الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1885 ). زمن البحث بالثانية ( 0.016 )

العام الهجري : 820 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1417
تفاصيل الحدث:

توفِّيَ الملك أبي الحجاج يوسف الثالث بن إسماعيل بن فرج ملك بني نصر في الأندلس، طُعِنَ بخنجر في جبينه يوم عيد الفطر، فمات منه وتسلطن بعده ابنه أبو عبد الله محمد الثامن الملقَّب بالأيسر.
 

العام الهجري : 7 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

بعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى بني سُلَيْمٍ سَرِيَّةِ ابنِ أبي العَوجاءِ، في خمسين رجلاً، وذلك لِيَدعُوَهُم إلى الإسلامِ؛ فقالوا: لا حاجةَ لنا إلى ما دَعوتَنا، ثمَّ قاتَلوا قِتالًا شَديدًا. جُرِحَ فيه أبو العَوجاءِ، وأُسِرَ رَجُلان مِنَ العَدُوِّ.

العام الهجري : 378 العام الميلادي : 988
تفاصيل الحدث:

في المحَرَّم أمَرَ شَرَفُ الدولة بأن تُرصَدَ الكَواكِبُ السَّبعةِ في مسيرها وتنقلُها في بروجِها على مثالِ ما كان المأمونَ يَفعَلُ، وتولَّى ذلك ابنُ رستم الكوهي، وكان له عِلمٌ بالهيئة والهندسة، وبنى بيتًا في دارِ المملكة بسببِ ذلك في آخرِ البُستان، وأقام الرَّصَد لليلتين بقيتا من صفَر.

العام الهجري : 667 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1268
تفاصيل الحدث:

جدَّد السلطان الظاهِرُ البيعةَ لولده من بعده الملك السعيدِ محمد بركة خان، وأحضَرَ الأمراءَ كُلَّهم والقضاة والأعيان وأركَبَه ومشى بين يديه، وكتب له ابنُ لقمان تقليدًا هائلًا بالمُلكِ مِن بعد أبيه، وأن يحكُمَ عنه أيضًا في حالِ حياته.

العام الهجري : 704 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1305
تفاصيل الحدث:

في مستهَلِّ ذي الحجَّة ركبَ الشيخ تقي الدين ابن تيمية ومعه جماعةٌ من أصحابه إلى جبل الجرد والكسروانيين ومعه نقيبُ الأشراف زين الدين بن عدنان، فاستتابوا خلقًا من الرافضة والدروز وألزَموهم بشرائِعِ الإسلامِ، ورجع مُؤيَّدًا منصورًا.

العام الهجري : 749 العام الميلادي : 1348
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ عبد الله بن رشيق المغربي، كاتِبُ مُصَنَّفات العلَّامة ابن تيمية، كان أبصَرَ بخَطِّ الشيخ منه، إذا عَزَب شيءٌ منه على الشيخِ استخرجه عبدُ الله هذا، وكان سريعَ الكتابةِ لا بأس به، دَيِّنًا عابدًا كثيرَ التلاوة حَسَن الصلاة، له عيالٌ وعليه ديونٌ.

العام الهجري : 959 العام الميلادي : 1551
تفاصيل الحدث:

لما هلك ملك فرنسا فرانسوا الأول خلفَه ابنه هنري الثاني الذي جدَّد المعاهدة مع العثمانيين في هذا العام, ثم أغار الطرفان على صقلية وجنوبي إيطاليا، وفتحت أساطيلُهما جزيرة كورسيكا، ثم اختلف قائدا الأسطولين فتركا الجزيرة وعاد كلٌّ منهما إلى بلده.

