013 )

العام الهجري : 743 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1342
تفاصيل الحدث:

أهلَّت هذه السَّنةُ والنَّاسُ في أمرٍ مَريجٍ؛ لغيبة السلطانِ النَّاصِرِ أحمد بالكرك، وعند الأمراءِ تشوُّش كبير، ثمَّ قَدِمَ كِتابُ السلطان إلى الأمراءِ يُطَيِّبُ خواطِرَهم، ويُعَرِّفُهم أنَّ مِصرَ والشام والكرك له، وأنَّه حيث شاء أقام، ورسم أن تُجهَّزَ له الأغنامُ مِن بلاد الصعيد، وأكَّد في ذلك، وأوصى آقسنقر بأن يكون مُتَّفِقًا مع الأمراءِ على ما يكون من المصالحِ، فتنكَّرَت قلوبُ الأمراء ونفَرَت خواطرهم، واتَّفَقوا على خَلعِ السلطان وإقامة أخيه إسماعيل في يومِ الأربعاء حادي عشر المحرم، فكانت مدة ولايته ثلاثةَ أشهر وثلاثة عشر يومًا، منها مدَّةُ إقامته بالكرك ومراسيمُه نافذة بمصرَ أحد وخمسون، وإقامته بمصرَ مدة شهرين وأيام، وكانت سيرتُه سيئة، نَقَم الأمراءُ عليه فيها أمورًا، منها أنَّ رُسُلَه التي كانت تَرِدُ مِن قِبَلِه إلى الأمراء برسائِلِه وأسرارِه أوباشُ أهل الكرك، فلما قَدِموا معه إلى مصر أكثَروا من أخذِ ولاياتٍ ومِناصِبَ وهم غيرُ أهل لها، ومنها تحكُّمهم على الوزيرِ وغَيرِه، وحَجْبُهم السلطانَ حتى عن الأمراءِ والمماليك وأربابِ الدولة، فلا يمكِنُ أحدًا من رؤيتِه سوى يومي الخميس والاثنين نحو ساعة، ومع ذلك فإنَّه جمع أموالَ أبيه وغيرها من الأموال والحيواناتِ والمتاع ونَقَله كُلَّه إلى الكرك، ثم جلس السلطانُ الجديدُ الصالحُ إسماعيلُ على تخت الملك يوم الخميسِ ثاني عشر المحرم، بعد خَلْعِ أخيه باتِّفاقِ الأمراء على ذلك؛ لأنَّه بلَغَهم عنه أنَّه لَمَّا أخرجه الأميرُ قوصون فيمن أُخرِجَ إلى قوص أنَّه كان يصومُ يومي الاثنين والخميس، ويشغَلُ أوقاته بالصَّلاةِ وقراءة القرآن، مع العِفَّة والصيانة عمَّا يُرمَى به الشباب من اللهو واللعب، وحَلَف له الأمراءُ والعساكر، وحَلَف لهم السلطانُ ألَّا يؤذيَ أحدًا، ولا يقبِضَ عليه بغير ذنب يُجمَعُ على صِحَّتِه، ودُقَّت البشائِرُ، ولُقِّبَ بالملك الصالح عماد الدين، ونودي بالزِّينة.

العام الهجري : 757 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1356
تفاصيل الحدث:

