الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1781 ). زمن البحث بالثانية ( 0.005 )

العام الهجري : 176 العام الميلادي : 792
تفاصيل الحدث:

استطاع أحدُ زُعَماء الإباضية وهو عبد الله بن يحيى، المشهورُ بطالب الحقِّ، الاستيلاءَ على حضرموت سنة 129هـ، في السنواتِ الأخيرة لحُكم بني أمية، بمساعدة الإباضيَّة في البصرة، ثم استولى على صَنعاء، وامتَدَّ نُفوذُهم إلى بعضِ مَناطِقِ الحجاز بعد انتصاراتٍ على الجيوش الأمويَّة، تَبِعَها هزائم وانكسارات. وقد ظَلَّ للإباضيَّة نفوذ وانتشار في حضرموت حتى استيلاء الصليحي عليها سنة 455هـ. وأدَّت بعضُ العوامل إلى أن يؤسِّسَ الإباضيُّونَ إمارةً لهم في عُمان؛ منها: انتماءُ عدَدٍ من أبناء قبيلة الأزد- أكبر قبائل عُمان- إلى الإباضيَّة، ورغبةُ العُمانيِّين المستَمِرَّة في الاستقلال عن السُّلطة المركزية المتمَثِّلة بالدولة الأموية ثمَّ العباسيَّة، إضافةً إلى طبيعة عُمان الجغرافية وموقعِها الاستراتيجيِّ؛ ممَّا ساعدها على تنميةِ مَوارِدها الاقتصاديَّة، وبالتالي الوقوف ضِدَّ أي خطرٍ دونَ خَوفٍ من حصار اقتصاديٍّ مُحتَمَل، كما كان يحدثُ في الحجاز مثلًا. ومنذ سنة 177هـ استطاع الإباضيُّون تأسيسَ الإمامة في عُمان، وما زال مذهبُهم سائدًا فيها إلى اليوم.

العام الهجري : 255 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 869
تفاصيل الحدث:

كان سببَ ذلك أنَّ الأتراك ساروا إلى المعتزِّ يطلبون أرزاقهم، وقالوا: أعطِنا أرزاقَنا حتى نقبَلَ صالح بن وصيف، فلم يكُن عنده ما يعطيهم، فنزلوا معه إلى خمسين ألفَ دينار، فأرسلَ المعتَزُّ إلى أمِّه يسألُها أن تعطيَه مالًا ليعطيَهم، فأرسلت إليه: ما عندي شيءٌ, فلما رأى الأتراكُ أنَّهم لا يحصل لهم من المعتزِّ شَيءٌ، ولا مِن أمِّه، وليس في بيتِ المال شيء، اتَّفَقَت كلمتهم وكلمةُ المغاربة والفراغنة، على خلعِ المعتزِّ، فساروا إليه وصاحوا به فدخل إليه صالح بن وصيف، ومحمَّد بن بغا المعروف بأبي نصر، وبابكيال في السلاح، فجلسوا على بابِه، فدخل إليه جماعةٌ منهم، فجَرُّوه برِجلِه إلى بابِ الحجرة، وضربوه بالدبابيس، وخرَّقوا قميصَه، وكان بعضُهم يلطِمُه وهو يتَّقي بيده، وأدخلوه حُجرةً، وأحضروا ابنَ أبي الشوارب وجماعة أشهدوهم على خَلعِه، ثمَّ سلَّموه إلى من يسومه سوءَ العذاب بأنواعِ المَثُلات، إلى أن مات.

العام الهجري : 278 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 891
تفاصيل الحدث:

