الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 1402 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1982
تفاصيل الحدث:

تعرَّض المسجدُ الأقصى المبارك لاعتداءٍ آثمٍ؛ حيث قام أحدُ الجنودِ الإسرائيليينَ -واسمه هاري غولدمان- باقتحامِ المسجد الأقصى وإطلاقِ النار بشكْلٍ عَشوائي على مَن في الحرمِ، ممَّا أدَّى إلى مَقتلِ مواطنين وجرْحِ أكثرَ مِن سِتِّين آخرينَ. وأثار هذا الحادثُ سخطَ المواطنين، وأدَّى إلى اضطراباتٍ عنيفةٍ في الضفة الغربية وغَزة، وردودَ فِعلٍ عالمية غاضبة ضِدَّ الاحتلال.

العام الهجري : 400 العام الميلادي : 1009
تفاصيل الحدث:

لَمَّا شاع صنيعُ الحاكِمِ في الأمورِ التي خرَقَ العاداتِ فيها، ودُعِيَ عليه في أعقابِ الصَّلواتِ وظُوهِرَ بذلك، أشفَقَ وخاف، وأمَرَ بعمارةِ دارِ العِلمِ وفَرَشَها، ونقل إليها الكُتُبَ العظيمةَ، وأسكَنَها مِن شُيوخِ السُّنَّة شَيخينِ، يُعرَفُ أحدُهما بأبي بكرٍ الأنطاكيِّ، وخلَعَ عليهما وقَرَّبَهما ورَسَم لهما بحضورِ مَجلِسِه ومُلازمتِه، وجمع الفُقَهاءَ والمُحَدِّثينَ إليها، وأمَرَ أن يُقرأَ بها فضائلُ الصَّحابة، ورَفَع عنهم الاعتراضَ في ذلك، وأظهَرَ المَيلَ إلى مذهَبِ الإمامِ مالكٍ والقَولَ به، ولَبِسَ الصُّوفَ في هذه السَّنةِ يومَ الجُمُعةِ عاشِرَ شَهرِ رَمَضان، ورَكِبَ الحِمارَ، وأظهَرَ النُّسُك وملأ كَفَّه دفاتِرَ، وخطَبَ بالنَّاسِ يومَ الجُمُعةِ وصلى بهم، ومنَعَ مِن أن يُخاطَبَ يا مولانا، ومِن تقبيلِ الأرضِ بينَ يديه، وأقام الرَّواتِبَ لِمَن يأوي المساجدَ مِن الفُقراءِ والقُرَّاء والغُرَباء وأبناءِ السَّبيل، وأجرى لهم الأرزاقَ، وأقام على ذلك ثلاثَ سنينَ، ثم بدا له بعد ذلك، فقَتَل الفقيهَ أبا بكرٍ الأنطاكيَّ والشيخَ الآخَرَ، وخَلْقًا كثيرًا آخَرَ مِن أهلِ السُّنَّةِ، لا لأمرٍ يقتضي ذلك، وفعَلَ ذلك كُلَّه في يومٍ واحد. وأغلق دارَ العِلمِ، ومنَعَ مِن جميعِ ما كان فعَلَه، وعاد إلى ما كان عليه أوَّلًا من قَتلِ العُلَماءِ والفُقَهاء، وأزيدَ.

العام الهجري : 98 العام الميلادي : 716
تفاصيل الحدث:

هو عُبيدُ الله بن عبدِ الله بن عُتْبَة بن مَسعودٍ أَحَدُ الفُقَهاء السَّبعَة بالمَدينَة، مُفْتِي المَدينَة وعالِمُها، حَدَّثَ عن ابنِ عَبَّاس ولازَمَهُ طَويلًا، وعن عائِشَةَ، وأبي هُريرةَ، وغَيرِهم، وهو مُعَلِّم عُمَر بن عبدِ العزيز، كان يُطيلُ الصَّلاةَ ولا يُعَجِّلُها لِأَحَدٍ.

