الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 213 العام الميلادي : 828
تفاصيل الحدث:

قتلَ أهلُ ماردةَ مِن الأندلس عامِلَهم، فثارت الفتنةُ عندهم، فسيَّرَ إليهم عبدُ الرحمن جيشًا فحصرهم، وأفسَدَ زَرعَهم وأشجارَهم، فعاودوا الطاعةَ، وأُخِذَت رهائنُهم، وعاد الجيشُ بعد أن خَرَّبوا سور المدينة. ثم أرسل عبد الرحمن إليهم بنقلِ حِجارةِ السُّورِ إلى النهرِ؛ لئلَّا يطمَعَ أهلُها في عمارتِه، فلمَّا رأوا ذلك عادوا إلى العِصيانِ، وأسَرُوا العامِلَ عليهم، وجدَّدوا بناء السور وأتقَنوه، ثم تتابعَ القِتالُ بينهم عدَّةَ مَرَّاتٍ خلال عدَّةِ سَنواتٍ إلى سنة 225هـ

العام الهجري : 354 العام الميلادي : 965
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ مُعِزُّ الدولةِ عَسكرًا إلى عمانَ، فلَقُوا أميرَها، وهو نافِعٌ مولى يوسُفَ بنِ وجيه، وكان يوسُفُ قد هلك، وملَكَ نافِعٌ البلدَ بَعدَه، فدخل نافِعٌ في طاعةِ مُعِزِّ الدولة، وخطب له، وضرب له اسمَه على الدينارِ والدِّرهمِ، فلمَّا عاد العسكرُ عنه وثبَ به أهلُ عمانَ فأخرجوه عنهم، وأدخلوا القرامِطةَ الهَجَريِّينَ إليهم وتسَلَّموا البلد، فكانوا يقيمونَ فيه نهارًا ويخرجونَ ليلًا إلى مُعسكَرِهم، وكتبوا إلى أصحابِهم بهَجَر يعَرِّفونَهم الخبَرَ ليأمُروهم بما يفعلونَ.

العام الهجري : 240 العام الميلادي : 854
تفاصيل الحدث:

وثب أهلُ حِمصٍ بعامِلِهم أبي المُغيث موسى بن إبراهيم الرافعي، وكان قتَلَ رجلًا من رؤسائِهم، فقتلوا جماعةً مِن أصحابه، وأخرجوه، وأخرجوا عامِلَ الخراج، فبعث المتوكِّلُ إليهم عتَّاب بن عتاب، ومحمد بن عبدويه الأنباري، وقال لعتَّاب: قلْ لهم: إنَّ أميرَ المؤمنينَ، قد بَدَّلَكم بعامِلِكم، فإن أطاعوا فوَلِّ عليهم محمد بن عبدويه، فإن أبَوْا فأقمْ وأعلِمْني، حتى أُمِدَّك برجالٍ وفُرسانٍ، فساروا إليهم، فرَضُوا بمحمد بن عبدويه، فعَمِلَ فيهم الأعاجيبَ، حتى أحوَجَهم إلى محاربتِه, فأساء إليهم وعَسَف فيهم، فوثبوا به، وأمَدَّه المتوكِّلُ بجُندٍ مِن دمشق والرملة، فظفر بهم وقتلَ منهم جماعة، وأخرج النَّصارى منها، وهدَمَ كنائِسَهم، وأدخل منها بيعةً في الجامِعِ كانت تجاوِرُه.

العام الهجري : 596 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1200
تفاصيل الحدث:

هو نظام الملك مسعود بن علي، وزير خوارزم شاه تكش، وكان صالحًا كثيرَ الخير، حَسَن السِّيرة، شافعيَّ المذهب، بنى للشافعية بمرو جامعًا مُشرفًا على جامع الحنفيَّة، وبنى أيضًا مدرسة عظيمة بخوارزم وجامعًا، وجعل فيها خزانة كتب، وله آثارٌ حسنة بخراسان باقية، وثب الملاحدة الإسماعيليَّة عليه فقتلوه، ولَمَّا مات خلَّف ولدًا صغيرًا، فاستوزره خوارزم شاه رعايةً لحق أبيه، فأشيرَ على الصبيِّ أن يَستعفيَ، فأرسل يقول: إنني صبيٌّ لا أصلُحُ لهذا المنصب الجليل، فيولِّي السلطانُ فيه من يَصلُحُ له إلى أن أكبر، فإن كنتُ أصلُحُ فأنا المملوكُ، فقال خوارزم شاه: لستُ أُعفيك، وأنا وزيرُك، فكُن مراجعي في الأمورِ؛ فإنه لا يقِفُ منها شيءٌ، فاستحسن النَّاسُ هذا، ثمَّ إن الصبي لم تَطُل أيَّامُه، فتوفي قبل خوارزم شاه بيسيرٍ.

