الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1885 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 183 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 799
تفاصيل الحدث:

هو السَّيِّدُ أبو الحسن العلوي موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والِدُ الإمام علي بن موسى الرضا, المدنِيُّ، ولد سنة ثمان وعشرين ومائة بالمدينةِ ثم نزلَ بغداد,َ لقب بالكاظِمِ لكَظمِه عمَّن أساء إليه، كان مجتهدًا في العبادةِ كريمًا، قيل: إنَّ سبَبَ سَخَطِ الرشيدِ عليه هو أنَّ الرشيدَ لَمَّا زار قبرَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: السَّلامُ عليك يا عمَّاه يفتَخِرُ بذلك، فقال موسى: السَّلامُ عليك يا أبتِ. فقال الرشيدُ: هذا هو الفَخرُ يا أبا الحسَنِ, ثم لم يزَلْ ذلك في نفسِه، فحَنقَ عليه حتى استدعاه في سنة تسعٍ وسبعين وسجَنَه فأطال سَجنَه، وقيل: بل لأنَّه سَمِعَ أنَّ النَّاسَ يبايعونَ له فحَمَله معه إلى البصرةِ وحَبَسَه عند واليها عيسى بن جعفرٍ، ثمَّ نقَلَه إلى الفضلِ البرمكي، ثمَّ حَوَّله إلى السندي بن شاهك، إلى أن مات عنده ودُفِنَ في بغداد.

العام الهجري : 1220 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1805
تفاصيل الحدث:

ولد محمد علي في مدينة قَوَلة الساحلية في جنوب مقدونيا عام 1769م، وهو تركي عثماني لا يمتُّ للألبانيين ولا لصقالبة مقدونية ولا يونانها بسببٍ ولا نسب، لكنَّه حين قدم مصر جاء مع الفرقة الألبانية التي أرسلها السلطانُ العثماني إلى مصر؛ ممَّا أشكَلَ أمره على البعض، فحسِبَ أنَّ له أصلًا ألبانيًّا! وكان محمد علي قد اختاره المصريون ليكون واليًا على مصر، فبعد جلاء الفرنسيين عن مصرَ استطاع محمد علي أن يسيطرَ على الوضع، وأن يحوز رضا العلماء والتجَّار والأعيان، حتى نادَوا به واليًا على مصر، وبعثوا برسالة للسلطان العثماني يطالبونه بتعيين محمد علي واليًا علي مصر، فاستجاب لرغبتهم، فتمَّ إعلانه واليًا على مصر في 17 مايو 1805م, كما كان لثورة عمر مكرم الشعبية أثرٌ في إبعاد خورشيد باشا عن حكم مصر وتهيئتها لمحمد علي الذي استقرَّ على أريكة الحكم في مصر هذا العام، وظل يحكمُها نحو 43 سنة، فقضى على المماليك في مذبحة القلعة الشهيرة، وكانوا مراكِزَ القوى ومصدرَ القلاقل السياسية، ممَّا جعل البلد في فوضى. وقضى على الإنجليز في معركة رشيد، وأصبحت مصر تتسم بالاستقرار السياسي لأوَّلِ مرة تحت ظلالِ الخلافة العثمانية. وبدأ محمد علي بتكوين أولِ جيشٍ نظامي في مصر الحديثة. وكان بدايةً للعسكرية المصرية في العصر الحديثِ، تمكَّن محمد علي أن يبنيَ في مصر دولةً عصرية على النسَقِ الأوروبي، واستعان في مشروعاتِه الاقتصادية والعلمية بخُبراء أوروبيين، ومنهم بصفةٍ خاصة السان سيمونيون الفرنسيون، الذين أمضوا في مصر بضع سنوات في الثلاثينات من القرن التاسع عشر.

