الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1111 ). زمن البحث بالثانية ( 0.005 )

العام الهجري : 516 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1122
تفاصيل الحدث:

هو الملك إيلغازي نجم الدين بن الأمير أرتق بن أكسب التركماني، صاحب ماردين، وحلب، وميافارقين، كان هو وأخوه الأمير سقمان من أمراء تاج الدولة تتش صاحب الشام، فأقطعهما القدس، وجرت لهما سِيَر، ثم استولى إيلغازي على ماردين. وكان ذا شجاعة ورأي وهيبة وصيتٍ، وجوادًا محترِمًا للمسلمين. حارب الفرنج غير مرة، وأخذ حلب بعد أولاد رضوان بن تتش، واستولى على ميافارقين وغيرها قبل موته بسنة, وهو أول من تملك ماردين، واستمرت في يد ذريته. توفي إيلغازي بميافارقين، فانقسمت دولته إلى أقسام؛ فابنه حسام الدين تمرتاش استقل بماردين وديار بكر، وابنه شمس الدين سليمان استقل بميافارقين، وسليمان بن عبد الجبار بن أرتق بن أخي إيلغازي استقل بحلب، ونور الدين بلك بن بهرام بن أخي إيلغازي استقل بخرتبرت.

العام الهجري : 570 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1175
تفاصيل الحدث:

في العَشرِ الأُوَل من شوال مَلَك صلاحُ الدين قلعةَ بعرين من الشَّامِ، وكان صاحِبُها فخر الدين مسعود بن الزعفراني، وهو مِن أكابر الأمراءِ النوريَّة، فلما رأى قوَّةَ صلاح الدين نزل منها، واتَّصل بصلاح الدين، ظنَّ أنَّه يُكرِمُه ويُشارِكُه في ملكه، ولا ينفَرِدُ عنه بأمرٍ مِثل ما كان مع نور الدين، فلم يَرَ مِن ذلك شيئًا، ففارَقَه، ولم يكن بَقِيَ من أقطاعه الذي كان له في الأيامِ النورية غيرُ بعرين ونائبُه بها، فلما صالحَ صلاحُ الدين المَلِكَ الصالِحَ بحلب، عاد إلى حماة وسار منها إلى بعرين، وهي قريبةٌ منها، فحصرها ونصَبَ عليها المجانيق، وأدام قتالها، فسَلَّمَها واليها بالأمان، فلما مَلَكَها عاد إلى حماة، فأقطَعَها خاله شهاب الدين محمود بن تكش الحارمي، وأقطع حمص ناصِرَ الدين محمد بن عمِّه شيركوه، وسار منها إلى دمشقَ فدخلها أواخِرَ شَوَّال.

العام الهجري : 612 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1215
تفاصيل الحدث:

ملك خوارزم شاه محمد بن تكش مدينة غزنة وأعمالها، وسببُ ذلك أنَّ خوارزم شاه لَمَّا استولى على عامَّة خراسان وملك باميان وغيرها، أرسلَ إلى تاج الدين، صاحبِ غزنة، يطلُبُ منه أن يخطُبَ له، ويضرِبَ السِّكَّة باسمه، ويرسِلَ إليه فيلًا واحدًا ليصالِحَه ويقِرَّ بيده غزنة، ولا يعارِضه فيها، فأحضر الأمراءَ وأعيانَ دولته واستشارهم، فخطب لخوارزم شاه، وضَرَب السكة باسمِه، وأرسل إليه فيلًا، وأعاد رسولَه إليه، ومضى إلى الصيدِ، فأرسل قتلغ تكين، والي غزنة، إلى خوارزم شاه يطلبه ليسلم إليه غزنة، فسار مجِدًّا، وسبق خبَرُه، فسلم إليه قتلغ تكين غزنةَ وقلعتها، فلمَّا دخلها خوارزم شاه قتَلَ من بها من عسكر الغورية لا سيما الأتراك، وقيل: إنَّ مِلكَ خوارزم شاه غزنة كان سنة ثلاث عشرة.