سببُ ذلك أنَّ الموفَّقَ لَمَّا توفِّيَ كان له خادمٌ من خواصِّه يقال له: راغب، فاختار الجِهادَ، فسار إلى طرسوس على عَزمِ المُقام بها، فلما وصل إلى الشام سيَّرَ ما معه من دوابَّ وآلاتٍ وخيامٍ وغير ذلك إلى طرسوس، وسار هو إلى خمارَوَيه ليزورَه، ويُعَرِّفَه عزمَه، فلما لَقِيَه بدمشق أكرَمَه خمارَوَيه وأحَبَّه وأَنِسَ به، واستحيا راغِبٌ أن يطلُبَ منه المسيرَ إلى طرسوس، فطال مُقامُه عنده، فظنَّ أصحابُه أنَّ خمارَوَيه قبَضَ عليه، فأذاعوا ذلك، فاستعظَمَه الناسُ، وقالوا: يَعمِدُ إلى رجلٍ قصَدَ الجهادَ في سبيل الله فيَقبِضُ عليه! ثم شَغَّبوا على أميرهم محمد ابن عم خمارَوَيه، وقبضوا عليه، وقالوا: لا تزالُ في الحبسِ إلى أن يُطلِقَ ابنُ عَمِّك راغبًا، ونَهَبوا دارَه وهَتَكوا حَرَمَه، وبلغ الخبَرُ إلى خمارَوَيه، فأطْلَعَ راغبًا عليه، وأذِنَ له في المسيرِ إلى طرسوس، فلمَّا بلغ إليها أطلَقَ أهلُها أميرَهم، فلما أطلقوه قال لهم: قبَّحَ اللهُ جِوارَكم، وسار عنها إلى بيت المقدس فأقام به، ولَمَّا سار عن طرسوس عاد العجيفي إلى ولايتِها.

العام الهجري : 359 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 969
تفاصيل الحدث:

مَلَك الرُّومُ مدينةَ أنطاكيةَ، وسببُ ذلك أنَّهم حَصَروا حِصنًا بالقُربِ مِن أنطاكية يقالُ له حصنُ لوقا، وأنَّهم وافقوا أهلَه، وهم نصارى، على أن يرَتَحِلوا منه إلى أنطاكية، ويُظهِروا أنَّهم إنَّما انتَقَلوا منه خوفًا من الرومِ، فإذا صاروا بأنطاكية أعانوهم على فَتحِها، وانصرف الرومُ عنهم بعد موافقتِهم على ذلك، وانتقل أهلُ الحصن ونزلوا بأنطاكية بالقُربِ مِن الجبَلِ الذي بها، فلمَّا كان بعد انتقالِهم بشهرينِ وافى الرومَ مع أخي نقفور الملك، وكانوا نحو أربعينَ ألف رجلٍ، فأحاطوا بسور أنطاكية، وصَعِدوا الجبلَ إلى الناحية التي بها أهلُ حصن لوقا، فلما رآهم أهلُ البلدِ قد ملكوا تلك الناحيةَ طَرَحوا أنفُسَهم من السور، ومَلَك الرُّومُ البلدَ، ووضعوا في أهلِه السَّيفَ، ثم أخرجوا المشايخَ والعجائزَ والأطفالَ من البلد، وقالوا لهم: اذهبُوا حيث شئتم، فأخذوا الشبابَ مِن الرجال، والنِّساءَ والصبيان، والصبايا، فحَمَلوهم إلى بلاد الروم سبيًا، وكانوا يزيدونَ على عشرين ألفًا، وكان حَصرُهم أنطاكيةَ بدأ في ذي الحِجَّة.

العام الهجري : 481 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1088
تفاصيل الحدث:

شَرَعَ أَهلُ بابِ البَصرَةِ في بِناءِ القَنطرَةِ الجَديدةِ، واتُّفِقَ أن كوهرائين سار في سميرية -نوع من السُّفُن-، وأَصحابُه يَسيرونَ على شاطئِ دِجلَة بسميريه، فوَقفَ أَهلُ بابِ الأزج على امرأةٍ كانت تَسقِي الناسَ من مُزَمَّلَةٍ لها على دِجلَة، فحَمَلوا عليها، على عادةٍ لهم، وجَعَلوا يَكسِرونَ الجِرارَ، ويَقولون: الماءُ للسَّبيلِ! فلما رَأت سعدَ الدولةِ كوهرائين استَغاثَت به، فأَمَرَ بإبعادِهم عنها، فضرَبَهم الأتراكُ بالمقارِعِ، فسَلَّ العامَّةُ سُيوفَهم ثم إن كوهرائين خَرجَ من السميرية إليهم راجِلًا، فحَمَل أَحدُهم عليه، فطَعَنَه بأَسفلَ رُمحِه، فأَلقاهُ في الماءِ والطِّينِ، فحَمَلَ أَصحابُه على العامَّةِ، فقاتَلوهُم، وحَرَصوا على الظَّفَرِ بالذي طَعَنَهُ، فلم يَصِلوا إليه، وأَخذَ ثَمانيةَ نَفَرٍ، فقَتَلَ أَحدَهم، وقَطعَ أَعصابَ ثَلاثةِ نَفَرٍ، وأَرسلَ قَباءَه إلى الدِّيوانِ وفيه أَثَرُ الطَّعنَةِ والطِّينِ يَستَنفِر على أَهلِ بابِ الأزج. ثم إن أهلَ الكَرخِ عَقَدوا لِأَنفُسِهم طاقًا آخرَ على بابِ طاقِ الحراني، وفَعَلوا كفِعلِ أَهلِ البَصرَةِ.

