الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1111 ). زمن البحث بالثانية ( 0.005 )

العام الهجري : 760 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1359
تفاصيل الحدث:

كانت قريةٌ بحوران- وهي خاص لنائب الشام وهم حلبية يمن، ويقال لهم بنو لبسة وبنو ناشي- وهي حصينة منيعة يضوي إليها كلُّ مُفسدٍ وقاطع ومارق، ولجأ إليهم أحَدُ شياطين رويمن العشير، وهو عمر المعروف بالدنيط، فأعدوا عددًا كثيرة ونهبوا ليغنَموا العشير، وفي هذا الحين بدَرَهم والي الولاة المعروف بشنكل منكل، فجاء إليهم ليرُدَّهم ويهديهم، وطلب الوالي منهم تسليمَ عمر الدنيط، فأبوا عليه وراموا مقاتلَتَه، وهم جمع كثير وجَمٌّ غفير، فتأخَّرَ عنهم وكتب إلى نائب السلطنة ليمُدَّه بجيشٍ عونًا له عليهم وعلى أمثالهم، فجهَّزَ له جماعة من أمراء الطبلخانات والعشراوات ومائة من جند الحلقة الرماة، فلمَّا بغَتَهم في بلدهم تجمَّعوا لقتال العسكر ورموه بالحجارة والمقاليع، وحَجَزوا بينهم وبين البلد، فعند ذلك رمَتْهم الأتراك بالنبال من كل جانب، فقتلوا منهم فوق المائة، فَفَرُّوا على أعقابهم، وأَسَر منهم والي الولاة نحوًا من ستين رجلًا، وأمر بقطع رؤوس القتلى وتعليقها في أعناق هؤلاء الأَسرى، ونُهِبَت بيوت الفلَّاحين كلهم، وسُلِّمَت إلى مماليك نائب السلطنة، لم يفقَدْ منها ما يساوي ثلاثمائة درهم، وكرَّ راجِعًا إلى بصرى وشيوخ العشيرات معه، فأخبر ابن الأمير صلاح الدين ابن خاص ترك، وكان من جملةِ أمراء الطبلخانات الذين قاتلوهم بمبسوط ما يخصُّه، وأنه كان إذا أعيا بعض تلك الأسرى من الجرحى أمر المشاعلي بذبحِه وتعليق رأسِه على بقية الأسرى، وفعل هذا بهم غيرَ مَرَّة حتى إنه قطع رأس شاب منهم وعَلَّقَ رأسه على أبيه، شيخٍ كبير، حتى قَدِمَ بهم بصرى، فشنكل طائفة من أولئك المأسورين، وشنكل آخرين، وقتل الآخرين وحبس بعضهم في القلعة، وعلَّق الرؤوسَ على أخشابٍ نَصَبها حول قلعة بصرى، فحصل بذلك تنكيلٌ شديد لم يقع مثلُه في هذا الأوان بأهل حوران، وهذا كلُّه سُلِّطَ عليهم بما كسَبَت أيديهم، وما ربُّك بظَلَّامٍ للعبيدِ!

العام الهجري : 848 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1444
تفاصيل الحدث:

في يومِ السبت سادس عشر شهر ربيع الأول خرج الغُزاة من القاهرة، فنزلوا في المراكبِ من ساحل بولاق؛ وقصدوا الإسكندرية ودمياط؛ ليركبوا من هناك البحرَ المالح، والجميعُ قصْدُهم غزو رودس، وكانوا جمعًا موفورًا، ما بين أمراء وخاصكية ومماليك سلطانية ومطوعة، وكان مقَدَّمَ الجميع في هذه الغزوة الأميرُ إينال العلائي الدوادار الكبير، وكانت المماليك السلطانية في هذه الغزوة تزيد عدتهم على ألف مملوك، هذا خارجٌ عمَّن سافر من المطوِّعة، وأضاف إليهم السلطان جماعةً كبيرة من أمراء البلاد الشامية، ورسمَ لهم أن يتوجَّهَ الجميع إلى طرابلس، ليضافَ إليهم العسكر الشامي، ويسير الجميع عسكرًا واحدًا، ففعلوا ذلك، وفي يوم الخميس حادي عشر شهر ربيع الآخر سار الجميع من ثغر الإسكندرية ودمياط إلى طرابلس، ثم من طرابلس إلى رودس، حتى نزلوا على برِّها بالقرب من مدينتها في الخيم، وقد استعدَّ أهلها للقتال، فأخذوا في حصار المدينة، ونصبوا عليها المجانيق والمكاحل، ورمَوا على أبراجها بالمكاحل والمدافع، واستمرُّوا على قتال أهل رودس في كل يوم، هذا ومنهم فرقةٌ كبيرة قد تفرَّقت في قرى رودس وبساتينها ينهَبون ويسبون، واستمَرُّوا على ذلك أيامًا، ومدينة رودس لا تزداد إلَّا قوة؛ لشدة مقاتليها ولعِظَم عمارتِها، وقد تأهَّبوا للقتال وحصَّنوا رودس بالآلات والسلاح والمقاتلة، وصار القتالُ مستمرًّا بينهم في كل يوم، وقُتل من الطائفتين خلائقُ كثيرة، هجم عليهم الفرنج في عدة كبيرة من المراكب، فبرز إليهم يلخجا ومن معه، وقاتلوهم قتالًا عظيمًا، حتى نصر اللهُ المسلمين، وانهزم الفرنجُ وغنم المسلمون منهم، كل ذلك وقتال رودس مستمرٌّ في كل يوم، والعساكرُ في غاية ما يكون من الاجتهاد في قتال رودس، غير أن رودس لا يزداد أمرُها إلا قوة؛ لعِظَمِ استعداد أهلها للقتال، ولما كان في بعض الأيام وقع للمسلمين محنة عظيمة، قُتِلَ فيها جماعة كبيرة من أعيان الغزاة من الخاصكية وغيرهم؛ حيث كانوا بائتين في كنيسةٍ فطرقهم الفرنج وقتلوهم، ودام القتالُ بعد ذلك في كلِّ يوم بين عساكر الإسلام وبين فرنج رودس أيامًا كثيرة، فعند ذلك أجمع المسلمون على العود، وركبوا مراكبَهم، وعادوا إلى أن وصلوا إلى ثغر الإسكندرية ودمياط، ثم قَدِموا إلى القاهرة.

العام الهجري : 304 العام الميلادي : 916
تفاصيل الحدث:

هو أبو مُضَر زيادةُ اللهِ الثَّالث بنُ عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن سالم بن عقال بن خفاجة، هو زيادةُ اللهِ الأصغَرُ، وهو الأميرُ الحاديَ عشَرَ والأخير من أمراء الأغالبة بإفريقية، تولَّى الإمارةَ بعد أن قَتَلَ والِدَه وقَرابَتَه؛ ليخلو له الحُكمُ. كان غارِقًا في اللَّهوِ والمجونِ في وقتٍ كانت إمارتُهم تتعَرَّضُ لاجتياحِ الدَّعوةِ العُبَيديَّة على يدِ داعيتهم أبي عبد الله الشيعي، وقد خاض الشيعيُّ مع الأغالبة عِدَّةَ مَعارِكَ انتصروا فيها على جيوشِ الأغالبة. حتى هرب أبو مُضَرَ خَوفًا منهم على نَفسِه إلى المشرِقِ، فقدم دمشق سنة 302 مجتازًا إلى بغدادَ طالبًا عون الخليفة العباسيِّ له ليستردَّ حُكمَه في القيروان، لكنه توفي بالرملة، ودُفِنَ بها.

