الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1740 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 255 العام الميلادي : 868
تفاصيل الحدث:

كتب المعتزُّ لعلي بن الحسين بن شبل بولاية كرمان، وكتبَ إلى يعقوبَ بن الليث بولايتها أيضًا يلتمِسُ إغراءَ كُلِّ واحدٍ منهما بصاحبه؛ ليُسقِطَ مؤونةَ الهالكِ عنه، وينفرِدَ بالآخر، وكان كلُّ واحد منهما يُظهِرُ طاعةً لا حقيقةَ لها، والمعتز يعلم ذلك منهما. أرسل عليُّ بن الحسين طوقَ بن المغلس إلى كرمان، وسار يعقوبُ إليها فسَبَقه طوقٌ واستولى عليها وأقبل يعقوبُ حتى بقيَ بينه وبين كرمان مرحلةٌ، فأقام بها شهرينِ لا يتقَدَّمُ إلى طوق، ولا طوقٌ يخرج إليه، فلما طال ذلك عليه أظهَرَ الارتحال إلى سجستان، فارتحل مرحلتينِ، وبلغ طوقًا ارتحالُه فظَنَّ أنَّه قد بدا له في حربه، وترك كرمان، فوضع آلةَ الحربِ، وقعد للأكلِ والشُّرب والملاهي، وبلغ يعقوبُ إقبالَ طوقٍ على الشرب، فكرَّ راجعًا فطوى المرحلتينِ في يومٍ واحد، فلم يشعُرْ طوقٌ إلا بغبرةِ عَسكرِ يعقوب، فأحاط به وبأصحابه، فذهب أصحابُه يريدون المناهضةَ والدفعَ عن أنفُسِهم، فقال يعقوبُ لأصحابه: أفرِجوا للقَومِ، فمرُّوا هاربينَ، وخَلَّوا كلَّ ما لهم، وأسَر يعقوبُ طَوقًا، وكان علي بن الحسين قد سَيَّرَ مع طوقٍ في صناديقَ قيودًا ليقَيد بها من يأخُذُه من أصحابِ يعقوب، وفي صناديقَ أطوِقةٌ وأسورة ليعطيَها أهلَ البلاء من أصحابِ نفسِه، فلما غنِمَ يعقوب عسكَرَهم رأى ذلك، فقال: ما هذا يا طوقُ؟ فأخبره، فأخذ الأطوِقةَ والأسورة فأعطاها أصحابَه، وأخذ القيودَ والأغلال فقيَّدَ بها أصحابَ عليٍّ، ثم دخل كرمان وملكَها مع سجستان.

العام الهجري : 598 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1201
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ العالمُ المعَمَّر، مُسنِدُ الديار المصرية، أمين الدين: أبو القاسم سيد الأهل هبة الله بن علي بن سعود بن ثابت بن هاشم بن غالب الأنصاري، الخزرجي، المنستيري الأصل، المصري المولِد والدار، المعروف بالبوصيري، الكاتب الأديب. كانت ولادته سنة 506 بمصر، وقيل: بل ولد يوم الخميس خامس ذي القعدة سنة 500, وله سماعاتٌ عاليةٌ وروايات تفَرَّد بها وألحَقَ الأصاغِرَ بالأكابرِ في علُوِّ الإسناد، ولم يكنْ في آخر عصره في درجتِه مِثلُه، وعاش اثنتين وتسعين سنة. وكان مُسنِدَ دِيارِ مِصرَ في وقتِه، سمع مع السِّلَفي، وبقراءته من أبي صادق المديني، وأبي عبد الله محمد بن بركات السعيدي، وأبي الحسن علي بن الحسين الفراء، وسلطان بن إبراهيم، والخفرة بنت مبشر بن فاتك، وغيرهم. وانفرد بالسَّماع منهم. وأجاز له أبو الحسن الفرَّاء، وابن الخطَّاب الرازي، وقد سمع منهما، وسمع من أبي طاهر السِّلَفي, وحدَّث بمصر والإسكندرية، ورحل إليه المحدِّثون، وقُصد من البلاد. فسمع عليه النَّاسُ وأكثروا، وكان جده مسعود قَدِمَ من المنستير إلى بوصير، فأقام بها إلى أن عُرِفَ فَضلُه في دولةِ المصريِّينَ، فطُلِبَ إلى مصر، وكُتِبَ في ديوان الإنشاء، ووُلِدَ له علي والد أبي القاسم بمصر، واستقَرُّوا بها وشُهِروا. وكان أبو القاسمِ يسمى سيدَ الأهل أيضًا، لكِنَّ هبة الله أشهر، وتوفِّيَ في الليلة الثانية من صفر سنة 598، ودُفِنَ بسَفحِ المقطم. وهذا البوصيري غيرُ البوصيري صاحب البردة المتوفى سنة 697.