العام الهجري : 8 العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

لمَّا فرَغ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن حُنينٍ بعَث أبا عامرٍ على جيشٍ إلى أَوْطاسٍ، فلَقِيَ دُرَيْدَ بنَ الصِّمَّةِ، فقُتِلَ دُريدٌ وهزَم الله أصحابَهُ، قال أبو موسى الأَشعريُّ: وبعَثني مع أبي عامرٍ عُبيدٍ الأَشعريِّ، فرُمِيَ أبو عامرٍ في رُكْبَتِهِ، رَماهُ جُشَمِيٌّ بِسَهمٍ فأَثْبَتَهُ في رُكبتِهِ، فانتَهيتُ إليه فقلتُ: يا عمِّ مَن رَماك؟ فأَشار إليه فقال: ذاك قاتِلي الذي رَماني. فقصدتُ له فلَحِقْتُهُ، فلمَّا رَآني وَلَّى، فاتَّبَعْتُه وجعلتُ أقولُ له: ألا تَسْتَحْيِي، ألا تَثْبُتُ، فكَفَّ، فاخْتلَفْنا ضَربتين بالسَّيفِ فقَتلتُه، ثمَّ قلتُ لأبي عامرٍ: قتَل الله صاحِبَك. قال: فانْزَعْ هذا السَّهمَ. فنَزعْتُه فنَزا منه الماءُ قال: يا ابنَ أخي أَقْرِئْ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم السَّلامَ، وقُلْ له: اسْتَغْفِرْ لي. واسْتخلَفني أبو عامرٍ على النَّاسِ، فمكَث يَسيرًا ثمَّ مات، فرجعتُ فدخلتُ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في بيتِه على سَريرٍ مُرْمَلٍ وعليه فِراشٌ، قد أَثَّرَ رِمالُ السَّريرِ بِظَهْرِهِ وجَنْبَيْهِ، فأَخبرتُه بخَبرِنا وخَبرِ أبي عامرٍ، وقال: قُلْ له اسْتَغْفِرْ لي. فدَعا بماءٍ فتَوضَّأَ، ثمَّ رفَع يَديهِ فقال: «اللَّهمَّ اغْفِرْ لعُبيدٍ أبي عامرٍ». ورَأيتُ بَياضَ إِبْطَيْهِ، ثمَّ قال: «اللَّهمَّ اجْعَلْهُ يومَ القِيامةِ فوقَ كَثيرٍ مِن خَلقِك مِنَ النَّاسِ». فقلتُ: وَلِي فَاسْتَغْفِرْ. فقال: «اللَّهمَّ اغْفِرْ لعبدِ الله بنِ قَيسٍ ذَنْبَهُ، وأَدْخِلْهُ يومَ القِيامةِ مُدخَلًا كَريمًا» قال أبو بُردةَ: إحداهُما لأبي عامرٍ، والأُخرى لأبي موسى.

العام الهجري : 1248 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1833
تفاصيل الحدث:

لما رجع الإمامُ تركي من بعض غزواته وخرج من الدهناء ونزل غدير وثيلان، أمَرَ على رؤساء النواحي وأمرائهم أن يجتمعوا عنده، فلما حضروا قام فيهم مذكِّرًا بنعمة الاجتماع بعد الفُرقةِ، ثم أغلظ الكلام على الأمراء وتهدَّدهم وتوعَّدَهم عن ظلم الرعايا وقال: " اسمَعوا يا أمراء البلدان، اسمعوا يا أمراء المسلمين، إياكم وظلمَ الرعايا والأخذ منهم غير الحقِّ، فإذا ورد عليكم أمري بالمغزى حملتموهم زيادةً لكم إياكم، وذلك فإنه ما منعني أن أجعل على أهل البلدان زيادة ركاب لغزوهم إلَّا من أجل الرفقِ بهم، وإني ما حمَّلتُهم إلا بعضَ ما حمَّلهم الذي قبل... ثم تكلم للرعايا فقال لهم: أيُّما أمير ظلمكم فأخبروني، فقام أمير بريدة عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن حسن فقال: يا إمامَ المسلمين خُصَّ بقولك ولا تعُمَّ به، فإن كنت نقمت على أحدٍ مِنَّا فأخبره بفِعلِه, فقال: إنما القولُ فيك وأمثالك، تحسبون أنكم ملكتم البلد بسيوفِكم، وإنما أخذها لكم وذَلَّلها سيفُ الإسلامِ والاجتماع على الإمام".

العام الهجري : 223 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 838
تفاصيل الحدث:

هو بابَك الخُرَّمي (بابک خرمدین) زعيمٌ ديني فارسيٌّ، وقائدُ فرقة الخُرَّميَّة ظهر سنة 201هـ الموافق 816 م، في خلافةِ المأمون العباسي, وكثُرَ أتباعهُ، وقاد ثورةً على العباسيِّينَ بعد مصرعِ أبي مسلم الخراساني، استمَرَّت حوالى عشرينَ سنة، وكان أحد الشُّجعانِ، أخاف الإسلامَ وأهلَه، وهزم الجيوشَ العباسيَّة عشرين سنة، وغلبَ على أذربيجانَ وغَيرِها، وأراد أن يقيم المِلَّةَ المجوسيَّة، وعَظُم البلاء. فأنفق المأمونُ والمعتَصِمُ على حربِ بابك قناطيرَ مُقنطرةً مِن الذهَبِ والفِضَّة، وفي هذه السنة بعث المعتَصِمُ نفقاتٍ إلى جيشِه مع الأفشين، فكانت ثلاثينَ ألف ألف درهم، فكانت الحربُ مع بابك الخرمي فطَحَنه الأفشين، واستباح عسكَرَه، وأُخِذَت البذُّ- مدينةُ بابك- وهرب واختفى في غيضةٍ، ثم أُسِرَ بعد فصولٍ طويلة, ولَمَّا أُحضِرَ بابك بين يدي المعتَصِمَ، أمَرَ بقطع يَدَيه ورِجلَيه وجَزِّ رأسِه وشَقِّ بَطنِه، ثم أمَرَ بحَملِ رأسِه إلى خراسانَ، وصَلْبِ جُثَّتِه على خشبةٍ بسامِرَّا، فقُطِعَ دابِرُ الخرَّميَّة.

العام الهجري : 84 العام الميلادي : 703
تفاصيل الحدث:

هو عِمْرانُ بن حِطَّان بن ظَبْيان، السَّدُوسيُّ البَصريُّ، نَشَأ في البَصْرَة، حَدَّثَ عن عائِشَة، وأبي موسى الأشعريِّ، وابن عَبَّاس، ورَوَى عنه ابنُ سِيرين، وقَتادَة، ويحيى بن أبي كَثير. كان مِن أَهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، فتَزَوَّج امْرأَةً مِن الخَوارِج حَسَنَةً جَميلةً جِدًّا فأَحَبَّها، وكان هو دَمِيمُ الشَّكْل، فأَرادَ أن يَرُدَّها إلى السُّنَّةِ فأَبَتْ، فَارْتَدَّ معها إلى مَذْهَبِها. وقد كان مِن الشُّعراء المُطْبِقِين، وهو القائِلُ في قَتْلِ عَلِيٍّ وقاتِلِه:
يا ضَرْبَةً مِن تَقِيٍّ ما أراد بها... إلَّا لِيَبْلُغَ مِن ذي العَرْشِ رِضْوانا
 إنِّي لأَذْكُرُه يومًا فَأَحْسَبُه... أَوْفَى البَرِيَّةِ عندَ الله مِيزانا
أَكْرِم بِقَوْمٍ بُطون الطَّيْر قَبْرُهم... لم يَخْلِطُوا دِينهم بَغْيًا وعُدْوانا
وقد رَدَّ عليه بَعضُ العُلَماء في أَبياتِه المُتَقَدِّمة في قَتْلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه بأبياتٍ على قافِيَتِها ووَزْنِها:
بَل ضَرْبَةً مِن شَقِيٍّ ما أراد بها... إلَّا لِيَبْلُغَ مِن ذي العَرْشِ خُسْرانا
إنِّي لأَذْكُرُه يومًا فأَحْسَبُه... أَشْقَى البَرِيَّةِ عندَ الله مِيزانا

العام الهجري : 88 العام الميلادي : 706
تفاصيل الحدث:

غَزَا مَسلمةُ بن عبدِ الملك والعَبَّاس بن الوَليد بن عبدِ الملك بِلادَ الرُّومِ، وكان الوَليدُ قد كَتَبَ إلى صاحِب أرمينية يَأمُره أن يَكتُب إلى مَلِك الرُّوم يعرفه أن الخَزَر وغيرهم مِن مُلوك جِبال أرمينية قد اجتمعوا على قَصْدِ بِلادِه، ففَعَل ذلك، وقَطَعَ الوَليدُ البَعْثَ على أهلِ الشَّام إلى أرمينية وأَكْثَرَ وأَعْظَمَ جِهازَهُ، وساروا نحو الجَزيرَة ثمَّ عَطَفوا منها إلى بَلَدِ الرُّوم فاقْتَتَلوا هُم والرُّوم، فانْهَزَم الرُّومُ ثمَّ رَجَعوا فانْهَزَم المسلمون، فبَقِيَ العَبَّاس في نَفَرٍ، منهم ابنُ مُحَيْرِيز الجُمَحِيُّ، فقال العَبَّاسُ: أين أهلُ القُرآن الذين يُريدون الجَنَّة؟ فقال ابنُ مُحَيْرِيز: نَادِهِمْ يَأْتُوك. فنَادَى العَبَّاسُ: يا أهلَ القُرآن! فأَقْبَلوا جَميعًا، فهَزَمَ اللهُ الرُّومَ حتَّى دَخَلوا طُوانَة، وحَصَرَهم المسلمون، وفَتَحوها في جُمادَى الأُولى. كما غَزَا مَسلمةُ بن عبدِ الملك الرُّومَ أيضًا ففَتَحَ ثَلاثَة حُصونٍ: أَحَدها حِصْن قُسْطَنْطِين وغَزَالَة وحِصْن الأَخْرم، وقَتَل مِن المُسْتَعْرِبَة نَحوًا مِن ألف، وأَخَذ الأَموال.