في السابِعِ والعشرين من جمادى الأولى ورَدَ الخبَرُ إلى دمشق بأن الفرنجَ استحوذوا على مدينة صفد، قدموا إليها في سبعة مراكب وقتلوا طائفةً مِن أهلها ونهبوا شيئًا كثيرًا وأسَرُوا أيضًا، وهجموا على الناس وقت الفجرِ يوم الجمعة، وقد قَتَل منهم المسلمون خلقًا كثيرًا وكَسَروا مركبًا من مراكبهم، وجاء الفرنجُ في عشية السبت قبل العصر، وقَدِمَ الوالي وهو جريحٌ مُثقَلٌ، وأمر نائِبَ السلطنة عند ذلك بتجهيز الجيش إلى تلك الناحية، فساروا تلك الليلة ولله الحمد، وتقَدَّمهم حاجب الحجاب وتحدَّر إليه نائب صفد الأمير شهاب الدين بن صبح، فسبق الجيشُ الدمشقيُّ، ووجد الفرنجَ قد برزوا بما غَنِموا من الأمتعة والأسارى إلى جزيرةٍ تِلقاءَ صيدا في البحر، وقد أسر المسلمونَ منهم في المعركة شيخًا وشابًّا من أبناء أشرافهم، وهو الذي عاقهم عن الذَّهاب، فراسلهم الجيشُ في انفكاك الأُسارى من أيديهم، فبادرهم عن كلِّ رأس بخمسمائة فأخذوا من ديوان الأسارى مبلغ ثلاثين ألفًا، ولم يبقَ معهم- ولله الحمد- أحَدٌ، واستمر الصبيُّ من الفرنج مع المسلمين، وأسلم ودفَعَ إليهم شيخ الجريح، وعطش الفرنج عطشًا شديدًا، وأرادوا أن يرووا من نهر هناك فبادرهم الجيش إليه، فمنعوهم أن ينالوا منه قطرة واحدةً، فرحلوا ليلة الثلاثاء منشمرينَ بما معهم من الغنائم، وبُعِثَت رؤوس جماعة من الفرنج ممَّن قتِلَ في المعركة فنُصِبَت على القلعة بدمشق، وجاء الخبَرُ في هذا الوقت بأن إيناس قد أحاط بها الفرنج، وقد أخذوا الربيضَ وهم محاصِرونَ القلعة، وفيها نائب البلد، وذكروا أنهم قتلوا خلقًا كثيرًا من أهلها وذهب صاحِبُ حلب في جيشٍ كثيف نحوَهم، وفي يوم السبت رابع جمادى الآخرة قَدمَ رؤوس من قتلى الفرنج على صيدا، وهي بضعٌ وثلاثون رأسًا، فنُصِبَت على شرافات القلعة، ففرح المسلمون بذلك، ولله الحمد.

العام الهجري : 830 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1427
تفاصيل الحدث:

كان صاحب غرناطة ومالقة والمرية ورندة ووادي آش وجبل الفتح من الأندلس، وهو أبو عبد الله محمد التاسع الملقَّب بالأيسر ابن السلطان أبي الحجاج يوسف الأنصاري الخزرجي الأرجوني الشهير بابن الأحمر- قد خرج من غرناطة دار ملكه يريد النزهةَ في فحص غرناطة في نحو مائتي فارس في مستهَلِّ ربيع الآخر، وكان ابن عمه أبو عبدالله محمد الثامن بن نصر بن محمد بن يوسف محبوسًا في الحمراء، وهي قلعة غرناطة، فخرج الجواري السُّودُ إلى الحرَّاس الموكلين به، وقالوا لهم: تخلَّوا عن الدار حتى تأتيَ أم مولاي تزوره وتتفقَّد أحواله، فظنوا أن الأمر كذلك، فخلَّوا عن الدار، فخرج في الحال شابان من أولاد صنايع أبي المحبوس، وأطلقوه من قيده وأظهروه من الحبس، وأغلقوا أبواب الحمراء، وذلك كلُّه ليلًا، وضربوا الطبول والأبواق على عادتهم، فبادر الناس إليهم ليلًا، وسألوا عن الخبر، فقيل لهم من الحمراء: قد ملَّكْنا السلطان أبا عبد الله محمد بن نصر، فأقبل أهل المدينة وأهل الأرباض فبايعوه محبةً فيه وفي أبيه، وكرهًا في الأيسر، فما طلع النهار حتى استوسق له الأمر، وبلغ الخبر إلى الأيسر فلم يثبُتْ، وتوجه نحو رندة وقد فرَّ عنه مَن كان معه من جنده، حتى لم يبقَ معه منهم إلا نحو الأربعين، وخرجت الخيل من غرناطة في طلبه، فمنعه أهل رندة، وأبوا أن يسلموه، وكتبوا إلى المنتصب بغرناطة في ذلك فآل الأمر إلى أن ركب سفينة وسار في البحر، وليس معه سوى أربعة نفر، وقدم تونس متراميًا على متملِّكها أبي فارس عبد العزيز الحفصي، وبلغ ألفونسو متملك قشتالة ما تقدَّم ذكره، فجمع جنوده من الفرنج، وسار يريد غرناطة في جمع موفور، فبرز إليه القائم بغرناطة وحاربه، فنصره الله على الفرنج، وقتل منهم خلقًا كثيرًا، وغَنِمَ ما يجلُّ وصفُه!