العام الهجري : 1404 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1984
تفاصيل الحدث:

حِزْبُ العُمَّال الكُردستانيُّ هو حِزبٌ سياسيٌّ كُرديٌّ يساريٌّ مُسلَّحٌ، ذو توجُّهاتٍ قوميَّةٍ كُرديَّةٍ وماركسيَّةٍ - لِينينيَّةٍ، هدفُهُ إنشاءُ ما يُطلق عليه الحِزبُ دولةَ كُردستانَ المستقِلَّةِ. ويُعتبر الحِزبُ في قائمة المُنظَّماتِ الإرهابيَّةِ على لوائح الولايات المُتَّحدةِ، والمملكة المُتَّحِدة، والاتِّحادِ الأوروبيِّ، وتُركيا، وإيرانَ، وسُوريَة، وأُستراليا. تأسَّس في عام 1978م، وبدأ حركةَ تمرُّدِهِ المُسلَّحةِ ضدَّ السُّلطة المركزيَّةِ من أجْلِ إقامة دولةٍ كُرديَّةٍ مُستقِلَّةٍ في جنوب شرقِ الأناضولِ 15 آب / أغسطس 1984م، جاعلًا المسألةَ الكُرديَّةَ أبرزَ مُشكلةٍ تُواجهُها تركيا. وقد تحوَّلت مطالبُ حِزبِ العُمَّال الكُردستانيِّ في سبيل الحُصول على استِقلال المِنطَقةِ الكُرديَّةِ في تركيا إلى مطالبَ بإقامةِ حُكمٍ ذاتيٍّ في إطار نظامٍ فِيدراليٍّ.

العام الهجري : 512 العام الميلادي : 1118
تفاصيل الحدث:

كان أتابك طغتكين قد سار عن دمشق لقتال الفرنج، فنزل بين دير أيوب وكفر بصل باليرموك، فخفيت عنه وفاة بغدوين، حتى سمع الخبر بعد ثمانية عشر يومًا، وبينهم نحو يومين، فأتته رسل ملك الفرنج يطلب المهادنة، فاقترح عليه طغتكين ترك المناصفة التي بينهم من جبل عوف، والحنانة، والصلت، والغور، فلم يُجِبْ إلى ذلك، وأظهر القوة؛ فسار طغتكين إلى طبرية فنهبها وما حولها، وسار منها نحو عسقلان.

العام الهجري : 518 العام الميلادي : 1124
تفاصيل الحدث:

صاحبُ ألموت الكيا الحسن بن الصباح بن علي بن محمد الحميري الإسماعيلي. رأس الإسماعيلية، كان داهية وأصله من مرو، وُلِد بطوس وتتلمذ على أحمد بن عطاش من أعيان الباطنية، وكان كاتبًا لبعض الرؤساء، ثم صار إلى مصر وتلقى من دعاتهم، وعاد داعية لقومه، فكان الحسنُ مُقدَّمَ الباطنية في أصبهان دعا إلى إمامة المستنصر الفاطمي فطاف البلاد للدعوة الإسماعيلية، وقوي أمرُه حتى استولى على قلعة ألموت في قزوين، ثم ضمَّ إليها قلاعًا أخرى، وكان لا يدعو إلا غبيًّا، ومن لا يَعرِف أمور الدنيا، ويُطعِمُه الجوز والعسل والشونيز، حتى يتسبَّط دماغُه، ثم يذكر له ما تمَّ على أهل البيت من الظلم، ثم يقول له: إذا كانت الأزارقةُ والخوارج سمحوا بنفوسِهم في القتال مع بني أمية، فما سببُ تخلُّفِك بنفسك عن إمامك؟ قال الذهبي: "أنفذ ملكشاه إليه يتهدَّدُه ويأمره بالطاعة، ويأمرُه أن يكُفَّ أصحابَه عن قَتلِ العلماء والأمراء، فقال للرسول: الجوابُ ما تراه، ثم قال لجماعة بين يديه: أريد أن أنفِذَكم إلى مولاكم في حاجةٍ، فمن ينهضُ بها؟ فاشرأبَّ كل واحد منهم، وظنَّ الرسولُ أنها حاجةٌ، فأومى إلى شابٍّ، فقال: اقتل نفسَك، فجذب سكينًا، فقال بها في غَلصَمتِه، فخرَّ ميتًا، وقال لآخر: ارمِ نفسَك من القلعةِ، فألقى نفسَه فتقطَّع، ثم قال للرسول: قُلْ له: عندي من هؤلاء عشرون ألفًا، هذا حَدُّ طاعتِهم، فعاد الرسول وأخبر ملكشاه، فعَجِبَ، وأعرضَ عن كلامِهم". وقد غلت الأقطار بجرائِمِ أتباعه الباطنية، فقَتَلوا غيلةً عِدَّةً من العلماء والأمراء، وأخذوا القلاع، وحاربوا، وقطعوا الطرق، وظهروا أيضًا بالشام، والتفَّ عليهم كل شيطان ومارق، وكلُّ ماكر ومتحَيِّل. قال الغزالي في (سر العالمين): "شاهدت قصةَ الحسن بن الصباح لما تزهَّدَ تحت حصن ألموت، فكان أهلُ الحصن يتمنَّون صعوده، ويتمنَّع ويقول: أما ترون المنكرَ كيف فشا، وفسد الناسُ، فصبا إليه خلقٌ، وذهب أميرُ الحصن يتصيَّد، فوثب على الحصن فتملَّكه، وبعث إلى الأمير من قتَلَه، وكثُرَت قلاعُهم، واشتغل عنهم أولاد ملكشاه باختلافِهم". هلك الحسن بن الصباح في قلعة ألموت وقام بعده بالأمر كيابرزك أميد الروذباري.

