الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 468 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1076
تفاصيل الحدث:

في سَنةِ 463هـ مَلَكَ أتسز الرَّمْلَةَ، والبيتَ المُقدَّسَ، وحَصرَ مَدينةَ دِمشقَ، فلمَّا عادَ عنها جَعلَ يَقصِد أَعمالَها كلَّ سَنةٍ عند إدراكِ الغَلَّاتِ فيَأخُذها، فيَقوَى هو وعَسكرُه، ويَضعُف أَهلُ دِمشقَ وجُندُها، فلمَّا كان رَمضانُ سَنةَ 467هـ سار إلى دِمشقَ فحَصرَها، وأَميرُها المُعَلَّى بن حَيدرَة مِن قِبَلِ المُستَنصِر العُبيدي صاحبِ مصر، فلم يَقدِر عليها، فانصَرفَ عنها في شوَّال، فهَربَ أَميرُها المُعلَّى في ذي الحجَّةِ، وكان سببُ هَرَبِه أنَّه أَساءَ السِّيرَةَ مع الجُنْدِ والرَّعِيَّةِ وظَلَمَهم، فكَثُرَ الدُّعاءُ عليه، وثار به العَسكرُ، وأَعانَهُم العامَّةُ، فهَرَبَ منها إلى بانياس، ثم منها إلى صور، ثم أُخِذَ إلى مصر فحُبِسَ بها، فماتَ مَحبوسًا، فلمَّا هَربَ من دِمشقَ اجتَمعَت المصامدة -والمصامدة قَبيلَة من المَغارِبَة- ووَلَّوْا عليهم انتِصارَ بنَ يحيى المَصموديَّ، المَعروف برَزِينِ الدَّولةِ، وغَلَت الأَسعارُ بها حتى أَكلَ الناسُ بَعضُهم بَعضًا، ووَقعَ الخُلْفُ بين المصامدة وأَحداثِ البَلدِ، وعَرفَ أتسز ذلك، فعادَ إلى دِمشقَ، فنَزلَ عليها في شَعبانَ من هذه السَّنَةِ، فحَصرَها، فعُدِمَت الأَقواتُ، فبِيعَت الغرارة، إذا وُجِدَت، بأَكثرَ من عِشرين دِينارًا، فسَلَّموها إليه بأَمانٍ، وعوض عنها بقَلعَةِ بانياس، ومَدينةِ يافا من الساحِلِ، ودَخلَها هو وعَسكرُه في ذي القعدةِ، وخَطَبَ بها يومَ الجُمعةِ لخَمسٍ بَقِينَ من ذي القعدةِ، للمُقتدِي بأَمرِ الله الخَليفةِ العبَّاسيِّ، وكان آخرَ ما خُطِبَ فيها للعَلويِّينَ المِصريِّينَ، ومَنَعَ الأذانَ بحيَّ على خَيرِ العَمَلِ، ففَرِحَ أَهلُها به فَرَحًا عَظيمًا، وتَغَلَّبَ على أَكثرِ الشامِ وعَظُمَ شَأنُه، وخافَهُ المِصريُّونَ، وظَلَمَ أَهلَها، وأَساءَ السِّيرَةَ فيهم. حتى أَهلَكَ الناسَ وأَفقَرَهُم.

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ المفسِّر أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله الألوسي الحسيني البغدادي صاحِبُ التفسير المعجب المسمى (روح المعاني)، أحد علماء القرن 13 الهجري، وهو مفتي بغداد، وخاتِمةُ المحقِّقين من أعلام المشرق، ولِدَ ببغداد سنة 1217 وتعلم بها وتوفِّيَ فيها، جلس للتدريس وأقبل عليه الطلاب من كلِّ مكان، وترك مؤلفات كثيرة أهمها: التفسير المعروف بروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. قال عنه صاحب فهرس الفهارس: "خدم العِلمَ في القرن المنصرم خدمةً تُذكَر ولا تُكفَر، له من الرحلات: نشوةُ الشمول في السَّفَر إلى استامبول، وكتاب نزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب، تعرَّض فيها لذكر أشياخِه وما قرأه عليهم وما أخذ منهم، وله أيضًا غرائب الاغتراب ونزهة الألباب، وله نشوة المدام في العود إلى دار السلام. في هذه الرحلات الثلاثة تفصيل رحلته إلى الأستانة ومن لقِيَ في ذهابه وإيابه من رجال العلم والأدب، لا سيما شيخ الإسلام عارف حكمت بك، وما جرى بينهما من المباحثة. وله مجلدٌ نفيس في ترجمة شيخ الإسلام بالمملكة العثمانية عارف حكمت بك "، قال عنه الزركلي: "مفسِّر، محدث، أديب، من المجدِّدين، من أهل بغداد، مولده ووفاته فيها. تقلَّد الإفتاء ببلده سنة 1248هـ، ثم عزل عنه، فانقطع للعلم. ثم سافر سنة 1262هـ إلى الموصل فالأستانة، ومرَّ بماردين وسيواس، فغاب 21 شهرًا وأكرمه السلطانُ عبد المجيد الأول. وعاد إلى بغداد يدوِّنُ رحلاته ويكمِلُ ما كان قد بدأ به من مصنَّفاتِه، فاستمَرَّ الى أن توفِّيَ".

