الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 303 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 916
تفاصيل الحدث:

خرج المهديُّ بنفسِه إلى تونُسَ وقرطاجَنَّة وغيرِهما يرتادُ موضعًا على ساحِلِ البحر يتَّخِذُ فيه مدينةً، وكان يجِدُ في الكتُبِ خروجَ أبي يزيدَ على دولته، ومن أجلِه بنى المهديَّةَ، فلم يجِدْ مَوضِعًا أحسَنَ ولا أحصَنَ مِن موضع المهديَّة، وهي جزيرةٌ متَّصِلةٌ بالبَرِّ كهيئة كفٍّ متَّصِلةٍ بزِندٍ، فبناها وجعلها دار مُلكِه، وجعل لها سورًا مُحكَمًا وأبوابًا عظيمةً، وزْنُ كُلِّ مِصراعٍ مائةُ قنطارٍ، وكان ابتداءُ بنائها يوم السبت لخمسٍ خَلَونَ مِن ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثمائة، فلَّما ارتفع السورُ أمَرَ راميًا أن يرميَ بالقوس سهمًا إلى ناحية المغرب، فرمى سهمَه فانتهى إلى موضِعِ المُصلَّى، فقال: إلى موضعِ هذا يَصِلُ صاحِبُ الحِمارِ، يعني أبا يزيدَ الخارجيَّ؛ لأنّه كان يركب حمارًا، وكان يأمُرُ الصُّنَّاعَ بما يعملون، ثمَّ أمر أن يُنقَرَ دار صناعة في الجبلِ تَسَعُ مائةَ شيني- مركب بَحَري- وعليها بابٌ مُغلَقٌ؛ ونقَرَ في أرضِها أهراءً للطعامِ، ومصانِعَ للماء، وبنى فيها القصورَ والدُّورَ، فلما فرغ منها قال: "اليومَ أمَّنتُ على الفاطميَّات"، يعني بناتِه، وارتحل إليها، ولَمَّا رأى إعجابَ الناس بها، وبحصانتها، كما يقول: هذا لساعةٍ مِن نهار، وكان كذلك لأنَّ أبا يزيد وصل إلى موضعِ السهم، ووقف فيه ساعةً، وعاد ولم يظفَرْ.

العام الهجري : 1218 العام الميلادي : 1803
تفاصيل الحدث:

جاءت مَرحلةُ الدولةِ الكَثيريةِ الثانيةِ، على يدِ السُّلطانِ جَعفرِ بنِ علِيِّ بنِ عُمَرَ بنِ جَعفرٍ الكَثيريِّ، الذي جاء مِن هِجرتِه الطويلةِ بجاوةَ والهِندِ سنةَ 1218م، ثم أقام أوَّلًا بهنن، وشَرَع يُكاتِبُ الشنافِرَ وفَهدًا وأعيانَ السادةِ العَلويةِ، ويَبثُّ الدُّعاةَ لِإحياءِ دولةِ آلِ كَثيرٍ، وقامَ بشراءِ عَبيدٍ وجَنَّدَهم لِلقتالِ، ثم قَويَ أمرُه واستَولى على مَناطقَ مِن حَضرَمَوتَ، وأرسَلَ جُيوشَه غَربًا وشَرقًا، وفي عَهدِه وضَعَ حَدًّا لِلفَوضى والأزَماتِ الطائفيةِ والنِّزاعاتِ التي نَشأت في عَهدِ الدولةِ الكَثيريةِ الأُولى، واتَّسَم عهدُ الدولةِ الكَثيريةِ الثانيةِ بالاستِقرارِ السياسيِّ، ثم بدأت تَضعُفُ الدولةُ عندَما تأسَّست جارَتُها السَّلطنةُ القُعَيْطيَّةُ، حتى انتهت باغتيالِ السُّلطانِ مَنصورِ بنِ عُمَرَ بنِ جَعفرِ بنِ عيسى بنِ بَدرٍ الكَثيريِّ، على يَدِ الجمعدارِ عَوضِ بنِ محمدٍ القُعَيْطيِّ عامَ 1274هـ، واستَولى القُعَيْطيُّونَ على شِبامَ.
ثم جاءت مَرحلةُ الدولةِ الكَثيريةِ الثالثةِ، باستيلاءِ السُّلطانِ غالِبِ بنِ مُحسِنٍ الكَثيريِّ على الحُكمِ، لكنه دخَلَ في مُنافسةٍ وصِراعٍ مع السَّلطنةِ القُعَيْطيَّةِ التي بدأت تَتكوَّنُ في ذلك الوقتِ نَفْسِه. إلا أنَّ السَّلطنةَ القُعَيْطيَّةَ كانت شديدةَ الاتِّساعِ، حيث انتزعَتْ أجزاءً كبيرةً مِن حَضرَموتَ كانت تَحتَ حُكمِ السَّلطنةِ الكَثيريةِ التي بدأت تَضعُفُ شَيئًا فشَيئًا.

