الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1003 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 456 العام الميلادي : 1063
تفاصيل الحدث:

لمَّا مَلَكَ ألب أرسلان عَصَى عليه أَميرُ ختلان بِقَلعَتِه، ومَنعَ الخَراجَ، فقَصدَهُ السُّلطانُ، فرأى الحِصْنَ مَنيعًا على شاهقٍ، فأَقامَ عليه وقاتَلَهُ، فلم يَصِل منه إلى مُرادِه، ففي بَعضِ الأيَّامِ باشَرَ ألب أرسلان القِتالَ بِنَفسِه، وتَرَجَّلَ، وصَعَدَ في الجَبلِ، فتَبِعَهُ الخَلْقُ، وتَقدَّموا عليه في المَوقِف، وأَلَحُّوا في الزَّحْفِ والقِتالِ، وكان صاحبُ القَلعَةِ على شُرْفَةٍ من سُورِها يُحَرِّضُ الناسَ على القِتالِ، فأَتتهُ نُشَّابَةٌ من العَسكرِ فقَتَلَتْهُ، وتَسلَّم ألب أرسلان القَلعةَ وصارت في جُملةِ مَمالِكِه، وكان عَمُّهُ فَخْرُ المُلْكِ بيغو بن ميكائيل في هراة، فعَصَى أيضًا عليه، وطَمِعَ في المُلْكِ لِنَفسِه، فسار إليه ألب أرسلان في العَساكِرِ العَظيمةِ، فحَصَرَهُ وضَيَّقَ عليه، وأَدامَ القِتالَ لَيلًا ونَهارًا، فتَسَلَّمَ المَدينةَ، وخَرجَ عَمُّهُ إليه، فأَبقى عليه وأَكرَمَهُ وأَحسَنَ صُحبَتَهُ، وسار من هناك إلى صغانيان، وأَميرُها اسمُه موسى، وكان قد عَصَى عليه، فلمَّا قارَبَهُ ألب أرسلان صَعَدَ موسى إلى قَلعةٍ على رَأسِ جَبلٍ شاهِقٍ، ومعه مِن الرِّجالِ الكُماةِ جَماعةٌ كَثيرةٌ، فوَصَل السُّلطانُ إليه، وباشَر الحَربَ لِوَقتِه، فلم يَنتَصِف النَّهارُ حتى صَعدَ العَسكرُ الجَبلَ، ومَلَكوا القَلعةَ قَهْرًا، وأُخِذَ موسى أَسِيرًا، فأَمَر بِقَتلِه، فبَذَلَ في نَفسِه أَموالًا كَثيرةً، فقال السُّلطانُ: ليس هذا أوانَ تِجارَةٍ. واستَولَى على تلك الوِلايةِ بأَسْرِها، وعاد إلى مرو، ثم منها إلى نيسابور.

العام الهجري : 498 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1105
تفاصيل الحدث:

كانت وقعةٌ بين الفرنج والمسلمين كانوا فيها على السواء، وسببها أن أمير الجيوش الأفضل، وزير صاحب مصر، كان قد سيَّرَ ولده شرف المعالي في السنة الماضية إلى الفرنج فقهرهم وأخذ الرملة منهم، ثم اختلف المصريون والعرب وادَّعى كل واحد منهما أن الفتح له، فأتتهم سرية الفرنج فتقاعد كل فريق منهما بالآخر، حتى كاد الفرنج يظهرون عليهم، فرحل عند ذلك شرف المعالي إلى أبيه بمصر، فنفذ ولده الآخر، وهو سناء الملك حسين، في جماعة من الأمراء، منهم جمال الملك، والنائب بعسقلان للمصريين، وأرسلوا إلى طغتكين أتابك بدمشق -أتابك يعني الأمير الوالد- يطلبون منه عسكرًا، فأرسل إليهم أصبهبذ صباوة ومعه ألف وثلاثمائة فارس، وكان المصريون في خمسة آلاف، وقصدهم بغدوين الفرنجي، صاحب القدس وعكا ويافا، في ألف وثلاثمائة فارس، وثمانية آلاف راجل، فوقع المصاف بينهم بين عسقلان ويافا، فلم تظهر إحدى الطائفتين على الأخرى، فقُتل من المسلمين ألف ومائتان، ومن الفرنج مثلهم، وقُتِل جمال الملك، أمير عسقلان، فلما رأى المسلمون أنهم قد تكافؤوا في النكاية قطعوا الحرب وعادوا إلى عسقلان، وعاد صباوة إلى دمشق، وكان مع الفرنج جماعة من المسلمين، منهم بكتاش بن تتش، وكان طغتكين قد عدل في الملك إلى ولد أخيه دقاق، وهو طفل، فدعاه ذلك إلى قصد الفرنج؛ ليكون معهم.