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 2017
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ عُمَرُ عبد الرحمن: عالمٌ أزهريٌّ، وهو الزعيمُ الرُّوحيُّ للجماعةِ الإسلاميةِ في مصرَ. ولِدَ بمدينةِ الجمالية بالدقهليةِ عامَ 1938، فَقَدَ بَصَرَه بعدَ عشَرةِ أشهُرٍ من ولادتِه، حصَلَ على الثانويةِ الأزهريةِ عامَ 1960، ثم التحَقَ بكليَّةِ أصولِ الدينِ بالقاهرةِ، ودَرَسَ فيها حتى تخرَّجَ فيها سنةَ 1965 بتقديرِ امتيازٍ مع مرتَبةِ الشرَفِ، ثم حصَلَ على شهادةِ الماجستير، وعَمِلَ مُعيدًا بالكليَّةِ، أُوقِفَ عن العَمَلِ في الكليَّةِ عامَ 1969م ونُقِلَ من الجامعةِ من مُعيدٍ بها إلى إدارةِ الأزهرِ بدونِ عمَلٍ، واستمرَّ ذلك حتى اعتُقِل في 13 أكتوبر 1970 بعد وفاةِ الرئيسِ المِصريِّ جمال عبد الناصر. وبعد الإفراجِ عنه تمكَّنَ من الحصولِ على الدكتوراه بتقديرِ امتيازٍ مع مَرتبةِ الشرَفِ، وعُيِّنَ مدرسًا بكليةِ البناتِ وأُصولِ الدِّينِ بأسيوطَ، ومكَثَ بالكليةِ أربعَ سنَواتٍ حتى عامِ 1977، ثم أُعيرَ إلى كليَّةِ البناتِ بالرياضِ بالمملكةِ العربيةِ السعوديةِ حتى سنةِ 1980، ثم عادَ إلى مصرَ. وفي سبتمبر 1981 اعتُقِل وحُوكِمَ في قضيةِ اغتيالِ الساداتِ أمامَ المحكمةِ العسكريَّةِ ومَحكمةِ أمنِ الدولةِ العليا، وحصَلَ على البراءةِ في القضيتَينِ، وخرَجَ من المُعتقَلِ في 2 أكتوبر 1984. ثم سافرَ إلى الولاياتِ المتحدةِ ليُقيمَ في ولايةِ نيوجرسي، واعتُقِلَ هناك بتهمةِ التورُّطِ في تفجيراتِ نيويورك عامَ 1993، وحُكِمَ عليه بالسَّجنِ المُؤبَّدِ. وفي آخرِ عُمرِه أصيبَ الشيخُ بعِدَّةِ أمراضٍ وعَدمِ القدرةِ على الحركةِ إلا على كرسيٍّ مُتحرِّكٍ، إلى أنْ تُوفِّيَ داخلَ السجونِ الأمريكيةِ في الثامنَ عشَرَ من فبراير في عامِ 2017 عن عمرٍ 78 عامًا.

العام الهجري : 930 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1524
تفاصيل الحدث:

هو شيخ الإسلام العلامة ذو التصانيف المفيدة والفتاوى السديدة، قاضي قضاة المسلمين شهاب الدين أبو السرور أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن القاضي يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن حسان بن الملك سيف بن ذي يزن المذحجي السيفي المرادي الشهير بالمُزَجد الشافعي الزبيدي، وكان من العلماء المشهورين وبقية الفقهاء، واحد المحقِّقين المعتمدين المرجوع إليهم في النوازل المعضلة والحوادث المشكلة، وكان على الغاية من التمكن في مراتب العلوم الإسلامية من الأصول والفروع وعلوم الأدب، وهو الذي أفتى بجواز شرب البنِّ والقهوة، وقد كان الخلاف بجواز شربها منتشرًا في عدد من الأمصار. ولد المُزَجد سنة 847 بجهة قرية الزبيدية، ونشأ بها وحفظ جامع المختصرات، ثم انتقل إلى بيت الفقيه بن عجيل فأخذ فيها على شيخ الإسلام إبراهيم بن أبي القاسم جغمان, ثم ارتحل إلى زبيد واشتغل فيها على عدد من أهل العلم، فحصَّل الفقه والأصول والحديث والحساب والفرائض, وبرع في علوم كثيرة لكنَّه تميز في الفقه حتى كان فيه أوحدَ وقته، ومن مصنفاته المشهورة في الفقه: العباب والمحيط بمعظم نصوص الشافعي والأصحاب، وهو كاسمه, وهو على أسلوب الرَّوْض جمع في مسائل الروض ومسائل التجريد، وهو كتاب عظيم جامع لأكثر أقوال الإمام الشافعي وأصحابه وأبحاث المتأخرين منهم على الغاية من جزالة اللفظ وحسن التقسيم، ولقد اشتهر هذا الكتاب في الآفاق ووقع على حسنِه ونفاسته الإجماع والاتفاق، وكثر اعتناءُ الناس بشأنه وانتفاع الطلبة به واغتباطهم ببيانه، واعتناء غير واحد من علماء الإسلام بشرحه، كالعارف شيخ الإسلام أبي الحسن البكري؛ فإنه شرحه بشرحين: صغير وكبير, ومنها تجريدُ الزوائد وتقريب الفرائد في مجلدين، جمع فيه الفروع الزائدة على الروضة غالبًا، وكتاب تحفة الطلاب ومنظومة الإرشاد في خمسة آلاف وثمانمائة وأربعين بيتًا, وزاد على الإرشاد كثيرًا من المسائل والقيود، ونظم أوائله إلى الرهن في مدة طويلة ثم مكث نحو خمس عشرة سنة، ثم شرع في تتمته فكمله في أقل من سنة، وله غير ذلك، وتفقه به خلائق كثيرون من أكابر الأعيان واختلاف أجناس الطلبة من جهات شتى، وله شِعرٌ حَسن، ومنه في الحصن الحصين، وكان ينظِم في اليوم الواحد نحو ثمانين بيتًا مع القيود والاحترازات، وله مرثية عظيمة في شيخه عمر الفتى. قال حفيدُه شيخ الإسلام قاضي قضاة الأنام أبو الفتح بن حسين المزجد: كان جدي شرَحَ جامع المختصرات للنسائي في ست مجلدات، ثم لما رآه لم يستوفِ ما حواه الجامع المذكور من الجَمع والخلاف، ألقاه في الماء فأعدمه، والله المستعان. قال علامة العصر ومفتيه أحمد بن عبد الرحمن الناشري: "كان القاضي شهاب الدين المزجد إذا سئم من القراءة والمطالعة، استدعى بمقامات الحريري، فيطالع فيها ويسمِّيها طبق الحلوى" ووليَ قضاء عدن ثم قضاء زبيد، وباشر ذلك بعفَّة وديانة، وطالت مدته فيها. وحكي: "أنه لما جاء زبيد وأُتيَ إليه بمعلومها، قال: جئنا من عدن إلى عدم. وكأنه- والله أعلم- كان غير راض بهذه المرتبة لِما فيها من الخطر العظيم؛ وذلك لكمال ورعه واحتياطه في دينه واستحقاره لزهرة الدنيا ومنصبها، وكان على جانب عظيم من الدين، حتى قال بعضهم في عصره: لو جاز أن يبعث الله نبيًّا في عصرنا، لكان أحمد المزجد هو ذلك النبي!" قال النماري: "لما دخلت عليه وشرعتُ في قراءة العباب لديه، أخذتني من دهشته الهيبةُ والعظمة ما منعني استيفاءَ ما كنت آلَفُه من الانبساط في حال القراءة، ففهم ذلك مني وأخذ يباسطني بذكرِ بلدي وأنَّ منها الشاعر الفلاني الذي قال في قصيدته ما هو كيت وكيت، حتى زال عني ذلك الدَّهشُ وثابَتْ إليَّ نفسي, وكانت أوقات شيخنا مرتبة: يجعل أواخر الليل وأول النهار لدرس القرآن، ثم يشتغل بما له من أوراد، ثم بالتفسير، ثم بالفقه، ثم يخرج إلى الحُكم إلى وقت الظهر، ثم يَقيل، ثم يشتغل بالإحياء للغزالي ونحوه من كتب الرقائق، وفي آخر النهار ينظر في التاريخ إلى أن يخرج لمجلس الحُكم بعد صلاة العصر؛ لأنه كان يجلس للحكم في اليوم مرتين" وقد انتفع به الناس، وأخذ عنه الطلبة واستمر على عظمته ووجاهته حتى مات في دولة الأروام- جمع رومي- قال محي الدين العيدروس: "ومناقب المزجد كثيرة وترجمته طويلة، وقد أفردها بالتصنيف حفيدُه القاضي أبو الفتح بن الحسين المزجد في جزء لطيف سمَّاه: منية الأحباب في مناقب صاحب العباب، وإذا تأملتَ ما أسلفناه عنه من الأخبار الجميلة والسِّيَر الحميدة، علمتَ أنَّه من العلماء الأخيار الأبرار، ولا ينافي ذلك ما كان متلبسًا به من القضاء ونحوه؛ فقد ابتلى بمثل ذلك غيرُ واحد من العلماء الصلحاء، كشيخ الإسلام تقي الدين السبكي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري" كان لشهاب الدين المزجد أربعة أولاد: علي، والحسن، والحسين، وعبد الرحمن، وكل منهم أفتى في حياة أبيه، ومات منهم اثنان في حياة أبيهما، وهما عبد الرحمن وحسن، ورثاهما وحزن عليهما. توفي شهاب الدين فجر يوم الأحد شهر ربيع الآخر من هذه السنة ببلدة زبيد، وصُلِّي عليه بجامعها الكبير ودُفن بباب سهام، وقبره قبلي تربة الشيخ علي أفلح، ولم يخلف بعده مثله- رحمه الله تعالى ونفعنا بسره وسر علومه- ورثاه جماعة من أكابر العلماء والأدباء من تلامذته ومعاصريه، وعظُمَ الأسفُ عليه.