العام الهجري : 551 العام الميلادي : 1156
تفاصيل الحدث:

لمَّا حَصرَ أهالي أفريقية المَهدِيَّة سَيَّرَ إليها صاحِبُ صِقِلِّية عِشرينَ شِينِيًّا –سُفن كبيرة- فيها الرِّجالُ والطَّعامُ والسِّلاحُ، فدَخَلوا البلدَ، وأَرسَلوا إلى العَربِ وبَذَلوا لهم مالًا لِيَنهَزِموا، وخَرَجوا من الغَدِ، فاقتَتَلوا هُم وأَهلُ زَوِيلةَ، فانهَزَمَت العَربُ، وبَقِيَ أَهلُ زَوِيلةَ وأَهلُ صفاقس يُقاتِلون الفِرنجَ بِظَاهِرِ البلدِ، وأَحاطَ بهم الفِرنجُ، فانهَزَم أَهلُ صفاقس ورَكِبوا في البَحرِ فنَجوا، وبَقِيَ أَهلُ زَوِيلةَ، فحَمَلَ عليهم الفِرنجُ فانهَزَموا إلى زَويلةَ، فوَجَدوا أَبوابَها مُغلَّقَة فقاتَلوا تحتَ السُّورِ، وصَبَروا حتى قُتِلَ أَكثرُهم ولم يَنجُ إلا القليلُ فتَفَرَّقوا، ومَضَى بَعضُهم إلى عبدِ المؤمنِ، فلمَّا قُتِلُوا هَرَبَ مَن بها مِن الحُرَمِ والصِّبيانِ والشُّيوخِ في البَرِّ، ولم يُعرِّجوا على شيءٍ مِن أَموالِهم، ودَخلَ الفِرنجُ زَوِيلةَ وقَتَلوا مَن وَجَدوا فيها من النِّساءِ والأَطفالِ، ونَهَبوا الأَموالَ، واستَقَرَّ الفِرنجُ بالمَهدِيَّة إلى أن أَخَذَها عبدُ المؤمن منهم.

العام الهجري : 554 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1159
تفاصيل الحدث:

في صَفر سار عبدُ المؤمنِ بنُ عليٍّ عن مراكش، يَطلُب إفريقية، فلم يَزَل يَسيرُ إلى أن وَصلَ إلى مَدينةِ تونس في الرابع والعشرين من جُمادَى الآخرة، وبها صاحِبُها أحمدُ بن خُراسان، فلمَّا نازَلَها أَرسلَ إلى أَهلِها يَدعوهُم إلى طاعَتِه، فامتَنَعوا، فقاتَلَهم من الغَدِ أَشَدَّ قِتالٍ، فلم يَبقَ إلا أَخْذُها، ودُخولُ الأُسطولِ إليها، فجاءَت رِيحٌ عاصِفٌ مَنَعَت المُوَحِّدِين من دُخولِ البلدِ، فرَجَعوا لِيُباكِرُوا القِتالَ ويَملِكوهُ، فلمَّا جَنَّ اللَّيلُ نَزَلَ سبعة عشر رَجُلًا من أَعيانِ أَهلِها إلى عبدِ المؤمن يَسأَلونَه الأَمانَ لأَهلِ بَلدِهِم، فأَجابَهم إلى الأَمانِ لهم في أَنفُسِهم وأَهلِيهِم وأَموالِهم لِمُبادَرَتِهم إلى الطَّاعةِ، وأمَّا ما عَداهُم من أَهلِ البلدِ فيُؤَمِّنُهم في أَنفُسِهم وأَهالِيهِم، ويُقاسِمُهم على أَموالِهم وأَملاكِهم نِصفَين، وأن يَخرُج صاحِبُ البلدِ هو وأَهلُه؛ فاستَقَرَّ ذلك، وتَسَلَّم البلدَ، وعَرَضَ الإسلامَ على مَن بها من اليَهودِ والنَّصارَى، فمَن أَسلَم سَلِمَ، ومَن امتَنَعَ قُتِلَ، وأَقامَ أَهلُ تونس بها بأُجرَةٍ تُؤخَذ عن نِصفِ مَساكِنِهم.

العام الهجري : 576 العام الميلادي : 1180
تفاصيل الحدث:

قصد صلاحُ الدين بلَدَ ابنِ ليون الأرمني، وسَبَبُ ذلك أنَّ ابن ليون الأرمني قد استمال قومًا من التركمان وبذل لهم الأمانَ، فأمرهم أن يَرعَوا مواشِيَهم في بلاده، وهي بلاد حصينةٌ كلُّها حصون منيعة، والدخول إليها صعب؛ لأنها مضائق وجبال وَعِرة، ثم غدر بهم وسبى حريمَهم، وأخذ أموالهم، وأسرَ رجالهم بعد أن قَتَل منهم، فسار صلاح الدين على النَّهر الأسود، وبثَّ الغارات على بلاده، فخاف ابنُ ليون على حِصنٍ له على رأس جبل أن يؤخَذَ فخَرَّبه وأحرقه، فسَمِعَ صلاح الدين بذلك، فأسرع السير إليه، فأدركه قبل أن ينقل ما فيه من ذخائِرَ وأقوات، فغَنِمَها، وانتفع المسلمون بما غَنِموه، فأرسل ابن ليون يبذلُ إطلاق ما عنده من الأسرى والسَّبي وإعادة أموالهم على أن يعودوا عن بلاده، فأجابه صلاح الدين إلى ذلك واستقَرَّ الحال، وأُطلق الأسرى وأُعيدت أموالهم، وعاد صلاحُ الدين عنه في جمادى الآخرة.

العام الهجري : 622 العام الميلادي : 1225
تفاصيل الحدث:

سار جمع من الكرج الكفار من تفليس يقصدون أذربيجان والبلاد التي بيد أوزبك بن البهلوان، فنزلوا وراء مضيقٍ في الجبال لا يسلك إلا للفارس بعد الفارس، فنزلوا آمنين من المسلمين استضعافًا لهم، واغترارًا بحصانة موضعِهم، وأنه لا طريقَ إليهم، وركب طائفةٌ من العساكر الإسلامية وقصدوا الكرج، فوصلوا إلى ذلك المضيق، فجاوزوه مخاطرينَ، فلم يشعر الكرج إلا وقد غَشِيَهم المسلمون ووضعوا فيهم السيفَ فقتلوهم كيف شاؤوا، وولى الباقون منهزمين وأُسرَ منهم جمع كثير، فعظم الأمر عليهم، وعزموا على الأخذ بثأرهم، والجِدِّ في قصد أذربيجان واستئصال المسلمين منه، وأخذوا يتجهَّزون على قدر عَزمِهم، فبينما هم في ذلك إذ وصل إليهم الخبَرُ بوصول جلال الدين بن خوارزم شاه إلى مراغة، فتركوا ذلك وأرسلوا إلى أوزبك، صاحب أذربيجان، يدعونه إلى الموافقة على ردِّ جلال الدين، وقالوا: إن لم نتَّفِق نحن وأنت وإلا أخذك ثمَّ أخَذَنا، فعاجلهم جلال الدين قبل اتفاقِهم واجتماعِهم.