العام الهجري : 150 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 767
تفاصيل الحدث:

هو الإمام، فقيه الملة، أبو حنيفة النُّعمانُ بنُ ثابت بن زوطى التيميُّ ولاءً، فقيهُ العراقِ إمامُ الحنفيَّة، أحد الأئمة الأربعة المشهورين أصحاب المذاهب المعروفة، يقال: إنه من أبناء الفرس ولد سنة 80, وكان حسن الوجه حسن المجلس، شديد الكرم حسن المواساة لإخوانه، وكان ربعة من الرجال، وقيل كان طوالا تعلوه سمرة،. أدرك أبو حنيفة أربعة من الصحابة، رضوان الله عليهم وهم: أنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، ولم يلق أحداً منهم ولا أخذ عنه، وأصحابه يقولون: لقي جماعة من الصحابة وروى عنهم، ولم يثبت ذلك عند أهل النقل. أخذ الفقه عن حماد بن أبي سليمان وسمع عطاء بن أبي رباح وهو أكبر شيخ له, وأبا إسحاق السبيعي ومحارب بن دثار والهيثم بن حبيب الصواف ومحمد بن المنكدر ونافعاً مولى عبد الله بن عمر، وكان معروفًا بالزهد والورَع وكثرة العبادة، والوقار والإخلاص وقوة الشخصيَّة، كثير التعطر، لا يتكلم إلا جوابا، ولا يخوض فيما لا يعنيه. قال ابن المبارك: ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه، ولا أحسن سمتا وحلما من أبي حنيفة. كان خزازا يبيع الخز. قيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة فقال: نعم، رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته. لم يرضَ أن يليَ القَضاءَ لأحدٍ، وطلبه المنصورُ للقضاء فأبى، وكان منها حبسُه، وقيل: مات في الحبسِ ببغداد، قال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة: "مررت مع أبي بالكناسة – موضع بالكوفة- فبكى، فقلت له: يا أبت ما يبكيك فقال: يا بني، في هذا الموضع ضرب ابن هبيرة أبي عشرة أيام، في كل يوم عشرة أسواط، على أن يلي القضاء، فلم يفعل". وقيل: إنَّه توفِّيَ وهو يصلِّي.

العام الهجري : 284 العام الميلادي : 897
تفاصيل الحدث:

عزَمَ المُعتَضِد على لعْنِ مُعاويةَ بنِ أبي سفيانَ- رضيَ اللهُ عنه- على المنابرِ، فحَذَّره وزيرُه عبدُ الله بن وهب، وقال له: إنَّ العامَّةَ تُنكِرُ قُلوبُهم ذلك، وهم يترحَّمونَ عليه ويترَضَّونَ عنه في أسواقِهم وجوامِعِهم، فلم يلتَفِتْ إليه، بل أمر بذلك وأمضاه، وكتب به نُسخًا إلى الخُطَباءِ بلَعنِ مُعاويةَ، وذكَرَ فيها ذمَّه وذَمَّ ابنِه يزيدَ بنِ معاوية وجماعةٍ مِن بني أمية، وأورد فيها أحاديثَ باطلةً في ذمِّ مُعاويةَ وقُرِئَت في الجانبينِ مِن بغداد، ونُهِيَت العامةُ عن الترحم على معاويةَ والتَّرضِّي عنه، فلم يزَلْ به الوزير حتى قال له فيما قال: يا أميرَ المؤمنينَ، إنَّ هذا الصنيعَ لم يسبِقْك أحَدٌ من الخلفاء إليه، وهو ممَّا يُرَغِّبُ العامَّةَ في الطالبيِّينَ وقَبولِ الدعوةِ إليهم، فوَجَم المعتَضِدُ عند ذلك؛ تخوفًا على المُلْك.

