الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1781 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 1241 العام الميلادي : 1825
تفاصيل الحدث:

فسدت طبيعةُ الانكشاريين وتغَيَّرت أخلاقهم، وتبدلَّت مهمَّتُهم، وأصبحوا مصدرًا للبلاءِ للدولة والشعوب التابعة لها، وصاروا يتدخَّلون في شؤونِ الدولة وتعَلَّقت أفئدتُهم بشهوةِ السلطة وانغمَسوا في الملذات والمحرمات، وشق عليهم أن ينفِروا في برودة الشتاءِ، وفرضوا العطايا السلطانية، ومالوا إلى النَّهبِ والسلب حين غَزوا البلاد، وتركوا الغاية التي من أجلِها وُجِدوا، وغَرَقوا في شرب الخمور، وأصبحت الهزائِمُ تأتي من قِبَلهم بسبب تَركِهم للشريعة والعقيدة والمبادئ، وبُعدِهم عن أسباب النصر الحقيقية، وقاموا بخَلعِ وقَتلِ السلاطين، فجمع السلطانُ مجموعة من أعيان الدولة وكبار ضبَّاط الانكشارية في بيتِ المفتي، ثم أفتى المفتي بجوازِ العمل للقضاء على المتمَرِّدين. وقد أعلن الموافقةَ كُلُّ من حضر من ضباط الانكشارية مِن حيث الظاهِرُ، وأبطنوا خلافَ ذلك، ولما شعروا بقُربِ ضياع امتيازاتهِم وبوضع حدٍّ لتصرُّفاتهم، أخذوا يستعدون للثورة، واستجاب لهم بعضُ العوام. وفي 8 ذي القعدة عام 1241هـ بدأ بعضُ الانكشاريين بالتحَرُّش بالجنود أثناء أدائِهم تدريباتهم، ثم بدؤوا في عصيانهم، فجمع السلطان العلماءَ وأخبرهم بنيَّةِ المتمردين فشَجَّعوه على استئصالهم، فأصدر الأوامر للمدفعية حتى تستعِدَّ لقتالهم ملوِّحًا باللين والتساهل في الوقتِ نفسِه؛ خوفًا من تزايُدِ لهيب شرورهم. وفي صباح 9 ذي القعدة تقَدَّم السلطان ووراءه جنودُ المدفعية وتَبِعَهم العلماء والطلبة إلى ساحة (آت ميداني) حيث اجتمع العصاةُ هناك يثيرون الشَّغبَ، وقيل: إن السلطانَ سار معه شيخ الإسلام قاضي زادة طاهر أفندي والصدر الأعظم سليم باشا أمام الجُموعِ التي كانت تزيد على 60.000 نفسٍ، ثم أحاطت المدفعية بالميدانِ واحتَلَّت المرتفعات ووجَّهت قذائِفَها على الانكشارية، فحاولوا الهجومَ على المدافع ولكِنَّها صَبَّت حمَمَها فوق رؤوسهم، فاحتَمَوا بثكناتهم هروبًا من الموت، فأحرقت وهدمت فوقَهم وكذلك تكايا البكتاشية، وبذلك انتصر عليهم. وفي اليوم التالي صدر مرسومٌ سلطاني قضى بإلغاء فِئَتِهم وملابسهم واصطلاحاتهم وأسمائهم من جميعِ بلاد الدولة، وقتل من بقي منهم هاربًا إلى الولاياتِ أو نفيه، ثم قلَّد حسين باشا الذي كانت له اليدُ الطولى في إبادتهم قائدًا عامًّا (سرعسكر) وبدأ بعدها نظامُ الجيش الجديد، ثم أصبح السلطان محمود بعد ذلك حرًّا في تطوير جيشه، فترَسَّم خطى الحضارة الغربية، فاستبدل الطربوش الرومي بالعمامة، وتزيَّا بالزيِّ الأوروبي، وأمر أن يكونَ هو الزيَّ الرسميَّ لكُلِّ موظَّفي الدولة؛ العسكريين منهم والمدنيين، وأسَّس وسامًا دعاه وسامَ الافتخارِ، فكان أوَّلَ من فعل ذلك من سلاطين آلِ عثمان، وما قام به السلطان محمود من استبدال الطربوش بالعِمامةِ وفرْض اللِّباس الأوروبي على كافَّةِ المجموعات العسكرية: يدُلُّ على شعورهِ العميق بالهزيمة النفسيَّة.

