الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1111 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 297 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 910
تفاصيل الحدث:

هو أبو بكرٍ محمَّدُ بنُ داود بن عليِّ بن خلف الأصبهانيُّ المعروفُ بالظاهريِّ. ابنُ الإمامِ داودَ بنِ عليٍّ الظاهري, كان عالِمًا بارعًا, إمامًا في الحديث, أديبًا شاعِرًا ظريفًا، فقيهًا ماهرًا، اشتغل على أبيه وتَبِعَه في مذهبه ومَسلَكِه وما اختاره من الطرائِقِ وارتضاه، وكان أبوه يحبُّه ويقَرِّبُه ويُدنيه. كان أحدَ من يُضرَبُ المثَلُ بذكائه. تصَدَّرَ للفُتيا بعد والده، لَمَّا جلس للفتوى بعد والِدِه استصغروه، فدَسُّوا عليه من سأله عن حَدِّ السُّكرِ، ومتى يعَدُّ الإنسانُ سَكرانَ؟ فقال: إذا عَزَبَت- يعني: بعُدت وغابت- عنه الهُمومُ، وباح بسِرِّه المكتومِ، فاستُحسِنَ ذلك منه. كان مِن أجمل النَّاسِ وأكرَمِهم خلقًا، وأبلَغِهم لسانًا، وأنظَفِهم هيئةً، مع الدِّينِ والورَع، وكلِّ خَلَّةٍ محمودةٍ، مُحَبَّبًا إلى الناس. حَفِظَ القرآنَ وله سبعُ سنين، وذاكَرَ الرِّجالَ بالآدابِ والشِّعرِ وله عشرُ سنين، وكان يُشاهَدُ في مَجلِسِه أربعُمئة صاحبِ مِحبَرةٍ، وله من التآليفِ: كتابُ الزهرة، صنَّفه في عنفوان شبابِه، وهو مجموعٌ في الأدبِ، جمعَ فيه غرائبَ ونوادِرَ وشِعرٍ رائق، كتابُ (الإنذار والإعذار)، وكتاب (التقصِّي) في الفقه، وكتاب (الإيجاز) ولم يَتِمَّ، وكتاب (الانتصارُ من محمَّد بن جريرٍ الطَّبَري)، وكتاب (الوصولُ إلى معرفة الأصول)، وكتاب (اختلافُ مصاحف الصحابة)، وكتاب (الفرائض) وكتاب (المناسِك).

العام الهجري : 328 العام الميلادي : 939
تفاصيل الحدث:

استولى مُحمَّدُ بنُ رائق على بلاد الشامِ فدخل حمصَ أوَّلًا فأخذها، ثم جاء إلى دمشقَ وعليها بدر بن عبد الله الإخشيد المعروف ببدر الإخشيد وهو محمَّد بن طغج، فأخرجه ابنُ رائق من دمشق قهرًا واستولى عليها، ثم ركبَ ابن رائق في جيشٍ إلى الرملة فأخذها، ثمَّ إلى عريش مصر فأراد دخولَها فلقيه محمد بن طغج الإخشيدي فاقتتلا هناك فهَزَمه ابنُ رائق واشتغل أصحابُه بالنهبِ ونزلوا بخيام المصريين، فكَرَّ عليهم المصريونَ فقَتَلوهم قتلًا عظيما، وهرب ابنُ رائق في سبعين رجلًا من أصحابه، فدخل دمشقَ في أسوأِ حالٍ وشَرِّها، وأرسل له ابنُ ظغج أخاه أبا نصر بن طغج في جيشٍ فاقتتلوا عند اللجون في رابع ذي الحجة، فهزم ابنُ رائق المصريين وقُتِلَ أخو الإخشيد فيمن قُتل، فغَسَّلَه ابنُ رائق وكفَّنَه وبعث به إلى أخيه بمصرَ وأرسل معه ولَدَه وكتب إليه يحلِفُ أنَّه ما أراد قَتْلَه، ولقد شَقَّ عليه، وهذا ولدي فاقتَدْ منه، فأكرَمَ الإخشيدُ ولدَ مُحمَّد بن رائق، واصطلحا على أن تكونَ الرَّملةُ وما بعدها إلى ديار مصرَ للإخشيد، ويحمِلُ إليه الإخشيد في كلِّ سَنةٍ مائة ألف دينار وأربعين ألف دينار، وما بعد الرملةِ إلى جهة دمشق تكونُ لابنِ رائقٍ.