العام الهجري : 217 العام الميلادي : 832
تفاصيل الحدث:

ركِبَ المأمون إلى بلاد الروم فحاصر حِصنَ لؤلؤةَ مائة يومٍ، ثم ارتحلَ عنها واستخلف على حصارِها عجيف بن عنبسة، فخدعته الرومُ فأسَروه فأقام في أيديهم ثمانيةَ أيام، ثم انفَلَت منهم واستمَرَّ محاصِرًا لهم، فجاء توفيل ملِكُ الروم بنفسِه، فأحاط بجيشِه من ورائه، فبلغ المأمونَ فسار إليه، فلمَّا أحس توفيل بقدومِه هرب وبعث وزيرَه صنغل، فسأله الأمانَ والمصالحةَ، لكنَّه بدأ بنَفسِه قبل المأمون فرَدَّ عليه المأمونُ كتابًا بليغًا مضمونُه التقريعُ والتوبيخُ؛ قال فيه: وإنِّي إنما أقبل منك الدخولَ في الحنيفيَّة، وإلَّا فالسيفُ والقَتلُ، والسلامُ على من اتَّبع الهُدى.

العام الهجري : 666 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1268
تفاصيل الحدث:

لما كان يوم العشرين من جمادى الآخر سار السلطانُ الظاهر من العوجاء إلى يافا، وحاصرها حتى ملكها من يومه، وأخذ قلعتها وأخرج من كان فيها من الفرنجِ، وهَدَمَها كُلَّها وجمع أخشابَها ورخامها وحمَلَه في البحر إلى القاهرة، وأمَرَ السلطان ببناء الجوامِعِ بتلك البلاد، وأزال منها المنكَراتِ، ورتَّبَ الخفراءَ على السواحلِ وألزَمَهم بدَركِها، ورسم أن المال المتحصَّل من هذه البلاد لا يُخلَطُ بغيره، وجعله لمأكله ومشربه، وأنزل التركمان بالبلاد الساحلية لحمايتها، وقرر عليهم خيلًا وعدة، فتجَدَّد له عسكرٌ بغير كلفة، وفيه رسَمَ بتجديد عمارةِ الخليل عليه السَّلامُ، ورسم أن يكون عمل الخوان الذي يمَدُّ ناصيةً عن مسجد الخليل.

العام الهجري : 1425 العام الميلادي : 2004
تفاصيل الحدث:

إعلانُ اختتام مفاوضات الهيئة الحكومية الدولية المعنيَّة بالتنمية (IGAD) بشأن السلام في السودان من قِبَل حكومة السودان والجيش الشعبي/الحركة الشعبية لتحرير السودان، جيجيري، نيروبي، 19 نوفمبر 2004م، وينصُّ اتفاقُ نيفاشا بكينيا الذي وقَّعَتْه حكومةُ الخرطوم مع قرنق في 9 يناير/ كانون الثاني 2003م على وضع حدٍّ للحرب الأهلية التي دارت في جنوب السودانِ أكثرَ من 20 عامًا، وعلى أنْ تُشكَّل حكومةٌ انتقاليةٌ لمدة ست سنوات، يُخصَّص 52% من حقائبها لحزب البشير وطه، و28% للحركة الشعبية التي يتزعمها قرنق، و14% للفصائل الشمالية، و6% للفصائل الجنوبية.

