الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1037 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 723 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1323
تفاصيل الحدث:

في أوَّلِ ذي الحِجَّة خرج الأمير علاء الدين علي بن قراسنقر، والأمير سيف الدين أيدمر الكبكي، والأمير طقصباي المرتبة فديته بقوص، وخمسمائة من أجناد الحلقة إلى بلاد النوبة، ومعهم كرنبس، فانتهوا إلى دنقلة، وكان قد تغَلَّب كنزُ الدولة عليها، ونَزَع كرنبس، ففَرَّ كَنزُ الدولة منهم، وجلس كرنبس على سريرِ مُلكِه وعادوا، فحارب كنزُ الدولة كرنبس بعد عود العسكر، ومَلَك منه البلادَ.

العام الهجري : 1165 العام الميلادي : 1751
تفاصيل الحدث:

اجتمع أهلُ سدير والوشم ومعهم آل ظفير، واتجهوا إلى رغبة، وكان أهلها قد اهتَدَوا إلى التوحيد, فحصرتهم تلك الجموعُ في البلد أيامًا، فجنح بعض أهلها إلى الضَّلالِ فأدخلوا تلك الأجناد فنَهَبوا  جميع الأموال، ولكِنَّ الله حقن دماء المسلمين, ثم اتجهت تلك الجموع ومعهم جلوية ضرمى إلى ضرمى- الذين دخل أهلها في طاعة الدرعية- فحصَروا أهلها أيامًا ونصبوا السلالم على أسوارها، وصعد منهم السور نحو ثلاثين رجلًا قُتلوا جميعًا, ثم رجعوا بعد ذلك خائبين.

العام الهجري : 6 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 627
تفاصيل الحدث:

بَعَثَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُحمَّدَ بن مَسلَمةَ رَضي اللهُ عنه في ثلاثين راكِبًا إلى القُرْطاءِ -بينها وبين المدينةِ سَبعُ ليالٍ-، وهم بَطنٌ من بني بَكرٍ، واسمُه: عُبَيدُ بنُ كِلابٍ.
فخَرَج محمدُ بنُ مَسلَمةَ رَضي اللهُ عنه وأصحابُه فسار اللَّيلَ واستَتَر النَّهارَ، فلمَّا أغار عليهم هَرَب سائِرُهم بعد أن قَتَل نَفَرًا منهم، واستاقَ المسلمون نَعَمًا وشاءً، وقَدِموا المدينةَ لِلَيلةٍ بَقيَت من المُحرَّمِ ومعهم ثُمامةُ بنُ أُثالٍ الحَنفيُّ سيِّدُ بني حَنيفةَ، كان قد خَرَج مُتنَكِّرًا لاغتيالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأمرِ مُسيلِمةَ الكَذَّابِ، فأخَذَه المسلمون، فلمَّا جاؤوا به رَبَطوه بساريةٍ من سَواري المَسجِدِ، فخَرَج إليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: "ما عِندَكَ يا ثُمامةُ؟" فقال: عِندي خَيرٌ يا مُحمَّدُ، إنْ تَقتُلْ تَقتُلْ ذا دَمٍ، وإنْ تُنعِمْ تُنعِمْ على شاكِرٍ، وإنْ كُنتَ تُريدُ المالَ فسَلْ تُعطَ منه ما شِئتَ، فتَرَكَه. ثم مرَّ به مرَّةً أُخرَى، فقالَ له مِثلَ ذلك، فرَدَّ عليه كما ردَّ عليه أولًا، ثم مرَّ مرَّةً ثالِثةً فقال بعدما دار بينهما الكَلامُ السَّابِقُ: "أطلِقوا ثُمامةَ"، فأطلَقوه، فذَهَب إلى نَخلٍ قَريبٍ من المسجِدِ، فاغتَسَل، ثم جاءه فأسلَمَ، وقال: "واللهِ ما كان على وَجهِ الأرضِ وَجهٌ أبغَضَ إليَّ من وَجهِك، فقد أصبَحَ وَجهُك أحبَّ الوُجوهِ إليّ، وواللهِ ما كان على وَجهِ الأرضِ دينٌ أبغَضَ إلَيَّ من دِينِك، فقد أصبَحَ دينُك أحَبَّ الأديانِ إليَّ، وإنَّ خَيلَك أخذَتْني وأنا أُريدُ العُمرةَ، فبَشَّرَه رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأمَره أن يَعتَمِرَ؛ فلمَّا قَدِم على قُرَيشٍ قالوا: صَبَأتَ يا ثُمامةُ، قال: لا واللهِ، ولكنِّي أسلَمتُ مع مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا واللهِ لا يأتيكُم من اليَمامةِ حَبَّةُ حِنطةٍ حتى يأذنَ فيها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم". وكانت يَمامةُ ريفُ مكةَ؛ فانصَرَف إلى بلادِه، ومَنَع الحَمْلَ إلى مكةَ، حتى جَهِدَت قُريشٌ، وكَتَبوا إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَسألونه بأرحامِهِم أن يَكتُبَ إلى ثُمامةَ يُخلِّي إليهِم حَمْلَ الطَّعامِ؛ ففَعَل رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