العام الهجري : 161 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 778
تفاصيل الحدث:

هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، أميرُ المؤمنين في الحديث، أبو عبد الله سفيانُ بنُ سعيد بن مسروق الثوريُّ التميميُّ، وُلِدَ سنة 97 بالكوفة, وهو سيِّدُ أهل زمانه في العِلم والدين، من كبارِ تابعي التابعينَ, وأحدُ الأئمة المجتهدينَ الذين كان لهم أتباعٌ، مصنف كتاب (الجامع) ولد: سنة 98 اتفاقا، وطلب العلم وهو حدث باعتناء والده المحدث الصادق سعيد بن مسروق الثوري، وكان والده من أصحاب الشعبي، وخيثمة بن عبد الرحمن، ومن ثقات الكوفيين، وعداده في صغار التابعين, ولا يُختلف في إمامة سفيان وأمانته وحفظه وعلمه وزهده. قال يونس بن عبيد: "ما رأيت أفضل من سفيان الثوري، فقيل له: يا أبا عبد الله رأيت سعيد بن جبير، وإبراهيم، وعطاء، ومجاهدا وتقول هذا؟ قال: هو ما أقول، ما رأيت أفضل من سفيان" قال عبد الرحمن بن مهدي: "ما رأيت رجلاً أحسن عقلاً من مالك بن أنس، ولا رأيت رجلاً أنصح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن مبارك، ولا أعلم بالحديث من سفيان، ولا أقشف من شعبة". وقد ساق الذهبي جملة من اقوال الأئمة والعلماء في الثوري منها: قال ابن المبارك: "كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان, وما نعت لي أحد فرأيته، إلا وجدته دون نعته، إلا سفيان الثوري. قال أبو حنيفة: لو كان سفيان الثوري في التابعين، لكان فيهم له شأن. وقال أيضا: لو حضر علقمة والأسود، لاحتاجا إلى سفيان. وقال المثنى بن الصباح: سفيان عالم الأمة، وعابدها. وقال ابن أبي ذئب،: ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان الثوري. وقال شعبة: ساد سفيان الناس بالورع والعلم, وهو أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن عيينة،: ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري. وقال أحمد بن حنبل: قال لي ابن عيينة: لن ترى بعينيك مثل سفيان الثوري حتى تموت. وعن حفص بن غياث، قال: ما أدركنا مثل سفيان، ولا أنفع من مجالسته. وقال أبو معاوية: ما رأيت قط أحفظ لحديث الأعمش من الثوري، كان يأتي، فيذاكرني بحديث الأعمش، فما رأيت أحدا أعلم منه بها. وقال يحيى بن سعيد: سفيان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش. وقال ابن عرعرة: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سفيان أثبت من شعبة، وأعلم بالرجال. وقال محمد بن زنبور: سمعت الفضيل يقول: كان سفيان والله أعلم من أبي حنيفة. وقال بشر الحافي: سفيان في زمانه، كأبي بكر وعمر في زمانهما.". يقال: إن عدد شيوخه ستمائة شيخ، وكبارهم الذين حدثوه عن: أبي هريرة، وجرير بن عبد الله، وابن عباس، وأمثالهم. وقد قرأ الختمة عرضا على: حمزة الزيات أربع مرات. وأما الرواة عنه فقد حدث عنه من القدماء من مشيخته وغيرهم خلق، منهم: الأعمش، وأبان بن تغلب، وابن عجلان، وخصيف، وابن جريج، وجعفر الصادق، وجعفر بن برقان، وأبو حنيفة، والأوزاعي، ومعاوية بن صالح، وابن أبي ذئب، ومسعر، وشعبة، ومعمر وكلهم ماتوا قبله, وغيرهم كثير. قال يحيى بن أيوب العابد: حدثنا أبو المثنى، قال: "سمعتهم بمرو يقولون: قد جاء الثوري، قد جاء الثوري. فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل وجهه - خرج شعر وجهه-. قلت (الذهبي): "كان ينوه بذكره في صغره، من أجل فرط ذكائه، وحفظه، وحدث وهو شاب قال أبو بكر بن عياش: إني لأرى الرجل يصحب سفيان، فيعظم في عيني. وقال ورقاء، وجماعة: لم ير سفيان الثوري مثل نفسه." كان سفيان رأسا في الزهد، والتأله، والخوف، رأسا في الحفظ، رأسا في معرفة الآثار، رأسا في الفقه، لا يخاف في الله لومة لائم, وهو من أئمة الدين، وكان يكثر من ذكر الآخرة, واغتفر له غير مسألة اجتهد فيها، وفيه تشيع يسير، كان يثلث بعلي، وهو على مذهب بلده أيضا في النبيذ. ويقال: رجع عن كل ذلك، وكان ينكر على الملوك، ولا يرى الخروج أصلا ومن أقوله رحمه الله: ما أودعت قلبي شيئا فخانني. قال وكيع، سمعت سفيان يقول: ليس الزهد بأكل الغليظ، ولبس الخشن، ولكنه قصر الأمل، وارتقاب الموت. وقال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: المال داء هذه الأمة، والعالم طبيب هذه الأمة، فإذا جر العالم الداء إلى نفسه، فمتى يبرئ الناس وقال عبد الرزاق: دعا الثوري بطعام ولحم، فأكله، ثم دعا بتمر وزبد، فأكله، ثم قام، وقال: أحسن إلى الزنجي، وكده. أبو هشام الرفاعي: سمعت يحيى بن يمان، عن سفيان، قال: إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه، فلا أفعل، فأبول دما. وقال سفيان: ما وضع رجل يده في قصعة رجل، إلا ذل له. قيل: إن عبد الصمد عم المنصور دخل على سفيان يعوده، فحول وجهه إلى الحائط، ولم يرد السلام. فقال عبد الصمد: يا سيف! أظن أبا عبد الله نائما. قال: أحسب ذاك أصلحك الله. فقال سفيان: لا تكذب، لست بنائم. فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله! لك حاجة؟ قال: نعم، ثلاث حوائج: لا تعود إلي ثانية، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحم علي. فخجل عبد الصمد، وقام، فلما خرج، قال: والله لقد هممت أن لا أخرج، إلا ورأسه معي. دعاه المنصور لتولِّي القضاءِ فأبى، ثم طلَبَه المهدي لذلك, فأبى ثم أتي به للمهدي، فلما دخل عليه سلم تسليم العامة ولم يسلم بالخلافة، والربيع قائم على رأس المهدي متكئاً على سيفه يرقب أمر الثوري، فأقبل عليه المهدي بوجه طلق، وقال له: يا سفيان، تفر منا ها هنا وها هنا وتظن أنا لو أردناك بسوء لم نقدر عليك، فقد قدرنا عليك الآن، أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا قال سفيان: إن تحكم فيّ يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحق والباطل، فقال له الربيع: يا أمير المؤمنين، ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا إيذن لي أن أضرب عنقه، فقال له المهدي: اسكت ويلك، وهل يريد هذا وأمثاله إلا أن نقتلهم فنشقى بسعادتهم اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يُعترض عليه في حكم، فكتب عهده ودفع إليه، فأخذه وخرج فرمى به في دجلة وهرب، فطلب في كل بلد فلم يوجد. هرب إلى مكَّة أولًا، ثم خرج إلى البصرة وبقي فيها متواريًا حتى مات فيها", وأُخرِجَت جنازتُه على أهلِ البصرة فجأةً، فشَهِدَه الخلقُ، وصلَّى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، ونزل في حُفرتِه هو وخالد بن الحارث. مات وله ثلاث وستون سنة.

