الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2497 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 990 العام الميلادي : 1582
تفاصيل الحدث:

لما استقرَّ المنصور أحمد السعدي بمراكش، وأمن من هجوم العثمانيين على المغرب، طَمِحت نفسُه إلى التغلب على بلاد تيكورارين وتوات من أرض الصحراء وما انضاف إلى ذلك من القرى والمداشر- المزارع- إذ كان أهل تلك البلاد قد انكفَّت عنهم أيدي الملوك ولم تَسُسْهم الدول منذ أزمان، ولا قادهم سلطانٌ قاهر إلى ما يراد منهم، فسنح للمنصور أن يجمع بهم الكلمةَ ويرُدَّهم إلى أمر الله، فبعث إليهم القائِدَ أبا عبد الله محمد بن بركة والقائِدَ أبا العباس أحمد بن الحداد العمري المعقلي في جيش كثيف، فقطعوا إليهم القفرَ من مراكش وانتهوا إليهم على سبعين مرحلة منها، فتقدموا إليهم أولًا بالدعاء للطاعة والإعذار والإنذار فامتنعوا، فنازلوهم وقاتلوهم وطالت الحربُ بينهم أيامًا، ثم كان الظهور لجيش المنصور فأوقعوا بهم وأثخنوا فيهم إلى أن أذعنوا للطاعة وصاروا في حزب الجماعة، وأُنهي خبر الفتح إلى المنصور فسُرَّ بذلك سرورًا عظيمًا.

العام الهجري : 1220 العام الميلادي : 1805
تفاصيل الحدث:

اشتدَّ الغلاء والقحط على الناس في نجد وما يليها، وسقط كثير من أهل اليمن ومات أكثر إبلِهم وأغنامهم، وفي آخر هذا العام بلغ البُرُّ ثلاثة أصوع بريال, وبلغ التمر سبع وزنات بريال، وبِيعَ في ناحية الوشم والقصيم خمس وزنات بريال, وأمَّا في مكة فالأمر فيها أعظَمُ بسبب الحرب والحصار بعد نقض الشريف غالب الصلحَ مع الإمام سعود، فسُدَّت كُلُّ الطرق عن مكة من جهة اليمن والحجاز وتهامة ونجد؛ لأن أهل هذه البلدان كلُّهم رعايا لدولة الإمام سعود في الدرعية, وأمَّا في نجد فاشتدَّ الجوع فيها على الناس واستمَرَّ الغلاء والجوع في نجدٍ نحو ست سنوات. لكِنَّ الله جعل لهم في الأمن عوضًا عن الجوع والغلاء، فالرجل يسافر إلى أقصى البلاد من اليمن وعمان والشام والعراق وغيرها لا يخشى أحدًا إلا الله, وقد صارت الدرعية لهم رداءً كالبصرة والأحساء، فمن أتاها بنفسه وعياله وسَّعَ الله عليه دنياه.

العام الهجري : 1226 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1811
تفاصيل الحدث:

لما رجع سعود من الحج أطلق آلَ خليفة أهل البحرين والزبارة، وأذِنَ لهم بالرجوع إلى بلدهم، ووعدوه بالسمع والطاعة وعدم المخالفة، ووافق وقتُ وصولهم البحرين وقوعَ مقاتلة عظيمة في البحر بين عشايرهم وأبنائهم وبين أتباع الدولة السعوديةِ الذين في ناحيتِهم، وهم رحمة بن جابر بن عذبي أمير خوير حسان المعروف، وأبا حسين أمير الحويلة البلد المعروفة في قطر، وإبراهيم بن عفيصان أمير شوكة المرابِطة من أهل نجد وغيرهم، وذلك أنَّ هؤلاء سار بعضُهم على بعض في السفُنِ، فوقعت الملاقاة في البحر قربَ البحرين، فوقع قتالٌ شديد وكثُر القتلى بين الفريقين، ثم اشتعلت النار في السفُنِ، ومات بينهم خلق كثيرٌ قتلًا وحرقًا وغَرَقًا، فاحترقت السفن بمن فيها، واحترق لابن جابر وأبا حسين ومن معهم من المسلمين سبعةُ مراكب، واحترق لآل خليفة نحو ذلك, وقُتِل من أهل البحرين وأتباعهم ومن أتباع آل سعود نحو 1600 قتيل.

