الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2638 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 288 العام الميلادي : 900
تفاصيل الحدث:

كان يعقوبُ بنُ اللَّيثِ الصَّفَّار قد قضى على الدَّولةِ الطاهريَّة، وأقام دولتَه على أنقاضِها، فأمر الخليفةُ أن يجهِّزَ جيشًا بقيادةِ أخيه الموفَّقِ؛ لِمُواجهة يعقوب، وذلك في عام 262هـ / 876م، ويشاءُ اللهُ أن تدور الدائرةُ على يعقوبَ فيُهزَم، ولكِنَّ المُعتَمِد يرى الاحتفاظَ بولائه للخلافةِ، فمِثلُه يمكِنُ الاعتماد عليه في مواجهةِ الثَّوراتِ والانتفاضات، فبعث إليه يستميلُه ويتَرضَّاه، ويقَلِّدُه أعمال فارس وغيرِها ممَّا هو تحت يديه، ويصِل رسولُ الخليفة إليه، وهو في مرَضِ الموت، ولكِنْ بعد أن كَوَّنَ دولةً، وبسط سلطانَه عليها. ويُظهِرُ أخوه (عمرو) من بعدِه ولاءَه للخليفة، فيولِّيه الخليفةُ خُراسان، وفارِسَ، وأصبهان، وسجستان، والسِّند، وكرمان، والشرطة ببغداد، وكان عمرٌو كأخيه ذا أطماعٍ واسعةٍ، فانتهز فرصةَ تحسُّن العلاقة بينه وبين الخليفةِ وراح يتَمِّمُ رسالة أخيه. فاتَّجَه بنظره إلى إقليم ما وراءَ النهر الذي كان يحكُمُه السامانيون، ولكِنَّ قُوَّتَهم لا يستهان بها، فكتب إلى الخليفة المعتَضِد ليساعِدَه على تملُّكِ هذا الإقليم، فهُزِمَ عمرُو بن الليث الصفار هزيمةً ساحقةً، ووقع أسيرًا في أيدي السامانيِّين، وأُرسل إلى بغداد ليُقضى عليه، فيقتل سنة 289هـ / 902م. ولم تكَدْ تمرُّ ثماني سنوات حتى كان السامانيُّون قد قَضَوا نهائيًّا على الصفاريِّين، واستولَوا على أملاكِهم

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 2017
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ محمدُ ابنُ المَلِكِ فَيصلِ ابنِ الملِكِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ فَيصَلٍ آل سعودٍ، ولِدَ عامَ 1356هـ في مدينةِ الطائفِ، وهو الابنُ الثاني بعدَ الأميرِ الشاعرِ عَبد اللهِ الفَيصَلِ لنائبِ المَلِكِ على الحجازِ، الأميرِ فَيصَلِ بنِ عبدِ العزيزِ -آنَذاكَ-، والابنُ البِكرُ للأميرةِ عِفَّت الثَّنيان آل سعودٍ، التي قادت مشروعَ تعليمِ الفتاةِ السُّعوديةِ، وأنشأَتْ أولَ مَدارسَ للبناتِ، دار الحَنانِ، في الخمسينيَّاتِ الميلاديةِ، ثم حَرَصَتْ أنْ تَختِمَ حَياتَها بأوَّلِ جامِعةٍ أهليَّةٍ للبناتِ (جامِعةِ عفت). فقَدَ الأميرُ محمدٌ ذاكِرتَه قبلَ العاشرةِ من عُمرِه نتيجةً لإصابتِه بمَرضِ التيفوئيد، وكان شفاؤه منه أُعجوبةً لضَعفِ الإمكانيَّاتِ الطِّبيَّةِ في ذلك الحينِ، ثم استعادَ قُدرتَهُ على الكَلامِ والمَشيِ، وعاد إلى مدرسةِ الطائفِ النموذجيَّةِ التي أنشأتها والدتُه، وانتقَلَ بعدَها ليواصِلَ دراستَه الثانويَّةَ والجامعيَّةَ في الولاياتِ المُتَّحدةِ، ويتخرَّجَ في كليَّةِ مانيلو، سان فرانسيسكو، بشهادةِ بكالوريوس في الاقتصادِ والإدارةِ عامَ 1963. ثم التحَقَ بالبَعثةِ الدبلوماسيةِ السعوديةِ في الأمَمِ المتَّحدةِ، إضافةً إلى دَورِه في التواصُل مع إدارةِ الرئيسِ جون كنيدي. ثم عاد إلى المَملكةِ فعَمِلَ في مؤسسةِ النقدِ، ثم انتقلَ للعَمَلِ مع وزارةِ الزراعةِ؛ لتنفيذِ مَشروعِه الرائدِ "تَحليةِ مِياهِ البَحرِ"، بدَأَ بأوَّلِ مَحطَّةٍ في جُدَّةَ، في أوائلِ السَّبعينيَّاتِ، ثم بشبَكةِ مَحطَّاتٍ على شواطئِ البحرِ الأحمرِ والخَليجِ العربيِّ. ولكنَّه لم يَنجَحْ في تَمريرِ مَشروعِه الرائدِ لتوفيرِ المياهِ والكَهرباءِ وتَحسينِ البيئةِ عن طريقِ نَقلِ قِطَعٍ من جبالِ الجَليدِ من القطبِ الجنوبيِّ إلى شواطئِ البحرِ الأحمرِ، برَغمِ دراساتِ الجَدوى التي شاركَ فيها عُلَماءُ مشاهيرُ في التخصُّصاتِ كافَّةً ذاتِ الصِّلةِ، وتوصِياتِ مُؤتمَراتٍ دَوليَّةٍ مُتعدِّدةٍ، تَكفَّلَ وَحدَه بنَفَقاتِها. استقالَ الأميرُ في نِهايةِ السَّبعينيَّاتِ من وظيفتِه كأوَّل محافظٍ للمؤسَّسةِ العامَّةِ لتَحلِيةِ مِياهِ البَحرِ؛ ليَعملَ على تحقيقِ حُلْمٍ آخرَ هو البنوكُ الإسلاميةُ التِّجاريَّةُ، بعد مُشاركتِه في إنشاءِ البنكِ الإسلاميِّ للتنميةِ. واستطاعَ أنْ يُنشِئَ شَبَكةَ فُروعِ "بَنكِ فَيصَلٍ الإسلاميِّ" في مِصرَ والسودان والإماراتِ والبحرينِ وجنيف وباكستانَ وتركيا. وأسَّسَ وقادَ أوَّلَ اتِّحادٍ للبنوكِ الإسلاميةِ. ثم أنشَأَ "جائزةَ محمدٍ الفَيصَلِ لدراساتِ الاقتصادِ الإسلاميِّ"، وخُصِّصَت الجائزةُ للطلَّابِ في مراحلِ ما قبلَ الدكتوراه. وبعد وفاةِ والدِه الملكِ فَيصلِ بنِ عَبدِ العزيزِ شاركَ الأميرُ محمدٌ مع إخوانِه في تكريمِ والدِهم بإقامةِ مؤسَّسةِ الملكِ فَيصَلٍ الخَيريَّةِ، التي يَتبَعُها مركزُ الملكِ فيصلٍ للبُحوثِ والدراساتِ الإسلاميةِ، وجامعةُ الفيصَلِ، وجامعةُ عفت، وجائزةُ الملكِ فَيصلٍ. وكانت وفاتُه -رحِمَه الله- عن عمرٍ يُناهِزُ 80 عامًا، وصُلِّيَ عليه بعد صلاةِ العَصرِ في المسجِدِ الحرامِ بمكَّةَ.