العام الهجري : 554 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1159
تفاصيل الحدث:

في ثامنِ رَبيعٍ الآخر، كَثُرَت الزِّيادةُ في دِجلَة، وخَرَقَ القُورجُ  فوقَ بغداد -القُورج  نهر بين القاطول وبغداد، منه يكون غرق بغداد غالبًا- فامتَلأَت الصَّحارِي وخَندَق البلد، وأَفسدَ الماءُ السُّورَ وأَحدثَ فيه فَتحةً يومَ السبتِ تاسعَ عشرَ الشهرِ، فوَقعَ بعضُ السُّورِ عليها فَسَدَّهَا، ثم فَتحَ الماءُ فَتحةً أُخرَى، وأَهمَلوها ظَنًّا أنها تُنَفِّسُ عن السُّورِ لِئَلَّا يَقَع، فغَلَبَ الماءُ، وتَعَذَّرَ سَدُّهُ، فغَرِقَ قَراحُ ظَفَر، والأَجمةُ، والمُختارةُ، والمُقتَدِيةُ، ودَربُ القبارِ، وخَرابةُ ابن جردةَ، والرَّيانُ، وقَراحُ القاضي، وبعضُ القطيعَةِ، وبعضُ بابِ الأَزجِ، وبعضُ المَأمونيةِ، وقَراحُ أبي الشحمِ، وبعضُ قَراحِ ابنِ رَزينٍ، وبعضُ الظفريةِ، ودَبَّ الماءُ تحتَ الأَرضِ إلى أَماكنَ، فوَقَعَت وأَخَذَ الناسُ يَعبُرون إلى الجانبِ الغربيِّ، فبَلَغَت المَعبَرَةُ عِدَّةَ دَنانيرٍ، ولم يكُن يُقدَر عليها، ثم نَقَصَ الماءُ، وتَهَدَّم السُّور، وبَقِيَ الماءُ الذي داخِلُ السُّورِ يَدُبُّ في المَحالِّ التي لم يَركَبها الماءُ، فكَثُرَ الخَرابُ، وبَقِيَت المَحالُّ لا تُعرف إنما هي تُلولٌ، فأَخذَ الناسُ حُدودَ دُورِهِم بالتَّخمِينِ، وأما الجانبُ الغربيُّ فغَرِقَت فيه مَقبرَةُ أَحمدَ بنِ حَنبلٍ وغَيرُها من المقابرِ، وانخَسَفَت القُبورُ المَبنيَّةُ، وخَرَجَ المَوتَى على رَأسِ الماءِ، وكذلك المَشهَد والحَربيَّة، وكان أَمرًا عَظيمًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

العام الهجري : 588 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1192
تفاصيل الحدث:

اجتمع بنو عامر في خلقٍ كثير، وأميرُهم اسمُه عميرة، وقَصَدوا البصرةَ، وكان الأميرُ بها محمد بن إسماعيل، ينوبُ عن مُقطِعِها الأمير طغرل، مملوك الخليفة الناصر لدين الله، فوصلوا إليها يومَ السبت سادس صفر، فخرج إليهم الأميرُ محمد فيمن معه من الجند، فوقعت الحربُ بينهم بدرب الميدان، بجانب الخريبة، ودام القتالُ إلى آخر النهار، فلما جاء الليلُ ثَلَم العربُ في السور عدَّةَ ثُلَم، ودخلوا البلد من الغد، فقاتلهم أهلُ البلد، فقُتِلَ بينهم قتلى كثيرة من الفريقين، ونَهَبَت العرب الخانات بالشاطئ وبعضَ محالِّ البصرة، وعبَرَ أهلُها إلى شاطئ الملاحين، وفارق العربُ البلد في يومهم وعاد أهله إليه، وكان سببُ سرعة العرب في مفارقة البلد أنَّهم بلغهم أن خفاجة والمنتفق قد قاربوهم، فساروا إليهم وقاتلوهم أشدَّ قتال، فظَفِرَت عامر وغَنِمَت أموالَ خفاجة والمنتفق، وعادوا إلى البصرةِ بكرة الاثنين، وكان الأميرُ قد جمع من أهل البصرةِ والسواد جمعًا كثيرًا، فلما عادت عامر قاتَلَهم أهل البصرة ومن اجتمع معهم، فلم يقوموا للعربِ وانهزموا، ودخل العربُ البصرة ونهبوها، وفارق البصرةَ أهلُها، ونُهِبَت أموالهم، وجرت أمور عظيمة، ونُهِبَت القسامل- وهي محلة بالبصرة - وغيرها في يومين، وفارقها العرب وعاد أهلُها إليها.

العام الهجري : 611 العام الميلادي : 1214
تفاصيل الحدث:

كان من جملة أمراء خوارزم شاه تكش والد خوارزم شاه محمد, أميرٌ اسمُه أبو بكر، ولقَبُه تاج الدين، وكان في ابتداءِ أمرِه جمَّالًا يكري الجمالَ في الأسفار، ثم جاءته السعادة، فاتصل بخوارزم شاه، وصار سيروانَ جمالِه، فرأى منه جلدًا وأمانةً، فقَدَّمَه إلى أن صار من أعيانِ أمراءِ عَسكَرِه، فولَّاه مدينة زوزن، وكان عاقلًا ذا رأي وحزمٍ وشجاعة، فتقَدَّم عند خوارزم شاه تقدمًا كثيرًا، فوَثِقَ به أكثَرَ مِن جميع أمراء دولتِه، فقال أبو بكر لخوارزم شاه: إنَّ بلاد كرمان مجاورةٌ لبلدي، فلو أضاف السلطانُ إليَّ عسكرًا لملكتُها في أسرع وقت، فسيَّرَ معه عسكرًا كثيرًا فمضى إلى كرمان، وصاحبها اسمه حرب بن محمد بن أبي الفضل الذي كان صاحِبَ سجستان أيَّامَ السلطان سنجر، فقاتَلَه، فلم يكُنْ له به قوة، وضَعُفَ، فملك أبو بكر بلادَه في أسرع وقت، وسار منها إلى نواحي مكرانَ فملكها كلها إلى السند، من حدودِ كابل، وسار إلى هرمز، مدينةٍ على ساحلِ بحر مكران، فأطاعه صاحبُها، واسمه ملنك، وخطَبَ بها لخوارزم شاه، وحملَ عنها مالًا، وخطبَ له بقلهات، وبعض عمان؛ لأن أصحابها كانوا يطيعون صاحِبَ هرمز. وقيل إنَّ ملك خوارزم شاه لكرمان ومكران والسند كان في السنةِ التي قبلها أو بعدها بقليلٍ.