العام الهجري : 82 العام الميلادي : 701
تفاصيل الحدث:

لمَّا سَمِعَ الحَجَّاجُ بِتَمَرُّدِ ابنِ الأشعث جَهَّزَ جُيوشًا وطَلَب مِن عبدِ الملك إمْدادَه فكان ذلك، ثمَّ الْتَقى الطَّرَفان في تُسْتَر واقْتَتَلوا قِتالًا شَديدًا فهَزَمَهُم ابنُ الأشعث ودَخَل البَصْرَةَ فبايَعَهُ أهلُها، وكان ذلك في ذي الحجَّة، ثمَّ في أواخر مُحَرَّم حصَل قِتالٌ شديدٌ آخر انْهزَم فيه أيضًا أصحابُ الحَجَّاج، فحمَل سُفيانُ بن الأبرد الكَلْبِيُّ على المَيْمَنَةِ التي لِعبدِ الرَّحمن فهَزَمها، وانْهزَم أهلُ العِراق وأقبلوا نحو الكوفَة مع عبدِ الرَّحمن، وقُتِلَ منهم خَلْقٌ كثيرٌ، ولمَّا بلَغ عبدُ الرَّحمن الكوفَة تَبِعَهُ أهلُ القُوَّةِ وأصحابُ الخَيْلِ مِن أهلِ البَصْرَة، واجتمع مَن بَقِيَ في البَصْرَة مع عبدِ الرَّحمن بن عبَّاس بن رَبيعَة بن الحارث بن عبدِ المُطَّلِب فبايَعُوه، فقاتَل بهم الحَجَّاجَ خَمْسَ ليالٍ أشدَّ قِتالٍ رآه النَّاسُ، ثمَّ انْصَرف فلَحِقَ بابنِ الأشعث ومعه طائفةٌ مِن أهلِ البَصْرَة، وهذه الوقعة تُسَمَّى: يومَ الزَّاوِيَة، اسْتَبْسَلَ فيها القُرَّاءُ -وهُم العُلَماء- وكان عليهم جَبَلَةُ بن زُحَر فنادَى فيهم: أيُّها النَّاس، ليس الفِرار مِن أَحَدٍ بأقْبَح منه منكم، فقاتِلُوا عن دِينِكم ودُنياكُم. وقال سعيدُ بن جُبير نحو ذلك، وقال الشَّعْبِيُّ: قاتِلُوهم على جَوْرِهِم، واسْتِذْلالِهِم الضُّعَفاء، وإماتَتِهِم الصَّلاة. ثمَّ حَمَلَت القُرَّاءُ على جيشِ الحَجَّاجِ حَمْلَةً صادِقَة، فبَدَّعُوا فيهم، وكان ابنُ الأشعث يُحَرِّض النَّاسَ على القِتال، فلمَّا رأى ما النَّاس فيه أَخَذ مَن اتَّبَعَه وذَهَب إلى الكوفَة، فبايَعَه أهلُها. ثمَّ إنَّ عبدَ الملك عرَض على أهلِ العِراق أن يَخْلَعَ الحَجَّاج ويَعودوا كما كانوا حَقْنًا للدِّماء فأبوا لمَّا رأوا بأَنفُسِهم قُوَّةً وكَثْرَةً وخلعوا عبدَ الملك أيضًا فخَلَّى بين الحَجَّاجِ وبينهم.

العام الهجري : 440 العام الميلادي : 1048
تفاصيل الحدث:

لم يبقَ مِن إماراتِ الغَربِ بعد سُقوطِ لبلةَ وشلطيش وشنتمريَّة في يدِ المُعتَضِد بن عبَّاد سوى إمارةِ شلب، وكانت هذه الإمارةُ مِن أهَمِّ إماراتِ الغرب بعد إشبيليَّةَ وكانت تشمَلُ كورة شلب وكورة باجة، وكان الحاجِبُ عيسى بن محمد قد تغَلَّب في أعقابِ الفِتنةِ على هذه المنطقةِ النائيةِ وأقام بها دولةً، واستمَرَّ مُسيطرًا عليها حتى توفِّيَ سنة 432 هـ فخَلَفه في حُكمِها ولَدُه مُحمَّدُ بنُ عيسي الملقَّب عميد الدَّولة، واضطُرَّ عميد الدَّولة في اتِّقاءٍ لعُدوانِ المُعتَضِد بن عبَّاد أن ينزِلَ له عن مدينة باجة، وأن يكتفي بحكم شلب، وكان ابن عبَّاد قد استولى قبل ذلك على ميرتلة قاعدتِها الجنوبيَّةِ مِن يدِ صاحِبِها ابنِ طيفور في سنة 436 هـ، وأصبَحَت باجة تحت رَحمتِه، واستمَرَّ عميد الدَّولة في حُكمِ شلب حتى توفِّيَ في سنة 440هـ وعندئذ ثار بها القاضي عيسى بنُ أبي بكر بن مزين، وكان شهمًا جَزلًا في سائِرِ أمورِه، فلما رأى اختلالَ الأمورِ ثار بها فبايعه أهلُها وبسَطَ حُكمَه عليها، وتلقَّب بالمُظَفَّر واستمَرَّ حكمُه خمس سنوات، وابنُ عباد دائِبٌ على مهاجمتِه وشَنِّ الغارات عليه وهو يَرُدُّه ما استطاع، حتى قُتِلَ في أواخر سنة 445 هـ مدافعًا عن مدينته، فخلفه ولدُه محمد بن عيسى، وتلقَّب بالنَّاصِرِ وحَكَم حتى توفي في سنة 450هـ، فخلفه ولدُه عيسى وتلقَّبَ بالمُظَفَّر وبدأ المعتَضِدُ في تكرار حملاته على شلب، ثم ضرب الحصارَ حولها وقطعَ عنها سائرَ الإمدادِ حتى اشتَدَّ الأمرُ على أهلِها وانتهى بأن اقتحَمَها بعد أن هدم أسوارَها، ودخل القصرَ وقتل عيسى المظفر، وذلك في شوال من سنة 455هـ، وهكذا استطاع المعتضد بن عباد القضاءَ على دولةِ بني مزين.

العام الهجري : 453 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1061
تفاصيل الحدث:

هو نَصرُ الدَّولةِ أحمدُ بن مَروان الكُردي، صاحبُ دِيارِ بِكرٍ، ولَقَبُه القادرُ بالله نَصرُ الدولةِ، واستَولى على الأُمورِ ببِلادهِ استِيلاءً تامًّا، وعَمَّرَ الثُّغورَ وضَبطَها، وتَنَعَّم تَنَعُّمًا لم يُسمَع بمِثلِه عن أَحدٍ مِن أَهلِ زَمانِه، ومَلَكَ خمسمائة سُرِّيَّةٍ سوى تَوابعهنَّ، وخمسمائة خادم، وكان في مَجلسِه من الآلاتِ ما تَزيدُ قَيمتُه على مائتي ألف دينارٍ، وتَزوَّج من بناتِ المُلوكِ جُملةً، وأَرسلَ طبَّاخين إلى الدِّيارِ المِصريَّة، وغَرِمَ على إرسالِهم جُملةً وافرةً حتى تَعلَّموا الطَّبْخَ من هناك، وأَرسلَ إلى السُّلطانِ طُغرلبك هَدايا عظيمةً، مِن جُملتِها الجَبلُ الياقوتُ الذي كان لِبَنِي بُويه، اشتَراهُ مِن المَلِكِ العزيزِ أبي منصورِ بن جَلالِ الدَّولةِ، وأَرسلَ معه مائةَ ألف دينارٍ سوى ذلك، ووَزَرَ له أبو القاسمِ بن المغربي، وفَخرُ الدَّولةِ بن جَهيرٍ، ورَخُصَت الأَسعارُ في أَيَّامِه، وتَظاهَر النَّاسُ بالأموالِ، ووَفدَ إليه الشُّعراءُ، وأَقامَ عندَه العُلماءُ والزُّهَّادُ. قال ابنُ خلكان: "قال ابنُ الأزرقِ في تاريخِه: إنَّه لم يُصادِر أحدًا مِن رَعِيَّتِه سوى رَجُلٍ واحدٍ، ولم تَفُتْهُ صلاةُ الفَجرِ مع كَثرةِ مُباشرَتِه للَّذاتِ، وكان له ثلاثمائة وسِتُّون حَظِيَّةً، يَبيتُ عند كُلِّ واحدةٍ لَيلةً في السَّنَةِ، وخَلَّفَ أَولادًا كَثيرةً"، ولم يَزل على ذلك إلى أن تُوفِّي في التاسع والعشرين من شَوَّال من هذه السَّنةِ. تُوفِّي نَصرُ الدَّولةِ عن عُمُرِ نَيِّفٍ وثمانين سَنةٍ، وإمارتُه اثنتين وخمسين سَنةً. ولمَّا مات اتَّفقَ وَزيرُه فَخرُ الدولةِ بن جَهيرٍ وابنُه نَصرُ، فرَتَّبَ نَصرًا في المُلْكِ بعدَ أَبيهِ، وجَرى بينه وبين أَخيهِ سَعيدٍ حُروبٌ شَديدةٌ كان الظَّفَرُ في آخرِها لنَصرٍ، فاستَقرَّ في الإمارةِ بميافارقين وغيرِها، ومَلَكَ أَخوهُ سَعيدٌ آمد.