العام الهجري : 1134 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1722
تفاصيل الحدث:

تمكن العثمانيون بقيادة القائد البحري العثماني نصوح زاده علي باشا من السيطرة على ميناء وقلعة ساقيز في اليونان إبَّان الثورة اليونانية ضد الدولة العثمانية، وذلك بعد 19 يومًا من بدء العصيان ضد العثمانيين.

العام الهجري : 1257 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1841
تفاصيل الحدث:

أصدَرَ السلطان العثماني "فرمان مصر" الذي نصَّ على إعطاء محمد علي باشا ولاية مصر والسودان وراثيًّا، وقد بَقِيَ هذا الفرمان مرعيًّا في مصر كدستور حتى نهاية عام 1914م حين أُعلِنَت الحمايةُ البريطانية على مصر.

العام الهجري : 1371 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1951
تفاصيل الحدث:

اغتيل رئيسُ وزراء باكستان لياقت علي خان في 16 محرم 1371هـ / 16 أكتوبر، فتَمَّ تعيين غلام محمد حاكِمًا على باكستان، وكان قبل ذلك وزيرًا للمالية، وكلف الحاكم السابق خواجا نظام الدين برئاسة الوزراء.

العام الهجري : 255 العام الميلادي : 868
تفاصيل الحدث:

ظهر رجلٌ بظاهر البصرة زعمَ أنَّه عليُّ بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولم يكنْ صادِقًا، وإنما كان أجيرًا من عبد القيس، واسمُه علي بن محمد بن عبد الرحيم، وأمُّه قرَّة بنت علي بن رحيب بن محمد بن حكيم من بني أسد بن خزيمة، وأصلُه من قرية من قرى الريِّ، والتَفَّ عليه خلقٌ من الزنج الذين يكسحونَ السِّباخ، فعبَرَ بهم دجلةَ فنزل الديناري، وكان يزعُمُ لبعضِ من معه أنَّه يحيى بن عمر أبو الحسين المقتولُ بناحية الكوفة، وكان يدَّعي أنه يحفظُ سورًا من القرآن في ساعةٍ واحدة جرى بها لسانُه لا يحفَظُها غيره في مدَّة دهرٍ طويل، وهنَّ سبحان والكهف وص وعمَّ، وزعم أنَّه فكَّر يومًا وهو في البادية إلى أيِّ بلدٍ يسير فخوطِبَ من سحابة أن يقصِدَ البصرة فقصَدَها، فلمَّا اقترب منها وجد أهلَها متفرِّقينَ على شُعبَتين، سعدية وبلالية، فطَمِعَ أن ينضَمَّ إلى إحداهما فيستعينَ بها على الأخرى فلم يقدِرْ على ذلك، فارتحل إلى بغداد فأقام بها سنةً، وانتسب بها إلى محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد، وكان يزعُمُ بها أنَّه يعلم ما في ضمائِرِ أصحابه، وأنَّ الله يُعلِمُه بذلك، فتَبِعَه على ذلك جهلةٌ من الطَّغامِ، وطائفةٌ من الرَّعاعِ العوامِّ, ثم عاد إلى أرض البصرة في رمضان فاجتمع معه بشَرٌ كثيرٌ، ولكِنْ لم يكُنْ معهم عُدَدٌ يُقاتِلونَ بها فأتاهم جيشٌ من ناحية البصرة فاقتَتلوا جميعًا، ولم يكنْ في جيشه هذا الخارجي سوى ثلاثة أسياف، وأولئك الجيشُ معهم عَددٌ وعُدَدٌ ولَبُوسٌ، ومع هذا هزمَ أصحابُ الزنجي ذلك الجيشَ، وكانوا أربعةَ آلاف مقاتل، ثم مضى نحو البصرةِ بمن معه فأهدى له رجلٌ من أهل جبى فرسًا فلم يجِدْ لها سرجًا ولا لجامًا، وإنما ألقى عليها حبلًا وركِبَها، ثم صادرَ رجلًا وتهدَّده بالقتل فأخذ منه مئةً وخمسين دينارا وألف درهم، وكان هذا أوَّلَ مال نهبه من هذه البلاد، وأخَذَ من آخر ثلاثةَ براذين، ومِن موضعٍ آخرَ شيئًا من الأسلحة والأمتعة، ثم سار في جيشٍ قليل السلاح والخيول، ثم جرت بينه وبين نائبِ البصرة وقعاتٍ مُتعددةً يَهزِمُهم فيها، وفي كل مرة يقوى ويعظُم أمرُه ويزداد أصحابُه ويكثُر جيشُه، وهو مع ذلك لا يتعَرَّض لأموال الناس ولا يؤذي أحدًا، وإنما يُريدُ أخْذَ أموال السلطان. وقد انهزم أصحابُه في بعض حروبه هزيمةً عظيمة ثم تراجعوا إليه واجتَمعوا حولَه، ثمَّ كَرُّوا على أهل البصرة فهزموهم وقَتلوا منهم خلقًا وأسَروا آخرين، وكان لا يؤتى بأسيرٍ إلَّا قتله ثم قوِيَ أمرُه وخافه أهلُ البصرة، وبعث الخليفةُ إليها مددًا ليقاتلوا صاحِبَ الزنج قبَّحَه الله، ثم أشار عليه بعضُ أصحابه أن يهجُم بمن معه على البصرةِ فيَدخُلوها عَنوةً فهَجَّن آراءهم وقال: بل نكونُ منها قريبًا حتى يكونوا هم الذين يطلبونَنا إليها ويخطبونَنا عليها.