العام الهجري : 398 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1008
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامةُ البليغُ، أبو الفَضلِ الحافِظُ أحمدُ بنُ الحُسَينِ بن يحيى الهَمَذانيُّ، الملقَّبُ ببديعِ الزَّمان، صاحِبُ الرَّسائِلِ الرَّائقة، والمقامات الفائِقة، اختَرَع نمطًا من الإنشاءِ عُرِفَ باسمِه، وعلى مِنوالِه نَسَجَ الحَريريُّ مَقاماتِه واحتَذى حَذوَه واقتفى أثَرَه، واعتَرَف في خُطبتِه بفَضلِه، وأنَّه الذي أرشَدَه إلى سُلوكِ ذلك المَنهَجِ، وهو أحَدُ الفُضَلاءِ الفُصَحاء. وُلِدَ في همذان وانتقَلَ إلى هراة سنة 380هـ فسكَنَها، سار إلى نيسابورَ وناظَرَ فيها أبا بكرٍ الخوارزميَّ فغَلَبَه بديعُ الزمانِ، فاشتَهَر بعدَها أكثَرَ، كان قويَّ الحافظةِ يحفَظُ القصائِدَ مِن أوَّلِ مَرَّة، له رسائِلُ ودِيوانُ شِعرٍ، قال عنه ابنُ خَلِّكانَ: "كان صاحِبَ عجائِبَ وبدائِعَ وغرائِبَ، فمنها: أنَّه كان يُنشَدُ القَصيدةَ لم يَسمَعْها قَطُّ وهي أكثَرُ مِن خمسينَ بيتًا فيحفَظُها كُلَّها ويؤَدِّيها مِن أوَّلِها إلى آخِرِها لا يَخرِمُ حَرفًا، وينظُرُ في الأربَعِ والخَمسِ الأوراقِ مِن كتابٍ لم يَعرِفْه ولم يَرَه مِن قَبلُ نَظرةً واحدةً خَفيفةً، ثمَّ يَهُذُّها عن ظَهرِ قَلبِه هَذًّا ويَسردُها سَردًا، وكان يُقتَرَحُ عليه عمَلُ قَصيدةٍ أو إنشاءُ رِسالةٍ في معنًى بديعٍ وبابٍ غَريبٍ، فيَفرُغُ منها في الوَقتِ والسَّاعةِ والجواب عنها فيها، وكان ربَّما يكتُبُ الكتابَ المُقتَرَح عليه فيَبتَدِئ بآخِرِ سُطورِه إلى السَّطرِ الأوَّلِ فيُخرِجُه كأحسَنِ شَيءٍ وأملَحِه، وكان مع هذا كُلِّه مَقبولَ الصُّورةِ خَفيفَ الرُّوحِ، حَسَنَ العِشرةِ، شَريفَ النَّفسِ، كريمَ العَهدِ، خالصَ الوُدِّ، حُلوَ الصَّداقةِ، مُرَّ العَداوة. كانت بينه وبينَ الخوارزميِّ مُنافرةٌ ومُناكَرةٌ ومُناظرةٌ بكَّتَه البديعُ فيها وأسكَتَه. تصَرَّفَت به أحوالٌ جميلةٌ وأسفارٌ كثيرةٌ، ولم يَبْقَ مِن بلادِ خُراسان وسجستان وغزنة بلدةُ إلَّا دخَلَها وجَنى ثَمرتَها واستفاد خَيرَها ومِيرَها، وألقى عصاه بهراة واتخَذَها دارَ قَرارِه ومَجمَعَ أسبابِه، وحين بلَغَ أشُدَّه وأربى على الأربعينَ سَنةً ناداه اللهُ فلَبَّاه وفارَقَ دنياه، فقامت عليه نوادِبُ الأدَبِ وانثَلَمَ حَدُّ القَلَم، على أنَّه ما مات مَن لم يَمُتْ ذِكْرُه، ولقد خَلَّدَ مَن بقي على الأيَّامِ نَثْرَه ونَظْمَه، ما هو غِذاءُ القَلبِ وقُوتُ النَّفسِ ومادَّة الأنس". توفِّيَ في هراة مسمومًا ولم يتجاوَز الأربعينَ مِن عُمُره، ويقالُ: إنَّه سُمَّ فأخَذَتْه سَكتةٌ، فدُفِنَ سَريعًا، ثمَّ عاش في قَبرِه، وسمعوا صُراخَه فنَبَشوا عنه فإذا هو قد مات وهو آخِذٌ على لحيتِه مِن هَولِ القَبرِ، وذلك يومَ الجُمُعةِ الحادي عشَرَ مِن جمادى الآخرة منها.

العام الهجري : 190 العام الميلادي : 805
تفاصيل الحدث:

خلع رافِعُ بنُ الليث بن نصر بن سيَّار نائبُ سمرقند الطاعةَ، ودعا إلى نفسِه، وتابعه أهلُ بلَدِه وطائفةٌ كثيرةٌ من تلك الناحية، واستفحل أمرُه، فسار إليه نائِبُ خراسان علي بن عيسى، فهزمه رافِعٌ وتفاقم الأمر به. فجمَعَ له عليُّ بن عيسى جيشًا لقِتالِه، فلما قَتَل رافِعُ بن الليثِ عيسى بن علي خرج عليُّ بن عيسى مِن بَلْخ حتى أتى مرْوًا مخافةَ أن يسيرَ إليها رافع بن الليث، فيستولي عليها، فلما علم الرشيد بذلك خلَعَه وعيَّنَ بدلًا عنه هرثمة بن أعين.

العام الهجري : 202 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 818
تفاصيل الحدث:

عزَّ على علماء الأندلس انتهاكُ الحكَمِ بنِ هشام للحُرُمات، وأْتَمَروا ليخلعوه، ثم جيَّشوا لقتاله، وجَرَت بالأندلس فتنةٌ عظيمة على الإسلام وأهلِه- فلا قوة إلا بالله- فلمَّا هَمَّ العُلَماءُ بخلعِ الحَكَمِ، قالوا: إنَّه غيرُ عدلٍ، ونكَثُوه في نفوس العوامِّ، وزعموا أنَّه لا يحِلُّ المُكثُ ولا الصبرُ على هذه السيرةِ الذَّميمةِ، وكان ممن تقدَّمَ العلماءَ في الدعوةِ لخلعِ الحكَمِ بن هشام يحيى بن يحيى الليثي، وطالوتُ المعافري, وعوَّلَ أهلُ العلم على تقديمِ أحدِ أهل الشورى بقرطبة، وهو أبو الشماس أحمد بن المنذر بن عبدالرحمن الداخل ابن عمِّ الحكم بن هشام؛ لِما عرفوا من صلاحِه وعَقلِه، ودينِه، فقصدوه، وعرَّفوه بالأمر، فأبدى الميلَ إليهم والبُشرى بهم، وقال لهم: أنتم أضيافي الليلةَ؛ فإنَّ الليلَ أستَرُ. وناموا، وقام هو إلى ابنِ عَمِّه الحكَمِ، فأخبَرَه بشأنهم، فاغتاظ لذلك، وقال: جئتَ لسَفكِ دمي أو دمائِهم، وهم أعلامٌ، فمن أين نتوصَّلُ إلى ما ذكرت? فقال: أرسِلْ معي من تثِقُ به ليتحقَّقَ. فوجَّه من أحبَّ، فأدخلهم أحمدُ في بيته تحت سِترٍ، ودخل الليلُ، وجاء القَومُ، فقال: خبِّروني مَن معكم? فقالوا: فلانٌ الفقيهُ، وفلانٌ الوزير. وعَدُّوا كبارًا، والكاتِبُ يكتب حتى امتلأ الرَّقُّ، فمَدَّ أحدُهم يدَه وراء السترِ، فرأى القومَ، فقام وقاموا، وقالوا: فعلْتَها يا عدوَّ الله. فمَن فَرَّ لحينِه نجا، ومن لا، قُبِضَ عليه، فكان ممَّن فَرَّ: عيسى بن دينار الفقيه، ويحيى بن يحيى الفقيه صاحِبُ مالك، وقرعوس بن العباس الثَّقفي, وقبض على ناس كمالك بن يزيد القاضي، وموسى بن سالم الخولاني، ويحيى بن مُضَر الفقيه، وأمثالهم من أهل العلمِ والدين، في سَبعةٍ وسبعين رجلًا، فضُرِبَت أعناقُهم وصُلِبوا, وأضاف إليهم الحكَمُ عَمَّيه؛ كُليبًا وأميَّة، فصُلِبا، وأحرق القلوبَ عليهم، وسار بأمرِهم الرِّفاقُ، وعَلِمَ الحكمُ أنَّه محقودٌ من الناس كلهم، فأخذ في جمعِ الجُنود والحشَمِ، وتهيَّأ، وأخذت العامَّةُ في الهياجِ، واستأسد النَّاسُ، وتنَمَّروا، وتأهَّبوا. واستفحل الشَّرُّ.

العام الهجري : 209 العام الميلادي : 824
تفاصيل الحدث:

أظهرَ نَصرُ بنُ سيَّار بن شبث العقيلي الخِلافَ على المأمون سنة 198ه، وكان يسكن كيسوم، ناحية شماليَّ حَلَب، وكان في عنُقِه بيعةٌ للأمين، وله فيه هوًى، فلمَّا قُتِلَ الأمينُ أظهر نصرٌ الغضَبَ لذلك، وتغلَّبَ على ما جاوره من البلاد، وملك سميساط، واجتمع عليه خلقٌ كثيرٌ مِن الأعراب، وأهلِ الطمع، وقَوِيَت نفسُه، وعبَرَ الفُرات إلى الجانب الشرقي، وحدَّثَته نفسُه بالتغلُّب عليه، فلما رأى الناسُ ذلك منه كثُرَت جموعه وزادت عما كانت، فقَوِيَ أمرُه كثيرًا، فحاصره عبد الله بن طاهر بكيسوم، وضيَّقَ عليه، حتى طلب الأمانَ، فكتب ابنُ طاهر إلى المأمون يُعلِمُه بذلك، فأرسل إليه أن يكتُبَ له أمانًا عن أمير المؤمنين، فكتب له كتابَ أمانٍ فنزل فأمر عبدُ الله بتخريبِ المدينة التي كان متحصِّنًا بها، وذهبَ شَرُّه.

العام الهجري : 323 العام الميلادي : 934
تفاصيل الحدث:

وَلِيَ مِصرَ ثانيًا مِن قِبَل الخليفة الراضي بالله مُحمَّد بن طغج بن جف الفرغاني على الصَّلاةِ والخراج بعد عزلِ الأمير أحمد بن كيغلغ عنها، بعد أمور وقعت. دخل محمَّدُ بنُ طغج مصر أميرًا عليها بعد أن سلَّمَ الأميرُ أحمد بن كيغلغ في يوم الخميس لسِتٍّ بقِينَ مِن شهرِ رمضان وأقَرَّ على شرطته سعيدَ بنَ عثمانَ ثمَّ ورد عليه بالدِّيار المصرية أبو الفتح الفضلُ بنُ جعفر بن محمد بالخِلَع من الخليفةِ الراضي بالله بولايتِه على مصر فلَبِسَها وقَبَّلَ الأرض, ورسَمَ الخليفةُ الراضي بالله بأن يزادَ في ألقاب الأمير محمَّد هذا الإخشيدُ، في شهر رمضان سنة 327 فلُقِّبَ بالإخشيد، والإخشيد بلسانِ الفرغانة: مَلِك الملوك, كما أن أصبَهَبذ: لقبُ ملوك طبرستان, وصول: لقبُ ملوك جرجان, وخاقان: لقبُ ملوك التُّرك, والأفشين: لقبُ ملوك أشروسنة, وسامان: لقب ملوك سمرقند, وقيصر: لقب ملوك الروم, وكسرى: لقب ملوك العَجَم, والنجاشي والحطي: لقب ملوك الحبشة, وفرعون قديمًا: لقبُ ملوك مصر, وحديثًا السُّلطان.