العام الهجري : 827 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1424
تفاصيل الحدث:

هو العلامة البحر الزاخر المولى حافظ الدين محمد بن محمد بن شهاب بن يوسف الكردي البريقيني الخوارزمي الحنفي الشهير بالبزازي، برع في الأصول حتى ذاع صيته في البلاد، اشتهر بفتاويه وخاصة فتواه بتكفير تيمورلنك، وتُعرَف بالفتاوى البزازية، وله مصنفات؛ منها: مناقب الإمام الأعظم  أبي حنيفة، ومناسك الحج، وآداب القضاة، وتعريفات الأحكام، وغيرها من الكتب. قال عصام الدين طاشْكُبْري زادَهْ: "له كتاب في مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه، وهو كتاب نافع في الغاية، مشتمل على المطالب العالية، طالعته من أوله إلى آخره واستفدت منه، ولما دخل بلاد الروم باحَثَ مع المولى الفناري وغلب هو عليه في الفروع، وغلب ذلك عليه في الأصول وسائر العلوم".

العام الهجري : 41 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 661
تفاصيل الحدث:

كان أوَّلَ الخارِجين فَروةُ بن نَوفلٍ الأشجعيُّ، وكان ممَّن اعتزَل قِتالَ عَلِيٍّ والحسنِ وانحاز معه خمسُمائة فارسٍ مِن الخَوارِج إلى شَهْرَزُور، قائلًا: والله ما أدري على أيِّ شيءٍ نُقاتِلُ عَلِيًّا! أرى أن أَنصَرِفَ حتَّى تَتَّضِحَ لي بَصيرَتي في قِتالِه أو أُتابِعُه. فلمَّا سَلَّمَ الحسنُ الأمرَ إلى مُعاوِيَة قالوا: قد جاء الآن ما لا شَكَّ فيه، فسيروا إلى مُعاوِيَة فجاهِدوهُ. فأقبلوا وعليهم فَروةُ بن نَوفلٍ حتَّى حَلُّوا بالنُّخَيْلَةِ عند الكوفَة، فأرسل إليهم مُعاوِيَةُ جَمْعًا مِن أهلِ الشَّام فقاتَلوهُم، فانْهزَم أهلُ الشَّام، فقال مُعاوِيَةُ لأهلِ الكوفَة: والله لا أمانَ لكم عندي حتَّى تَكُفُّوهُم. فخرَج أهلُ الكوفَة فقاتَلوهُم. فقالت لهم الخَوارِج: أليس مُعاوِيَةُ عَدُوَّنا وعَدُوَّكُم؟ دَعُونا حتَّى نُقاتِلَه، فإن أَصَبْنا كُنَّا قد كَفَيْناكُم عَدُوَّكُم، وإن أَصابَنا كنتم قد كَفَيْتُمونا. فقالوا: لابُدَّ لنا مِن قِتالِكُم. فأخَذ بَنُو أَشْجَعَ صاحِبَهُم فَروةَ فحادَثوهُ ووَعَظوهُ فلم يَرْجِعْ، فأخَذوهُ قَهْرًا وأَدْخَلوهُ الكوفَةَ، فاسْتَعْمَل الخَوارِج عليهم عبدَ الله بن أبي الحَوْساءِ، رجلًا مِن طَيِّء، فقاتَلهُم أهلُ الكوفَة فقتَلوهُم, ثمَّ تَمَكَّنَ منه المُغيرةُ بن شُعبةَ والي العِراق وقتَله، وقُتِلَ عبدُ الله بن أبي الحَوْساء الطَّائيُّ الذي تَوَلَّى أمرَ الخَوارِج بعدَه، ثمَّ قُتِلَ حَوْثَرةُ بن وَداعٍ الأسديُّ الذي نَصَّبَهُ الخَوارِج أميرًا عليهم. ثمَّ خرَج أبو مَريم وهو مَوْلًى لِبَني الحارثِ بن كعبٍ، وقد أَحَبَّ أن يُشْرِكَ النِّساءَ معه في الخُروجِ؛ إذ كانت معه امرأتان: "قَطام وكُحَيْلَة" فكان يُقالُ لهم: يا أصحاب كُحَيْلَة وقَطام. تَعْيِيرًا لهم، وقد أراد بهذا أن يَسُنَّ خُروجَهُنَّ، فوَجَّهَ إليه المُغيرةُ جابرَ البَجليَّ فقاتَلهُ حتَّى قتَلهُ وانْهزَم أصحابُه. ثمَّ خرَج رجلُ يُقالُ له: أبو لَيْلى، أَسْودُ طَويلُ الجِسْم، وقبلَ أن يُعْلِنَ خُروجَه دخَل مَسجِدَ الكوفَة وأخَذ بعِضادَتَيِ البابِ، وكان في المسجدِ عِدَّةٌ مِن الأشرافِ، ثمَّ صاح بأعلى صَوتِه: لا حُكمَ إلَّا لله، فلم يَعترِضْ له أحدٌ، ثمَّ خرَج وخرَج معه ثلاثون رجلًا مِن الموالي بسَوادِ الكوفَة، فبعَث له المُغيرةُ مَعقِلَ بن قيسٍ الرِّياحيَّ فقَتلَه سنة 42هـ.