العام الهجري : 495 العام الميلادي : 1101
تفاصيل الحدث:

كان صنجيل الفرنجي قد لقي قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش، صاحب قونية، وكان صنجيل في مائة ألف مقاتل، وكان قلج أرسلان في عدد قليل، فاقتتلوا، فانهزم الفرنجُ وقُتِلَ منهم وأُسِرَ الكثير، وعاد قلج أرسلان بالغنائم والظَّفَر الذي لم يحسَبْه. ومضى صنجيل مهزومًا في ثلاثمائة، فوصل إلى الشام، فأرسل فخر الملك بن عمار، صاحب طرابلس، إلى الأمير ياخز، خليفة جناح الدولة على حمص، يقول: من الصواب أن يُعاجل صنجيل إذ هو في هذه العدة القريبة، فخرج الأمير ياخز بنفسه، وسيَّرَ دقاق ألفي مقاتل، وأتتهم الأمداد من طرابلس، فاجتمعوا على باب طرابلس، وصافُّوا صنجيل هناك، فأخرج مائةً من عسكره إلى أهل طرابلس، ومائة إلى عسكر دمشق، وخمسين إلى عسكر حمص، وبقي هو في خمسين. فأما عسكر حمص فإنهم انكسروا عند المشاهدة، وولَّوا منهزمين، وتبعهم عسكر دمشق. وأما أهل طرابلس فإنهم قاتلوا المائة الذين قاتلوهم، فلما شاهد ذلك صنجيل حمل في المائتين الباقيتين، فكسروا أهل طرابلس، وقتلوا منهم الكثير، ونازل صنجيل طرابلس وحصرها. وأتاه أهلُ الجبل فأعانوه على حصارها، وكذلك أهل السواد، وأكثرهم نصارى، فقاتل مَن بها أشدَّ قتال، فقتل من الفرنج ثلاثمائة، ثم إنَّه هادنهم على مال وخيل، فرحل عنهم إلى مدينة أنطرسوس، وهي من أعمال طرابلس، فحصرها وفتحها وقتل مَن بها من المسلمين، ورحل إلى حصن الطوبان، وهو يقارب رفنية، ومُقَدَّمُه يقال له ابن العريض، فقاتلهم، فنُصِر عليه أهل الحصن، وأسر ابن العريض منه فارسًا من أكابر فرسانه، فبذل صنجيل في فدائه عشرة آلاف دينار وألف أسير، فلم يجِبْه ابن العريض إلى ذلك.

العام الهجري : 499 العام الميلادي : 1105
تفاصيل الحدث:

كان صنجيل الفرنجي قد ملك مدينة جبلة، وأقام على طرابلس يحصرها، فحيث لم يقدر أن يملكها بنى بالقرب منها حصنًا وبنى تحته ربضًا، وأقام مراصد لها، منتظرًا وجود فرصة فيها، فخرج فخر الملك أبو علي بن عمار، صاحب طرابلس، فأحرق ربضه، ووقف صنجيل على بعض سقوفه المتحرقة، ومعه جماعة من القمامصة -كبار القساوسة- والفرسان، فانخسف بهم، فمرض صنجيل من ذلك عشرة أيام ومات، وحُمل إلى القدس فدُفن فيه، ثم إن ملك الروم أمر أصحابه باللاذقية ليحملوا الميرةَ إلى هؤلاء الفرنج الذين على طرابلس، فحملوها في البحر، فأخرج إليها فخر الملك بن عمار أسطولًا، فجرى بينهم وبين الروم قتال شديد، فظَفِر المسلمون بقطعة من الروم فأخذوها، وأسروا من كان بها وعادوا، ولم تزل الحرب بين أهل طرابلس والفرنج عدةَ سنين، فعدمت الأقوات بها، وخاف أهلها على نفوسهم وأولادهم وحرمهم، فجلا الفقراء وافتقر الأغنياء، وظهر من ابن عمار صبر عظيم وشجاعة ورأي سديد، ومما أضر بالمسلمين فيها أن صاحبها استنجد سقمان بن أرتق فجمع العساكر وسار إليه، فمات في الطريق وأجرى ابن عمار الجرايات على الجند والضَّعَفة، فلما قلَّت الأموال عنده شرع يقسط على الناس ما يخرجه في باب الجهاد، فأخذ من رجلين من الأغنياء مالًا مع غيرهما، فخرج الرجلان إلى الفرنج وقالا: إن صاحبنا صادَرَنا، فخرجنا إليكم لنكون معكم، وذكرا لهم أنه تأتيه الميرة من عرقة والجبل، فجعل الفرنج جميعًا على ذلك الجانب يحفظُه من دخول شيء إلى البلد، فأرسل ابن عمار وبذل للفرنج مالًا كثيرًا ليسَلِّموا الرجلين إليه فلم يفعلوا، فوضع عليهما مَن قتلهما غيلةً.

العام الهجري : 606 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1210
تفاصيل الحدث:

هو مجد الدين أبو السعادات المبارك بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، المعروف بابن الأثير الجزري كانت ولادته بجزيرة ابن عمر سنة 544 ونشأ بها، ثم انتقل إلى الموصل سنة خمس وستين, ثم عاد إلى الجزيرة، ثم الموصل، وتنقل في الولايات بها واتصل بخدمة الأمير مجاهد الدين قايماز بن عبد الله الخادم الزيني، فكتب له, ثمَّ اتصل بخدمة عز الدين مسعود بن مودود صاحب الموصل، وتولى ديوان رسائله وكتب له إلى أن توفي، ثم اتصل بولده نور الدين أرسلان شاه فحَظِيَ عنده، وتوفَّرت حرمتُه لديه، وكتب له مدة, ثم عرض له مرض كفَّ يديه ورجليه فمنعه من الكتابة مطلقًا، وأقام في داره يغشاه الأكابرُ والعلماء، وأنشأ رباطًا بقرية من قرى الموصل ووقفَ أملاكَه عليه وعلى داره التي كان يسكنها بالموصل، وقيل: إنه صنف كتبه كلَّها في مدة العطلة، وكان عنده جماعة يعينونه عليها في الاختيار والكتابة. كان ابن الأثير عالِمًا في عدة علوم مبرزًا فيها، منها: الفقه، والأصولان، والنحو، والحديث، واللغة، وله تصانيف مشهورة في التفسير والحديث، والنحو، والحساب، وغريب الحديث، وله رسائل مدوَّنة، وهو صاحب جامع الأصول في الحديث، وله كتاب غريب الحديث والأثر، وغيرها من المصنفات، وهو غير صاحب الكامل في التاريخ، فهذا أخوه. قال أبو البركات ابن المستوفي في تاريخ إربل في حقه: أشهر العلماء ذِكرًا، وأكبر النبلاء قدرًا، وأحد الأفاضل المشار إليهم، وفرْد الأماثل المعتمد في الأمور عليهم، أخذ النحوَ عن شيخه أبي محمد سعيد بن المبارك الدهان، وسمع الحديث متأخرًا، ولم تتقدَّم روايته. وله المصنَّفات البديعة والرسائل الوسيعة " توفي في آخر ذي الحجة.

