الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1510 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 979 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1572
تفاصيل الحدث:

هو القائد البحري العثماني حسن باشا ابن القائد البحري الشهير خير الدين بربروسا، وُلد سنة 925, ويعدُّ من القادة المعدودين في الدولة العثمانية الذين حقَّقوا انتصارات باهرة على الإسبان في شمال إفريقيا، وقد حكم الجزائرَ حوالي 15 عامًا، تخللتها حروبٌ طاحنة. أراد حسن باشا أن يطهِّرَ وهران من الوجود الإسباني، فأخذ يستعدُّ في مدينة الجزائر لجمع قوى جديدةٍ منظَّمة منقادة إلى جانب الجيشِ العثماني، فجنَّد عشرةَ آلاف رجل من زواوة، كما أنشأ قوة أخرى ووضع على رأسِها أحدَ أعوان والده القدامى، وفي الوقت نفسه حاول الحصولَ على تأييد القوة المحلية، فتزوج من ابنة سلطان كوكو ابن القاضي، توفي في إستانبول ودفن فيها, وكان عمره حين توفي يناهز 72 عامًا.

العام الهجري : 1348 العام الميلادي : 1929
تفاصيل الحدث:

أرغَمَ عُمَرُ المختار -الذي لمعَ نجمُه في جهاد الإيطاليين في برقة- الإيطاليِّينَ على الدخولِ معه في مُفاوضاتٍ، فكان في جملةِ شروطه: عدمُ تدخُّلِ الحكومة الإيطالية في أمورِ الدين الإسلامي، والاعترافُ باللغة العربية لغةً رسمية في دوائِرِ ودواوين الإدارة الإيطالية، والسماحُ بفتح المدارسِ الدينية التي تُدرَّس فيها علومُ القرآن، والتفسير والحديث والفقه وسائر العلوم. وكذلك إلغاءُ القانون الذي وضعته إيطاليا، والذي ينصُّ على عدم المساواة في الحقوقِ بين الوطني الليبي والإيطالي، إلَّا إذا تجنَّس الليبي بالجنسية الإيطالية. غيرَ أنَّ إيطاليا لم تكن جادَّةً في المفاوضات، وكان هدفُها كسْبَ الوقت، تمامًا كما فعلت فرنسا مع الأمير عبد القادر الجزائري في معاهدة (تافنة) الشهيرة. فتَمَّ استئناف الحرب إلى أن تمَّ لإيطاليا القضاءُ على الثورة، وقتل البطل عمر المختار سنة 1350ه.

العام الهجري : 1362 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1943
تفاصيل الحدث:

كانت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي، وبعد سنة من بدء الحرب العالمية الثانية بدأت الحربُ بين إيطاليا وإنجلترا في ليبيا ومصر؛ حيث كانت مصر تحت احتلال إنجلترا، وكانت الحرب سِجالًا، حتى استطاعت إنجلترا ومعها حلفاؤها من القوات أن تدخُلَ طرابلس الغرب في تاريخ 17 محرم 1362هـ / 23 يناير وانسحب الإيطاليون بعد أسبوعين، واستمَرَّ تراجع دول المحور المقابلين لدول الحلفاء، فأصبحت ليبيا تحت النفوذ الإنجليزي التابع لدول الحلفاء، وبينما كانت القواتُ الإنجليزية تتقَدَّمُ، وتنهارُ في نفس الوقت المقاومةُ الألمانية الإيطالية كانت القواتُ الفرنسية تتقَدَّمُ من الجنوب، وقد احتلت فران فأصبحت ليبيا تحت دولتين من دول التحالف، وأقامت فرنسا حُكمًا عسكريًّا في فران، كما حصلت أمريكا على قواعِدَ جوية فيها، ثم فَصَلت إنجلترا بين برقة وطرابلس ومَيَّزت في الحكمِ بينهما.

