الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1185 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 1389 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1970
تفاصيل الحدث:

اقتَسَمت السعوديةُ والكويت إدارةَ المنطقة المحايِدة الواقعة في الحدودِ بين الكويت والسعودية، وبدأت مفاوضاتُ التقسيم بعد وقتٍ قصير من لقاءِ حُكَّام الكويت والسعودية في تشرين الأول عام 1960م، وتم الاتفاقُ على وجوب تقسيمِ المنطقة المحايِدة (المجاورة) أراضي كلٍّ منها، مع المحافظة على اتفاقية سابقةٍ تقضي بتقاسُمِ الموارد النِّفطية بينهما مناصَفةً، وتمَّ التوقيعُ على اتفاق ترسيم تقسيم المنطقة المحايدة في 17 ديسمبر 1967م، لكِنَّ الاتفاقية لم تأخُذْ طابَعَها الرسمي حتى تمَّ تبادل الوثائق والتواقيع التي جرت في الكويت في 18 ديسمبر من هذا العام، ثم تَبِعَها إجراءاتُ التصديق في 18 يناير 1970م.

العام الهجري : 1393 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1973
تفاصيل الحدث:

انتهَت مُدَّة الرئيسِ جودت صوناي في الحكْم، وحدَثَت أزمةٌ في انتخابِ رئيس جديدٍ؛ إذ رشَّح الجيشُ فخري ثابت تورتورك رئيس الأركانِ التُّركي، فاستقال مِن منْصبِه ليَدخُل في مجلِس الشيوخ؛ لأنَّ الرئيسَ يجِب أنْ يكون عضوًا في هذا المجلسِ، ورشَّح حِزْب العدالةِ (المؤسَّس أصْلًا على أنقاض الحِزْب الديمقراطي) تاكين أريبون، وخُشِي مِن وُقوع صِدامٍ مع العسكريين؛ لذا بحَثَ الساسةُ إمكانيةَ تَمديد فترة الرئاسةِ لجودت صوناي مدَّة سنتينِ، ولكنَّ الانتخاب قد تمَّ، وأُعطِيت الرِّئاسة لفخري كورتورك، وهو عديلُ الرَّئيس جودت؛ فزَوجتاهما شَقيقتانِ.

العام الهجري : 148 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 765
تفاصيل الحدث:

هو الإمام، الصَّادق، شيخ بني هاشم، أبو عبدالله جعفرُ بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، القرشي، الهاشمي، العلوي، النبوي، المدني، أحد الأعلام من التابعين, وكان يلقَّبُ بالصابر، والفاضِلِ، والطاهر، وأشهرُ ألقابه الصادِقُ، ولد سنة 80, وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق, وأمها: هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان يقول: ولدني أبو بكر الصديق مرتين. قال الذهبي: "كان يغضب من الرافضة، ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر ظاهرا وباطنا, ثم قال: هذا لا ريب فيه، ولكن الرافضة قوم جهلة، قد هوى بهم الهوى في الهاوية، فبعدا لهم" وقال: "أن الصادق رأى بعض الصحابة، أحسبه رأى: أنس بن مالك، وسهل بن سعد".حاول المنصورُ أن يظفَرَ به، لكنَّه لم يقدِرْ عليه وانثنى عن ذلك، كان من أجلَّاء التابعين؛ فقيهًا عالِمًا جوادًا كريمًا زاهدا عابدا، قال ابن خلكان: " أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية، وكان من سادات أهل البيت ولقب بالصادق لصدقه في مقالته وفضلُه أشهر من أن يذكر، وله كلام في صنعة الكيمياء والزجر والفأل". أورد الذهبيُّ بإسنادٍ قال إنه صحيح، عن سالم بن أبي حفصة قال: "سألتُ أبا جعفرٍ محمدَ بنَ عليٍّ وابنَه جعفرًا عن أبي بكرٍ وعمر، فقالا: يا سالمُ، تولَّهَما وابرأْ مِن عدُوِّهما؛ فإنهما كانا إمامَيْ هُدًى. وقال لي جعفرٌ: يا سالم، أيسُبُّ الرجُلُ جَدَّه؟! أبو بكرٍ جَدِّي، فلا نالَتني شفاعةُ محمَّدٍ يومَ القيامة إن لم أكنْ أتولَّاهما وأبرأُ من عدوِّهما!" توفِّي في المدينة ودُفِنَ في البقيعِ.  