العام الهجري : 1267 العام الميلادي : 1850
تفاصيل الحدث:

وكان أهلُ البحرين حين نزل الإمامُ فيصل بن تركي في ناحيتِهم أرسلوا إلى سعيدِ بن طحنون رئيسِ بلدان أبو ظبي في ناحية عُمان يستنجدون به أن يفزعَ لهم، وكان ذو قوةٍ مِن الأموال والرجال والسفن، ففزع لهم وأقبل في عددٍ مِن السفن المملوءة من الرجال، فلما أقبل على الجهةِ التي نزل فيها الإمامُ فيصل ناحيةَ قطر، داخل ابن طحنون الفشَلَ والوجَلَ، وأرسل إلى الإمامِ يطلب منه أن يتصالحَ مع أهل البحرين، فأجابه الإمامُ بقوله: إنه لا ينتظم بيننا وبين هؤلاء الأقوامِ كلامٌ ولا مصالحةٌ إلَّا بقدومك إلينا والجلوس بين أيدينا، فقال ابن طحنون: أعطِني الأمانَ على يد الأمير أحمد السديري، فأرسل إليه الأمان مع أحمد السديري، وأقبل معه ابن طحنون بهدايا كثيرة من السلاحِ وغيره، فلما جلس بين يدى الإمام أوقع اللهُ في قلبه هيبةَ الإمامِ وأقَرَّ بأنَّ مَن نابذه وخالفه لم يحصُلْ له سوى الخيبة، وتودَّد إليه في عقد المصالحة بينه وبين أهل البحرين، فأجابه على أنَّهم يؤدون الخَراجَ السابق واللاحِقَ، وعلى ما ضُرِبَ عليهم بسبب ما صدر منهم من المخالفةِ في الأقوال والأفعال، فصبر أهلُ البحرين ورضُوا بما قال، ودفعوا تلك الأموالَ، وأُطفئت نارُ الحرب وزال عن الخائف الكَربُ.

العام الهجري : 13 ق هـ الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 610
تفاصيل الحدث:

كان أوَّلَ ما بُدِئ بهِ الوحيُ هو الرُّؤيا الصَّادقةُ في النَّومِ، وكان لا يَرى رُؤيا إلا جاءتْ مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ إنَّه صلى الله عليه وسلم حُبِّبَ إليهِ الخَلاءُ، فكان يَخلو في غارِ حِراءٍ ويَتَحَنَّثُ فيهِ مُتعبِّدًا، حتَّى جاءهُ جبريلُ عَليهِ السَّلامُ وهو في الغارِ بقولِه تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) } [العلق: 1 - 6]. فَقَصَّ ذلك على زوجتِه خَديجةَ التي قَصَّتْ ما حدث على وَرقةَ بنِ نَوفلٍ فصدَّقهُ، وقال: إنَّه النَّاموسُ الأكبرُ الذي جاء موسى، ثمَّ انقطع الوحيُ فَترةً مِنَ الزَّمنِ، ثمَّ عاد إليهِ جبريلُ وهو قاعدٌ على كُرسيٍّ، فخاف منه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ورجع إلى أهلِه قائلًا: زَمِّلوني زَمِّلوني. فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} [المدثر: 1 - 5]. فكان ذلك أوَّلَ النُّبوَّةِ والأمرَ بالتَّبليغِ.