العام الهجري : 334 العام الميلادي : 945
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنةِ وقَعَ غَلاءٌ شَديدٌ ببغداد، حتى أكلوا الميتةَ والسنانيرَ والكِلابَ، وكان من النَّاسِ مَن يسرِقُ الأولادَ فيَشويهم ويأكُلُهم، وكثُرَ الوباء في الناس حتى كان لا يَدفِنُ أحدٌ أحدًا، بل يُترَكونَ، على الطُّرُقاتِ، فيأكل كثيرًا منهم الكلابُ، وبيعت الدورُ والعقارُ بالخُبزِ، وانحدرَ كثيرٌ من أهل بغداد إلى البصرةِ، فكان منهم من مات في الطريقِ ومنهم من وصل إليها بعد مُدَّة مديدةٍ.

العام الهجري : 1229 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1814
تفاصيل الحدث:

كسفت الشمسُ وقتَ الضحى كسوفًا لم يُعهَدْ مِثلُه، وانطمست بالكليةِ وأظلمت الأرضُ وطَلَعت النجومُ.

العام الهجري : 1416 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1996
تفاصيل الحدث:

قامَت منظمةُ التحريرِ الفِلَسْطينية بتعديل الميثاق الوطنيِّ الفِلَسْطينيِّ، وألغَت منه كلَّ البنودِ التي لا تَعتَرِف بإسرائيلَ.

العام الهجري : 656 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1258
تفاصيل الحدث:

هو أستاذ دار الخلافة الصاحِبُ القاضي محيي الدين يوسف ابن الشيخ جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن حماد بن أحمد بن يعقوب بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النصر بن محمد بن أبي بكر الصديق، المعروفُ بابنِ الجوزيِّ القرشيِّ التيمي البكري البغدادي الحنبلي، ولد في ذي القعدة سنة 580 ونشأ شابًّا حسنًا وحين توفِّيَ والِدُه وعَظَ في موضعه فأجاد وأحسن وأفاد، ثم تقَدَّمَ وولِيَ حِسبةَ بغداد مع الوَعظِ الرائِقِ والأشعار الحسنة الرائعة، وولي تدريسَ الحنابلة بالمستنصرية سنة 632 وكانت له مدارس أخرى، صار محيي الدين رسولَ الخلفاءِ إلى الملوكِ بأطرافِ البلادِ ولا سيَّما إلى بني أيوبَ بالشَّامِ وقد حصل منهم من الأموالِ والكراماتِ ما ابتغى من ذلك بناءَ المدرسة الجوزيَّة التي بالنشابين بدمشق, ولما وَلِيَ مؤيِّدُ الدين بن العلقمي الوزارةَ سنة 640 وشغر عنه الأستادارية، وَلِيَها عنه محيي الدين وانتصب ابنه عبد الرحمن للحسبة والوعظِ، فأجاد فيها وسار سيرةً حسنةً، ثم كانت الحسبةُ تنتَقِلُ في بنيه الثلاثة: جمال الدين عبد الرحمن، وشرف الدين عبد الله، وتاج الدين عبد الكريم، وقد قُتِلوا معه في هذه السَّنة, ولمحيي الدين مُصَنَّف في مذهب الإمام أحمد، وذكر له ابنُ الساعي أشعارًا حسنة يهنِّئ بها الخليفةَ في المواسم والأعياد تدُلُّ على فضيلةٍ تامةٍ وفصاحةٍ بالغة، وقد وقَفَ المدرسةَ الجَوزيَّةَ بدِمشقَ، وكان كثيرَ المحفوظ قويَّ المشاركة في العلومِ، وافر الحُرمةِ، ضُرِبَت عُنُقُه هو وأولاده تاج الدين والمحتسب جمال الدين وشرف الدين مع الخليفةِ المُستَعصِم بالله عام هولاكو ببغدادَ في صَفَر.