العام الهجري : 633 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1236
تفاصيل الحدث:

سار الملك الكامل من القاهرة بعساكره يريد بلاد الشرق، فنازل الرَّها حتى أخذها يوم الأربعاء ثالث عشر جمادى الأولى، وأسَرَ منها زيادةً على ثمانمائة من الأمراء، وهدم قلعتَها، ونازل حران، وأخذها بعد حصارٍ وقتال في رابع عشر جمادى الآخر، وأسَرَ من كان بها من أجناد السلطان علاء الدين كيقباذ، وأمرائه ومقدميه الصوباشية، وكانوا سبعمائة وخمسة وعشرين رجلًا، فمات كثير منهم في الطرقات، ثم نزل الكامِلُ على دنيسر وخربها، فورد عليه الخبَرُ بأن التتر قد وصلوا إلى سنجار، في مائة طلب، كل طلب خمسمائة فارس، وأخذ الكامِلُ قلعة السويداء عَنوةً، وأسر من بها في سابع عشر جمادى الآخر، وهدمَها، وأخذ قطينًا، وأسر من بها في رجب، وفي تاسع عشره: بعث الكامل جميع الأسرى إلى ديار مصر، وعِدَّتهم تزيد على الثلاثة آلاف، وعاد إلى دمشق، وسلم الشرق لابنه الملك الصالح أيوب.

العام الهجري : 647 العام الميلادي : 1249
تفاصيل الحدث:

اعتلى "كيوك" عرش دولةِ المغولِ, ولم يكنْ مِثلَ أبيه "أوكتاي" ملكًا كريمًا، نبيلَ الخُلق، طيبَ المعاملةِ مع المسلمين؛ وإنما كان رجلًا مغامرًا محاربًا، يميلُ إلى الغزو والفتحِ مِثلَ جَدِّه جنكيز خان، وما إن استقَرَّ في الحكم حتى دعا الأمراء إلى ضرورة مراعاة أحكام القانون المغولي (الياسا)، وحذَّرَ من الخروج عليه، ثم قام بتجهيزِ الجيوشِ لمواصلةِ فتحِ الصين الجنوبيَّة، وأوكل هذه المهمَّةَ إلى القائِدِ المغولي الشهير "سوبوتاي"، وأوفد "إيلجتكاي" إلى إيران لفتحِ بقية البلادِ الإسلاميَّة، وجعل له السُّلطةَ العليا في الإشرافِ على شؤون بلاد الروم والكرج والموصل، وديار بكر، ونصب عددًا من أمرائِه والموالين له على المناطقِ التابعةِ لسلطانه. وكانت آخِرَ أعماله أنَّه عقد تحالفًا مع الأرمنِ النصارى؛ وذلك استعدادًا لحملة كان يعدُّها لغزو الشامِ ومصر، غيرَ أنه هلك في 9 من ربيع الآخر 647 (22 من يوليو 1249م) فتوقف مشروعُه.

العام الهجري : 724 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1324
تفاصيل الحدث:

هو نور الدين أبو الحسن علي بن يعقوب بن جبريل البكري المصري الشافعيُّ، له تصانيفُ، وقرأ مسند الشافعي على وزيرة بنت المنجا، ثمَّ إنه أقام بمصر، وقد كان في جملةِ خُصومِ شَيخِ الإسلام ابن تيمية، أراد بعضُ رجال الدولة قَتْلَه فهرب واختفى عند ابن تيميَّة لَمَّا كان مقيمًا بمصر، وما مثالُه إلَّا مثالُ ساقيةٍ ضعيفةٍ كَدِرة لاطمت بحرًا عظيمًا صافيًا، أو رملةٍ أرادت زوال جبل، وقد أضحك العقلاءَ عليه، وقد أراد السلطانُ قَتْلَه فشَفِعَ فيه بعض الأمراء، ثم أنكر مرَّةً شيئًا على الدولةِ فنُفِيَ من القاهرة إلى بلدةٍ يقال لها: ديروط، فكان بها حتى توفِّيَ يوم الاثنين سابع ربيع الآخر، ودفن بالقرافة، وكانت جنازتُه مشهورةً غيرَ مشهودة، وكان شيخُه ينكِرُ عليه إنكارَه على ابن تيمية، ويقولُ له أنت لا تحسِنُ أن تتكَلَّم، ولشيخ الإسلام الردُّ المشهور عليه المعروف باسم الردِّ على البكري أو الاستغاثةِ.

