الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1276 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 5 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 626
تفاصيل الحدث:

كانت غزوةُ دُومةِ الجَندلِ -موضِعٍ على طَرَفِ الشَّامِ بينها وبين دمشقَ خمسَ لَيالٍ، وبينها وبين المدينةِ خمسَ عشرةَ أو سِتَّ عشرةَ لَيلةً- في ربيعٍ الأوَّلِ من السَّنةِ الخامسةِ للهِجرةِ.
وسَبَبُها: أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَلَغه أنَّ بدُومةِ الجَندَلِ جَمعًا كثيرًا من القبائِلِ، وأنَّهم يَظلِمون مَن مرَّ بِهِم، ويَنهَبون ما معهم، وأنَّهم يُريدون أن يَدْنوا من المدينةِ لمُهاجَمَتِها؛ فنَدَب رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم النَّاسَ، واستَخلَف على المدينةِ سِباعَ بنَ عُرفُطةَ الغِفاريَّ، وخَرَج رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ألفٍ مِن المسلمين، فكانوا يَسيرون اللَّيلَ، ويَكمُنون -يَستَتِرون- النَّهارَ، ومعه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دليلٌ له من بني عُذْرةَ يقال له: (مَذكورٌ)؛ فلمَّا دَنَوا من دُومةِ الجَندلِ، هَجَموا على ماشيَتِهِم ورُعاتِهم، فأصابوا ما أصابوا منهم، وهَرَب مَن هَرَب في كلِّ وَجهٍ؛ فلمَّا عَلِمَ أهلُ دُومةِ الجَندَلِ تَفرَّقوا، ونَزَل رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بساحَتِهِم فلم يَجِد بها أحدًا؛ فأقام بها أيامًا وبثَّ السَّرايا وفَرَّقَها، فرَجَعَت ولم تُصِب منهم أحدًا، وأُخِذ منهم رجلٌ؛ فسَأله رسولُ الله عنهم، فقال: هَرَبوا حين سَمِعوا أنَّك أخذْتَ نَعَمَهم؛ فعَرَض عليه الإسلامَ فأسلَمَ، ثم رَجَع رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المَدينةِ، ولم يَلْقَ كَيدًا.

العام الهجري : 6 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 628
تفاصيل الحدث:

دعا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عبدَ الرَّحمنِ بنَ عوفٍ رَضي اللهُ عنه، فقال له: "تَجهَّزْ؛ فإنِّي باعِثُك في سَريَّةٍ مِن يَومِك هذا، أو مِن الغَدِ إن شاءَ اللهُ تعالى"، فأصبَحَ عبدُ الرَّحمنِ فغَدا إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقعَدَه بين يَدَيه وعمَّمَه بيَدِهِ، ثمَّ عَقَد له رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللواءَ بيَدِه، أو أمرَ بلالًا يَدفَعُه إليه، ثم قال له: "خُذه باسمِ اللهِ وبَرَكَتِه"، ثم حَمِد الله تعالى، ثم قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "اغزُ باسمِ الله، وفي سَبيلِ الله، فقاتِل مَن كَفَر بالله! ولا تَغُلَّ -الغُلولُ: هو الخيانةُ في المَغنَمِ والسَّرِقةُ من الغَنيمةِ قَبْلَ القِسمةِ-، ولا تَغدِرْ، ولا تَقتُلْ وَليدًا"، ثم أمَرَه رسولُ الله أن يَسيرَ إلى بني كَلْبٍ بدُومةِ الجَندَلِ، فيَدعوَهم إلى الإسلامِ، وقال له: "إنِ استَجابوا لَكَ فتَزَوَّجِ ابنةَ مَلِكِهِم". فسار عبدُ الرَّحمنِ رَضي اللهُ عنه بأصحابِه وكانوا سَبعَمِئةِ رَجلٍ، حتى قَدِمَ دُومةَ الجَندَلِ؛ فمَكَث ثلاثةَ أيَّامٍ يَدعوهم إلى الإسلامِ؛ فلمَّا كان اليومُ الثالِثُ أسلَمَ رأسُهم ومَلِكُهمُ الأصبَغُ بنُ عَمرٍو الكَلبيُّ، وكان نَصرانيًّا، وأسلَمَ معه ناسٌ كَثيرٌ من قَومِه؛ فبَعَث عبدُ الرحمنِ رافِعَ بنَ مَكيثٍ بَشيرًا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخبِرُه بما فَتَح الله عليه وكَتَب له بذلك، وتزوَّجَ عبدُ الرحمنِ تُماضِرَ بِنتَ الأصبَغِ وقَدِمَ بها المدينةَ، فوَلَدَت له بعد ذلك أبا سَلَمةَ بنَ عبدِ الرَّحمنِ بنَ عَوفٍ.