العام الهجري : 1424 العام الميلادي : 2003
تفاصيل الحدث:

جاء التوقيعُ على وثيقةِ جنيفَ من أجْلِ السلام في الشرق الأوسط في أول ديسمبر 2003م، ليواكبَ خريطةَ الطريق الأمريكية، وهي الوثيقةُ التي ظلَّ وزيرُ الإعلام الفِلَسْطيني ياسر عبد ربه، ووزير العدل الإسرائيلي يوسي بيلين يتفاوَضان حولهَا على مدى ثلاث سنوات، حتى تمَّ التوقيعُ عليها بحضور مئات الشخصيات الدولية، وتَدْعو هذه الوثيقة إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي - الفِلَسْطيني، وإحلال السلام بين الطرفَينِ، وقيام علاقات دبلوماسيةٍ وطبيعيةٍ كاملةٍ بين فلسطينَ وإسرائيلَ، وتضَعُ هذه الوثيقةُ -غيرُ الرسميَّة- برنامجًا زمنيًّا لتسوية النزاع، وتُشكِّلُ بديلًا لقرارات الأمم المتحدة ذاتِ الصلة بالصراع في حالة إقرارِها رسميًّا من الحكومَتَينِ الفِلَسْطينية والإسرائيلية. وأكَّدت ديباجة الوثيقة على ضرورة وضع حدٍّ لنزيف الدماء بين الشعبين الفِلَسْطيني واليهودي، واحترام حق الجانبَينِ في العيش داخلَ حدودٍ آمِنةٍ ومُعتَرَفٍ بها دوليًّا، وفيما يلي أبرزُ النقاط التي تضمَّنَتْها الوثيقةُ:
1- اعترافُ دولة إسرائيلَ بدولة فِلَسْطينَ فَورَ قِيامِها على مُعظمِ أراضي الضِّفة الغربية، وقطاع غزَّةَ، وقيام عَلاقات دبلوماسيةٍ، وقُنصليةٍ كاملةٍ فورًا، وتبادل السفراء في مدة أقصاها شهر من دخول الاتفاق حيِّزَ التنفيذِ.
2- تحتفظُ الدولتان بعاصمتَيْهما في مدينة القُدسِ على أنْ يكونَ ذلك في المناطق الخاضعة لكل طرفٍ، ويُسيطرُ الفِلَسْطينيون على القُدسِ العتيقة (الشرقية)، باستثناء الحي اليهودي، وحائط البراق (المبكى)، وسوف يخضَعُ المسجدُ الأقْصى للسيادة الفِلَسْطينية، على أنْ تكون حُريةُ الوصول إليه مكفولةً للجميع، تحت إشراف قوة دولية للمراقَبة.
3- يُمنَعُ اليهودُ من الصلاة بالمسجدِ الأقْصى، وتُمنَعُ جميعُ الحفائرُ الأثريةُ تمامًا فيه، ويتخذُ الطرفانِ إجراءاتٍ لضمانِ حريةِ وُصولِ اليهودِ إلى مزاراتهم الدينية المقدَّسة، ومنها بئرُ راحيلَ في بيت لحم، ومقبرةُ إبراهيمَ في مدينة الخليل.
4- تحتفظُ إسرائيلُ بحقِّ تمركزِ قواتٍ أمنيةٍ في تكتُّلِ مستعمَراتِ جوش عتصيون، بجنوب الضفة الغربية، والمستعمرات الواقعة في ضواحي القُدسِ.
5- تنتقِلُ السيادةُ إلى الجانب الفِلَسْطيني في مستعمَراتِ آرييل، وعفرات، وجبل أبو غنيم (حارحوما).
6- يتبادَلُ الجانبانِ السيادةَ في عدَّةِ مناطقَ منها مناطقُ في صحراء النقبِ تُتاخِمُ قطاع غزَّةَ، وسوف يتسلَّمُها الفِلَسْطينيون مُقابلَ مناطقَ بالضفة الغربية تحتفظُ إسرائيلُ بها، بدلًا من إعادتها للفِلَسْطينيين.
7- لم تنصَّ الوثيقةُ في أيٍّ من بنودِها على عبارةِ: "حق العودة للاجِئينَ الفِلَسْطينيين"، وبدلًا من ذلك سوف يتمُّ السماحُ بعودة عددٍ رَمزيٍّ من الفِلَسْطينيينَ، وتعويض اللاجئين عن ممتلَكاتٍ فَقَدوها من جرَّاء الاحتلال من خلال صندوقٍ خاصٍّ تتبرَّعُ إسرائيلُ برأس ماله.
8- يُقِرُّ الطرَفانِ الفِلَسْطيني والإسرائيلي بعدم المطالَبة بأي تعويضاتٍ، أو رفع دعاوى قضائيةٍ عن أحداثٍ وقعَت قبلَ توقيع الاتفاقِ.
ويمكِنُ القولُ: إنَّ وثيقةَ جنيفَ قد تناوَلَت مشروعَ التسوية الدائمة لقضية القُدس بتفصيلاتٍ أكثرَ من أيةِ وثيقةٍ، أو اتفاقيةٍ، أو إعلانِ مبادئَ سابقٍ، وذلك في سياق تسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بكافَّة جوانِبِه.