العام الهجري : 850 العام الميلادي : 1446
تفاصيل الحدث:

هو الأمير سيف الدين سودون بن عبد الله المحمدي، نائب قلعة دمشق، هو مملوك سودون بن عبد الله المحمدي المتوفي سنة 818، وعتيقه، وإليه يُنسَب بالمحمدي. واستمرَّ بخدمته إلى أن قتله المؤيد شيخ، واستمرَّ من جملة المماليك السلطانية إلى أن صار في الدولة الأشرفية برسباي خاصكيًّا، ورأَسَ نوبةَ الجمدارية مدةً طويلة. ثم أراد الأشرفُ أن يؤمِّرَه فامتنع وترك وظيفته أيضًا، وصار من جملة المماليك السلطانية على إقطاعه، ودام على ذلك إلى أن وثب الأتابك جقمق على الملك العزيز يوسف، فانضَمَّ سودون المحمدي إلى الملك العزيز، ولم يوافِق الأتابك جقمق، فعدَّها عليه جقمق إلى أن تسلطن فنفاه، ثم شُفِعَ فيه بعد أشهر، وكَتَبَ بعوده إلى القاهرة، وأنعم عليه بإمرةِ عشرة بسفارة خوند مغول بنت القاضي ناصر الدين البارزي زوجة الملك الظاهر جقمق، فإن سودون هذا هو زوج أختها لأبيها, فاستمرَّ سودون مدة ثم توجَّه إلى مكة المشرفة ناظرًا بها وشاد العمائر، كما كان توجَّه في الدولة الأشرفية برسباي. واستمر بمكة نحو السنتين أو أكثر، وعاد إلى القاهرة وأقام بها مدة يسيرة، واستقرَّ في نيابة قلعة دمشق في سنة 848، فتوجَّه إليها ودام بها إلى أن مات في صفر. قال ابن تغري بردي: "كان ديِّنًا خَيِّرًا، عفيفًا عن المنكرات والفروج، عاقلًا ساكنًا، إلا أنه كان قليل المعرفة كثيرَ الظن برأي نفسِه. من ذلك أنه لما توجه إلى مكة ليصلِحَ ما تشعَّثَ من حيطان الحرم، فلما وصل إلى مكَّةَ هدم سقْفَ البيت الشريف، ورفع الأخشابَ التي كانت بأعلى البيت وغيرَها، فمنعه أكابِرُ مكة من ذلك، فأبى، فقالوا له: هذا عليه كتابةٌ تمنع الطيرَ أن يقعُدَ بأعلى البيت، فلم يلتفِتْ إلى كلامهم، وهدم السقفَ واعتذر بأنه يدلِفُ المطرَ إلى داخل البيت، فرحل جماعةٌ من أهل مكة خوفًا من أن ينزل عليهم بلاء من الله، وصار البيت مكشوفًا أيامًا بغير كسوة إلى أن جَدَّد له سقفًا، فتَلِفَ ما صنعه أكثَرَ من السقف القديم، وتكرر منه هذا الفعل، فلم يُحمَدْ على ما فعل، وساءت سيرتُه بمكة لأجل ذلك، ونَقَم عليه كل أحد، وصار سقفُ البيت مأوًى للطيور، وأتعب الخدامَ ذلك؛ فإنهم صاروا كل قليل ينزلون من أعلى البيت بقُفَف من زبلِ الحمام وغيره، فما شاء الله كان، ونَدِمَ هو أيضًا على فعلته، فلم يُفِدْه الندم، وهو غير الأمير سودون بن عبد الله النوروزي المتوفى سنة 847.