العام الهجري : 3 ق هـ الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 620
تفاصيل الحدث:

بعدَ أنِ اشْتدَّ المرضُ على أبي طالبٍ عَمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو الذي كفله صغيرًا، وآزرَهُ كبيرًا، وناصرَهُ على دَعوتهِ، وحَماهُ من عَوادي المشركين، دخل عَليهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وعندهُ أبو جَهْلٍ، فقال: ( أي عَمِّ، قُلْ: لا إلَه إلَّا الله، كلمةً أُحاجُّ لك بها عندَ الله). فقال أبو جَهْلٍ وعبدُ الله بنُ أبي أُمَيَّةَ: يا أبا طالبٍ، تَرغبُ عن مِلَّةِ عبدِ المُطَّلبِ؟ فلم يَزالا يُكلِّماهُ حتَّى قال آخرَ شيءٍ كَلَّمهُم بهِ: على مِلَّةِ عبدِ المُطَّلبِ. فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (لأَستَغفِرَنَّ لك ما لمْ أُنْهَ عنهُ). فنزلتْ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}ونزلتْ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}. وقد كان أبو طالبٍ الحِصْنَ الذي احتَمى بهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من هَجماتِ الكُبراءِ والسُّفهاءِ، ولكنَّه بَقِيَ على مِلَّةِ الأَشياخِ من أَجدادهِ، فلمْ يُفلِحْ.

العام الهجري : 1215 العام الميلادي : 1800
تفاصيل الحدث:

قال الإمام الشوكاني: "وفي سنة 1215 وصل من صاحِبِ نجدٍ الإمامِ عبد العزيز مجلَّدان لطيفان، أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حَفِظه الله، أحدُهما يشتَمِلُ على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلُّها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتَقِدون في القبور، وهي رسائلُ جيدة مشحونة بأدلَّة الكتاب والسنة، والمجلَّد الآخر يتضمَّنُ الردَّ على جماعةٍ مِن المقصِّرين من فقهاءِ صَنعاءَ وصَعدة ذاكروه في مسائِلَ متعلقة بأصولِ الدين وبجماعة من الصحابة، فأجاب عليهم جواباتٍ مُحَرَّرة مقَرَّرة محَقَّقة تدُلُّ على أنَّ المُجيبَ مِن العلماء المحقِّقين العارفين بالكتابِ والسنَّة، وقد هدَمَ عليهم جميعَ ما بَنَوه، وأبطل جميعَ ما دَوَّنوه؛ لأنهم مقصِّرون متعَصِّبون، فصار ما فعلوه خزيًا عليهم وعلى أهل صنعاء وصعدة، وهكذا من تصَدَّرَ ولم يعرف مقدارَ نَفسِه، وأرسل صاحبُ نجد مع الكتابين المذكورين بمكاتبةٍ منه إلى سيدي المولى الإمام، فدفع- حَفِظه الله جميعَ ذلك إليَّ- فأجبت عن كتابه الذي كتب إلى مولانا الإمام- حفظه الله- على لسانِه".

العام الهجري : 212 العام الميلادي : 827
تفاصيل الحدث:

بدأت فِتنةُ بابك الخرمي صاحِبُ البذ عام مائتان وواحد، وهم أصحابُ جاويدان بن سهل، وادَّعى بابك أنَّ روحَ جاويدان دخَلَت فيه، فأخذ في العَيثِ والفساد، فكان يُخشى من أمْرِه؛ لأنَّه في أطرافِ الرُّومِ، ويُمكِنُ أن يتحالَفَ معهم ضِدَّ المسلمين، وكان قبل ذلك حصَلَت عِدَّةُ محاولاتٍ لإخماد فتنتِه؛ لكِنَّها لم تنجَحْ، فوَجَّه المأمونُ محمَّدَ بن حميد الطوسي إلى بابك الخرمي لمحاربتِه، وأمَرَه أن يجعَلَ طريقَه على الموصِلِ ليُصلِحَ أمْرَها ويحارِبَ زريقَ ابنَ علي، وكان المأمونُ ولَّى عليَّ بنَ صدقة المعروف بزُريق، على أرمينية، وأذربيجان، وأمره بمحاربةِ بابك، وأقام بأمْرِه أحمدَ بنَ الجنيد الإسكافي، فأسَرَه بابك، فولَّى إبراهيمَ بنَ اللَّيثِ بن الفضل أذربيجان، فسار محمَّدٌ إلى الموصل، ومعه جيشُه، وجمع ما فيها من الرجالِ مِن اليمن وربيعة، وسار لحَربِ زُريق، ومعه محمَّدُ بن السيد بن أنس الأزدي، فبلغ الخبَرُ إلى زريق، فسار نحوَهم، فالتقَوا في الزاب، فراسَله محمَّدُ بن حميد يدعوه إلى الطاعةِ فامتنع، فناجزه محمَّد واقتتلوا واشتَدَّ قتال الأزدي، فانهزم زريقٌ وأصحابه، ثم أرسل يطلبُ الأمان، فأمَّنه محمَّد، فنزل إليه، فسَيَّرَه إلى المأمون. ثم سارَ إلى أذربيجان، واستخلف على الموصلِ محمَّدَ بن السيد، وقصد المخالفينَ المتغَلِّبينَ على أذربيجان فأخَذَهم، منهم يعلى بنُ مُرَّة ونظراؤه، وسيَّرَهم إلى المأمون وسار نحو بابك الخرمي لمحاربتِه.