العام الهجري : 1426 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 2005
تفاصيل الحدث:

الملكُ فهدُ بنُ عبدِ العزيزِ هو الابنُ التاسعُ من أبناء الملك عبدِ العزيزِ آلَ سعودٍ الذكور -رحمهما اللهُ- وهو خامسُ ملوك المملكة العربية السعودية، وأولُ مَن تلقَّب بخادم الحرمَينِ الشريفَينِ رسميًّا بإعلانه ذلك في المدينة المنورة، تولَّى مقاليدَ الحُكم في 21 شعبان 1402هـ الموافق13 يونيو 1982م، وذلك بعد وفاة أخيه غير الشقيق الملك خالد بن عبد العزيز، تعرَّض الملك فهد إلى جَلْطة في عام 1995م، وتولَّى الأمير عبد الله بن عبد العزيز إدارة شؤون الحكم اليومية نظرًا لمرض الملك، وُلد الملك فهدٌ في الرياض عامَ 1921م 1340هـ، ووالدتُه هي الأميرة حصَّة بنت أحمد بن محمد السديري، وهو الأخ الشقيق للأمراء السبعة: سلمان، ونايف، وسلطان، وأحمد، وعبد الرحمن، وتركي الثاني، وفي عام 1954م تولَّى الأمير فهد بن عبد العزيز وزارةَ التعليم، كما أصبح الأميرُ فهدُ بنُ عبد العزيز يتولَّى المباحثات من الجانب السعودي خلالَ انعقاد جامعة الدول العربية، كما تولَّى وزارةَ الداخلية في عهد الملك فَيْصل، تميَّز عهدُه بصدور النظام الأساسي للحُكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق في 26 رجب 1412 هجرية الموافق 31 يناير 1992م، أسهم الملك فهد بن عبد العزيز في حل الكثير من الأزمات العربية في عهده، وأهمُّها: اتفاق الطائف الذي وحَّد لُبنان وأنْهى الحرب الأهلية فيها، كما قدَّم دعمًا ماديًّا وسياسيًّا لإنهاء اضطهاد المسلمين في البوسنة خلال حرب البَلْقان، أُعلن عن وفاته رسميًّا في يوم الاثنين 25 جمادى الثانية 1426هـالموافق 1 أغسطس 2005م في مستشفى الملك فَيْصل التخصصي بمدينة الرياض، بعدَ إصابته بالتهابٍ رِئويٍّ حادٍّ، ودُفن الملك فهد -رحمه الله- في مقبرة العود في الرياض، وتمَّ تنصيبُ الأمير عبد الله بن عبد العزيز خلفًا له، والأمير سلطان بن عبد العزيز وليًّا للعهد.

