الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2497 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 1330 العام الميلادي : 1911
تفاصيل الحدث:

اعترفت النمسا بالإسلامِ كدين رسمي في البلاد في عهد القيصر فرانس جوزيف، وهو ما منحهم ميزاتٍ كبيرة استنادًا إلى نصوص الدستور الذي يساوي بين الجالية المسلِمة وغيرها من معتنقي الديانات الأخرى. وضَمِنَ الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي حقوقَ الجالية المسلمة في مواضِعَ مختلفة، مثل حرية ممارسة الشعائر الدينية، وحرية المسلمين في تنظيم الرعاية الدينية الخاصة بهم، وحصول مؤسَّساتهم على حق حماية جميع أنشطتها الاجتماعية والثقافية والمالية. واستنادًا إلى هذه الحقوق تمكَّنت الأقلية المسلمة من رعاية أبنائها بالمدارس؛ ليصل عدد المستفيدين من دعم الدولة لدروس الدين الإسلامي حوالي 40 ألف تلميذٍ في مراحل التعليم المختلفة.

العام الهجري : 1391 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1972
تفاصيل الحدث:

بعدَ أنِ انتهَت الحربُ الباكستانية الهِنْدية الثالثة التي لم تَستمِرَّ إلا أسبوعينِ، وانتهَت بهزيمة الجيشِ الباكستاني هَزيمة مُنكَرةً، أُسِر فيها 93 ألفَ جُنديٍّ باكستاني. كما أدَّت إلى انفصال القِسم الشرقيِّ من باكستانَ وقِيام دولة بنغلاديش، فخرَجَت مُظاهراتٌ في باكستانَ تطالِبُ باستمرار الحرْب، وتقديمِ الرئيسِ يحيى خان للمُحاكَمة بسبب تَقصيرِه، فاسْتَدعى الرئيسُ يحيى خان من نيويورك ذا الفقار علي بوتو (الذي كان هناك يَعرض قضيَّة بِلاده على هيئة الأُمَم)، فسلَّمه السُّلطة في 3 من ذي القعدة / 20 ديسمبر؛ ليصبحَ رئيسًا لباكستان، وغادر يحيى خان البلادَ إلى إيرانَ، لكنه لم يَلبَثْ طويلًا فعاد، وبقِيَ تحت الإقامة الجَبْرية في بَيته.

العام الهجري : 1408 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1988
تفاصيل الحدث:

عبد السلام مُحمَّد هارون بن عبد الرزاق، وُلِد في مدينة الإسكندرية في 25 من ذي الحجَّة 1326هـ ونشأ في بيتٍ كريمٍ من بُيوت العِلم، فجدُّه عضوُ جماعة كبار العُلَماء، وأبوه كان يتولَّى عند وفاته مَنصِب رئيس التفتيش الشَّرعي في وزارة الحقَّانيَّة (العدل)، أما جدُّه لأُمِّهِ فهو الشيخ محمود بن رضوان الجزيري عضوُ المحكمة العُليا. حَفِظ عبد السلام القُرآنَ الكريمَ، وتعلَّم مبادئ القراءة والكتابة، والتحق بالأزهر سنة 1340هـ حيث درَسَ العُلوم الدينيَّة والعربيَّة، ثم التحق بتجهيزية دار العلوم بعد اجتيازه مُسابقةً للالتحاقِ بها، وكانت هذه التجهيزيَّة تُعِدُّ الطلبة للالتحاق بمدرسة دار العلوم، وحصل منها على شهادة البكالوريا سنة 1347هـ ثم أتمَّ دراسته بدار العلوم العليا، وتخرَّج فيها سنة 1351هـ، وبعد تخرُّجه عمل مدرسًا بالتعليم الابتدائي، ثم عُيِّن في سنة 1365هـ مُدرسًا بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وهذه هي المرَّة الوحيدة في تاريخ الجامعات التي ينتقلُ فيها مُدرِّس من التعليم الابتدائي إلى السلك الجامعي، بعد أن ذاعت شُهرته في تحقيق التُّراث، ثم عُيِّن في سنة 1370هـ أستاذًا مُساعدًا بكلية دار العلوم، ثم أصبح أُستاذًا ورئيسًا لقسم النحو بها سنة 1379هـ ثم دُعي مع نُخبة من الأساتذة المصريين في سنة 1386هـ لإنشاء جامعة الكُويت، وتولَّى هو رئاسة قِسم اللغة العربية، وقِسم الدراسات العُليا حتى سنة 1394هـ، وفي أثناء ذلك اختير عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1389هـ. وبدأ عبد السلام هارون نشاطه العِلميَّ منذ وقتٍ مُبكِّر، فحقَّقَ وهو في السادسةَ عشرةَ من عُمره كتابَ "مَتْن أبي شُجاع" بضبطه وتصحيحه ومراجعته في سنة 1344هـ، ثم حقَّقَ الجزء الأول من كتاب "خِزانة الأدب" للبغدادي سنة 1346هـ، ثم أكمل أربعةَ أجزاءٍ من الخزانة، وهو طالبٌ بدار العلوم. ولنُبوغه في هذا الفَنِّ اختاره الدكتور طه حُسَين 1363هـ ليكون عضوًا بلجنةِ إحياء تُراث أبي العلاء المعري، وتدور آثاره العلمية في التحقيق حول العِناية بنشر كُتُب الجاحظ، وإخراج المعاجم اللُّغوية، والكُتُب النَّحْوية، وكُتُب الأدب، والمُختارات الشِّعرية. فأخرج كتاب الحيوان في ثماني مُجلَّدات، وكتاب البيان والتبيين في أربعة أجزاءٍ، وكتاب البُرصان والعُرجان والعُميان والحولان، ورسائل الجاحظ في أربعة أجزاء، وكتاب العُثمانية، وأخرج من المعاجم اللُّغوية: مُعجم مقاييس اللغة لابن فارس في ستة أجزاء، واشترك مع أحمد عبد الغفور العطَّار في تحقيق "صحاح العربية" للجوهري في ستة مُجلَّدات، و"تهذيب الصحاح" للزنجاني في ثلاثة مُجلَّدات، وحقَّقَ جزأين من مُعجَم "تهذيب اللغة" للأزهري، وأسند إليه مجمعُ اللغة العربية الإشرافَ على طبع "المعجم الوسيط"، وحقَّقَ من كُتُب النحو واللغة كتاب سيبويه في خمسة أجزاء، وخزانة الأدب للبغدادي في ثلاثة عشر مجلدًا، ومجالس ثعلب في جزأين، وأمالي الزَّجَّاجي، ومجالس العلماء للزَّجَّاجي أيضًا، والاشتقاق لابن دريد. وحقَّقَ من كتب الأدب والمُختارات الشِّعرية: الأجمعيات، والمُفضليَّات بالاشتراك مع العلَّامة أحمد شاكر، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي مع الأستاذ أحمد أمين، وشرح القصائد السَّبْع الطوال لابن الأنباري، والمجلد الخامس عشر من كتاب الأغاني لأبي الفَرَج الأصبهاني. وحقَّقَ من كُتُب التاريخ: جمهرة أنساب العرب لابن حزم، ووقعة صِفين لنصر بن مُزاحم، وكان من نتيجة مُعاناته وتجاربه في التعامُل مع النُّصوص المخطوطة ونشرِها، أن نشر كتابًا في فنِّ التحقيق بعُنوان: "تحقيقُ النصوص ونشرها" سنة 1374هـ، فكان أوَّلَ كتابٍ عربيٍّ في هذا الفنِّ، يُوضِّح مناهجه ويُعالج مشكلاته، أما عن مُؤلَّفاته فله: الأساليبُ الإنشائيَّةُ في النحو العربي، والميسِرُ والأزلام، والتراث العربي، وحول ديوان البحتري، وتحقيقاتٌ وتنبيهاتٌ في معجم لسان العرب، وقواعدُ الإملاء، وكنَّاشة النوادر، ومُعجَم شواهد العربية، ومُعجَم مقيدات ابن خلكان. وعمد إلى بعض الكُتُب الأصول فهذَّبها ويسَّرها، من ذلك: تهذيبُ سيرة ابن هشام، وتهذيبُ إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، والألْفُ المُختارة من صحيح البخاري، كما صنع فهارسَ لمُعجَم تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري في مُجلَّد ضخمٍ. وخُلاصة القول: إن ما أخرجه للناس من آثارٍ سواءٌ أكانت من تحقيقه، أو من تأليفه تجاوزت 115 كتابًا، وقد حصل عبد السلام هارون على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي سنة 1402هـ، وانتخبه مجلس مجمع اللغة العربية أمينًا عامًّا له في 3 من ربيع الآخر 1404هـ، واختاره مجمع اللغة العربية الأردنيُّ عضوَ شرفٍ به. وإلى جانب نشاطه في عالم التحقيق كان الأستاذ عبد السلام هارون أستاذًا جامعيًّا مُتمكنًا، تعرفه الجامعات العربية أستاذًا مُحاضرًا ومُشرفًا ومناقشًا لكثير من الرسائل العلمية التي تزيد عن 80 رسالة للماجستير والدُّكتوراه. تُوُفِّيَ عبد السلام هارون في 28 من شعبان 1408هـ وبعد وفاته أصدرت جامعة الكويت كتابًا عنه بعُنوان: الأستاذ عبد السلام هارون مُعلمًا ومُؤلفًا ومُحققًا.