العام الهجري : 223 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 838
تفاصيل الحدث:

لَمَّا فعل الرُّومُ ما فعلوا بأهلِ زبطرة وغيرِها، وكانت فِتنةُ بابك قد انتهت، سار المعتَصِمُ بجَيشِه قاصدًا فتحَ عَمُّوريَّة؛ إذ كانت تعَدُّ من أقوى مُدُنِ الروم، بل ربما كانت بمكانةِ القُسطنطينيَّة، فكان أوَّلَ الأمرِ أن التقى الأفشينُ مع الروم وهَزَمَهم شَرَّ هزيمةٍ، ثم سار المعتَصِمُ والأفشين وأشنان، كلٌّ على رأس جيشٍ، متوجِّهينَ إلى عمُّورية وكانت حصينةً ذاتَ سورٍ منيعٍ وأبراجٍ تحَصَّنَ أهلُها فيها، فنصَبَ المنجنيقَ وهدَمَ السُّورَ مِن جهةٍ كانت ضعيفةً دلَّهم عليها أحدُ الأسرى، فبعث نائِبُ البلد لمَلِك الروم كتابًا يُعلِمُه بالأمرِ، ولكن الكتابَ لم يَصِلْ حيث قُبِضَ على الغلامينِ اللذين كان معهما الكتابُ، ثم زاد الضربُ بالمنجنيق حتى انهدم ذلك الجزءُ، لكنه لا يزالُ صَغيرًا على دخولِ الجَيشِ، ثمَّ إنَّ الموكَّلَ بحِفظِ ذلك البرجِ مِن الروم لم يستَطِع الصمودَ، فنزل للقتال ولم يعاوِنْه أحدٌ من الروم, فأمر المعتَصِمُ المسلمين أن يدخلوا البلدَ مِن تلك الثغرةِ التي قد خلت من المقاتِلة، فركب المسلِمونَ نَحوَها، فجَعَلَت الرومُ يُشيرون إليهم ولا يَقدِرونَ على دفاعِهم، فلم يلتَفِت إليهم المُسلِمون، ثم تكاثروا عليهم ودخَلوا البلد قهرًا، وتتابع المسلمونَ إليها يكَبِّرونَ، وتفَرَّقَت الرومُ عن أماكِنِها، فجعل المسلِمونَ يَقتُلونهم في كلِّ مكانٍ حيث وجدوهم، وقد حَشَروهم في كنيسةٍ لهم هائلةٍ ففتحوها قَسرًا وقتلوا من فيها وأحرقوا عليهم بابَ الكنيسةِ، فاحتَرَقت فأُحرِقوا عن آخِرِهم، ولم يبقَ فيها موضِعٌ محصَّنٌ سوى المكانِ الذي فيه نائب عمورية إلى ملك الروم واسمه مناطس في، ثم أُنزِلَ مُهانًا وأَخَذَ المسلمونَ من عمُّورية أموالًا لا تحَدُّ ولا تُوصَفُ، فحَمَلوا منها ما أمكن حمْلُه، وأمر المعتَصِمُ بإحراقِ ما بقيَ من ذلك، وبإحراقِ ما هنالك من المجانيقِ والدبَّابات وآلات الحربِ؛ لئلَّا يتقوَّى بها الرومُ على شيءٍ مِن حربِ المسلمين، ثم انصرف المعتَصِمُ راجعًا إلى ناحية طرسوس.