العام الهجري : 322 العام الميلادي : 933
تفاصيل الحدث:

لَمَّا خُلِعَ القاهِرُ ووَلِيَ الرَّاضي، طَمِعَ هارونُ بنُ غريبٍ في الخلافة؛ لكَونِه ابنَ خالِ المُقتَدِر، وكان نائبًا على ماه والكوفة والدينور وماسبذان، فدعا إلى نفسِه واتَّبَعه خلقٌ كثيرٌ مِن الجند والأمراء، وجبى الأموالَ واستفحل أمرُه، وقَوِيَت شوكتُه، وقصد بغداد فخرج إليه محمَّدُ بنُ ياقوت رأسُ الحَجَبةِ بجميع جندِ بغداد، فاقتَتَلوا فخرج في بعض الأيامِ هارونُ بنُ غريب يتقصَّدُ؛ لعَلَّه يعمَلُ حيلةً في أسر محمد بنِ ياقوت، فتقنطر به فرَسُه فألقاه في نهرٍ، فضربه غلامُه حتى قتَلَه وأخذ رأسَه حتى جاء به إلى محمد بن ياقوت، وانهزم أصحابُه ورجع ابنُ ياقوت فدخلَ بغداد ورأسُ هارون بن غريب يُحمَلُ على رمحٍ، ففَرِحَ النَّاسُ بذلك، وكان يومًا مشهودًا. 

العام الهجري : 382 العام الميلادي : 992
تفاصيل الحدث:

كان أبو الحَسَنِ بنُ المعَلِّم وزيرُ بَهاءِ الدولة البُويهيِّ, قد استولى على الأمورِ كُلِّها، وخَدَمَه النَّاسُ كُلُّهم، حتى الوزراء، فمنع أهلَ الكرْخِ وبابَ الطاقِ مِن النَّوْحِ يومَ عاشوراء، ومِن تعليق المُسُوحِ، الذي كان يُعمَلُ به من نحوِ ثلاثينَ سَنَة، وكان المقرِّبُ مَن قرَّبه، والمُبْعَدُ مَن بعَّده، فثَقُلَ على الأُمَراء أمرُه، ولم يُراعِهم هو، فأجابهم السُّلطانُ، فشَغَّبَ الجندُ في هذا الوقت، وشَكَوا منه، وطلبوا منه تسليمَه إليهم، فراجَعَهم بهاءُ الدولة، ووعَدَهم كَفَّ يَدِه عنهم، فلم يَقبَلوا منه، فقَبَض عليه وعلى جميعِ أصحابِه، فظَنَّ أنَّ الجُندَ يَرجِعون، فلم يرجِعوا، فسَلَّمَه إليهم، فسقوه السُّمَّ مَرَّتين، فلم يَعمَلْ فيه شيئًا، فخَنَقوه ودَفَنوه، وكان هذا الوزيرُ قد أبطل ما كان يفعَلُه الرَّافِضةُ يوم عاشوراء ومَنَعَهم من القيامِ بتلك البِدَع.

العام الهجري : 577 العام الميلادي : 1181
تفاصيل الحدث:

سَيَّرَ صلاحُ الدين جماعةً من أمرائه منهم صارم الدين قتلغ أبه- والي مصر- إلى اليمن؛ للاختلاف الواقع بها بين نواب أخيه شمس الدولة توران شاه، وهم عزُّ الدين عثمان بن الزنجيلي، والي عدن، وحطان بن منقذ، والي زبيد، وغيرهما؛ فإنهم لما بلغهم وفاةُ صاحبهم توران شاه اختلفوا وجَرَت بين عز الدين عثمان وبين حطان حربٌ، وكل واحد منهما يروم أن يغلِبَ الآخر على ما بيده، واشتد الأمرُ، فخاف صلاح الدين أن يطمَعَ أهل البلاد فيها بسبب الاختلافِ بين أصحابه وأن يُخرِجوهم من البلاد، فأرسل هؤلاء الأمراءَ إليها. واستولى قتلغ أبه على زبيد وأزال حطان عنها، ثم مات قتلغ أبه، فعاد حطان إلى إمارة زبيد، وأطاعه الناس لجوده وشجاعتِه.