العام الهجري : 1381 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1961
تفاصيل الحدث:

بدأت العلاقةُ بين الطرفين المصري والسوري تسوء عندما عُيِّنَ المشير عبد الحكيم عامر حاكِمًا على سوريا في عام 1379هـ / 1959م فاستقال وزراءُ حزبِ البعث ونائِبُ رئيس الجمهورية البعثي أكرم الحوراني؛ وحدث استياءٌ عام في سوريا في الوسط المثقَّف والتعليمي وفي الجيش وحتى بين الشيوعيين الذين غادر أكثَرُهم البلاد، وعلى رأسهم زعيمهم خالد بكداش، فبدأ بعض الضباط السوريين العمل سرًّا لانفصال الوحدة، ومن بينهم عبد الكريم النحلاوي: مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر ومدير شؤون الضباط، واستطاع أن يجمع حوله عددًا من الضبَّاط من اختصاصات مختلفة منتظرًا الوقت المناسب، حتى كان يوم 18 ربيع الثاني 1381هـ / 28 أيلول 1961م وقع الانفصالُ الذي دبَّره النحلاوي مع الضباط السوريين.

العام الهجري : 1383 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1963
تفاصيل الحدث:

بعد وفاة أحمد حلمي -رئيس حكومة عمومِ فلسطين، وممثل فلسطين لدى الجامعة العربية- صدر قرارٌ باختيار أحمد الشقيري لهذا المنصب، وأكَّد القرار أنَّ الشعب الفلسطيني هو صاحب الحقِّ الشرعي في فلسطين، وأن من حقِّه أن يستردَّ وطنَه، ويقرِّرَ مصيره، ويمارسَ حقوقه الوطنية الكاملة، وأنَّ الوقتَ قد حان ليتولى أهلُ فلسطين أمرَ قضيتهم، وأنَّ مِن واجب الدول العربية أن تتيحَ لهم الفرصةَ لممارسة هذا الحق. وبادر الشقيري بتسهيلات من الحكومة المصرية إلى زيارة عمان ودمشق وبيروت وقطاع غزة، وأعلن تأسيسَ منظمة التحرير الفلسطينية عام 1384هـ / 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأوَّل في القدس؛ نتيجةً لقرار الجامعة العربية في اجتماعها الأول بالقاهرة عام 1964.

العام الهجري : 1385 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1965
تفاصيل الحدث:

كان عبد السلام عارف من المعارِضين للوَحدة مع مصر، وكان عارف عبد الرزاق رئيسُ الحكومة يطمَحُ برئاسة الجمهورية، فما إنْ سافر الرئيس إلى الدار البيضاء لحضور مؤتمر القمة حتى بدأ نشاطُه، وأخذ الضبَّاطُ الناصريون بالاتِّصالِ بالضبَّاط أصحاب المراكز الحساسة، ويشجِّعونهم على العمل ضِدَّ الرئيس عارف، ووضعوا خطةً للانقلاب؛ فقاموا بعمل مظاهراتٍ من الطلَّاب والعمَّال بتوجيه من الضباط الناصرِّيين، وفي الوقتِ نَفسِه كان الموالون للرئيس عبد السلام عارف يعملون على إحباط مخطَّطاتهم، وفي 11 جمادى الأولى / 16 أيلول حرَّك الانقلابيون المدرَّعات، فوقف بوجهِهم آمِرُ بغداد وآمِرُ الشرطة، وكانت القواتُ بيدهم أيضًا، فهددوهم بأنَّهم على استعدادٍ لتدميرهم فورًا، ففَشِلَ الانقلاب وهرب رئيسُ الحكومة عارف عبد الرزاق إلى مصر.

العام الهجري : 1389 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1969
تفاصيل الحدث:

كان جعفر محمد النميري قد أُرسِلَ إلى أمريكا للحصول على رتبةِ أركان حرب، ورجع بعد أقل من سنتين ورُفِع إلى رتبة عقيد، وكان قد عُيِّن كقائدٍ ثان في مدرسة المشاة في جبيت، وفي 9 ربيع الأول 1389هـ / 25 أيار قام بانقلابٍ عسكريٍّ واستولى على الحُكم، وأزاح وزارةَ محمد أحمد محجوب، وشكَّل مجلِسًا للثَّورة والحكومة، وأعاد عددًا من الضبَّاط الذين كانوا قد أُقيلوا سابقًا، وكان الانقلابُ العسكريُّ قد استهدف الجبهةَ الإسلاميَّةَ قبل غيرها؛ إذ اعتَقَل أعضاءَها قبل أن يعتَقِلَ أعضاءَ الحكومة، وحَمَل الانقلابُ عنوانًا اشتراكيًّا، وضَمَّ عناصرَ مختَلِفةً مِن شيوعيَّة واشتراكيَّة مع عملهم بالوقتِ نفسِه بخَطِّ الرأسمالية، وبدأت الحركةُ بتطبيق الاشتراكية في بعض القطاعاتِ، وانقسمت البلادُ إلى قسمين: الحكومةُ وأنصارُها من جهةٍ، وجبهةُ المقاومةِ الشَّعبيةِ مِن جهةٍ أخرى.