العام الهجري : 726 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1326
تفاصيل الحدث:

وفي يومِ الجُمُعةِ العاشِرَ من شعبان قُرِئَ بالجامع الكتابُ السلطانيُّ الوارِدُ باعتقال شيخ الإسلامِ ابن تيمية، وهذه الواقِعةُ سَببُها فُتيا وُجِدَت بخطِّه في السَّفَرِ وإعمالِ المطِيِّ إلى زيارةِ قُبورِ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقبورِ الصالحين، وفي يوم الأربعاء مُنتصَفَ شعبان أمر قاضي القضاة الشافعي في حبسِ جماعةٍ مِن أصحاب الشيخِ تقي الدين ابن تيمية في سِجنِ الحكم، وذلك بمرسومِ نائب السلطنة وإذنِه له فيه، فيما تقتضيه الشريعةُ في أمرهم، وعُزِّرَ جماعة منهم على دوابَّ، ونودي عليهم ثمَّ أُطلِقوا، سوى شمسِ الدين محمد بن قيِّم الجوزيَّة؛ فإنَّه حُبِسَ بالقلعة، وفي يوم الاثنين عند العصر سادس عشر شعبان تم اعتقال الشيخ الإمام العالم العلَّامة تقيُّ الدين ابن تيمية بقلعة دمشق، حضَرَ إليه من جهة نائب السلطنة تنكز وابن الخطيري أحد الحجاب بدمشق، وأخبراه أنَّ مرسومَ السلطان ورد بذلك، وأحضرا معهما مركوبًا لِيَركَبَه، وأظهر السرورَ والفرح بذلك، وقال: أنا كنت منتَظِرًا لذلك، وهذا فيه خير كثيرٌ ومصلحة كبيرة، وركبوا جميعًا من داره إلى بابِ القلعة، وأُخلِيَت له قاعة وأجري إليها الماءُ ورُسِمَ له بالإقامةِ فيها، وأقام معه أخوه زين الدين يخدُمُه بإذن السلطانِ، ورُسِمَ له ما يقومُ بكفايته، والسَّبَبُ في كل ذلك هو أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية حَرَّم إعمالَ المطِيِّ لزيارة القبورِ بناءً على قَولِه صلَّى الله عليه وسلم: ((لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مَساجِدَ)) ثم إنَّ مُناوئي الشيخ وأعداؤه أشاعوا عنه أنَّه يقول بحُرمةِ زيارة القبور عمومًا، والشيخُ كما هو معلوم من فتاويه وكُتُبِه أنَّه لا يقولُ بحُرمةِ الزيارةِ مُطلقًا إنَّما يقول: يحرُمُ شَدُّ الرَّحلِ والسَّفَرُ لأجلِ زيارة القبور، أمَّا زيارتها من غير سَفَرٍ ولا شَدِّ رَحلٍ فيقولُ بسُنِّيَّتِه.

العام الهجري : 1331 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1913
تفاصيل الحدث:

نشبت حرب البلقان الثانية، وكان سببها هو رغبة بلغاريا في انتزاع إقليم مقدونيا الشمالية من صربيا، وقد انتهت هذه الحرب بعد 42 يومًا من اشتعالها، بمعاهدة "بوخارست" في أغسطس 1913م.كان الصرب والبلغار يأملون أن تساعدهم روسيا في المستقبل؛ لذلك تنصَّلوا من وعودهم للنمسا في عدم القيام بدعاية للجامعة الصربية والدولة السلافية الكبرى في داخل النمسا والمجر، وانتهى الأمر بتكوين العصبة البلقانية التي تضمُّ بلغاريا واليونان والصرب، وحذَّرت الدول الكبرى هذه العصبةَ مِن أي محاولة لتمزيق ممتلكات الدولة العثمانية في البلقان، غير أن الصربَ أعلنوا الحربَ على العثمانيين في (ذي القعدة 1330هـ/ أكتوبر 1912م) فاشتعلت الحربُ في البلقان، وفي ستة أسابيع انتزعت العصبة البلقانية جميعَ أراضي العثمانيين في أوروبا ما عدا القسطنطينية. وأثارت هذه الانتصارات النمسا التي دعت إلى عقد مؤتمر دولي، وكان أهمُّ غرض للنمسا هو حرمانَ الصرب من منفذٍ بحري مباشر على بحر الأدرياتيك، وأصبحت ألبانيا مركزًا للصراع الدبلوماسي الشديد بين النمسا وروسيا، لكِنَّ المشكلة سُوِّيت بإقامة دولة مستقلة في ألبانيا تحكمُها ألمانيا، ووقّعت معاهدة لندن التي حصرت الأملاك العثمانية في أوروبا في القسطنطينية وشبه جزيرة غاليبولي. ولم يكد مدادُ معاهدة لندن يجِفُّ حتى نشبت الحرب بين دول العصبة البلقانية الثلاث على مغانم الحرب، وتدخَّلت الدولة العثمانية ورومانيا في تلك الحرب، وتدخَّلت الدول الكبرى لتحقيق مصالحها، خاصةً روسيا والنمسا، وانتهت الحرب البلقانية الثانية بهزيمة بلغاريا وضعفها، وتنامي قوة صربيا، وتزعزُع مكانةِ النمسا الدولية؛ لذلك فكَّرت النمسا في سحق صربيا عسكريًّا لتفادي خطر تكوين دولة صربيا الكبرى، وبالتالي تسبَّبت الحروب البلقانية في زيادة التوتر داخل الكتلتين الأوروبيتين المتصارعتين: الحلف الثلاثي، والوفاق الثلاثي، والاستعداد لمواجهة عسكرية كبرى.

العام الهجري : 814 العام الميلادي : 1411
تفاصيل الحدث:

قبض السلطانُ الناصِرُ فرج على جماعةٍ من كبار المماليك الظاهرية -مماليك برقوق- وحبسهم بالبرج من القلعة، ثم قتَلَهم بعد شهر، وكانوا جمعًا كبيرًا، ثم في شهر رجب نزل السلطان من القلعة إلى الصيد، فبات ليلةً وعزم على مبيت ليلة أخرى بسرياقوس، فبلغه أن طائفة من الأمراء والمماليك اتفقوا على قتله، فعاد إلى القاهرة مسرعًا، وأخذ يتتبَّعُ ما قيل حتى ظفر بمملوكين عندهما الخبر، فعاقبهما في ثامن عشر شهر رجب، فأظهرا ورقةً فيها خطوط جماعة كبيرة، كبيرُهم الأمير جانم، وكان جانم قد سافر قبل تاريخه إلى منية ابن سلسيل، وهي من جملة إقطاعه، فندب السلطان الأمير بكتمر جلق، والأمير طوغان الحسني الدوادار؛ لإحضار جانم ومَسَك السلطان بعد خروجهما جماعةً كبيرةً من الأمراء والمماليك الظاهرية ووسَطَ منهم خمسةً، فنفرت القلوب منه، ووجد شيخ ونوروز للوثوب عليه سبيلًا. ذبح السلطان في ليلة الأربعاء مُستهلَّ شعبان عشرين مملوكًا ممن قُبِض عليهم، ثم وَسَط من الأمراء في يوم الأربعاء الثامن عشر آخر تحت القلعة، وفي ليلة الأربعاء قتل السلطان أيضًا بالقلعة من المماليك الظاهرية زيادة على مائة مملوك من الشراكسة من مماليك أبيه، ثم إن السلطان نادى في أول شهر رمضان بالقلعة بالأمان، وأنهم عتقاء شهر رمضان، فظهر منهم جماعة، فأَمِنوا، وتتابع بقيتهم حتى ظهر قريب من ثلاثين مملوكًا في عدة أيام، فوُعدوا بخير، وأن يُعطَوا الخيل، ورُسِم لهم بيوم يجتمعون فيه لأخذ خيولهم فاغترُّوا وحضروا، فقُبِض عليهم كلهم وحبسوا، وتتبع المماليك السلطانية، وجلس السلطان لتفريق القرقلات برسم الرسم عليهم، فقبض على جماعة كثيرة منهم وسَجَنهم، فما انقضى شهر رمضان حتى زادت عدة المسجونين من المماليك السلطانية على أربعمائة رجل، ثم ذبح السلطان في ليلة ثالث شوال أزيدَ من مائة نفس من المماليك السلطانية الظاهرية المحبوسين بالبرج، ثم أُلقوا من سور القلعة إلى الأرض، ورُموا في جبٍّ مما يلي القرافة، واستمر الذبحُ فيهم.