العام الهجري : 583 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1187
تفاصيل الحدث:

أرسلَ صلاحُ الدين إلى وَلَدِه الأفضل يأمُرُه أن يرسل قطعةً صالحةً مِن الجيش إلى بلدِ عكا ينهبونَه ويخَرِّبونهَ، فسيَّرَ مُظفَّر الدين كوكبري بن زين، وهو صاحِبُ خوارزم شاه ران والرها، وأضاف إليه قايماز النجمي ودلدرم اليارقي، وهما من أكابِرِ الأمراء، وغيرهما، فساروا ليلًا، وصَبَّحوا صفوريَّة أواخِرَ صَفَر، فخرج إليهم الفِرنجُ في جمعٍ مِن الدواية والإسبتارية وغيرهما، فالتَقَوا هناك، وجَرَت بينهم حربٌ شديدة، ثم أنزل الله تعالى نَصْرَه على المسلمين، فانهزم الفرنجُ، وقُتِلَ منهم جماعة، وأُسِرَ الباقون، وفيمن قُتِل مُقَدَّم الإسبتارية، وكان عَودُهم على طبرية، وبها القُمُّص، فلم ينكِرْ ذلك، فكان فتحًا كثيرًا، فإنَّ الداوية والإسبتارية هم جمرةُ الفرنج، وسُيِّرَت البشائر إلى البلاد بذلك.

العام الهجري : 609 العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

اجتمع العادل وأولاده الكامل والمعظم والفائز بدمياط من بلاد مصر في مقاتلة الفرنج، فاغتنم غيبتَهم أسامة الجبلي أحدُ أكابر الأمراء، وكانت بيدِه قلعة عجلون وكوكب فسار مسرعًا إلى دمشق ليتسلم البلدين، فأرسل العادلُ في إثره ولَدَه المعَظَّم فسبقه إلى القدسِ وحملَ عليه في كنيسة صهيون، وكان الجبلي شيخًا كبيرًا قد أصابه النقرس، فشرع المعظَّمُ يرده إلى الطاعة بالملاطفةِ فلم ينفَعْ فيه، فاستولى على حواصله وأملاكِه وأموالِه، وأرسله إلى قلعة الكرك فاعتُقِلَ فيها، ثم أمر العادل بقتله فقُتِلَ بها، وكان قيمة ما أخذ من الجبلي قريبًا من ألف ألف دينار، من ذلك داره وحمَّامه داخل باب السلامة، ودارُه هي التي جعلها البادرائي مدرسة للشافعية، وخُرِّب حِصنُ كوكب ونُقِلَت حواصله إلى حصن الطور الذي استجده العادِلُ وولده المعظم.

العام الهجري : 655 العام الميلادي : 1257
تفاصيل الحدث:

جرت فتنةٌ مهولة ببغدادَ بين الناس وبين الرَّافضة، وقُتِلَ عدة من الفريقين، وعَظُم البلاء، ونهب الكرخ، فحنق ابن العلقمي الوزير الرافضي، وكاتَبَ هولاكو، وطَمَّعَه في العراق، فجاءت رسُلُ هولاكو إلى بغدادَ، وفي الباطِنِ معهم فرماناتٌ لغير واحد، وَصَلت جواسيس هولاكو إلى وزير الخليفة العباسي المستعصم بالله مؤيد الدين محمد بن العلقمي الرافضي ببغداد، وتحَدَّثوا معه ووعدوا جماعةً مِن أمراء بغداد مواعيدَ، والخليفةُ لا يدري ما يتمُّ، وأيَّامُه قد ولت ثم قَوِيَ قَصدُ هولاكو بن طولو بن جنكيزخان بغداد، وبعث يطلبُ الضيافةَ مِن الخليفة فكَثُرَ الإرجافُ ببغداد، وخرج الناسُ منها إلى الأقطار، ونزل هولاكو تجاهَ دار الخلافة وملك ظاهِرَ بغداد، وقتل من الناسِ عالَمًا كثيرًا.

