الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1003 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 841 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1437
تفاصيل الحدث:

قدم الخبرُ بأن ملك البرتغال صاحب مدينة شلب من الأندلس سار يريد مدينة طنجة، فنزل على سبتة في المحرم، ومضى منها وهى بيده في البر والبحر، ومعه فيما يقال ثمانية عشر ألف رامٍ، وستة آلاف فارس، حتى نزل على طنجة فحصرها مدة شهر إلى أن أتته جموع المسلمين من فاس ومكناسة وأصيلا في شهر ربيع الآخر، فكانت بينهم وبين البرتغال من النصارى حروب عظيمة، نصر الله فيها المسلمين، وقُتِل نحو الثلثين من النصارى، والتجأ باقيهم إلى محلتهم، فضايقهم المسلمون حتى طلبوا الأمان على أن يسلِّموا للمسلمين مدينة سبتة، ويُفرجوا عن سبعمائة أسير من المسلمين، ويدفعوا ما بأيديهم من آلات الحرب للمسلمين، فأمَّنوهم، وبعثوا برهائنهم على ذلك، فصار المسلمون يأخذون النصارى ويوصلونهم إلى أسطولهم بالبحر، فحسد أحمد اللحيانى القائم بتدبير مكناسة الأزرق، وهو أبو زكريا حي بن زيان بن عمر الوطاسي القائم بتدبير مدينة فاس، وقَتَل عدة من النصارى، ورحل، فحنق النصارى من ذلك، وحطموا على المسلمين حطمةً قُتِلَ فيها جماعة، وخلصوا إلى أسطولهم، وبقي ابن ملكهم في يد المسلمين، فلما وصلوا إلى بلادهم، لم يرضَ أكابرهم بتسليم سبتة للمسلمين، وبعثوا في فداء ابن الملك بمال، فلم يقع بينهم وبين الرسول اتفاق، وسجنوه مع ابن الملك المرتهن عند صالح بن صالح بن حمو، بطنجة، فيقول المكثر: إن الذى قُتِلَ من النصارى في هذه الواقعة خمسة وعشرون ألفًا، وغَنِمَ المسلمون منهم أموالًا كثيرة.

العام الهجري : 892 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1487
تفاصيل الحدث:

لما كان النصف من شهر ربيع الثاني من هذا العام خرج ملك قشتالة إلى أرض المسلمين قاصدًا مدينة بلش مالقة، فلما سمع ملك غرناطة محمد الزغل بنزوله على مدينة بلش ندب أهل غرناطة ومن أطاعه من أهل تلك الجهات وترك طائفةً تقاتل أهل البيازين، وخرج يريد نصرة أهل بلش، وذلك يوم السبت الرابع والعشرين لربيع الثاني من عام التاريخ، فلما سار قريبًا منها وجد العدو قد سبقه بالنزول عليها، ودار بها من كل الجهات فقصد الأمير حصن منتميس فنزله بحملته وأقام به بعض الأيام فطلبه الناس أن يسير بهم نحو العدو للقائه فتوجه بهم إليه فرتبهم، وكان ذلك عشية النهار فدخل عليهم الليل بالطريق فبينما هم سائرون إذ قامت كرَّة ودهشة فانهزموا في ظلام الليل من غير لقاء عدو ولا قتال، وكانت على ذمة أمير غرناطة فنزلها فرجعوا منهزمين مفلولين إلى محلتهم، فباتوا ليلتهم تلك وفي الغد أتاهم الخبر أن العدو استخلص مدينة بلش فسُقط في أيديهم وانهزموا من غير أن يلقوا عدوًّا، ورجع كل واحد منهم إلى وطنه, ولما استولى العدو على مدينة بلش دخلت في ذمته جميع القرى التي تلي بلش وقرى جبل منتميس وحصن قمارش، وخرج أهل بلش من بلدهم مؤمَّنين وحملوا ما قدروا عليه، وذلك بعد قتال شديد وحرب عظيمة، فمنهم من جوزه العدو إلى أرض العدوة، ومنهم من أقام في بعض تلك القرى، ومنهم من سار إلى أرض المسلمين التي بقيت بالأندلس.