العام الهجري : 1392 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1972
تفاصيل الحدث:

لمَّا تولَّى محمَّد سياد بري رئاسةَ الصُّومال عام 1390هـ بعد انقلابٍ عَسْكري، أعلَن أنَّ الصُّومال دَولةَ اشتراكيةٌ، وفي هذا العامِ قام بري بتَنْفيذ حملةِ قتل، فتوجَّه نحوَ العُلَماء والتنظيماتِ الإسلاميَّة، وقد أذاع الرئيسُ محمَّد سياد بري بَدْء تَطبيق الاشتراكيةِ في الصُّومال، والتي أسَّسها كارل ماركِس، وطبَّقها لينين، وفي رَمضان / تشرين الأول، وفي يومِ الذِّكرى الثالثة للثَّورة؛ أعلَن بري إلغاءَ اللُّغة العربيَّةِ، واستخدامَ الحُروف اللاتينيةِ.

العام الهجري : 1432 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

وقَّعت حرَكَتَا فتحٍ وحماسٍ الفِلسطِينِيَّتان اتفاقًا للمُصالَحة بينهما في القاهرة، شارك في الاجتِماعِ الذي تمَّ فيه التوقيعُ ثلاثةَ عشرَ فَصيلًا فِلَسطينيًّا، إضافةً إلى شخصياتٍ أخرى مستقلَّةٍ، ووكيلُ جهازِ المُخابَرات المِصرِيَّة، وقد رَأَس اجتماعَ التوقيعِ خالد مشعل عن حركة حماسٍ، وعزام الأحمد عن حركة فتحٍ، ولم يشهَدْ مناقشةَ أيِّ تفاصيلَ. وذكر طاهر النونو المتحدِّثُ باسمِ حركةِ حماسٍ أنَّ الاتفاقَ الذي جاء مفاجأةً للجميعِ قد تمَّ إبرامُه في مصرَ بعد سلسلةٍ من الاجتماعاتِ السِّريةِ.

العام الهجري : 800 العام الميلادي : 1397
تفاصيل الحدث:

هو أبو عامر عبد الله بن السلطان أبي العباس أحمد بن أبي سالم إبراهيم بن أبي الحسن المريني ملك المغرب صاحب فاس، وأقيم بعده أخوه أبو سعيد عثمان بن أبي العباس، والشيخ أبو العباس أحمد بن علي القبايلي هو القائم بتدبير الدولة على عادته منذ موت السلطان أبي العباس أحمد في أيام أبي فارس عبد العزيز، وأبي عامر عبد الله.

العام الهجري : 1283 العام الميلادي : 1866
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامة الفقيه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلطان بن خميس، الملقَّب كأسلافه أبا بُطَيْن -بضم الباء وفتح الطاء وسكون الياء- من عوائل قحطان، العائذي نسبًا، الحنبلي مذهبًا، النجدي بلدًا، فقيه الديار النجديَّة في عصرِه، وإمامٌ من أئمة العلم في زمنه, ولِدَ الشيخ في بلدة الروضة من بلدان سدير، لعشر بقين من ذي القعدة سنة 1194هـ, ونشأ بها وقرأ على عالمها محمد بن الحاج عبد الله بن طراد الدوسري الحنبلي، فمَهَر في الفقه، ثم رحل إلى شقراء عاصمةِ الوشم بنجد واستوطنها، وقرأ على قاضيها الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله الحُصين تلميذِ شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، قرأ عليه في التفسير والحديث والفِقهِ وأصول الدين، حتى برع في ذلك كله، وأخذ عن العلَّامة أحمد بن حسن بن رشيد العفالق الأحسائي الحنبلي، وعن الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر التميمي. رحل إلى الشام، ثمَّ عاد في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، فولَّاه قضاء الطائفِ، وبقي فيها مدة ثم رجع إلى شقراء وصار قاضيًا لها ولجميع بلدان الوشم، ولَمَّا تولى الإمام فيصل الحكمَ رغب إليه أهلُ القصيم أن يبعَثَ إليهم الشيخ أبا بطين قاضيًا لهم ومدرسًا، فبعثه الإمام فيصل وبَقِيَ عندهم إلى سنة 1370هـ حين رجع من عنيزة إلى شقراء، ومكث فيها إلى أن توفي فيها سنة 1383هـ. له "مجموعة رسائل وفتاوى" و"مختصر بدائع الفوائد" و"الانتصار للحنابلة" و"تأسيس التقديس في كشف شبهات ابن جرجيس". وقد أخذ عنه العلمَ بالقصيم وشقراء كثيرٌ من طلبة العلم.