العام الهجري : 661 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1263
تفاصيل الحدث:

ركب الظاهِرُ بيبرس من مصرَ في العساكر المنصورة قاصدًا ناحية بلاد الكرك، واستدعى صاحِبَها الملك المغيث عمر بن العادل أبي بكر بن الكامل، فلما قَدِمَ عليه بعد جهدٍ أرسله إلى مصر معتقَلًا، فكان آخر العهد به، وذلك أنَّه كاتب هولاكو وحَثَّه على القدوم إلى الشَّامِ مَرَّةً أخرى، وجاءته كتبُ التتار بالثَّباتِ ونيابة البلاد، وأنهم قادِمونَ عليه عشرون ألفًا لفتح الديارِ المصريَّة، وأخرج السلطانُ فتاوى الفقهاء بقَتلِه وعَرَضَ ذلك على القاضي ابن خَلِّكان، وكان قد استدعاه من دمشقَ، وعلى جماعةٍ مِن الأمراء، ثم سار فتسَلَّمَ الكرك يوم الجمعة ثالث عشر جمادى الأولى ودخلها يومئذٍ في أبهة المُلك، ثم عاد إلى مصرَ مُؤَيَّدًا منصورًا، وبه تنتهي الدولةُ الأيوبيَّةُ في بلاد الشام.

العام الهجري : 662 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1264
تفاصيل الحدث:

هو الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن الملك المنصور أبو إبراهيم بن الملك المجاهد شيركوه بن الأمير ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه بن شادي بن مروان صاحب حمص، مَلَك حمصَ بعد وفاة أبيه، وطالت مدَّتُه بها، وكان فيه مداراةٌ للتَّتارِ واستمرَّ على ذلك إلى أن توفِّيَ بحمص يوم الجمعة حادي عشر من صفر عن غيرِ ولد ولا أخٍ ولا ولي، فبعث السلطانُ الظاهر بيبرس إلى الأمير عز الدين بيليك العلائي أحد الأمراء، فتسَلَّمَها في السابع عشر من هذا الشهر وحَلَفَ الناسُ بها للملك الظاهر، وتسَلَّمَ الرحبةَ أيضًا، وبعث السلطان إليها عشرين ألف دينار عينًا، وولى مدينة حران الأمير جمال الدين الجاكي، وولى مدينة الرقة أميرا آخر.

العام الهجري : 713 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1314
تفاصيل الحدث:

هو مَلِكُ القفجاق المسمَّى طقطغاي بن منكوتمر بن طغان بن باطو بن جوجي، بن جنكيزخان، وكان له في المُلكِ ثلاث وعشرون سنة، وكان عمرُه ثمانية وثلاثين سنة، وكان شهمًا شجاعًا على دين التتر في عبادة الأصنام والكواكب، يُعَظِّمُ المجسِّمة والحكماء والأطباء، ويُكرِمُ المسلمين أكثَرَ من جميع الطوائف، كان جيشُه هائلًا لا يَجسُرُ أحد على قتاله لكثرة جيشِه, وقوَّتِهم وعدَدِهم، ويقال إنه جرَّد مرةً تجريدةً من كل عشرةٍ مِن جيشه واحدًا فبلغت التجريدة مائتي ألف وخمسينَ ألفًا! توفي في رمضان, وقام في المُلكِ من بعده ابنُ أخيه أزبك خان بن طغرل بن منكوتمر بن طغان، وكان مسلمًا فأظهر دين الإسلام ببلادِه، وقتل خلقًا من أمراء الكَفَرة وعَلَت الشرائِعُ المحمَّديَّة على سائر الشرائع هناك، ولله الحمد والمنة على الإسلامِ والسُّنَّة.