العام الهجري : 354 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 965
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ الحافِظُ المجَوِّدُ, شيخُ خُراسان, أبو حاتمٍ, محمَّدُ بنُ حِبَّان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هدية بن مُرة التميمي الدارمي البُستي، ولِدَ سنة بِضعٍ وسَبعينَ ومائِتين. صاحِبُ الكُتُب المشهورة. ومنها كتابُ الأنواع والتقاسيم، المعروف باسم (صحيح ابن حبان)، كان مِن أوعيةِ العِلمِ، برع في الحديثِ والفِقهِ واللُّغةِ والوَعظِ، تنقَّلَ في الأقطارِ لطَلَبِ العِلمِ، له تصانيفُ كثيرةٌ في الحديثِ والرِّجالِ والوَعظِ وغيرِها، وجمع كتُبُه وجعَلَها في دارٍ وجعَلَها وقفًا. تولَّى القضاءَ في بُست، قال أبو سعد الإدريسي: "كان على قضاءِ سَمَرقند زمانًا، وكان من فقهاءِ الدِّينِ، وحُفَّاظ الآثار, عالِمًا بالطِّبِّ وبالنجوم, وفنونِ العِلمِ, صنَّفَ المسند الصحيح- يعني به كتاب "الأنواع والتقاسيم" - وكتاب "التاريخ"، وكتاب "الضعفاء"، وفقَّه النَّاسَ بسَمَرقند". وقال الحاكم: "كان ابنُ حِبَّان من أوعية العلم في الفِقهِ, واللُّغة, والحديث، والوعظ, ومِن عُقَلاء الرجال, قَدِمَ نيسابور سنة 334, فسار إلى قضاء نَسا, ثم انصرف إلينا في سنة 337, فأقام عندنا بنيسابور, وبنى الخانقاه, وقرئَ عليه جملةٌ مِن مُصَنَّفاته, ثمَّ خرج من نيسابور إلى وطنِه سجستان, عامَ أربعين, وكانت الرِّحلةُ إليه لِسَماعِ كُتُبِه". مات في بُست عن 94 عاما.

العام الهجري : 393 العام الميلادي : 1002
تفاصيل الحدث:

مَلَك يَمينُ الدَّولةِ محمودُ بنُ سبكتكين سجستانَ، وانتزَعَها مِن يدِ خلَفِ بنِ أحمدَ الصَّفَّار، وكان سبَبُ أخْذِها أنَّ يمينَ الدَّولةِ لَمَّا رحَلَ عن خلَفٍ بعد أن صالَحَه، سنة تسعينَ وثلاثمِئَة، عَهِدَ خَلَفٌ إلى ولَدِه طاهرٍ، فلمَّا استقَرَّ طاهِرٌ في المُلكِ عقَّ أباه وأهمَلَ أمْرَه، فلاطَفَه أبوه ورفَقَ به، حتى قبضَ على أبيه وسَجَنه، وبقِيَ في السِّجنِ إلى أن مات فيه، وأظهَرَ عنه أنَّه قتَلَ نَفسَه، ولَمَّا سَمِعَ عَسكَرُ خَلَف وصاحِبُ جيشِه بذلك، تغيَّرَت نيَّاتُهم في طاعتِه وكَرِهوه، وامتَنَعوا عليه في مدينتِه، وأظهروا طاعةَ يمينِ الدَّولة، وخطَبوا له، وأرسلوا إليه يطلُبونَ مَن يتسَلَّمُ المدينةَ، ففعَلَ ومَلَكَها، واحتوى عليها في هذه السَّنةِ، وعزَمَ على قَصدِ خَلَف وأخْذِ ما بيده والاستراحةِ مِن مَكْرِه. فسار إليه، وهو في حِصنِ الطاق، وله سبعةُ أسوارٍ مُحكَمة، يُحيطُ بها خَندقٌ عَميقٌ عَريضٌ، لا يُخاضُ إلَّا مِن طريقٍ على جِسرٍ يُرفَعُ عند الخَوفِ، فنازله وضايقَه فلم يصِلْ إليه، فلم يزَلْ أصحابُ يمينِ الدَّولةِ يدفعونَهم، فلمَّا رأى خلَفٌ اشتدادَ الحَربِ، وأنَّ أسوارَه تُملَكُ عليه، وأنَّ أصحابَه قد عجزوا، أرسلَ يَطلُبُ الأمانَ، فأجابه يمينُ الدَّولةِ إلى ما طلَبَ، وكَفَّ عنه، فلمَّا حَضَر عنده أكرَمَه واحتَرَمه، وأمر بالمُقامِ في أيِّ البلادِ شاء.