العام الهجري : 763 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1362
تفاصيل الحدث:

هو الخليفةُ المُعتَضِد بالله أبو الفتح، واسمُه أبو بكر بن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان بن الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن أبي علي بن الحسن بن الخليفة الراشد بن المسترشد، توفِّيَ يوم الثلاثاء عاشر جمادى الأولى ومدة خلافتِه عشرة أعوام، وعهد إلى ابنه محمد قبل وفاته بقليل، فاستدعي أبو عبد الله محمد ابن الخليفة المعتضد بالله أبي بكر، في يوم الخميس ثاني عشر جمادى الأولى إلى قلعة الجبل، وجلس مع السلطانِ بالقصر، وقد حضر الأمراءُ فأقيمَ في الخلافةِ بعد وفاة أبيه، ولقِّبَ بالمتوكل على الله، وخُلِعَ عليه، وفُوِّضَ له نظَرُ المشهَدِ النَّفيسي؛ ليستعينَ بما يُحمَلُ إليه من النُّذورِ على حالِه، وركِبَ إلى منزله، وهنَّأَه الناسُ بالخلافةِ.

العام الهجري : 1283 العام الميلادي : 1866
تفاصيل الحدث:

تولى الشيخُ عبد الله الثاني بن صباح الثاني بن جابر الأول -من آل صباح، خامس أمراء الكويت- إمارةَ الكويت بعد وفاة أبيه الشيخ صباح الثاني عام 1866، وقد استماله الترك العثمانيون فسَمَّوه قائم مقام في الكويت، وكان للكويت في عهده أسطولٌ من السفن الشراعية الكبيرة، وكانت أهمُّ الأحداث في عهده:
(1) هو أول حاكم للكويت يسكُّ عملة كويتية عليها اسم الكويت عام 1866م.
(2) في عام الهيلق 1867م تعرضت الكويت إلى مجاعة ففتح الشيخ عبد الله خزائنَه أمام الكويتيين ليرفع عنهم الضائقة.
(3) مساعدتُه للدولة العثمانية للاستيلاء على الأحساء؛ حيث تولى الشيخ عبد الله قيادة ثمانين سفينة بحرية كويتية عام 1871م (نزلت بعد ذلك في رأس تنورة) بالإضافة إلى تسيير جيش من البر بقيادة أخيه الشيخ مبارك الصباح.

العام الهجري : 1324 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1906
تفاصيل الحدث:

هو الأمير عبد العزيز بن متعب بن عبد الله العلي الرشيد مِن الجعفر من قبيلة شمر من أمراء آل رشيد أصحاب حائل وما حولها بنجد. وَلِيَها بعد وفاة عمه محمد بن عبد الله الرشيد سنة 1315هـ، كان من أشجع العرب في عصره، وأصلَبِهم عودًا. بدأ حكمه في ظل قبولٍ تامٍّ له من قِبَل الأهالي وأفراد أسرته، وكان ذا ميول عسكرية وتوسُّعية، فاهتمَّ كثيرًا بالشأنِ العسكريِّ وكوَّن جيشًا عَزَّز به جميعَ مناطق نفوذه. له وقائِعُ وغاراتٌ كثيرة مع مبارك بن صباح صاحب الكويت، والملك عبد العزيز بن سعود، وأمير المنتفق. وفي أيامه استرجع منه الملك عبد العزيز مدينةَ الرياض سنة 1319هـ، وظلَّ ابن رشيد يصاوِلُ خصومَه، ويقابِلُ الغارات بمثلها، إلى أن قُتِلَ في روضة المهنا بالقصيم. خَلَفَه في إمارة حائل بعد مقتله ابنُه متعب.