العام الهجري : 1430 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2009
تفاصيل الحدث:

أُعلِن في المغرِب عن تأسيسِ جمعية أمازيجية تدعو للتطبيعِ مع الكِيان الصِّهيَونيِّ، وتسعى لإقامةِ عَلاقاتٍ ثقافيَّةٍ واجتماعيَّةٍ واقتصاديَّةٍ وسياسية مع الكِيانِ الصِّهيَونِيِّ. وزَعَمت الجمعيةُ أنَّ هدَفَها توثيقُ الصِّلاتِ التاريخيةِ بين الأمازيج واليهود الإسرائيلِيِّين الذين استوطَنوا المناطِقَ الأمازيجية بالمغربِ وهاجَروا إلى إسرائيل. وطالَبَت بالسماحِ لهَؤلاءِ اليهودِ الإسرائيلِيِّين بالعودة إلى المغربِ في أي وقتٍ يشاؤون. وذَكَرت أنَّها تسعى للحفاظِ على تراثِ اليهودِ الذين هاجَروا من المغربِ إلى جهاتٍ أخرى، وأنَّها ترمي لحمايةِ الحقوقِ الأساسيةِ للشعبَين الأمازيجيِّ واليهوديِّ، ومكافحةِ "اللَّاسامية والعنصرية"، والاعترافِ الدُّستوريِّ والرَّسميِّ باللُّغَتين الأمازيجية والعِبرية بالشمالِ الإفريقي وبالعالَمِ كلِّه. وقالت الجمعيةُ: إنَّه بالنسبةِ للأهدافِ الاقتصاديَّةِ والاجتماعية فإنَّها تعتزِمُ تحقيقَ مشاريعَ تنمويَّةٍ وصحِّيَّةٍ وفِلاحِيَّةٍ وصناعيَّةٍ بين المغربِ وإسرائيلَ.

العام الهجري : 16 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 637
تفاصيل الحدث:

لمَّا افْتَتَح سعدُ بن أبي وَقَّاص المدائنَ بَلغَه أنَّ أهلَ المَوْصِل قد اجْتَمعوا بِتَكْريت على رَجُلٍ يُقال له: الأنطاق, فكتَب إلى عُمَر بن الخطَّاب بأَمْرِ جَلُولاء، واجْتِماع الفُرْسِ بها, وبأَمْرِ أهلِ المَوْصِل, فكتَب عُمَر في قَضِيَّةِ أهلِ المَوْصِل أن يُعَيِّنَ جيشًا لِحَرْبِهم, ويُؤَمِّرَ عليه عبدَ الله بن المُعْتَمِّ, ففَصَلَ عبدُ الله بن المُعْتَمِّ في خمسةِ آلافٍ مِن المدائنِ, فسار في أربعٍ حتَّى نزَل بِتَكْريت على الأنطاقِ، وقد اجْتَمع إليه جماعةٌ مِن الرُّومِ, ومِن نَصارى العَربِ, مِن إيادٍ, وتَغْلِبَ, والنَّمِرِ, وقد أَحْدَقوا بِتَكْريت, فحاصَرهُم عبدُ الله بن المُعْتَمِّ أربعين يومًا, وزاحَفوهُ في هذه المُدَّةِ أربعةً وعشرين مَرَّةً, ما مِن مَرَّةٍ إلَّا ويَنْتَصِرُ عليهم, وراسَل عبدُ الله بن المُعْتَمِّ مَن هنالك مِن الأَعرابِ, فدَعاهُم إلى الدُّخولِ معه في النُّصْرَةِ, وفَلَّ جُموعَهم, فضَعُفَ جانِبُهُم, وعزَمَت الرُّومُ على الذِّهابِ في السُّفُنِ بأَموالِهم إلى أهلِ البلدِ, فجاءت القُصَّادُ إليه عنهم بالإجابةِ إلى ذلك, فأرسَل إليهم: إن كنتم صادِقين فيما قُلتُم فاشْهَدوا أنَّ لا إلهَ إلَّا الله، وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله, وأَقِرُّوا بما جاء مِن عند الله. فرجعت القُصَّادُ إليه بأَنَّهم قد أسلموا, فبعَث إليهم: إن كنتم صادِقين، فإذا كَبَّرْنا وحَمَلْنا على البلدِ اللَّيلةَ فأَمْسِكوا علينا أبوابَ السُّفُنِ, وامْنَعوهُم أن يَركَبوا فيها, واقْتُلوا منهم مَن قَدَرْتُم على قَتلِه, ثمَّ شَدَّ عبدُ الله وأصحابُه, وكَبَّروا تَكبيرةَ رَجُلٍ واحدٍ, وحَمَلوا على البلدِ, فكَبَّرت الأعرابُ مِن النَّاحيةِ الأُخرى, فَحَارَ أهلُ البلدِ, وأخذوا في الخُروجِ مِن الأبوابِ التي تَلِي دِجْلَة, فتَلَقَّتْهُم إيادٌ والنَّمِرُ وتَغْلِبُ, فقَتَلوهُم قتلًا ذَريعًا, وجاء عبدُ الله بن المُعْتَمِّ بأصحابِه مِن الأبوابِ الأُخَرِ, فقتَل جميعَ أهلِ البلدِ عن بَكْرَةِ أَبيهِم ولم يُسْلِم إلَّا مَن أَسلَم مِن الأعرابِ مِن إيادٍ وتَغْلِبَ والنَّمِرِ, وقد كان عُمَرُ عَهِدَ في كِتابِه إذا نُصِروا على تَكْريت أن يَبعَثوا رِبْعِيَّ بن الأفْكَلِ إلى الحِصْنَيْنِ، وهي المَوْصِل سريعًا, فسار إليها كما أَمَرَ عُمَرُ، ومعه سَرِيَّةٌ كثيرةٌ وجماعةٌ مِن الأبطالِ, فسار إليها حتَّى فاجَأَها قبلَ وُصولِ الأخبارِ إليها, فأجابوا إلى الصُّلْحِ, فضُرِبَت عليهم الذِّمَّةُ عن يَدٍ وهُم صاغِرون, ثمَّ قُسِّمَت الأموالُ التي تَحَصَّلت مِن تَكْريت, فبلَغ سَهمُ الفارسِ ثلاثةَ آلافٍ، وسَهمُ الرَّاجِل ألفَ دِرهَم، وبَعَثوا بالأخماسِ مع فُراتِ بن حَيَّانَ, وبالفَتحِ مع الحارِث بن حَسَّانَ, ووَلِيَ إِمْرَةَ حَربِ المَوْصِل رِبْعِيُّ بن الأَفْكَل ووَلِيَ الخَراجَ بها عَرْفَجَةُ بن هَرْثَمَةَ.

العام الهجري : 98 العام الميلادي : 716
تفاصيل الحدث:

لمَّا فَتَح يَزيدُ بن المُهَلَّب قُهِسْتان وجُرْجان طَمِعَ في طَبَرِسْتان أن يَفْتَحها، فَعَزَم على أن يَسيرَ إليها، فاسْتَعمَل عبدَ الله بن المُعَمَّر اليَشْكُرِيَّ على السَّاسان وقُهِسْتان، وخَلَّفَ معه أَربعةَ آلاف، ثمَّ أَقبَل إلى أَدانِي جُرجان مما يَلِي طَبَرِسْتان، فاسْتَعمَل على أَيْذُوسا راشِدَ بن عَمرٍو، وجَعَلَه في أَربعةِ آلاف، ودَخَل بِلادَ طَبَرِسْتان، فأَرسَل إليه الإِصْبَهْبَذ صاحِبُها يَسألُه الصُّلْحَ وأن يَخرُج مِن طَبَرِسْتان، فأَبَى يَزيدُ، ورَجَا أن يَفْتَتِحَها، ووَجَّه أَخاهُ أبا عُيَينَة مِن وَجْهٍ، وابنَه خالدَ بن يَزيدَ مِن وَجْهٍ، وأبا الجَهْم الكَلْبِيَّ مِن وَجْهٍ، وقال: إذا اجْتَمعتُم فأَبُو عُيينَة على النَّاس. فسار أبو عُيينَة وأقام يَزيدُ مُعَسْكِرًا, واسْتَجاش الإصْبَهْبَذ أَهلَ جِيلان والدَّيْلَم، فأَتوه فالْتَقوا في سَفْحِ جَبلٍ، فانْهَزَم المشركون في الجَبلِ، فاتَّبَعهُم المسلمون حتَّى انْتَهوا إلى فَمِ الشِّعْبِ، فدَخلَه المسلمون وصَعَد المشركون في الجَبلِ واتَّبَعَهم المسلمون يَرومُون الصُّعود، فرَماهُم العَدُوُّ بالنِّشابِ والحِجارَةِ، فانْهَزَم أبو عُيينَة والمسلمون يَركَب بَعضُهم بَعضًا، يَتَساقَطون في الجَبلِ حتَّى انْتَهوا إلى عَسْكَرِ يَزيدَ، وكَفَّ عَدُوُّهم عن اتِّباعِهم، وخافَهُم الإصْبَهْبَذ، فكان أَهلُ جُرجان ومُقَدِّمُهم المَرْزبان يَسأَلُهم أن يُبَيِّتُوا مَن عندهم مِن المسلمين، وأن يَقطَعوا عن يَزيدَ المادَّةَ والطَّريقَ فيما بينه وبين بِلادِ الإسلام، ويَعِدُهم أن يُكافِئَهم على ذلك، فثاروا بالمسلمين، فقَتَلوهُم أَجمعين وهُم غارُون في لَيلةٍ، وقُتِلَ عبدُ الله بن المُعَمَّر وجَميعُ مَن معه فلم يَنْجُ منهم أَحَدٌ، وكَتَبوا إلى الإصْبَهْبَذ بِأَخْذِ المَضايِق والطُّرُق. وبَلَغ ذلك يَزيدَ وأَصحابَه فعَظُمَ عليهم وهالَهُم، وفَزِعَ يَزيدُ إلى حَيَّان النَّبَطِي وقال له: لا يَمنَعك ما كان مِنِّي إليك مِن نَصيحَة المسلمين، وقد جاءَنا عن جُرجان ما جاءَنا، فاعْمَل في الصُّلْح. فقال: نعم. فأَتَى حَيَّانُ الإصْبَهْبَذ فقال: أنا رَجُلٌ منكم، وإن كان الدِّينُ فَرَّقَ بيني وبينكم، فأنا لكم ناصِح، فأنت أَحَبُّ إِلَيَّ مِن يَزيدَ، وقد بَعَث يَسْتَمِدُّ وأَمْدادُه منه قَريبَة، وإنَّما أصابوا منه طَرَفًا، ولست آمَن أن يأتيك مَن لا تقوم له، فأَرِحْ نَفسَك وصالِحْه، فإن صالَحتَه صَيَّرَ حَدَّهُ على أَهلِ جُرجان بِغَدْرِهِم وقَتْلِهم أَصحابَه. فصالَحَهُ على سَبعمائة ألف، وقِيلَ: خَمسمائة ألف، وأربعمائة وَقْرِ زَعْفَران، أو قِيمتِه مِن العَيْنِ، وأَربعمائة رَجُلٍ، على كُلِّ رَجُلٍ منهم تُرْسٌ وطَيْلَسان، ومع كُلِّ رَجُل جامٌ مِن فِضَّة وخِرْقَة حَرير وكُسْوَة. ثمَّ رَجَع حَيَّانُ إلى يَزيدَ، فقال: ابْعَث مَن يَحْمِل صُلْحَهُم. فقال: مِن عندهم أو مِن عندنا؟ قال: مِن عندهم. وكان يَزيد قد طابت نَفسُه أن يُعطِيَهم ما سَأَلوا ويَرجِع إلى جُرجان، فأَرسَل إلى يَزيد مَن يَقبِض ما صالَحَهم عليه حَيَّان.