العام الهجري : 270 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 884
تفاصيل الحدث:

لَمَّا توفِّيَ أحمدُ بن طولون كان إسحاقُ بن كنداجيق على الموصل والجزيرة، فطَمِعَ هو وابن أبي الساج- وهما من كبار قادة الترك عند المعتَمِد- في الشام، واستصغرا أولادَ أحمد، وكاتَبا الموفَّقَ بالله في ذلك، واستمَدَّاه، فأمرهما بقصدِ البلاد، ووعدهما إنفاذَ الجيوش، فجمَعَا وقصدَا ما يجاوِرُهما من البلاد، فاستولَيَا عليه وأعانهما النائبُ بدمشق لأحمد بن طولون، ووعدَهما الانحيازَ إليهما فتراجع مَن بالشامِ مِن نواب أحمد بأنطاكية، وحلب وحمص، وعصى متولِّي دمشق، واستولى إسحاقُ عليها، وبلغ الخبَرُ إلى أبي الجيش خمارَوَيه بن أحمد بن طولون، فسيَّرَ الجيوش إلى الشام فمَلَكوا دمشق، وهرب النائبُ الذي كان بها من قِبَل إسحاق؛ وسار عسكرُ خمارويه من دِمشقَ إلى شيزر لقتال إسحاق بن كنداجيق وابن أبي الساج، فطاولهم إسحاقُ ينتظِرُ المدد من العراق، وهجم الشتاءُ على الطائفتَينِ، وأضرَّ بأصحاب ابن طولون، فتفَرَّقوا في المنازل بشيزر، ووصل العسكرُ العراقي إلى كنداجيق، وعليهم أبو العباس أحمد بن الموفَّق وهو المعتضِدُ بالله، فلما وصل سار مُجِدًّا إلى عسكر خمارويه بشيزر، فلم يَشعُروا حتى كبَسَهم في المساكن، ووضع السيفَ فيهم، فقتل منهم مقتلةً عظيمةً، وسار من سَلِمَ إلى دمشق على أقبَحِ صُورةٍ، فسار المعتَضِد إليهم، فجُلُوا عن دمشقَ إلى الرملة، ومَلَك هو دمشق، ودخلَها في شعبان سنة إحدى وسبعين ومائتين، وأقام عسكرُ ابن طولون بالرملة، فأرسلوا إلى خِمارَوَيه يُعَرِّفونه بالحال، فخرج من مصرَ في عساكره قاصدًا إلى الشَّامِ.

العام الهجري : 1290 العام الميلادي : 1873
تفاصيل الحدث:

كان سعود بن فيصل منذ اللحظة الأولى التي تسلَّم فيها حكم الرياض في المرة الأولى سنة 1288هـ قرَّر أن يعمل على استعادة إقليم الأحساء للدولة من العثمانيين، إما عن طريق القوة أو عن طريق السِّلم، فأرسل إلى بلي المقيم البريطاني في الخليج العربي رسالةً يذكُرُ فيها أنه الآن حاكم نجد ومسيطرٌ على الوضع تمامًا، وغرضه أن يحُلَّ السلام بين السكان بعد أن سيطر على ما بحوزة أخيه عبد الله الموالي للترك، وأنَّ علاقته بالحضر والبدو طيبة، وأنه يؤيد بريطانيا في كونها مسؤولةً وحاميةً لمنطقة الساحل، لكِنَّ الإنجليز رأوا ألَّا يتورطوا بين الأتراك والسعوديين؛ لذا بدأ سعود يتدخَّلُ بمفرده، فأرسل عدة إنذارات للترك يدعوهم فيها للانسحابِ مِن القطيف والمنطقة، ولم تلق إنذاراتُه أي تغيير في موقف مدحت باشا، بل على العكس أخذ يساعِدُ عبد الله بن فيصل نكايةً في سعود، ولَمَّا عُزِل مدحت باشا عن ولاية بغداد صادف اتفاقٌ جزئي بين الأخوين فعَمِلا معًا لاستعادة الأحساء، لكن محاولتهما باءت بالفشلِ؛ لعجزهم عن مواجهة القوات التركية لضعف قدراتِهم في تموين قواتِهم، كما أنَّ الخلافات القائمة لم تسمَحْ لهما بالاستمرار في محاربة الأتراك؛ لأنَّ كلًّا منهم يتربَّصُ بالآخر، على الرغم أنَّ القوات التركية لم تكن في وضعٍ حَسَن من حيث الإمكانات العسكرية, وقد تكبَّد الطرفان التركي والسعودي خسائِرَ، خاصَّةً الجيش التركي فتكَت به الأمراض المعدية؛ مِمَّا اضطره للرحيل إلى البصرة وبدأت مفاوضات بين الطرفين أرسل فيها سعود أخاه الصغير عبد الرحمن، لكن المحادثات لم تنجَح.

العام الهجري : 1439 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2017
تفاصيل الحدث:

علي عبد الله صالح عفاش من مواليدِ 29 ربيع الآخِر 1366هـ/ 21 مارس 1947، كان الرئيسَ السادسَ للجمهوريةِ العربيةِ اليمنيَّةِ، وتُعَدُّ مُدَّةُ حُكمِه أطولَ مُدَّةِ حُكمٍ لرئيسٍ في اليمنِ منذُ العامِ 1978م حتى تنازلَ عن الحُكمِ في 27 فبراير 2012م، وكان يحمِلُ رتبةَ المشيرِ العسكريَّةَ. وصَلَ علي عبد الله صالح إلى رأسِ السُّلطةِ في البلادِ عَقِبَ مقتلِ الرئيسِ أحمد الغشمي بفترةٍ قصيرةٍ، بعد أنْ تنحَّى عبد الكريم العرشي، وتسَلَّمَ صالح رئاسةَ البلادِ. قامت احتجاجاتٌ ضِدَّ حُكمِه عامَ 2011 وسَلَّم صالحٌ السلطةَ بعد سنةٍ كاملةٍ من الاحتجاجاتِ بموجِبِ "المبادرةِ الخليجيَّةِ" الموقَّعةِ بين حزبِ المؤتمرِ الشعبيِّ العامِّ وأحزابِ اللقاءِ المشترَكِ، والتي أَقرَّت ضمنَ بنودِها تسليمَ صالحٍ للسلطةِ بعد إجراءِ انتخاباتٍ عامَّةٍ، كما أقرَّت له حصانةً من الملاحقةِ القانونيَّةِ، وأُقِرَّ قانونُ الحصانةِ في مجلسِ النوابِ اليمنيِّ، وعُدَّ قانونًا سياديًّا لا يجوزُ الطعنُ فيه، تولَّى نائبُه عبدُ ربه منصور هادي رئاسةَ المرحلةِ الانتقاليةِ. وفي 16 ربيع الأول 1439هـ الموافق 4 ديسمبر 2017 قام الحَوثيُّونَ بنشرِ مَقطعِ فيديو لمجموعةٍ من المقاتلين مع جُثَّةِ صالح وبها طَلقةٌ نافذةٌ في الرأسِ، وتضاربَتِ الأنباءُ عن مكانِ وطريقةِ مَقتَلِه، فنَجْلُه أحمدُ وسُكَّانٌ مَحليُّونَ قالوا: إنَّ مجموعةً من المقاتلين الحَوثيِّين هاجموا منزلَ والِدِه وقتَلوه في مَنزلِه، وفجَّرَ المقاتِلون المنزلَ، وقد قُتِلَ معه أمين عام حزبِ المؤتمرِ الشعبيِّ العامِّ.

العام الهجري : 71 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 690
تفاصيل الحدث:

لمَّا تَمَكَّنَ عبدُ الملك مِن الشَّام أراد أن يَضُمَّ لها العِراقَ، وقد قِيلَ: إن أَهلَها كاتَبوا عبدَ الملك لِيَسيرَ إليهم، وكانت العِراقُ مع ابنِ الزُّبير وواليها مُصعَبُ أَخوهُ، فسار إليه بِنَفسِه فلمَّا عَلِمَ مُصعبٌ بذلك سار إليه ومعه إبراهيمُ بن الأَشْتَرِ، وكان على المَوصِل والجزيرةِ، فلمَّا حضَر عنده جَعلَه على مُقدِّمَتِه وسار حتَّى نزل باجُمَيرَى، وهي قريبٌ مِن أَوانا، وهي مِن مَسْكِن، فعَسْكَرَ هناك، وسار عبدُ الملك وعلى مُقدِّمتِه أخوه محمَّدُ بن مَرْوان، وخالدُ بن عبدِ الله بن خالدِ بن أُسَيْدٍ، فلمَّا تَدانَى العَسْكرانِ أَرسَل عبدُ الملك إلى مُصعَبٍ رجلًا مِن كَلْبٍ وقال له: أَقْرِئْ ابنَ أُختِك السَّلامَ -وكانت أُمُّ مُصعَبٍ كَلبيَّةً- وقُلْ له يَدَعُ دُعاءَهُ إلى أَخيهِ، وأَدَعُ دُعائي إلى نَفْسي، ويَجْعَل الأمرَ شُورى. فقال له مُصعَبٌ: قُلْ له السَّيفَ بيننا. فقَدَّمَ عبدُ الملك أخاهُ محمَّدًا، وقَدَّمَ مُصعَبٌ إبراهيمَ بن الأشْتَرِ، فالْتَقيا فتَناوَش الفَريقانِ فقُتِلَ صاحِبُ لِواءِ محمَّدٍ، وجعَل مُصعَبٌ يَمُدُّ إبراهيمَ، فأزال محمَّدًا عن مَوقِفِه، فوَجَّهَ عبدُ الملك عبدَ الله بن يَزيدَ إلى أخيهِ محمَّدٍ، فاشْتَدَّ القِتالُ، فقُتِلَ مُسلِم بن عَمرٍو الباهليُّ والدُ قُتيبَة، وهو مِن أصحابِ مُصعَبٍ، وتَقَدَّمَ أهلُ الشَّام فقاتَلهم مُصعَبٌ ثمَّ عرَض عبدُ الملك الأمانَ على مُصعَبٍ فأَبَى وبَقِيَ يُقاتِلُهم، ثمَّ إنَّ كثيرًا خَذلوا مُصعبًا، وقِيلَ: لم يَبْقَ معه سِوى أربعةٍ، وكَثُرَت الجِراحاتُ بمُصْعَب فضَرَبهُ رجلٌ -يُقالُ له: عبيدُ الله بن زيادِ بن ظِبْيان التَّميميُّ- فقَتلَهُ وحمَل رَأسَهُ إلى عبدِ الملك.

العام الهجري : 237 العام الميلادي : 851
تفاصيل الحدث:

هو أبو عبدالله- وقيل: أبو جعفر- محمَّد بن موسى الخوارزمي، رياضيٌّ فلَكيٌّ جغرافيٌّ مؤرِّخٌ، من أهل خوارزم, وقيل ولد عام 164هـ بخوارزم, وكان يُنعَت بالأستاذِ، أقامه المأمونُ قَيِّمًا على خزانة كتُبِ بيتِ الحكمة، وعَهِدَ إليه بجَمعِ الكتب اليونانية وترجَمتِها، ترجم كتابَ بطليموس المجسطي، فصار أساسَ عِلمِ الفلك، ووضع جدولًا فلكِيًّا للمواقع الجغرافيَّة بحسب الابتعادِ التدريجيِّ عن خطِّ الزوال، يعتبَرُ أكبَرَ رياضيٍّ في عصره، أسس علمَ الجَبرِ، وله كتابُ الجبر والمقابلة، وكتب صورة الأرضِ وغيرها. وقد بيَّن الخَوارزميُّ في مُقدِّمة كتابه " الجبر والمقابلة" أن الخليفةَ المأمونَ هو الذي طلَبَ منه أن يُؤلِّفَ كتابَ الجَبرِ والمقابلة؛ كي يسهُلَ الانتفاعُ به في كلِّ ما يحتاجُ إليه الناس. وقد قال- رحمه الله- في مقدِّمة كتاب "الجبر والمقابلة": "وقد شجَّعني ما فضَّلَ اللهُ به الإمامَ المأمونَ، أميرَ المؤمنينَ، مع الخلافةِ التي حاز له إرثَها وأكرَمَه بلباسِها وحَلَّاه بزينتها, من الرغبةِ في الأدَبِ وتقريبِ أهلِه وإدنائِهم وبَسْطِ كَنَفِه لهم، ومعونته إيَّاهم على إيضاحِ ما كان مستهمًّا، وتسهيل ما كان وعرًا، على أن ألَّفْتُ من كتابِ الجبر والمقابلة كتابًا مُختصَرًا، حاصِرًا لِلَطيفِ الحسابِ وجَليلِه؛ لِمَا يَلزمُ النَّاسَ مِن الحاجة إليه في مواريثِهم ووصاياهم، وفي مُقاسماتِهم وأحكامِهم وتجاراتِهم، وفي جميعِ ما يتعاملون به بينهم من مساحةِ الأراضي وكَرْيِ الأنهار والهندسة، وغير ذلك من وجوهِه وفنونِه، مُقدِّمًا لحُسْن النيَّة فيه، راجيًا لأن يُنزِلَه أهلُ الأدبِ- بفَضلِ ما استُودِعوا من نِعَمِ الله تبارك وتعالى، وجليلِ آلائه، وجميلِ بلائِه عندهم- منزلتَه، وباللهِ توفيقي في هذا وغيرِه، عليه توكَّلْتُ وهو ربُّ العَرْشِ العظيم" وقيل: توفي عام 232هـ

العام الهجري : 497 العام الميلادي : 1103
تفاصيل الحدث:

هو أمين الدولة أبو سعد العلاء بن حسن بن وهب الموصلايا البغدادي، الكاتب المنشئ بدار الخلافة. ذو الترسُّل الفائق، المنشئ، البليغ. كان نصرانيًّا وأسلم على يد الخليفة المقتدي بأمر الله، وحَسُن إسلامه، أسلم عندما خرج توقيعُ الخليفة سنة 484 بإلزامِ الذَّمَّةِ بلُبسِ الغيار -لبس خاص كوضع الزُّنَّار، وغيره - فأسلم بعضُهم وهرب طائفة. وفي ثاني يوم أسلم الرئيسان أبو سعد بن الموصلايا صاحب ديوان الإنشاء، وابن أخته أبو نصر هبة الله بن الحسن، على يد الخليفة، بحيث يريانه ويسمعانِ كلامَه. كان أبو سعد له باعٌ مديد في النظم والنثر، عُمِّر دهرًا، وكُفَّ بصَرُه، بعد أن كتب الإنشاء نيفًا وستين سنة، ولما أسلم كان قد شاخ، وقد ناب في الوزارة غيرَ مرة، وكان أفصح أهل زمانه، وفيه مكارم وآداب وعقل, وكان كثير الصدقات، وأوقف أملاكه، وله الرسائل المشهورة الرائقة، والأشعار الفائقة. كان يملي على ابن أخته العلامة أبي نصر الإنشاءَ إلى أن مات فجأة. وكان الوزير عميد الدولة بن جهير: "يثني عليه وعلى تفهُّمِه، ويقول: هو يمين الدولة وأميناها". ناب أبو سعد في الوزارة عدة نُوَب, قال ابن الأثير: "كان بليغًا فصيحًا، وكان ابتداء خدمته للقائم بأمر الله سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، خدم الخلفاء خمسًا وستين سنة، كل يوم تزداد منزلته، وكان نصرانيًّا فأسلم، وكان كثير الصدقة، جميل المحضر، صالح النية. أوقف أملاكَه على أبواب البر، ومكاتباته مشهورة حسنة" مات فجأة، فخلفه على ديوان الإنشاء ابن أخته أبو نصر، ولُقِّب نظام الحضرتين.

العام الهجري : 1223 العام الميلادي : 1808
تفاصيل الحدث:

عندما وصل سعودٌ بجيوشِه إلى مشارف الشام وقراها واكتسح ما أمامه من القرى والعربان، وقبل ذلك غزا كربلاء وهدد العراق وهزم جميعَ الجيوش التي أرسلها ولاةُ الشام والعراق لمحاربته، حتى اضطرت الدولةُ العثمانية أن تطلُبَ من سعود المهادنةَ والمسابلة وتَبذُل له مقابِلَ ذلك كلَّ سنة ثلاثين ألف مثقال ذهبي، وأوفدت الدولة لهذ الغرض رجلًا يسمَّى عبد العزيز القديمي وأوفدت بعده رجلًا آخر يسمى عبد العزيز بيك، فرجع كما رجع الأول بعدم القبول وبرسالة طويلة من سعود، ومما ورد فيها: "وأما المهادنة والمسابلة على غير الإسلامِ، فهذا أمر محال بحولِ الله وقوَّتِه، وأنت تفهم أن هذا أمرٌ طلبتموه منا مرَّةً بعد مرة، أرسلتم لنا عبد العزيز القديمي ثم أرسلتم لنا عبد العزيز بيك، وطلبتم منا المهادنة والمسابلة، وبذلتم الجزيةَ على أنفُسِكم كلَّ سنة ثلاثين ألف مثقالٍ ذهبًا، فلم نقبل ذلك منكم ولم نُجِبْكم بالمهادنة، فإن قبلتم الإسلامَ فخيرتها لكم وهو مطلبنا، وإن توليتم فنقول كما قال الله تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] فلما أصبحت الدولةُ العثمانيةُ عاجزةً عن مهادنة الإمام سعود بن عبد العزيز بن سعود فضلًا عن محاربته، طلب عندئذ السلطان العثماني من والي مصر محمد علي باشا القيامَ بمحاربة الإمام سعود وإخراجِه من الحجاز، فتردَّد محمد علي أولًا ثم أخيرًا لبَّى طلب السلطان وسيَّرَ ابنَه طوسون سنة 1226هـ ثم خرج هو بنفسِه إلى أن سقطت الدولة السعودية سنة 1233هـ على يد إبراهيم باشا، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