العام الهجري : 627 العام الميلادي : 1229
تفاصيل الحدث:

كان حسام الدين صاحب مدينة أرزن الروم من ديار بكر لم يزل مصاحبًا للملك الأشرف، مشاهدًا جميع حروبه وحوادثه، وينفِقُ أمواله في طاعته، ويبذل نفسَه وعساكره في مساعدته، فهو يعادي أعداءه، ويوالي أولياءه، ومن جملة موافقته أنه كان في خلاط لَمَّا حصرها جلال الدين، فأسره جلالُ الدين، وأراد أن يأخذ منه مدينة أرزن، فقيل له: إن هذا من بيت قديمٍ عريق في الملك، وإنه ورث أرزن هذه من أسلافِه، وكان لهم سواها من البلاد فخرج الجميعُ من أيديهم، فعطف عليه ورقَّ له، وأبقى عليه مدينة أرزن، وأخذ عليه العهودَ والمواثيق أنه لا يقاتِلُه، فلما جاء الملك الأشرف وعلاء الدين محاربين لجلال الدين لم يحضُرْ معهم في الحرب، فلما انهزم جلال الدين سار شهاب الدين غازي بن الملك العادل، وهو أخو الأشرف، وله مدينة ميافارقين، ومدينة حاني، وهو بمدينة أرزن، فحصره بها، ثم ملكها صلحًا، وعوَّضَه عنها بمدينة حاني من ديار بكر.

العام الهجري : 833 العام الميلادي : 1429
تفاصيل الحدث:

أراد السلطان مراد الثاني بن محمد جلبي أن يعيد الإمارات في الأناضول إلى سيادة الدولة العثمانية بعد عدوان تيمورلنك على تلك المنطقة؛ ولذلك عقد هدنة مع ملك المجر لمدة خمس سنوات، كما صالح أمير القرامان، وبدأ يتجه لأوروبا مستأنفًا حركة الجهاد ومؤدبًا للأوربيين الذين أساؤوا للعثمانيين أيام المحنة التي حلَّت بهم أيام السلطان بايزيد. وفتح المجر وأخذ الجزية من أمير الصرب مع تقديم فرقة من جنود الصرب لمساعدة السلطان في حروبه، واستعاد مدينة سلانيك (سالونيك) والأفلاق وألبانيا، وعندما تجهز لحصار القسطنطينية نقض أمراءُ أوربا العهد معه، فاتجه إليهم مرة أخرى، فأدَّب ملك المجر وأمير الأفلاق وأمير الصرب، واستعاد مدينة سلانيك عام 833 من البندقية، وكان إمبراطور القسطنطينية قد تنازل عنها لهم، وقد حاصرها السلطان خمسة عشر يومًا، واعترف أمير الأفلاق بسيادة العثمانيين على بلاده عام 836.

العام الهجري : 914 العام الميلادي : 1508
تفاصيل الحدث:

بعد أن فشلت محاولة المسلمين منع سقوط أسفي بيد البرتغاليين خرجوا منها سنة 910 بشرط الأمان ثم زحفوا إليها بعد ثلاث سنين من أخذها ووقع بينهم وبين البرتغال حرب شديدة كانت صفوف المسلمين تترادف فيها كأمواج البحر، وقتل قواد عسكر البرتغال وكبارهم ثم قَدِمت عليهم شكوادره من مادرة بالعسكر والزاد، فقويت نفوس البرتغال، وارتحل المسلمون عنها بعد أن أشرفوا على الفتح، وتبعهم البرتغال لينتهزوا فيهم الفرصة، فكرَّ المسلمون عليهم واستَلَبوهم، وهذا أول حصار كان على أسفي, ثم بعد سنين قلائل زحف المسلمون إليها أيضًا ومعهم عدد من المدافع وقاتلوا قتالًا صعبًا وزحفوا إلى السور فهدموا منه ثلمة كبيرة، واشتدَّ القتال عليها بما خرج عن العادة، ثم رحل المسلمون من غير فتح وأعرضوا عنها مدة لم يحدِّثوا أنفسهم بالقتال، وعمرت أسفي بالنصارى وانتقل إليها التجار وبنوا بها الدور وكانوا يسقون منها الحب ويحملونه في السفن إلى بلادهم، ولعل ذلك لهدنة كانت لهم مع المسلمين