العام الهجري : 1374 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1954
تفاصيل الحدث:

أقيمَ حَفلُ تكريم لجمال عبد الناصر ورفاقه في حديقة المنشية بمدينة الإسكندرية في 29 صفر / 26 أكتوبر، واتُّخِذَت التدابير الأمنية المعروفة، وفي أثناء الحفل تقَدَّم أحد الرجال وأطلق ثمانيةَ أعيرة نارية باتجاه جمال عبد الناصر الذي لم يُصَبْ هو ولا الوفد بأيِّ أذًى، وبدأت الصحف تتكَلَّمُ عن الحادثة وعن القبض على المجرم، وشُكِّلَت محكمةُ الشعب برئاسة جمال سالم وعضوية أنور السادات، وحسين الشافعي، فصدرت ضِدَّ أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أحكام بالسجن، بدأت من عشر سنوات إلى الأشغال الشاقة المؤبَّدة، والقتل بحَقِّ سبعة من قيادات الجماعة، هم كُلٌّ من: محمود عبد اللطيف؛ ويوسف طلعت، وإبراهيم الطيب، وهنداوي دوير، ومحمد فرغلي، وعبد القادر عودة، وحسن الهضيبي الذي خُفِّفَ عنه الحكم لاحقًا إلى المؤبَّد؛ لكبر سنه ومَرَضِه، ونُفِّذَ حكم القتل بالآخرين، ثم زُجَّ بالآلاف في السجون.

العام الهجري : 319 العام الميلادي : 931
تفاصيل الحدث:

استولى مرداويج مَلِكُ الدَّيلم على بلدِ الجبَلِ والرَّيِّ وغيرِهما، وأقبلت الدَّيلمُ إليه من كلِّ ناحية لبَذلِه وإحسانِه إلى جُندِه، فعَظُمَت جيوشُه، وكَثُرَت عساكِرُه، وكثُرَ الخراجُ عليه، فلم يَكفِه ما في يده، ففرَّق نوَّابَه في النواحي المجاورةِ له، فكان ممَّن سيَّرَه إلى همَذان ابنُ أختٍ له في جيشٍ كثير، وكان بها أبو عبدِ الله محمَّدُ بن خلف في عسكرِ الخليفة، فتحاربوا حروبًا كثيرة، وأعان أهلُ همذان عسكرَ الخليفة، فظَفِروا بالدَّيلم، وقُتل ابنُ أخت مرداويج، فسار مرداويج من الرَّيِّ إلى همذان، فلمَّا سمع أصحاب الخليفة بمسيره انهزموا من همذانَ، فجاء إلى همذان، ونزل على باب الأسدِ، فتحصَّنَ منه أهلُها، فقاتلهم، فظَفِرَ بهم وقتل منهم خلقًا كثيرًا، وأحرقَ وسبى، ثم رفعَ السيف عنهم وأمَّن بقيَّتَهم، فأنفذ المقتَدِر هارونَ بن غريب في عساكرَ كثيرةٍ إلى محاربته، فالتَقَوا بنواحي همذان، فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا، فانهزم هارونُ وعسكَرُ الخليفة، واستولى مرداويج على بلاد الجبلِ جميعِها، وما وراء همذان، وسيَّرَ قائدًا كبيرًا من أصحابه يُعرَف بابن علَّان القزوينيِّ إلى الدينَوَر، ففتَحَها بالسيف، وقتل كثيرًا من أهلِها، وبلغت عساكرُه إلى نواحي حُلوان، فغَنِمَت ونهبت، وقتلت وسبت الأولادَ والنساء، وعادوا إليه، ثمَّ أنفذ مرداويج طائفةً أخرى إلى أصبهان، فملكوها واستولَوا عليها، وبنَوا له فيها مساكِنَ وبساتين، فسار مرداويج إليها فنزلها وهو في أربعينَ ألفًا، وقيل خمسينَ ألفًا، وأرسل جمعًا آخرَ إلى الأهواز، فاستولوا عليها وعلى خوزستان، وجَبَوا أموالَ هذه البلاد والنواحي، وقَسَّمَها في أصحابه، وجمعَ منها الكثيرَ فادَّخَره، ثمَّ إنَّه أرسل إلى المقتَدِر رسولًا يقرِّرُ على نفسِه مالًا على هذه البلاد كلِّها، ونزل للمُقتَدِر عن هَمذان وماه الكوفة، فأجابه المقتَدِر إلى ذلك، وقوطِعَ على مائتي ألف دينار كلَّ سنة.

العام الهجري : 679 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1280
تفاصيل الحدث:

