الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1037 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 1226 العام الميلادي : 1811
تفاصيل الحدث:

لما بدأ الإصلاح ودعوة التوحيد الصحيح ينتشران في أرض نجد والحجاز حتى دخل الحرمان تحت حكم الدولة السعودية- كان بدهيًّا أن يوجد معارِضون لهذه الدعوة والدولة على اختلاف مشاربِهم وأهدافهم، وكان من بين هؤلاء الدولةُ العثمانية الني انزعَجَت مِن امتداد سلطان دولة آل سعود إلى الحجاز وأطراف العراق والشام، وكذلك واليها في مصر محمد علي باشا الذي له أطماع وطموحات شخصية، وبعض الدول الأوربية التي أزعجها وصولُ هذه الدولة الناشئة إلى الممرَّات البحرية في الخليج والبحر الأحمر، وخاصة إنكلترا، فسعت بما لها من تأثيرٍ على الدولةِ العثمانية وعلى محمد علي باشا لتُوقِفَ هذا المد في نجد، حيث قبل والي مصر تكليفَ السلطان العثماني القيامَ بمهمة قتال هذه الدولة الناشئة واستعادة الحرمين، وقبل بدء أي عمل قام بقتل المماليك المنافِسين له خشيةَ غَدرِهم حيث دعاهم بمناسبةِ إرسال ابنه طوسون على رأس جيش إلى الجزيرة العربية، فقتلهم في هذه المناسبة. وتمثَّلت جهود محمد على في إرسال ثلاث حملات رئيسة لحرب الدولة السعودية؛ قاد الأولى ابنه طوسون، وتولى هو الحملة الثانية، والحملة الأخيرة كانت بقيادة ابنه إبراهيم التي انتهت بالقضاءِ على الدولة السعودية الأولى وتدمير عاصمتِها الدرعية واستباحة أهلها الذين وقعوا بين القَتلِ والأسر والتشريدِ. وذلك عام 1233هـ.

العام الهجري : 1313 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1896
تفاصيل الحدث:

قامت الحركةُ المهديَّةُ بالسودان وسيطَرَت على جميع أجزائِها ما عدا دارفور، واضطرَّ الإنجليز للانسحابِ من البلاد ومعهم انسحب الجيشُ المصري تحت ضغطٍ شديدٍ من إنجلترا، وذلك سنة 1302هـ، وبعد ذلك بعامٍ واحد توفِّيَ زعيم الحركة « محمد المهدي» وجاءت على البلادِ سنواتٌ عجافٌ، وأخذت إنجلترا تخطِّطُ للعودة إلى السودان، وأخذت في تشكيل جيشٍ مصري تحت قياداتٍ إنجليزيةٍ؛ من أجل تنفيذِ هذا الغرض، وتقدم هذا الجيشُ بأمرٍ مباشرٍ مِن المندوب السامي الإنجليزي دون علمِ الحكومة المصرية، فلما عَلِمَ الخديوي «عباس حلمي» بالخبر غَضِبَ بشدةٍ، ولكنه استسلم للأمرِ الواقع في النهاية. قاد الجنرال «كتشنر» وهو ضابط إنجليزي من سلاحِ المهندسين جيشًا قوامُه عشرة آلاف مقاتل في أكمَلِ سلاح وأتمِّ استعداد، وتجمَّع الجيش في وادي حلفا وتحرَّك في اتجاه أرض السودان، وذلك في ذي القعدة سنة 1313هـ. وفي يوم 26 من ذي الحجة 1313هـ وقعت معركةُ «فركة» بين الجيش المصري الكبير وجيش الحركة المهدية الملقَّب بالأنصار، فقُتِلَ ثمانمائة مقاتل من بينهم قائدُ الجيش «حمودة» وجُرِحَ خمسمائة، وأُسِرَ ستمائة، وانسحب بقيةُ الجيشِ نحو «دنقلة»، وكانت هذه المعركة فاتحةَ انهيار الحركة المهدية وبدايةَ النهايةِ لحُكمِهم السودانَ.