العام الهجري : 1265 العام الميلادي : 1848
تفاصيل الحدث:

لَمَّا قفل عبد الله بن فيصل راجعًا بعد غارته على عنزة، نزل النفوذَ المسماةَ اليتيمةَ، ووجد آثارَ جيش عبد العزيز المحمد أبو عليان معه أهل عنيزة واستنفر معه أيضًا من وافقه من أهل بُريدة على قتال عبد الله ومن معه، فأشار على عبد الله بن فيصل من معه أن يسيرَ في طريقه ويتركَهم ما دام أنَّهم لم يعترضوه، فقال: لا والله لا أرجِعُ عنهم حتى يطأَهم جيشي، فقصدَهم في موضعهم فثار القتالُ وصمدوا للقتال وحَمِيَ وطيسُه، ثم انهزم عبد العزيز المحمد ومن معه، وتركوا بالميدان نحوَ مائةٍ وخمسين قتيلًا، وقصد عبد العزيز عُنيزةَ وتلاحق عليه فلولُ جيشِه. وكان يظنُّ أن أهل عنيزة يساعدونَه على إعادة الكَرَّة، ولكنَّ الشيخ عبد الله أبا بطين ثبَّط عزمهم، وأشار عليهم بعدم الدخولِ في أمر عبد العزيز، ثمَّ ذهب إلى عبد العزيز المحمد أبو عليان وحَذَّره من الفتنة، فرحل عبد العزيز من عنيزةَ، وقصد بُريدة وهرب السحيمي قاصدًا ابن رشيد، فوافاه في القوارة مقبلًا لنصرة الإمام فيصل. فلما فارق عبد العزيز عُنَيزةَ وهرب السحيمي، انتدب أهُل القصيم الشيخ عبد الله أبا بطين فركِبَ إلى الإمام فيصل وقال له: إن أهل البلاد يطلبون العفوَ عما مضى، وفوَّضوني أن أقَدِّمَ لكم خضوعَهم، وإنهم بالسمع والطاعة. وكان عبد الله اليحيى، وزامل العبد الله مع الإمام فيصل، فاستشرفا للإمارة، ولكِنَّ الإمام فيصل أرسل محمد بن أحمد السديري في عِدَّةِ رجال وأمره أن ينزل القصرَ، فدخل البلدَ ونزل القصر، ورحل الإمامُ فيصل ونزل خارج البلد، ثم دخلها بنفسه وحاشيته، فبايعوه على السَّمعِ والطاعة.

العام الهجري : 1270 العام الميلادي : 1853
تفاصيل الحدث:

حصل خِلافٌ بين أهل عُنيزة وأميرهم جلوي بن تركي، فأخرجوه منها ونزل بُرَيدة وكاتَبَ أخاه الإمام فيصلًا، وأخبره بالأمر، وكتب أهلُ عنيزة إلى الإمام فيصل ينتَقِدون شِدَّةَ وطأة الأمير جَلَوي عليهم، وعدم مراعاته لذوي المقامات منهم، وتكليفهم بأمورٍ ليست من مقامهم، وأنه يتعمَّدُ اضطهاد الأعيان وإذلالَهم مِمَّا لم يسَعْهم الصبر عليه، وإنهم اختاروا له العزلةَ إلى أن يأتي أمرُه بإرسال من يَخلفُه، ولكنه فارق البلاد، ونحن لم نخرُج عن الطاعة، وما زلنا بالسمع والطاعة. ولكِنَّ الإمام أرجع الرسولَ ورسالتَه لم يقرأها، وكأنَّ عبد الله الفيصل قد أخذ يتدخَّلُ في الأمور، وكان يميلُ إلى الشدة في التعامُل معهم، فصَمَّم على حربهم، فلما كان في شهر ذي الحجة من هذه السنة خرج عبد الله ومعه غزوُ الرياض، والخرج، والجنوب، والمحمل، وسدير، والوشم، فأغار على وادي عُنيزة، فخرج إليه أهلُ عنيزة وحصل بينهم قتالٌ شديدٌ قُتِلَ فيه سعد بن محمد بن سويلم، أمير ثادق، فرحل عبد الله الفيصل ونزل العوشرية. ثم رحل ونزل روضةَ العربيين، ثم ركب الأميرُ عبد الله اليحيى السليم إلى الإمام فيصل وبسَطَ له الأمر، وقال: إنَّنا لا نزال على السمعِ والطاعة ولا نحتاجُ إلى تجريد الجيوشِ وأمرُك نافذ، فرَضِيَ عنهم، وكتب لابنِه عبد الله أن يرجِعَ مع عمه جلوي إلى الرياض، فرجعوا دون أن تكون مصادمةٌ غير الأولى، وبهذا رجع آل سليم إلى إمارة بلدِهم ولم يوجِدوا هذه الحركةَ إلَّا لهذا القصد؛ لأنهم خشُوا أن يطول الأمر فتكونَ عُنيزة مركزًا لإمارة القصيم من قِبَلِ الحاكم بدلًا من بُرَيدة فتضيعَ إمارتُهم بذلك.