ورد الخبر بمسير التتار إلى البلاد الشامية وذلك لما بلغهم من حصول الاختلاف بين المسلمين، وافترق التتار ثلاث فرق: فرقة سارت من جهة بلاد الروم ومقدمهم صمغار وتنجي وطرنجي، وفرقة من جهة الشرق ومقدمهم بيدو بن طوغاي بن هولاكو وبصحبته صاحب ماردين، وفرقة فيها معظم العسكرِ وشِرارُ المغول ومقدَّمُهم منكوتمر بن هولاكو، فخرج من دمشقَ الأميرُ ركن الدين إياجي على عسكر، وانضم مع العسكر المحاصر لشيزر، وخرج من القاهرةِ الأمير بدر الدين بكتاش النجمي على عسكر، واجتمع الجميعُ على حماة، وراسلوا الأميرَ سنقر الأشقر في إخماد الفتنة والاجتماعِ على قتال التتار، فبعث إليهم عسكرًا من صهيون أقام حول صهيون، ونزل الحاج أزدمر من شيزر وخيم تحت قلعتها، ووقعت الجفلةُ في البلاد الحلبية، فسار منها خلق كثير إلى دمشق في النصف من جمادى الآخرة، وكثُرَ الاضطراب في دمشق وأعمالها، وعزم الناسُ على تركها والمسير إلى ديار مصر، فلما كان في الحادي عشر هجمت طوائف التتار على أعمال حلب، وملكوا عينتاب وبغراس ودربساك، ودخلوا حلَبَ وقد خلت من العسكَرِ، فقتلوا ونهبوا وسَبَوا، وأحرقوا الجامِعَ والمدارس ودارَ السلطنة ودور الأمراء، وأقاموا بها يومينِ يكثرون الفساد بحيث لم يسلم منهم إلا من اختفى في المغائر والأسربة، ثم رحلوا عنها في يوم الأحد ثالث عشر عائدين إلى بلادهم بما أخذوه، وتفَرَّقوا في مشاتيهم، وتوجه السلطان قلاوون من مصر بالعساكر إلى البلاد الشاميَّة يريد لقاء التتار، بعد ما أنفق في كل أميرٍ ألف دينار، وفي كل جندي خمسَمائة درهم، واستخلف على مصر بقلعة الجبل ابنه الملك الصالح عليها، فسار السلطان إلى غزة، وقدم عليه بغزة من كان في البلاد الشامية من عساكر مصر، وقدم عليه أيضًا طائفةٌ من أمراء سنقر الأشقر فأكرَمَهم، ولم ينزل السلطانُ بغزة إلى عاشر شعبان، فرحل منها عائدًا إلى مصر، بعد أن بلغه رجوعُ التتار.

العام الهجري : 1336 العام الميلادي : 1917
تفاصيل الحدث:

قامت الثورة البلشفية في روسيا عام 1335هـ / 1917م، حيث تظاهر العمَّالُ نتيجة المفاسد وانهيار الأوضاع الاقتصادية وكثرة البطالة، فتشكَّلت حكومةٌ مؤقتة اشترك فيها الاشتراكيون والحزب الديمقراطي الدستوري، كان من نتيجتها تنازُلُ القيصر نقولا الثاني عن العرش لأخيه الأكبر ميخائيل، الذي سرعان ما تنازل هو أيضًا، وخوَّل الحكومةَ المؤقَّتة تسييرَ شؤون البلاد، ولم يجِدِ المسلمون لهم ناصرًا بين الروس، وقد حضروا المؤتمرات وأسَّسوا الجمعيات، لكن دون جدوى، ثم عاد لينين إلى روسيا في جمادى الأولى من العام نفسه / آذار 1917م بعد أن كان في سويسرا، وأخذ ينادي بمبدأ تقرير المصير للأقليَّات؛ ممَّا حدا ببعض المسلمين الانضمام لهذه الثورة البلشفية، بدافِعِ كرههم للروس وما فعلوه بهم، واتحد الزعماءُ المسلِمون المؤيِّدون وقرروا في مؤتمر موسكو التوفيقَ بين الإسلام والاشتراكية!، ثم أعطى لينين عام 1336هـ / 1917م أوامِرَه بصراحة لجماعته البلاشفة، فتسلَّموا السلطة دون مقاومة، ودعمها الطلاب الضبَّاط في الكلية الحربية ثم تشكَّلت الحكومة الجديدة برئاسة لينين، وهرب رئيس الحكومة المؤقتة، ثم تمَّ تأميمُ الأراضي وطلب الصلح فورًا مع الألمان، وتمَّ إلغاء المِلْكية الشخصية، ووقف المسلمون بجانب البلاشفة، أما تركستان فقد أعلنت استقلالَها بعد الانقلاب البلشفي حيث أعلن مجلِسُ الشعب الإسلامي في مدينة خوقند استقلالَ تركستان الذاتي، فسار إليها سوفييت طاشقند فاقتحموا المدينةَ ونهبوها وحرَّقوها وقَتَلوا أكثَرَ من مئة ألف من سكانها، وأما شمال القفقاس أو القوقاز فأعلن اتحادُ الجبلين أن بلادَ القفقاس جزءٌ من روسيا البيضاء، أما الداغستان والشيشان فأعلنوا قيامَ حكومة مستقلة، وأما أذربيجان فتأخَّر صدامُهم مع البلاشفة لِبُعدِ الشُّقَّة، ولكن بعد أن وقع جرت المذابِحُ التي ذهب ضحيَّتها ثلاثة آلاف مسلم، وهكذا لم يبق للمسلمين نفوذٌ ولا سلطةٌ إلا في أربعة مراكز، هي: داغستان، وشيشان، وحكومة غاندكا في أذربيجان، وإمارة بخارى، وإمارة خوارزم.