العام الهجري : 435 العام الميلادي : 1043
تفاصيل الحدث:

اجتمع ثلاثةُ مُلوكٍ مِن ملوك الهند، وقَصَدوا لاهور وحَصَروها، فجمع مُقَدَّم العساكر الإسلامية بتلك الديار مَن عندَه منهم، وأرسل إلى صاحِبِه مودود يستنجِدُه، فسَيَّرَ إليه العساكِرَ فاتَّفَقَ أنَّ بعض أولئك الملوك فارَقَهم وعاد إلى طاعةِ مودود، فرحل الملكانِ الآخران إلى بلادِهما، فسارت العساكرُ الإسلاميَّة إلى أحدهما، ويُعرَفُ بدوبال هرباته، فانهزم منهم، وصَعِدَ إلى قلعةٍ له منيعةٍ هو وعساكِرُه، فاحتَمَوا بها، وكانوا خمسةَ آلاف فارس وسبعين ألف راجلٍ، وحصرهم المسلمونَ وضَيَّقوا عليهم، وأكثروا القتلَ فيهم، فطلب الهنودُ الأمانَ على تسليم الحِصنِ، فامتنع المسلمونَ مِن إجابتِهم إلى ذلك إلَّا بعد أن يُضيفوا إليه باقيَ حصونِ ذلك المَلِك الذي لهم، فحَمَلهم الخوفُ وعدمُ الأقواتِ على إجابتِهم إلى ما طلبوا وتسَلَّموا الجميع، وغَنمَ المسلمونَ الأموال، وأطلقوا ما في الحصونِ مِن أسرى المسلمين، وكانوا نحو خمسةِ آلاف، فلمَّا فَرَغوا من هذه الناحية قَصَدوا ولايةَ المَلِك الثاني، واسمه تابت، بالرَّيِّ، فتقدم إليهم ولَقِيَهم، فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا، وانهزمت الهنودُ، وأجْلَت المعركةُ عن قتلِ مَلِكِهم وخمسةِ آلاف قتيل، وجُرِحَ وأُسِرَ ضِعفُهم، وغَنِمَ المسلمونَ أموالهم وسلاحَهم ودوابَّهم. فلما رأى باقي الملوكِ مِن الهند ما لقي هؤلاء أذعنوا بالطاعةِ، وحملوا الأموالَ، وطَلَبوا الأمانَ والإقرارَ على بلادهم، فأُجيبوا إلى ذلك.