العام الهجري : 266 العام الميلادي : 879
تفاصيل الحدث:

وثب جماعةٌ من الأعرابِ- من بني أسد- على عليِّ بن مسرور البلخي قبل وصولِه إلى المغيثة بطريقِ مكَّة، وكان الموفَّق ولَّاه الطريقَ، ووثب الأعرابُ على كسوةِ الكعبةِ فانتهبوها، وصار بعضُها إلى صاحب الزنج، وأصاب الحُجَّاجَ فيها شِدَّةٌ عظيمة.

العام الهجري : 1220 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1805
تفاصيل الحدث:

قاد الزعيمُ الوطني عُمر مكرم ثورةً شعبية مسلَّحةً في مصر ضِدَّ الوالي العثماني خورشيد باشا؛ مِمَّا كان لها أكبر الأثر في تغيير حكمِ مصر حيث تمكَّنَت من إقصاء خورشيد عن الحكم، واختيار محمد علي واليًا على مصر.

العام الهجري : 365 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 976
تفاصيل الحدث:

هو المُعِزُّ لدين الله أبو تميمٍ مُعدُّ بن المنصور بالله إسماعيل بن القائم بأمر الله أبي القاسم محمد بن المهدي أبي محمد عبيد الله، العُبَيديُّ المهدويُّ صاحِبُ المغرب. بُنِيَت له القاهرة, وكان وليَّ عَهدِ أبيه. ولي سنة 341، وسار في نواحي إفريقيَّةَ يمَهِّدُ مُلكَه، فذَلَّل الخارجين عليه، واستعمل مماليكَه على المدُنِ، واستخدم الجُندَ، وأنفق الأموالَ، وجهَّز مملوكَه جوهرًا القائِدَ في الجيوشِ. فسار فافتتح سجلماسة، وسار إلى أن وصل البحرَ الأعظمَ، فلمَّا مات كافور بَعَث المعِزُّ جَيشَه لِمِصر بقيادةِ جَوهر, فأخذها له ثمَّ انتقل لها المعِزُّ ودخلها سنة 362. قال الذهبي: " كان المعِزُّ عاقِلًا لبيبًا حازمًا، ذا أدبٍ وعِلمٍ ومعرفةٍ وجَلالةٍ وكَرَمٍ، يرجِعُ في الجملةِ إلى عَدلٍ وإنصافٍ، ولولا بِدعتُه ورَفضُه، لكان من خيارِ المُلوكِ ". كان موتُه سابع عشر من شهر ربيع الآخر، وكان سبب موته الحُمَّى؛ لشدَّة ما وجد من كلامٍ على مُلكِه ومملكتِه، واتَّصَل مرضُه حتى مات، وكانت ولايتُه ثلاثًا وعشرين سنة وخمسة أشهر وعشرة أيام، منها مُقامُه بمصر سنتان وتسعة أشهر، والباقي بإفريقيَّة، وهو أوَّلُ حُكَّام العُبَيديِّين مَلَك مصر، وخرج إليها، وكان مُغرمًا بالنجوم، ويعمل بأقوالِ المنجِّمينَ، قال له منجِّمُه: إنَّ عليه قطعًا في وقتِ كذا، وأشار عليه بعمَلِ سردابٍ يختفي فيه إلى أن يجوزَ ذلك الوقت، ففعل ما أمَرَه وأحضر قوَّادَه، فقال لهم: إنَّ بيني وبين الله عهدًا أنا ماضٍ إليه، وقد استخلفتُ عليكم ابني نزارًا، يعني العزيز، فاسَمَعوا له وأطيعوا، ونزَل السردابَ، فغاب سنةً ثم ظهر، وبقِيَ مدَّةً، ومرِضَ وتوفِّيَ، فستَرَ ابنُه العزيز موتَه إلى عيد النَّحرِ مِن السنة، فصلى بالنَّاسِ وخَطَبَهم، ودعا لنفسِه، وعزَّى بأبيه، ولَمَّا استقَرَّ العزيزُ في الملك أطاعه العسكرُ، فاجتمعوا عليه، وكان هو يدبِّرُ الأمورَ منذ مات أبوه إلى أن أظهَرَه، ثم سيَّرَ إلى الغرب دنانيرَ عليها اسمُه، فُرِّقَت في النَّاسِ.