العام الهجري : 270 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 884
تفاصيل الحدث:

هو أحمد بن طولون أبو العبَّاسِ، تركي الأصل، ولِدَ بسامرَّاء، عام 220ه كانت أمُّه جاريةً اسمُها هاشم, أميرُ الديار المصرية، وباني الجامع المنسوب إليه، نشأ ابنُ طولون في صيانةٍ وعفافٍ ورياسةٍ وطلَبٍ للعلمِ ودِراسةٍ للقرآن العظيم، مع حُسنِ الصَّوتِ به. تنقَّلَت به الأحوال؛ تأمَّرَ فولِيَ ثُغورَ الشامِ، ثمَّ إمرةَ دمشق، ثم ولِيَ الديار المصريةَ في سنة أربع وخمسين، وله إذ ذاك أربعونَ سنة, وكانت له أطماعٌ توسُّعِيَّة على حسابِ الخلافة العباسيَّة, والخليفةُ كان مشغولًا عنه بحرب الزنج. وكان بطلًا شُجاعًا، مِقدامًا مَهِيبًا، سائِسًا جَوادًا، مُمَدَّحًا باذِلًا، مِن دُهاة الملوك. لكنَّه كان جبارًا سفَّاكًا للدماء، أُحصِيَ من قتَلَهم صبرًا، أو مات في سِجنِه، فبلغوا ثمانية عشر ألفًا. كان يعيب على أولاد التُّرك ما يرتكبونَه من المحرَّمات والمُنكَرات. بنى المارستان وأنفقَ عليه ستين ألف دينار، وعلى الميدانِ مائةً وخمسين ألفًا، وكانت له صدقات كثيرة جدًّا، وإحسانٌ زائد. ملك دمشقَ بعد أميرها ماخور، توفِّي بمصر من علةٍ أصابته من أكلِ لَبَن الجواميسِ فأُصيبَ بسَبَبِه فكواه الأطباءُ وأمروه أن يحتمِيَ منه، فلم يقبَلْ منهم، فكان يأكُلُ منه خُفيةً، فمات رحمه الله، وقد تركَ من الأموال والأثاث والدوابِّ شَيئًا كثيرًا جدًّا، من ذلك عشرةُ آلافِ ألفِ دينار، ومن الفضَّة شيئًا كثيرًا، وكان له ثلاثةٌ وثلاثون ولدًا، منهم سبعة عشر ذكرًا. قام بالأمر من بعده وَلَدُه خِمارَوَيه.