العام الهجري : 312 العام الميلادي : 924
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رأى المحسِنُ ابن الوزير ابن الفرات انحلالَ أمورهم، أخذَ كلَّ مَن كان محبوسًا عنده من المصادَرينَ، فقتَلَهم؛ لأنَّه كان قد أخذ منهم أموالًا جليلةً، ولم يوصِلْها إلى المقتَدِر، فخاف أن يقرُّوا عليه. فكَثُر الإرجافُ على ابن الفرات، فكتب ابنُ الفراتِ إلى المقتَدِر يُعَرِّفُه ذلك، وأنَّ النَّاسَ إنَّما عادَوه لنُصحِه وشفَقتِه، وأخذ حقوقه منهم، فأنفذ المقتَدِرُ إليه يُسَكِّنُه ويطَيِّبُ قَلبَه, ثم ركبَ هو وولدُه إلى المقتدر، فأدخلَهما إليه فطيَّبَ قلوبَهما فخرجا من عنده هو وابنُه المحسن، فأمَّا المحسن فإنه اختفى، وأما الوزير فإنه جلس عامَّةَ نهاره يمضي الأشغالَ إلى الليل، ثم بات مفكِّرًا، فلما أصبح سَمِعَه بعضُ خَدَمِه ينشد: وأصبَحَ لا يدري وإن كان حازمًا... أقُدَّامُه خيرٌ له أم وراءَه. فلما أصبح الغدُ، وهو الثامن من ربيع الأول، وارتفع النهار أتاه نازوك وبليق في عِدَّة من الجند، فدخلوا إلى الوزيرِ، وهو عند الحرم، فأخرجوه حافيًا مكشوفَ الرأس، وأُخِذَ إلى دجلة، ثم حُمِلَ إلى مؤنسٍ المظَفَّر، ومعه هلال بن بدر، فاعتذر إليه ابنُ الفرات، وألان كلامه، فقال له: أنا الآن الأستاذُ، وكنتُ بالأمس الخائنَ الساعيَ في فساد الدولة، وأخرجتَني والمطرُ على رأسي ورؤوسِ أصحابي، (ولم تمهِلْني) ثمَّ سُلِّمَ إلى شفيع اللؤلؤي، فحُبِسَ عنده، وكانت مدَّة وَزارته عشرةَ أشهر وثمانية عشر يومًا، وأُخِذَ أصحابُه وأولاده ولم ينجُ منهم إلَّا المحسن، فإنه اختفى، وصودِرَ ابنُ الفرات على جملةٍ مِن المال مبلغها ألف ألف دينار.

العام الهجري : 315 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 927
تفاصيل الحدث:

كانت بين يوسُفَ بنِ أبي الساج وبين أبي طاهرٍ القرمطيِّ عند الكوفة موقعةٌ، فسبقه إليها أبو طاهر فحال بينه وبينها، فكتب إليه يوسُفُ بنُ أبي الساج: اسمَعْ وأطِعْ، وإلا فاستعِدَّ للقتالِ يوم السبت تاسِعَ شوال منها، فكتب: هلُمَّ، فسار إليه، فلما تراءى الجمعانِ استقَلَّ يوسف جيشَ القرمطي، وكان مع يوسُفَ بن أبي الساج عشرونَ ألفًا، ومع القرمطي ألفُ فارس وخمسمائة رجل. فقال يوسف: وما قيمةُ هؤلاء الكلابِ؟ وأمر الكاتِبَ أن يكتب بالفتحِ إلى الخليفة قبل اللِّقاء، فلما اقتتلوا ثبت القرامطة ثباتًا عظيمًا، ونزل القرمطي فحَرَّض أصحابَه وحمل بهم حملةً صادقة، فهزموا جندَ الخليفة، وأسروا يوسُفَ بن أبي الساج أميرَ الجيش، وقتلوا خلقًا كثيرًا من جند الخليفة، واستحوذوا على الكوفةِ، وجاءت الأخبار بذلك إلى بغداد، وشاع بين الناسِ أنَّ القرامطة يريدون أخذَ بغداد، فانزعج النَّاسُ لذلك وظَنُّوا صِدقَه، فاجتمع الوزيرُ بالخليفة فجهَّزَ جيشًا أربعين ألف مقاتِلٍ مع أمير يقال له بليق، فسار نحوهم، فلما سَمِعوا به أخذوا عليه الطُّرُقات، فأراد دخول بغداد فلم يُمكِنْه، ثم التقَوا معه فلم يلبَثْ بليق وجيشه أن انهزم، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون. وكان يوسُفُ بنُ أبي الساج معهم مقيَّدًا في خيمةٍ، فجعل ينظر إلى محلِّ الوقعة، فلما رجع القرمطي قال: أردتَ أن تهربَ؟ فأمر به فضُرِبَت عنقه. ورجع القرمطي من ناحيةِ بغداد إلى الأنبار، ثم انصرف إلى هيتَ.