العام الهجري : 403 العام الميلادي : 1012
تفاصيل الحدث:

اجتمع البربَرُ فقَدَّموا على أنفُسِهم سُلَيمانَ بنَ الحَكَمِ بنِ سُلَيمانَ بنِ عبد الرحمن الناصرِ، فنهض بالبربَرِ إلى الثَّغرِ واستجاش بالنَّصارى وأتى بهم إلى بابِ قُرطبةَ فبرَزَ إليه جماعةُ أهلِ قُرطبةَ، فلم تكُنْ إلَّا ساعةٌ حتى قُتِلَ مِن أهلِ قُرطبةَ نَيِّفٌ وعشرونَ ألفَ رجُلٍ في جبَلٍ هنالك يُعرَفُ بجبلِ قنطش، وهي الوقعةُ المشهورة، ذهب فيها من الخِيارِ والفُقَهاءِ وأئمَّةِ المساجِدِ والمؤذِّنينَ خَلقٌ كثيرٌ، واستتَرَ مُحمَّدُ بنُ هشام المهديُّ أيامًا ثمَّ لحِقَ بطُلَيطِلة، وكانت الثغورُ كُلُّها من طرطوشة إلى الأشبونة باقيةً على طاعتِه ودَعوتِه، واستجاش بالإفرنجِ وأتى بهم إلى قُرطبةَ، فبَرَز إليه سُلَيمانُ بنُ الحَكَمِ مع البربر إلى موضعٍ بقُربِ قُرطُبةَ على نحوِ بضعةَ عشر ميلًا يُدعَى دارَ البَقَر، فانهزم سُلَيمانُ والبربَرُ، واستولى المهديُّ على قُرطُبةَ ثمَّ خرج بعد أيَّامٍ إلى قتالِ جمهورِ البربر، وكانوا قد عاثُوا بالجزيرةِ، فالتَقَوا بموضعٍ يُعرَفُ بوادي أره، فكانت الهزيمة على مُحمَّدِ بنِ هشامٍ المهديِّ، وانصرف إلى قُرطُبةَ، فوثب عليه العَبيدُ مع واضحٍ الصَّقلبيِّ فقتلوه ورَدُّوا هِشامًا المؤيَّدَ، فكانت مدَّةُ ولاية المهديِّ منذ قام إلى أن قُتِلَ سبعة عشر شهرًا مِن جُملتِها السِّتَّة الأشهر التي كان فيها سُلَيمانُ بقُرطُبة، وكان هو بالثَّغرِ، وانقَرَض عَقِبُه فلا عَقِبَ له، فقام سُلَيمانُ بنُ الحكم يوم الجمعة لسِتٍّ خَلَونَ مِن شَوَّال سنة 399هـ وتلقَّبَ بالمُستعين بالله، ثمَّ دخل قُرطُبةَ في ربيع الآخر سنة 400ه، فتلقَّبَ حينئذ بالظَّافِرِ بحَولِ الله، مضافًا إلى المستعين بالله، ثمَّ خرج عنها في شوال مِن السنة بعينها، فلم يزل يجول بعساكِرِ البربَرِ معه في بلاد الأندلُسِ يُفسِدُ وينهَبُ ويُقفِرُ المدائِنَ والقُرى بالسَّيف والغارةِ، لا يُبقي البربرُ معه على صغيرٍ ولا كبيرٍ، ولا امرأةٍ، إلى أن دخل قُرطبةَ في صدر شوال سنة 403، وأُحضِرَ هِشامٌ المُؤَيَّدُ فخَلَعَه من الخلافةِ، وأمره بمبايعتِه، فبويع لسليمانَ هذا، ثمَّ قَبَض على القائِدِ واضحٍ قائِدِ هِشامٍ المُؤَيَّدِ وقَتَلَه.