العام الهجري : 277 العام الميلادي : 890
تفاصيل الحدث:

بعد أن تمَّ القضاءُ على ثورةِ الزنج، بدأ بالظهورِ دَعوةٌ جديدة كان رائِدَها حمدانُ بن الأشعث المعروف بقَرمَط، جاء من خوزستان إلى الكوفةِ واستقَرَّ بمكانٍ يُسمَّى (النهرين)، وكان يُظهِرُ الزهدَ والتقشُّفَ ويسفُ الخُوصَ ويأكُلُ مِن كَسْبِ يَدِه، ويُكثِرُ الصلاة، فأقام على ذلك مدَّةً، فكان إذا قعد إليه رجلٌ ذاكَرَه في أمر الدينِ وزَهَّدَه في الدنيا وأعلَمَه أنَّ الصلاة المفروضةَ على الناسِ خمسونَ صلاةً في كلِّ يومٍ وليلة، حتى فشا ذلك عنه بموضِعِه، ثمَّ أعلَمَهم أنَّه يدعو إلى إمامٍ مِن آل بيتِ الرَّسولِ، فلم يزَلْ على ذلك حتى استجاب له جمعٌ كثيرٌ، وكان تأثَّرَ أصلًا بالحسين الأهوازي صاحب الإسماعيليِّين، واستلمَ الزَّعامة حمدانُ بعد موت الحسين، فابتنى دارًا لأتباعِه بالكوفة، وفرَضَ على أتباعه مبلغًا يدفعونَه ويَصرِفُه هو في الدَّعوة، كما جعل من أصحابِه اثني عشر نقيبًا، واشترى السلاحَ وأخافَ النَّاسَ فلَحِقَ به بعضُهم خوفًا، وكان القرامِطةُ دُعاةً للإسماعيليَّة في البداية، ثم انحرفوا عنهم بعد أن انحرَفَت الدعوة في السلميَّة- مقر الدَّعوة الإسماعيلية- ولم تعد لأولاد محمَّد بن إسماعيل بل لأولاد عبدالله بن ميمون القدَّاح- ابن مؤسِّس الدعوة- فبدأ بالدعوة بطريقٍ آخَرَ مخالِفًا عن الإسماعيليين؛ مما ولَّد الشقاق بينهم، وأصبحت كلُّ دعوةٍ مُستقلَّةً بنَفسِها، ومن المعروفِ أن هذه الدعوةَ فيها إسقاطٌ للفروضِ مِن الصلاةِ والصَّومِ والحَجِّ وغيرها من التعاليم.

العام الهجري : 329 العام الميلادي : 940
تفاصيل الحدث:

هو الفقيهُ العابِدُ أبو محمَّدِ الحسَنُ بن علي بن خلف البربهاري، شيخُ الحنابلة في عصره، كان كبيرَ القَدرِ مُعَظَّمًا مُهابًا، له صِيتٌ عند السلطان وجلالةٌ، شديدًا على المبتدعة, عارفًا بالمذهب أصولًا وفروعًا. كان له فضلٌ كبير بالدعوة إلى الرجوعِ إلى منهج السلف في العقيدةِ، وإنكار البِدَع والخرافات، وله مواقِفُ شديدة على أهل البِدَع والفِرَق وخاصَّةً الشِّيعة، قال أبو الحُسَين بن الفراء: "كان للبربهاريِّ مُجالدات ومقامات في الدين كبيرة، وكان المخالِفونَ يغيظون قَلبَ السلطانِ عليه". وفي سنة 321 أرادوا حبسَه، فاستتَرَ وقُبِضَ على جماعة من كبار أصحابه، وحُملوا إلى البصرة، فعاقب اللهُ الوزيرَ ابنَ مقلة فسَخِطَ عليه الخليفةُ وأحرق دارَه، ثم سُمِلَت عينا الخليفةِ في جمادى الآخرة سنة 322. وأعاد اللهُ البربهاري إلى حِشمتِه وزادت، وكثُرَ أصحابه، ثم لم تَزَل المبتَدِعة يُوحشوا قلب الراضي بالله عليه, وثارت بسبَبِ البربهاري الحنابلةُ في بغداد أكثَرَ من مرة، واشتَدَّ أمرُهم حتى هدَّدَهم الخليفة ونودي في بغدادَ أنْ لا يجتَمِع من أصحابِ البربهاري نفسان. وأمر بملاحقةِ البربهاري الذي اختفى عند أخت توزون أميرِ الأمراءِ شهرًا، ثم مَرِضَ عندها وتوفي ودفَنَتْه في بيتها، وله من العُمُر ستٌّ وتسعون عامًا. قال ابن بطة: "إذا رأيتَ الرجُلَ البغداديَّ يحِبُّ أبا الحسن بنَ بشَّار، وأبا محمد البربهاري، فاعلم أنَّه صاحِبُ سُنَّة"