العام الهجري : 707 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1307
تفاصيل الحدث:

اجتمع القضاةُ بالشيخِ تقي الدين ابن تيميَّة في دار الأوحدي من قلعةِ الجبل بمصر، وطال بينهما الكلامُ ثمَّ تفَرَّقا قبل الصلاة، والشيخُ تقيُّ الدين مُصَمِّمٌ على عدم الخروجِ من السجن، فلما كان يومُ الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الأوَّل جاء الأميرُ حسام الدين مهنا بن عيسى مَلِك العرب إلى السجنِ بنَفسِه وأقسم على الشيخِ تقي الدين ليخرجَنَّ إليه، فلما خرجَ أقسَمَ عليه ليأتيَنَّ معه إلى دار نائبِ السلطانِ الأميرِ سيف الدين سلار المغولي، فاجتمعَ به بعضُ الفقهاء بدار سلار وجَرَت بينهم بحوثٌ كثيرة، ثم فَرَّقَت بينهم الصلاة، ثم اجتمعوا إلى المغربِ وبات الشيخ تقي الدين عند سلار، ثم اجتمعوا يومَ الأحد بمرسومِ السلطان جميعَ النهار، ولم يحضُرْ أحدٌ من القضاة بل اجتمع من الفقهاءِ خلقٌ كثير، أكثَرُ من كل يوم، منهم الفقيه نجم الدين بن رفع، وعلاء الدين التاجي، وفخر الدين ابن بنت أبي سعد، وعز الدين النمراوي، وشمس الدين بن عدنان، وجماعة من الفقهاء، وطلبوا القضاةَ فاعتذروا بأعذار، بعضُهم بالمرض، وبعضُهم بغيره؛ لمعرفتهم بما ابنُ تيميَّة منطوٍ عليه من العلومِ والأدلَّةِ، وأنَّ أحدًا من الحاضرين لا يطيقُه، فقَبِلَ عذرَهم نائِبُ السلطنةِ ولم يكَلِّفْهم الحضورَ بعد أن رسم السلطانُ بحضورهم أو بفَصلِ المجلس على خير، وبات الشيخُ عند نائب السلطنة، وجاء الأميرُ حسام الدين مهنا يريد أن يستصحِبَ الشيخ تقي الدين معه إلى دمشق، فأشار سلار بإقامةِ الشيخِ بمصر عنده ليرى الناسُ فَضلَه وعِلمَه، وينتَفِعَ الناسُ به ويشتغلوا عليه، فكتب الشيخُ كتابًا إلى الشام يتضَمَّنُ ما وقع له من الأمورِ.

العام الهجري : 1179 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1765
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الإمامُ محمَّدُ بنُ سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي الدرعي العدناني، مؤسِّسُ الدولة السعودية الأولى، وكان الإمامُ محمد بن سعود آل مقرن قد انطلق من مدينة الدرعية (المنطقة الوسطى بجانب مدينة الرياض، العاصمة الحالية). وكان شجاعًا حازمًا، وقد التقى بالإمام محمد بن عبد الوهاب الذي كان يطلب حمايةَ الدعوة من الإمام محمد بن سعود. وتوافق الاثنان على كثيرٍ من الأمور واتفقا على إقامة دولة مسلِمة تطبِّق الإسلام وتعيدُه إلى أصولِه الصافية بعد ما دخله من الدَّجَل والكهانة, وتحمي الدعوةَ إليه؛ ولتأكيد الصلة بينهما تزوج ابنُ الإمام محمد بن سعود بابنةِ الإمام محمد بن عبد الوهاب, وانطلقت جيوشُ إمارة الدرعية لتوحيدِ الأجزاء المتفَرِّقة في نجدٍ، فضمت كل بلاد العارض (عدا الرياض) وأغلب منطقة الخرج والحاير والوشم والمحمل وسدير، ونشرت الدعوة فيها. وكانت إمارةُ الدرعية تسمي بدولةِ آل مقرن نسبةً إلى جدهم مقرن بن مرخان؛ لأن الناس لم يسمُّوا العائلة الحاكمة للدرعيَّة بآل سعود إلَّا في عهد الإمام الثالث سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد بن سعود. وقد خَلف الإمامُ محمد بعد وفاته ابنَه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود, فبايعه الناسُ بالإمامة بعد أبيه, يقول ابن غنام: "كان الشيخُ محمد بن عبد الوهاب هو رأسَ النظام المُحْكم لعقده, فأسقط الإمامُ عبد العزيز جميع المظالم والمغارم، وارتفع الحق وأقبلت الدنيا على رعيته، وسارت بفتوحه الركبان, وطارت قلوب أهل الضلال فزعًا".