العام الهجري : 623 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1226
تفاصيل الحدث:

سار علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان، مَلِكُ بلاد الروم، إلى بلاد الملك المسعود بن مودود، صاحِبِ آمد، ومَلَكَ عِدَّةً مِن حصونه، وسببُ ذلك اتفاق صاحب آمد مع جلال الدين بن خوارزم شاه والملك المعظم، صاحب دمشق، وغيرهما على خلاف الأشرف؛ فلما رأى الأشرف ذلك أرسل إلى كيقباذ، ملك الروم، وكانا متفقَينِ، يطلب منه أن يقصِدَ بلد صاحب آمد ويحاربَه، وكان الأشرفُ حينئذ على ماردين، فسار ملك الرومِ إلى ملطية، وهي له، فنزل عندها، وسيَّرَ العساكر إلى ولاية صاحب آمد، ففتحوا حصن منصور وحصن سمكاراد وغيرهما؛ فلمَّا رأى صاحب آمد ذلك راسل الأشرف، وعاد إلى موافقتِه، فأرسل الأشرفُ إلى كيقباذ يعرِّفُه ذلك، ويقول له ليعيد إلى صاحب آمد ما أخذَ منه، فلم يفعل، وقال: لم أكن نائبًا للأشرَفِ يأمرني وينهاني، فاتفَقَ أن الأشرف سار إلى دمشق ليصالح أخاه الملك المعظَّم، وأمر العساكر التي له بديار الجزيرة بمساعدة صاحب آمد، إن أصرَّ ملك الروم على قَصْدِه، فسارت عساكِرُ الأشرف إلى صاحب آمد وقد جمع عسكَرَه، ومن ببلاده ممن يَصلُح للحرب وسار إلى عسكر ملك الروم وهم يحاصِرونَ قلعة الكختا بعد الهزيمة، وهي من أمنع الحصونِ والمعاقل، فلما ملكوها أعادوها إلى صاحبها.

العام الهجري : 680 العام الميلادي : 1281
تفاصيل الحدث:

هو ملك التتار، وصاحِبُ العراق والجزيرة وخراسان وغير ذلك، أبغا بن هولاكو بن تولي بن جنكيزخان, ويقال: اسمه أباقا، كان مقدامًا شجاعًا، عالي الهمة، لم يكن في إخوتِه مِثلُه، وهو على دينِ التتار لم يدخل في الإسلام، وكان ذا رأيٍ وحزم وخبرةٍ بالحرب، ولما توجَّه أخوه منكوتمر بالعساكِرِ إلى الشام لم يكن ذلك بتحريضِه، بل أشير عليه فوافق. قال الذهبي: "كان كافِرَ النفس، سفاكًا للدماء، قتل في الروم خلقًا كثيرًا؛ لكونهم دخلوا في طاعة الملك الظاهرِ، وفرحوا بمجيئه إليهم، وقد نفذ الملك الظاهر إليه رسُلَه وهديه" قال ابن عبد الظاهر في السيرة: "وصِفَتُه أنه شاب أسمر أكحل، ربع القامة، جهوري الصوت، فيه بحة يسيرة، عليه قباء نفطي رومي، وسراقوج بنفسجي، تزوج زوجةَ أبيه ألجي خاتون وهي كهلة" هلك أباقا بنواحي همذان عن نحو خمسين سنة، منها مدة ملكه سبع عشرة سنة، وقام في الملك بعده أخوه تكدار بن هولاكو، الذي اعتنق الإسلامَ بعد ذلك وتسمَّى بأحمد ولَقَّب نفسه بالسلطان فانقلبت بعد ذلك سياسةُ الدولة الإيلخانية ناحية بلاد الإسلام، وكان قد أرسل رسالة إلى السلطان قلاوون يُعلِمُه بإسلامه وما قام به من بناء المساجد والمدارس والأوقاف وتجهيز الحُجَّاج، وطلب منه كذلك العمَلَ على اجتماع الكلمة لإخماد الحروب والفِتَن والتحالُفِ ضدَّ الصليبيينَ.