العام الهجري : 329 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 940
تفاصيل الحدث:

هو أبو إسحاقَ محمَّد - وقيل: أحمد – الراضي بالله بن المقتَدِر بالله جعفر بن المعتضد بالله أحمد بن الموفق بن المتوكل الهاشمي، العباسي. ولد: سنة 297. وأمُّه رومية. كان أسمَرَ قصيرًا نحيفًا، في وَجهِه طول. استخلف بعد عَمِّه القاهر عندما سمَلوا عينيه سنة 322. له فضائِلُ؛ منها: أنه آخر خليفة خطب يومَ الجمعة، وآخِرُ خليفةٍ جالسَ النُّدَماء، وآخِرُ خليفة له شِعرٌ مُدَوَّن، وآخر خليفة انفرد بتدبيرِ الجيوش. وكانت جوائِزُه وأموره على ترتيبِ المتقدمين منهم، وكان سمحًا جوادًا، أديبًا فصيحًا محبًّا للعُلَماءِ، سَمِعَ من البَغَوي. حاول الإصلاحَ لكنَّه فشَلَ، وفي عهده تفكَّكَت الدولة حتى صارت كلُّ ناحية بيدِ رجلٍ، توفي في بغداد ودُفِنَ بالرصافة، توفي وله اثنتان وثلاثون سنة سوى أشهرٍ. وكانت مدة خلافتِه سِتَّ سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام. اجتمع القضاةُ والأعيان بدار بجكم وتشاوروا فيمن يولُّونَ عليهم، فاتَّفَق رأيُهم كلِّهم على المتَّقي، فأحضروه في دارِ الخلافة وأرادوا بيعتَه فصلى ركعتينِ صلاةَ الاستخارةِ وهو على الأرضِ، ثم صعِدَ إلى الكرسيِّ بعد الصلاة، ثم صَعِدَ إلى السرير وبايعه الناسُ يوم الأربعاء لعشرٍ بَقِينَ مِن ربيع الأول منها، فلم يغيِّرْ على أحد شيئًا، ولا غدر بأحدٍ، ولما استقَرَّ المتقي لله في الخلافة أنفذ الرسُلَ والخِلَعَ إلى بجكم وهو بواسط، ونفذت المكاتبات إلى الآفاقِ بولايته.

العام الهجري : 499 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1105
تفاصيل الحدث:

حدثت وقعة بين طغتكين أتابك دمشق -أتابك يعني الأمير الوالد- وبين قمص -كبير القساوسة- كبير من قمامصة الفرنج، وسبب ذلك أنه تكررت الحروب بين عسكر دمشق وبغدوين، فتارة لهؤلاء وتارة لهؤلاء، ففي آخر الأمر بنى بغدوين حصنًا بينه وبين دمشق نحو يومين، فخاف طغتكين من عاقبة ذلك، وما يحدث به من الضرر؛ فجمع عسكره وخرج إلى مقاتلتهم، فسار بغدوين ملك القدس وعكا وغيرهما، إلى هذا القمص ليعاضده ويساعده على المسلمين، فعرَّفه القمص غناه عنه، وأنه قادر على مقارعة المسلمين إن قاتلوه، فعاد بغدوين إلى عكا، وتقدم طغتكين إلى الفرنج، واقتتلوا واشتد القتال، فانهزم أميران من عسكر دمشق، فتبعهما طغتكين وقتلهما، وانهزم الفرنج إلى حصنهم فاحتموا به، فقال طغتكين: مَن أحسنَ قتالَهم وطلب مني أمرًا فعلتُه معه، ومن أتاني بحجر من حجارة الحصن أعطيتُه خمسة دنانير، فبذل الرجَّالة نفوسهم، وصعدوا إلى الحصن وخربوه، وحملوا حجارته إلى طغتكين، فوفى لهم بما وعدهم، وأمر بإلقاء الحجارة في الوادي، وأسَروا من بالحصن، فأمر بهم فقُتلوا كلُّهم، واستبقى الفرسان أسراءَ، وكانوا مائتي فارس، ولم ينج ممَّن كان في الحصن إلا القليل، وعاد طغتكين إلى دمشق منصورًا، فزين البلد أربعة أيام وخرج منها إلى رفنية، وهو من حصون الشام، وقد تغلب عليه الفرنج، وصاحبه ابن أخت صنجيل المقيم على حصار طرابلس، فحصره طغتكين، وملكه، وقتل به خمسمائة رجل من الفرنج.

العام الهجري : 533 العام الميلادي : 1138
تفاصيل الحدث:

توجَّه عبدُ المؤمن لِمُلاقاةِ المرابطين، إلى جَبَل كرناطة، فنَزَل في أرضٍ صُلبة، بين شَجَر، ونزل تاشفين بنُ علي قُبالتَه، في الوطأةِ في أرضٍ لا نباتَ فيها، وكان الفَصلُ شاتيًا، فتوالت الأمطارُ أيامًا كثيرةً لا تُقلِعُ، فصارت الأرضُ التي فيها تاشفين وأصحابُه كثيرةَ الوحل، تسوخُ فيها قوائمُ الخيلِ إلى صُدورِها، ويَعجِزُ الرَّجُلُ عن المشيِ فيها، وتقَطَّعَت الطرقُ عنهم، فأوقدوا رماحَهم، وقرابيسَ سُروجِهم، وهلكوا جوعًا وبردًا وسوءَ حالٍ, وكان عبدُ المؤمن وأصحابُه في أرضٍ خَشنةٍ صُلبةٍ في الجَبَل، لا يبالونَ بشَيءٍ، والميرةُ مُتَّصِلةٌ إليهم، وفي ذلك الوقتِ سَيَّرَ عبدُ المؤمن جيشًا إلى وجرةَ مِن أعمالِ تلمسان، ومُقَدَّمُهم أبو عبد الله محمد بن رقو، فبلغ خبَرُهم إلى محمد بن يحيى بن فانوا، متولِّي تلمسان، فخرج في جيشٍ مِن الملثمين، فالتَقَوا بموضعٍ يُعرَفُ بخندق الخمر، فهَزَمَهم جيشُ عبد المؤمن، وقُتِلَ مُحمَّدُ بنُ يحيى وكثيرٌ من أصحابه، وغَنِموا ما معهم ورَجَعوا، فتوجَّهَ عبدُ المؤمن بجَميعِ جَيشِه إلى غمارة، فأطاعوه قبيلةً بعد قبيلةٍ، وأقام عندهم مُدَّةً. وما بَرِحَ يمشي في الجِبالِ، وتاشفين يُحاذيه في الصَّحاري، فلم يَزَل عبدُ المؤمن كذلك إلى سنةِ خَمس وثلاثين، فتوفِّيَ أميرُ المُسلِمينَ عليُّ بنُ يوسُفَ بمراكش ومَلَك بعدَه ابنُه تاشفين، فقَوِيَ طَمَعُ عبد المؤمن في البلاد، إلَّا أنَّه لم يَنزِل الصَّحراءَ.