العام الهجري : 488 العام الميلادي : 1095
تفاصيل الحدث:

الإمامُ، القُدوَةُ، الأَثَرِيُّ المُتقِنُ، الحافِظُ، شَيخُ المُحَدِّثينَ، أبو عبدِ الله محمدُ بنُ أبي نَصرٍ فتوح بن عبدِ الله بن فتوحِ بن حُميدِ بن يصل الأزديُّ، الحُمَيدِيُّ، الأندلسيُّ؛ الميورقيُّ، الفَقِيهُ، الظاهِريُّ، مُؤَرِّخٌ ومُحَدِّثٌ أَندلسيٌّ من أَهلِ الجَزيرَةِ، صاحِبُ ابنِ حَزمٍ وتِلميذُه. وُلِدَ قبلَ سَنةِ 420هـ، بَدأَ بِطَلَبِ العِلمِ صَغيرًا قال عن نَفسِه: "كُنتُ أُحمَلُ للسَّماعِ على الكَتِفِ، وذلك في سَنةِ 425هـ، فأَوَّلُ ما سَمِعتُ مِن الفَقيهِ أَصبغَ بنِ راشِدٍ، وكُنتُ أَفهمُ ما يُقرأُ عليه، وكان قد تَفَقَّهَ على أبي محمدِ بن أبي زَيدٍ، وأَصلُ أبي من قُرطبة مِن مَحِلَّةٍ تُعرفُ بالرصافة، فتَحوَّل وسَكَنَ جَزيرةَ ميورقة، وميورقة جَزيرةٌ فيها بَلدَةٌ حَصينَةٌ تِجاهَ شَرقِ الأَندلسِ، فوُلِدتُ بها". رَحلَ إلى مكَّةَ ومصر والشامِ والعِراقِ واستَوطَنَ بغداد وفيها تُوفِّي، له تَصانيفٌ أَشهرُها: ((الجَمْعُ بين الصحيحين))، و((تاريخ الأندلس)) المُسَمَّى ((جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس)) و((الذهب المسبوك في وعظ الملوك)) وغَيرُها من المُصنَّفاتِ، قال يحيى بنُ إبراهيمَ السلماسيُّ: قال أبي: "لم تَرَ عَيناي مِثلَ الحُميديِّ في فَضلِه ونُبلِه، وغَزارَةِ عِلمِه، وحِرصِه على نَشرِ العِلمِ، وكان وَرِعًا تَقِيًّا، إمامًا في الحَديثِ وعِلَلِهِ ورُواتِه، مُتَحَقِّقًا بعِلمِ التَّحقيقِ والأُصولِ على مَذهبِ أَصحابِ الحَديثِ بمُوافَقَةِ الكِتابِ والسُّنَّةِ، فَصيحَ العِبارَةِ، مُتَبَحِّرًا في عِلمِ الأَدبِ والعَربيَّةِ والتَّرَسُّلِ" قال القاضي عِياض: "محمدُ بنُ أبي نَصرٍ الحُمَيدِيُّ الأَزديُّ الأَندلسيُّ، سَمِعَ بميورقة من ابنِ حَزمٍ قَديمًا، وكان يَتَعَصَّب له، ويَميلُ إلى قَولِه، وأَصابَتهُ فِيه فِتنَةٌ، ولمَّا شُدِّدَ على ابنِ حَزمٍ، خَرجَ الحُميدِيُّ إلى المَشرقِ" تُوفِّي الحُميديُّ: في سابع عشر ذي الحجَّةِ، عن 68 عامًا، وصَلَّى عليه أبو بكرٍ الشاشيُّ، ودُفِنَ بمَقبرَةِ بابِ أبرز، ثم إنهم نَقَلوهُ بعدَ سَنتَينِ إلى مَقبرَةِ بابِ حَربٍ، فدُفِنَ عندَ بِشْرٍ الحافي.  وقد اختُلِفَ في تاريخِ وَفاتِه؛ فقِيلَ: في هذه السَّنَةِ. وقِيلَ: 491هـ.