العام الهجري : 925 العام الميلادي : 1519
تفاصيل الحدث:

بعد أن ترأَّس خير الدين بربروسا الذي خلف أخاه عروج بن يعقوب في حكم الجزائر، دعا رجال الدين والأعيان واقترح عليهم الالتحاقَ بالدولة العثمانية، فوافق الجميعُ على هذه الفكرة وصادقوا على كتاب تقرَّرَ إرساله إلى السلطانِ سليم الأول العثماني؛ لبسط حمايته على الجزائر، فتلقى السلطان العثماني الكتابَ، وولى خير الدين النيابةَ على الجزائر، وأرسل فرمانًا يقضي بذلك وأن الجزائر تحوَّلت إلى ولاية عثمانية.

العام الهجري : 8 ق هـ الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 615
تفاصيل الحدث:

قالتْ أمُّ سَلمةَ رضي الله عنها: لمَّا ضاقتْ علينا مكَّة، وأوذِيَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وفُتنوا، ورَأَوْا ما يُصيبهُم مِنَ البلاءِ والفِتنةِ في دينهِم، وأنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيعُ دفعَ ذلك عنهُم، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مَنَعَةٍ من قومهِ وعمِّه، لا يَصِلُ إليه شيءٌ ممَّا يَكرهُ ممَّا ينالُ أصحابَه، فقال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ بأرضِ الحَبشةِ مَلِكًا لا يُظلمُ عنده، فالحقوا ببلادهِ حتَّى يجعلَ الله لكم فَرَجًا ومَخرجًا ممَّا أنتم فيهِ. فخرجنا إليها حتَّى اجتمعنا بها، فنزلنا بخيرِ دارٍ إلى خيرِ جارٍ، أَمَّنَّا على ديننا، ولم نخشَ منه ظُلمًا.... وقيل: كان مخرجهُم إلى الحَبشةِ في رجبٍ في السَّنةِ الخامسةِ مِنَ البِعثةِ النَّبويَّةِ. هاجر مِنَ المسلمين فيها اثنا عشرَ رجلًا، وأربعُ نِسوةٍ، منهم عُثمانُ بنُ عفَّانَ، وهو أوَّلُ من خرج ومعه زوجتُه رُقيَّةُ بنتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

العام الهجري : 6 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 628
تفاصيل الحدث:

في هذا العام كانت سَريَّةُ كُرْزِ بنِ جابِرٍ الفِهريِّ إلى العُرَنيِّين، الذين قَتَلوا راعيَ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واستاقوا النَّعَمَ؛ فبَعَث رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في آثارِهِم كُرْزَ بنَ جابِرٍ رَضي اللهُ عنه في عِشرين فارِسًا.
عن أنس رَضي اللهُ عنه: أنَّ رهطًا من عُكلٍ وعُرَينةَ أتَوا رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: إنَّا أُناسٌ من أهل ضَرعٍ، ولم نَكُن أهلَ ريفٍ، فاستَوخَمنا المَدينةَ -لم يُوافِقهم جَوُّها- فأمَر لهم رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذَودٍ -إبلٍ- وراعٍ، وأمَرَهم أن يَخرُجوا فيها فيَشرَبوا من أبوالِها وألبانِها؛ فانطَلَقوا حتى إذا كانوا في ناحيةِ الحَرَّةِ قَتَلوا راعيَ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واستاقوا الذَّودَ، وكَفَروا بعد إسلامِهِم؛ فبَعَث النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في طَلَبِهم، فأمر فقَطَع أيديَهم وأرجُلَهم وسَمَرَ أعيُنَهم -كَحَلَها بمَساميرَ مَحميَّةٍ-، وتَرَكَهم في ناحيةِ الحَرَّةِ حتى ماتوا وهم كذلك. وإنَّما سَمَرَ أعينهم لأنهم سمروا أعين الرعاء.

العام الهجري : 9 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:

هو أَصْحَمَةُ بنُ أَبْجَرَ مَلِكُ الحَبشةِ، والنَّجاشيُّ لَقبٌ له ولمُلوكِ الحَبشةِ، ومَعْنى: أَصْحَمَةَ: عَطِيَّةُ، وقِيلَ: عَطِيَّةُ الله، وقِيلَ: عَطاءٌ.
تَوَلَّى الحُكمَ بعدَ مَوتِ عَمِّهِ، وبعدَ سَنواتٍ مِن حُكمِهِ وانْتِشارِ عَدْلِه أَسلمَ في عَهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأَحسنَ إلى المسلمين الذين هاجَروا إلى أَرضِه، قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأَصحابِه عن النَّجاشيِّ: لو خَرجتُم إلى أرضِ الحَبشةِ فإنَّ بها مَلِكًا لا يُظْلَمُ عنده أحدٌ، وهي أرضُ صِدْقٍ، حتَّى يَجعلَ الله لكم فَرَجًا. ولمَّا ماتَ صلَّى عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ صَلاةَ الغائِبِ، فعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَعى لهم النَّجاشيَّ صاحِبَ الحَبشةِ، في اليَومِ الذي مات فيه، وقال: «اسْتَغْفِروا لأَخيكُم». وعن جابرٍ رضي الله عنه: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حين مات النَّجاشيُّ: «مات اليَومَ رَجلٌ صالِحٌ، فقوموا فصَلُّوا على أَخيكُم أَصْحَمَةَ».

العام الهجري : 13 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 634
تفاصيل الحدث:

لمَّا رأى المسلمون مُطاوَلةَ الرُّومِ لهم بالشَّام اسْتمَدُّوا أبا بكرٍ، فكتَب إلى خالدِ بن الوَليد يأمُرهُ بالمَسيرِ إليهم وبالحَثِّ، وأن يَأخُذَ نِصفَ النَّاس ويَسْتخلِفَ على النِّصفِ الآخرِ المُثَنَّى بن حارِثةَ الشَّيبانيَّ، ولا يَأْخُذَنَّ مَن فيه نَجْدَةٌ إلَّا وَيَتْرك عند المُثَنَّى مِثْلَهُ، وإذا فتَح الله عليهم رجَع خالدٌ وأصحابُه إلى العِراقِ. اتَّجَه خالدٌ مِن العِراقِ إلى الشَّام وفتَح عددًا مِن المُدُنِ، وصالَح بعضَها، وصل شَرقِيَّ جَبَلِ حَوْرانَ، ثمَّ تَدْمُرَ، ثمَّ القَرْيَتينِ مِن أَعمالِ حِمْصَ، ثمَّ قاتَل غَسَّانَ في مَرْجِ راهِطٍ وانتصر عليهم، ثمَّ سار إلى بُصْرى الشَّامِ وكانت أوَّلَ مدينةٍ افتتَحها مِن بِلادِ الشَّامِ حتَّى بلَغ جموع المسلمين في اليرموك، وكان ممَّا مَرَّ به خالدٌ مع جَيْشِهِ مَفازَة بين قُراقِر وسُوَى لا ماءَ فيها ولا كَلَأ، الدَّاخِلُ فيها مَفقودٌ، والخارِجُ منها مَولودٌ، لكنَّ خالدًا استعان بدَليلٍ يُقال له: رافِعُ بن عُميرَةَ الطَّائيُّ، ساعَدهُ على تَجاوُزِ المَفازةِ بسَلامٍ مع جَيشٍ قِوامُه تِسعةُ آلافِ مُقاتلٍ.

العام الهجري : 15 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 636
تفاصيل الحدث:

لمَّا فتَح أبو عُبيدةَ الجابِيَةَ مِن أعمالِ دِمشقَ وقِنَّسرينَ وحاصَر أهلَ مَسجدِ إيليا -أي بيت المَقدِس- فأَبَوْا أن يَفتَحوا له، وسَألوه أن يُرْسِلَ إلى صاحِبِه عُمَرَ لِيَقْدُمَ فيكون هو الذي يَتوَلَّى مُصالحَتَهُم، فكتَب بذلك إلى عُمَرَ فاسْتخلفَ علِيَّ بن أبي طالبٍ على المدينةِ, ثمَّ قَدِمَ للشَّامِ, وكتَب إلى أُمراءِ الأجنادِ أن يُوافُوه بالجابِيَةِ ليومٍ سَمَّاهُ لهم في المُجَرَّدَةِ، ويَستخلِفوا على أعمالِهم، وكان أوَّلَ مَن لَقِيَهُ فيها أبو عُبيدةَ, فلمَّا دخَل الجابِيَةَ قال له رجلٌ مِن اليَهودِ: يا أميرَ المؤمنين، إنَّك لا تَرجِع إلى بِلادِك حتَّى يفتحَ الله عليك إيلياء. فبينما عُمَر مُعسكرٌ بالجابِيَةِ فزَع النَّاسُ إلى السِّلاحِ، فقال: ما شَأنُكم؟ فقالوا: ألا ترى إلى الخيلِ والسُّيوفِ؟ فنظَر فإذا جَمْعٌ يلمعون بالسُّيوفِ. فقال عُمَرُ: مُسْتَأْمِنَةً فلا تُراعُوا، فأَمِّنُوهُم. وإذا أهلُ إيلياء، فصالَحهُم على الجِزيةِ, وعلى أن لا يَهْدِمَ كَنائِسَها، ولا يُجْلِيَ رُهْبانَها، ففَتَحوها له، وبَنَى بها مَسجِدًا، وأقام أيَّامًا ثمَّ رجَع إلى المدينةِ.