العام الهجري : 922 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1516
تفاصيل الحدث:

عندما استولى السلطان سليم الأول العثماني على إمارة ذي القادر التي كانت تابعة للدولة المملوكية وتوجَّه إلى الشام، أثار مخاوف السلطان المملوكي قانصوه الغوري الذي جهز جيشًا وتوجه به إلى الشام، وزاد هذا الأمر أنَّ المماليك وقفوا مع الصفويين ضد العثمانيين في ذي القادر ومرعش، بينما أمراء الشام شجَّعوا العثمانيين على القدوم إلى الشام؛ لخوفهم من الزحف البرتغالي، وربما أيضا زاد هذا أن علاء الدين الهارب من عمِّه سليم الأول والذي لجأ إلى قانصوه الغوري ولم يسلِّمْه الأخير للسلطان سليم، كلُّ ذلك ولَّد هذا التنافر بين الدولتين اللتين أصبحتا على عتبة الحرب، وكان السلطان قانصوه الغوري لعلمِه بقوة الجيش العثماني أرسل رسولًا للصلح الذي رفضه سليم الأول، فسار بجيشه إلى الشام والتقى الطرفان في مرج دابق غربيَّ مدينة حلب في الخامس والعشرين من رجب، ثم إن نواب الشام: خيري بك نائب حلب، وجانبردي نائب الشام، انضموا إلى العثمانيين فانتصر العثمانيون على المماليك، وقُتِل قانصوه الغوري فيها، ودخل السلطان سليم حلبَ وحماة وحمص ودمشق دون أي مقاومة، وأبقى ولاةَ الشام على ولاياتهم حسبما وعدهم، فعيَّن السلطانُ سليم جانبردي الغزاليَّ على دمشق، وعين فخر الدين المعني على جبال لبنان، وهو درزي لكنه كان ممن ساعد العثمانيين على المماليك رغبةً في الولاية, ثم اتجه إلى مصر، وكان المماليك قد عيَّنوا سلطانا آخر هو طومان باي.

العام الهجري : 961 العام الميلادي : 1553
تفاصيل الحدث:

بعد أن استولى السعديون على فاس سنة 956هـ ثم قام العثمانيون بطردهم وإعادة الوطاسيين، ثم ترك العثمانيون فاس وعادوا إلى الجزائر؛ واجه أبو حسون منافسةَ محمد الشيخ السعدي الذي جمع قواتٍ من السوس والحوز وأتى بجنوده إلى أن وصل رأس الماء من أحواز فاس، وكان أبو حسون بعد انسحاب العثمانيين قد أخذ في إعداد الجيوشِ وآلات الحرب إلى أن قضت ثمانية شهور، فأمر بالخروج لمواجهة محمد الشيخ السعدي والوصول إلى مراكش، ولما تقابل الجيشان قام بينهم قتالٌ عظيم واستطاع أبو حسون أن ينزل بالسعديين هزيمةً شنيعة حتى استطاع أن يردَّهم على أعقابهم، ثم أرسل أبو حسون لمحمد الشيخ وقال له: اخرج أنت وأولادك إلى لقائي، وأنا أخرج إليكم بنفسي، ونترك المسلمين بدون قتال، فتظاهر محمدٌ ورجع إلى والده وإخوته الستة الذين اجتمعوا على أبي حسون فجعل يطاردهم حتى طمر به فرسُه فسقط فطعنوه فاحتزُّوا رأسه وأتوا به جيشَه، فانهزم جيشُ أبي حسون بلا قتال، وأخذ محمد الشيخ فاس، فكانت أحداث هذه الوقائع تعني أن الفرصةَ ما زالت واسعة أمام العثمانيين لاستيلائهم المحلِّي للمغرب، لا سيما وأن محمد الشيخ السعدي باسمِ القضاء على الحزب العثماني بين المغاربة أنزل القتلَ في أكثر من مائتين من كبار أعيان فاس، فضلًا عن الفقيهين المرينيين محمد عبد الوهاب الزقاق قاضي فاس، والحسن علي حزوز خطيب فاس.