العام الهجري : 1411 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1991
تفاصيل الحدث:

كان رئيس الصومال محمد زياد بري قد أسَّس في مقديشو مكتبًا للمنظمة الديمقراطية الشعبية الأورومية المعارِضة في الحَبَشة لنظام منغستو ماريام رئيس الحبشة، فقامت الحَبَشة بمضاعَفة دَعْمها للمعارَضة الصومالية، ممَّا أدَّى إلى اشتداد القتال بين قوات الحكومة وفصائل المعارَضة التي زادت قوتها، وبان تفوقها، حتى اضطرَّ الرئيس محمد زياد بري إلى الهرب خارج الصومال في رجب 1411هـ / كانون الثاني 1991م، وتمكَّنت القوات المسلَّحة المعارِضة التي تتألَّف أكثريتُها من أفراد قَبيلة الهويه أنْ تدخُلَ مقديشو بقيادة العقيد محمد فارح عيديد، وتسلَّم علي مهدي محمد رئاسة الدولة مؤقتًا لمدة شهر، وعهِد إلى عمر عرتة برئاسة الحكومة المؤقتة، وهو من قَبيلة الهويه أيضًا، وهذا ما أثار القبائل الأُخْرى المشارِكة في المعارَضة، وزاد الأمرُ عندما أُبقيَ التسليح بيد قبائلِ الهويه فقطْ، حتى اشتدَّ الصراعُ بين الفصائلِ فاستقلَّ الشماليُّونَ وشكَّلوا جمهورية أرض الصومال برئاسة عبد الرحمن أحمد علي تور، وفي أقْصى الجنوب كان كِيان الحزب الاشتراكي الثوري المؤيِّد لزياد بري، وأُضرمت نارُ القتال بين الأطراف الصومالية، وانتشرت المجاعة والخوف وعدم الأمن على الأرواح والأعراض، وبدأ الناس يتساقطون مَوْتى، فمن نَجا من القتل قتلته المجاعةُ.