العام الهجري : 237 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 851
تفاصيل الحدث:

غَضِبَ المتوكِّلُ على ابنِ أبي دؤاد القاضي المعتزليِّ، وكان على المظالمِ، فعَزَله عنها واستدعى يحيى بنَ أكثَمَ، فولاه قضاءَ القُضاةِ والمظالمِ أيضًا. وفي ربيع الأوَّل أمر الخليفةُ بالاحتياطِ على ضِياعِ ابنِ أبي دؤاد، وأخَذَ ابنَه أبا الوليد محمَّدًا فحَبَسه في يوم السبتِ لثلاثٍ خَلَونَ من ربيع الآخر، وأمَرَ بمصادرتِه، فحَمَل مائةَ ألفِ وعشرين ألف دينار، ومن الجواهِرِ. كان ابنُ أبي دؤاد قد أصابه الفالجُ (الشلل النصفي) بعد أن دعا على نفسِه إن لم يكُن الواثِقُ قد قتَلَ أحمدَ بنَ نصرٍ كافرًا, ثم نفى المتوكِّلُ أهلَ ابن أبي دؤاد من سامِرَّا إلى بغداد مُهانين، وفي عيدِ الفطر من هذا العام أمَرَ المتوكِّل بإنزالِ جُثَّة أحمدَ بنِ نصرٍ الخُزاعي والجَمعِ بين رأسِه وجَسَدِه وأن يُسَلَّم إلى أوليائِه، ففَرِحَ النَّاسُ بذلك فرحًا شديدًا، واجتمع في جنازتِه خَلقٌ كثيرٌ جِدًّا، وكان يومًا مَشهودًا, ثمَّ كتب المتوكِّلُ إلى الآفاقِ بالمَنعِ مِن الكلامِ في مسألةِ الكلامِ، والكَفِّ عن القولِ بخَلقِ القرآن، وأنَّ من تعلَّمَ عِلمَ الكلامِ لو تكلَّمَ فيه فالمطبق (سجن من سجون بغداد) مأواه إلى أن يموتَ. وأمر الناسَ ألَّا يشتغِلَ أحدٌ إلَّا بالكتابِ والسنَّةِ لا غيرُ، ثمَّ أظهر إكرامَ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبل واستدعاه من بغدادَ إليه، فاجتمع به فأكرمَه وأمَرَ له بجائزةٍ سَنِيَّةٍ فلم يقبَلْها، وخلع عليه خِلعةً سَنيَّةً مِن ملابسِه فاستحيا منه أحمدُ كثيرًا، فلبسها إلى الموضِعِ الذي كان نازلًا فيه، ثمَّ نزعها نزعًا عنيفًا وهو يبكي- رحمه الله تعالى- وارتفَعَت السُّنَّة جِدًّا في أيام المتوكِّل- عفا الله عنه- وكان لا يولِّي أحدًا إلا بعد مشورةِ الإمام أحمد، وكانت ولايةُ يحيى بن أكثم قضاءَ القضاةِ مَوضِعَ ابنِ أبي دؤاد عن مشورتِه، وقد كان يحيى بن أكثَم هذا من أئمَّة السنة، وعُلماء الناس، ومن المعظِّمين للفقه والحديث واتِّباع الأثَر.