العام الهجري : 538 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1144
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامةُ كَبيرُ المُعتَزِلةِ: أبو القاسِمِ محمودُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحمَّدِ بنِ عُمَرَ الزَّمخشريُّ الخوارزميُّ النَّحويُّ اللُّغَويُّ الحَنَفيُّ المتكَلِّمُ المُفَسِّر, وزمخشَرُ: قَريةٌ مِن قُرى خوارِزمَ، ومَولِدُه بها في رجَبٍ سنة 457، صاحِبُ الكَشَّاف في التفسير، والمُفصَّل في النَّحوِ، وله الفائِقُ في غريبِ الحديثِ، وأساسُ البلاغةِ في اللُّغةِ، وشَرحُ لاميَّةِ العَرَب للشَّنفَرَى، وشَرحُ أبياتِ كتابِ سِيبويهِ، ومناقِبُ أبي حنيفةَ النُّعمانِ، وغيرُها، وكان يُقالُ له: جارُ اللهِ؛ لأنَّه جاوَرَ بمكَّةَ المُشَرَّفةِ زمانًا، قال ابنُ خَلِّكان: "سَمِعتُ مِن بَعضِ المشايخِ أنَّ إحدى رِجلَيه كانت ساقِطةً، وأنَّه كان يمشي في جاون خَشَبٍ، وكان سَبَبُ سُقوطِها أنَّه كان في بعضِ أسفارِه ببلاد خوارزمَ أصابَه ثلجٌ كثيرٌ وبَردٌ شَديدٌ في الطريقِ فسَقَطَت منه رِجلُه، وأنَّه كان بِيَدِه مَحضَرٌ فيه شهادةُ خَلقٍ كثيرٍ مِمَّن اطَّلَعوا على حقيقةِ ذلك؛ خوفًا من أن يَظُنَّ مَن لم يعلَمْ صُورةَ الحالِ أنَّها قُطِعَت لرِيبةٍ". قَدِمَ الزمخشريُّ بغداد وسَمِعَ الحديثَ وتفَقَّهَ وبرَعَ في فنونٍ، وصار إمامَ عَصرِه في عِدَّةِ عُلومٍ، وكان رأسًا في البلاغةِ والعربيَّةِ والمعاني والبَيانِ، وله نَظمٌ جَيِّدٌ, وكان يُظهِرُ مَذهَبَ الاعتزالِ ويُصَرِّحُ بذلك في تفسيرِه، ويناظِرُ عليه. قال ابنُ خَلِّكان: "كان الزمخشريُّ مُعتزليَّ الاعتقادِ مُتظاهِرًا به، حتى نُقِلَ عنه أنَّه كان إذا قصَدَ صاحبًا له واستأذنَ عليه في الدُّخولِ يقولُ لِمَن يأخُذُ له الإذنَ: قُل له: أبو القاسِمِ المُعتَزليُّ بالبابِ، وأوَّلَ ما صَنَّفَ كِتابَ "الكَشَّاف" كتب استفتاحَ الخُطبةِ "الحمدُ لله الذي خلق القُرآنَ " فيقالُ: إنه قيل له: متى تركْتَه على هذه الهيئةِ هَجَره الناسُ ولا يرغَبُ أحَدٌ فيه، فغَيَّرَه بقولِه: "الحمدُ لله الذي جعل القُرآنَ" وجعَلَ عندهم بمعنى خَلَق، ورأيتُ في كثيرٍ مِن النُّسَخِ" الحمدُ لله الذي أنزلَ القُرآنَ" وهذا إصلاحُ النَّاسِ لا إصلاحُ المُصَنِّفِ". قال الذهبي: "كان داعيةً إلى الاعتزالِ، اللهُ يُسامِحُه" روى عنه بالإجازة: أبو طاهرٍ السلفيُّ، وزينب بنت الشعري. كانت وفاته بخوارزم ليلةَ عرفةَ منها، عن سِتٍّ وسبعينَ سنة.