العام الهجري : 1236 العام الميلادي : 1820
تفاصيل الحدث:

لما جاء الكولونيل سيف -سليمان الفرنساوي- إلى مصرَ، كضابط مع الحملة الفرنسيةِ ولَمَّا آنس منه محمد علي باشا الكفاءةَ لتحقيق مشروعه؛ أنفذه إلى أسوان ليؤسِّسَ مدرسة حربية تخرِّجُ ضباطًا على النمط الأوربي؛ ليكونوا النواةَ الأولى من جيشِ مِصرَ الحديث، وبدأ العمَلَ في هذه المدرسة بأن قَدَّم إليه خمسمائة من خاصَّةِ مماليكه ليدَرِّبَهم على أن يكونوا ضبَّاطًا في النظامِ الحديث، وطلب إلى بعضِ رجاله أن يحذُوا حَذْوَه ويُقدِّموا مَن عندهم من المماليك، فاجتمع لدى الكولونيل سيف ألفٌ من هؤلاء وأولئك، أخذ يدرِّبُهم مدةَ ثلاث سنوات على فنونِ الحرب وأساليبها الحديثة، فصاروا نواةَ الجيش النظامي؛ إذ تكوَّنت منهم الطائفةُ الأولى من الضباط، وقد لاقى "الكولونيل سيف" متاعِبَ جَمَّة خلال تدريب طلاب هذه المدرسة، خاصةً وأنهم لم يعتادُوا الطاعة المُطلَقة لرؤسائِهم, كما لم يتعوَّدوا أن يتعلموا فنونَ الحرب الحديثة، ولم يألَفوا من الحركاتِ العسكرية سوى الكَرِّ والفَرِّ، هذا بالإضافة إلى أن الكولونيل سيفًا ضابِطٌ أوروبي نصراني، ومن هنا جاشت في نفوسِهم فكرةُ العصيان والتمَرُّد، فحاول أحدُهم تدبير مؤامرة لاغتياله أثناء التدريبِ على ضربِ النَّارِ، فأطلق أحدُهم عليه رصاصةً أطاحت بقبَّعتِه ولمست أذنَه، وبدلًا من أن ينتَقِمَ الكولونيل من الطالبِ أمسك البندقية واتَّخَذ مكانَه في الصَّفِّ ليعَلِّمَه كيف يكون التصويبُ نحو الهدف، ولكي يُزيلَ الحاجِزَ النفسي بينه وبين طلابه اعتنقَ "الكولونيل سيف"  الإسلامَ، وأصبح اسمه  "سليمان " وبعد ثلاث سنوات من التدريب الشاقِّ، تمَّ تخريجُ مجموعة من الضباط وصل عددُهم إلى حوالي ستة آلاف ضابط. ومضى مشروعُ محمد علي في بناء جيش مصر الحديث، وظلَّ "سليمان باشا الفرنساوي " على رأسِ هذا الجيش يعَلِّمُ ويدرِّبُ وينَظِّمُ وينشئُ المدارسَ الحربية على النظام الحديث، فتأسَّست مدرسة حربية في "فرشوط"، وأخرى في "جرجا"، واتسعت دائرةُ التجنيد، وتمَّ إرسالُ مجموعة من الطلاب إلى أوروبا لإتمام دروسهم العسكرية هناك.