العام الهجري : 770 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1369
تفاصيل الحدث:

في يومِ الجمعة ثالثَ عَشرَ ذي القعدة تجمَّعَت الغوغاء من زعر العامة بأراضي اللوق خارج القاهرة للشلاق، فقُتِلَ بينهم واحد منهم، فركب والي القاهرة الشريفُ بَكتمُر، وأركب معه الأميرَ علاء الدين علي بن كَلَفت الحاجب، والأمير أقبغا اليوسفي الحاجب، وقصد المشالقينَ، ففروا منهم، وبَقِيَ من هناك من النظَّارة، فضرب عِدَّةً منهم بالمقارع، فتعَصَّبت العامة، ووقفوا تحت القلعةِ في يوم الثلاثاء، وأصبحوا يوم الأربعاء الثامن عشر كذلك، وهم يستغيثونَ ويضجُّون بالشكوى من الوالي، فأُجيبوا بأن السلطان يَعزِلُ عنكم هذا الواليَ فأبوا إلا أن يُسَلِّمَه إليهم هو والحاجبين، وكان الوالي قد ركب على عادته بُكرةَ النهار يريد القلعة، فرجمته العامَّةُ حتى كاد يَهلِكَ فالتجأ منهم بالإسطبل، وظَلَّ نهاره فيه، والعامَّةُ وقوفٌ تحت القلعة إلى قريب العصر، وكلما أمروا بأن يَمضُوا أبَوا ولَجُّوا، فركب إليهم الوالي في جمعٍ موفور من مماليك الأمير بَكتمُر المومني، أمير آخور، ومن الأوجاقية، فثارت العامَّةُ ورجمتهم رجمًا متداركًا حتى كَسَروهم كسرةً قبيحة، فركِبَت المماليك السلطانية، والأوجاقية وحَمَلوا على العامة، وقتلوا منهم جماعةً، وقَبَضوا على خلائِقَ منهم، وركب الأمير ألجاي اليوسفي، وقَسَّم الخطط والحارات على الأمراء والمماليك، وأمرهم بوضع السيف في الناس، فجرت خطوبٌ شنيعة، قتل فيها خلائِقُ ذهبت دماؤهم هدرًا، وأُودِعَت السجونَ منهم طوائِفُ، وامتدت أيدي الأجنادِ إلى العامَّةِ حتى إنَّه كان الجنديُّ يدخل إلى حانوت البياع من المتعَيِّشينَ ويَذبَحُه ويمضي، وحكى بعضُهم أنَّه قَتَل بيده في هذه الواقعة من العامة سبعة عشر رجلًا، وكانت ليلةُ الخميس التاسع عشر من ليالي السوءِ، وأصبح الناسُ وقد بلغ السلطانَ الخَبَرُ، فشَقَّ عليه وأنكره، وقال للأمير بكتمر المومني عَجَّلت بالأضحية على الناس وتوعَّده، فرجف فؤادُه ونَحَب قَلْبُه، وقام فلم يزَلْ صاحِبَ فراش حتى مات، وأمر السلطانُ بالإفراج عن المسجونين، ونُودِيَ بالأمان، وفَتْح الأسواق، ففُتِحَت وقد كان الناس قد أصبحوا على تخوفٍ شديدٍ لِما مَرَّ بهم في الليلِ.