العام الهجري : 615 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1218
تفاصيل الحدث:

هي أم المؤيد زينبُ بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبدوس الجرجاني الأصل النيسابوري الدار، الصوفي المعروف بالشعري- وتدعى حرة- وُلِدَت سنة 524 بنيسابور، وكانت عالمة، وأدركت جماعة من أعيان العلماء، وأخذت عنهم رواية وإجازة. سمعت من أبي محمد إسماعيل بن أبي القاسم ابن أبي بكر النيسابوري القارئ، وأبي القاسم زاهر وأبي بكر وجيه ابني طاهر الشحاميين، وأبي المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبي الفتوح عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي وغيرهم، وأجاز لها الحافظ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، والعلامة أبو القاسم محمود ابن عمر الزمخشري صاحب " الكشاف " وغيرهما من السادات الحُفَّاظ. قال ابن خلكان: "ولنا منها إجازة كتبتها في بعض شهور سنة 610، ومولدي يوم الخميس بعد صلاة العصر حادي عشر شهر ربيع الآخر سنة 608 بمدينة إربل بمدرسة سلطانها الملك المعظم مظفر الدين بن زين الدين" توفيت الحرة سنة 615 في جمادى الآخرة بمدينة نيسابور" قال الذهبي: "حدثت أم المؤيد أكثر من ستين سنة، روى عنها: عبد العزيز بن هلالة، وابن نقطة، والبرزالي، والضياء، وابن الصلاح، والشرف المرسي، والصريفيني، والصدر البكري، ومحمد بن سعد الهاشمي، والمحب ابن النجار، وجماعة كثيرة. وسمعت بإجازتها على التاج بن عصرون، والشرف بن عساكر، وزينب الكندية. وكانت شيخة صالحة، عالية الإسناد معمرة، مشهورة، انقطع بموتها إسناد عال". قال ابن خلكان: "الشَّعْري بفتح الشين المثلثة وسكون العين المهملة وفتحها وبعدها راء، هذه النسبة إلى الشعر وعمله وبيعه، ولا أعلم من كان في أجدادها يتعاطاه فنسبوا إليه، والله أعلم".

العام الهجري : 643 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1245
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ الإمامُ الحافِظُ القدوة المحقِّق، المجَوِّد الحُجَّة، بقية السلف، أبو عبد الله ضياء الدين، محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل، السعدي المقدسي، الجماعيلي، ثم الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، صاحبُ التصانيف والرحلة الواسعة. ولد سنة 569 بدمشق في الدير المبارك، بقاسيون، سمع الحديث الكثير وكتب كثيرًا, وطوَّفَ بالبلاد وبَقِيَ في الرحلة المشرقيَّة مدَّة سنين، وحصَّل فيها الأصولَ الكثيرة وجرَّح وعدَّل، وصحَّح وعلَّل، وقيَّد وأهمل، مع الديانة والأمانة والتقوى، والصيانة والورع والتواضُع، والصدق والإخلاص وصحَّة النقل. وجمَع وصَنَّف، وألف كتبًا مفيدةً حسنة كثيرة الفوائد، من ذلك كتابُ الأحكام ولم يتِمَّه، وكتاب المختارة وفيه علوم حسنة حديثيَّة، وهي أجودُ من مستدرك الحاكم لو كَمُل، وله فضائِلُ الأعمال, وفضائل القرآن ومناقبُ أهل الحديث، وغيرُ ذلك من الكتب الحَسَنة الدالَّة على حِفظِه واطِّلاعِه وتضلُّعِه من علوم الحديث متنًا وإسنادًا، قال الذهبي: "ولم يزَلْ ملازمًا للعلم والرواية والتأليفِ إلى أن مات، وتصانيفُه نافعة مهذبة. أنشأ مدرسةً إلى جانب الجامِعِ المظفري، وكان يبني فيها بيَدِه ويتقنَّع باليسير، ويجتهِدُ في فعل الخير ونشْرِ السنَّة، وفيه تعبٌد وانجماع عن الناس، وكان كثيرَ البر والمواساة، دائِمَ التهجد، أمَّارًا بالمعروف، بهيَّ المنظر، مليحَ الشَّيبة، محببًا إلى الموافق والمخالف، مشتغلًا بنَفسِه" قال الحافظ شرف الدين يوسف بن بدر: "رحم الله شيخَنا ابن عبد الواحد، كان عظيمَ الشأن في الحفظِ ومعرفة الرجال، هو كان المشارَ إليه في علم صحيح الحديث وسقيمه، ما رأت عيني مِثلَه". وقال عمرُ بنُ الحاجِبِ: "شيخنا الضياء شيخُ وقته، ونسيجُ وحده علمًا وحفظًا وثقةً ودينًا، من العلماء الربانيين، وهو أكبر من أن يدِلَّ عليه مثلي" وقد وقف كتبًا كثيرة عظيمةً لخزانة المدرسة الضيائيَّة التي وقفها على أصحابِهم من المحدِّثين والفقهاء. توفي بدمشق.