العام الهجري : 1385 العام الميلادي : 1965
تفاصيل الحدث:

منظمة مجاهِدي خلق المعارضة الإيرانية أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية. تأسَّسَت المنظَّمة على أيدي مثقَّفين إيرانيين؛ بهدف إسقاط نظامِ الشاه، وقد أعدَمَ نظامُ الشاه مؤسِّسيها وعددًا كبيرًا من أعضاء قيادتِها، وبعد سقوطِ نظام الشاه إثرَ قيام "ثورة الخميني الإيرانية" أدَّت منظمة مجاهدي خلق دورًا كبيرًا في انتصار الثورة، وقد اعتمد على قوَّتها أبو الحسن بني صدر أوَّلُ رئيس للجمهورية الإيرانية، لكِنْ ظهرت فيما بعدُ خلافاتٌ بين الحركة وبين نظام الحُكم الإيراني الجديد، وصلَت بعد عامين ونصف العام من الثورة إلى حدِّ التقاتل بين الجانبين، في صراعٍ محتدِمِ ومُستمرٍّ، فقامت الحكومةُ الإيرانية بإعدام عشرات الآلاف من أعضائها والمنتمين إليها، ولكِنَّ المنظَّمة شَدَّت عزمها على مواصلة نشاطاتها داخلَ إيران وخارجَه؛ بهدف إسقاط السُّلطة الإيرانية الحالية، وتُعَدُّ منظمَّة مجاهدي خلق الإيرانية جزءًا من ائتلافٍ واسعٍ شامل يسمَّى المجلِسَ الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يعمل كبرلمان إيراني في المنفى، والذي يضمُّ 5 منظمات وأحزاب، و550 عضوًا بارزًا وشهيرًا من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية، والخبراء والفنانين والمثقَّفين والعلماء والضباط، إضافةً إلى قادة ما يسمى بجيش التحرير الوطني الإيراني: الذِّراعِ المسلَّح لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والذي يتمركزُ حتى اليوم في معسكر أشرف في العراق، وتكوَّنت أغلبيةُ قادته من النساء. كان مسعود رجوي من أبرز قيادات المنظمة، الذي تولى في الوقت نفسِه رئاسةَ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وفي عام 1993م انتُخِبَ بالإجماع ابنته مريم رجوي رئيسة للجمهورية للفترة الانتقالية، وهي تتولَّى مسؤوليةَ الإشراف على نقل السلطة بشكلٍ سلمي إلى الشعب الإيراني بعد سقوط النظام الإيراني.