العام الهجري : 726 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1326
تفاصيل الحدث:

هو أبو الملوكِ السلطانُ الغازي فخرُ الدين عثمانُ بك خان الأول بن أرطغرل بن سليمان شاه القايوي التُركماني، لما توفِّيَ أرطغرل سنة 687 هـ ( 1288م) تولى عُثمانُ زعامةَ القبائِلِ التُّركمانيَّة في المقاطعة التي منحهم إيَّاها السلطان علاء الدين السلجوقي والتي كانت قريبةً من بحر مرمرة التابع للبحرِ الأسود بالقُربِ من مدينة بورصة، كان عثمان قد تمكَّن في البلاد حتى إنَّه بدأ يدعو أمراءَ الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلامِ أو الجزيةِ أو الحَربِ؛ ممَّا أدى إلى استعانتهم بالمغول للقضاءِ عليه، ولكنَّه كان قد هيأ جيشًا بإمرة ابنه أورخان فسَيَّرَه لقتال المغول فشَتَّت شَملَهم وعاد فاتَّجَه إلى بورصة فاستطاع أن يدخُلَها عام 717, وكانت بورصة تعَدُّ من الحصون الروميَّة المهمَّة في آسيا الصغرى، فأمَّنَ أهلَها وأحسَنَ إليهم فدفعوا له ثلاثين ألفًا مِن عملتهم الذهبيَّة وأسلمَ حاكِمُها أفرينوس فمنحه عثمانُ لَقَب بيك، وأصبحَ مِن القادة البارزين، ثمَّ إن عثمان توفي في 21 رمضان من هذه السنة بعد معاناتِه من مرض النقرس، وكان قد عَهِدَ لابنه أورخان بالحكم وكان عمرُه تسعة وثلاثين عامًا وليس هو بأكبر أولادِ عثمان، وكان أكبَرُهم علاء الدين الذي رضي بأن يكون وزيرًا لأخيه فاهتَمَّ بالشؤون الداخليَّة وأما أورخان فاهتَمَّ بالشؤون الخارجيَّة.

العام الهجري : 926 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1520
تفاصيل الحدث:

ما إن علم الوالي جان بردي الغزالي والي الشام للعثمانيين بموت الخليفة سليم الأول أعلن عصيانه وتمرده، واتصل بخيري بك والي مصر ليكون نصيره، فراوغه خيري ووعده، وفي الوقت نفسه أطلع الخليفة سليمان القانوني على هذه المراسلات، وأعلن جان بردي نفسه سلطانًا على الشام وأمر بالدعاء له في خطب الجمعة، ونقش اسمه على النقود وتلقب بالملك الأشرف، وقضى على حامية دمشق العثمانية، وطرد العثمانيين من بيروت وطرابلس وحماة وغيرها من المدن، ثم سار جان بردي ليأخذ حلب أيضًا وخاصة أنها لم تعترف بسلطانه وألقى الحصار عليها، ثم وهو في حصاره وصلت إليه الجيوش العثمانية فترك الحصار، وأسرع إلى دمشق ونشبت بينه وبين القوات العثمانية حرب في برزة من أعمال دمشق في السابع عشر من شهر صفر من عام 927 انهزم فيها جان بردي وهرب ليتحصن بقلعة دمشق، فلحقته الجيوش العثمانية وحاصرته بها وفر متنكرًا ولكن أخذه بعض أعوانه وسلَّمه إلى فرحات باشا قائد الجيوش العثمانية فقتله وأرسل رأسه إلى الخليفة سليمان، وقد حاول جان بردي بهذه الحركة إحياء الدولة المملوكية مرة أخرى في بلاد الشام بعد قضاء العثمانيين عليها. وبعد قمع حركة جان بردي الغزالي قُسمت الشام إلى ثلاث ولايات وهي حلب ودمشق وطرابلس.