العام الهجري : 573 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1178
تفاصيل الحدث:

هو محمَّدُ بن عبد الله بن هبة الله بن المظفَّر، الوزير أبو الفرج ابنُ رئيس الرؤساء، ولَقَبُه عضد الدولة. وكان أبوه أستاذ دار المقتفي وأقرَّه المستنجد. فلمَّا ولي المستضيء استوزره، فشرع ظهيرُ الدين بن العطَّار أبو بكر صاحب المخزن في عداوة أبي الفرج، حتَّى غيَّر قلب الخليفة عليه، فطلب الحجَّ فأذِنَ له، فتجهَّزَ جهازًا عظيمًا واشترى ستَّمائة جمل لحَملِ المنقطعينَ وزادِهم، وحمل معه جماعةً من العلماء والزهَّاد، وأخذ معه بيمارستانًا فيه جميع ما يحتاج إليه، وسافر بتجمُّلٍ زائد. فلمَّا وصل إلى باب قطفتا خرج إليه رجلٌ صوفي بيده قصَّة، فقال: مظلومٌ، فقال الغلمان: هات قصَّتك. فقال: ما أسلِّمُها إلَّا للوزير. فلمَّا دنا منه ضربه بسكِّينٍ في خاصرته، فصاح: قتلتَني، وسقط من دابَّتِه، وبَقِيَ على قارعة الطريق مُلقًى، وتفرَّق من كان معه إلَّا حاجب الباب، فإنَّه رمى بنفسه عليه، فضَرَبَه الباطني بسكِّينٍ فجرحه، وظهر للباطنيِّ رفيقان فقُتِلوا وأُحرِقوا. ثمَّ حُمل الوزير إلى داره فمات بها. وكان مشكورَ السِّيرة محببًّا إلى الرعيَّة، غير أنَّ القاضى الفاضِلَ لَمَّا بلغه خبر قتله، أنشد:
وأحسن من نيل الوزارة للفتى
حياة تريه مصرع الوزراء
وما ربُّك بظلَّامٍ للعبيد.
كان ابن المظفر- عفا الله عنه- قد قتل وَلَدي الوزير ابن هُبيرة وخلقًا كثيرًا.

العام الهجري : 717 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1318
تفاصيل الحدث:

ظهر في سابع عشر ذي القعدة رجلٌ من أهل قرية قرطياوس من أعمالِ جبلة بساحل الشامِ زَعَم أنه محمد بن الحسن المهديُّ، وأنَّه بينما هو قائِمٌ يَحرُث إذ جاءه طائرٌ أبيضُ فنَقَب جنْبَه وأخرج روحَه وأدخل في جَسَدِه روحَ محمد بن الحسن، فاجتمع عليه من النصيريَّة القائلين بإلهيَّةِ عليِّ بن أبي طالب نحو الخمسة آلاف، وأمرهم بالسجودِ له فسجدوا، وأباح لهم الخَمرَ وتَرْك الصلوات وصَرَّحَ بأن لا إله إلا عليّ ولا حجاب إلا محمد، ورفع الراياتِ الحُمرَ، وشمعة كبيرة توقَدُ بالنَّهارِ ويَحمِلُها شابٌّ أمرَدُ زعم أنه إبراهيم بن أدهم، وأنه أحياه، وسمَّى أخاه المقداد بن الأسود الكنديَّ، وسمى آخَرَ جبريل، وصار يقول له: اطلع إليه وقُلْ كذا وكذا، ويشيرُ إلى الباري سبحانه وتعالى، وهو بزَعمِه علي بن أبي طالب، فيخرج المسمَّى جبريل ويغيب قليلًا، ثم يأتي ويقول: افعَلْ رأيك، ثم جمعَ هذا الدعِيُّ أصحابَه وهجم على المسلمينَ بجَبَلة يوم الجمعة العشرين منه، فقَتَل وسبى وأعلن بكُفرِه، وسبَّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فجرَّدَ إليه نائب طرابلس الأميرُ شهاب الدين قرطاي الأميرَ بدر الدين بيليك العثماني المنصوري على ألفِ فارسٍ فقاتلهم إلى أن قُتِلَ الدعيُّ، وكانت مُدَّةُ خروجه إلى قَتلِه خمسةُ أيام، فتمزقت جماعةُ هذا الثائر بجَبَلة، وكان قد ادَّعى أنَّ دينَ النُّصيريَّة حَقٌّ، وأن الملائكة تَنصُرُه!