العام الهجري : 298 العام الميلادي : 910
تفاصيل الحدث:

هو الحُسينُ بنُ أحمد بن محمد بن زكريا أبو عبد الله الشيعي المعروف بالقائم؛ فهو الذي قام بالدعوة لعُبيد الله المهدي جَدِّ ملوك مصر, ويُعرَفُ كذلك بالمعلِّم؛ لأنه يعلِّمُ الناسَ عقائِدَ الباطنية, وأصلُه من اليمن من صنعاء، وقيل: كان من أهل الكوفة، سار من سلمية من عند عُبيد الله المهدي داعيًا له في البلاد، وتنقَّلت به الأحوال إلى أن دخل المغرِبَ, وكان من دُهاة العالم، وأفرادِ بني آدم دَهاءً ومَكرًا ورأيًا. دخل إفريقيةَ وحيدًا بلا مال ولا رجال، فلم يزَلْ يسعى ويتحَيَّل ويستحوذ على النُّفوسِ بإظهار الزهادة والقيامِ لله، حتى تَبِعَه خلقٌ وبايعوه، وحاربوا صاحِبَ إفريقية مرَّات. وآل أمرُه إلى أن تمَلَّك القيروان، وهرب صاحِبُها أبو مضر زيادة الله الأغلبي آخِرُ ملوك بني الأغلب منه إلى بلادِ الشرق. كما قضى على دولتَي بني مدرار والرستمية في أفريقيةَ، حتى مهَّد القواعِدَ للمهديِّ ووطَّدَ البلاد, فأقبل المهديُّ من الشرق وسَلَّمَه الأمر، ثمَّ كفَّ المهديُّ يَدَه ويدَ أخيه أبي العباس، فندم أبو عبد الله على ما صنع وأضمَرَ الغَدرَ هو وأخوه بعُبيد الله، فاستشعر منهما المهديُّ الغدرَ, فدَسَّ إليهما من قتَلَهما في ساعةٍ واحدةٍ، وذلك بمدينة رقادة, فتوطَّدَ المُلكُ لعُبيد الله.