العام الهجري : 603 العام الميلادي : 1206
تفاصيل الحدث:

لَمَّا سَلَّم خوارزم شاه ترمذَ إلى الخطا سار عنها إلى ميهنة وأندخوي، وكتب إلى سونج أمير أشكار، نائب غياث الدين محمود بالطالقان يستميلُه، فعاد الرسول خائبًا لم يجِبْه سونج إلى ما أراد منه، وجمع عسكَرَه وخرج يحارِبُ خوارزم شاه، فالتَقَوا بالقرب من الطالقان، فلما تقابل العسكرانِ حمل سونج وحده مجِدًّا حتى قارب عسكرَ خوارزم شاه، فألقى سونج نفسَه إلى الأرض، ورمى سلاحه عنه، وقَبَّلَ الأرضَ، وسأل العَفْوَ، فظَنَّ خوارزم شاه أنَّه سَكرانُ، فلمَّا عَلِمَ أنه صاح ذَمَّه وسَبَّه، وقال: من يثِقُ بهذا وأشباهِه، ولم يلتفت إليه، وأخذ خوارزم شاه ما بالطالقانِ مِن مالٍ وسلاح ودوابَّ وأنفَذَه إلى غياث الدين مع رسولٍ، وحمَّله رسالةً تتضَمَّنُ التقَرُّبَ إليه والملاطفة له، واستناب بالطالقان بعضَ أصحابه، وسار إلى قلاع كالوين وبيوار، فخرجَ إليه حسام الدين عليُّ بن أبي علي، صاحب كالوين، وقاتله على رؤوس الجبال، فأرسل إليه خوارزمُ شاه يتهَدَّدُه إن لم يسَلِّمْ إليه، فقال: أمَّا أنا فمملوك، وأمَّا هذه الحصونُ فهي أمانةٌ بيدي، ولا أسَلِّمُها إلَّا إلى صاحبها، فاستحسن خوارزم شاه منه هذا، وأثنى عليه، وذمَّ سونج, ولَمَّا بلغ غياث الدين خَبَرُ سونج، وتسليمُه الطالقان إلى خوارزم شاه، عَظُمَ عِندَه وشَقَّ عليه، فسَلَّاه أصحابه، وهوَّنوا الأمر، ولَمَّا فرغ خوارزم شاه من الطالقان سار إلى هراة، فنزل بظاهِرِها.

العام الهجري : 656 العام الميلادي : 1258
تفاصيل الحدث:

هو شَيخُ الطائفة الشاذليَّة الزاهد أبو الحَسَن علي بن عبد الله بن عبد الجبَّار بن تميم المغربي الشاذلي المالكي، نزيلُ الإسكندرية، مؤسِّس الطريقة الصوفيَّة المشهورة بالشاذليَّة، ولد في غمارة قرب سبتة بالمغرب، وفيها نشأ وتعلم، رافق أبا القاسم الجُنَيد البغداديَّ الصوفيَّ، فأخذ عنه التصوفَ، ثم اتخذ في تونس رباطًا له في جبل وبدأ ينشُرُ أفكاره في بلدة شاذلة القريبةِ مِن رباطه فكَثُرَ أتباعه، ثم نُفِيَ إلى مصر واستقَرَّ في الإسكندرية، وتبعه خلقٌ كثير في مصر والشام. قال الذهبي: "وقد انتسَبَ في بعض مؤلفاته في التصوُّف إلى علي بن أبي طالب، وكان الأولى به تركَه هذا الانتسابَ وتَرْكَ كثيرٍ ممَّا قاله في تواليفِه من الحقيقة، وهو رجلٌ كبيرُ القدر، كثيرُ الكلام، عالي المقام. له شِعرٌ ونَثرٌ فيه متشابهات وعبارات، يُتكَلَّف له في الاعتذار عنها. ورأيت شيخنا عمادَ الدين قد فتَرَ عنه في الآخر، وبَقِيَ واقفًا في عباراته، حائرًا في الرجل؛ لأنه كان قد تصَوَّف على طريقتِه، وكان الشاذلي ضريرًا، ولخلقٍ فيه اعتقاد كبير". له تصانيف منها (عمدة السالك على مذهب الإمام مالك) وله (التسلي والتصبر على ما قضاه الله من أحكام التجبر والتكبر) وله أحزابٌ خاصة به، منها (الحزب الكبير) أو حزب البِرِّ، وحزب البحر، وحزب الإخفاء، وحزب النصر، وحزب الطمس على عيون الأعداء، وحزب اللطف وغيرها، توفي في حميترة من صحراء عيذاب في صعيد مصر، وفيها دفن.