العام الهجري : 1436 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2015
تفاصيل الحدث:

أَصدَر المَلِكُ سلمانُ بنُ عبد العزيز حُزْمةَ أوامِرَ مَلكيَّةٍ بتعيِينِ وإعفاءِ بعضِ الأُمراءِ من مناصِبِهم. وجاء في الأوامرِ إعفاءُ الأميرِ مقرن بن عبد العزيز من ولايَةِ العهدِ، وتعيِينُ الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وليًّا للعهد مع احتفاظِه بوِزارة الدَّاخليَّة، وهو أوَّلُ حفيدٍ للمَلِك عبد العزيز آل سعود يُعيَّن وليًّا للعهد. وُلِد الأمير محمَّد بمدينةِ جُدَّة بتاريخ (25 صفر لعام 1379هـ) الموافق (30 أغسطس 1959م). درَس الأميرُ محمدٌ مراحلَ التَّعليم الابتدائيَّة والمتوسِّطة والثانويَّة بمعهد العاصِمَة بالرياض. واصَل تعليمَه الجامعِيَّ بالولايات المتَّحدة الأمريكية، وحَصَل على البكالوريوس في العلومِ السياسيَّة عامَ (1401هـ) الموافق (1981م). وحَصَل أيضًا على عددٍ من الدَّوراتِ العسكَرِيَّة المُتقدِّمَة -داخِلَ المَملكةِ وخارِجَها- ذاتِ الصِّلةِ بالشُّؤون الأمنيَّة.

العام الهجري : 2 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 623
تفاصيل الحدث:

قِيلَ لِزيدِ بنِ أَرقمَ: " كم غَزا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن غَزوةٍ؟ قال: تِسعَ عشرةَ. قِيلَ: كم غَزوتَ أنت معه؟ قال: سبعَ عشرةَ. قِيلَ: فأَيُّهم كانت أوَّلَ؟ قال: الْعُسَيْرَةُ، أَوِ الْعُشَيْرُ.
وقعت غَزوةُ العُشَيْرَةِ قبلَ وَقعةِ بدرٍ، سَلَكَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على نَقْبِ بني دِينارٍ، ثمَّ على فَيْفاءِ الخَبارِ فنزل تحت شجرةٍ ببَطْحاءَ ابنِ أَزهرَ يُقالُ لها: ذاتُ السَّاقِ. فصَلَّى عندها... وصُنِعَ له عندها طعامٌ فأكل منه وأكل النَّاسُ معه... واسْتُقِيَ له مِن ماءٍ به يُقالُ له: المُشْتَرِبُ، ثمَّ ارْتَحل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فترك الخلائقَ بيَسارهِ وسلك شُعبةً يُقالُ لها: شُعبةُ عبدِ الله... ثمَّ صَبَّ لليَسارِ حتَّى هبَط يَلْيَلَ فنزل بِمُجتَمعِه ومُجتمعِ الضَّبُوعَةِ، واسْتَقى مِن بئرٍ بالضَّبُوعَةِ، ثمَّ سلك الفَرْشَ فَرْشَ مَلَلٍ حتَّى لَقِيَ الطَّريقَ بصحيرات بِصُخَيْراتِ اليَمامِ، ثمَّ اعتدل به الطَّريقُ حتَّى نزل العُشَيْرَةَ مِن بطنِ يَنْبُعَ فأقام بها جُمادى الأُولى ولياليَ مِن جُمادى الآخرةِ، وادَع فيها بني مُدْلِجٍ وحُلفاءَهُم مِن بني ضَمْرَةَ ثمَّ رجع إلى المدينةِ ولمْ يَلْقَ كَيْدًا.

العام الهجري : 40 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 661
تفاصيل الحدث:

انْتدَب ثلاثةٌ مِن الخَوارجِ، وهُم: عبدُ الرَّحمنِ بن مُلْجِمٍ المُراديُّ، والبَرْكُ بن عبدِ الله التَّميميُّ، وعَمرُو بن بكرٍ التَّميميُّ، فاجتمعوا بمكَّةَ، فتَعاهَدوا وتَعاقَدوا لَيَقْتُلَنَّ هؤلاء الثَّلاثةُ: عَلِيَّ بن أبي طالبٍ رضِي الله عنه، مُعاويةَ بن أبي سُفيانَ، وعَمرَو بن العاصِ، ويُريحوا العِبادَ منهم، فقال ابنُ مُلْجِمٍ: أنا لِعَلِيٍّ. وقال البَرْكُ: أنا لِمُعاويةَ، وقال الآخرُ: أنا أَكْفِيكُم عَمْرًا، فتَواثَقوا أن لا يَنكُصوا، واتَّعَدوا بينهم أن يَقَعَ ذلك ليلةَ سبعَ عشرةَ مِن رمضانَ، ثمَّ تَوجَّه كلُّ رجلٍ منهم إلى بلدٍ بها صاحِبُه، فقَدِمَ ابنُ مُلْجِمٍ الكوفةَ، وبَقِيَ ابنُ مُلْجِمٍ في اللَّيلةِ التي عزَم فيها على قَتْلِ عَلِيٍّ يُناجي الأشعثَ بن قيسٍ في مَسجدِه حتَّى طلَع الفجرُ، فقال له الأشعثُ: ضَحِكَ الصُّبحُ، فقام وشَبِيبٌ فأخَذا أَسْيافَهُما، ثمَّ جاءا حتَّى جلَسا مُقابِلَ السُّدَّةِ التي يَخرُج منها عَلِيٌّ، فضرَب عَلِيًّا بسَيْفِه المَسمومِ على رَأسِه، فلمَّا قُتِلَ أَخَذوا عبدَ الرَّحمنِ بن مُلْجِمٍ وعَذَّبوهُ فقَتَلوهُ. وكانت مُدَّةُ خِلافةِ عَلِيٍّ خمسَ سنين، فجَزاهُ الله عن المسلمين خيرًا، ورضِي عنه وأَرضاهُ، وهو أحدُ العشرةِ المُبَشَّرين بالجنَّةِ.

العام الهجري : 96 العام الميلادي : 714
تفاصيل الحدث:

كان الوَليدُ بن عبدِ الملك قد بَدَأَ بِتَأْسِيس البِناء للمَسجِد الأُمَوي في 87هـ إلى أن اكْتَمَل بِناؤُه في هذه السَّنَة, وكان أَصْلُ مَوضِع هذا الجامِع قَديمًا مَعْبَدًا بَنَتْهُ اليُونان الكُلْدَانِيُّون الذين كانوا يُعَمِّرون دِمَشْق، وهُم الذين وَضَعوها وعَمَّروها أوَّلًا، فَهُم أوَّلُ مَن بَناها، وقد كانوا يَعبدون الكَواكِب السَّبعَة المُتَمَيِّزَة، ثمَّ إنَّ النَّصارَى حَوَّلوا بِناءَ هذا المَعْبَد الذي هو بِدِمَشق مُعَظَّمًا عند اليُونان فجَعَلوه كَنيسَةَ يُوحَنَّا، وكان المسلمون والنَّصارَى يَدخُلون هذا المَعْبَد مِن بابٍ واحِد، وهو باب المَعْبَد الأَعلى مِن جِهَة القِبْلَة، مَكانَ المِحْراب الكَبير الذي في المَقْصورَة اليومَ، فيَنْصَرِف النَّصارَى إلى جِهَة الغَربِ إلى كَنيسَتِهم، ويَأخُذ المسلمون يَمْنَةً إلى مَسجِدِهم، ولا يَستَطيع النَّصارَى أن يَجْهَروا بِقِراءَة كِتابِهِم، ولا يَضْرِبوا بِناقُوسِهِم، إِجلالًا للصَّحابَة ومَهابَةً وخَوْفًا، ثمَّ قام الوَليدُ بِتَوسيعِها آخِذًا القِسْمَ النَّصراني وحَوَّلَه إلى مَسجِد كما هو معروف اليوم، وأَنْفَق في ذلك الأَموالَ الكَثيرَة جِدًّا، واسْتَعمَل العُمَّال والبَنَّائِين المَهَرَة, والمَقصود أنَّ الجامِع الأُمَوي لمَّا كَمُلَ بِناؤُه لم يكُن على وَجْهِ الأَرضِ بِناءٌ أَحْسَن منه، ولا أَبْهَى ولا أَجْمَل منه، بحيث إنَّه إذا نَظَر النَّاظِرُ إليه أو إلى جِهَةٍ منه أو إلى بُقْعَةٍ أو مَكانٍ منه تَحَيَّر فيها نَظَرُهُ لِحُسْنِه وجَمالِه، ولا يَمَلُّ نَاظِرُهُ؛ بل كُلمَّا أَدْمَنَ النَّظَرَ بانَت له أُعْجوبَة ليست كالأُخرَى.