العام الهجري : 251 العام الميلادي : 865
تفاصيل الحدث:

خرج الحسين بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن الأرقط عبدالله بن زين العابدين علي بن الحسين الكوكبي الطالبي بقزوين، فالتقى موسى بن بغا الكبير هو والحسين بن أحمد الكوكبي على فرسخٍ من قزوين، فاقتتلا قتالًا شديدًا، ولَمَّا التَقَوا صَفَّ أصحاب الكوكبي صفوفًا وأقاموا ترسَتَهم في وجوهِهم يتَّقون بذلك سهامَ أصحاب موسى، فلما رأى موسى أن سهامَ أصحابِه لا تصِلُ إليهم مع ما قد فعلوا، أمَرَ بما معه من النِّفطِ أن يُصَبَّ في الأرض التي التقى هو وهم فيها، ثمَّ أمَرَ أصحابَه بالاستطرادِ لهم وإظهارِ هزيمةٍ منهم، فلما فعل أصحابُه ذلك ظنَّ الكوكبي وأصحابُه أنَّهم انهزموا، فتبعوهم فلمَّا علم موسى أنَّ أصحاب الكوكبي قد توسَّطوا النِّفطَ أمرَ بالنار فأُشعِلَت فيه، فأخذت فيه النارُ وخرجت من تحت أصحابِ الكوكبي فجَعَلَت تحرِقُهم وهرب الآخرون، وكانت هزيمةُ القوم عند ذلك ودخول موسى إلى قزوين, وهرب الكوكبيُّ إلى الديلم.

العام الهجري : 373 العام الميلادي : 983
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رأى أهلُ الأندلس فِعْلَ صِنهاجةَ غَبَطوهم، ورَغِبوا في الجهاد، وقالوا للمنصورِ بنِ أبي عامر: لقد نَشَّطَنا هؤلاء للغزو، فجمع الجيوش الكثيرةَ مِن سائر الأقطار، وخرج إلى الجهاد، إلى إليون ونازلها، واستمَدَّ أهلُها الفِرنجَ، فأمدُّوهم بجيوش كثيرة، واقتتلوا ليلًا ونهارًا، فكَثُر القتل فيهم، وصبَرَت صنهاجة صبرًا عظيمًا، ثم خرج قومص كبيرٌ مِن الفرنج لم يكُنْ لهم مثله، فجال بين الصفوفِ وطلب البرازَ، فبرز إليه جلالةُ بن زيري الصنهاجي فحمل كلُّ واحد منهما على صاحِبِه، فطعنه الفرنجيُّ فمال عن الطعنةِ وضَرَبه بالسيف على عاتِقِه فأبان عاتِقَه، فسقط الفرنجيُّ إلى الأرض، وحمل المسلمونَ على النصارى، فانهزموا إلى بلادِهم، وقُتِلَ منهم ما لا يحصى ومَلَك المدينةَ، وغَنِمَ ابن أبي عامر غنيمةً عظيمةً لم يُرَ مِثلُها، واجتمع من السبيِ ثلاثون ألفًا، وأمَرَ بالقتلى فنُضِدَت بعضها على بعض، وأمر مؤذِّنًا أذَّنَ فوق القتلى المَغرِبَ، وخرَّب مدينةَ قامونة، ورجع سالِمًا هو وعساكِرُه.