العام الهجري : 776 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1375
تفاصيل الحدث:

توجَّه الأميرُ بيدمر نائِبُ الشام في تاسع عشر من ذي القعدة بعساكِرِ حَلَب إلى سيس، وهي كرسي الأرمن فنازلها، وحصر التكفور متمَلِّكَها مدةَ شهرين حتى طلب الأمانَ؛ مِن فَناءِ أزوِدَتِهم، وعَجْزِهم عن العسكر، فتسَلَّمَ الأمير أشَقتمُر قلعَتَها، وأعلن في مدينةِ سيس بكلمة التوحيد، ورتَّبَ بها عسكرًا، وأخذ التكفورَ وأمراءَه، من أجناد وعاد إلى حلب، وجَهَّزَهم إلى القاهرة، فبعث السلطانُ الأميرَ يعقوب شاه لنيابة سيس، وأزال الله منها دولة الأرمن عُبَّاد الصليب، وقال الأدباء في ذلك شعرًا كثيرا. وفي العشرين منه سقط الطائِرُ بالبشارة بفَتحِ سيس بعث به الأميرُ بيدمر نائب الشام، ثم قَدِمَ من الغد البريد من النوَّاب بذلك، فدُقَّت البشائر بقلعة الجبل ثلاثة أيامٍ بمِصرَ، وحُمِلَ إلى الأمير أشَقتمُر المارديني نائِبِ حلب تشريفٌ جليل.

العام الهجري : 779 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1377
تفاصيل الحدث:

صار الأمرُ في المملكة لأيبك البدري وَحْدَه من غير منازع، وأخذ أيبك في المملكة وأعطى، وحكم بما اختاره وأراده، فمِن ذلك أنَّه في رابع شهر ربيع الأول رَسَم بنفي الخليفة المتوكِّل على الله إلى مدينة قوص، فخرج المتوكِّلُ على الله، ثم شُفِعَ فيه فعاد إلى بيته، ومن الغَدِ طَلَب أيبك نجم الدين زكريا بن إبراهيم ابن الخلفية الحاكمِ بأمر الله وخَلَع عليه واستقَرَّ به في الخلافة عِوَضًا عن المتوكل على الله من غير مبايعةٍ ولا خَلعِ المتوكِّلِ مِن الخلافةِ نَفسَه، ولُقِّبَ زكريا بالمعتصم بالله، ثم في العشرين من شهر ربيع الأول تكلَّم الأمراء مع أيبك فيما فعله مع الخليفةِ، ورَغَّبوه في إعادته، فطلبه وأخلع عليه على عادتِه بالخلافةِ، وعزل زكريَّا, ومن الناس من لم يُثبِتْ خلافة زكريا؛ فإنَّه لم يخلَع المتوكِّلُ نَفسَه من الخلافة حتى يبايَعَ زكريا!

العام الهجري : 804 العام الميلادي : 1401
تفاصيل الحدث:

بعد أن تمَّ للمغول بقيادة تيمورلنك تدميرُ مدن الشام، أرسل تهديداتِه للسلطان فرج بن برقوق سلطان المماليك في مصر، وكان قد أسر أميرًا من المغول يدعى (أطلمس) فطالب تيمورلنك بإطلاق سراحه فورًا، وإلا فسيزحف المغول على مصر ويرفعون راياتهم على ربوعها. وقد أذعن السلطان فرج لهذه التهديدات، وأطلق سراح أطلمس وعقد صلحًا مع تيمورلنك يتعهد فيه السلطان فرج بطاعة تيمورلنك والدعوة باسمه في مساجد مصر، وقد أدى هذا الصلح المُهين إلى ذهاب حرمة دولة المماليك، واختفاء احترام الأمراء والعامة للسلطان فرج، فلم تمضِ سنوات ثلاث حتى عُزل. والواقِعُ أن هزائم دولة المماليك الثانية في عهد فرج بن برقوق تعتبر أقسى الهزائم التي تعرض لها المسلمون في تلك الفترة؛ بسبب تصارع المماليك المتعصبين لأصولهم العِرْقية.