العام الهجري : 971 العام الميلادي : 1563
تفاصيل الحدث:

خرج حسن بن خير الدين بربروسا في هذه السنة من مدينة الجزائر نحو الغرب، يقودُ جيشًا كبيرًا مؤلفًا من خمسة عشر ألف رجل من رماة البندقية، وألف فارس من الصباحية، تحت إمرة أحمد مقرن الزواوي، واثني عشر ألف رجل من زواوة وبني عباس، أما مؤَنُ وذخيرة الجيش فقد حملها الأسطولُ العثماني إلى مدينة مستغانم التي اتخذَها قاعدة للعمليات، وفي 13 أبريل وصل حسن خير الدين بكامل قوَّته أمام مدينة وهران، وضرب حصارًا حولها، وكان الإسبان مستعدِّين لتلقي الصدمة وراء حصونِهم وقلاعهم، بعد أن توالت النجدات الإسبانية والبرتغالية على وهران؛ استجابة لنداء حاكمها، ومنذ أن صارت القواتُ العثمانية على مسافة مرحلتين وبينهما، كان البيلربك نفسه على بعد ست مراحل؛ مما اضطر حسن بن خير الدين إلى رفع الحصار قبل وصول المزيد من هذه النجدات التي اتخذت من مالطة مركزًا لتجمُّعها، وهكذا لم يستطع حسن بن خير الدين تحقيق هدفه ذلك؛ لأن فيليب الثاني كان قد وضع برنامجًا طموحًا للأسطول الإسباني، والبناء البحري في ترسانات إيطاليا وقطالونيا، كما وردت لخزانة إسبانيا إعانةٌ من البابوية، واجتمعت سلطة قشتالة التشريعية في جلسة غير عادية، وأقرَّت بوجوب إمداد إسبانيا بمعوناتٍ مالية، لتساندَها في حربها مع العثمانيين؛ ممَّا كانت ثمرة تلك المجهودات وإعادة التنظيم لهيكل إسبانيا وهزيمة العثمانيين في وهران.

العام الهجري : 1094 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:

تعرض الجيش العثماني لهزيمة قاسية في معركة "ألمان داغي" أثناء حصاره لفيينا للمرة الثالثة، فعندما تداعت الدول الأوروبية بأقصى سرعة لنجدة فيينا من السقوط، وأعلن بابا روما الحرب الصليبية على العثمانيين، وأمر ملك بولندا سوبيسكي بنقض عهده مع العثمانيين، وأمر أيضًا أمراء ساكسونيا وبافاريا الألمان، وهم أقرب أمراء أوربا بالتوجه إلى فيينا بأقصى سرعة ممكنة، وكان قرة مصطفى قد وضع قوة عثمانية كبيرة يقودها أمير القرم مراد كراي عند جسر الدونة, وهنا حدث ما لم يكن في حسبان أحد لا من العثمانيين ولا من الأوربيين؛ إذ قام مراد كراي بخيانة عظمى للإسلام والمسلمين، وذلك بأنه سمح للأوربيين بالعبور من الجسر دون قتال، ثم حدثت خيانة عظمى أخرى من جانب أوغلو إبراهيم قائد ميمنة الجيش العثماني؛ إذ انسحب من القتال الذي اندلع بمنتهى العنف في 20 رمضان من هذه السنة، وكان لهذا الانسحاب الأثر الأكبر في هزيمة العثمانيين، وقد استطاع قرة مصطفى أن ينسحب بصورة منظمة من أرض المعركة بعد قتل 10 آلاف عثماني، وفي طريق العودة قام قرة مصطفى بإعدام كل من مراد كراي وأوغلو إبراهيم، ولكن لم يشفع ذلك له عند السلطان محمد الرابع الذي أمر بقتله, وتعدُّ هذه الهزيمة عند أسوار فيينا نقطةَ تحول فاصلة في التاريخ العثماني والأوروبي غيَّرَت مجرى التاريخ العالمي، واشتدت الحروب الصليبية على العثمانيين، وفقدت الجيوش العثمانية هيبتَها!!