العام الهجري : 520 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1127
تفاصيل الحدث:

لما وصل السلطان إلى بغداد في العشرين من ذي الحجة، ونزل بباب الشماسية، ودخل بعضُ عسكره إلى بغداد، ونزلوا في دُورِ الناس، شكا الناسُ ذلك إلى السلطان، فأمر بإخراجِهم، وبَقِيَ فيها مَن له دار، وبقي السلطانُ يراسل الخليفة بالعود، ويطلب الصلحَ، وهو يمتنِعُ، وكان يجري بين العسكرين مناوشة، والعامة من الجانب الغربي يسبون السلطانَ أفحش سَبٍّ. ثم إن جماعة من عسكر السلطان دخلوا دار الخلافة، ونهبوا التاج، وحُجَر الخليفة، أول المحرم، وضجَّ أهل بغداد من ذلك، فاجتمعوا ونادوا الغزاة، فأقبلوا من كلِّ ناحية، ولما رآهم الخليفة خرج من السرادق والشمسة على رأسه، والوزير بين يديه، وأمر بضربِ الكوسات والبوقات، ونادى بأعلى صوته: يا آلَ هاشم! وأمر بتقديم السفن، ونَصْب الجسر وعبرَ الناسُ دفعةً واحدة، وكان له في الدار ألفُ رجل مختفين في السراديب، فظهروا، وعسكرُ السلطانِ مُشتَغِلون بالنهب، فأسر منهم جماعة من الأمراء، ثم عبر الخليفةُ إلى الجانب الشرقي، ومعه ثلاثون ألف مقاتل من أهل بغداد والسواد، وأمر بحفر الخنادق، فحُفِرت بالليل، وحفظوا بغداد من عسكر السلطان، ووقع الغلاءُ عند العسكر، واشتدَّ الأمر عليهم، وكان القتالُ كلَّ يوم عليهم عند أبواب البلدِ وعلى شاطئ دجلة، وعزم عسكر الخليفة على أن يكبِسوا عسكر السلطان، فغدر بهم الأميرُ أبو الهيجاء الكردي، صاحب إربل، وخرج كأنَّه يريد القتال، فالتحق هو وعسكرُه بالسلطان. وقَدِمَ عماد الدين زنكي بقواتٍ ضخمة نجدةً للسلطان فأجاب المسترشد بالله للصُّلحِ.

العام الهجري : 580 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1184
تفاصيل الحدث:

خرج عليُّ بنُ إسحاق المعروفُ بابن غانية، وهو من أعيان الملثَّمين- المرابطين- الذين كانوا ملوك المغرب، وهو حينئذٍ صاحبُ جزيرة ميورقة، إلى بجاية فمَلَكَها، وسبب ذلك أنه لَمَّا سمع بوفاة يوسف بن عبد المؤمن عَمرَ أسطولَه، فكان عشرين قطعةً وسار في جموعه فأرسى في ساحل بجاية، وخرجت خيلُه ورجالُه من الشواني فكانوا نحو مائتي فارس من الملثَّمين وأربعة آلاف راجل، فدخل مدينةَ بجاية بغير قتالٍ؛ لأنه اتفق أنَّ واليَها سار عنها قبل ذلك بأيامٍ إلى مراكش ولم يترُكْ فيها جيشًا ولا ممانِعًا؛ لعدم عدو يحفَظُها منه، فجاء الملثَّم ولم يكن في حسابِهم أنه يُحَدِّثُ نفسَه بذلك، فأرسى بها ووافقه جماعةٌ من بقايا الدولة بني حماد وصاروا معه فكَثُرَ جَمعُه بهم وقَوِيَت نفسه، فسَمِعَ خبره والي بجاية فعاد من طريقِه ومعه من الموحِّدين ثلاثمائة فارس، فجمع من العربِ والقبائل الذين في تلك الجهاتِ نحو ألف فارس، فسَمِعَ بهم الملثم وبقربهم منه، فخرج إليهم وقد صار معه قَدرُ ألف فارس، وتواقفوا ساعة فانضاف جميعُ الجموع التي كانت مع والي بجايةَ إلى الملثم، فانهزم حينئذٍ والي بجاية ومَن معه من الموحِّدين وساروا إلى مراكش، وعاد الملثَّم إلى بجاية فجمع جيشَه وخرج إلى أعمالِ بجايةَ فأطاعه جميعُهم إلا قسنطينة الهوى فحصرها إلى أن جاء جيشٌ من الموحدين من مراكِشَ في صفر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة في البر والبحر، وكان بها يحيى وعبد الله أخو علي بن إسحاق الملثم، فخرجا منها هاربَينِ ولحقا بأخيهما فرحل عن قسنطينة وسار إلى إفريقيَّةَ.