العام الهجري : 660 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1262
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامة أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن القاسم بن الحسن بن محمد المهذب، المشهورُ بالعز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي شيخ المذهب ومُفيدُ أهله، وله مصنَّفاتٌ حِسانٌ، منها التفسير الكبير، واختصار النهاية، والقواعد الكبرى والصغرى قواعد الأحكام في مصالح الأنام، وكتاب الصلاة، والفتاوى الموصلية، وغير ذلك، ولد سنة 578 وقيل سنة سبع، وسَمِعَ كثيرًا، واشتغل على فخر الدين بن عساكر وغيره، وبرع في المذهَبِ وجَمَعَ عُلومًا كثيرة، وأفاد الطلبةَ ودَرَّسَ بعدة مدارس بدمشق، وولي خطابتَها ثم نفاه صاحِبُها إلى مصر بسَبَبِ أنَّه شنع عليه لتسليمه صفد والشقيف للصليبيين لقاءَ مساعدته على صاحبِ مصر، فدَرَّس بمصرَ وخَطَب وحكم. قال الذهبي: " دخل الشيخ عز الدين بن عبد السلام الشافعي إلى ديار مصر، وأقبل عليه السلطانُ الملك الصالح نجم الدين أيوب إقبالًا عظيمًا، وولَّاه الخطابة والقضاء، فعزل نفسَه من القضاءِ مرتين وانقطع" انتهت إليه رئاسة الشافعيَّةُ، وقُصِدَ بالفتاوى من الآفاق، وكان رحمه الله آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر لا يخافُ في الله لومة لائم، ذكر جلال الدين السيوطي: "ولي الشيخُ عز الدين بن عبد السلام قضاءَ مِصرَ والوجه القبلي، وكان قَدِمَ في هذه السنة من دمشق بسبب أن سلطانَها الملك الصالح إسماعيل استعان بالفرنج وأعطاهم مدينةَ صيدا وقلعة الشقيف. فأنكر عليه الشيخُ عز الدين، وتَرَك الدعاء له في الخطبة، فغضب السلطانُ منه، فخرج إلى الديارِ المصريَّة، فأرسل السلطان الملك الصالح إسماعيل إلى الشيخ عز الدين؛ وهو في الطريق من يتلطَّفُ به في العَودِ إلى دمشق، فاجتمع به ولاينه، وقال له: ما نريد منك شيئًا إلا أن تنكَسِرَ للسلطان، وتقَبِّلَ يَدَه لا غير, فقال الشيخ له: يا مسكين، ما أرضاه يُقَبِّلُ يدي فضلًا عن أن أقبِّلَ يده! يا قوم، أنتم في وادٍ وأنا في وادٍ! والحمد لله الذي عافانا ممَّا ابتلاكم. فلما وصل إلى مصر، تلقَّاه سلطانها الصالحُ نجم الدين أيوب وأكرمه، وولَّاه قضاء مصر، فاتفق أن أستاذ داره  فخر الدين عثمان بن شيخ الشيوخ- وهو الذي كان إليه أمر المملكة- عمد إلى مسجدٍ بمصر، فعَمِلَ على ظهره بناء طبلخاناه– مكان تدق فيه الطبول والأبواق- وبَقِيَت تُضرَبُ هناك، فلما ثبت هذا عند الشيخِ عز الدين حكَمَ بهَدمِ ذلك البناء، وأسقطَ عدالةَ فخر الدين، وعزَلَ نفسه من القضاء، ولم تَسقُطْ بذلك منزلة الشيخ عند السلطان، ولَمَّا تولى الشيخ عز الدين القضاء تصَدَّى لبيع أمراء الدَّولةِ من المماليك الأتراك، وذكر أنه لم يَثبُت عنده أنهم أحرار، وأنَّ حُكمَ الرِّقِّ مُستصحَبٌ عليهم لبيت مالِ المسلمين، فبَلَغَهم ذلك، فعَظُمَ الخطبُ عندهم، والشيخُ مُصَمِّمٌ لا يُصَحِّحُ لهم بيعًا ولا شراءً ولا نكاحًا، وتعطَّلَت مصالحُهم لذلك؛ وكان من جملتِهم نائبُ السلطنة، فاستثار غضبًا، فاجتمعوا وأرسلوا إليه، فقال: نعقِدُ لكم مجلسًا، وننادي عليكم لبيتِ مال المسلمينَ، فرفعوا الأمرَ إلى السلطان، فبعث إليه فلم يرجِعْ، فأرسل إليه نائِبَ السلطنة بالملاطفةِ فلم يُفِدْ فيه، فانزعج النائبُ، وقال: كيف ينادِي علينا هذا الشَّيخُ، ويبيعُنا ونحن ملوكُ الأرضِ؟! واللهِ لأضربَنَّه بسيفي هذا، فرَكِبَ بنفسه في جماعته، وجاء إلى بيتِ الشيخ والسَّيفُ مسلول في يده، فطرق البابَ، فخرج ولدُ الشيخ، فرأى مِن نائبِ السلطان ما رأى، وشرحَ لأبيه الحال، فقال له: يا ولدي، أبوك أقلُّ من أن يُقتَلَ في سبيل الله، ثم خرج, فحين وقَعَ بصَرُه على النائِبِ يَبِسَت يدُ النائب، وسَقَط السيف منها، وأُرعِدَت مفاصِلُه، فبكى وسأل الشيخَ أن يدعو له، وقال: يا سيدي أيش تعمل؟ فقال: أنادي عليكم وأبيعُكم، قال: ففيم تَصرِفُ ثمَنَنا؟ قال: في مصالحِ المسلمينَ، قال: من يَقبِضُه؟ قال: أنا. فتَمَّ ما أراد، ونادى على الأمراءِ واحدًا واحدًا، وغالى في ثمَنِهم ولم يَبِعْهم إلَّا بالثَّمَن الوافي، وقَبَضَه وصَرَفه في وجوهِ الخير". توفي في عاشر جمادى الأولى وقد نيف على الثمانين، ودُفِنَ مِن الغد بسفحِ المقَطَّم، وحضر جنازتَه السلطان الظاهِرُ وخَلقٌ كثير، وقد كان يُعرَفُ بسلطانِ العلماء؛ لأنه كان مهابًا من قِبَل السلاطينِ، وكان يقول الحقَّ أمامَهم ولا يخافُهم، ويُفتي بلا مداهنةٍ بما يراه، وأشهَرُ ذلك فتواه لَمَّا جاء ابنُ العديم إلى مصر يحمِلُ رسالة استنجاد من قِبَلِ الناصر صلاح الدين صاحِبِ دمشق ضِدَّ التتار فجمَعَ الفقهاء والقضاة ليستفتوهم بأخذ المالِ من العامة لتجهيزِ الجيوشِ، فكان كلامُ العِزِّ بن عبد السلام هو الذي عوَّلوا عليه، وهو أنَّه قال: لا يأخُذُ السلطانُ مِن العامة أيَّ مالٍ إلا بعد أن ينتهيَ المالُ الذي في بيت المال، ثمَّ تُنفَقُ الجواهر والذَّهَب وما إلى ذلك التي عند الملوكِ والأمراءِ حتى يُصبِحوا في القَدرِ كالعامَّة، فحينها يجوزُ لهم أخذُ المال من العامة؛ لأن واجِبَ الجهادِ بالمالِ والنَّفسِ أصبَحَ على الجميعِ، فرحمه الله وجزاه خيرًا.