العام الهجري : 416 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1025
تفاصيل الحدث:

كان لأهلِ الهندِ صَنمٌ مَعروفٌ بسومنات يُعَظِّمونَه أشَدَّ التَّعظيمِ، ويقَدِّمونَ له مِن القَرابينِ ما لا يُقَدَّمُ لصَنَمٍ غَيرِه، وكان يمينُ الدَّولة كلَّما فتَحَ مِن الهندِ فتحًا، وكسَرَ صنمًا يقولُ الهنود: إنَّ هذه الأصنامَ قد سَخِطَ عليها سومنات، ولو أنَّه راضٍ عنها لأهلَكَ مَن تقَصَّدَها بسُوءٍ، وقد كانوا يَفِدونَ إليه مِن كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ، كما يفِدُ النَّاسُ إلى الكعبةِ بالبيتِ الحَرامِ، ويُنفِقونَ عنده النَّفَقاتِ والأموالَ الكثيرةَ التي لا تُوصَفُ ولا تُعَدُّ، وكان عليه من الأوقافِ عَشرةُ آلافِ قَريةٍ ومدينةٍ مشهورةٍ، وقد امتلأت خزائِنُه أموالًا، وعنده ألفُ رجُلٍ يَخدُمونَه، ومئاتُ الرِّجالِ يَحلِقونَ رُؤوسَ حَجيجِه، وكان عنده من المجاورينَ ألوفٌ يأكُلونَ مِن أوقافِه، فلَمَّا بلغ خبَرُ هذا الصَّنمِ وعُبَّادِه السُّلطانَ يَمينَ الدَّولةِ محمودَ الغَزنويَّ، عَزَمَ على غَزوِه وإهلاكِه, فاستخار اللهَ لِما بلَغَه مِن كَثرةِ الهُنودِ في طريقِه، والمفاوِز المُهلِكة، والأرض الخَطِرة، في تجَشُّم ذلك في جَيشِه، وعليه أن يقطَعَ تلك الأهوالَ، فانتَدَب معه ثلاثون ألفًا مِن المُقاتِلة مِمَّن اختارهم لذلك سِوى المتطَوِّعةِ، فسَلَّمَهم اللهُ حتى انتَهَوا إلى بلدِ هذا الوَثَن، ونزلوا بساحةِ عُبَّادِه، فإذا هو بمكانٍ بقَدرِ المدينةِ العظيمة، فما أسرَعَ أن مَلَكَه، وقتَلَ مِن أهله خمسينَ ألفًا وقلَعَ الوَثَن وأوقد تحته النَّارَ. قال ابنُ كثير: "ذكر غيرُ واحدٍ أنَّ الهنودَ بَذَلوا للسُّلطانِ مَحمود أموالًا جزيلةً لِيَترُكَ لهم هذا الصَّنمَ الأعظَمَ، فأشار من أشار مِن الأمراءِ على السلطان محمود بأخذِ الأموالِ وإبقاءِ هذا الصَّنَم لهم، فقال: حتى أستخيرَ اللهَ عَزَّ وجَلَّ، فلمَّا أصبَحَ قال: إنِّي فكَّرتُ في الأمرِ الذي ذُكِرَ، فرأيتُ أنَّه إذا نودِيتُ يومَ القيامةِ أين محمود الذي كسَرَ الصَّنَم، أحَبُّ إليَّ مَن أن يقالَ: الذي ترَكَ الصَّنَمَ لأجْلِ ما ينالُه من الدُّنيا! ثمَّ عَزَم رَحِمَه اللهُ فكَسَرَه، فوجد عليه وفيه مِن الجواهِرِ واللآلئِ والذَّهَبِ والجواهِرِ النَّفيسة ما يُنَيِّفُ على ما بَذَلوه له بأضعافٍ مُضاعَفةٍ، ونرجو مِن اللهِ له في الآخرةِ الثَّوابَ الجَزيلَ الذي مِثقالُ دانقٍ منه خيرٌ مِن الدنيا وما فيها، مع ما حصَلَ له من الثَّناءِ الجَميلِ الدُّنيوي، فرَحِمَه اللهُ وأكرَمَ مَثواه", ثمَّ رحَلَ يَمينُ الدَّولة عائدًا إلى غزنة، فوصَلَها عاشِرَ صَفَر سنة 417.