العام الهجري : 74 العام الميلادي : 693
تفاصيل الحدث:

لمَّا قُتِلَ ابنُ الزُّبير واجتَمَع المسلمون على عبدِ الملك بن مَرْوان جَهَّزَ جيشًا كبيرًا واستَعْمل عليهم وعلى أفريقيا حسَّانَ بن النُّعمان الغَسَّانيَّ وسَيَّرَهُم إليها، فلم يَدخُلْ أفريقيا قَطُّ جَيشٌ مِثلُه، فلمَّا وَرَدَ القَيْروان تَجَهَّزَ منها وسار إلى قَرْطاجَنَّة، وكان صاحبُها أعظمَ مُلوكِ أفريقيا، ولم يكُن المسلمون قَطُّ حارَبوها، فلمَّا وصَل إليها رأى بها مِن الرُّومِ والبَرْبَر مالا يُحْصَى كَثْرةً، فقَتَلهم وحَصَرهُم، وقَتَلَ منهم كثيرًا، فلمَّا رأوا ذلك اجتَمَع رأيُهم على الهَربِ، فرَكِبُوا في مَراكِبِهم وسار بعضُهم إلى صِقِلِّيَّة، وبعضُهم إلى الأندلُس، ودخَلَها حَسَّانُ بالسَّيفِ فسَبَى ونَهَبَ وقَتَلَهم قَتلًا ذَريعًا، وأَرسَل الجُيوشَ فيما حَولَها، فأَسرَعوا إليه خَوفًا، فأَمَرَهم فهَدَموا مِن قَرْطاجَنَّة ما قَدَروا عليه، ثمَّ بَلَغَهُ أنَّ الرُّومَ والبَرْبَر قد أجمعوا له في شَطْفُورَة وبَنْزَرْت، وهما مَدِينتان، فسار إليهم وقاتَلَهم ولَقِيَ منهم شِدَّةً وقُوَّةً، فصَبَر لهم المسلمون، فانْهَزَمت الرُّومُ، وكَثُرَ القَتْلُ فيهم، واسْتَولوا على بِلادِهم، ولم يَترُكْ حَسَّانُ مَوضِعًا مِن بِلادِهِم إلَّا وَطِئَهُ، وخافَهُ أهلُ أفريقيا خَوفًا شَديدًا، ولجأ المُنْهَزِمون مِن الرُّومِ إلى مَدينةِ باجَة فتَحَصَّنوا بها، وتَحَصَّن البَرْبَر بمدينةِ بُونَة، فعاد حَسَّانُ إلى القَيْروان لأنَّ الجِراحَ قد كَثُرَت في أصحابِه، فأقام بها حتَّى صَحُّوا. وبعدَ ضَرْبِ الرُّومِ الْتَفَت حَسَّانُ إلى زَعامَةِ البَرْبَر، فقال: دُلُّونِي على أَعظمِ مَن بَقِيَ مِن مُلوكِ أفريقيا؟ فدَلُّوه على امْرأةٍ تَملِكُ البَرْبَر وتُعرَف بالكاهِنَة، والْتَقى حَسَّانُ بن النُّعمان بالكاهِنَة عند نَهْرٍ يُدْعَى نِينِي أو مِسْكِيانَة على مَرحلَةٍ مِن باغاي ومَجَّانَة، فانْتَصَرت الكاهِنَةُ وقُتِلَ مِن المسلمين خَلْقٌ كثيرٌ، وانْسَحَب حَسَّانُ إلى قابِس. وقامت الكاهِنَةُ بالهَيْمَنَةِ على المغربِ كُلِّهِ بعدَ حَسَّان، وقالت: إنَّ العربَ إنَّما يَطلُبون مِن أفريقيا المدائنَ والذَّهَبَ والفِضَّةَ، ونحن إنَّما نُريدُ منها المَزارِعَ والمَراعي، فلا نَرى لكم إلَّا خَرابَ بِلادِ أفريقيا كُلِّها. حتَّى ييأسَ منها العربُ فلا يكونُ لهم رُجوعٌ إليها إلى آخِر الدَّهْرِ, واسْتَجاب لها قَومُها مِن جُراوَة الذين كان يَغْلُب عليهم الطَّابعُ البَدَويُّ، فذهبوا إلى كُلِّ ناحِيَة يَقطَعون الشَّجرَ، ويَهدِمون الحُصونَ, فكانت أفريقيا مِن طرابلس إلى طَنْجَة ظِلًّا وقُرَىً مُتَّصِلة فأَخْرَجت جَميعَ ذلك، وقد أَضَرَّ هذا التَّخريبُ بالبرانس والأفارِقةِ حتَّى أَلجأَهُم إلى الفِرارِ وطَلَبِ المُساعدَةِ، وخرَج يَومئذٍ مِن النَّصارى والأفارِقة خَلْقٌ كثيرٌ مُسْتَغِيثين ممَّا نزَل بهم مِن الكاهِنَة، فيتَفَرَّقوا على الأندلُس وسائرِ الجُزُرِ البَحْريَّة, ومَلَكَت الكاهِنَةُ أفريقيا، وأَساءَت السِّيرةَ في أَهلِها وظَلَمَتْهُم.