العام الهجري : 988 العام الميلادي : 1580
تفاصيل الحدث:

لما وقعت البيعةُ للمأمون عبد الله بن المنصور أحمد السعدي العام الماضي وتكاملَ أمرُها، ثار الرئيس أبو سليمان داود بن عبد المؤمن ابن السلطان محمد الشيخ، وهو ابن أخي المنصور، وفرَّ إلى جبل سكسيوة وشقَّ عصا الطاعة ودعا إلى نفسه، فانثالت عليه أوشابٌ من البربر وغيرهم، ونجَمَ أمرُه وأثَّرت في أذن الرعية جعجعتُه، فبعث إليه المنصور قائدَه الزعيم أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن بجة، فناوشه القتال بجبل سكسيوة، فهزمه وفرَّ إلى جبل هوزالة، فتحزبوا عليه وقَوِيَت بهم شوكته، وأخذ يشنُّ لهم الغارات على أهل درعة إلى أن ضاقوا به ذرعًا، فشكَوا أمره إلى المنصور، فبعث إليه قائده الذي ذُكِرَ فلم يزَلْ في مقابلته ومقاتلته إلى أن شرَّده عن جبل هوزالة، ففرَّ داود منه إلى الصحراء واستقرَّ به الرحيل بها عند عرب الودايا من بني معقل، فلم يزل عندهم إلى أن هلك، وكُفِيَ المنصورُ أمرَه.

العام الهجري : 1075 العام الميلادي : 1664
تفاصيل الحدث:

كان وجود الأشراف في المغرب قديمًا, لكن لم يتسنَّ لهم تسلم القيادة إلا في هذه الفترة التي مثَّل الشرفاء فيها سلالة السعديين، والتي جاءت من الجزيرة العربية أواخر القرن الثامن الهجري، وأول من وصل العرش منهم هو محمد المهدي القائم بأمر الله بن عبد الرحمن بن علي، وهو الذي أخرج الوطاسيين نهائيًّا من فاس، ومن جهة أخرى لم تنقطع الهجمات الصليبية من البرتغال والأسبان على السواحل، ومع ذلك استطاع السعديون الحسنيون أن ينشروا نفوذهم في جميع أنحاء المغرب مانعين العثمانيين من مدِّ نفوذهم إليها، ثم إن أمر الأسرة بدأ يضمحل، وخاصة بعد وفاة أحمد العباس بن عبد الملك سنة 1064هـ وكان هناك فرع آخر في المغرب من الأسرة نفسها أعلن دعواه في العرش، ثم إن ولدي محمد الثاني بن محمد الشريف، وهما الرشيد وأبو النصر إسماعيل، أنقذا المغرب من الفوضى وأعاد ثانيهما على الأخص سلطة الشرفاء إلى جميع البلاد بعد أن قضى على سلطات الحكام الصغار وعلى تمردات البربر.

العام الهجري : 1159 العام الميلادي : 1746
تفاصيل الحدث:

ظلَّت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد سلميةً دون الدخولِ مع خصوم الدعوة في أي صدامٍ عسكري منذ الاتفاق التاريخي بين أمير الدرعية والشيخ محمد بن عبد الوهاب عام 1157 إلى هذا العام، حين ابتدأ الصراع العسكري بين الدرعية والرياض، بعد انضمام منفوحة إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في هذه السنة، حيث قام دهام بن دواس أميرُ الرياض بالهجوم على المنفوحة الذين لبَّوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودخلوا في طاعة الأمير محمد بن سعود، فعدا عليهم صباحًا على غِرَّة ومعه بعض أهل الرياض وبعض سكان البوادي من آل ظفير، فكمن لهم قرب البلد وأمر البوادي والخيل أن تغير على زرعهم ونخلِهم في أطراف البلدة، فهبَّ المقاتلون من أهل المنفوحة مع أميرِهم علي بن مزروع وردُّوهم على أعقابِهم بعد مقاومةٍ عنيفة، جُرح فيها دهام بن دواس وقُتِل فرَسُه، كما قُتل أحد عشر رجلًا من رجالِه.