العام الهجري : 941 العام الميلادي : 1534
تفاصيل الحدث:

كانت المرحلة الثانية بالنسبة لخير الدين بربروسا بعد هجومه على السواحل الجنوبية لإيطاليا وجزيرة صقلية هي تونس؛ وذلك لتنفيذ خطة الدولة العثمانية، والتي تقتضي تطهير شمال إفريقيا من الإسبان كمقدمة لاستعادة الأندلس، وصل الأسطول العثماني تحت قيادة خير الدين إلى السواحل التونسية، فعرج على مدينة عنابة، وتزوَّد ببعض الإمدادات، ثم تقدَّم نحو بنزرت، ثم اتجه إلى حلق الواد؛ إذ تمكَّن منها بدون صعوبة، واستُقبِل خيرُ الدين من قِبَل الخطباء والعلماء، وأكرموه وتوجَّهوا إلى تونس في نفس الوقت، وهرب السلطان الحفصي الحسن بن محمد إلى إسبانيا، ثم عيَّن خير الدين الرشيد أخا الحسن بن محمد على تونس، وأعلن ضمَّ تونس للأملاك العثمانية، في وقتٍ بدت فيه سيادةُ العثمانيين بالظهور في حوض البحر المتوسط الغربي.

العام الهجري : 666 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1268
تفاصيل الحدث:

جهَّزَ السلطان عسكرًا إلى الشقيف، ثم سار إليها بنفسه فنزل عليها في يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رجب، وقدم الفقهاءُ للجهاد، ونصب السلطانُ عليها ستة وعشرين منجنيقًا، وألح عليها حتى أخذها يوم الأحد آخر رجب، وأخرج منها نساء الفرنجِ وأولادهم إلى صور، وقيَّدَ الرجال كلهم وسَلَّمَهم للعساكر، وهدم السلطان قلعةً استجدها الفرنجُ هناك، واستناب على القلعة الأخرى الأميرَ صارم الدين قايماز الكافري، ورتب بها الأجناد والرجالة، وقرر فيها قاضيًا وخطيبًا.

العام الهجري : 825 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1422
تفاصيل الحدث:

أول ما بدأ به الأشرف في سلطنته أنَّه منع الناس كافةً من تقبيل الأرض بين يديه، فامتنعوا من ذلك، وكانت عادةُ تقبيل الأرض جرت بالديار المصرية من أيام المعزِّ معد أول خلفاء بني عُبَيد بمصر، وبقيت إلى يوم تاريخه، وكان لا يُعفى أحد عن تقبيل الأرض، والكل يُقَبِّل الأرض: الوزير والأمير والمملوك وصاحب القلم ورسل ملوك الأقطار، إلا قضاة الشرع وأهل العلم وأشراف الحجاز! حتى لو ورد مرسوم السلطان على ملك من نواب السلطان قام على قدميه وخرَّ إلى الأرض وقبَّلها قبل أن يقرأ المرسوم، فأبطل الملك الأشرف برسباي ذلك وجعل بدلَه تقبيل اليد، فمشى ذلك أيامًا، ثم عاد تقبيل الأرض لكن بطريق أحسن من الأولى؛ فإن الأولى كان الشخص يخرُّ إلى الأرض حتى يقبِّلَها كالساجد، والآن صار الرجل ينحني كالراكع ويضع أطرافَ أصابع يده على الأرض كالمقَبِّل، ثم يقوم ولا يقبِّل الأرضَ بفَمِه أبدًا، بل ولا يَصِلُ بوجهه إلى قريب الأرض، فهذا على كل حال أحسنُ مما كان أولًا!