العام الهجري : 1384 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1965
تفاصيل الحدث:

هو مالكوم إكس بن أورلي ليتل، أو الحاج مالك شباز؛ من الشخصيات الأمريكية المسلِمة البارزة في منتصف القرن الماضي، كانت حياتُه سلسلةً من التحولات؛ حيث انتقل من قاع الجريمة والانحدار إلى تطرُّف الأفكار العنصرية، ثم إلى الإسلام. وُلِد مالكوم في 6 ذي القعدة 1343هـ/ 19 مايو 1925م، وكان أبوه "أورلي ليتل" قسيسًا أسود من أتباع "ماركوس كافي" الذي أنشأ جمعيةً بنيويورك ونادى بصفاء الجنس الأسود وعودته إلى أرض أجداده في أفريقيا. وكانت العنصرية في الولايات المتحدة على أشُدِّها في ذلك الوقت. كان أبوه حريصًا على اصطحابه معه إلى الكنيسة في مدينة "لانسينغ"؛ حيث كانت تعيشُ أسرته على ما يجمعه الأب من الكنائس، وكان يحضُرُ مع أبيه اجتماعاتِه السياسيةَ في "جمعية التقدُّم الزنجية" التي تكثر خلالها الشِّعاراتُ المعادية للبِيضِ، وكان الأبُ يختم هذه الاجتماعات بقوله: إلى الأمامِ أيها الجنس الجبَّار، بوُسعِك أن تحقِّقَ المعجزاتِ. وكان هو وعائلته الزنوجَ الوحيدين بالمدينة؛ لذا كان البِيضُ يُطلِقون عليه الزِّنجيَّ أو الأسودَ، حتى ظنَّ مالكوم أن هذه الصفات جزءٌ من اسمِه، وفي عام 1931م وُجِد والده مقتولًا عند سكة القطار، فاتهمت عائلتُه مجموعةً من البِيض العُنصريين، وفي عام 1938م دخلت والدته المصحَّة العقلية بسبب معاناتها بعد فَقْدِ زوجها. قصد مالكوم بوسطن بعد انتهاء المرحلة الثانوية، وأخذته الحياةُ في مجرًى جديد؛ حيث أُصيب بنوع من الانبهار في المدينة الجميلة، وهناك انغمس في حياة اللهو والمجون. ألقت الشرطةُ القبضَ عليه وحُكِم عليه سنة 1946م بالسجن عشر سنوات، فدخل سجن "تشارلز تاون" العتيق، وكانت قضبانُ السجن ذات ألمٍ رهيب على نفس مالكوم؛ لذا كان عنيدًا يسُبُّ حرَّاسه، فيُحبَس حبسًا انفراديًّا، وتعلَّم من الحبس الانفرادي أن يكون ذا إرادة قويَّة يستطيع من خلالها التخلِّيَ عن كثير من عاداته، وفي عام 1947م تأثَّر بأحد السجناء ويُدعى "بيمبي" الذي كان يتكلَّم عن الدين والعدل، فزعزع بكلامِه ذلك الكفرَ والشَّكَّ من نفس مالكوم، وكان بيمبي يقول للسجناء: إنَّ مَن خارجَ السجن ليسوا بأفضَلَ منهم، وإنَّ الفارق بينهم وبين من في الخارج أنهم لم يقعوا في يد العدالةِ بَعدُ! ونصحه بيمبي أن يتعلَّم، فتردَّد مالكوم على مكتبة السجن وتعلم اللاتينية. وفي عام 1948م انتقل إلى سجن كونكورد، وكتب إليه أخوه "فيلبيرت" أنَّه اهتدى إلى الدِّينِ الطبيعي للرجل الأسود (الإسلام)، ونصَحَه ألا يدخِّن، وألا يأكُلَ لحم الخنزير، وامتثل مالكوم لِنُصح أخيه، ثم عَلِمَ أن إخوته جميعًا في دترويت وشيكاغو قد اهتَدَوا إلى الإسلام، وأنهم يتمنَّونَ أن يُسلِم مثلهم، ووجد في نفسه استعدادًا فِطريًّا للإسلام، ثم انتقل مالكوم إلى سجن "ينورفولك"، وهو سجنٌ مُخَفَّف في عقوباته، ويقع في الريف، ويحاضِرُ فيه بعض أساتذة الجامعة من هارفارد وبوسطن، وبه مكتبةٌ ضخمة تحوي