العام الهجري : 231 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 846
تفاصيل الحدث:

هو أبو عبدِ اللهِ أحمَدُ بنُ نصرِ بن مالك بن الهيثم الخُزاعي المروزي، ثم البغدادي، الإمامُ الكبيرُ الشَّهيدُ، ثِقةٌ فاضِلٌ، مِن كبارِ العُلَماء الآمِرينَ بالمعروفِ والنَّاهينَ عن المُنكَر. كان أحمَدُ بنُ نصرٍ يُخالِفُ مَن يقولُ: القُرآنُ مخلوقٌ، ويُطلِقُ لِسانَه فيه، مع غِلظةِ بالواثق، وكان يقولُ- إذا ذكَرَ الواثِقَ: فعَلَ هذا الخِنزيرُ، وقال هذا الكافِرُ، وفشا ذلك، فكان يغشاه رجلٌ يُعرَفُ بأبي هارونَ الشَّداخ وآخَرُ يقال له طالب، وغيرُهما، ودَعَوا الناسَ إليه، فبايعوه على الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكر، وفرَّقَ أبو هارون وطالِبٌ في الناسِ مالًا، فأعطيا كلَّ رجلٍ دينارًا، واتَّعَدوا ليلةَ الخميس لثلاثٍ خَلَت من شَعبانَ لِيَضرِبوا الطبلَ فيها ويثوروا على السُّلطانِ، فافتضحَ أمرُهم فأرسل الواثِقُ إلى أحمدَ بنِ نصرٍ، فأخَذَه وهو في الحمَّامِ، وحمل إليه، وفَتَّش بيته، فلم يوجَدْ فيه سلاحٌ، ولا شيءٌ من الآلاتِ، فسَيَّرَهم محمد بن إبراهيم إلى الواثِقِ مُقَيَّدينَ على أُكُفِ بِغالٍ ليس تحتَهم وِطاءٌ، إلى سامِرَّا وكان قد أعدَّ له مجلِسَ قضاءٍ، فقال الواثِقُ: ما تقولُ بالقرآنِ؟ قال: كلامُ اللهِ، فقال الواثِقٌ: أمخلوقٌ هو؟ قال: كلامُ الله. قال: فما تقولُ في ربِّك أَتَراه يومَ القيامة؟ قال: يا أميرَ المؤمنينَ، قد جاءت الأخبارُ عن رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّه قال: ((تَرَونَ ربَّكم يومَ القيامةِ كما تَرَون القمَرَ- قال- لا تُضامُونَ في رُؤيتِه)) فنحن على الخبَرِ، فقال الواثِقُ لِمَن حوله: ما تقولونَ فيه؟ فقال عبدُ الرحمن بن إسحاق- وكان قاضيًا على الجانبِ الغربيِّ- وعِزِّكَ يا أميرَ المؤمنينَ، هو حلالُ الدَّمِ، وقال بعضُ أصحابِ ابنِ أبي دؤاد: اسقِني دَمَه، وقال ابنُ أبي دؤاد: هو كافِرٌ يُستتابُ، لعلَّ به عاهةً ونقْصَ عَقلٍ، كأنَّه كَرِهَ أن يُقتَلَ بسَببِه، فقال الواثِقُ: إذا رأيتُموني قد قمتُ إليه، فلا يقومَنَّ أحَدٌ، فإنِّي أحتَسِبُ خطايَ إليه، ودعا بالصَّمصامة- سيفِ عمرِو بنِ مَعدِيَكرِب الزبيدي- ومشى إليه، وهو في وسط الدار على نِطعٍ، فضربه على حبلِ عاتِقِه، ثمَّ ضربَ سيما الدمشقيُّ رقبَتَه، وحزَّ رأسَه، وطعنه الواثِقُ بطَرفِ الصمصامة في بطنِه، وحُمِلَ رأسُه إلى بغداد فنُصِبَ بها وأقيمَ عليه الحرَسُ، وكتَبَ في أذُنِه رقعة: هذا رأسُ الكافرِ، المُشرِك الضالِّ، أحمد بن نصر؛ فلم يزَلْ مَصلوبًا ستَّ سنين، ثمَّ حُطَّ وجُمِعَ بين رأسِه وبدنِه، ودفن بالجانبِ الشَّرقيِّ مِن بغداد في عهد المتوكِّل، وتتبَّعَ الواثِقُ أصحابَ أحمدَ بنِ نصر، فجُعِلوا في الحُبُوس، فرحمةُ اللهِ على أحمدَ بنِ نَصرٍ، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، ذكره الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل يومًا، فقال: "رَحِمَه اللهُ، ما كان أسخاه بنَفسِه لله! لقد جاد بنَفسِه له".