العام الهجري : 389 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 999
تفاصيل الحدث:

أراد الشِّيعةُ أن يصنَعوا ما كانوا يصنعونَه من الزينة يومَ غديرِ خُمٍّ، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحِجَّة فيما يزعمونَه، فقاتلهم جهَلَةٌ آخرون في المنتَسِبينَ إلى السُّنَّة بعد أن ادَّعَوا أنَّ في مثل هذا اليوم حُصِرَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ في الغار فامتنعوا من ذلك، وهذا أيضًا جَهلٌ من هؤلاء، ولَمَّا كان الشِّيعةُ يصنعون في يوم عاشوراء مأتمًا يُظهِرونَ فيه الحُزنَ على الحُسَين بن علي، قابلَتْهم طائفةٌ أخرى مِن جَهَلةِ أهلِ السُّنَّة ادَّعَوا أن يوم الثاني عشر من المحرَّم قُتِلَ فيه مُصعَب بن الزبير، فعَمِلوا له مأتمًا كما تَعمَلُ الشِّيعةُ للحسين، وزاروا قَبرَه كما زاروا قبر الحسين، وهذا من بابِ مُقابلةِ البِدعةِ ببِدعةٍ مِثلِها، ولا يَرفَعُ البِدعةَ إلَّا السُّنَّةُ الصَّحيحةُ.

العام الهجري : 472 العام الميلادي : 1079
تفاصيل الحدث:

كان خمارتكين وكوهرائين يَسعَيانِ في قَتْلِ ابنِ عَلَّان اليَهوديِّ، ضامِنِ البَصرَةِ، وكان مُلتَجِئًا إلى نِظامِ المُلْكِ، وكان بين نِظامِ المُلْكِ وبين خمارتكين الشرابي وكوهرائين عَداوَةٌ، فسَعَيا باليهوديِّ لذلك، فأَمَرَ السُّلطانُ ملكشاه بتَغرِيقِه فغُرِّقَ، وانقَطعَ نِظامُ المُلْكِ الوَزيرُ عن الرُّكوبِ ثلاثةَ أيامٍ، وأَغلقَ بابَه، ثم أُشِيرَ عليه بالرُّكوبِ فرَكِبَ، وعَمِلَ للسُّلطانِ دَعوةً عَظيمةً قَدَّمَ له فيها أَشياءَ كَثيرةً، وعاتَبَهُ على فِعلِه، فاعتَذرَ إليه، وكان أَمْرُ اليهوديِّ قد عَظُمَ إلى حَدِّ أنَّ زَوجتَه تُوفِّيَت، فمَشَى خَلفَ جَنازَتِها كلُّ مَن في البَصرَةِ، إلَّا القاضي، وكانت له نِعمةٌ عَظيمةٌ، وأَموالٌ كَثيرةٌ، فأَخذَ السُّلطانُ منه مائةَ ألفِ دِينارٍ، وضَمِنَ خمارتكين البَصرةَ كلَّ سَنَةٍ بمائةِ ألفِ دِينارٍ ومائةِ فَرَسٍ.

العام الهجري : 1252 العام الميلادي : 1836
تفاصيل الحدث:

كان مؤسِّسُ الدعوة السنوسية محمد بن علي المعروف باسم السنوسي الكبير في الجزائر حين دراستِه في فاس تأثَّر كثيرًا بالحركة الصوفية هناك، وخاصة أولئك الذين ينتَمون إلى الطريقة التيجانية، والتحَقَ فيما بعد بجماعاتٍ متعددة من المتصوَفِّة حين كان يدرُسُ في الحجاز على الشيخِ الإدريسي، وكان يحمِلُ أفكارًا إصلاحيَّةً وتجديدية، فقام بإيجاد طريقة صوفية خاصةٍ به حين كان في مكَّةَ، أطلق عليها اسمَ السنوسية، وكانت من دعوته مقاومةُ النفوذ الأجنبي، ووجد السنوسي أنَّ بلادَه الجزائر بدأت تسقُطُ في يد الفرنسيين، فاستقر به المقامُ في برقة؛ حيث أسَّس زاوية البيضاء، ثم أقيمت العديدُ مِن الزوايا والمراكز الدينية والتربوية على الطريقة السنوسية، ولاقت دعوته صدًى في سكان الصحراء من الشمال الأفريقي كله والسودان.