العام الهجري : 1183 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:

كان السلطانُ مصطفى الثالث يرى أنَّ الخطرَ الدَّاهِمَ على الدولة العثمانية يتمثَّلُ في ظهورِ القوة الروسية الجديدة، ويبدو أنَّه اطَّلع على المخطط الأسود الروسي لتفتيت الدولة العثمانية الذي وضعه بطرس الأكبر في وصيَّتِه؛ ولذلك أعدَّ السلطان مصطفى الثالث لحرب روسيا، فخاضت الدولةُ العثمانية حربًا مع روسيا بسبب اعتداءات القوزاق التابعين لروسيا على مناطق الحدود، فنجح ملِكُ القرم في غارته وهدم عددًا من الضِّياع وحمل كثيرًا من الأسرى، وذلك عام 1182هـ، ثم سار الصدرُ الأعظم الوزير نشانجي محمد أمين باشا بجيوشِه للدفاع عن مدينة شوكزيم التي حاصرها الروسُ، فلم ينجح لعدمِ اتِّباعِه الأوامر العسكرية الواردة إليه من السلطانِ المهتمِّ بنفسِه بأمور الحرب، ولو لم يقد الجيوشَ بذاتِه، فكان جزاءَ هذا القائد أن قُتِلَ بأمر السلطان وأُرسِلَ رأسُه إلى الأستانة عبرةً لغيره من القوَّاد, وهُزِمَ الصدر مولدواني على باشا- الذي أتى بعد نشانجي أيضًا- وهو يجتاز بجيشِه نهر الدينستر بالفيضانِ؛ حيث غرق عددٌ كبير من الجند والمراكب، وبعد هذا الانهزامِ الذي لم يكن فيه للروس من فخرٍ, التزم مولدواني باشا بالتقهقرِ بعد إخلاء مدينة شوكزيم، فاحتلَّ الروسُ إقليمي الأفلاق والبغدان، ثم أخذوا يثيرون النصارى من الروم الأرثوذكس للقيام بثوراتٍ ضِدَّ الدولة العثمانية، فأثاروا نصارى شبه جزيرة المورة فقاموا بثورة غيرَ أنَّ ثورتَهم أُخمِدَت.

العام الهجري : 1264 العام الميلادي : 1847
تفاصيل الحدث:

الأميرُ خالد بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود أميرٌ مِن آل سعود، وهو مِن أمٍّ حبشية. نشأ بمصرَ بعد حرب إبراهيم باشا للدرعية,  ولما قَوِيَ أمر الإمام فيصل بن تركي في الديار النجدية أرسل محمد علي باشا خالدًا مع قوة عسكرية يقودُها إسماعيل بك سنة 1252 هـ لقتال فيصل بن تركي، فنشبت بينهما معاركُ انتهت باستسلام فيصل لخورشيد باشا في رمضان 1255 1838 م ووجَّهه خورشيد إلى مصر، ومعه ولداه عبد الله ومحمد وأخوه جلوي بن تركي. وتولى خالدٌ الإمارة، فسيَّرَ حملة بقيادة سعد بن مطلق إلى الأراضي المجاورة لنجد، وخضعت له عددٌ من بلدان نجد عدا الخرج وبلدة الحلوة، رفض أهلها الخضوع له؛ لعِلمِهم أن حُكمَه صوريٌّ والحكم الحقيقي لمحمد علي باشا. كتب خالدُ بن سعود إلى إمام مسقط سعيد بن سلطان يطالِبُه بالجزية التي كان يؤدِّيها من قبل لأجداده آل سعود. ومال خالدُ بن سعود إلى اللَّهوِ، فنفر منه أصحابُه، وثار عليه عبد الله بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان ابن سعود، فرحل خالد إلى الأحساء، فلما دخل ابن ثنيان الرياضَ واجتمع عليه أهلُ نجد مضى خالد بن سعود إلى الدمَّام ثم الكويت، ومنها إلى مكة. وتوفي بجُدة محمومًا.