العام الهجري : 986 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1578
تفاصيل الحدث:

هو السلطان أبو مروان عبد الملك ابن السلطان محمد الشيخ السعدي ملك السعديين، تولى حكم المغرب بعد أن انتزعَه من ابن أخيه محمد الثاني، الذي أعلن من بداية حكمِه العداءَ لأعمامه أبي مروان وأبي العباس، فاستعانا بالعثمانيين، فقَدَّموا لهما الدعم حيث تمكن عبد الملك من حكم المغربِ وأخوه أبو العباس ساعِدُه الأيمن. كان أبو مروان خلافَ أخيه الغالب بالله وابنه محمد الثاني في التعاون مع الإسبان والبرتغال ضِدَّ الدولة العثمانية؛ فقد دخل عبد الملك في حلف مع العثمانيين الذين قدَّموا له الدعم العسكري في حربه مع الإسبان. توفي في أرض المعركة؛ معركةِ وادي المخازن، فخلفه أخوه المنصور أحمد أبو العباس المعروف بالذهبي، واستمَرَّ أحمد المنصور على منهج أخيه في بناء المؤسسَّات، واقتناء ما وصلت إليه الكشوفاتُ العلمية، وتطويرِ الإدارةِ والقضاء والجيشِ، وترتيبِ الأقاليم وتنظيمها، وكان أحمد المنصور يتابِعُ وزراءه وكبار موظفيه ويحاسِبُهم على عدم المحافظة على أوقات العمل الرسمية، أو التأخير في الردِّ على المراسلات الإدارية والسياسية، وأحدث حروفًا لرموز خاصة بكتابة المراسلات السرية، حتى لا يعرِفَ فحواها إذا وقعت في يد عدوٍّ، وهذا يدل على اهتمامِه الشخصي بجهاز الأمن والاستخبارات التي تحمي به الدولة من الأخطار الداخلية والخارجية.

العام الهجري : 1148 العام الميلادي : 1735
تفاصيل الحدث:

استطاع محمود بن أويس الأفغاني أن ينهي دولة الصفويين في إيران، ثم عقبه أشرف بن عبد العزيز  ابن عمه، وكان طهماسب بن حسين الصفوي الذي فرَّ من أصفهان يريد استرجاعَ الملك، وكان قد تعاقد مع الروس على أن يُعينوه ضدَّ الأفغان على أن يتخلى لهم عن البلاد الشمالية من إيران، وكان نادر شاه قائد جيوشه فزحفوا إلى أصفهان لطرد أشرف الأفغاني الذي تولى بعد محمود الأفغاني، وكان السكان الإيرانيون الذين بقوا في إيران قد ساعدوا في القتال وانضموا لجيش طهماسب ونادر شاه، واستطاع نادر بعد حروب شديدة أن يستردَّ أصفهان، فصارت القوةُ كلُّها لنادر شاه، مع أن المُلك لطهماسب، ولكن الأمر لم يدُمْ طويلًا حتى أصبح نادر شاه حاكمًا على خراسان وكرمان وخوارزم وسيستان، ثم تمَّ له الأمر بواسطة الحرب مع العثمانيين الذين كانوا يغيرون على البلاد الغربية لإيران، ثم عاد نادر إلى خراسان لثورة الأفغان فيها، وتقدَّم طهماسب إلى جهة الأتراك ليكمل القتال عن نادر، لكنه كُسِر كسرة عنيفة فعقد الصلح مع الأتراك، فلما سمِعَ نادر بذلك خلعه وعيَّن مكانه ابنه عباسًا الطفل، وصار هو الوصيَّ عليه، ثم مات هذا الطفل فصار هو الملك باسم حِفظِ البلاد من الفوضى والأعداء، ويُذكر أن أصل نادر هو من الأفشار من خراسان، وبذلك بدأت دولة الأفشار وانتهت تمامًا دولة الصفويين.