العام الهجري : 218 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 833
تفاصيل الحدث:

هو أبو العبَّاسِ عبدُ الله بن هارون الرَّشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور المأمون العباسي. وُلِدَ سنة سبعين ومائة, واسمُ أمِّه: مراجل ماتت في نفاسِها به. قرأ العلمَ والأدبَ والأخبارَ، والعقليَّات وعلومَ الأوائل، وأمرَ بتعريبِ كُتُبِهم، وبالغ في تعريبها، وعَمِلَ الرصدَ فوق جبل دمشق، ودعا إلى القولِ بخَلْقِ القرآنِ وامتحنَ العُلَماءِ به. كان ذا حَزمٍ وعزمٍ، ورأيٍ وعقلٍ، وهيبةٍ وحِلمٍ، ومحاسِنُه كثيرةٌ في الجملة. كان أبيضَ رَبْعةً حسَنَ الوجهِ، تعلوه صُفرةٌ، قد وَخَطَه الشَّيبُ، وكان طويلَ اللِّحيةِ أعيَنَ ضَيِّقَ الجبينِ، على خَدِّه شامةٌ. أتته وفاةُ أبيه وهو بمروٍ سائرًا لغزو ما وراء النهرِ، فبُويِعَ مِن قِبَلِه لأخيه الأمينِ، ثم جرت بينهما أمورٌ وخُطوبٌ، وبلاءٌ وحروبٌ، إلى أن قُتِلَ الأمينُ، وبايع النَّاسُ المأمونَ في أوَّلِ سنةِ ثمان وتسعين ومائةٍ. كان متشيِّعًا فقد كانت كنيتُه أبا العباس، فلما استُخلِفَ اكتنى بأبي جعفرٍ، واستعمَلَ على العراق الحسَنَ بنَ سَهلٍ، ثم بايع بالعهدِ لعليِّ بنِ موسى الرضا ونَوَّه بذِكرِه، ونبَذَ السَّوادَ شِعارَ العباسيِّينَ، وأبدله بالخُضرة شعارِ العَلَويِّين. مرض المأمونُ مَرَضَه الذي مات فيه لثلاثَ عشرةَ خلَت من جُمادى الآخرة، فلمَّا مَرِضَ المأمونُ أمَرَ أن يُكتَبَ إلى البلادِ الكُتُب من عبد الله المأمونِ أميرِ المؤمنينَ، وأخيه الخليفةِ مِن بَعدِه أبي إسحاقَ محمَّد بن هارونَ الرشيد؛ وأوصى إلى المعتَصِم بحضرةِ ابنه العبَّاسِ، وبحضرة الفُقَهاء والقضاة والقُوَّاد، ثم بقيَ مريضًا إلى أن توفِّيَ قرب طرسوس ثم حمَلَه ابنُه العبَّاسُ، وأخوه المعتَصِمُ إلى طرسوس، فدفناه بدارِ خاقان خادِمِ الرَّشيد، وصلى عليه المعتَصِمُ، وكانت خلافتُه عشرينَ سنةً وخمسة أشهر وثلاثة وعشرين يومًا.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الإمام العلامة الحافظُ الحجَّة الرُّحَلة الفقيه المقرئ المسنِد المؤرخ الخطيبُ: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن الصفي محمد بن المجد حسين بن التاج علي القسطلاني الأصل، القتيبي المصري الشافعي، ويعرف بالقسطلاني علَّامة الحديث, وأمُّه حليمة ابنة الشيخ أبي بكر بن أحمد بن حميدة النحاس. ولِدَ في الثاني والعشري ذي القعدة سنة 851 بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين, والقراءات السبع ثم العشر، وكذا أخذ القراءات عن الشمس بن الحمصاني إمام جامع ابن طولون, وقرأ صحيحَ البخاري بتمامه في خمسة مجالسَ على الشاوي، وكذا قرأ عليه ثُلاثيات مسند أحمد، وحجَّ غير مرة وجاور سنة أربع وثمانين ثم سنة أربع وتسعين وسنتين قبلها على التوالي. وجلس للوعظ بالجامع العمري سنة ثلاث وسبعين وكذا بالشريفية بالصبانيين، بل وبمكة, ولم يكن له نظيرٌ في الوعظ، وكان يجتمع عنده الجمُّ الغفير مع عدم ميلِه في ذلك، وولي مشيخة مقام أحمد بن أبي العباس الحرَّاز بالقرافة الصغرى، وأقرأ الطلبة وجلس بمصر شاهدًا رفيقًا لبعض الفضلاء, وبعده اعتزل وتفرَّغ للكتابة, فكتب بخطِّه لنفسه ولغيره أشياء، بل جمع في القراءات العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية في التجويد، ومن مؤلفاته: إرشاد الساري على صحيح البخاري، انتهى منه سنة 916, وتحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري, ونفائس الأنفاس في الصحبة واللباس, والروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر, وعمل تأليفًا في مناقبه سماه: نزهة الأبرار في مناقب الشيخ أبي العباس الحرَّار, وتحفة السامع والقارئ بختم صحيح البخاري. وهو كثير الأسقام قانعٌ متعفِّف جيد القراءة للقرآن والحديث والخطابة، شجيُّ الصوت بها، مشارك في الفضائل، متواضع متودِّد لطيف العشرة سريعُ الحركة. قال محي الدين عبد القادر العَيدَروس: "وارتفع شأنُه بعد ذلك فأُعطيَ السعدَ في قَلَمِه وكَلِمِه، وصنَّف التصانيف المقبولة التي سارت بها الركبانُ في حياته، ومن أجَلِّها شرحُه على صحيح البخاري مزجًا في عشرة أسفار كبار، لعله أحسَنُ شروحِه وأجمعُها وألخصُها، ومنها المواهب اللدُنِّية بالمنح المحمدية، وهو كتاب جليل المقدار عظيم الوقع كثير النفع، ليس له نظير في بابه، ويحكى أن الحافظ السيوطي كان يغُضُّ منه ويزعم أنه يأخذ من كتبه ويستمدُّ منها ولا ينسبُ النقل إليها، وأنَّه ادَّعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكريا فألزمه ببيان مدَّعاه، فعدد عليه مواضِعَ قال إنه نقَلَ فيها عن البيهقي، وقال إن للبيهقي عدةَ مؤلفات فليذكرْ لنا ما ذكر في أي مؤلفَّاته ليُعلَمَ أنَه نقل عن البيهقي، ولكنه رأى في مؤلفاتي ذلك النقلَ عن البيهقي فنقله برُمَّته، وكان الواجب عليه أن يقول نقل السيوطي عن البيهقي، وحكى الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله: أنَّ الشيخ رحمه الله تعالى قصد إزالةَ ما في خاطر الجلال السيوطي فمشى من القاهرة إلى الروضة، وكان السيوطي معتزلًا عن الناس بالروضة فوصل القسطلاني إلى باب السيوطي ودق الباب فقال له: من أنت؟ فقال: أنا القسطلاني جئتُ إليك حافيًا مكشوف الرأس ليطيبَ خاطرُك عليَّ، فقال له: قد طاب خاطري عليك، ولم يفتح له الباب ولم يقابله! وبالجملة فإنه كان إمامًا حافظًا متقنًا جليل القدر حسن التقرير والتحرير، لطيف الإشارة بليغ العبارة، حسن الجمع والتأليف، لطيف الترتيب والتصنيف، كان زينة أهل عصره، ونقاوة ذوي دهره، ولا يقدح فيه تحامُلُ معاصريه عليه، فلا زالت الأكابر على هذا في كل عصرٍ- رحمهم الله" أصيب القسطلاني بالفالج، ثم توفي ليلة الجمعة السابع محرم بالقاهرة ودفن بالمدرسة العينية جوار منزله، ووافق يومُ دفنه الثامن محرم دخولَ السلطان سليم الأول العثماني عَنْوةً إلى مصر وتملُّكه بها.