العام الهجري : 511 العام الميلادي : 1117
تفاصيل الحدث:

جهَّز علي بن يحيى، صاحب إفريقية، أسطولًا في البحر إلى مدينة قابس وحصرها، وسببُ ذلك أن صاحبها رافع بن مكن الدهماني أنشأ مركبًا بساحلها ليحمل التجار في البحر، فلما خاف رافع أن يمنعه علي التجأ إلى رجار ملك الفرنج بصقلية، واعتضد به، فوعده رجار أن ينصُرَه ويُعينَه على إجراء مركبه في البحر، وتمادى رافع في المخالفة لعلي، وجمع قبائل العرب وسار بهم حتى نزل على المهدية محاصرًا لها، وخادع عليًّا، وقال: إنني إنما جئت للدخول في الطاعة، وطلب من يسعى في الصلح، وأفعاله تكذِّبُ أقواله، فلم يجِبْه عن ذلك بحرف، وأخرج العساكر، وحملوا على رافع ومن معه حملة منكرة، فألحقوهم بالبيوت، ووصل العسكر إلى البيوت، فلما رأى ذلك النساء صِحْنَ، وولوَلْنَ، فغارت العرب وعاودت القتال، واشتدَّ حينئذ الأمر إلى المغرب، ثم افترقوا وقد قتل من عسكر رافع بشر كثير، ولم يُقتَل من جند علي غيرُ رجل واحد من الرجَّالة، ثم خرج عسكر علي مرة أخرى، فاقتتلوا أشد من القتال الأول، وكان الظهورُ فيه لعسكر علي، فلما رأى رافع أنَّه لا طاقة له بهم رحل عن المهدية ليلًا إلى القيروان، فمنعه أهلها من دخولها، فقاتلهم أيامًا قلائل، ثم دخلها، فأرسل علي إليه عسكرًا من المهدية، فحصروه فيها إلى أن خرج عنها، وعاد إلى قابس، ثم إن جماعة من أعيان إفريقية من العرب وغيرهم سألوا عليًّا في الصلح، فامتنع ثم أجاب إلى ذلك، وتعاهد عليه.

العام الهجري : 523 العام الميلادي : 1128
تفاصيل الحدث:

كان السلطان قد أمر بتولية عماد الدين زنكي الموصل وما حولها، فلما عبر زنكي الفرات إلى الشام، وأظهر أنه يريد جهاد الفرنج، وأرسل إلى تاج الملوك بوري بن طغتكين، صاحب دمشق، يستنجِدُه ويطلب منه المعونةَ على جهادهم، فأجابه إلى مراده، وأرسل من أخذ له العهودَ والمواثيق، فلما وصلت التوثقةُ جَرَّد عسكرًا من دمشق مع جماعة من الأمراء، وأرسل إلى ابنه سونج، وهو بمدينة حماة، يأمره بالنزول إلى العسكر والمسير معهم إلى زنكي، ففعل ذلك، فساروا جميعهم فوصلوا إليه، فأكرمهم، وأحسن لقاءهم، وتركهم أيامًا، ثم إنَّه غدر بهم، فقَبض على سونج ولد تاج الملوك، وعلى جماعة الأمراء المقَدَّمين، ونهب خيامهم وما فيها من الكراع، واعتقلهم بحلب، وهرب مَن سواهم، وسار من يومه إلى حماة، فوصل إليها وهي خالية من الجند الحماة الذابِّين، فملكها واستولى عليها، ورحل عنها إلى حمص، وكان صاحبها قرجان بن قراجة معه في عسكره، وهو الذي أشار عليه بالغدر بولد تاج الملوك، فقبض عليه ونزل على حمص وحصرها، وطلب من قرجان صاحبها أن يأمر نوابه وولده الذين فيها بتسليمها، فأرسل إليهم بالتسليم، فلم يقبلوا منه، ولا التفتوا إلى قوله، فأقام عليها محاصِرًا لها ومقاتلًا لمن فيها مدة طويلة، فلم يقدِرْ على ملكها، فرحل عنها عائدًا إلى الموصل، واستصحب معه سونج بن تاج الملوك ومن معه من الأمراء الدمشقيين، وترددت الرسل في إطلاقهم بينه وبين تاج الملوك، واستقرَّ الأمر على خمسين ألف دينار، فأجاب تاج الملوك إلى ذلك، ولم ينتظم بينهم أمر.