العام الهجري : 490 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1097
تفاصيل الحدث:

هو صاحبُ خراسانَ أرسلان أرغون بن ألب أرسلان السلجوقي: أخو السلطان ملكشاه. لما مات أخوه السلطان ملكشاه بادر أرسلان أرغون واستولى على خراسان، وتمكَّن من تملُّك بلخ ومرو وترمذ، وخرَّبَ سورَ نيسابور وغيرَها من المدائن، ووزَر له عمادُ الملك بن نظام الملك، ثم قَبَض عليه وأخذ منه ثلاثمائة ألف دينار وذبحه. وكان ظالِمًا شرس الأخلاق, قتل أرسلان أرغون بمرو، وكان سبب قتله أنه كان شديدًا على غلمانه، كثيرَ الإهانة لهم والعقوبة، وكانوا يخافونه خوفًا عظيمًا، فاتفق أنَّه طلب غلامًا له فدخل عليه وليس معه أحدٌ، فأنكر عليه تأخُّرَه عن الخدمة فاعتذَرَ، فلم يقبَلْ عُذرَه وضربه، فأخرج الغلامُ سكينًا معه وقتَلَه، وأُخِذَ الغلام، فقيل له: لمَ فعلتَ هذا؟ فقال: لأريحَ الناسَ مِن ظُلمِه. وكانت دولته أربع سنين، فلما عَلِمَ بمقتله السلطان بركيارق بن ملكشاه سار إلى خراسان واستولى عليها، وخطب لبركيارق أيضًا ببلاد ما وراء النهر، واستناب على خراسان أخاه الملك سنجر الذي امتدَّت أيامه.

العام الهجري : 497 العام الميلادي : 1103
تفاصيل الحدث:

وصلت مراكب من بلاد الفرنج إلى مدينة اللاذقية فيها التجار والأجناد والحُجَّاج، وغير ذلك، واستعان بهم صنجيل الفرنجي على حصار طرابلس، فحصروها معه برًّا وبحرًا، وضايقوها وقاتلوها أيامًا، فلم يروا فيها مطمعًا، فرحلوا عنها إلى مدينة جبيل، فحصروها، وقاتلوا عليها قتالًا شديدًا. فلما رأى أهلُها عجزهم عن الفرنج أخذوا أمانًا وسلموا البلد إليهم، فلم يفِ الفرنج لهم بالأمان، وأخذوا أموالهم، واستنقذوها بالعقوباتِ وأنواع العذاب، فلما فرغوا من جبيل وساروا إلى مدينة عكا استنجدهم الملك بغدوين، ملك الفرنج، صاحب بيت المقدس على حصارها، فنازلوها وحصروها في البر والبحر، وكان الوالي بها اسمه بنا -ويعرف بزهر الدولة الجيوشي- نسبة إلى ملك الجيوش الأفضل، فقاتلهم أشد قتال، فزحفوا إليه غير مرة، فعجز عن حفظ البلد، فخرج منه وملك الفرنجُ البلد بالسيف قهرًا، وفعلوا بأهلِه الأفعال الشنيعة، وسار الوالي بها إلى دمشق، فأقام بها، ثم عاد إلى مصر واعتذر إلى الأفضل فقَبِلَ عُذرَه.

العام الهجري : 588 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1192
تفاصيل الحدث:

في تاسع جمادى الأولى من هذه السنة استولى الفرنجُ على حصن الداروم، فخَرَّبوه، ثمَّ ساروا إلى بيت المقدس وصلاحُ الدين فيه، فبَلَغوا بيت نوبة، وكان سَبَبُ طمعهم أن صلاح الدين فَرَّقَ عساكره الشرقية وغيرَها؛ لأجل الشتاء ليستريحوا، ولِيَحضُرَ البَدَل عِوَضَهم، وبَقِيَ من قواته الخاصة بعض العساكر المصريَّة، فظنوا أنهم ينالون غَرَضًا، فلما سمع صلاح الدين بقُربِهم منه فَرَّقَ أبراجَ البلد على الأمراء، وسار الفِرنجُ مِن بيت نوبة إلى قلونية، آخِرَ الشهر، وهي على فرسخين من القُدس، فصَبَّ المسلمون عليهم البلاءَ، وتابعوا إرسالَ السرايا فبُلِيَ الفرنج منهم بما لا قِبَلَ لهم به، وعَلِموا أنهم إذا نازلوا القدسَ كان الشرُّ إليهم أسرعَ والتسَلُّطُ عليهم أمكَنَ، فرجعوا القهقرى، وركب المسلمونَ أكتافَهم بالرِّماح والسهام، ولما أبعد الفرنجُ عن يافا سيَّرَ صلاح الدين سرية من عسكَرِه إليها، فقاربوها، وكَمَنوا عندها، فاجتاز بهم جماعةٌ من فرسان الفرنج مع قافلة، فخَرَجوا عليهم، فقتلوا منهم وأسَروا وغَنِموا، وكان ذلك آخِرَ جمادى الأولى.