العام الهجري : 803 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1401
تفاصيل الحدث:

كان رحيل تيمورلنك عن دمشق في يوم السبت ثالث شعبان من هذه السنة واجتاز على حلب وفعل بها ما قدر عليه ثانيًا، ثم سار منها حتى نزل على ماردين يوم الاثنين عاشر شهر رمضان من السنة، ووقع له بها أمور، ثم رحل عنها، وأوهم أنه يريد سمرقند، يورِّي بذلك عن بغداد، وكان السلطان أحمد بن أويس قد استناب ببغداد أميرًا يقال له فرج، وتوجَّه هو وقرا يوسف نحو بلاد الروم، فندب تيمور على حين غفلة أمير زاده رستم ومعه عشرون ألفًا لأخذِ بغداد، ثم تبعه بمن بقي معه ونزل على بغداد، وحصرها حتى أخذها عنوةً في يوم عيد النحر من السنة، ووضع السيف في أهل بغداد، لما استولى على بغداد ألزم جميعَ من معه أن يأتيَه كل واحد منهم برأسين من رؤوس أهل بغداد؛ فوقع القتل في أهل بغداد وأعمالها، حتى سالت الدماء أنهارًا، حتى أتوه بما أراد، فبنى من هذه الرؤوس مائة وعشرين مِئذنة، فكانت عدة من قُتِل في هذا اليوم من أهل بغداد تقريبًا مائة ألف إنسان, وقيل: تسعين ألف إنسان، وهذا سوى من قُتِل في أيام الحصار، وسوى من قُتِل في يوم دخول تيمور إلى بغداد، وسوى من ألقى نفسَه في نهر دجلة فغرق، وهو أكثر من ذلك! قال: وكان الرجل المرسوم له بإحضار رأسين إذا عجز عن رأس رجل قطع رأس امرأةٍ من النساء وأزال شعرَها وأحضرها، قال: وكان بعضُهم يقِفُ بالطرقات ويصطاد من مَرَّ به ويقطع رأسَه، ثم رحل تيمور عن بغداد وسار حتى نزل قراباغ بعد أن جعلها دكًّا خرابًا.

العام الهجري : 822 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1419
تفاصيل الحدث:

فشا الموت بالطاعون في إقليمي الشرقية والغربية وجميع الوجه البحري، وكان ابتداؤه بالقاهرة ومصر منذ حلت الشمس في برج الحمل، في يوم الأحد الخامس عشر صفر، فبلغت عدة من يرد الديوان من الأموات ما بين العشرين والثلاثين في كل يوم، وبلغت عدة من ورد من الأموات بالقاهرة إلى الديوان نحو الخمسين، أكثرهم أطفال، وذلك سوى المارستان، وموتهم بأمراض حادة، وحبة الموت قَلَّ من يمرض منهم ثلاثة أيام، بل كثير منهم يموت ساعة يمرض، أو من يومه، وبلغت عدة من ورد الديوان من الأموات في ربيع الأول بمدينة بلبيس ألف إنسان، وبناحية بردين من الشرقية خمسمائة نفس، وبناحية ديروط من الغربية ثلاثة آلاف إنسان، سوى بقية القرى، وهي كثيرة جدًّا، وفي شهر ربيع الآخر أوله الخميس في ثالثه بلغت عدة من يرد الديوان من الأموات بالقاهرة إلى مائة وستة وتسعين، سوى المارستان، ومصر، وبقية المواضع التي لا ترد الديوان، وما تقصر عن مائة أخرى، هذا مع شناعة الموتان بالأرياف، وخلو عدة قرى من أهلها، وكان عدة من مات بالقاهرة وورد اسمه إلى الديوان من العشرين من صفر إلى آخر شهر ربيع الآخر 7652؛ من الرجال: ألف وخمسة وستون رجلًا، والنساء 669 امرأة، والصغار 3969 صغيرًا، والعبيد 544، والإماء 1369، والنصارى 69، واليهود 32، وذلك سوى المارستان، وسوى ديوان مصر، وسوى من لا يَرِدُ اسمه إلى الديوانين، ولا يقصر ذلك عن تتمة العشرة آلاف، ومات بقرى الشرقية والغربية مثل ذلك وأزيدُ!