العام الهجري : 981 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1574
تفاصيل الحدث:

هو السلطان أبو محمد عبد الله الغالب بالله، ابن السلطان محمد الشيخ السعدي أمير السعديين في المغرب، ولِدَ بتارودانت سنة 933، وانتقل إلى فاس، فبويع له فيها يومَ ورد النبأ من تارودانت بأنَّ الترك اغتالوا أباه آخر سنة 964, وأتته بيعةُ مراكش في أول سنة 965 واستوثق له الأمر, وبعد أربعة أشهر من ولايته أقبل من تلمسان جيشٌ من الترك بقيادة حسن بن خير الدين بربروسا، فقاتله الغالب باللَّه بالقربِ من فاس وهزمه, وأرسل جيشًا سنة 969 لانتزاع البريجة من أيدي البرتغاليين، لكنه لم يتمكَّن من فتحها, وبنى مارستانًا بمراكش وجامعًا, وعُنِي بترقية الزراعة والصناعة, وكان الغالب بالله قد بذل وعودًا لدعم الثوَّار البورشارات من مسلمي الأندلس، لكنَّه خذلهم. بعد وفاة الغالب بالله قام بعده ابنه أبو عبد الله محمد الثاني المتوكل على الله خلفًا لأبيه، الذي كان يضمِرُ الشر لعميه عبد الملك أبي مروان وأحمد المنصور، فخرجا من المغرب واتَّجها إلى السلطان العثماني يستنجدان به، تابع المتوكِّلُ خطة والده في التقرب من الدول الأوروبية ومسالمتها ضِدَّ العثمانيين؛ حيث لم يعُدْ لديه شكٌّ في أنهم سينجدون عمَّيه بقوات عسكرية، فعقد اتفاقًا مع إنجلترا، التي كانت ترغب في تجارتها مع المغرب للفوائد التي تعود على التجَّار الإنجليز من وراء ذلك، زيادة على أنها تدرِكُ الأهمية العظمى التي للمغرب، خصوصًا وقد كانت إنجلترا في حالة حربٍ ضد إسبانيا, وكان توقيع المتوكِّل للاتفاقية التجارية مع الإنجليز يعدُّ العملَ الوحيد الذي قام به خلال حكمه القصير.

العام الهجري : 516 العام الميلادي : 1122
تفاصيل الحدث:

هو العلامة البارع ذو البلاغتين: أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان، الأديب اللغوي النحوي البصري الحريري، صاحب المقامات المشهورة، كان يسكن بني حرام أحد محال البصرة مما يلي الشط، مولِدُه ومَرْباه بقرية المشان، من أعمال البصرة، وكان أحد أئمة عصره في الأدب والبلاغة والفصاحة، وله مصنفات كثيرة، من أبرزها المقامات، التي لا نظير لها في معناها، وقد سلك فيها منوالَ بديع الزمان صاحب المقامات، وقد اشتملت مقامات الحريري على شيء كثير من كلام العرب: من لغاتها وأمثالها ورموز أسرار كلامها، ومَن عرَفَها حقَّ معرفتها استدلَّ بها على فضل هذا الرجل وكثرة اطلاعه وغزارة مادته، وكان سببُ وضعه لها ما حكاه ولده أبو القاسم عبد الله؛ قال: "كان أبي جالسًا في مسجده ببني حرام فدخل شيخ ذو طمرين عليه أُهبة السفر، رثُّ الحال، فصيح الكلام، حسنُ العبارة، فسألَتْه الجماعة: من أين الشيخُ، فقال: من سروج، فاستخبروه عن كنيته، فقال: أبو زيد، فعمل أبي المقامة المعروفة بالحرامية، وهي الثامنة والأربعون، وعزاها إلى أبي زيد، واشتهرت فبلغ خبرها الوزير شرف الدين أبا نصر أنوشروان بن خالد بن محمد القاشاني وزير الخليفة المسترشد بالله، فلما وقف عليها أعجبته، وأشار على والدي أن يضم إليها غيرها، فأتمها خمسين مقامة، وإلى الوزير المذكور أشار الحريري في خطبة المقامات بقوله: فأشار مَن إشارتُه حُكم، وطاعتُه غُنم، إلى أن أنشئَ مقاماتٍ أتلو فيها البديع، وإن لم يدرك الظالِعُ شأوَ الضليع" وله كتاب درة الغواص في أوهام الخواص، ومُلحة الإعراب، وغيرها. قال الذهبي: "أملى الحريري بالبصرة مجالس، وعمل (درة الغواص في وهم الخواص)، و(المُلحة) وشرحها، و(ديوانًا) في الترسُّل، وغير ذلك، وخضع لنثره ونظمه البلغاء. قدم بغداد سنة 500، وحدَّث بها بجزء من حديثه، وبمقاماته".