العام الهجري : 608 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

وثب أحدُ الباطنية على بعض أهلِ الأمير قتادة، صاحِبِ مكة، فقتله بمنًى ظنًّا منه أنه قتادة، فلما سمع قتادةُ ذلك جمع الأشراف والعربَ والعبيد وأهلَ مكَّة، وقصدوا الحاجَّ، ونزلوا عليهم من الجبَلِ، ورموهم بالحجارة والنبل وغير ذلك، وكان أميرُ حجاَّج العراق ولد الأمير ياقوت وهو صبي لا يَعرِفُ كيف يفعَلُ، فخاف وتحيَّرَ، وتمكن أمير مكة من نهب الحاجِّ، فنَهَبوا منهم من كان في الأطراف، وأقاموا على حالهم إلى الليلِ، فاضطرب الحاجُّ، وباتوا بأسوأ حال من شدة الخوفِ مِن القتل والنهب، فقال بعضُ الناس لأمير الحاج لينتقل بالحجَّاج إلى منزلة حجَّاج الشام، فأمر بالرحيل، فرفعوا أثقالَهم على الجمال تؤخَذُ بأحمالها، والتحَقَ مَن سَلِمَ بحجاج الشام، فاجتمعوا بهم، ثم رحلوا إلى الزاهر، ومُنعوا من دخولِ مكة، ثم أذِنَ لهم في ذلك، فدخلوها وتمَّموا حجَّهم وعادوا، ثم أرسل قتادةُ ولده وجماعة من أصحابه إلى بغداد، فدخلوها ومعهم السيوفُ مسلولةً والأكفان، فقَبَّلوا العتبةَ، واعتذروا ممَّا جرى على الحُجَّاج.

العام الهجري : 914 العام الميلادي : 1508
تفاصيل الحدث:

استولى الملك الأذفونش ملك الجلالقة بطليطلة على وهران، وفعل بأهلها الأفاعيل، ثم سما لتملُّك الجزائر وشَرِه لالتهامها وضايَقَ المسلمين في ثغورهم، وضعف بنو زيان عن مقاومته, فما كان من الشيخ الفقيه الصالح أبي العباس أحمد ابن القاضي الزواوي ممن له الشهرة والوجاهة الكبيرة في بسائط المغرب الأوسط وجباله إلا السعي للاستنجاد بالدولة العثمانية التي قد زخر عبابُهم وملكت أكثَرَ المسكونة خلال هذه الفترة، وظهر من قوَّاد عساكرهم البحرية قائدان عظيمان وهما خير الدين بربروسا وأخوه عروج باشا، وكانا قد تابعا الغزو على بلاد الكفر برًّا وبحرًا وأوقعا بأهل دول أوربا وقائع شهيرة، وصار لهم ذكر في أقطار البلاد، وتمكن ناموسهم من قلوب العباد، فكاتبهما الفقيه أبو العباس وعرَّفهما بما المسلمون فيه من مضايقة العدو الكافر، وقال: إن بلادنا بقيت لك أو لأخيك أو للذئب؛ فأقبَلَا نحوه مسرعَينِ حتى تمكن عروج من تحرير مدينة ثغر الجزائر سنة 922 (1516م) بعد ما كاد العدو يملكه فخلَّصه منهم.

العام الهجري : 1154 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1741
تفاصيل الحدث:

لما كان شهر ربيع الأول من هذه السنة، شغَّب العبيد على السلطان مولاي عبد الله بن إسماعيل بن مولاي علي الشريف العلوي, وهمُّوا بخلعه والإيقاع به، فنذرت بذلك أمه الحرة خناثى بنت بكار، ففرت من مكناسة إلى فاس الجديد، ومن الغد تبِعَها ابنها السلطان المولى عبد الله، ونزل برأس الماء فخرج إليه الودايا وأهل فاس وأجَلُّوا مَقدَمَه واهتزُّوا له، فاستعطفهم السلطان وقال لهم: أنتم جيشي وعدتي، ويميني وشمالي، وأريد منكم أن تكونوا معي على كلمة واحدة، وعاهدهم وعاهدوه ورجعوا، وفي أثناء ذلك بلغه أن أحمد بن علي الريفي قد كاتب عبيد مشرع الرملة وكاتبوه واتفق معهم على خلع السلطان مولاي عبد الله وبيعة أخيه مولاي زين العابدين، وكان يومئذ عنده بطنجة وأنهم وافقوه، فوجم لها السلطان مولاي عبد الله، ثم استعجل أمر المولى زين العابدين ففرَّ مولاي عبد الله إلى بلاد البربر.