العام الهجري : 747 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1346
تفاصيل الحدث:

إنَّ الأمراءَ كُلَّهم تنكَّروا للسلطان الملك الكامل شعبان لِما ظهر منه من أمورٍ استوجَبَت بُغضَهم له، فألحَّ السلطان في طَلَبِ أخويه المسجونَينِ حسن وحاجي، ثم حصلت بذلك فِتنةٌ وآلت إلى الحرب بين الأمراء، وطَلَب السلطانُ الأميرَ أرغون العلائي واستشاره، فأشار عليه بأن يركَبَ بنَفسِه إليهم، فركِبَ ومعه الأمير أرغون العلائي وقطلوبغا الكركي وتمر الموساوي، وعِدَّة من المماليك، وأمر السلطانُ فدُقَّت الكوسات حربيًّا، ودارت النقباءُ على أجناد الحلقة والمماليك ليركبوا، فركب بعضُهم وسار السلطانُ في ألف فارس حتى قابَلَ الأمراء، فانسَلَّ عنه أصحابُه، وبَقِيَ في أربعمائة فارس، فبَرَز له آقسنقر ووقف معه، وأشار عليه أن ينخَلِعَ من السلطنةِ، فأجابه إلى ذلك وبكى، فتركه آقسنقر وعاد إلى الأمراء، وعَرَّفَهم ذلك، فلم يَرْضَ أرغون شاه، وبدَرَ ومعه قرابغا وصمغار وبزلار وغرلو في أصحابِهم حتى وصلوا إلى السلطان، وسَيَّروا إلى الأمير أرغون العلائي أن يأتيَهم؛ ليأخذوه إلى عند الأمراء، فلم يوافِقِ الأميرُ أرغون العلائي على ذلك، فهَجَموا عليه، وفَرَّقوا من معه، وضربوه بدبوس حتى سَقَط إلى الأرص، فضربه يلبغا أروس بسيف قطَعَ خَدَّه، وأُخِذَ أسيرًا، فسُجِنَ في خزانة شمايل، وفَرَّ السلطان الكامل شعبان إلى القلعة، واختفى عند أمِّه زوجة الأمير أرغون العلائي، وسار الأمراءُ إلى القلعة، وأخرجوا أميرَ حاجي وأمير حسين من سجنِهما، وقَبَّلوا يدَ حاجي، وخاطبوه بالسلطنة، ثم طلبوا الكامِلَ شعبان وسَجَنوه، حيث كان أخواه مَسجونَينِ، ثمَّ قُتِلَ شعبان في يوم الأربعاء وقتَ الظهر، ودُفِنَ عند أخيه يوسف ليلة الخميس فكانت مدة حكمه سنة وثمانية وخمسين يومًا، وجلس حاجي على سريرِ الملك، في يوم الاثنين مستهَلَّ جمادى الآخرة، ولُقِّبَ حاجي بالمَلِك المظَفَّر، وله مِن العمر خمس عشرة سنة، وقَبَّل الأمراءُ الأرض بين يديه، وحَلَف لهم أولًا أنَّه لا يؤذي أحدًا منهم، ولا يخَرِّبُ بَيتَ أحدٍ، وحلفوا له على طاعتِه، وركب الأميرُ بيغرا البريد ليبشِّرَ الأمير يلبغا اليحياوي نائِبَ الشام، ويحَلِّفَه وأمراءَ الشام.