العام الهجري : 1307 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1890
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ الأميرُ السيد الشريف المحقِّقُ محيي السنة وقامِعُ البدعة: أبو الطيب محمد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله القنوجي البخاري، نزيل بهوبال، ويرجع نَسَبُه إلى زين العابدين بن علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب. ولِدَ في بلدة "بريلي" موطِنِ جَدِّه من جهةِ الأمِّ، عام 1248هـ ولما بلغ السادسةَ مِن عمره توفِّيَ والدُه، فرحل مع أمِّه إلى قِنَّوج موطِنِ آبائهِ بالهندِ، فنشأ فيها في حجرِ أمِّه يتيمًا فقيرًا على العَفافِ والطهارة، وتلقَّى الدروس في علومٍ شتى على صفوةٍ مِن علماءِ قِنَّوج ونواحيها وغيرهم. درسَ صِدِّيق على شيوخٍ كثيرين من مشايخِ الهند واليمن، واستفاد منهم في علومِ القرآن والحديثِ وغيرهما، ولقد أجازه شيوخٌ كثيرون ذكَرَهم في ثَبتِه "سلسة العَسْجَد في مشايخ السند". وله تلاميذ كثيرون درَسوا عليه واستجازوه، وبعد عودتِه مِن الحجازِ إلى الهند انتقل العلامةُ صِدِّيق حسن خان من (قنوج) إلى مدينة (بهوبال) في ولاية (مادهيا براديش) في وسط الهند، وقد ذاع صيتُه في تلك الأيام، كإمام في العلومِ الإسلامية، ومؤلِّفٍ بارع في العلوم العقليَّةِ والنَّقلية، وكاتبٍ قديرٍ في اللغات العربية والفارسية والأوردية، ومجتهدٍ متواصلٍ في الدرس والتأليف والتدوين، ولم يلبَثْ أن تزوَّجَ بأميرة بهوبال (شاهجان بيجوم) التي كانت تحكُمُها حينذاك، تزوَّجَت به لَمَّا عَلِمَت من شَرَفِ نَسَبِه وغزارة عِلمِه واستقامة سيرتِه، سنة 1287هـ، وجعلَتْه مُعتَمِدَ المهامِّ، ومنحته أقطاعًا من الأرضِ الخراجيَّة تغلُّ له خمسين ألف ربيَّة في كلِّ سنة، وخلعت عليه ولقَّبَتْه الدولةُ البريطانيةُ الحاكِمةُ بالهند نواب أمير الملك سيد محمد صديق حسن خان بهادر، ومنحته حَقَّ التعظيم في أرض الهند بطولِها وعرضِها بإطلاقِ المدافِعِ سَبعَ عشرة طلقةً، وخلَعَت عليه بالخِلَعِ الفاخرةِ، ومنَحَه السلطانُ عبد الحميد خان الوسامِ المجيدي من الدرجةِ الثانية. عَمِلَ صديق خان وزيرًا لزوجته الأميرة (شاهجان بيجوم) ونائبًا عنها. كان زواجُ العلَّامة صديق حسن خان بالأميرة شاهجان وتلقُّبه بأمير بهوبال نقطةَ تحوُّلٍ لا في حياتِه العلميَّةِ فقط، بل في النشاطِ العلميِّ والعهد التأليفي في الهند كلِّها، فكان له موهبةٌ فائقةٌ في الكتابة وفي التأليف، حتى قيل إنَّه كان يكتُبُ عَشَرات الصفحاتِ في يوم واحد، ويكمِلُ كتابًا ضخمًا في أيام قليلة، ومنها كتب نادرةٌ على منهج جديد، وعندما ساعدته الظروفُ المَنصبيَّةُ والاقتصادية على بذل المالِ الكثيرِ في طَبعِها وتوزيعِها، تكَلَّلت مساعيه العلمية بنجاحٍ منقطعِ النظير. من مؤلَّفاتِه: فتح البيان في مقاصد القرآن، ونيل المرام من تفسير آيات الأحكام، والدين الخالص (جمع فيه آيات التوحيد الواردة في القرآن، ولم يغادر آيةً منها إلا أتى عليها بالبيان الوافي)، وعون الباري بحَلِّ أدلة البخاري (شرح كتاب التجريد)، والسراج الوهاج في كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجَّاج، والحِرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون (في الحديث)، والرحمة المهداة إلى من يريد زيادةَ العلمِ على أحاديثِ المِشكاة، والجنة في الأسوة الحسنة بالسنَّة،(في اتباع السنة)، الحِطَّة في ذكر الصحاح الستة، والروضة الندية شرح الدرر البهية للقاضي محمد اليمني الشوكاني، وفتح العلام شرح بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني، وحصول المأمول من علم الأصول (تلخيص إرشاد الفحول للشوكاني) (في أصول الفقه)، وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر، وغيرها كثير، قال عبد الحي الطالبي: "له مصنَّفاتٌ كثيرةٌ ومؤلَّفاتٌ شهيرة في التفسير والحديث، والفقه والأصول، والتاريخ والأدب، قلَّما يتَّفِقُ مثلُها لأحدٍ من العلماء، وكان سريعَ الكتابةِ حُلوَ الخَطِّ، يكتب كراستين في مجلسٍ واحدٍ بخَطٍّ خفيٍّ في ورقٍ عالٍ، ولكنه لا تخلو تأليفاتُه عن أشياءَ، إما تلخيص أو تجريد، أو نقل من لسانٍ إلى لسان آخر، وكان كثيرَ النقل عن القاضي الشوكاني، وابن القيم، وشيخه ابن تيمية الحراني، وأمثالهم، شديدَ التمَسُّك بمختاراتهم، وقد اعتراه مرَضُ الاستسقاء، واشتدَّ به المرضُ وأعياه العلاجُ واعتراه الذهولُ والإغماء، وكانت أناملُه تتحَرَّك كأنَّه مشغول بالكتابة، فلما كان نصفُ الليل فاضت على لسانِه كلمةُ أحِبُّ لقاءَ اللهِ، قالها مرة أو مرتين، وطلب الماءَ واحتُضِرَ، وفاضت نفسه، وكان ذلك في ليلة التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1307هـ، وله من العُمرِ تِسعٌ وخمسون سنة وثلاثة أشهر وستة أيام، وشُيِّعَت جنازته في جمعٍ حاشدٍ، وصلِّيَ عليه ثلاث مرات، و كان قد أوصى بأن يُدفَنَ على طريقةِ السُّنَّة، فنُفِّذَت وصيَّتُه.