عشرة آلاف مجلد قديم ونادر. أسلم مالكوم في السجن، وكان سبيلُه الأوَّلُ هو الاعترافَ بالذنب، ورأى أنَّه على قَدْرِ زَلَّته تكونُ توبته. وبدأ يراسِلُ كلَّ أصدقائه القدامى في الإجرام ليدعوَهم إلى الإسلام، وفي أثناء ذلك بدأ في تثقيفِ نَفسه، وبدا السجن له كأنَّه واحةٌ أو مرحلةُ اعتكافٍ علمي. خرج مالكوم من السجن سنة 1952م وذهب إلى أخيه في دترويت، وهناك تعلَّم الفاتحة وذهب إلى المسجد، وتأثَّر بأخلاق المسلمين. والتقى بالداعية إليجا محمد، وانضمَّ إلى حركة أمة الإسلام، وتبنى دعوةَ إليجا في استخدام العنف في حلِّ المشكلة العُنصرية بين السُّود والبيض في أمريكا، فبدأ يدعو الشبابَ الأسود إلى هذه الحركة، فتأثر به كثيرون؛ لأنَّه كان خطيبًا مفوَّهًا ذا حماس شديد، فذاع صيتُه حتى أصبح في فترة وجيزةٍ إمامًا ثابتًا في مسجد دترويت. وامتاز بأنه يخاطِبَ الناس باللُّغة التي يفهمونها: لغةِ العنف. وزار عددًا من المدن الكبرى، فاهتدى على يديه كثيرٌ من السود. التقى مالكوم بمارتن لوثر كينغ (نصراني وزعيم أمريكي من أصول إفريقية) يدعو إلى التفاهم مع البيض والتعايش السِّلمي ونبذ العنف، وإنهاء التمييز العنصري ضِدَّ السُّود, فاختلف معه مالكوم وهاجمه في أكثرَ من مناسبة، إلا أن مالكوم إكس أخيرًا تأثَّر بفكرة لوثر تجاه العنف وتحوَّل إلى فكرة التفاهم والتعايش مع البِيض؛ ولذلك اختلف مع إليجا، وعندما طُرد من حركة أمة الإسلام؛ بسبب مخالفته لتوجيهات إليجا في الموقف من اغتيال كندي، وقرَّر أداءَ فريضة الحج في عام 1964م، وزار العالمَ الإسلاميَّ ورأى في الطائرة التي أقلعت به من القاهرة للحَجِّ أنَّ بها ألوانًا مختلفةً من الحجيج، وأنَّ الإسلامَ ليس دينَ الرجلِ الأسودِ فقط، بل هو دينُ الإنسان. وتأثَّر مالكوم بمشهد الكعبة المشرَّفة وأصوات التلبية، وبساطة وإخاء المسلمين؛ يقول في ذلك: "في حياتي لم أشهَدْ أصدَقَ من هذا الإخاء بين أناسٍ من جميع الألوان والأجناس، إنَّ أمريكا في حاجة إلى فهم الإسلام؛ لأنَّه الدين الوحيد الذي يملك حلَّ مشكلة العنصرية فيها"، وقضى 12 يومًا جالسًا مع المسلمين في الحج، ورأى أنَّ الناس متساوون أمام الله بعيدًا عن سرطان العنصرية. وغيَّر مالكوم اسمَه إلى الحاج مالك شباز، وغادر مالكوم جدة في إبريل 1964م، وزار عددًا من الدول العربية والإفريقية، ورأى في أسبوعين ما لم يرَه في 39 عامًا، وخرج بمعادلة صحيحة هي: "إدانةُ كلِّ البِيض = إدانة كلِّ السُّود". وصاغ بعد عودته أفكارًا جديدة تدعو إلى الإسلام الصحيح؛ الإسلام اللاعُنصري، وأخذ يدعو إليه، ودعا إلى التعايش بين البِيض والسود، وأسَّس منظمةَ الاتحاد الإفريقي الأمريكي. وفي إحدى محاضراته يوم الأحد (18 شوال 1384هـ / 21 فبراير 1965م) صعد مالكوم ليلقيَ محاضرته، ونشبت مشاجرةٌ في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناسُ إليهم، وفي ذات الوقت أطلق ثلاثةُ أشخاصٍ من الصف الأول 16 رصاصةً على صدر مالكوم إكس، فتدفَّق منه الدمُ بغزارة، وفارق الحياةَ!.