العام الهجري : 1168 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1755
تفاصيل الحدث:

تجهَّز دهام بن دواس لمحاربة الدرعية الحربَ الثانية، فاجتمع معه محمد بن فارس رئيس المنفوحة وإبراهيم بن سليمان رئيس ثرمداء، ومعهم أناسٌ مِن أهل سدير وأهل ثادق وجلوية حريملاء، واتجهوا إلى بلدة حريملاء فوصلوها ليلًا، ودخلوا محلة بأعلى البلد تسمَّى الحسيان، وكان الناس وأغلب الحرسِ نائمين، فلم يشعر بهم أحدٌ حتى ملكوا المحلَّةَ وبساتينها, فلما علم أميرُ البلدة مبارك بن عدوان  نهض مع جماعتِه في الليل وقاتلوهم، إلا أنهم لم يستطيعوا فرجَعوا, وفي الصباح شدَّ عليهم ابنُ عدوان وحمي بينهم القتالُ، فخرج أكثر المعتدين هاربين، وبقيت طائفة منهم محصورين في البيوت نحو خمسة أيام- أغلبهم من جلوية حريملاء- وكانوا يرمون أهل البلد، فقَتَلوا منهم 18 رجلًا، ثم تسوَّر رجال ابن عدوان عليهم الدارَ وشَدُّوا عليهم حتى قتلوهم وأخذوا ما معهم من السلاحِ، وكان جملةُ من قُتل من هؤلاء الأحزاب في هذه الوقعة 60 رجلًا. وكان ابن عدوان قد دعا المحصورين إلى التسليم، وأعطاهم الأمان فخرج منهم 10 رجال فقَتَل منهم ستةً، ولم يكن الشيخُ محمد وابن سعود يعلمان بذلك، فلما علما أنكرا ما فعل ونَقَموا عليه لِغَدرِه بالعَشرةِ بعد أن أعطاهم الأمانَ.

العام الهجري : 1214 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1799
تفاصيل الحدث:

رأى القائِدُ الفرنسي نابليون بونابرت أنَّ السيطرةَ على فلسطين ضرورةٌ حيوية لحمايةِ وتأمين مصالحِ الإمبراطورية الفرنسية، فهي من جِهةٍ تأخُذُ لفرنسا نصيبَها من تركة الخلافةِ العثمانية التي كانت تُحتَضَر آنذاك، ومن جهةٍ أخرى تمكِّنُه من الفوز في السباقِ مع منافِستِه بريطانيا، كما تحَقِّقُ له حلمَه الكبيرَ في السيطرة على مصرَ التي كان يعتبِرُها أهمَّ بلد في العالم. وكان نابليون أولَ زعيم أوروبي يعرِضُ على اليهود إقامةَ وطنٍ لهم في فلسطين إذا ما ساعَدوه في حملتِه على مصرَ وفلسطين، بحيثُ تقام لهم دولة يهودية تكونُ تابعةً للنفوذ الفرنسي. ولقد وَجَّه نابليون إلى اليهود-ليُوظِّفَهم في مشروعِه الاستعماري- رسالةً يستَحِثُّهم فيها على الانضمام إليه، ويَعدُهم فيها ويمَنِّيهم. وقد اتَّضح أنَّ هذا البيانَ الذي ادُّعيَ أنَّه صادِرٌ عن قيادة نابليون في القُدسِ لم يكن أكثَرَ مِن زَهوٍ حربي؛ لأن نابليون لم يقترب بفرقتِه قَطُّ من القدس، بل تقهقرت من فلسطينَ إلى مصر بحرًا بعد هزيمتِه في عكَّا، ولم يكن هناك أيُّ أمل في أن يفيَ بوعده الذي قطعَه في بيانه. لكن هذا لا يعني أنَّ البيان كان التفاتةً خالية من المعنى، فهو: "يعَدُّ بمثابةِ اعتراف دولي بوجودٍ قوميٍّ لليهود، واعتقاد ببعث أمةٍ يهودية في فلسطين، فملايينُ اليهود المشتَّتين في أوروبا يجب أن يُجمَّعوا في نهاية المطاف في دولةٍ يهودية في فلسطين تخدمُ المصالحَ الاستعماريَّةَ الفرنسيَّةَ"!