العام الهجري : 727 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1327
تفاصيل الحدث:

في يومِ الخميس خامِس رجب كانت الفتنةُ بالإسكندرية وملَخَّصُها أنَّ بعض تجار الفرنج فاوض رجلًا من المسلمينَ وضَرَبه بخُفٍّ على وجهه، فثار المسلمون بالإفرنجيِّ وثار الفرنجُ لتحميه، فوقع الشَّرُّ بين الفريقين، واقتتلوا بالسلاحِ، فركب ركن الدين الكركي متولِّي الثغر، فإذا النَّاسُ قد تعصبوا وأخرجوا السلاحَ، وشهدوا على الفرنجيِّ ممَّا يوجب قَتْلَه، وحملوه إلى القاضي وغُلِّقَت أسواق المدينة وأبوابها، فلما كان بعد عشاء الآخرة فُتِحَت الأبواب ليدخُلَ من كان خارِجَ البلد، فمِن شِدَّة الزحام قُتِلَ عَشرةُ أنفس، وتَلِفَت أعضاء جماعة، وذهبت عمائمُ وغيرها لكثير منهم، وتبيَّنَ للكركي تحامُلُ الناس على الفرنج، فحمَلَ بنفسه وأجنادِه عليهم ليدفَعَهم عن الفرنج، فلم يندفِعوا وقاتلوه إلى أن هَزَموه، وقصدوا إخراج الأمراء المعتَقَلين بالثغر، بعدما سُفِكَت بينهما دماءٌ كثيرة، فعند ذلك بادر الكركي بمطالعة السلطانِ بهذه الحادثة، فسَرَّح الطائر بالبطائِقِ يُعلِمُ السلطان، فاشتَدَّ غضبه، وخشي السلطانُ خُروجَ الأمراءِ مِن السجن، وأخرج السلطانُ الوزير مغلطاي الجمال وطوغان شاد الدواوين، وسيف الدين ألدمر الركني أمير جندار، في جماعةٍ مِن المماليك السلطانيَّة، ومعهم ناظر الخاص إلى الإسكندرية، ومعهم تذاكِرُ مما يُعمَلُ مِن تتَبُّع أهل الفساد وقَتْلِهم، ومُصادرة قَومٍ بأعيانهم، وتغريمِ أهل البلد المالَ، والقبض على أسلحة الغزاة، ومَسْك القاضي والشهود، وتجهيز الأمراء المسجونين إلى قلعة الجَبَل، فساروا في عاشِرِه، ودخلوا المدينة، وجلس الوزيرُ والناظر بديوان الخُمُس وفرض الوزيرُ على الناس خمسَمائة ألف دينار، وقَبَض على جماعةٍ مِن أذلهم ووسطِهم، وقطع أيديَ بَعضِهم وأرجُلَهم، وتطَلَّب ابن رواحة كبيرَ دار الطراز ووسطه، من أجلِ أنَّه وُشِيَ به أنه كان يُغري العامَّةَ بالفرنج ويَمُدُّهم بالسلاح والنفقة، فحَلَّ بالناس من المُصادرة بلاء عظيم، وكتب السلطانُ كتُبًا ترد شيئًا بعد شيءٍ تتضَمَّنُ الحثَّ على سفك دماء المفسدين وأخذ الأموال، والوزير يجيبُ بما يُصلِحُ أمْرَ الناس، ثم استدعى الوزير بالسلاح المعَدِّ للغزاة، فبلغ ستةَ آلاف عدة، وضعها كُلَّها في حاصل وخَتَم عليها، واستمَرَّ نحو العشرين يومًا في سَفكِ دماء وأخذِ أموال، حتى جمع ما يُنَيِّف على مائتين وستين ألف دينار، وقُدِّمَ الوزير عماد الدين محمد بن إسحاق بن محمد البلبيسي قاضي الإسكندرية لِيُشنَق، ثم أخره، وكاتب السلطانَ بأنه كَشَف عن أمرِه فوجد ما نُقِلَ عنه غيرُ صحيح، وبعث الوزير المسجونينَ إلى قلعة الجبل في طائفةٍ معهم لحِفظِهم، فقَدِموا في الثامن عشر، وقدم الوزيرُ من الإسكندرية بالمال، وجلس في آخر رجب بالمال بقاعةِ الوزارة المستجَدَّة بالقلعة، وقد سكنها، وحفر النظار والمستوفون من خارج الشباك، فنفذ الوزيرُ الأمور، وصرفَ أحوال الدولة، وفي أول شعبان قَدِمَت رسل بابا الفرنج من مدينةِ رومة بهديَّة، وكتاب فيه الوصيَّةُ بالنصارى وأنَّه مهما عُمِلَ بهم بمصرَ والشام عاملوا مَن عندهم من المسلمين بمِثلِه، فأجيبوا وأُعيدوا، ولم تَقدَمْ رسُلٌ من عند البابا إلى مصر منذ أيام الملك الصالحِ نجمِ الدين أيوب.