العام الهجري : 448 العام الميلادي : 1056
تفاصيل الحدث:

أُلْزِمَ الرَّوافِضُ بِتَركِ الأذانِ بحَيّ على خَيرِ العَملِ، وأُمِروا أن يُنادِي مُؤذِّنُهم في أذانِ الصُّبحِ، وبعدَ حَيَّ على الفَلاحِ: الصَّلاةُ خَيرٌ مِن النَّوْم. مَرَّتينِ، وأُزِيلَ ما كان على أَبوابِ المساجدِ ومَساجِدِهم مِن كتابة: محمدٌ وعَلِيٌّ خَيرُ البَشرِ. ودَخلَ المُنشِدونَ من بابِ البَصرَةِ إلى بابِ الكَرخِ، يُنشِدونَ بالقَصائدِ التي فيها مَدحُ الصَّحابَةِ، وذلك أنَّ نَجْمَ الرَّافِضَة اضْمَحَلَّ، لأنَّ بني بُويه كانوا حُكَّامًا، وكانوا يُقَوُّونَهُم ويَنصُرونَهُم، فزالوا وبادوا، وذَهبَت دَولتُهم، وجاء بَعدَهم قَومٌ آخرون مِن الأَتراكِ السَّلجوقِيَّة الذين يُحِبُّونَ أَهلَ السُّنَّةِ ويُوالونَهُم ويَرفَعون قَدرَهُم، واللهُ المَحمودُ أبدًا على طُولِ المَدَى. وأَمَرَ رَئيسُ الرُّؤساءِ الوالي بِقَتلِ أبي عبدِ الله بن الجَلَّابِ شَيخِ الرَّوافِض، لِمَا كان تَظاهَر به من الرَّفْضِ والغُلُوِّ فيه، فقُتِلَ على بابِ دُكَّانِه، وهَرَب أبو جَعفرٍ الطُّوسيُّ ونُهِبَت دارُه.

العام الهجري : 925 العام الميلادي : 1519
تفاصيل الحدث:

بعد أن ترأَّس خير الدين بربروسا الذي خلف أخاه عروج بن يعقوب في حكم الجزائر، دعا رجال الدين والأعيان واقترح عليهم الالتحاقَ بالدولة العثمانية، فوافق الجميعُ على هذه الفكرة وصادقوا على كتاب تقرَّرَ إرساله إلى السلطانِ سليم الأول العثماني؛ لبسط حمايته على الجزائر، فتلقى السلطان العثماني الكتابَ، وولى خير الدين النيابةَ على الجزائر، وأرسل فرمانًا يقضي بذلك وأن الجزائر تحوَّلت إلى ولاية عثمانية.

العام الهجري : 312 العام الميلادي : 924
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رأى المحسِنُ ابن الوزير ابن الفرات انحلالَ أمورهم، أخذَ كلَّ مَن كان محبوسًا عنده من المصادَرينَ، فقتَلَهم؛ لأنَّه كان قد أخذ منهم أموالًا جليلةً، ولم يوصِلْها إلى المقتَدِر، فخاف أن يقرُّوا عليه. فكَثُر الإرجافُ على ابن الفرات، فكتب ابنُ الفراتِ إلى المقتَدِر يُعَرِّفُه ذلك، وأنَّ النَّاسَ إنَّما عادَوه لنُصحِه وشفَقتِه، وأخذ حقوقه منهم، فأنفذ المقتَدِرُ إليه يُسَكِّنُه ويطَيِّبُ قَلبَه, ثم ركبَ هو وولدُه إلى المقتدر، فأدخلَهما إليه فطيَّبَ قلوبَهما فخرجا من عنده هو وابنُه المحسن، فأمَّا المحسن فإنه اختفى، وأما الوزير فإنه جلس عامَّةَ نهاره يمضي الأشغالَ إلى الليل، ثم بات مفكِّرًا، فلما أصبح سَمِعَه بعضُ خَدَمِه ينشد: وأصبَحَ لا يدري وإن كان حازمًا... أقُدَّامُه خيرٌ له أم وراءَه. فلما أصبح الغدُ، وهو الثامن من ربيع الأول، وارتفع النهار أتاه نازوك وبليق في عِدَّة من الجند، فدخلوا إلى الوزيرِ، وهو عند الحرم، فأخرجوه حافيًا مكشوفَ الرأس، وأُخِذَ إلى دجلة، ثم حُمِلَ إلى مؤنسٍ المظَفَّر، ومعه هلال بن بدر، فاعتذر إليه ابنُ الفرات، وألان كلامه، فقال له: أنا الآن الأستاذُ، وكنتُ بالأمس الخائنَ الساعيَ في فساد الدولة، وأخرجتَني والمطرُ على رأسي ورؤوسِ أصحابي، (ولم تمهِلْني) ثمَّ سُلِّمَ إلى شفيع اللؤلؤي، فحُبِسَ عنده، وكانت مدَّة وَزارته عشرةَ أشهر وثمانية عشر يومًا، وأُخِذَ أصحابُه وأولاده ولم ينجُ منهم إلَّا المحسن، فإنه اختفى، وصودِرَ ابنُ الفرات على جملةٍ مِن المال مبلغها ألف ألف دينار.