العام الهجري : 172 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 788
تفاصيل الحدث:

هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، صاحِبُ الأندلس، سمِّيَ بالداخل؛ لأنَّه استطاع أن يهربَ مِن العباسيين رغمَ كُلِّ المحاولاتِ للإمساك به، واستطاع أن يدخُلَ الأندلسَ، وأن يكَوِّنَ فيها دولةً قَوِيَت يومًا بعد يوم، وقيل: كان عمره حينئذ عشرين سَنةً، وأما موتُه فكان بقرطبة، وصلَّى عليه ابنُه عبد الله، وكان عَهِدَ إلى ابنه هشام، وكان هشامٌ بمدينة ماردة واليًا عليها، وكان ابنُه سليمان بن عبد الرحمن، وهو الأكبَرُ، بطليطِلة واليًا عليها، فلم يحضُرا موت أبيهم، وحضَره عبد الله المعروفُ بالبلنسي، وأخذ البيعةَ لأخيه هشام، وكتب إليه بنعي أبيه ويهَنِّئُه بالإمارة، فسار هشامٌ إلى قرطبة. وكانت دولة عبد الرحمن ثلاثًا وثلاثين سنةً وأشهُر.

العام الهجري : 74 العام الميلادي : 693
تفاصيل الحدث:

هو أبو عبدِ الرَّحمن عبدُ الله بن عُمَر بن الخَطَّاب العَدَويُّ القُرشيُّ المَكِّيُّ ثمَّ المَدنيُّ، صَحابيٌّ جَليلٌ، وابنُ ثاني خُلفاءِ المُسلمين عُمَر بن الخَطَّاب، وعالِمٌ مِن عُلماءِ الصَّحابةِ، لُقِّبَ بِشَيخِ الصَّحابةِ رضي الله عنه، أَسْلَمَ قَديمًا مع أَبيهِ ولم يَبلُغ الحُلُمَ، وهاجَرا وعُمُرُهُ عشرُ سِنين، وقد اسْتُصْغِر يومَ أُحُدٍ، فلمَّا كان يومُ الخَندقِ أَجازَهُ وهو ابنُ خمسَ عشرةَ سَنة فشَهِدَها وما بعدها، وهو شَقيقُ حَفصةَ بنتِ عُمَر أُمِّ المؤمنين، أُمُّهُما زينبُ بنتُ مَظْعون أُختُ عُثمان بن مَظْعون، وكان عبدُ الله بن عُمَر رِبْعَةً مِن الرِّجال، آدَمَ له جُمَّةٌ تَضرِب إلى مَنْكِبَيْهِ، جَسِيمًا, وهو أَحدُ المُكْثِرين في الرِّوايَةِ عن الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم، عُرِضَتْ عليه الخِلافَةُ بعدَ مَوتِ يَزيدَ بن مُعاوِيَة فأبى ذلك حتَّى لا يُقْتَلَ بِسَبَبِه أَحدٌ تَوَجَّهَ للمَدينةِ بعدَ الحَرَّةِ وبَقِيَ فيها إلى مَقْدَمِ الحَجَّاج. كان عبدُ الله بن عُمَر حَريصًا كُلَّ الحِرْصِ على أن يَفْعَلَ ما كان الرَّسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم يَفعلُه، فيُصَلِّي في ذاتِ المكانِ، ويَدعو قائمًا كالرَّسولِ الكريمِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان صاحِبَ عِبادَةٍ منذ صِغَرِهِ، وكان ينامُ في المَسجِد. قال عنه صلَّى الله عليه وسلَّم: (نِعْمَ الرَّجلُ عبدُ الله، لو كان يُصَلِّي مِن اللَّيلِ). فصار لا ينامُ مِن اللَّيلِ إلَّا قليلًا إلى أن مات، وكان إذا صلَّى مِن اللَّيلِ، قال لِمَولاهُ نافع: أَسْحَرْنا؟ -يعني: هل دَخَلْنا في وَقتِ السَّحَرِ- فيقول: لا. ثمَّ يُصلِّي، فيقولُ: أَسْحَرْنا؟ حتَّى يقولُ: نعم. فيُوتِرُ، هكذا يُصلِّي سائِرَ اللَّيلِ، وكان يُغْفِي إغْفاءةَ الطَّائرِ، ينامُ نَوْمَةً يَسيرةً. تُوفِّي بمكَّة وهو ابنُ أربعٍ وثمانين سَنَة، وكان ابنُ عُمَر يُسابِق الحَجَّاجَ في الحَجِّ إلى الأماكنِ التي يَعلَم أنَّ رسولَ الله يَسْلُكُها، فَعَزَّ ذلك على الحَجَّاجِ، وكان ابنُ عُمَر قد أَوْصى أن يُدْفَنَ في اللَّيلِ، فلم يُقدَرْ على ذلك مِن أجلِ الحَجَّاج, ودُفِنَ بذي طُوى في مَقْبَرةِ المُهاجِرين، وصلَّى عليه الحَجَّاجُ نَفسُه، فرضِي الله عن ابنِ عُمَر وأَرضاهُ وجَزاهُ عن الإسلامِ والمسلمين خيرًا.