العام الهجري : 628 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1231
تفاصيل الحدث:

في أواخر هذه السنة أطاع أهل بلاد أذربيجان جميعها للتتر، وحملوا إليهم الأموالَ والثياب الخطائي، والخوبي، والعتابي، وغير ذلك، وسبب طاعتِهم أن جلال الدين لَمَّا انهزم على آمد من التتر، وتفَرَّقت عساكره، وتمزَّقوا كلَّ مُمزَّق، وتخطَّفَهم الناس، وفعل التترُ بديار بكر والجزيرة وإربل وخلاط ما فعلوا، ولم يمنَعْهم أحد، ولا وقف في وجوههم واقف، وملوكُ الإسلام منجحرون في الأثقاب، وانضاف إلى هذا انقطاعُ أخبار جلال الدين، فإنَّه لم يظهر له خبر، ولا علموا له حالة، سُقِطَ في أيديهم، وأذعنوا للتتر بالطاعة، وحملوا إليهم ما طلبوا منهم من الأموالِ والثياب، وكذلك مدينة تبريز التي هي أصل بلاد أذربيجان، ومرجع الجميعِ إليها وإلى من بها، فإنَّ ملك التتر نزل في عساكره بالقرب منها، وأرسل إلى أهلِها يدعوهم إلى طاعته، ويتهدَّدُهم إن امتنعوا عليه، فأرسلوا إليه المال الكثير، والتُّحَف من أنواع الثياب الإبريسم وغيرها، وكلُّ شيء حتى الخمر، وبذلوا له الطاعة، فأعاد الجوابَ يشكُرُهم، ويطلب منهم أن يحضُرَ مُقَدَّموهم عنده، فقصده قاضي البلد ورئيسُه، وجماعة من أعيان أهله، وتخلَّفَ عنهم شمس الدين الطغرائي، وهو الذي يرجع الجميعُ إليه، إلَّا أنه لا يظهر شيئًا من ذلك، فلمَّا حضروا عنده سألهم عن امتناع الطغرائي من الحضور فقالوا: إنه رجل منقطع، ما له بالملوك تعلُّق، ونحن الأصل، فسكت ثم طلب أن يحضروا عنده من صناع الثيابِ الخطائي وغيرها، ليستعمل لمَلِكهم الأعظم، فأحضروا الصُّنَّاع، فاستعملهم في الذي أرادوا، ووزن أهل تبريز الثمَن، وطلب منهم خركاة لملكه أيضًا، فعملوا له خركاة- بيت من الخشب- لم يُعمَل مِثلُها، وعملوا غشاءَها من الأطلس الجيد المزركش، وعملوا من داخلها السمور والقندر، فجاءت عليهم بجملة كثيرة، وقرر عليهم شيئًا من المال كلَّ سنة، وترددت رسلهم إلى ديوان الخلافة وإلى جماعة من الملوك يطلُبون منهم أنهم لا ينصرون خوارزم شاه. قال ابن خلكان: "ولقد وقفتُ على كتاب وصل من تاجرٍ مِن أهل الري في العام الماضي، قبل خروج التتر، فلما وصل التتر إلى الري وأطاعهم أهلها، وساروا إلى أذربيجان، سار هو معهم إلى تبريز، فكتب إلى أصحابه بالموصل يقول: إن الكافِرَ- لعنه الله- ما نَقدِرُ نَصِفُه، ولا نذكر جموعه حتى لا تنقطع قلوبُ المسلمين، فإن الأمر عظيم، ولا تظنوا أن هذه الطائفةَ التي وصلت إلى نصيبين والخابور، والطائفة الأخرى التي وصلت إلى إربل ودقوقا، كان قصدُهم النهب، إنما أرادوا أن يعلموا هل في البلاد من يردُّهم أم لا، فلما عادوا أخبروا ملكهم بخلو البلادِ مِن مانع ومدافع، وأنَّ البلاد خالية من ملك وعساكر، فقوي طمعُهم، وهم في الربيع يقصدونَك، وما يبقى عندكم مقامٌ إلَّا إن كان في بلد الغرب، فإنَّ عَزمَهم على قصدِ البلاد جميعها، فانظروا لأنفُسِكم، هذا مضمون الكتاب، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

العام الهجري : 1224 العام الميلادي : 1809
تفاصيل الحدث:

اشتدَّ الوباءُ والمرض خصوصًا في الدرعية، فمكث ذلك إلى شهر جمادى ومات في الدرعية خلقٌ كثير من الغرباء والسكَّان حتى أتي عليهم أيامٌ يموت في اليوم الواحد ثلاثون وأربعون نفسًا، وكتب سعود نصيحةً بليغة لأهلِ الدرعية وأرسَلَها إلى جميع النواحي حَذَّرهم فيها من المحظورات وحثَّهم على التوبة، ودعا الله في آخِرِها دعاءً عظيمًا أن يرفَعَ الضرَّ والوباءَ عن الناسِ، وقرئ على الناسِ في مساجِدِ الدرعيةِ.