العام الهجري : 658 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1260
تفاصيل الحدث:

هو كتبغانوين نائب هولاكو على بلاد الشَّامِ- لعنه الله، ومعنى نوين يعني أمير عشرة آلاف، وكان هذا الخبيث قد فتح لأستاذه هولاكو من أقصى بلاد العَجَمِ إلى الشام، وقد أدرك جنكيزخان جد هولاكو، وكان كتبغا هذا يعتمد في حروبه للمسلمين أشياءَ لم يسبِقْه أحد إليها، فكان إذا فتح بلدًا ساق مقاتِلةَ هذا البلد إلى البلد الآخر الذي يليه، ويطلب من أهل ذلك البلد أن يُؤوا هؤلاء إليهم، فإن فعلوا حصل مقصودُه في تضييقِ الأطعمةِ والأشربةِ عليهم، فتقصُر مدَّة الحصارِ عليه لِما ضاق على أهلِ البلد أقواتُهم، وإن امتنعوا من إيوائِهم عندهم قاتَلَهم بأولئك المقاتِلة الذين هم أهلُ البلد الذي فتحه قبل ذلك، فإن حصل الفتحُ وإلَّا كان قد أضعَفَ أولئك بهؤلاء حتى يفني تلك المقاتِلةَ، فإن حصل الفتحُ وإلَّا قاتَلَهم بجُندِه وأصحابِه مع راحةِ أصحابِه وتَعَبِ أهلِ البلد المحاصَرِ وضَعفِهم فيفتَحُها سريعًا. كان شيخًا كبيرًا قد أسَنَّ وكان يميل إلى دين النصارى ولكن لا يمكِنُه الخروجُ مِن حكم جنكيزخان في الياسق. قال الشيخ قطب الدين اليونيني: وقد رأيتُه ببعلبك حين حاصر قلعتَها، وكان شيخًا حسنًا له لحية طويلة مسترسلة قد ضفَرَها مثل الدبوقة، وتارة يعلِّقُها من خَلفِه بأُذنِه، وكان مَهيبًا شديد السَّطوة، قال: وقد دخل الجامِعَ فصَعِدَ المنارة ليتأمَّل القلعة منها، ثم خرج من الباب الغربي فدخل دكانًا خرابًا فقضى حاجتَه والنَّاسُ ينظرون إليه وهو مكشوفُ العورة، فلما فرغ من حاجته مسحه بعضُ أصحابه بقطن ملبدٍ مَسحةً واحدة, وكان قاِئَد التتار في عين جالوت, فقُتِلَ في المعركة وأُسِرَ ابنُه، وكان شابًّا حسنًا، فأُحضِرَ بين يدي المظفَّر قطز فقال له أهَرَب أبوك؟ قال: إنَّه لا يهرب، فطلبوه فوجَدوه بين القتلى، فلما رآه ابنُه صرخ وبكى، فلما تحقَّقَه المظفر سجَدَ لله تعالى، ثم قال: أنامُ طَيِّبًا. كان هذا سعادةَ التتارِ وبقَتلِه ذهب سَعدُهم، وهكذا كان كما قال، ولم يفلحوا بعده أبدًا، وكان قتلُه يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان، وكان الذي قتله الأميرُ جمال الدين آقوش الشمسي.