العام الهجري : 79 العام الميلادي : 698
تفاصيل الحدث:

أَرْسَل الحَجَّاجُ إلى رتبيل مَلِك التُّرْك جيشًا بِقِيادة والي سجستان عُبيد الله بن أبي بَكْرة، وأَمَره أن يَتوغَّل في بلاد رتبيل وأن يَدُكَّ حُصونَهم وقِلاعَهم، تأديبًا لترتبيل لتَمَرُّدِه بِعَدم دَفْع الجِزْية أحيانًا، أو اسْتِغلال اضْطِرابات المسلمين، فتَمَكَّن عُبيد الله مِن هَزيمة رتبيل واجْتِياح بِلادِه وغَنِمَ غنائمَ كثيرة؛ ولكنَّ رتبيل أَخَذ في التَّقَهْقُر فأَطْمَع المسلمين في اللِّحاق به حتَّى وصلوا قريبًا مِن مَدينتِه العُظمى، عند ذاك بدأ التُّرْك يُغْلِقون على المسلمين الطُّرُق والشِّعاب وحَصروهُم وقُتِلَ عامَّة جَيْش المسلمين، وقُتِلَ عُبيد الله بن أبي بَكْرة.

العام الهجري : 138 العام الميلادي : 755
تفاصيل الحدث:

بعد أن انهزم عبد الله بن علي (عمُّ المنصور) على يدِ أبي مسلم، وبقي في البصرة، قام بالدعوة لنفسِه، وبويع، ولكن لم يتمَّ له شيءٌ، فاستجار بأخيه سليمان الذي كان أميرًا للبصرة، ثم إنه بقي كذلك حتى أظهر الطاعةَ للمنصور، ثم عزل المنصور عمَّه سليمان عن إمرة البصرة، فاختفى عبد الله بن عليٍّ وأصحابُه خوفًا على أنفسهم، فبعث المنصورُ إلى نائبه على البصرة، وهو سفيان بن معاوية، يستحِثُّه في إحضار عبد الله بن علي إليه، فبعَثَه في أصحابه فقُتل بعضُهم، وسُجِن عبد الله بن علي عمُّه، وبعَث بقيَّة أصحابه إلى أبي داود نائب خراسان فقتَلَهم هناك.

العام الهجري : 217 العام الميلادي : 832
تفاصيل الحدث:

ركِبَ المأمون إلى بلاد الروم فحاصر حِصنَ لؤلؤةَ مائة يومٍ، ثم ارتحلَ عنها واستخلف على حصارِها عجيف بن عنبسة، فخدعته الرومُ فأسَروه فأقام في أيديهم ثمانيةَ أيام، ثم انفَلَت منهم واستمَرَّ محاصِرًا لهم، فجاء توفيل ملِكُ الروم بنفسِه، فأحاط بجيشِه من ورائه، فبلغ المأمونَ فسار إليه، فلمَّا أحس توفيل بقدومِه هرب وبعث وزيرَه صنغل، فسأله الأمانَ والمصالحةَ، لكنَّه بدأ بنَفسِه قبل المأمون فرَدَّ عليه المأمونُ كتابًا بليغًا مضمونُه التقريعُ والتوبيخُ؛ قال فيه: وإنِّي إنما أقبل منك الدخولَ في الحنيفيَّة، وإلَّا فالسيفُ والقَتلُ، والسلامُ على من اتَّبع الهُدى.