العام الهجري : 296 العام الميلادي : 908
تفاصيل الحدث:

اجتمع جماعةٌ مِن القوَّادِ والجُند والأُمَراء على خَلعِ المُقتَدِر وتوليةِ عبدِ الله بن المعتَزِّ الخلافةَ، فأجابهم ابنُ المعتَزِّ على ألَّا يُسفَكَ بسَبَبِه دَمٌ، وكان المقتَدِرُ قد خرج يلعَبُ بالصولجان، فقصد إليه الحُسَينُ بن حمدان يريد أن يفتِكَ به، فلما سمع المقتَدِرُ الصَّيحةَ بادر إلى دارِ الخلافةِ فأغلقها دونَ الجيشِ، واجتمع الأمراءُ والأعيانُ والقُضاة في دارِ المخرمي فبايعوا عبدَ الله بن المعتَزِّ، وخوطب بالخلافة، ولُقِّبَ بالمرتضي بالله، واستوزر أبا عُبَيد الله محمَّد بن داود وبعث إلى المقتَدِر يأمُرُه بالتحَوُّلِ من دار الخلافةِ إلى دار ابنِ طاهرٍ لينتَقِلَ إليها، فأجابه بالسَّمعِ والطاعة، فركِبَ الحُسَين بن حمدان من الغَدِ إلى دار الخلافةِ ليتسَلَّمَها فقاتله الخدَمُ ومَن فيها، ولم يُسَلِّموها إليه، وهَزَموه فلم يقدِرْ على تخليصِ أهلِه ومالِه إلَّا بالجَهدِ، ثم ارتحلَ مِن فَورِه إلى الموصِل وتفَرَّقَ نظامُ ابنِ المعتَزِّ وجماعتِه، فأراد ابنُ المعتز أن يتحوَّلَ إلى سامرَّا لينزِلَها، فلم يتْبَعْه أحدٌ من الأمراء، فدخل دارَ ابنِ الجصَّاص فاستجار به فأجاره، ووقع النَّهبُ في البلد واختبط النَّاسُ، وبعث المقتَدِرُ إلى أصحابِ ابنِ المعتَزِّ فقُبِض عليهم وقُتِلَ أكثرُهم، وأعاد ابنَ الفرات إلى الوزارةِ، فجَدَّد البيعةَ إلى المقتَدِر، وأرسل إلى دار ابنِ الجصَّاص فتسَلَّمَها، وأحضر ابنَ المعتَزِّ وابنَ الجصاص فصادر ابنَ الجصَّاص بمالٍ جزيلٍ جِدًّا، نحوُ ستة عشر ألفَ ألف درهم، ثم أطلَقَه واعتقل ابن المعتَزِّ، فلما دخل في ربيع الآخر ليلتان ظهَرَ للنَّاسِ مَوتُه وأُخرِجَت جُثَّتُه، فسُلِّمَت إلى أهله فدُفِن، وصَفَحَ المُقتَدِر عن بقيَّةِ مَن سعى في هذه الفتنةِ حتى لا تفسُدَ نيَّاتُ الناس، قال ابن الجوزي: "ولا يُعرَفُ خليفةٌ خُلِعَ ثم أعيدَ إلَّا الأمينُ والمُقتَدِر".