العام الهجري : 680 العام الميلادي : 1281
تفاصيل الحدث:

هو ملك التتار، وصاحِبُ العراق والجزيرة وخراسان وغير ذلك، أبغا بن هولاكو بن تولي بن جنكيزخان, ويقال: اسمه أباقا، كان مقدامًا شجاعًا، عالي الهمة، لم يكن في إخوتِه مِثلُه، وهو على دينِ التتار لم يدخل في الإسلام، وكان ذا رأيٍ وحزم وخبرةٍ بالحرب، ولما توجَّه أخوه منكوتمر بالعساكِرِ إلى الشام لم يكن ذلك بتحريضِه، بل أشير عليه فوافق. قال الذهبي: "كان كافِرَ النفس، سفاكًا للدماء، قتل في الروم خلقًا كثيرًا؛ لكونهم دخلوا في طاعة الملك الظاهرِ، وفرحوا بمجيئه إليهم، وقد نفذ الملك الظاهر إليه رسُلَه وهديه" قال ابن عبد الظاهر في السيرة: "وصِفَتُه أنه شاب أسمر أكحل، ربع القامة، جهوري الصوت، فيه بحة يسيرة، عليه قباء نفطي رومي، وسراقوج بنفسجي، تزوج زوجةَ أبيه ألجي خاتون وهي كهلة" هلك أباقا بنواحي همذان عن نحو خمسين سنة، منها مدة ملكه سبع عشرة سنة، وقام في الملك بعده أخوه تكدار بن هولاكو، الذي اعتنق الإسلامَ بعد ذلك وتسمَّى بأحمد ولَقَّب نفسه بالسلطان فانقلبت بعد ذلك سياسةُ الدولة الإيلخانية ناحية بلاد الإسلام، وكان قد أرسل رسالة إلى السلطان قلاوون يُعلِمُه بإسلامه وما قام به من بناء المساجد والمدارس والأوقاف وتجهيز الحُجَّاج، وطلب منه كذلك العمَلَ على اجتماع الكلمة لإخماد الحروب والفِتَن والتحالُفِ ضدَّ الصليبيينَ.

العام الهجري : 837 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1434
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ أبو فارس عبد العزيز بن أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر بن ونودين الهنتاتي الحفصي ملك المغرب. وَلِيَ الأمر بعد والده أبي العباس سنة 796, فوزع الوظائِفَ من الإمارة والوزارة وولاية الأعمال على إخوته، فاعتضد بهم، وكان من جملتهم أخوه أبو بكر بن أبي العباس بقسنطينة، فنازعه بها ابن عمه الأمير أبو عبد الله محمد بن أبي زكريا الحفصي صاحب بونة، وألح عليه في الحصار، فصمد إليه السلطان أبو فارس الحفصي، وأوقع به على سيبوس وقعة شنعاء انتهت به هزيمته إلى فاس. مات أبو فارس في رابع عشر ذي الحجة عن ست وسبعين سنة، ومدة ملكه إحدى وأربعين سنة وأربعة أشهر وأيام، بعدما خطب له بتلمسان وفاس, وقام من بعده حفيده المنتصر أبو عبد الله محمد بن الأمير أبي عبد الله محمد بن السلطان أبي فارس. والسلطان أبو فارس هذا ملك المغرب يختلف عن السلطان أبي فارس عبد العزيز بن أبي العباس أحمد المريني ملك تونس، الذي توفي سنة 798 مع تشابُهٍ في  أسمائِهما.

العام الهجري : 1344 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1925
تفاصيل الحدث:

كان أحمد شاه من الأسرة القاجارية ملك بلاد فارس (إيران) عندما أُلغيت الخلافة الإسلامية سنة 1342ه. وكان أحمد شاه منصرفًا إلى اللهو، وأما المتصَرِّف الفعلي في البلاد فهو رئيس الوزراء رضا بهلوي، وهو يتلاعَبُ بالكُتَل النيابية كيف يشاء، والمهيمِن على الوضع، واستمر الأمرُ على ذلك حتى قدَّم في 12 ربيع الأول نائبُ رئيس المجلس النيابي محمد تدين زعيمُ حزب التجديد نداء موقعًا من ستة وسبعين نائبًا جاء فيه: نظرًا لاستياء الشعب من الأسرة القاجارية، فإنَّه يعلِنُ باسم الشعب خلْعَ تلك الأسرة ويعهَدُ بإدارة البلاد إلى رضا خان بهلوي في إطار الدستور والقوانين المرعية، وبعد يومين جرى التصويتُ على الاقتراح فحصل على ثمانين صوتًا مقابل خمسة، وقرَّر المجلس إجراءَ انتخابات جديدة كردٍّ على الاقتراح، واستفتاء لرأي الشعب، وأُلزمَ ولي العهد مع عددٍ من أفراد أسرته القاجارية على السفر، ونُقِلوا إلى الحدود العراقية، وانتُخِبَ رضا بهلوي شاهًا من قبل مجلِسِه النيابي في 27 جمادى الأولى، وبعد ثلاثة أيام أقسم اليمينَ الدستورية ولبس التاج في 13 شوال، وبذلك زال ملكُ القاجاريين وزالت دولتُهم بعد أن بقيت مائة وأربعة وثلاثين عامًا وأربعة أشهر وأيامًا، وجاءت الأسرة البهلوية بدلًا منها لحكم بلاد فارس.

العام الهجري : 34 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 655
تفاصيل الحدث:

أوَّلُ بَدْءِ نُشوءِ جُذورِ الفِتنَةِ هو بخُروجِ عبدِ الله بن سَبَإٍ يَهوديٍّ مِن صَنْعاءَ، أَظهَرَ الإسلامَ ثمَّ رحَل إلى الكوفةِ والبَصرَةِ والشَّامِ يُحاوِلُ أن يُؤثِّرَ في النَّاسِ؛ لكن لم يَلْقَ تَجاوُبًا حتَّى رحَل إلى مِصْرَ وبدَأ يُشَكِّكُ في عَقيدةِ النَّاسِ، ويَزْعُم عَودةَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنَّه أَحَقُّ بالعَودةِ مِن عيسى صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمَّ بدَأ بالدَّعوَةِ لعَلِيِّ بن أبي طالبٍ، فزَعَم أنَّ له الوِصايَةَ، ثمَّ بدَأ بالطَّعْنِ في خِلافةِ عُثمانَ، ثمَّ انْضَمَّ إلى القافِلَةِ بعضُ الذين تَكلَّموا في سعيدِ بن العاصِ أميرِ الكوفةِ، فرَحَلوا للجزيرةِ، وكان عبدُ الله بن سَبَإٍ يُراسِل كلَّ مَن استطاع أن يُؤثِّرَ عليه في الأمْصارِ، وكان عُثمانُ قد اسْتَشار أُمَراءَهُ في هؤلاء المُنحَرِفين، فاسْتَقَرَّ رأيُ عُثمانَ على تَرْكِهِم، حتَّى جاء وفدُ مِصْرَ مُعتَمِرًا وفي نِيَّتِهم مُناقشةُ عُثمانَ وخَلْقُ البَلْبَلَةِ في المدينةِ، وقد كان ذلك أوَّلَ حُدوثِ فِتنَةِ قَتْلِ عُثمانَ بالشَّكْلِ الواضحِ.

العام الهجري : 296 العام الميلادي : 908
تفاصيل الحدث:

كان آخِرَ مَن تولَّى من أمراء الأغالبةِ زيادةُ الله الثالثُ الذي قتل أباه وتولى بعده عام 290، لكنَّه كان منصرفًا إلى اللَّهوِ والمُجون، فقويَ أمرُ أبي عبدالله الشيعي الحُسَين بن أحمد بن زكريَّا الصنعاني الذي رحل إلى المغربِ بعد أن مهَّدَ له الطريقَ والدَّعوةَ فيها رجلانِ قبله، وكان بينه وبين بني الأغلَبِ حروبٌ، وكان الأحولُ بنُ إبراهيم الثاني الأغلبي- عمُّ زيادةِ الله- لأبي عبدالله الشيعي بالمرصاد, ولكِنَّ زيادةَ اللهِ قتَلَ عَمَّه الأحول، فقَوِيَ أمرُ أبي عبدالله الشيعي أكثَرَ، وجهرَ بالدَّعوةِ إلى المهدي، فلما أحس زيادةُ الله بالضَّعفِ آثَرَ الهروبَ، فجمع الأموالَ وهرب إلى مصرَ، ثم حاول دخولَ بغداد فلم يُؤذَنْ له، فرجع إلى مصر ووعدوه بأن يجمَعوا له الرجالَ والمالَ ليعودَ فيأخُذَ بثأره، فلما طال انتظارُه رحل إلى بيت المقدِسِ وسكن الرملة وتوفِّيَ فيها، فكانت مدَّةُ دولةِ الأغالبة مائةً واثنتي عشرة سنة.