العام الهجري : 365 العام الميلادي : 975
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقَرَّ الأمرُ لأفتكين التركي في الشام ولم يستجِبْ لطَلَبِ المعِزِّ الفاطميِّ ليكونَ نائبًا له فيها. عزم المعِزُّ على المسير إليه ليأخُذَها منه، فبينما كانت العساكرُ تُجمَعُ للمُعِزِّ إذ توفِّيَ، وقام بعدَه ولدُه العزيز، فاطمأنَّ عند ذلك أفتكين بالشام، واستفحل أمرُه وقَوِيَت شوكتُه، ثمَّ اتَّفقَ أمرُ المِصريِّينَ على أن يبعثوا جوهرًا الصقليَّ لقتالِه وأخْذِ الشَّامِ مِن يده، فعند ذلك حلَفَ أهلُ الشام أنَّهم معه على الفاطميِّينَ، وأنهم ناصِحونَ له غيرُ تاركيه، ثُمَّ حصَلَت حروبٌ بينهم كان حاصِلُها استنجادَ أفتكين بالقرامطةِ، ولكِنْ كانت النهايةُ هي هزيمَتَهم أمامَ الفاطميِّينَ، وأُسِرَ أفتكين، وسُيِّرَ إلى مصرَ فأُكرِمَ فيها.

العام الهجري : 694 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1295
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ جلالُ الدينِ فيروز شاه، مؤسِّسُ الدولة الخلجية بالهند, وكان نائبًا للمماليك, وقد وسَّعت هذه الدولةُ حُكمَ المسلمين في الهند فشَمِلت الدكنَ والبنغال وجيتور والكجرات، وقد تولى حكم الدولة علاء الدين الخلجي بعد وفاة جلال الدين. وقد زحف علاء الدين بجيشه إلى دلهي، حين جمعت زوجة جلال الدين أنصارَ زوجها، ونادت بابنِها ركن الدين إبراهيم سلطانًا خلفًا لأبيه، لكنَّ علاء الدين هاجمَ دلهي، وأجبر ركن الدين على الفرارِ إلى الملتان، ونصَّب نفسَه على عرش الهند في دلهي سنة 695 هـ (1295م).

العام الهجري : 938 العام الميلادي : 1531
تفاصيل الحدث:

بعد أن طرد العثمانيون ملكَ النمسا فرديناند من المجَر؛ لتدخله في أمورِها وحصارِهم لفيينا سنة936. عاد ملك النمسا بجيشه هذا العام ودخل بودابست، لكنه لم يستطع أن يستوليَ عليها؛ بسبب مقاومة الحامية العثمانية فيها، فلما سار الخليفةُ سليمان بجيشه نحو المجر ليُخرج منها ملك النمسا طلب الملك فرديناند من الخليفة الصلحَ فوافق عليه وعلى الرجوع بجيشه, وذلك لِما بلغه من قوة استعدادات شارلكان الدفاعية، وأنَّ سفنًا بحرية تابعة لشارلكان والبابا احتلَّت بعض المواقع في شبه جزيرة المورة اليونانية التابعة للدولة العثمانية؛ لذلك آثر الخليفة سليمان أن يوقِعَ المعاهدة مع النمسا.

العام الهجري : 945 العام الميلادي : 1538
تفاصيل الحدث:

وصل السفيرُ الهندي من كوجرات يستنجد الخليفة العثماني ضِدَّ البرتغاليين الذين وصلوا إلى سواحل الهند، وآخَرُ مِن دلهي يستنجد ضِدَّ همايون بن ظاهر الدين محمد المشهور ببابر، وهو من المغول الذين دخلوا الهندَ وحكموها، فانطلق سليمان باشا الخادم إلى كوجرات ودخل بعض القلاع التي أقامها البرتغاليون على سواحل الهند، فالتقى الأسطولُ العثماني بالأسطول البرتغالي أمام مدينة ديو على ساحل الملبار، ولكِنَّ الأسطول العثماني باء بالهزيمة والفشل، فاضطرَّ للانسحاب؛ مما أتاح للبرتغاليين بسطَ سيادتهم على المحيط الهندي، وظَلَّ البرتغاليون أصحابَ السيادة حتى أواخر القرن السادس عشر الميلادي دون منازعٍ.