العام الهجري : 761 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1360
تفاصيل الحدث:

وصل تقليدُ الأمير سيف الدين بيدمر بنيابة دمشق، ورُسِمَ له أن يركَبَ في طائفةٍ مِن جيش حَلَب ويقصد الأميرَ خيار بن مهنا ليُحضِرَه إلى خدمة السلطان، وكذلك رُسِمَ لنائب حماة وحمص أن يكونا عونًا للأمير سيف الدين بيدمر في ذلك، فلمَّا كان يومُ الجمعة رابِعَ هذا الشهر التَقَوا مع خيار عند سلمية، فكانت بينهم مناوشات، فأحاط الأعرابُ بسيف الدين بيدمر ومَن معه من الترك من كل جانبٍ؛ وذلك لكثرة العرب وكانوا نحو الثمانمائة، وكانت التركُ مِن حماة وحمص وحلب مائةً وخمسين، فرَمَوا الأعراب بالنشَّاب فقتلوا منهم طائفةً كثيرةً، ولم يُقتَلْ من الترك سوى رجلٍ واحد، رماه بعضُ الترك ظانًّا أنه من العرب بناشجٍ فقَتَله، ثم حجز بينهم الليل، وخرجت التركُ مِن الدائرة، ونُهِبَت أموالٌ من الترك ومِن العَرَب، وجرت فتنةٌ وجُرِّدَت أمراء عدة مِن دمشق لتدارُكِ الحال، وأقام نائِبُ السلطنة هناك ينتَظِرُ ورودهم، وقَدِمَ الأمير عمر الملقب بمصمع بن موسى بن مهنا من الديار المصرية أميرًا على الأعراب وفي صُحبَتِه الأمير بدر الدين بن جماز أميرانِ على الأعراب، فنزل مصمع بالقَصرِ الأبلق، ونزل الأميرُ رملة بالتوزية على عادته ثم توجَّها إلى ناحية خيار بن مهنا بمن معهما من عرب الطاعةِ مِمَّن أضيف إليهم من تجريدة دمشق ومَن يكون معهم من جيش حماة وحمص؛ لتحصيل الأمير خيار، وإحضاره إلى الخدمة الشريفةِ.

العام الهجري : 1207 العام الميلادي : 1792
تفاصيل الحدث:

لَمَّا تولى براك بن عبد المحسن أمرَ بني خالد نهض بجميعِ بني خالد للغزوِ، فورد اللصافة الماء المعروف، فأغار على عُربان سبيع وغيرهم, وأخذ منهم إبلًا كثيرة، فلما بلغ الأمير سعود خبَرُ بني خالد استشار من معه في النفير أو الحضير، فأشار عليه العُربان بالنفير طمعًا في الغنيمة، فتكلم حجيلان بن حمد فقال: هؤلاء مقصِدُهم الغنيمة ونحن مقصِدُنا عزُّ الإسلام والمسلمين، فانهض بالمسلمين في ساقةِ هذه الشَّوكةِ، فإن أظفرك اللهُ بهم لم يقُمْ لبني خالد قائمةٌ حتى الحسا بيدك، وأعطاك الله من الأموال ما هو خير ممَّا في محلتهم، وهؤلاء الجنود رؤساءُ بني خالد ورجالُ شوكتهم, فنهض سعود بجيشِه وورد ماء اللصافة، فوجد آثار بني خالد صادِرة منها، فبعث العيون يقتفون آثارهم حتى أقبلوا كأنَّها قِطَع الليل، فنهض لهم سعود بجيشِه فرسانًا ورُكبانًا، فلم يثبتوا لهم ساعةً واحدةً حتى انهزموا لا يلوي أحدٌ على أحدٍ، ولا والدٌ على ولد, فتبعهم جيشُ سعود في ساقَتِهم يقتلون ويغنَمون، واستأصلوا تلك الجموعَ قتلًا ونهبًا، وانهزم براك ومعه شرذمة قليلة إلى المنتفق, وهلك من بني خالد في هذه الوقعة بين القَتلِ والظمأ خلق كثير، قيل إنهم أكثر من ألف رجل, وأخذ سعودٌ جميع ركابهم وخيلهم وأذوادهم وأمتاعهم، وجميع ما معهم، ولم يقم بعد هذه الواقعة لبني خالد قائمةٌ.