العام الهجري : 557 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1162
تفاصيل الحدث:

اجتمعت الكرج في خلقٍ كثير يبلغون ثلاثين ألف مقاتل، ودخلوا بلاد الإسلام، وقصدوا مدينةَ دوين من أذربيجان، فملكوها ونَهَبوها، وقتلوا من أهلِها وسوادها نحوَ عشرة آلاف قتيل، وأخذوا النساءَ سبايا، وأسَرُوا كثيرًا، وأعرَوُا النساءَ وقادوهم حُفاةً عُراةً، وأحرقوا الجوامِعَ والمساجِدَ، فلما وصلوا إلى بلادهم أنكر نساءُ الكرج ما فعلوا بنساءِ المسلمين، وقُلْنَ لهم قد أحوجتُم المسلمين أن يفعلوا بنا مثلَ ما فعلتُم بنسائهم؛ وكسونَهنَّ، ولَمَّا بلغ الخبر إلى شمس الدين إيلدكز، صاحب أذربيجان والجبل وأصفهان، جمع عساكِرَه وحشَدَها، وانضاف إليه شاه أرمن بن سكمان القطبي، صاحب خلاط، وابن آقسنقر، صاحب مراغة وغيرها، فاجتمعوا في عسكر كثير يزيدون على خمسين ألف مقاتل، وساروا إلى بلاد الكرج في صَفَر سنة ثمان وخمسين ونهبوها، وسَبَوا النساءَ والصبيان، وأسَروا الرِّجالَ، ولقيهم الكرج، واقتتلوا أشدَّ قتالٍ صبَرَ فيه الفريقان، ودامت الحربُ بينهم أكثر من شهر، وكان الظَّفَرُ للمسلمين، فانهزم الكرج وقُتِلَ منهم كثيرٌ وأُسِرَ كذلك، وكان سببُ الهزيمة أن بعض الكرج حضر عند إيلدكز، فأسلم على يديه، وقال له: تعطيني عسكَرًا حتى أسيرَ بهم في طريق أعرِفُها وأجيء إلى الكرجِ مِن ورائهم وهم لا يشعرون، فاستوثق منه، وسيَّرَ معه عسكرًا وواعده يومًا يصِلُ فيه إلى الكرج، فلما كان ذلك اليومُ، قاتل المسلمون الكرج، فبينما هم في القتال وصل ذلك الكرجي الذي أسلم ومعه العسكرُ، وكبَّروا وحملوا على الكرج من ورائهم، فانهزموا، وكثُرَ القتل فيهم والأسرُ، وغنم المسلمون من أموالِهم ما لا يدخُلُ تحت الإحصاءِ لِكَثرتِه؛ فإنهم كانوا متيقِّنين النَّصرَ لكثرتهم، فخَيَّبَ الله ظنَّهم، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون ثلاثةَ أيام بلياليها، وعاد المسلمون منصورين قاهرين.

العام الهجري : 669 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1271
تفاصيل الحدث:

بلغ السلطان الظاهر بيبرس وهو مخيِّم على حصن الأكراد أنَّ صاحب جزيرة قبرص قد ركِبَ بجيشه إلى عكا لينصُرَ أهلها خوفًا من السلطان، فأراد السلطان أن يغتَنِمَ هذه الفرصة فبعث جيشًا كثيفًا في اثني عشرة شيني - نوعا من المراكب- ليأخذوا جزيرة قبرص في غيبةِ صاحِبِها عنها، فسارت المراكِبُ مسرعة فلما قاربت المدينة جاءتها ريحٌ عاصف فصدم بعضها بعضًا فانكسر بعضُها, وغَرِقَ خلقٌ وأسَرَ الفرنج من الصناع والرجال قريبًا من ألف وثمانمائة، ثم سار السلطانُ فنصب المجانيق على حِصنِ عكا فسأله أهلُها الأمان على أن يخَلِّيَهم فأجابهم إلى ذلك، ودخل البلدَ يوم عيد الفطر فتسَلَّمه، وكان الحِصنُ شديد الضرر على المسلمين، وهو وادٍ بين جبلين.

العام الهجري : 769 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1367
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ القاضي بهاء الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عَقيل المصري الشافعيُّ، قاضي قضاة الديار المصرية، وفقيه الشافعية، ولِدَ في المحرم سنة 698، ونسبه يتَّصِلُ إلى عقيل بن أبي طالب، ونشأ بالقاهرةِ، وقرأ على عُلَماءِ عَصرِه، وبرع في علوم كثيرة، وصنف التصانيفَ المُفيدةَ في الفقه والعربية والتفسير، منها شرح الألفية لابن مالك، وشرح التسهيل أيضًا، والجامع النفيس في فقه الشافعية، وباشر قضاء الديار المصرية مدة يسيرة، وباشر التداريس الجليلة والمناصب الشريفة، توفي بالقاهرة في ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول، ودُفن بالقرافة بالقرب من قبَّة الإمام الشافعي.