العام الهجري : 582 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1186
تفاصيل الحدث:

هو المَلِك شمس الدين البهلوان محمَّد بن الأتابك إيلدكز صاحِب أذربيجان وعراق العجم بلد الجبل والري وأصفهان وأذربيجان وأرانية وغيرها من البلاد،، وهو من كبارِ الملوك كوالِدِه. تمَلَّك البهلوان بعد موت أبيه سنة 570، وأقام في السلطنةِ معه طغريل بن رسلان شاه خاتمة بقايا السلجوقية، وكان السلطانُ طغريل بن أرسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه مع البهلوان، والخطبةُ له في البلاد بالسلطنة، وليس له من الأمرِ شَيءٌ، وإنما البلادُ والأمراء والأموالُ بحُكم البهلوان يأكُلُ البلاد باسمه، وكان ظالِمًا فاتِكًا، ولما احتُضِرَ أوصى إلى أخيه لأمِّه قزل، ومات بهمذان, وكانت أيام البهلوان إحدى عشرة سنة، وخلف خمسة آلاف مملوك، ومن الدوابِّ ثلاثين ألف رأس، ومن الأموالِ ما لا يُعَبَّر عنه، فلما مات البهلوان جرى بأصفهان بين الشافعيَّة والحنفية من الحروب والقتل والإحراق والنَّهبِ ما يجِلُّ عن الوصف، وكان قاضي البلد رأسَ الحنفيَّة، وابن الخجندي رأسَ الشافعية، وكان بمدينةِ الري أيضًا فتنةٌ عظيمة بين السُّنة والشيعة، وتفَرَّق أهلها وقُتِلَ منهم، وخربت المدينة وغيرُها من البلاد، ثمَّ مَلَك أخوه قزل أرسلان واسمه عثمان،، فلما مات البهلوان خرج طغرل عن حُكمِ قزل، ولحِقَ به جماعة من الأمراء والجند، فاستولى على بعضِ البلاد، وجَرَت بينه وبين قزل حروبٌ.

العام الهجري : 588 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1192
تفاصيل الحدث:

لما رحل الفرنج نحو عكا كان قد اجتمع عند صلاح الدين عسكر حلب وغيره، فسار إلى مدينة يافا، وكانت بيد الفرنج، فنازلها وقاتَلَ مَن بها منهم، وملَكَها في العشرين من رجب بالسَّيفِ عَنوةً، ونَهَبها المسلمون، وغَنِموا ما فيها، وقتلوا الفرنجَ وأسَروا كثيرًا، وكان بها أكثَرُ ما أخذوه من عسكرِ مِصرَ والقفل -حِمل كبير- الذي كان معهم، وكان جماعةٌ من المماليك الصلاحيَّة قد وقفوا على أبوابِ مدينة يافا، وكلُّ مَن خرج من جند الفرنجِ ومعه شيء من الغنيمةِ أخذوه منه، فإن امتَنَع ضَرَبوه وأخذوا ما معه قهرًا، ثم زَحَفَت العساكر إلى قلعة يافا، فقاتلوا عليها آخِرَ النهار، وكادوا يأخُذونَها، فطلب مَن بالقلعة الأمان على أنفُسِهم، وخرج البطرك الكبيرُ الذي لهم، ومعه عِدَّةٌ من أكابر الفرنج، في ذلك، وترَدَّدوا، وكان قَصدُهم منع المسلمين عن القتال، فأدركهم الليلُ، وواعدوا المسلمينَ أن ينزلوا بكرةَ غَدٍ ويسَلِّموا القلعة، فلما أصبح الناسُ طالبهم صلاح الدين بالنزول عن الحِصنِ، فامتنعوا، وإذا قد وصلهم نجدةٌ مِن عكَّا، وأدركهم ملك الإنكليز، فأخرج مَن بيافا من المسلمين، وأتاه المدَدُ مِن عكا وبرز إلى ظاهِرِ المدينة، واعترض المسلمينَ وَحدَه، وحمل عليهم، فلم يتقَدَّم إليه أحد، وعاد عن الفرنجِ. ونزل في خيامه، وأقام حتى اجتَمَعَت العساكر، وجاء إليه ابنُه الأفضل وأخوه العادل وعساكرُ الشرق، فرحل بهم إلى الرملة لينظُرَ ما يكون منه ومن الفرنج، فلزم الفرنجُ يافا ولم يبرَحوا منها.

العام الهجري : 626 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1229
تفاصيل الحدث:

ملك الملك الكامل مدينة حماة، وسبب ذلك أنَّ الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر، وهو صاحب حماة، توفِّي، ولما حضرته الوفاة حلف الجندُ وأكابر البلد لولده الأكبر، ويلقب بالملك المظفَّر، وكان قد سيَّرَه أبوه إلى الملك الكامل، صاحب مصر، وكان لمحمَّد ولد آخر اسمه قلج أرسلان، ولقبه صلاح الدين، وهو بدمشق، فحضر إلى مدينة حماة فسُلِّمَت إليه، واستولى على المدينة وعلى قلعتها، فأرسل الملك الكامل يأمره أن يسلِّمَ البلد إلى أخيه الأكبر، فإنَّ أباه أوصى له به، فلم يفعل، وترددت الرسل في ذلك إلى الملك المعظَّم، صاحب دمشق، فلم تقع الإجابة، فلما توفِّيَ المعظم، وخرج الكامل إلى الشام وملك دمشق، سيَّرَ جيشًا إلى حماة فحصرها ثالث شهر رمضان، وكان المقَدَّم على هذا الجيش أسد الدين شيركوه، صاحب حمص، وأمير كبير من عسكره يقال له فخر الدين عثمان، ومعهما ولد محمد بن تقي الدين محمد الذي كان عند الكامل، فبقي الحصار على البلد عدة أيام، وكان الملك الكامل قد سار عن دمشق ونزل على سلمية يريد العبور إلى البلاد الجزرية، حران وغيرها، فلما نازلها قَصَده صاحب حماة صلاح الدين، ونزل إليه من قلعتِه في نفرٍ يسيرٍ، ووصل إلى الكامل، فاعتقَلَه إلى أن سلَّمَ مدينة حماة وقلعتَها إلى أخيه الأكبر الملك المظفَّر، وبقي بيده قلعة بارين، فإنها كانت له.

العام الهجري : 647 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1250
تفاصيل الحدث:

هو الصاحِبُ الكبير، ملك الأمراءِ، فَخرُ الدين يوسف بن شيخ الشيوخ بن حمويه. مولده: بدمشق، سنة582. كان فاضلًا صدرًا مُعظمًّا عاقِلًا شُجاعًا جَوادًا دَيِّنًا مَهيبًا وقورًا خَليقًا للإمارةِ والملك، كانت الأمراءُ تعَظِّمُه جدًّا، ولو دعاهم إلى مبايعتِه بعد الصالحِ لما اختُلِفَ عليه اثنان، ولكنه كان لا يرى ذلك حمايةً لجانب بني أيوب، غَضِبَ عليه السلطان نجم الدين سنة أربعين وسجنَه ثلاث سنين، وقاسى شدائدَ، ثم أنعم عليه، وولَّاه نيابةَ المملكة، ولما توفي السلطان ندب الأمراء والقادة فخرَ الدين إلى السلطنة، فامتنع، ولو أجاب لتمَّ له. نهض بأعباء الأمر بعدَ وفاة الملك الصالح وأحسَنَ، وأنفق في الجند مائتي ألف دينار، وأبطَلَ بعضَ المكوس، وركب بالشاويشية، وبعث فارس الدين أقطاي  إلى حصنِ كيفا لإحضارِ ولد الملك الصالح, المعظَّم توران شاه، فأقدمه، ولقد هم توران شاه بإمساكِه لَمَّا بلغه مِن تمكُّنِه فصادر مماليكَه وبعضَ أملاكه. خرج فخر الدين لقتال الفرنجِ وزَحفهم على الجيش، فتقهقر الجيشُ وانهزموا، فقتَلَتْه الداوية من الفرنج شهيدًا في ذي القعدة، ثم نَهَبت أمواله وحواصِلَه وخُيوله، وخَرَّبت داره ولم يتركوا شيئًا من الأفعال الشنيعة البَشِعة إلَّا صنعوه به، مع أن الذين تعاطوا ذلك من الأمراء كانوا معظِّمينَ له غايةَ التعظيم. وحُمِل فدفن بالقاهرة.

العام الهجري : 683 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1284
تفاصيل الحدث:

طردَ الشَّريفُ أبو نمي جند اليَمَن واستبدَّ بها، وكان من خبَرِه أن مكة كانت بينه وبين قتادة، وكان يؤخَذُ من حاج اليمنِ على كل جمل مبلغ ثلاثين درهمًا، ومن حاج مصر على الجمل مبلغ خمسين درهمًا مع كثرة النهب والعسف في جباية ما ذكر، فما زال الظاهر بيبرس حتى صار يؤخَذُ من حاج مصر مبلغ ثلاثين درهمًا على كل جمل، فجرَّد المظفر صاحب اليمن إلى مكة عسكرًا عليه أسد الدين جغريل، فمَلَكَها بعد حرب، فجمع قتادة وأبو نمي العرب لحربه، فوقع الاتفاق بينهما أن تكون مكةُ بينهم نصفين ثم اختلفا بعد مُدَّة، وانفرد أبو نمي وقَوِيَ وأخرج عسكر اليمن، واشتد على الحجاجِ في الجباية، فرسم السلطانُ بسفر ثلاثمائة فارس صحبة الأمير علاء الدين سنجر الباشقردي، وأنفق في كل فارسٍ ثلاثمائة درهم، وكتب بخروجِ مائتي فارس من الشام فتوجهوا صحبة الحاج، فكانت بينهم وبين أبي نمي وقعة، وأخربوا الدرب، وكان الحاجُّ كثيرًا؛ لأنها كانت وقفة الجمعة، ووقعت الحربُ بمكة بسبب أن أبا نمي بلغه توجه العسكر، فلم يخرج إلى لقاء الحاج وبَعَث قواده فقط، فلم يرضَ الباشقردي إلا بحضوره واستعَدَّ للحرب، وقد وقف أبو نمي بمن معه ليمنع العسكر من دخول مكة، ورموهم بالحِجارةِ فرماهم العسكر بالنشَّاب، وأحرق البابَ ودخلوا مكة، فقام البرهانُ خضر السنجاري حتى أخمد الفتنةَ، وحُمِلَت خِلعةُ أبي نمي إليه، وقضى الناس حَجَّهم.