العام الهجري : 948 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1541
تفاصيل الحدث:

عزم شارل الخامس (شارلكان) ملكُ إسبانيا على القيام بحملة عسكرية تستهدفُ القضاء على حركةِ الجهاد الإسلامي في الحوضِ الغربيِّ للبحر المتوسط، وقبل أن يشرَعَ في تنفيذها حدث هدوءٌ نسبيٌّ ساد القارةَ الأوربية إثرَ عقدِ هُدنة نيس في محرم 945 (يونيو 1538م) مع فرنسا، والتي كانت مدتها عشر سنوات. ومما شجع شارلكان على هذه الحملة علمُه بأن القائد التركي خير الدين بربروسا قد ذهب إلى إستانبول للَّقاء بالسلطان العثماني وأسند قيادةَ الأسطول العثماني للقائد حسن آغا الطواشي. رسا شارلكان بسُفُنه أمام مدينة الجزائر في يوم 28 جمادى الآخر من هذه السنة, وعندما شاهده الطوشي اجتمع في ديوانه مع أعيان الجزائر وكبار رجال الدولة، وحثَّهم على الجهاد والدِّفاع عن الإسلام والوطن، ثم بدأ حسن آغا في إعدادِ جيوشِه والاستعداد للمعركةِ، من ناحية أخرى بدأ الإسبانُ في تحضير متاريسِهم، وتعجَّب شارل الخامس لاستعداداتِ حسن آغا وأراد أن يستهزئَ به، وفي الليلة ذاتها وصل إلى معسكر شارلكان رسولٌ مِن قِبَل والي الجزائر يطلُبُ إذنًا للسماح بحُرية المرور لمن أراد من أهل الجزائر- وخاصَّةً نساءَها وأطفالَها- مغادرةَ المدينة عبرَ باب الواد، وعرف شارلكان أن حامية الجزائر مصَمِّمة على الدفاع المستميت، وأنَّه من المُحال احتلال الجزائر إلا إذا تم تدميرُها تدميرًا تامًّا، ولم يكن شارلكان قد أنزل مدفعيةَ الحصار حتى تلك الساعة، فلم يتمكن بذلك من قصفِ الجزائر بالمِدفعية، وفي الوقت نفسِه كان المجاهدون يوجِّهون ضرباتِهم الموجعة إلى القوات الإسبانية في كل مكان، وكانت أعداد المجاهدين تتعاظم باستمرار بفضل تدفُّق مقاتليهم من كل مكان، بمجرد سماعِهم بإنزال القوات الإسبانية، وكان المجاهدون يستفيدون في توجيههم لضرباتهم من معرفتهم الدقيقةِ بالأرض واستخدامهم لمميزاتها بشكلٍ رائع، وسخر الله لجنود الإسلام الأمطارَ والرياحَ والأمواجَ، وهَبَّت ريحٌ عاصِفٌ استمرَّت عِدَّةَ أيام واقتلعت خيام جنود الحملة وارتطمت السفنُ بعضُها ببعض؛ مما أدى إلى غرق كثير منها، وقذفت الأمواج الصاخبةُ ببعض السفن إلى الشاطئ، وهجم عليها المدافعون المسلمون واستولوا على أدواتِها وذخائرها، أما الأمطار فقد أفسدت مفعولَ البارود، وفي وسط هذه الكوارث حاول شارلكان مهاجمةَ مدينة الجزائر إلا أنَّ كلَّ محاولاته باءت بالفشل، واضطُرَّ إلى الانسحاب مع بقية جنوده على ما تبقَّى لهم من سفن، واتجه بأسطوله إلى إيطاليا بدلًا من إسبانيا بعد أن قُتِلَ من جيشه في المعركة أكثر من 20 ألفًا وانتشرت جثثهم لعدة كيلو مترات على ساحل البحر، وأُسِر حوالي 130 سفينة! ويُعَدُّ هذا الانتصارُ من الانتصارات الكبرى في تاريخ العثمانيين والجزائريين، ولم تفكِّرْ أي قوة صليبية بعدها في احتلال الجزائر إلَّا في عام 1830م.