العام الهجري : 7 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 628
تفاصيل الحدث:

اختلَف أهلُ السِّيَرِ في وقتِها على قولين، فقِيلَ: في السَّنةِ السَّابعةِ. وهو قولُ ابنِ إسحاقَ وغيرِه، وقِيلَ: في السَّنةِ السَّادسةِ. وهو قولُ مالكٍ وغيرِه. قال ابنُ القَيِّمِ: والجُمهورُ على أنَّها في السَّابعةِ. وقال ابنُ حَجَرٍ: وهذه الأقوالُ مُتقاربةٌ، والرَّاجحُ منها ما ذكَرهُ ابنُ إسحاقَ، ويُمكنُ الجمعُ بينهما بأنَّ مَن أطلق سَنَةَ سِتٍّ بِناءً على أنَّ ابتداءَ السَّنةِ مِن شهرِ الهِجرةِ الحقيقيِّ وهو ربيعٌ الأوَّلُ. عن أنسٍ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم غَزا خَيبرَ، قال: فصلَّينا عندها صلاةَ الغَداةِ بِغَلَسٍ، فرَكِبَ نَبيُّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ورَكِبَ أبو طلحةَ، وأنا رَديفُ أبي طلحةَ، فأَجرى نَبيُّ الله صلى الله عليه وسلم في زُقاقِ خَيبرَ، وإنَّ رُكبتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، وانْحسَر الإزارُ عن فَخِذِ نَبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، فإنِّي لأَرى بَياضَ فَخِذِ نَبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا دخَل القريةَ قال: «الله أكبرُ خَرِبتْ خَيبرُ، إنَّا إذا نزَلنا بِساحةِ قومٍ فَساءَ صباحُ المُنذَرين». قالها ثلاثَ مرَّاتٍ، قال: وقد خرَج القومُ إلى أعمالِهم، فقالوا: محمَّدٌ، والله -قال عبدُ العَزيزِ: وقال بعضُ أصحابِنا: محمَّدٌ، والخَميسُ- قال: وأَصَبناها عَنْوَةً، وجُمِعَ السَّبْيُ، فجاءَهُ دِحْيَةُ فقال: يا رسولَ الله، أَعطِني جاريةً مِنَ السَّبْيِ. فقال: «اذهَبْ فخُذْ جاريةً». فأخَذ صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ، فجاء رجلٌ إلى نَبيِّ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نَبيَّ الله، أَعطيتَ دِحيةَ صَفيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ سَيِّدِ قُريظةَ والنَّضيرِ! ما تَصلُحُ إلَّا لك، قال: «ادْعوهُ بها». قال: فجاء بها، فلمَّا نظَر إليها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، قال: «خُذْ جاريةً مِنَ السَّبْيِ غيرَها». قال: وأَعتقَها وتَزوَّجَها..." عن أنسٍ رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم خرَج إلى خَيبرَ، فجاءَها ليلًا، وكان إذا جاء قومًا بِليلٍ لا يُغيرُ عليهم حتَّى يُصبِحَ، فلمَّا أَصبح خرجَت يَهودُ بمَساحيهِم ومَكاتِلهِم، فلمَّا رَأَوْهُ قالوا: محمَّدٌ والله، محمد والخَميسُ. فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الله أَكبرُ، خَرِبَتْ خَيبرُ إنَّا إذا نزلنا بِساحةِ قومٍ، فَساءَ صَباحُ المُنذَرين». وقد جعَل الله تعالى فتحَ خَيبرَ على يَدِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه.
وعن عبدِ الله بنِ عُمَرَ رضِي الله عنهما قال: أَعطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيبرَ اليَهودَ: أن يَعمَلوها ويَزرَعوها، ولهم شَطْرُ ما يَخرُجُ منها". فأَبقاهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في أَرضِهم ولهم النِّصفُ.

العام الهجري : 1248 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1833
تفاصيل الحدث:

تمَّ توقيعُ اتفاقية "كوتاهية" بين محمد علي باشا والدولة العثمانية بعد حروبٍ دامية بينهما، بتدخُّلٍ من روسيا وبريطانيا وفرنسا؛ للحِفاظِ على مصالحِهم، واتفق الطرفان على أن تتخلى الدولةُ العثمانيةُ لمحمد علي عن سوريا وإقليم أضنة، ونَصَّت المعاهدة على أن تتراجَعَ جيوش محمد علي عن إقليمِ الأناضول إلى ما بعد جبالِ طوروس، مع تثبيت محمَّد علي في ولاية مصر مدَّةَ حياته له ولنَسلِه، ويُعطى معها الشام وكريت والحجاز، فيُعَيِّن محمد علي واليًا مِن قِبَلِه على ولاياتِ الشام الأربع: عكا وطرابلس ودمشق وحلب، وعلى جزيرة كريت أيضًا، ويعين إبراهيم بن محمد علي واليًا على إقليم أضنة، وهو الإقليم المتاخِم للأناضول.