العام الهجري : 11 العام الميلادي : 632
تفاصيل الحدث:

بعث الصِّدِّيقُ خالدَ بنِ الوليدِ إلى قِتالِ مُسَيلِمةَ الكَذَّابِ وقَومِه من بني حَنيفةَ باليمامةِ، وأوعب معه المسلمون، وعلى الأنصارِ ثابتُ بنُ قيسِ بنِ شماسٍ، فسار لا يمُرُّ بأحدٍ مِن المرتدِّين إلَّا نكَّل بهم، وقد اجتاز بخُيولٍ لأصحابِ سَجاحٍ فشَرَّدهم وأمَرَ بإخراجِهم مِن جزيرةِ العَرَبِ، وأردف الصِّدِّيقُ خالِدًا بسَرِّيةٍ لتكونَ رِدءًا له من ورائِه، فلمَّا سَمِع مُسَيلِمةُ بقدومِ خالدٍ عَسكَرَ بمكانٍ يقالُ له عقربا في طَرَفِ اليمامةِ، والريفُ وراء ظهورِهم، ونَدَب النَّاسَ وحَثَّهم، فحَشَد له أهلُ اليمامةِ، فاصطدم المسلِمون والكُفَّارُ، فكانت جولةٌ عظيمة وجَعَلت الصَّحابةُ يتواصَون بينهم ويقولون: يا أصحابَ سُورةِ البَقَرةِ، بَطَل السِّحرُ اليومَ، ودارت رحى المسلمين، وقد مَيَّز خالِدٌ المهاجرينَ من الأنصارِ من الأعرابِ، وكُلُّ بني أبٍ على رايتِهم، يقاتِلون تحتَها، حتى يَعرِفَ النَّاسُ مِن أين يُؤتَون، وصَبَرَت الصَّحابةُ في هذا الموطِنِ صبرًا لم يُعهَدْ مِثْلُه، ولم يزالوا يتقدَّمون إلى نحورِ عَدُوِّهم حتى فتح اللهُ عليهم، ووَلَّى الكُفَّارُ الأدبارَ، ودخل المسلِمونَ الحديقةَ مِن حيطانِها وأبوابِها يقتُلونَ من فيها من المرتَدَّةِ من أهلِ اليمامةِ، حتى خَلَصوا إلى مُسَيلِمةَ، فتقَدَّم إليه وَحشِيُّ بنُ حَربٍ مولى جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ، فرماه بحَرْبتِه فأصابه وخَرَجَت من الجانِبِ الآخَرِ، وسارع إليه أبو دُجانةَ سِماكُ بنُ خَرشةَ، فضَرَبه بالسَّيفِ فسقط، فكان جملةُ مَن قُتِلوا في الحديقةِ وفي المعركةِ قريبًا مِن عَشرةِ آلافِ مُقاتِلٍ. وقيل: أحدٌ وعشرون ألفًا، وقُتِل من المسلمين سِتُّمائةٍ، وقيل: خمسُمائةٍ.

العام الهجري : 20 العام الميلادي : 640
تفاصيل الحدث:

هي أُمُّ المؤمنين زينبُ بنتُ جَحْشِ بن رِيابِ بن يَعْمُر، أُمُّها أُمَيْمةُ بنتُ عبدِ المُطَّلِب عَمَّةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، مِن المُهاجِرات، كانت تحت زيدِ بن حارِثَةَ، ثمَّ طَلَّقَها فزَوَّجَها اللهُ تعالى نَبِيَّهُ، وفيها نزَلَت الآياتُ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37]. كانت كَثيرةُ الخيرِ والصَّدقَةِ، كانت صَناعَ اليَدِ، تَعمَلُ بِيَدِها، وتَتَصَدَّقُ به في سَبيلِ الله، ولمَّا دَخلَت على رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان اسمُها بَرَّة فسَمَّاها زَيْنَب، ومن وَرَعِها مَوقِفُها مِن عائشةَ في حادِثَةِ الإفْكِ، قالت عائشةُ: سألَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أَمْرِي ما عَلِمْتِ أو ما رَأَيْتِ؟ قالت: يا رسولَ الله أَحْمِي سَمْعِي وبَصَرِي، والله ما عَلِمْتُ إلَّا خيرًا. قالت عائشةُ: وهي التي كانت تُسامِيني مِن أَزواجِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فعَصَمَها الله بالوَرَعِ. وكانت أوَّلَ نِساءِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لُحوقًا به، كما أخْبَر رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وصلَّى عليها عُمَرُ بن الخطَّاب، ودخَل قَبْرَها أُسامةُ بن زيدٍ، ومحمَّدُ بن عبدِ الله بن جَحْشٍ، وعبدُ الله بن أبي أَحْمَدَ بن جَحْشٍ، ودُفِنَتْ في البَقيعِ رضِي الله عنها وأرضاها.