العام الهجري : 976 العام الميلادي : 1568
تفاصيل الحدث:

ثار المسلمون في ليلة عيد ميلاد النصارى على الإسبان، واعتصموا في جبال البشرات لصدور أوامر ملكية تحرم عليهم التحدث بالعربية، وتمنعهم من ممارسة عبادتهم وتقاليدهم، وكانت هذه الثورة بقيادة محمد بن أمية، يُذكَر أن السلطان السعدي الغالب بالله بذل الوعود المعسولة لرسل الثوَّار البورشارات، ووعدهم بالنصر وتقديم كل ما يحتاجونه من عتاد وسلاح ورجال، لكن استمرَّ الغالب بالله محافظًا على روابطه الوديَّة مع فيليب الثاني، وعمل على خِذلان أهل الأندلس! تسارعت الأحداث في إسبانيا، وبلغ عدد المجاهدين في أوائل سنة 976 أكثر من مائة وخمسين ألفًا، وصادف تلك الثورة صعوباتٌ كبيرة بالنسبة للحكومة الإسبانية؛ إذ كانت غالبية الجيش متقدِّمة مع دوق البابا في الأراضي المنخفضة وأثبتت الدوريات البحرية أنها غير قادرة على حرمان الثوار المسلمين من الاتصال بالعثمانيين في الجزائر، فاستنجد المسلمون بالعثمانيين، فجمع قلج علي جيشًا عظيمًا قِوامُه أربعة عشر ألف رجل من رماة البنادق، وستين ألفًا من المجاهدين العثمانيين من مختلف أرجاء البلاد، وأرسلهم إلى مدينتي مستغانم ومازغران؛ استعدادًا للهجوم على وهران، ثم النزول في بلاد الأندلس، وكان يرافق ذلك الجيشَ عددٌ كبيرٌ من المدافع، وألف وأربعمائة بعير محمَّلة بالبارود الخاص بالمدافع والبنادق، ولكن وبسبب سوء تصرف أحد رجال الثورة الأندلسيين إذ انكشف أمره فداهمه الإسبان، وضبطوا ما كان يخفيه من سلاح بعد أن نجح قلج علي في إنزال الأسلحة والعتاد والمتطوعين على الساحل الإسباني، لم تقع الثورة في الموعد المحدَّد لها، لقد قام قلج علي في شعبان سنة 976 ببعث أسطول الجزائر لتأييد الثائرين في محاولتهم الأولى، وحاول إنزال الجند العثماني في الأماكن المتفق عليها، لكن الإسبان كانوا قد عرفوا ذلك بعد اكتشاف المخطَّط، فصدوا قلج علي عن النزول، وكانت الثورة في عنفوانها، وزوابع الشتاء قوية في البحر؛ فالأسطول الجزائري صار يقاوم الأعاصير من أجل الوصول إلى أماكن أخرى من الساحل يُنزل بها المدد المطلوب، إلا أن قوة الزوابع أغرقت 32 سفينة جزائرية تحمل الرجال والسلاح، وتمكَّنت ست سفن من إنزال شحنتِها فوق سواحل الأندلس، وكان فيها المدافع والبارود والمجاهدين، وكان القائد المجاهد قلج علي قد عزم على الذهاب بنفسه ليتولى قيادة الجهاد هناك، لكن ما شاع عن تجمع الأسطول الصليبي للقيام بمعركة حاسمة مع المسلمين وأمْر السلطان العثماني له بالاستعداد للمشاركة في هذه المعركة- جعله مضطرًّا للبقاء في الجزائر منتظرًا لأوامر إستانبول، وفي غمرة الثورة الأندلسية اتُّهم قائد الثورة ابن أمية بالتقاعس عن الجهاد، فهاجمه المتآمرون فقتلوه في منزله واختير مولاي عبد الله بن محمد بن عبو بدلًا منه، وبعث قلج علي تعزيزات له ونجح القائد الجديد في حملاته الأولى ضد النصارى الإسبان، وطوَّق جيشُه مدينة أرجيه، انزعجت الحكومة الإسبانية لهذا التطورات، وعينت دون جوان النمساوي على قيادة الأسطول الإسباني (وهو ابن غير شرعي للإمبراطور شارل) فباشر قمع الثورة في سنواتها 977-987 وأتى من الفظائع ما بخلت بأمثاله كتُبُ الوقائع، فذبح النساء والأطفال أمام عينيه، وأحرق المساكنَ ودمَّر البلاد، وكان شعاره لا هوادة، وانتهى الأمر بإذعان مسلمي الأندلس، لكنه إذعان مؤقت؛ إذ لم يلبث مولاي عبد الله أن عاد الكَرَّة، فاحتال الإسبان عليه حتى قتلوه غيلةً ونصبوا رأسه فوق أحد أبواب غرناطة زمنًا طويلًا.