العام الهجري : 569 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1174
تفاصيل الحدث:

لما مات نورُ الدين محمود زنكي، صاحِبُ الشام، اجتمعت الفرنجُ وساروا إلى قلعة بانياس من أعمال دمشق فحصروها، فجمع شمسُ الدين محمد بن المقدم الوصيُّ على الملك الصالح بن نور الدين محمود العسكرَ عنده بدمشق، فخرج عنها، فراسَلَهم، ولاطَفَهم، ثم أغلظ لهم بالقول، وقال لهم: إن أنتم صالحتُمونا وعدتُم عن بانياس، فنحن على ما كنَّا عليه، وإلا فنُرسِلُ إلى سيف الدين، صاحِبِ الموصل، ونصالِحُه، ونستنجده، ونرسِلُ إلى صلاح الدين بمصر فنستنجِدُه، ونقصِدُ بلادكم من جهاتها كُلِّها، فعَلِموا صِدقَه، فصالحوه على شيءٍ مِن المال أخذوه وأسرى أُطلِقوا كانوا عند المسلمينَ وتقَرَّرت الهُدنة، فلما سَمِعَ صلاح الدين بذلك أنكره واستعظمه، وكتب إلى الملك الصالح والأمراء الذين معه يُقَبِّحُ لهم ما فعلوه ويبذُلُ مِن نفسه قصْدَ بلاد الفرنج ومقارعتهم وإزعاجُهم عن قصدِ شَيءٍ مِن بلاد الملك الصالح.

العام الهجري : 578 العام الميلادي : 1182
تفاصيل الحدث:

لَمَّا سار صلاح الدين عن الموصل إلى سنجار، سيَّرَ مجاهد الدين قايماز إليها عسكرًا قوةً لها ونجدةً، فسمِعَ بهم صلاح الدين، فمَنَعَهم من الوصول إليها، وأوقع بهم، وأخذ سلاحَهم ودوابَّهم وسار إليها ونازلها، وكان بها شرفُ الدين أمير أميران هندوا أخو عز الدين بن مسعود، صاحِبِ الموصل، في عسكر معه، فحَصَر البلد وضايقه، وألحَّ في قتاله، فكاتبه أحدُ أمراء الأكراد الذين به من الزرزارية، وخامر معه، وأشار بقَصدِه من الناحية التي هو بها لِيُسَلِّمَ إليه البلد، فطرقه صلاحُ الدين ليلًا، فسَلَّمَ إليه ناحيتَه، فلما سمع شرف الدين بن مسعود الخبَرَ استكان وخضع، وطلب الأمان، فأُمِّن، ومَلَك صلاحُ الدين البلد، وسار شرفُ الدين ومن معه إلى الموصل، واستقَرَّ جميع ما ملكه صلاح الدين بمِلكِ سنجار، فلما مَلَك سنجارَ صارت على الجميعِ كالسور، واستناب بها سعدَ الدين بن معين الدين أنر.