العام الهجري : 1347 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1929
تفاصيل الحدث:

لَمَّا بلغ عبد العزيز أنَّ ابن بجاد زعيم عتيبة وأمير الغطغط -أول هجرة لقبيلة عتيبة- التقى بجماعةٍ مِن تجار القصيم فقتَلَهم واستباح أموالَهم، أذن بالزَّحفِ على الإخوان العصاةِ، فاجتمع مع عبد العزيز على حَربِ المتمرِّدين من الإخوان (إخوان من أطاع الله) حَضَرُ نجدٍ وبوادي حرب وقحطان وسبيع من الإخوان، وقِسْم من عتيبة المعارضين للدويش وابن بجاد، وخرج بهم عبد العزيز في 22 رمضان من هذا العام، وقد تجمَّعت قواتُ فيصل الدويش وابن بجاد في مكانٍ يقال له روضة السبلة -بين الزلفي والأرطاوية- وفي يوم 18 شوال 30 مارس هاجم الإخوانُ بقيادة فيصل الدويش زعيم مطير جيوشَ الملك عبد العزيز، وحملت عليهم قواتُ الملك عبد العزيز حملةً عنيفة لم يقدِروا على رَدِّها، ولم ينتصف النهار حتى ولَّى الإخوانُ الأدبارَ، ففَرَّ ابنُ بجاد من المعركة، وجُرِحَ الدويش فتمكَّنَ أحدُ أتباعه أن ينجوَ به إلى الأرطاوية، ثم حُمل جريحًا إلى الملك يحوطُ به بناتُه وزوجته وهنَّ يبكين يستشفِعْنَ فيه، وأُنزِلَ بين يديه فالتفت إليه الملك قائلًا: هذا فِعلُك بيدك، فأجاب الدويش: يا الإمامُ إن عاقَبْتَ فبذنوبنا، وإن عفَوْتَ فأنت أهلُ العفو، فعفا عنه، وبعد ثلاثة أيام استسلم ابن بجاد في مدينة شقراء، فأمر بسَجنِه في الأحساء؛ لأنَّه كان أكثر قادة الإخوان قناعةً بمبادئه وإيمانه بها؛ ولذلك لم يأمن الملك عبدالعزيز أن يعاوِدَ ابن بجاد انتفاضته لاحقًا ضد الدولة، كما أمر بتدمير بيوتِ الغطغط وأخْذ أسلحتهم؛ لإنهاء مقاومة ابن بجاد تمامًا، ثم أمر الملك ولده وأخاه بتأديبِ العصاة من الإخوان حَسَبَ درجاتِهم، كما أمر ابن جلوي بتأديبِ العجمان في شرق البلاد.

العام الهجري : 930 العام الميلادي : 1523
تفاصيل الحدث:

طمع أحمد باشا في منصب الصدر الأعظم ولم يفلحْ في تحقيق هدفه، وطلب من السلطانِ أن يعيِّنَه واليًا على مصر فعَيَّنه، وما إن وصل إلى مصر حتى حاول استمالةَ الناس وأعلن نفسه سلطانًا مستقلًّا؛ حيث جمع حولَه بعض مماليك الشراكسة وشيوخ العربان، وأعاد تنصيبَ المتوكل على الله الخليفة العباسي المتنازل عن الخلافة للعثمانيين، وسرَّح الجيش الانكشاري عنده، ونظَّم جيشًا جديدًا من المماليك وحاول كذلك أن يوطِّدَ علاقات مع فرسان القديس يوحنا ومع الشاه الصفوي إسماعيل شاه، ولكِنَّ الخليفة العثماني سليمان القانوني أرسل له حملةً إلى مصر بقيادة إبراهيم باشا، وكان أحمد باشا الوالي قد هرب من أميرين كان أمر بسجنهما، فهرب إلى ابن قرفة شيخ العرب، ولكنهما لاحقاه حتى قبضا عليه، وقتله إبراهيم باشا وقمع هذا العصيان الذي لم يدُمْ طويلا، وتولى ولايةَ مصر إبراهيم باشا.