العام الهجري : 1396 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1976
تفاصيل الحدث:

وقع في السودان انقلابٌ بقيادةِ العقيد محمد نور سعيد بتاريخ 5 رجب / 2 تموز، وهرب الرئيسُ جعفر النميريُّ واحتلَّ الانقلابيون المعسكراتِ ومطارَ الخرطومِ ودار الهاتف، استطاع النميريُّ أن يعودَ بعد يومين إلى مقرِّه وانضمَّت إليه بعض القطاعاتِ، فقادها وقام بعملية مضادَّةٍ، ولم يستطعْ دخولَ دار الهاتف إلا بصعوبةٍ؛ ورفضت جماعة الأنصار التي ساهمت في هذه الحركةِ إطلاقَ سراح المعتقلين السياسيِّين الذين في سجن كوبر، وساعدت مصرُ الحكومةَ السودانية؛ إذ سمحت بانتقالِ ألفٍ وخمسمائة جنديٍّ سودانيٍّ كانوا مرابطين على قناةِ السويس، وقُتِل في هذه الحركةِ ثمانمائة شخص، منهم سبعُمائة من الانقلابيِّين، وأُعدم بعدَ ذلك ما يقرب من المائةِ شخص ممن لهم علاقة بالانقلابِ.

العام الهجري : 275 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 888
تفاصيل الحدث:

كان بين ابن أبي الساج- أحد كبارِ قادةِ الأتراك في عهد المعتَمِد- وخِمارَوَيه بن طولون اتِّفاقٌ، وكان ابنُ أبي الساج يطيع خِمارَوَيه ويسمَعُ له، إلَّا أنَّ ابنَ أبي الساج خالف على خمارَوَيه، فلما سمع خمارويه الخبَرَ، سار عن مصر في عساكِرِه نحو الشام، فقَدِمَ إليه آخِرَ سنة أربع وسبعين، فسار ابنُ أبي الساج إليه، فالتَقَوا عند ثنية العقاب بقُرب دمشق، وكان القتالُ بينهما فانهزمت ميمنةُ خمارَوَيه وأحاط باقي عسكرِه بابن أبي الساج ِومن معه، فمضى منهزمًا واستبيح مُعسكَرُه، وأُخِذَت الأثقال والدوابُّ وجميعُ ما فيه، وكان قد خلَّفَ بحمص شيئًا كثيرًا فسَيَّرَ إليه خمارويه قائدًا في طائفةٍ من العسكرِ جريدة، فسبقوا ابنَ أبي الساج إليها ومنعوه من دخولِها والاعتصام بها، واستولوا على ما لَه فيها، فمضى ابن أبي الساج منهزمًا إلى حلَب، ثم منها إلى الرقَّة، فتبعه خمارَوَيه، ففارق الرقَّة، فعبر خمارويه الفراتَ، وسار في أثرِ ابنِ أبي الساج، فوصل خمارويه إلى مدينةِ بلد، وكان قد سبقه ابنُ أبي الساج إلى الموصل. فلما سمع ابنُ أبي الساج بوصولِه إلى بلد سارَ عن الموصِلِ إلى الحديثة، وأقام خمارَوَيه ببلد.

العام الهجري : 410 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1020
تفاصيل الحدث:

هو الحافِظُ المُجَوِّدُ العلَّامة، مُحَدِّثُ أصبهان، أبو بكرٍ أحمَدُ بنُ موسى بن مَردَوَيهِ بنِ فَوْرَك بن موسى بن جعفر، الأصبهاني، المؤرِّخُ المُفَسِّرُ، مِن أهل أصبهان. مولِدُه سنة323. ويقالُ له ابنُ مَردَوَيهِ الكبير؛ لِيُمَيَّزَ عن حَفيدِه المحدِّثِ العالِمِ أبو بكرٍ أحمَدُ بنُ مُحمَّد بن أحمد بن مردويه. له عِدَّةُ تصانيفَ، منها: "التفسير الكبير"، و"التاريخ"، و"الأمالي" "الثلاثمئة مجلس"، و"المسند"، وكتاب "المُستخرَج على صحيحِ البُخاري"، بعُلُوٍّ في كثيرٍ مِن أحاديثِ الكِتابِ، حتى كأنَّه لَقِيَ البُخاريَّ. قال الذهبيُّ عنه: "كان مِن فُرسانِ الحَديثِ، فَهِمًا يَقِظًا مُتقِنًا، كثيرَ الحَديثِ جِدًّا، ومن نظَرَ في تواليفِه، عَرَفَ مَحَلَّه مِن الحفظ". قال أبو موسى: سَمِعتُ أبي يحكي عمَّن سَمِعَ أبا بكر بنَ مَرْدَوَيه يقول: "ما كتبتُ بعد العَصرِ شيئًا قَطُّ، وعَمِيتُ قبلَ كُلِّ أحدٍ- يعني من أقرانِه، وسَمِعتُ أنَّه كان يُملي حِفظًا بعدما عَمِيَ. ثم قال: وسَمِعتُ الإمامَ إسماعيلَ يقول: لو كان ابنُ مَردَوَيه خُراسانيًّا، كان صِيتُه أكثَرَ مِن صِيتِ الحاكِمِ". مات عن سبعٍ وثمانين سنةً

العام الهجري : 516 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1122
تفاصيل الحدث:

هو الشيخ الإمام العلَّامة القدوة الحافظ، شيخ الإسلام، محيي السنة: أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي، الشافعي، نسبة إلى بغا من قرى خراسان، صاحب التفسير المعروف بمعالم التنزيل، وشرح السنة، والتهذيب في الفقه الشافعي، والجمع بين الصحيحين، والمصابيح في الصحاح والحسان، والأربعين حديثًا، وغير ذلك. اشتغل على القاضي حسين بن محمد المروروذي صاحب التعليقة قبل سنة 460. وبرع في هذه العلوم، وكان علَّامة زمانه فيها، وكان ديِّنًا ورعًا زاهدًا عابدًا صالحًا. قال الذهبي: "كان البغوي يُلقَّب بمحيي السنة وبرُكنِ الدين، وكان سيدًا إمامًا، عالِمًا علَّامة، زاهدًا قانعًا باليسير، كان يأكل الخبز وحده، فعُذِل في ذلك، فصار يأتدم بزيتٍ، وكان أبوه يعمل الفِرَاء ويبيعها، بورك له في تصانيفه، ورُزق فيها القَبول التام؛ لحُسن قصده، وصِدقِ نيته، وتنافسَ العلماءُ في تحصيلها، وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة، وكان مقتصدًا في لباسه، له ثوبٌ خام، وعمامة صغيرة, وكان على منهاج السلف حالًا واعتقادًا، وله القدمُ الراسخة في التفسير، والباع المديد في الفقه" توفي بمروالروذ -وهي مدينة من مدائن خراسان- في شوال، ودفن بجنب شيخه القاضي حسين، وعاش بضعًا وسبعين سنة.

العام الهجري : 788 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1387
تفاصيل الحدث:

كان جركس الخليلي أميرًا على الحاج، وكان السلطانُ أوصاه بعَزلِ الصبي المنصوب الشريف محمد أحمد بن عجلان وأن يستبدلَ به الشَّريفَ أبي عنان بن مغامس، والقبض على عمِّ الصبي كبيش بن عجلان، ولما وصل الحاجُّ إلى مكة وخرج الصبيُّ لتلَقِّي المَحمَل الخلافي، وقد أرصد الرجال للبطش بكبيشٍ وأميره المنصوبِ، فقعد كبيش عن الحضور، وجاء الصبي وترجَّلَ عن فَرَسِه لتقبيلِ خُفِّ الجَمَل الذي عليه المحمل كالعادة، وثب به أولئك المُرصَدون طعنًا بالخناجر يظنونَه كبيشًا, وفَطِنَ كبيش لذلك فجمع عساكِرَه وخرج من مكة بهم خوفًا على نفسِه وخوفًا على الحاجِّ من النهب, وحجَّ النَّاسُ آمنين، وأقام الأمراءُ لابسين السلاح سبعة أيام؛ خوفًا من الفتنة، فلم يتحَرَّكْ أحد، وقرر جركس الخليلي الشريف أبي عنان خِلعَتَه، وتسَلَّم مكة، وخطب له بها. ثم التقى كبيش بن عجلان ببطا الخاصكي رأس المبشرين، فقال له: أعلِمِ السلطانَ أنني طائعٌ، وأنني منعت العَرَبَ مِن نهب الحاجِّ، وأنني لا أرجع عن طَلَبِ ثأري من غريمي الشَّريفِ أبي عنان، وفَرَّقَ الخليلي بمكة صدقاتٍ كثيرةً جدًّا.