العام الهجري : 1295 العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:

رأى بسمارك مستشار ألمانيا عقدَ المؤتمر المزمَعِ عقدُه في برلين، وعُرِف بـ(مؤتمر برلين) وقَبِلت روسيا أن تعرِضَ شروط المعاهدة على المؤتمر؛ لأنها شعرت حينذاك بعُزلتها. وعُقِدَ المؤتمرُ في 13 يونيو 1878م في برلين، واستمر 31 يومًا، إذ انتهت أعماله في 13 يوليو. وقد حضره مندوبون عن بريطانيا وألمانيا والنمسا والمجر وفرنسا وإيطاليا وبوهيميا وروسيا، والدولة العثمانية. وفي هذا المؤتمر اتَّفَقت سياسة ألمانيا مع سياسة كلٍّ مِن النمسا وبريطانيا. وأيَّد بسمارك جميعَ المشروعات الإنجليزية التي كانت ترمي إلى تضييقِ الخناق على روسيا. وقد قرَّر المؤتَمِرون الآتي: أ. توضَعُ البوسنة والهرسك تحت حماية النمسا وإدارتها. أمَّا بلغاريا -التي امتدَّت حدودها بموجِبِ معاهدة سان ستفانو، طبقًا للسياسة الروسيَّةِ- فقد انكمشت إلى مساحةٍ أكثَرَ ملائمةً واعتدالًا. ب. تحصل روسيا على مقاطعة بسارابيا. ج. تحصل إنجلترا على قبرص ممَّا يحدُّ من أطماع الروس، ومع أن دولة النمسا والمجر استطاعت أن تكسِبَ أرضًا جديدة -البوسنة والهرسك- من دون أن تدخُلَ الحربَ؛ فإن ذلك الكَسبَ كان في الواقِعِ عبئًا جديدًا على عاتقِها؛ إذ إنَّ بسط السيادة النمساوية على ولايتَين سلافيتَين يزيد من نسبة عدد الجنسيات الأجنبية المختَلِفة في المملكة الثنائية (النمسا والمجر)، وذلك يُضعِفُ بناءها، كما اتضح فيما بعد، ويزيد أعباءَها، وقد كان الإمبراطور فرنسيس جوزيف نفسُه يرى هذا الرأيَ.

العام الهجري : 1299 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:

كان ضُبَّاط الجيشِ قد نَظَّموا مظاهرة أيَّدها الشعب طالبوا الخديوي توفيق بتشكيلِ وَزارةٍ جديدة وتسَلُّم أحمد عُرابي في الوزارة الجديدة وزارةَ الحربية، واقترحت هذه الوَزارةُ مناقشةَ المجلس للميزانية باستثناءِ القِسمِ المخَصَّص لتسديد الديون للحيلولةِ دون التدخُّلِ الأجنبي، فوافق المجلِسُ واعتمد الخديوي الدستور عام 1299هـ فعارضت إنكلترا وفرنسا ذلك وعَمِلَتا على إثارة الفِتَنِ لإمكانية التدخُّلِ، وكان أحمد عرابي قد سَرَّح عددا من الضباط وأحال بعضَهم إلى المحاكمة، فوجدت إنكلترا البذورَ لزَرعِ الشِّقاقِ، فحَرَّضت الخديوي على رفض تصرُّف الوزارة، فانصاع وعاد الخلافُ وبدأت المناوراتُ الأجنبية؛ حيث جاء الأسطولان الفرنسي والإنجليزي إلى المياهِ المصرية قُربَ الإسكندرية وشجَّعا الخديوي على ضَربِ المتمَرِّدين، فأمر الخديوي بإبعاد أحمد عرابي فنُفِيَ ومَن معه إلى الريف، وفي نفس الوقتِ حَرَّكت إنجلترا أعوانَها من النصارى في الإسكندرية لإحداثِ فِتنةٍ دينيةٍ، فتدخَّلت إنجلترا بالقَصفِ المِدفعيِّ على المدينة، وأعلن أحمد عرابي الثورةَ على الخديوي الذي احتمى في الإسكندرية قريبًا من الإنجليز، وأسرع أحمد عرابي إلى الإسكندرية للدفاع عنها، لكِنَّ الإنجليز استطاعوا احتلالها فانسحب عرابي بجيشِه ونزلت القوات الإنجليزيةُ في الإسماعيلية، وأسرع عرابي لملاقاتِهم والتقى الطرفان عند التل الكبير في رمضان 1299هـ وهُزِمَ أحمد عرابي واحتَلَّ الإنجليز مصرَ، وحاكموا أحمد عرابي ورفاقَه وحُكِمَ عليهم بالقتل، ثم استُبدِلَ بالقتل النَّفيُ المؤَبَّد.