العام الهجري : 1233 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

لَمَّا قبل إبراهيم باشا الصلحَ خرج له من أعيان الدرعية عبد الله بن عبد العزيز بن محمد، والشيخ العالم علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومحمد بن مشاري بن معمر، فأرادوا منه أن يصالِحَهم على البلدِ كُلِّه فأبى أن يصالِحَهم إلا على السهلِ، أو يحضُرَ الإمام عبد الله بن سعود فرفضوا، فدخل الرومُ الدرعية ووقعت الحربُ عند مسجد الطريف أيامًا ثم انفَضَّ عن عبد الله بن سعود كثيرٌ ممن كان عنده،  فلما رأى عبد الله ذلك بذل نفسَه للروم وفدى بها عن النِّساء والولدان والأموال، فأرسل إلى الباشا وطلب المصالحةَ، فأمره أن يخرج إليه فخرج إليه وتصالحَ على أن يركَبَ إلى السلطانِ فيُحسِنَ إليه أو يسيءَ، وانعقد الصلحُ على ذلك، ودخل عبد الله منزله وأطاعت البلدُ كُلُّها، فسلّم عبد الله بن سعود نفسَه للباشا في 8 ذي القعدة بعد حصارٍ شديد للدرعية دام ستة أشهر، ثم أرسله إلى القاهرة، واقتاد إبراهيم باشا بعض أمراء آل سعود وأفرادًا من أسرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أسرى، وأرسلهم إلى مصر، ومن هناك أُرسِلَ عبد الله بن سعود إلى استانبول، حيث أُعدِمَ في صفر سنة 1234هـ, وبهذا انتهت الدولةُ السعودية الأولى التي امتَدَّ نفوذُها إلى معظم أنحاء الجزيرة العربية على مدى 77 سنة.

العام الهجري : 1267 العام الميلادي : 1850
تفاصيل الحدث:

وكان أهلُ البحرين حين نزل الإمامُ فيصل بن تركي في ناحيتِهم أرسلوا إلى سعيدِ بن طحنون رئيسِ بلدان أبو ظبي في ناحية عُمان يستنجدون به أن يفزعَ لهم، وكان ذو قوةٍ مِن الأموال والرجال والسفن، ففزع لهم وأقبل في عددٍ مِن السفن المملوءة من الرجال، فلما أقبل على الجهةِ التي نزل فيها الإمامُ فيصل ناحيةَ قطر، داخل ابن طحنون الفشَلَ والوجَلَ، وأرسل إلى الإمامِ يطلب منه أن يتصالحَ مع أهل البحرين، فأجابه الإمامُ بقوله: إنه لا ينتظم بيننا وبين هؤلاء الأقوامِ كلامٌ ولا مصالحةٌ إلَّا بقدومك إلينا والجلوس بين أيدينا، فقال ابن طحنون: أعطِني الأمانَ على يد الأمير أحمد السديري، فأرسل إليه الأمان مع أحمد السديري، وأقبل معه ابن طحنون بهدايا كثيرة من السلاحِ وغيره، فلما جلس بين يدى الإمام أوقع اللهُ في قلبه هيبةَ الإمامِ وأقَرَّ بأنَّ مَن نابذه وخالفه لم يحصُلْ له سوى الخيبة، وتودَّد إليه في عقد المصالحة بينه وبين أهل البحرين، فأجابه على أنَّهم يؤدون الخَراجَ السابق واللاحِقَ، وعلى ما ضُرِبَ عليهم بسبب ما صدر منهم من المخالفةِ في الأقوال والأفعال، فصبر أهلُ البحرين ورضُوا بما قال، ودفعوا تلك الأموالَ، وأُطفئت نارُ الحرب وزال عن الخائف الكَربُ.