العام الهجري : 744 العام الميلادي : 1343
تفاصيل الحدث:

اتَّفَق بظاهِرِ القاهرةِ أمرٌ اعتُنِي بضَبطِه، وهو أنَّه كان بناحية اللوق كوم يُعرفُ بكوم الزل يأوي إليه أهلُ الفسوق من أوباشِ العامَّة، فأخذ بعضُهم منه مَوضِعًا ليبنيَ له فيه بيتًا، فشَرَع في نقل الترابِ منه، فبينا هو يحفِرُ إذ ظهر له إناءُ فخَّار فيه مكاتيبُ دار كانت في هذا البُقعةِ، وتدُلُّ على أنه كان به أيضًا مَسجِدٌ، ورأى آثار البنيان، فأشاع أحدُ شياطينِ العامَّة- وكان يقال له شُعَيبٌ- أنَّه رأى في نَومِه أنَّ هذا البنيان على قَبرِ بعض الصحابة رَضِيَ الله عنهم، وأنَّ مِن كراماتِه أنَّه يُقيمُ المُقعَد ويَرُدُّ بصَرَ الأعمى، وصار يصيحُ ويُهَلِّلُ ويُظهِرُ اختلالَ عَقلِه، فاجتمَعت عليه الغوغاء، وأكثروا مِن الصياح، وتناولوا تلك الأرضَ بالحَفرِ حتى نزلوا فيها نحوَ قامتينِ، فإذا مَسجِدٌ له محرابٌ، فزاد نشاطُهم، وفَرِحوا فرحًا كبيرًا، وباتوا في ذِكرٍ وتَسبيحٍ، وأصبَحوا وجَمَعَهم نحو الألف إنسان، فشالوا ذلك الكوم، وساعَدَهم النساء، حتى إنَّ المرأة كانت تشيل الترابَ في مقنَعِها، وأتاهم الناسُ مِن كل أَوبٍ، ورفعوا معهم الترابَ في أقبِيَتِهم وعمائِمِهم، وألقَوه في الكيمان، بحيث تهيَّأَ لهم في يومٍ واحدٍ ما لا تفي مُدَّةُ شَهرٍ بنَقلِه، وحَفَر شُعَيبٌ حُفرةً كبيرة، وزعم أنَّها مَوضِعُ الصحابي، فخرج إليه أهلُ القاهرة ومصر أفواجًا، وركِبَ إليه نِساءُ الأمراءِ والأعيان، فيأخُذُهنَّ شُعَيبٌ ويُنزِلُهنَّ تلك الحفرة لزيارتِها، وما منهنَّ إلَّا من تدفَعُ الدنانيرَ والدَّراهم، وأشاع شُعَيبٌ أنه أقام الزَّمنى، وعافى المرضى، وردَّ أبصارَ العِميانِ، في هذه الحُفرة، وصار يأخذُ جماعةً مِمَّن يُظهِرُ أنَّه من أهل هذه العاهات، ويَنزِلُ بهم إلى الحُفرةِ، ثم يُخرِجُهم وهم يُسَبِّحونَ: الله أكبر الله أكبر، ويزعُمونَ أنَّهم قد زال ما كان بهم، فافتَتَن الناس بتلك الحُفرة، ونزلت أمُّ السلطانِ لزيارتها، ولم تبقَ امرأةٌ مشهورة حتى أتتها، وصار للنَّاسِ هناك مجتَمَعٌ عظيم، بحيث يُسرَجُ به كلَّ ليلة نحو مائتي قنديل، ومن الشُّموعِ الموكبيَّة شيءٌ كثير، فقامت القضاةُ في ذلك مع الأميرِ أرغون العلائي والأمير الحاج آل ملك نائب السُّلطان، وقَبَّحوا هذا الفِعلَ، وخَوَّفوا عاقبَتَه، حتى رُسِمَ لوالي القاهرة أن يتوجَّهَ إلى مكان الحفرة ويكشِفَ أمْرَها، فإن كان فيها مقبورٌ يُحمَلُ إلى مقابِرِ المُسلِمينَ ويُدفَنُ به سِرًّا، ثمَّ يُعفى الموضِعُ، فلما مضى إليه ثارت به العامَّةُ تُريدُ رَجْمَه، وصاحوا عليه بالإنكارِ الشَّنيعِ حتى رماهم الجُندُ بالنشَّاب، فتفَرَّقوا، وهَرَب شُعَيبٌ ورفيقه العجوي، وما زال الحفَّارون يعملون في ذلك المكانِ إلى أن انتَهَوا فيه إلى سرابِ حمام، ولم يجدوا هناك قبرًا ولا مَقبورًا، فطَمُّوه بالتراب، وانصَرَفوا، وقد انحَلَّت عزائِمُ النَّاسِ عنه، بعدما فُتِنوا به، وضَلُّوا ضلالًا بعيدًا، وجَمَع شُعَيبٌ ورفيقه كثيرًا من المالِ والثيابِ شيئًا طائلًا!!