العام الهجري : 277 العام الميلادي : 890
تفاصيل الحدث:

بعد أن تمَّ القضاءُ على ثورةِ الزنج، بدأ بالظهورِ دَعوةٌ جديدة كان رائِدَها حمدانُ بن الأشعث المعروف بقَرمَط، جاء من خوزستان إلى الكوفةِ واستقَرَّ بمكانٍ يُسمَّى (النهرين)، وكان يُظهِرُ الزهدَ والتقشُّفَ ويسفُ الخُوصَ ويأكُلُ مِن كَسْبِ يَدِه، ويُكثِرُ الصلاة، فأقام على ذلك مدَّةً، فكان إذا قعد إليه رجلٌ ذاكَرَه في أمر الدينِ وزَهَّدَه في الدنيا وأعلَمَه أنَّ الصلاة المفروضةَ على الناسِ خمسونَ صلاةً في كلِّ يومٍ وليلة، حتى فشا ذلك عنه بموضِعِه، ثمَّ أعلَمَهم أنَّه يدعو إلى إمامٍ مِن آل بيتِ الرَّسولِ، فلم يزَلْ على ذلك حتى استجاب له جمعٌ كثيرٌ، وكان تأثَّرَ أصلًا بالحسين الأهوازي صاحب الإسماعيليِّين، واستلمَ الزَّعامة حمدانُ بعد موت الحسين، فابتنى دارًا لأتباعِه بالكوفة، وفرَضَ على أتباعه مبلغًا يدفعونَه ويَصرِفُه هو في الدَّعوة، كما جعل من أصحابِه اثني عشر نقيبًا، واشترى السلاحَ وأخافَ النَّاسَ فلَحِقَ به بعضُهم خوفًا، وكان القرامِطةُ دُعاةً للإسماعيليَّة في البداية، ثم انحرفوا عنهم بعد أن انحرَفَت الدعوة في السلميَّة- مقر الدَّعوة الإسماعيلية- ولم تعد لأولاد محمَّد بن إسماعيل بل لأولاد عبدالله بن ميمون القدَّاح- ابن مؤسِّس الدعوة- فبدأ بالدعوة بطريقٍ آخَرَ مخالِفًا عن الإسماعيليين؛ مما ولَّد الشقاق بينهم، وأصبحت كلُّ دعوةٍ مُستقلَّةً بنَفسِها، ومن المعروفِ أن هذه الدعوةَ فيها إسقاطٌ للفروضِ مِن الصلاةِ والصَّومِ والحَجِّ وغيرها من التعاليم.