العام الهجري : 4 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 625
تفاصيل الحدث:


خَرَج عبدُ اللَّه بنُ أُنيسٍ رَضي اللهُ عنه من المدينةِ يومَ الإثنَينِ لخمسٍ خَلَونَ من المُحرَّمِ على رأس خمسةٍ وثلاثين شهرًا من مُهاجَرِ رسولِ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبَلَغَ رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ سُفيانَ بنَ خالِدِ بن نُبَيحٍ الهُذليَّ ثم اللِّحيانيَّ -وكان يَنزِل عُرْنةَ وما والاها في أُناسٍ من قومِه وغيرِهم- يُريد أن يَجمَعَ الجُموعَ إلى رسولِ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فضَوَى إليه بَشَرٌ كثيرٌ من أفناءِ الناسِ.
قال عبدُ اللَّه بنُ أُنيسٍ رضي اللَّه تعالى عنه: دَعاني رسولُ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: "إنَّه بَلَغني أنَّ سفيانَ بنَ خالدِ بنِ نُبَيحٍ يَجمَع لي الناسَ ليَغزوَني وهو بنَخلةَ أو بعُرْنةَ فأْتِه فاقْتُلْه". فقلتُ: يا رسول اللَّه، صِفْهُ لي حتى أعرِفَه. فقال: "آيةُ ما بَينَك وبَينَه أنَّك إذا رَأيتَه هِبتَه وفَرِقْتَ منه، ووَجَدْتَ له قُشَعْريرةً، وذَكَرْتَ الشَّيطانَ". قال عبد اللَّه: كنتُ لا أهابُ الرِّجالَ، فقلت: يا رسول اللَّه، ما فَرِقتُ من شيءٍ قطُّ. فقال: "بَلَى؛ آيةُ ما بَينَك وبَينَه ذلك: أن تَجِدَ له قُشَعْريرةً إذا رَأيتَه". قال: واستَأذَنتُ رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن أقولَ. فقال: "قُلْ ما بَدا لَكَ". وقال: "انتَسِبْ لخُزاعةَ". فأخَذتُ سَيفي ولم أزِدْ عليه وخرجتُ أعتَزي لخُزاعةَ حتى إذا كنتُ ببَطنِ عُرْنةَ لَقيتُه يمشي ووراءه الأحابيشُ. فلمَّا رَأيتُه هِبتُه وعَرَفتُه بالنَّعتِ الذي نَعَت لي رسولُ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. فقلتُ: صَدَقَ اللَّهُ ورسولُه، وقد دخل وقتُ العَصرِ حين رَأيتُه، فصَلَّيتُ وأنا أمشي أُومي برَأسي إيماءً. فلمَّا دَنَوتُ منه قال: "مَنِ الرَّجلُ؟". فقلتُ: "رجلٌ من خُزاعةَ سَمِعتُ بجَمعِكَ لمُحمَّدٍ فجِئتُكَ لأكونَ مَعَك عليه". قال: "أجلْ؛ إنِّي لَفي الجَمعِ له". فمَشَيتُ معه وحدَّثتُه فاستَحلَى حديثي وأنشَدتُه وقلتُ: "عَجَبًا لِمَا أحدَثَ مُحمَّدٌ مِن هذا الدِّينِ المُحدَثِ، فارَقَ الآباءَ وسَفَّه أحلامَهم". قال: "لم ألْقَ أحَدًا يُشبِهُني ولا يُحسِنُ قِتالَه". وهو يتوكَّأُ على عصًا يَهُدُّ الأرضَ، حتى انتَهَى إلى خِبائِه وتفرَّق عنه أصحابُه إلى منازِلَ قَريبةٍ منه، وهم يُطيفون به. فقال: هَلُمَّ يا أخا خُزاعةَ. فدَنَوتُ منه. فقال: اجلِسْ. فجَلَستُ معه حتى إذا هَدَأ الناسُ ونامَ اغتَرَرْتُه. وفي أكثرِ الرِّواياتِ أنه قال: فمَشَيتُ معه حتَّى إذا أمكَنني حَمَلتُ عليه السَّيفَ فقَتَلتُه وأخذتُ رأسَه. ثم أقبلتُ فصَعِدتُ جَبَلًا، فدَخَلتُ غارًا وأقبَلَ الطلبُ من الخيلِ والرجالِ تَمعَجُ في كلِّ وجهٍ وأنا مُكتَمِنٌ في الغارِ، وأقبل رجلٌ معه إداوَتُه ونعلُه في يدِهِ وكنتُ خائفًا، فوضع إداوَتَه ونعلَه وجلس يَبولُ قَريبًا من فَمِ الغارِ، ثم قال لأصحابِه: ليس في الغارِ أحدٌ، فانصَرَفوا راجِعين، وخرجتُ إلى الإداوةِ فشَرِبتُ ما فيها وأخذتُ النَّعلَين فلَبِستُهما. فكنتُ أسير الليلَ وأكمُنُ النهارَ حتى جِئتُ المدينة، فوَجَدتُ رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجد، فلمَّا رآني قال: "أفلَحَ الوَجهُ". فقلت: وأفلَحَ وَجهُكَ يا رسول اللَّه". فوَضَعتُ الرَّأسَ بين يَدَيه وأخبَرتُه خَبَري، فدَفَع إليَّ عصًا وقال: "تَخَصَّرْ بِها في الجَنَّةِ؛ فإنَّ المُتخَصِّرين في الجَنَّةِ قَليلٌ".
فكانتِ العصا عند عبدِ اللَّه بن أُنَيسٍ حتى إذا حضَرَته الوفاةُ أوصى أهلَه أن يُدرِجوا العصا في أكفانِه. ففَعَلوا ذلك. قال ابنُ عُقبةَ: "فيَزعُمون أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبَرَ بقتلِ عبدِ اللَّه بنِ أُنيسٍ سُفيانَ بنَ خالِدٍ قبلَ قُدومِ عبدِ اللَّه بنِ أُنَيسٍ رضي اللَّه تعالى عنه".