العام الهجري : 1300 العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:

لما كانت إنجلترا قد بيَّتَت أمرًا فقد أعلنت تشكُّكَها في قدرة الحكومة المصرية الجديدة على حِفظِ الأمن، وبدأت في اختلاقِ الأسباب للتحَرُّش بالحكومة الجديدة، ولم تعجِزْ في البحث عن وسيلةٍ لهدفها، فانتهزت فرصةَ تجديدِ قلاعِ الإسكندرية وتقويةِ استحكاماتها، وإمدادِها بالرِّجال والسلاح، وأرسلت إلى قائدِ حامية الإسكندرية إنذارًا في 24 شعبان 1299 هـ / 10 يوليو 1882 م بوَقفِ عملياتِ التحصين والتجديدِ، وإنزال المدافِعِ الموجودة بها، ولما رفض الخديوي ومجلِسُ وزرائه هذه التهديدات، قام الأسطولُ الإنجليزي في اليوم التالي بضربِ الإسكندرية وتدميرِ قلاعِها، وواصل الأسطولُ القَصفَ في اليوم التالي، فاضطرت المدينةُ إلى التسليم ورَفع الأعلام البيضاء، واضطرَّ أحمد عرابي وزيرُ الدفاع إلى التحَرُّك بقواته إلى كفر الدوَّار، وإعادة تنظيم جيشِه، وبدلًا من أن يقاوِمَ الخديوي المحتلِّين، استقبَلَ في قصر الرمل بالإسكندرية الأميرال بوشامب سيمور قائِدَ الأسطول البريطاني، وانحاز إلى الإنجليز، وجعل نفسَه وسلطته الحكوميَّةَ رهنَ تصَرُّفِهم حتى قبل أن يحتلُّوا الإسكندرية! فأثناء القتالِ أرسل الإنجليز ثُلَّةً من جنودهم ذوي الجاكتات الزرقاء لحماية الخديوي أثناء انتقالِه مِن قصر الرمل إلى قصرِ التين عبر شوارع الإسكندرية المشتَعِلة. ثم أرسل الخديوي إلى أحمد عرابي في كفر الدوار يأمُرُه بالكَفِّ عن الاستعداداتِ الحربيَّةِ، ويحمِّلُه تَبِعة ضَرْبِ الإسكندرية، ويأمُرُه بالمثول لديه في قصر رأس التين؛ ليتلقى منه تعليماتِه.

العام الهجري : 1329 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1911
تفاصيل الحدث:

عندما اجتاحت القوات الإيطالية طرابلس قبضت على ألوف من أهلها في بيوتهم ونفتهم بدون أدنى مسوِّغ إلى جزر إيطاليا؛ حيث مات أكثرهم من سوء المعاملة. وأباد الإيطاليون في غير ميدان الحرب كل ليبي يزيد عمره على (14) سنة، وأحرقوا يوم 26 تشرين الأول أكتوبر أحياءً خلف بنك روما، وبعد أن ذبحوا كثيرًا من السكان بينهم النساء والشيوخ والأطفال، في اليوم التالي وصف أحد المراسلين ما وقع عليه بصرُه بقوله: (صادفت 50 جنديًّا يقودون ستة من الليبيين إلى خرابة يستعملها الجنود لقضاء الحاجة، ولما أدخلوهم إليها اشترك الضباط والجنود في قتلهم بالمسدسات والبنادق، وما كدت أفِرُّ من هذا المشهد حتى رأيت ما هو أشد هولًا، وهو طائفة من الجنود يسوقون (50) ليبيًّا بين رجال وأطفال، وأدخلوهم إلى مكان قد تهدم، وبدأ الضباط يقتنصون هذا الصيد الكريه بمسدساتهم وبنادق جنودهم مدة عشرين دقيقة. وكلما سَمِعوا أنينًا من جثة أعادوا عليها النار حتى انقطع الأنين!). واستمر الجيش الإيطالي ثلاثة أيام يطلق الرصاص على كل من يلقاه من الليبيين. فهلك عددٌ من النساء والأطفال، وبلغ مجموع القتل خلال ثلاثة أيام أربعةَ آلاف ليبي. ولما كانت (واحة جغبوب) هي مركز السادة السنوسية، فقد حرص الإيطاليون على إبادةِ رجال الدين فيها، ومحو معالم الإسلام. وأصدرت الحكومةُ الإيطالية أمرًا بإقفال جميع الكتاتيب التي تعَلِّم الأطفالَ أمور دينهم، وتحفِّظُهم القرآن الكريم.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

وقَّعت الدولةُ العثمانية معاهدةَ سيفر مع الحلفاء بعد هزيمتها في الحربِ العالمية الأولى واحتلالِ معظَمِ أراضيها، في مدينة سيفر الفرنسية، وكانت هذه المعاهدةُ بمثابة المسمار الأخير في نعش الدولة العثمانية وتفكُّكِها ثم انهيارها؛ بسبب شروطها القاسية والمُجحِفة، والتي كانت بدافع النِّقمةِ مِن هزيمة الحُلَفاء في معركة غاليبولي، وضخامة الخسائر التي تكبَّدها الحلفاء على يد القوات العثمانية؛ فقد نصَّت المعاهدة على التالي: أن تكون سوريا وفلسطين وبلاد ما بين النهرين (العراق حاليًّا) دُولًا مستقلَّةً، تتولى الوصايةَ عليها القواتُ المنتدَبة من عُصبةِ الأمم. تَخلِّي الدولةِ العثمانية عن كلِّ سلطاتها الإقليمية في شمال إفريقيا. تخلِّي الدولة العثمانية عن تراقيا الشرقية لليونان، على أن تكون سميرنا (أزمير حاليًّا) والإقليم الأيوني تحت حكمِ اليونان لمدة خمس سنوات. الاعترافُ باستقلال أرمينيا، ويُضمُّ إليها جزءٌ كبير من شرق تركيا. منحُ حريةِ الملاحة في كلِّ المياه التي حول الدولة العثمانية لسفن جميع الدول. تقلُّصُ القوات التركية المسلَّحة إلى قوة شرطة فقط. هيَّأت معاهدةُ سيفر أن يكون الاقتصادُ التركي محكومًا من قِبَل لجنةٍ للحلفاء. وكان من النتائج المباشِرة لتلك الاتفاقية سقوطُ هيبة الدولة العثمانية، وكانت الضربةُ قبل الأخيرة في إلغائِها؛ حيث وقَّعت الحكومة العثمانية هذه المعاهدةَ، فكانت خسارة فادحة للاتحاديين الأتراك لذلك لم يُقِرُّوها، بينما كانت نصرًا لمصطفى كمال الذي أطاح بالحكومة العثمانية الضعيفة، وأقام كيانًا تركيًّا علمانيًّا مستقلًّا، عاصمته أنقرة.