العام الهجري : 87 العام الميلادي : 705
تفاصيل الحدث:

غَزَا قُتيبةُ بِيكَنْد وهي أَدْنَى مَدائِن بُخارَى إلى النَّهْر، فلمَّا نَزَل بهم اسْتَنْصَروا الصُّغْدَ واسْتَمَدُّوا مَن حَولهم، فأَتوهم في جَمْعٍ كَثيرٍ وأَخَذوا الطُّرُقَ على قُتيبَة، فلم يَنْفَذ لِقُتيبَة رَسولٌ ولم يَصِل إليه خَبَرٌ شَهْرَيْنِ، وأَبطأَ خَبرُه على الحَجَّاج فأَشفَق على الجُنْدِ فأَمَر النَّاس بالدُّعاء لهم في المَساجِد وهُم يَقْتَتِلُون كُلَّ يومٍ. وكان لِقُتيبةَ عَيْنٌ مِن العَجَمِ يُقالُ له: تَنْدُر، فأَعطاهُ أهلُ بُخارَى مَالًا لِيَرُدَّ عنهم قُتيبة، فأَتاه فقال له سِرًّا مِن النَّاس: إنَّ الحَجَّاج قد عُزِلَ وقد أَتَى عامِل إلى خُراسان فلو رَجَعْتَ بالنَّاس كان أَصْلَح. فأَمَر به فقُتِلَ خَوفًا مِن أن يَظهَر الخَبَرُ فيَهْلك النَّاس، ثمَّ أَمَرَ أَصحابَه بالجِدِّ في القِتال فقَاتَلهم قِتالًا شَديدًا، فانْهَزَم الكُفَّارُ يُريدون المدينةَ وتَبِعَهم المسلمون قَتْلًا وأَسْرًا كيف شَاؤُوا، وتَحَصَّنَ مَن دَخَل المدينةَ بها، فوَضَع قُتيبةُ الفَعَلَةَ لِيَهْدِمَ سُورَها، فَسَألُوه الصُّلْحَ فصَالَحَهم واسْتَعْمَل عليه عامِلًا وارْتَحَل عنهم يُريد الرُّجوعَ, فلمَّا سَارَ خَمسةَ فَراسِخ نَقَضُوا الصُّلْحَ, وقَتَلوا العامِلَ ومَن معه، فرَجَع قُتيبةُ فنَقَبَ سُورَهم فسَقَطَ فَسألوه الصُّلْحَ فلم يَقبَل، ودَخَلها عَنْوَةً وقَتَل مَن كان بها مِن المُقاتِلَة، وأصابوا فيها مِن الغَنائِم والسِّلاح وآنِيَة الذَّهَب والفِضَّة ما لا يُحْصَى، ولا أصابوا بخُراسان مِثلَه، فقَوِيَ المسلمون، ووَلِيَ قَسْمَ الغَنائِم عبدُ الله بن وَأْلَان العَدَوِيُّ أَحَدُ بَنِي نلكان، وكان قُتيبةُ يُسَمِّيه الأَمين ابن الأَمين، فإنَّه كان أَمِينًا. فلمَّا فَرَغ قُتيبةُ مِن فَتْح بِيكَنْد رَجَع إلى مَرْو.

العام الهجري : 64 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 684
تفاصيل الحدث:

لمَّا بُويِعَ لابنِ الزُّبير بالخِلافَة، وقَدِمَ الحُصينُ بن نُميرٍ ومَن معه إلى الشَّام أَخْبَرَ مَرْوانَ بما كان بينه وبين ابنِ الزُّبير، وقال له ولِبَنِي أُمَيَّة: نَراكُم في اخْتِلاطٍ فأقيموا أَميرَكُم قبلَ أن يَدخُلَ عليكم شامَكُم، فتكون فِتنَة عَمْياء صَمَّاء. وكان مِن رَأْيِ مَرْوان أن يَسيرَ إلى ابنِ الزُّبير فيُبايِعهُ بالخِلافَة، فقَدِمَ ابنُ زيادٍ مِن العِراق وبَلغَهُ ما يَريدُ مَرْوانُ أن يَفعلَ، فقال له: قد اسْتَحْيَيْتُ لك مِن ذلك، أنت كبيرُ قُريشٍ وسَيِّدُها تَمضي إلى أبي خُبَيبٍ فتُبايِعهُ -يعني ابنَ الزُّبير- فقال: ما فات شيءٌ بعدُ. فقام معه بنو أُمَيَّة ومواليهم وتَجمَّع إليه أهلُ اليَمنِ فسار إلى دِمشقَ وهو يقول: ما فات شيءٌ بعدُ، فقَدِمَ دِمشقَ وجَهَّزَ جُيوشًا لِيُثَبِّتوا له البَيْعَة فثَبَّتَ حُكْمَهُ بالشَّامِ, ثمَّ أرسَل جيشًا آخرَ للعِراق لِيأخُذ له البَيْعَة. ولكن لم تَدُمْ مُدَّةُ حُكمِه طويلًا، فقد تُوفِّي بعدَ تِسعَة أَشْهُر.

العام الهجري : 1367 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:

هي هدى محمد سلطان المعروفة بهدى شعراوي؛ نِسبةً إلى لَقَبِ زَوجِها علي شعراوي على الطريقة الغربية؛ ولدت في المنيا من مصر الوسطى ونشأت في القاهرة، وكان أبوها رئيس أول مجلس نيابي في مصر، وهي التي خَرَجت بالمظاهرة النسائية سافرةً وحَرَقت حجابَها فتَبِعَها بعضُ النساء على ذلك! فكانت أولَ امرأةٍ مُسلِمةٍ في مصرَ تخلَعُ الحجابَ! مات زوجُها تاركًا لها ثروةً هائلةً كانت سبب بطرها، ألَّفَت جمعيةَ الاتحاد النسائي بمصر، وتوفِّيَت في القاهرة.