العام الهجري : 325 العام الميلادي : 936
تفاصيل الحدث:

خرج الخليفةُ الراضي وأميرُ الأمراءِ محمَّدِ بن رائق من بغداد قاصدينِ واسِطَ؛ لقتال أبي عبد الله البريدي نائبِ الأهواز، الذي قد تجبَّرَ بها ومنع الخَراج، فلما سار ابنُ رائق إلى واسِط خرجَ الحجريَّةُ فقاتلوه فسَلَّطَ عليهم بجكم فطحَنَهم، ورجع فَلُّهم إلى بغدادَ فتلقَّاهم لؤلؤ أميرُ الشرطة فاحتاط على أكثَرِهم ونُهِبَت دورهم، ولم يبقَ لهم رأسٌ يَرتَفِع، وقُطِعَت أرزاقهم من بيت المال بالكليَّة، وبعث الخليفةُ وابنُ رائق إلى أبي عبد الله البريدي يتهدَّدانه فأجاب إلى حَملِ كُلِّ سَنةٍ ثلاثمائة ألف وستين ألف دينار يقوم بها، تحمَلُ كُلَّ سَنةٍ على حدته، وأنه يجهِّزُ جيشًا إلى قتال عضُدِ الدولة بن بويه، فلما رجع الخليفةُ إلى بغداد لم يَحمِلْ شيئًا ولم يبعَثْ أحدًا، ثم بعث ابنُ رائق بجكم وبدرًا الحسيني لقتال البريدي، فجَرَت بينهم حروب وخطوب، ثم لجأ البريدي إلى عمادِ الدولة واستجار به، واستحوذ بجكم على بلادِ الأهواز، وجعل إليه ابنُ رائق خراجَها، وكان بجكم هذا شجاعًا فاتكًا، وفي ربيع الأول خلع الخليفةُ على بجكم وعقَدَ له الإمارةَ ببغداد، وولَّاه نيابة المشرق إلى خُراسان.

العام الهجري : 689 العام الميلادي : 1290
تفاصيل الحدث:

ثار أهلُ عكَّا بتجَّار المسلمين وقتلوهم، فغَضِبَ السلطان قلاوون وكتب إلى البلاد الشاميَّة بعَمَلِ مجانيق وتجهيزِ زردخاناة- خزنة الأسلحة- لحصارِ عكا، وذلك أنَّ الظاهِرَ بيبرس كان قد هادَنَهم، فصاروا يحمِلونَ إليه هديَّتَهم في كلِّ سَنةٍ واستمَرُّوا في حَملِها إلى الملك المنصور قلاوون، إلَّا أنهم كثُرَ طَمَعُهم وفسادُهم وقَطعُهم الطريقَ على التجار، فأخرج لهم السلطانُ قلاوون الأميرَ شمس الدين سنقر المساح على عسكر، ونزلوا اللجونَ على العادة في كلِّ سنة، فإذا بفرسانٍ مِن الفرنج بعكا قد خرَجَت فحاربوهم، واستمَرَّت الحربُ بينهم وبين أهل عكا مُدَّة أيام، وكُتِبَ إلى السلطان بذلك، فأخذ في الاستعدادِ لحَربِهم، فشرع الأميرُ شمس الدين سنقر الأعسر في عمل ذلك، وقرَّرَ على ضياع المرج وغوطة دمشق مالًا على كلِّ رجلٍ ما بين ألفي درهمٍ إلى خمسمائة درهم، وجبى أيضًا من ضِياعِ بعلبك والبقاع، وسار إلى وادٍ بين جبال عكا وبعلبك لقطع أخشابِ المجانيق، فسقط عليه ثلجٌ عظيمٌ كاد أن يُهلِكَه، فركب وساق وتَرَك أثقالَه وخيامه لينجوَ بنفسه، فطَمَّها الثلجُ تحته إلى زَمَنِ الصيف، فتَلِفَ أكثَرُها.