العام الهجري : 635 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1238
تفاصيل الحدث:

استقر الأمر للملك العادل الثاني بن الملك الكامل بمصر ودمشق يوم الخميس في الثاني عشر من رجب، وهو السلطان السابع من بني أبوب بديار مصر، فقدمت عليه القصاد من دمشق بوفاة أبيه واستقراره من بعده، فشرع الأميرُ سيف الدين قلج في تحليف الأمراء للملك العادل في داره، وحطَّ الملك العادل المكوس، ووسَّع في العطاء وفي الأرزاق على كلِّ أحدٍ، وفي رابع شعبان خطب له بمصر، وأعلن بموت الملك الكامل، وفي رابع عشر شعبان ضُرِبَت السكة باسمه، وفي ثامن عشر رمضان: نقش الدينار والدرهم باسمه، وفي عشريه قرئ توقيعُه على المنبر بإبطالِ جميع المكوس، وفي سابع عشرين شوال وصل محيي الدين أبو محمد يوسف بن الجوزي، رسولًا من بغداد، بتعزية الملك العادل، وهنَّأه بالملك من قبل الخليفة، وكان العادِلُ قد بعث إلى دمشق بالخِلَع والسنجق، فركب الجواد بالخِلَع في تاسع عشر رمضان وأنفق الملك العادل على العساكر.

العام الهجري : 637 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1239
تفاصيل الحدث:

استهلت هذه السَّنةُ وسلطانُ دمشق نجم الدين الصالح أيوب بن الكامل مخيِّم عند نابلس، يستدعي عمَّه الصالح إسماعيل؛ ليسيرَ إلى الديارِ المصريةِ؛ لأخْذِها من صاحبها العادل بن الكامل، فلما كان يومُ الثلاثاء السابع والعشرين من صفر هجم الملك الصالح إسماعيل وفي صحبته المجاهِدُ أسد الدين شيركوه صاحب حمص على دمشقَ، فدخلاها بغتةً من باب الفراديس، فنزل الصالح إسماعيل بدارِه من درب الشعارين، ونزل صاحِبُ حمص بداره، وجاء نجم الدين بن سلامة فهنأ الصالحَ إسماعيل، وأصبحوا فحاصروا القلعةَ وبها المغيث عمر بن الصالح نجم الدين، ونَقَبوا القلعة من ناحية باب الفرج، وهتَكوا حُرمَتَها ودخلوها وتسَلَّموها واعتقلوا المغيثَ في برج هنالك، ولما وصل الخبَرُ بما وقع إلى الصالح أيوب تفَرَّق عنه أصحابه والأمراء خوفًا على أهاليهم من الصالحِ إسماعيلَ، وبَقِيَ الصالح أيوب وحده بمماليكِه.

العام الهجري : 825 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1422
تفاصيل الحدث:

بعد أن تولى مراد الثاني السلطنة خلفًا لأبيه محمد جلبي رأى أنَّ عليه أن يعيد الإمارات في الأناضول إلى حظيرة الدولة العثمانية، فعَقَد هدنة مع ملك المجر مدتها خمس سنوات، وصالح أمير قرمان، وأمَّا إمبراطور القسطنطينية فطلب من  مراد الثاني التعهُّدَ بعدم قتاله، وطلب منه أن يسلِّمَه اثنين من إخوته كرهائن، وأنه إذا فكر بالحرب فسيطلق سراح عم السلطان مصطفى بن بايزيد المحجوز في سلانيك، وهو المنافس لمراد الثاني في السلطنة، فرفض مراد هذا الشرط فأطلق الإمبراطور مصطفى بن بايزيد ودعمه بعشرات المراكب لحصار مدينة غاليبولي، فلم يتمكن مصطفى من مراده, فاتجه نحو أدرنة بعد أن ترك قوة محاصرة لقلعة غاليبولي، وفي أدرنة واجهه القائد بايزيد باشا فقاتله فقتله مصطفى وتابع سيره إلى مراد، ولكن كثيرًا من الأمراء الذين كانوا معه لم يطيعوه فتركوه، فعاد إلى غاليبولي؛ حيث قُبِضَ عليه فيها وقُتِلَ؛ انتقامًا لِما فعله الإمبراطور القسطنطيني.