العام الهجري : 1219 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1805
تفاصيل الحدث:

سار الإمامُ سعود بجيوشه الكثيرة من جميع نواحي نجد والجنوب وعمان والأحساء وغير ذلك من البادي والحاضر، قاصدًا الشمال, وكان قد حدَث من عربان الظفير حوادِثُ من تضييع بعض فرائض الدين وإيواء المُحدَثين وإضافتهم، وأتاهم غزوٌ من بوادي الشمال، فأغاروا على بوادي المسلمين واجتازوا بالظفير فأضافوهم، وذكروا للإمام سعود أن أناسًا منهم يغزون مع أعداء المسلمين على بواديهم، وكان قبل ذلك قد حدَث بين الظفير ومطير بعضُ القتال، فقُتِل من مطير رجلٌ من رؤسائهم الدوشان. وقُتِل من الظفير مصلط بن الشايوش بن عفنان. فأرسل إليهم سعودٌ وهو في الدرعية فأصلح بينهم وكف بعضَهم عن بعض وتوعَّدَ من اعتدى منهم على الآخر, فلما سار سعود في هذه الغزوة اجتاز بوادي الظفير وهم في الدهناء على جهة لينة الماء المعروف, فأمرهم أن ينفِروا معهم غزاة، فنفر منهم شرذمةٌ رئيسُهم الشايوش بن عفنان، فاستغل سعود غزوهم، فانتهر الشايوش وغَضِب عليه فقال: إنهم عَصَوني وهم يريدون المسير لقتال مطير، فحَرف سعود الجيوش إلى الظفيري وشَنَّ عليهم الغارات وأمر فيهم بالقَتلِ والنهب، ثم بعد ذلك أعتق غالِبَهم من القتل, وأخذ جميعَ أموالهم ولم ينجُ منهم إلا الشريد من أقاصيهم، وتفرقوا فمنهم من هرب إلى المنتفق، والبعض إلى جزيرة العراق، والبعض الآخر إلى نجد, ثم رحل سعود إلى الزلفي وقسَّم الغنائمَ، وكان عند ظفير إبل وأغنام كثيرة لأهل سدير فأمرهم سعود أن يتعرفوا أموالَهم، وكل من عرف ماله أتى بشاهدين أو شاهد ويمينه ويأخذونه.

العام الهجري : 1230 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

جرت معركةٌ حاميةُ الوطيس في بلدةِ بسل الواقعة بين الطائفِ وتربة بين قواتِ محمد علي باشا والقوات السعودية بقيادة فيصل بن سعود, وذلك أنَّ فيصلَ بن سعود لَمَّا قدم إلى الحجاز ليتولى قيادةَ جموع المسلمين نزل تربة واستنفر رعايا دولتِهم في الحجازِ، فقَدِمَ طامي بن شعيب في أهل عسير وألمع وزهران وغامد في عشرين ألفًا، فلما أقبلوا على تربة وأرسلوا إلى فيصل يخبرونه بقدومِهم خرج فيصل من تربة ومعه عشرةُ آلاف مقاتل فاجتمعوا بالقربِ مِن بئر غزال قريب من تربة، ثم رحلوا منه إلى بسل حيث الرومُ (قوات محمد علي) قد اجتمعوا بعددِهم وعُدَّتهم، فنازلهم فيصل بجموعِه، ووقع بينهم قتالٌ وطِراد، وقُتلَ من الرومِ عددٌ كثير, ثمَّ في اليوم التالي قَدِم محمد علي بعساكِرَ كثيرة، ووقع قتال بين الفئتين، فثبت فيصل ومن معه ووقع كسرٌ في ناحية غامد وزهران، ثم في قوم طامي وغيرهم، واتصلت الكسرة على جموع المسلمين لا يلوي أحدٌ على أحد، ووقى الله شَرَّ القتل وكفَّ أيدي الروم عنهم وعن ساقتِهم, ولم يُقتَل إلا أقل القليل، وبعدها زحَفَت هذه القواتُ واحتلت تربة ورنية التي أصبحت فيما بعد معسكرًا عامًّا لقوات الروم, ثم رحل محمد علي إلى بيشة ونازل أكلب، وأطاعوا له، ثم سار إلى تبالة فضربها بالمدافِعِ والقنابر وقتلَ أمير الفزع و100 رجلٍ ممن معه.