العام الهجري : 251 العام الميلادي : 865
تفاصيل الحدث:

ظهر إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بمكَّة، فهرب منه نائبُها جعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى، فانتَهَبَ مَنزِلَه ومنازلَ أصحابه وقَتَلَ جماعةً من الجند وغيرهم من أهل مكة، وأخَذَ ما في الكعبة من الذَّهَب والفِضَّة والطِّيب وكسوة الكعبة، وأخَذَ من الناس نحوًا من مائتي ألف دينار، ثم خرج إلى المدينةِ النبويَّة فهرب منها نائبُها أيضًا علي بن الحسين بن علي بن إسماعيل، ثم رجع إسماعيل بن يوسف إلى مكَّةَ في رجب فحصر أهلَها حتى هلكوا جوعًا وعَطشًا، فبِيعَ الخُبزُ ثلاثُ أواقٍ بدِرهم، واللَّحمُ الرِّطل بأربعة، وشربة الماء بثلاثة دراهم، ولقي منه أهلُ مكَّة كلَّ بلاء، فترحَّلَ عنهم إلى جُدَّة بعد مُقامِه عليهم سبعة وخمسين يومًا، فانتهب أموال التجَّار هنالك وأخذ المراكِبَ وقطع الميرة عن أهلِ مكَّة، ثم عاد إلى مكَّة لا جزاه الله خيرًا عن المسلمين. فلما كان يومُ عرفة لم يمكِّن النَّاسَ من الوقوف نهارًا ولا ليلًا، وقتَلَ من الحجيج ألفًا ومائة، وسلَبَهم أموالَهم، ولم يقف بعرفةَ عامَئذٍ سواه ومن معه من الحرامية، ثم توفِّي في السنة التالية.

العام الهجري : 504 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1110
تفاصيل الحدث:

احتلَّ الفرنج مدينة صيدا من ساحل الشام. وسبب ذلك أنه وصل في البحر إلى الشام ستون مركبًا للفرنج مشحونة بالرجال والذخائر مع بعض ملوكهم؛ ليحُجَّ بيت المقدس، وليغزو –بزعمه- المسلمين؛ فاجتمع بهم بغدوين ملك القدس، وتقررت القاعدة بينهم أن يقصِدوا بلاد الإسلام، فرحلوا من القدس ونزلوا مدينة صيدا ثالث ربيع الآخر من هذه السنة، وضايقوها برًّا وبحرًا، وكان الأسطول المصري مقيمًا على صور، فلم يقدِرْ على إنجاد صيدا، فعمل الفرنج برجًا من الخشب وأحكموه وجعلوا عليه ما يمنع النارَ عنه والحجارة، وزحفوا به، فلما عاين أهل صيدا ذلك ضَعُفت نفوسهم، وأشفقوا أن يُصيبَهم مثل ما أصاب أهل بيروت، فأرسلوا قاضيَها ومعه جماعة من شيوخها إلى الفرنج، وطلبوا من ملكهم الأمان فأمَّنَهم على أنفسهم وأموالهم والعسكر الذي عندهم، ومن أراد المقام بها عندهم أمَّنوه، ومن أراد المسيرَ عنهم لم يمنعوه، وحلف لهم على ذلك، فخرج الوالي وجماعة كثيرة من أعيان أهل البلد في العشرين من جمادى الأولى إلى دمشق، وأقام بالبلد خلق كثير تحت الأمان، وكانت مدة الحصار سبعة وأربعين يومًا، ورحل بغدوين عنها إلى القدس، ثم عاد إلى صيدا بعد مدة يسيرة، فقرر على المسلمين الذين أقاموا بها عشرين ألف دينار، فأفقرهم واستغرق أموالَهم.