العام الهجري : 940 العام الميلادي : 1533
تفاصيل الحدث:

هو السلطان أبو عبد الله الصغير محمد الثاني عشر بن الحسن بن سعد بن علي بن يوسف بن محمد: آخر حكام بني نصر ابن الأحمر، المنحدرة من قبيلة الخزرج القحطانية في غرناطة، وكان قد تولى الرياسةَ بعد منازعاته مع عمه أبي عبد الله الزغل محمد بن سعد، وكانت دولة بني الأحمر في هذه المدة متماسكةً، والفتنة بين أفرادها متشابكة، والعدو فيما بين ذلك يخادعُهم عمَّا بأيديهم، جاهد أبو عبد الله الصغير النصارى كثيرًا ووصل الأمر إلى أنهم عرضوا عليه التنازل عن غرناطة مقابل أموال جزيلة أسوةً بعمِّه أبي عبد الله الزغل محمد بن سعد صاحب وادي آش، فرفض أبو عبد الله الصغير وواصل جهاده إلى أن شدُّوا عليه الحصار فتنازل كسابقِه، وبعد فترة سافر إلى فاس فاستوطنها تحت كنف السلطان محمد الشيخ الوطاسي؛ حيث عاش فيها حياة لم يعرف أحد عنها شيئًا حتى مات عن عمر يناهز الخمسة والسبعين عامًا متهمًا بالعار والخيانة والتفريط في بلاد المسلمين في الأندلس, وقد دُفن بإزاء المصلَّى خارج باب الشريعة، وخلَّف ذريةً مِن بعده.

العام الهجري : 1337 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1919
تفاصيل الحدث:

كانت فارس مقسَّمةً إلى ثلاثة أقسام: قسم تحت النفوذ الروسي، وقسم تحت النفوذ البريطاني، وقسم محايد، ولما انتهى النفوذ الروسي في فارس بعد قيام الثورة الشيوعية، وتسلمها مقاليد الحكم في محرم 1336هـ / تشرين الأول 1917م وتنازلوا عن ديونهم على فارس، وأرادت إنجلترا أن تحُلَّ محلَّ روسيا فلم تتمكَّنْ، ولكنها رأت أن تجعل على الأقل سدًّا في وجه التوسع الشيوعي، فأسرعت في توقيع اتفاقية مع فارس بعد مباحثات لمدة سنة، فكان التوقيعُ على الاتفاقية المسمَّاة بـالمساعدة البريطانية من أجل تقدُّم فارس ورفاهيتها، واعترفت ظاهرًا باستقلال فارس، لكنها قيَّدتْها بقيود جعلتها تحت حمايتها؛ حيث جاء في الاتفاقية أن تستخدم فارس المستشارين البريطانيين في كلِّ مؤسَّساتها حتى الجيش، وألَّا تتسلَّح إلا من بريطانيا، وأن تكون بريطانيا هي من ينشئ فيها المواصلاتِ وكذلك تحديد الحدود، ثم أقرضَتْها دينًا قدره مليونا جنيه بفائدة سبعة بالمائة، ووقَّع الاتفاقية رئيس وزراء فارس "وثوق الدولة" والسفير البريطاني برسي كوكس، ورضي الشاه أحمد بالاتفاقية، ولكن الشعب ثار وحدثت انتفاضاتٌ في عدد من المناطق وأسست المعارضة حكوماتٍ مُستقلةً في تلك المناطق.