العام الهجري : 1276 العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:

تجدَّدت الفِتنةُ الطائفية في بلاد الشامِ؛ إذ اعتدى الموارنة على الدروز عام 1276هـ، فقام الدروز يأخُذونَ بالثأرِ، وامتَدَّ اللهيبُ مِن جبل لبنان إلى طرابلس وصيدا وزحلة ودير القمر واللاذقية ودمشق، وأسرعت الدولةُ فأرسلت فؤاد باشا وقضى على الفتنةِ، وعاقب المسؤولين عنها كلًّا بما يستحِقُّ، واحتَجَّت الدُّولُ الأوربية وهدَّدت بالتدخُّلِ، وكانت متفرقةَ الرأي ثم اجتمعت أو اتَّفَقت على أن ترسِلَ فرنسا ستة آلاف جندي لمساعدة الدولةِ فيما إذا عجزت عن إطفاءِ الفتنةِ -حسب زعمهم- وأنزلت فرنسا قوتَها في بيروت في الثاني والعشرين من محرَّم من عام 1277هـ، وهذا يُعَدُّ تدخلًا في شؤون الدولة العثمانية التي أحسَنَت القيامَ بمهمتها، لكن كان القصدُ تقوية النصارى وإظهارُهم بمظهرِ القوة، وأن أوربا كُلَّها من خَلْفِهم لتزدادَ قُوَّتُهم ويخشى خصومُهم بأسَهم، وجرى الاتفاقُ مع فؤاد باشا على أن يعوَّضَ النصارى على ما خسروه، ويُمنَحَ أهلُ الجبل حكومةً مُستقلَّةً تحت سيادة الدولةِ، وأن يرأس هذه الحكومةَ رجل نصراني لمدة ثلاث سنوات، ولا يحِقُّ عزلُه إلَّا برأي الدول الأوروبية، وتقترحه الدولةُ وتوافِقُ عليه أوروبا، وقد اختير أوَّلُ حاكم وهو داود الأرمني، ويذكَرُ أن هذا التساهل ألزم فرنسا بالانسحابِ مِن الشام إذ أخلَت المناطِقَ التي دخلَتْها في السابع والعشرين من ذي القعدة عام 1277هـ أي: بعد عشرة أشهر وخمسة أيام من دخولِها.

العام الهجري : 1343 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1924
تفاصيل الحدث:

بلَغَت قراراتُ مؤتمر الرياض قواتِ الإخوان المتمركِزة في تربة والخرمة (من محافظات منطقة مكة المكرمة)، ووصلهم الأمرُ بالاستعداد لفتح الطائف، فتقدموا إلى الحوية قرب الطائف، وهزموا القواتِ الحجازية ودخلوا الطائفَ بعد انهيار قوات الشريف حسين في معركة الهدا، فأرسل الشريف إلى بريطانيا يطالبها بالتدخُّل وعدمِ السماح للملك عبدالعزيز بتكرارِ ما فعله الإخوان في الطائف في أماكن أخرى، ولكِنَّ بريطانيا أجابت بأنها تتمسَّكُ بالحياد وعدم التدخُّل في قضايا دينية بينهما، وأكَّدت لمندوب الحجاز أنها ستعملُ على حماية الرعايا الأجانب في الحجاز، وقد ذكَرَت عددٌ من المصادر الإعلامية في حينها بهتانًا وزورًا مشاهِدَ مُرعبة صُوِّرَت فيها وحشية الإخوان حال دخولِهم الطائِفَ، يقول جلال كشك المصري: (زحف الإخوان على الحجاز وذاب الجيش الهاشمي الذي التهمه الإخوان، وكانت معركة الطائف التي لعبت رويتر والمقطم وتايمس أوف أنديا وأجهزة الإعلام البريطانية والهاشمية دورًا كبيرًا فيما أُثير حولَ المعركة ونقَلَتْه كتابات المؤرخين دون تمحيصٍ، حتى بدت وكأنها غزوةٌ تَتَرية، وقد أجمعت المصادِرُ على أن جميعَ قتلى غزوة الطائف لا يتجاوزون 300 رجل داخِلَ وخارج المدينة، وهو أقل بكثير من ضحايا موقعة البكيرية مثلًا) وما أن بلغ الملك عبدالعزيز خبر دخول الإخوان الطائف حتى أمرهم بالتوقُّف وعدم دخول مكَّة.