العام الهجري : 405 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1014
تفاصيل الحدث:

كان بنو دبيس قد قَتَلوا أبا الغنائِمِ بنَ مزيدٍ أخا أبي الحَسَنِ في حربٍ بينهم وحالت الأيَّامُ بينه وبين الأخذِ بثَأرِه، ثم تجهَّزَ لِقَصدِهم بعد ذلك، وجمَعَ العَرَبَ، والشَّاذنجان، والجوانيَّة، وغيرَهما من الأكرادِ، وسار إليهم، فلمَّا قَرُبَ منهم خرَجَت زوجتُه ابنةُ دبيس وقَصدت أخاها مُضَرَ بنَ دبيس ليلًا، وقالت له: قد أتاكم ابنُ مزيد فيما لا قِبَلَ لكم به، وهو يَقنَعُ منكم بإبعادِ نبهان قاتِلِ أخيه، فأبعدوه، فأجابها أخوها مُضَرُ إلى ذلك، وامتَنَع أخوه حَسَّان. فلما سمِعَ ابنُ مزيد بما فعَلَتْه زوجتُه أنكره، وأراد طلاقَها، فقالت له: خِفتُ أن أكونَ في هذه الحَربِ بين فَقدِ أخٍ حَميمٍ، أو زوجٍ كَريمٍ، ففعَلْتُ ما فعلتُ رَجاءَ الصَّلاحِ، فزال ما عنده منها، وتقَدَّم إليهم، وتقَدَّموا إليه بالحُلَلِ والبيوت، فالتَقَوا واقتتلوا، واشتَدَّ القِتالُ بين الفريقين، فظَفِرَ ابنُ مزيد بهم، وهزَمَهم وقَتَلَ حَسَّان ونبهان ابني دبيس، واستولى على البيوتِ والأموال، ولَحِقَ مَن سَلِمَ مِنَ الهزيمة بالحويزة, ولَمَّا ظَفِرَ بهم رأى عندهم مكاتباتِ فَخرِ الملك يأمُرُهم بالجِدِّ في أمرِ ابن مزيد، ويَعِدُهم النُّصرة، فعاتبه على ذلك، وحصل بينهما نُفرةٌ، ودَعَت فخْرَ الملك الضَّرورةُ إلى تقليدِ ابنِ مزيد الجزيرةَ الدبيسيَّةَ، واستثنى مواضِعَ منها: الطيب وقرقوب وغيرهما، وبقي أبو الحسَنِ هناك إلى جُمادى الأولى, ثمَّ إنَّ مُضَرَ بنَ دبيسٍ جمع جمعًا، وكبس أبا الحَسَنِ ليلًا، فهرب في نفرٍ يسيرٍ، واستولى مُضَرُ على حُلَلِه وأمواله، وكلِّ ماله، ولَحِقَ أبو الحسن ببلدِ النيلِ مُنهَزِمًا.

العام الهجري : 427 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1036
تفاصيل الحدث:

اجتمع ابنُ وثَّاب النميري صاحِبُ حران وقريبُه ابن عطير النميري، وأمدَّهما نصر الدَّولة بنُ مروان بعسكرٍ كثيف، فساروا جميعُهم إلى السُّويداء جنوب دمشق، وكان الرومُ قد أحدثوا عمارتَها في ذلك الوقت، واجتمع إليها أهلُ القرى المجاورةِ لها، فحصرها المسلمون وفتحوها عَنوةً، وقتلوا فيها ثلاثةَ آلاف وخمسَمِئَة من الرومِ، وغَنِموا ما فيها، وسَبَوا خلقًا كثيرًا، وقَصَدوا الرَّها فحصروها، وقطعوا الميرةَ عنها، حتى بلغ مكوكُ الحنطة دينارًا، واشتَدَّ الأمر، فخرج البطريقُ الذي فيها متخفِّيًا، ولحق بمَلِك الرومِ، وعَرَّفه الحالَ، فسَيَّرَ معه خمسةَ آلاف فارس، فعاد بهم، فعَرَف ابن وثاب ومُقَدَّم عساكر نصر الدَّولة الحالَ، فكَمَنا لهم، فلمَّا قاربوهم خرج الكمينُ عليهم، فقُتِلَ من الروم خلقٌ كثير، وأُسِرَ مِثلُهم، وأُسِرَ البطريقُ وحُمِلَ إلى باب الرَّها، وقالوا لِمَن فيها إمَّا أن تفتحوا البلدَ لنا، وإمَّا قتَلْنا البطريقَ والأسرى الذين معه. ففتحوا البلدَ للعجزِ عن حفظه، وتحصَّن أجنادُ الروم بالقلعةِ، ودخل المسلمون الرَّها، وغَنِموا ما فيها، وامتلأت أيديهم من الغنائمِ والسَّبيِ، وأكثروا القتلَ، وأرسل ابنُ وثاب إلى آمد مِئَة وستين راحلةً عليها رؤوسُ القتلى وأقام مُحاصِرًا للقلعة، ثمَّ إنَّ حسَّان بن الجرَّاح الطائي سار في خمسةِ آلاف فارس من العرَبِ والروم نجدةً لِمَن بالرَّها، فسَمِعَ ابن وثاب بقربه، فسار إليه مجِدًّا ليلقاه قبل وصوله، فخرج من الرَّها الروم إلى حران، فقاتَلَهم أهلها، وسَمِعَ ابن وثاب الخبر فعاد مسرعًا، فوقع على الرومِ، فقتل منهم كثيرًا، وعاد المنهزِمونَ إلى الرَّها.

العام الهجري : 583 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

سار شِهابُ الدين الغوري، مَلِك غزنة، إلى بلاد الهند، وقَصَد بلاد أجمير، وتعَرَّف بولاية السوالك، واسمُ ملكهم كولة، وكان شجاعًا شهمًا، فلما دخل المُسلِمونَ بلاده ملكوا مدينةَ تبرندة، وهي حِصنٌ منيع عامِرٌ، وملكوا شرستي، وملكوا كورام، فلما سَمِعَ مَلِكُهم كولة جمَعَ العساكِرَ فأكثَرَ، وسار إلى المسلمين، فالتقوا، وقامت الحربُ على ساق، وكان مع الهند أربعة عشر فيلًا، فلما اشتَدَّت الحربُ انهزَمَت ميمنةُ المسلمين وميسرتهم، فقال لشهاب الدين بعضُ خواصه: قد انكسرت الميمنةُ والمَيسرةُ، فانجُ بنَفسِك لا يَهلِك المُسلِمون، فأخذ شهاب الدين الرمحَ وحمل على الهنود، فوصَلَ إلى الفِيَلة، فطعن فيلًا منها في كَتِفِه، وجُرحُ الفيل لا يندَمِلُ، فلما وصل شهابُ الدين إلى الفِيَلة زَرَقه بعضَ الهنود بحَربةٍ، فوَقَعَت الحربةُ في ساعده، فنَفِذَت الحربة من الجانِبِ الآخر، فوقع حينئذٍ إلى الأرض، فقاتل عليه أصحابُه ليخلِّصوه، وحرصت الهنود على أخْذِه، وكان عنده حَربٌ لم يُسمَعْ بمِثلِها، وأخذه أصحابُه فرَكَّبوه فَرَسَه وعادوا به منهزمينَ، فلم يَتبَعْهم الهنود، فلما أبعدوا عن موضعِ الوقعة بمقدار فرسخٍ أُغمِيَ على شهاب الدين من كثرة خروج الدمِ، فحمله الرجالُ على أكتافهم في محفةِ اليد أربعة وعشرين فرسخًا، فلما وصل إلى لهاوور أخذ الأمراء الغورية، وهم الذين انهَزَموا ولم يثبتوا، وعَلَّقَ على كلِّ واحد منهم عليقَ شَعيرٍ، وقال: أنتم دوابُّ، ما أنتم أمراءُ! وسار إلى غزنة، وأمر بعضَهم فمشى إليها ماشيًا، فلمَّا وصل إلى غزنة أقام بها ليستريحَ النَّاسُ.

العام الهجري : 1257 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1841
تفاصيل الحدث:

بادرت القواتُ الدرزية بزعامة أولاد بشير جنبلاط إلى محاصرة "دير القمر"؛ إيذانًا ببدء الحرب الأهلية الأولى. وعلى الرغم من استعداداتِ الموارنة وادِّعاءاتهم بما سيفعلونه بالدروز عندما تقع الحرب، تحوَّل القتال إلى كارثة مروِّعة نزلت بالموارنة في دير القمر؛ إذ دبَّت فيهم الفوضى، فأصبحوا أهدافًا سهلة للقوات الدرزية. وما إن سمع البطريرك بما حدث لدير القمر، حتى أغلق الكنائس، وطلب من كلِّ نصراني أن يحمِلَ السلاح. وهاجمت القواتُ المارونية بعضَ المواقع الدرزية المتفَرِّقة؛ لينتشر لهيبُ الحرب الأهلية بسرعة في البلاد. وتبادل الطرفانِ إحراق القرى وسلْب الأموال، والتمثيل بالأسرى والقتلى. ولكِنَّ كِفَّة الدروز كانت هي الراجحةَ؛ فبعد أن سيطروا على المناطق المارونية في الجنوب شرعوا يدقُّون أبواب النصف الشمالي الماروني عبْرَ نهر الكلب. وخلال هذه الحرب الأهلية وقف الأرثوذكس إلى جانب الدروز؛ لاعتقادهم أن تفوُّقَ الموارنة سيعَرِّضُهم لاضطهاد ماروني، حملًا لهم على ترْك عقيدتِهم. وحينما اشتَدَّ الضغط الدرزي على الموارنة وثبت لهؤلاء أن الحرب تسير في مصلحة خصومهم، وأن الجبهة المارونية هشة مفكَّكة؛ إذ كان رجال الدين الموارنة في جانب، والإقطاعيون في جانب آخر، فضلًا عن تعدد الخلافات بين الزعامات المارونية- سارَعَ الموارنةُ حينها إلى السلطاتِ العثمانية، والقناصل الأوروبيين -خاصة القنصل الفرنسي. وأسفرت الحربُ عن موافقة البطريرك الماروني على إبعادِ الأمير بشير الشهابي الصغير الدرزي عن الحُكم، على أن يحلَّ محلَّه الأميرُ بشير الشهابي الكبير؛ الأمر الذي ترك انطباعًا سيئًا لدى القنصل الإنجليزي عن رجالِ الدين الموارنة.

العام الهجري : 1358 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1939
تفاصيل الحدث:

حربٌ كونيَّةٌ مُدَمِّرة شاركت فيها معظَمُ دول العالم، استمَرَّت ست سنوات من 1 سبتمبر 1939م إلى 2 سبتمبر 1945م انطلقت شرارةُ هذه الحرب مع هجومِ ألمانيا على بولونيا في 17 رجب 1358هـ/ 1 سبتمبر 1939م؛ ليتسع ذلك الخلاف بإعلانِ كُلٍّ مِن فرنسا وإنجلترا الحربَ على ألمانيا، ثم تشكَّلَ طرفا النزاع من حِلْفَين: الأول دُولُ الحُلَفاء على رأسِها كُلٌّ من بريطانيا وفرنسا وروسيا الشيوعية، ثم انضمَّت إليهم أمريكا وغيرها من دول أوربية أخرى، والطرف الثاني دُوَل المحور وأبرز من يمثِّلُها ألمانيا النازية بقيادة هتلر، وإيطاليا الفاشية بقيادة موسوليني، والنمسا واليابان ومن التحق بهم من دول أخرى أو شعوب تبحث عن الخلاصِ مِن نِيرِ الاستعمار الأوربي، وقد تعددت أسبابُ ومراحل هذه الحرب الكونية التي بدأت بغزو ألمانيا لبولندا، وانتهت بإلقاء قنبلتين ذريتين على اليابان، وشَمِلَت الحرب معظمَ أراضي القارات الأربع، وشارك فيها أكثر من 100 مليون جندي، وسَخَّرَت الدول الكبرى كلَّ طاقتها الاقتصادية والعسكرية والتقنية والبشرية، كما أسهم استخدامُ سلاح الجو وتطوره المحموم أثناء الحرب بين الدول الكبرى -لتحقيق أكبر قدر من النصر والمكاسب- في مضاعفة الخسائر البشرية والمادية أثناء سنوات الحرب وبعدها؛ حيث بلغت الخسائِرُ في الأرواح أكثر من 60 مليون قتيل، وعشرات الملايين من الجرحى والمشوَّهين والمشرَّدين الذين تم تدمير مدُنِهم بالكامل، ومن أبرز أسباب الحرب: أسبابٌ غيرُ مباشِرة للحرب، منها: 1/ الأزمة الاقتصادية في أعقاب الحرب العالمية الأولى وما خلَّفَتْه من تدهور لاقتصاديات الدول الأوربية خاصة ألمانيا. 2/ معاهدة فرساي بشروطها القاسية التي استهدفت إضعاف ألمانيا عسكريًّا. 3/ خرق هتلر منذ وصوله إلى السلطة سنة 1933م لشروط فرساي عندما رفع عددَ جنود بلاده عن المتاح له باعتمادِ التجنيد الإجباري، وتطوير عتاده الحربي. 4/ ضمُّ هتلر لعدة مناطق بأوربا، كإقليم السار سنة 1936م، النمسا سنة 1938م. 5/ قيامُ تحالف بين الديكتاتوريات الثلاث ألمانيا وإيطاليا واليابان منذ سنة 1937م؛ لتنفيذ برنامج الحزب النازي. 6/ انسحاب الدول الثلاث ألمانيا وإيطاليا واليابان من عصبة الأمم 7/ توسُّع اليابانية في جنوب شرق آسيا (الصين). وأمَّا الأسبابُ المباشرة فأهمُّها: زيادة توتُّر العلاقة بين ألمانيا وفرنسا بعد عقد الأخيرة تحالفًا عسكريًّا مع الاتحاد السوفييتي والذي اعتبرته ألمانيا موجَّهًا ضِدَّها، فصَمَّم هتلر على استعادة عدة مناطق كانت قد انتُزِعَت منه بدعوى أن أغلبيةَ سكانه ألمان، فأعلنت فرنسا وإنجلترا الحرب على ألمانيا، فتضافرت العوامِلُ غير المباشرة مع المباشرة فاندلعت حربٌ كونية ثانية. وقد مرَّت الحرب في مرحلتين: الأولى: بين عامي 1939م و1942م، وتميَّزت هذه المرحلة باعتماد الحرب الخاطفة وشَمِلَت عدة جبهات في آسيا وأوربا، كالهجوم الإيطالي الألماني على فرنسا واكتساحها وتوقيعها هدنة مع دول المحور، وشَنِّ دُوَل المحور هجومًا جويًّا على المدن الإنجليزية بما فيها لندن، دام ثلاثة أشهر نتج عنه خسائر بشرية ضخمة، واحتلال إيطاليا ألبانيا ويوغسلافيا واليونان ودخولها مصر، لكن الإنجليز تمكَّنوا من طرد الإيطاليين من مصر رغم تركُّز الألمان في عدة مناطق من مصر، والهجوم الألماني على الاتحاد السوفييتي وتدميرها للسلاح الجوي السوفييتي على الأرض ووصول الألمان إلى مشارف موسكو، وعجزهم في التقَدُّم بسبب قساوة المناخ والمقاومة السوفيتية، وخلَّف هذا الهجوم خسائِرَ مادية وبشرية هائلة، والهجوم الياباني على القواعد الأمريكية بالمحيط الهادي عام 1941م، وإعلان روزفلت الحربَ على اليابان, وبفضل اعتماد ألمانيا أسلوبَ الحرب الخاطفة واستعمال دول المحور أسلحة جديدة متطورة جوًّا وبرًّا وبحرًا حققت ألمانيا وحليفاتها انتصارات كبيرة خلال هذه المرحلة. أما المرحلة الثانية من الحرب فقد تميزت بشمولية الحرب لأراضي القارات الأربع، وبحار ومحيطات العالم خاصة بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحربَ، ورغبة كلِّ معسكر في الانتصار؛ فقد انتصر الحلفاء في معركة العَلَمين بمصر عام 1942م, وتقَدَّمت القوات الإنجليزية نحو طرابلس حيث التقت بجيوشِ الحلفاء القادمة من الدار البيضاء، وبالتالي طرد قوات المحور من ليبيا ومصر وتونس سنة 1943م، وانتصار المقاومة السوفييتية في ستالينغراد على ألمانيا، وتحرير الجيش الأحمر للأراضي السوفيتية، وتشكيل التحالف الأكبر بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي وإنجلترا، وشن هجوم على الألمان حُرِّرَت بموجبه فرنسا وتسلمت ألمانيا، وإعلان الحرب على اليابان، فكثفت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي هجومهما على اليابان برًّا وبحرًا وجوًّا ما بين 1944م و1945م نتج عنه هزائم متتالية لليابان وإغراق 4 حاملات طائرات يابانية، واستعاد الحلفاء عدةَ مناطق في غينيا الجديدة، والفلبين، ولَمَّا رفضت اليابان الاستسلامَ بعد الإنذار الموجَّه لها من الولايات المتحدة تم إلقاءُ قنبلتين ذريتين على هيروشيما في 6 أغسطس، وناجازاكي في 9 أغسطس سنة 1945م ما أسفر عن استسلام اليابان. كان استخدام القنبلة الذرية آخِرَ فَصلٍ من فصول هذه الحرب، وقد ساهم التفوق اللوجستيكي الأمريكي والمقاومة السوفييتية في تغيُّرِ الحرب لصالح الحلفاء، وكان من أبرز نتائج هذه الحرب: تغيُّرُ موازين القوى على الصعيد العالمي، وتغيُّرُ خريطة أوربا حيت توسَّعت مساحةُ عدة دول كبولونيا، بلغاريا، فرنسا، ويوغسلافيا، وكذلك الاتحاد السوفييتي، في حين فقدت دول أخرى جزءًا من أراضيها، كالنمسا، وألمانيا، واليابان، كما تم تقسيمُ ألمانيا إلى أربع مناطِقِ نفوذ خاضعة للدول الأربعة المنتَصِرة في الحرب: إنجلترا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي، وبنفس الطريقة قُسِّمَت برلين وفيينا؛ ومن أجل تجاوُزِ مخلَّفات الحرب الضخمة أنشأت الدولُ العظمى أثناء عقد مؤتمر سان فرانسيسكو سنة 1945م هيئةَ الأمم المتحدة.