العام الهجري : 46 العام الميلادي : 666
تفاصيل الحدث:

خرَج الخَطيمُ، وهو يَزيدُ بن مالكٍ الباهليُّ، وسَهْمُ بن غالبٍ الهُجَيميُّ فحَكَما؛ فأمَّا سهمٌ فإنَّه خرَج إلى الأهوازِ فحَكَم بها، ثمَّ رجَع فاخْتَفى وطلَب الأمانَ فلم يُؤَمِّنْهُ زيادٌ وطلَبَهُ حتَّى أخذَهُ وقتَلَهُ وصَلَبَهُ على بابهِ، وأمَّا الخَطيمُ فإنَّ زِيادًا سَيَّرَهُ إلى البَحرَيْن ثمَّ أَقْدَمَهُ، وقال لمُسلمِ بن عَمرٍو الباهليِّ -والدِ قُتيبةَ بن مُسلمٍ-: اضْمَنْهُ. فأَبَى، وقال: إن بات خارِجًا عن بَيتِه أَعْلَمْتُكَ، ثمَّ أتاهُ مُسلمٌ فقال له: لم يَبِتْ الخَطيمُ اللَّيلةَ في بَيتِه، فأمَر به فقُتِلَ وأُلْقِيَ في باهِلَةَ.

العام الهجري : 1443 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 2022
تفاصيل الحدث:

وُلِد أبو الحسَنِ بني صدْر في مقاطعةِ همدانَ في إيرانَ، وكان والِدُه نصر الله شيعيًّا اثنَيْ عَشريًّا من الملالي النافذينَ في همدانَ، والذي كانت تربطُه صداقةٌ مع الخُميني.
تولَّى أبو الحسَنِ بني صدر مؤقَّتًا منصِبَ وزيرِ الشُّؤونِ الخارجيَّةِ في إيران عام 1979م،وكان أوَّلَ رئيسٍ لإيرانَ بعدَ الثَّورةِ الإيرانيَّةِ سنة 1979، التي انتصَرَت وأنهت الحُكمَ الملكيَّ.
تولَّى رئاسةَ الجُمهوريَّةِ الإيرانيَّةِلعامٍ واحدٍ من 1980 حتى 1981 ليلِيَه في هذا المنصِبِ محمَّد علي رجائي.
توفِّيَفي العاصِمةِ الفَرنسيَّةِ باريس عن عُمرٍ ناهز 88 عامًا.

العام الهجري : 213 العام الميلادي : 828
تفاصيل الحدث:

كان إدريسُ الثاني قد بُويِعَ وهو رضيعٌ، ولَمَّا بلغ الحاديةَ عشرة من عمره بويع مرةً أخرى، وكان جوادًا أحبَّه الرعيَّةُ، واستمال أهلَ تونُسَ وطرابلس الغرب التي كان يحكُمُها الأغالبة، وانتظم له البربر وبنى مدينةَ فاس، وأخضع الخوارِجَ الصفرية في تلمسان، فلما مات عن عمر 36 عامًا خَلَفَه ابنُه محمَّدٌ، فاختلف الأدارسة؛ إذ نازعه أخوه عيسى بن إدريسَ الذي كان واليًا على أزمور، فأراد محمد أن يستعينَ عليه بأخيه القاسمِ والي طنجةَ، لكن القاسِمَ رفضَ، فاستنجد بأخيه عُمَر والي مكناس، فساعده وسار أولًا إلى عيسى، فلما أوقع عمَرُ بعيسى وغلبَ على ما في يده استنابَه إلى أعمالِه بإذن أخيه محمَّد، ثم أمَرَه أخوه محمَّد بالنهوض إلى حربِ القاسم لقعوده عن إجابتِه في محاربة عيسى، فزحف إليه وأوقع به واستناب عليه إلى ما في يَدِه، فصار الريفُ البحري كلُّه من عمَلِ عُمَرَ مِن تيكيشاش وبلاد غمارة إلى سبتة ثم إلى طنجة.