العام الهجري : 1183 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1769
تفاصيل الحدث:

كان السلطانُ مصطفى الثالث يرى أنَّ الخطرَ الدَّاهِمَ على الدولة العثمانية يتمثَّلُ في ظهورِ القوة الروسية الجديدة، ويبدو أنَّه اطَّلع على المخطط الأسود الروسي لتفتيت الدولة العثمانية الذي وضعه بطرس الأكبر في وصيَّتِه؛ ولذلك أعدَّ السلطان مصطفى الثالث لحرب روسيا، فخاضت الدولةُ العثمانية حربًا مع روسيا بسبب اعتداءات القوزاق التابعين لروسيا على مناطق الحدود، فنجح ملِكُ القرم في غارته وهدم عددًا من الضِّياع وحمل كثيرًا من الأسرى، وذلك عام 1182هـ، ثم سار الصدرُ الأعظم الوزير نشانجي محمد أمين باشا بجيوشِه للدفاع عن مدينة شوكزيم التي حاصرها الروسُ، فلم ينجح لعدمِ اتِّباعِه الأوامر العسكرية الواردة إليه من السلطانِ المهتمِّ بنفسِه بأمور الحرب، ولو لم يقد الجيوشَ بذاتِه، فكان جزاءَ هذا القائد أن قُتِلَ بأمر السلطان وأُرسِلَ رأسُه إلى الأستانة عبرةً لغيره من القوَّاد, وهُزِمَ الصدر مولدواني على باشا- الذي أتى بعد نشانجي أيضًا- وهو يجتاز بجيشِه نهر الدينستر بالفيضانِ؛ حيث غرق عددٌ كبير من الجند والمراكب، وبعد هذا الانهزامِ الذي لم يكن فيه للروس من فخرٍ, التزم مولدواني باشا بالتقهقرِ بعد إخلاء مدينة شوكزيم، فاحتلَّ الروسُ إقليمي الأفلاق والبغدان، ثم أخذوا يثيرون النصارى من الروم الأرثوذكس للقيام بثوراتٍ ضِدَّ الدولة العثمانية، فأثاروا نصارى شبه جزيرة المورة فقاموا بثورة غيرَ أنَّ ثورتَهم أُخمِدَت.

العام الهجري : 1203 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ العثماني عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث، ولِدَ سنة 1137هـ تولى الحكمَ عام 1187هـ/1773م بعد وفاة أخيه مصطفى الثالث، وكان محجوزًا في قصرِه مدَّةَ حكم أخيه مصطفى الثالث، استطاعت روسيا في عهدِه أن تحقِّقَ نصرًا على العثمانيين في معاهدة كيتشوك كاينارجي، وطلب الصدرُ الأعظمُ الصلحَ والمفاوضة، وتمَّ ذلك في مدينة قاينارجة في بلغاريا على البحر الأسود عام 1187هـ. في هذه الظروفِ الحَرِجة توفِّي السلطان عبد الحميد الأول، ووهنت عزيمةُ الجند ودخل اليأسُ قلوبَهم، واستغَلَّ الأعداء ما حدث وتضافرت جهودُهم لإضعافِ العثمانيين، وتمكَّنوا من النصر؛ ففي 31 تموز و22 أيلول عام 1789م استولى الروس على مدينة بندر الحصينة واحتلُّوا معظم الفلاخ والبغدان وبسارابيا، ودخل النمساويون بلغراد وبلاد الصرب التي رُدَّت بعد ذلك للعثمانيين بمقتضى معاهدة زشتوي. توفِّيَ السلطان عبد الحميد الأول متأثرًا بنزيفٍ في المخِّ بعد سماعه خبرَ سقوطِ قلعة أوزي بيد الروسِ وذبح أهلها بطريقةٍ بشعة، دام في الحُكمِ خمسة عشر عامًا وعدة أشهر، وتولى بعده ابنُ أخيه سليم الثالث بن مصطفى الثالث، ويعتبرُ هذا السلطانُ هو أولَ سلاطين عصر الانحطاط، ثمَّ استمَرَّت السلطنةُ في سلالة السلطان عبد الحميد الأول إلى نهايةِ الدولة.