العام الهجري : 1339 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1921
تفاصيل الحدث:

كانت لجنةُ الحلفاء العليا المجتَمِعة في باريس والمؤلَّفة من رؤساء وزارات كلٍّ من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا واليونان والحكومة التركية أصدرت قرارًا يقضي بنزول الجيوشِ اليونانية في أزمير، وحذَّر القرارُ الدولةَ العثمانية من المقاومة، وأن أيَّ مقاومة تعني نقضَ الهدنة وعودة الحرب، وقد نزل اليونانيون فعلًا في اليوم الثاني من مطلع صيف 1338هـ، ثم دفعت إنجلترا باليونانيين فتقدَّموا من ناحية الغرب، وجرى القتال بين الأتراك واليونانيين؛ حيث شنَّ اليونانيون هجومَهم وأحرزوا نصرًا على الأتراك في معركة إينونو الأولى، ثم عاد اليونانيون في رجب / مارس، وكان مؤتمر لندن قائمًا، فسار اليونانيون نحو أسكي شهر وأفيون قره حصار لكنَّهم هُزِموا وارتدوا إلى بورصة، فصمموا على الهجوم على استانبول، لكن بريطانيا وقفت في وجههم، فانكفأ اليونانيون نحو الشرقِ فالتقوا بالقوات التركية، واستولوا على أفيون، ثم وصل مصطفى كمال إلى جبهة القتال الذي أمر القوات التركية بالانسحابِ، وفعلًا تم ذلك وتجمَّعت القوات في سقاريا، ورجع مصطفى إلى أسكي شهر على الجبهة الأولى، وكان اليونانيون قد وصلوا إلى غرب نهر سقاريا، وبدأ الهجوم اليوناني في شوال 1339هـ وتراجع الأتراكُ بفوضوية، وسدَّ الفدائيون الثغراتِ، ثم بدأ اليونانيون أيضًا بالانسحاب بعد أن رأوا عدمَ جدوى الهجوم الذي دام عشرةَ أيامٍ، وكانوا يحرقون القرى ويدمِّرون الآبار، ويسوقون المواشيَ، ويقتلون الأهاليَ، ثم عُقِدت الهدنة مع اليونان، وبرز مصطفى كمال يومَها بأنه استطاع إجبار اليونان من الانسحاب من تركيا عام 1340ه.

العام الهجري : 1346 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1927
تفاصيل الحدث:

أقامت حكومةُ العراق بدعمٍ من الإنجليز مخفرًا على ماء بُصية في الحدود النجدية العراقية، وأعلنت رسميًّا عَزْمَها بناء حصون أخرى، ورأى الملك عبد العزيز في ذلك مخالفةً للمادة الثالثة من معاهدة العقير عام 1915م التي تنصُّ على عدم استخدام أيٍّ من الطرفين الآبار الموجودة على أطراف الحدود لأيِّ غرض حربي، كوضع قلاع عليها، أو تعبئتها بالجند، فاحتجَّ الملك عبد العزيز على هذا الخَرقِ الصريح للاتفاقيات المبرمة، ولكنَّه لم يتلقَّ بعد شهرٍ إلا إجابة فيها مراوغةٌ من المندوب البريطاني في العراق؛ لذلك بدأ فيصل الدويش بالهجومِ على المخفر فقد رأى أنَّ بناءَ حكومة العراق مخفر بُصَية ووعْدَها ببناء غيره على الحدود العراقية النجدية أمرًا يهَدِّدُ حياتَهم وأمْنَهم، ويحرِمُهم من آبار المياه التي لا غنى لهم عنها والتي يعتمدون عليها اعتمادًا كليًّا، فاتخذ قرارًا دون الرجوع إلى الإمام؛ لقناعته أن المفاوضات السلمية مع الإنجليز لن تأتيَ بنتيجة، فأرسل قوةً صغيرة هاجمت المخفر وقتَلَت من فيه من العمَّال والجنود الذين كانوا مكَلَّفين بحمايتهم، وبعد ثلاثة أشهر من حادثة البصية قام سِربُ طيران إنجليزي بقصف شمال نجد فألقت طائراتٌ إنجليزية قنابِلَ على هجرة اللصافة التابعة لقبيلة مطير، فدمرت مسجِدَها وبعض بيوتها، وأثار حالةً من الفزع بين بدوِ قبائل مطير، ولقي رجال وأطفال ونساء وحيوانات مصرعَهم من دون تمييزٍ.