العام الهجري : 1226 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1811
تفاصيل الحدث:

انطلقت حملةُ أحمد طوسون بن محمد علي من مصرَ، ونزل طوسون على الساحِلِ الغربيِّ بجيشٍ قِوامه عشرة آلاف جندي, حرص طوسون أن يُغدِقَ الأموال والهدايا والخِلَع على شيوخ القبائل ورؤساء الجماعات التي تقطُن الموانئ الحجازية ولها نفوذ فيها؛ لتكون سندًا لقواتِه، ولتقبَلَ تأجير إبلها إلى قواته من أجل حَمل المُؤَن والعتاد من المناطق الساحلية إلى داخل البلاد، واستولى على ينبُع بدون مقاومة تذكر, ثم استدرج عبد الله بن سعود قوات طوسون إلى الأراضي النجدية من أجل إضعافِها وتشتيت قواتِها, حتى تمكنت القواتُ السعودية من إنزال هزيمةٍ كبيرة بقوات طوسون في وقعة وادي الصفراء بين المدينة والقصيم سنة1227، وقُتِل من جيش طوسون 1200 مقاتل، وبعد هذه الهزيمة اضطر طوسون إلى أن يطلُبَ العون والمساعدة من والده محمد علي باشا، ثمَّ عاد إلى ينبع وبقِيَ فيها مدَّةً ثم تقدَّم نحو المدينة، ونجح في الاستيلاءِ عليها بعد حصار دام شهرين، ثم توجَّه طوسون إلى جدة ودخلها, فاضطر عبد الله بن سعود أن يخرُجَ من مكة, فتمكن طوسون من دخول مكةَ بدون معارضة, ثمَّ استولى على الطائِفِ، لكن السعوديين عادوا وانتصروا في تَرَبة والحناكية وقطعوا طرقَ المواصلات بين مكة والمدينة، وانتشرت الأمراضُ في صفوف جيش طوسون، وأصاب الجنودَ الإعياءُ نتيجة شدة القيظ وقِلَّة المؤونة والماء، ما زاد موقف طوسون حرجًا، فرأى بعد تلك الخسائر أن يلزم خطةَ الدفاع، وأرسل إلى والده يطلُبُ المساعدة.

العام الهجري : 1251 العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

أعلن عبد القادر الجزائري الجهادَ ونظَّم حُكمَه، فكان بمثابةِ رئيس للوزراء وله نائب ووزراء، واتخذ من مدينةِ المعسكر قاعدةً له، واتَّصل بمن بقي من العثمانيين، فأعلنوا السَّمعَ والطاعة، ثم بويع أميرًا للجهاد في جمادى الآخرة 1248هـ / تشرين الثاني 1832م، ثم قَوِيَ أمره حتى جرت بينه وبين الجنرال دي ميشيل معاهدة بتاريخ 17 شوال 1249هـ / 26 شباط 1834م لوقف القتالِ، وإطلاق سراح الأسرى، وحرية التجارة، واحترام عادات وديانة المسلمين، لكِنَّ المعاهدةَ لم تَرُقْ للفرنسيين الذين غيَّروا دي ميشيل وعيَّنوا مكانه حاكمًا للجزائر هو تريزل، وكان عبد القادر الجزائري قد سار إلى موسى حسن الذي احتَلَّ بلدة المدية، فانتصر عليه، وكان لا بد من الصدام مع الفرنسيين. فعندما خرج  الجنرال الفرنسي تريزل على رأسِ جيش مكون من 2500 جندي مدعَّمين بمؤونة وذخيرة ومدافع، كان متوجهًا لمعسكر عاصمة الأمير عبد القادر آنذاك. حيث هاجَمه الأميرُ عبد القادر على نهر المقطع قُربَ الساحل، فانتصر عليه انتصارًا عظيمًا، اضطر الفرنسيون على إثره إلى توقيع معاهدة المقطع مع عبد القادر في ربيع الأول 1251هـ / حزيران 1853م. يَعتَبر الجزائريون معركةَ المقطع من أشهر المعارك التي خاضها عبد القادر الجزائري ضد فرنسا وعمره لم يتجاوز ال26 سنة، ويذكر أن عدد قتلى معركة المقطع 500 قتيل فرنسي.