العام الهجري : 514 العام الميلادي : 1120
تفاصيل الحدث:

خرج ملك من ملوك الفرنج بالأندلس، يقال له ابن ردمير، فسار حتى انتهى إلى كتندة، وهي بالقرب من مرسية، في شرق الأندلس، فحصرها، وضيَّق على أهلها، وكان أمير المسلمين علي بن يوسف حينئذ بقرطبة، ومعه جيشٌ كثير من المسلمين والأجناد المتطوعة، فسيَّرهم إلى ابن ردمير، فالتقَوا واقتتلوا أشد القتال، وهزمهم ابن ردمير هزيمة منكرة، وكثر القتل في المسلمين، واستطاع الفرنج أن يستولوا على قلعة أيوب، وهي من أشد القلاع حصانة وقوة، وكانت تمثل معقلًا هامًّا وقويًّا للمسلمين.

العام الهجري : 658 العام الميلادي : 1259
تفاصيل الحدث:

ثار جماعةٌ مِن السودان والركبدارية والغِلمان على حاكِمِ مِصرَ السُّلطان سيفُ الدين قطز، وفتحوا دكاكينَ السيوفيِّين بين القصرين وأخذوا ما فيها من السِّلاحِ، واقتحموا اصطبلات الأجناد وأخذوا منها الخيولَ، وكان الحامِلُ لهم على هذا رجلٌ يعرف بالكوراني، أظهَرَ الزُّهدَ بيَدِه سبحةٌ وسكن قبة بالجبل، وتردَّد إليه الغلمان فحَدَّثَهم في القيام على أهل الدولة، وأقطعهم الإقطاعاتِ وكتب لهم بها رقاعًا، فلما ثاروا في الليل ركب العسكرُ وأحاطوا بهم وربطوهم، فأصبحوا مصلَّبينَ، خارج باب زويلة، وسكَنَت الثائرةُ.

العام الهجري : 717 العام الميلادي : 1317
تفاصيل الحدث:

رجع الشَّريفُ حميضة بن أبي نمي من العراق إلى مكة، ومعه نحو الخمسين من المغول، فمنعه أخوه رميثة من الدخولِ إلَّا بإذن السلطان الناصِرِ ابن قلاوون، فكتب بمَنْعِه من ذلك ما لم يَقدَم إلى مِصرَ، ثم قدم الشريفُ رميثة أمير مكة فارًّا من أخيه حميضة، وأنه ملك مكَّةَ وخطَبَ لأبي سعيد بن خربندا وأخذ أموالَ التجَّار، فرسم بتجريدِ الأمير صارم الدين أزبك الجرمكي، والأمير سيف الدين بهادر الإبراهيمي في ثلاثمائة فارس من أجنادِ الأمراء، مع الرَّكبِ إلى مكَّة.

العام الهجري : 971 العام الميلادي : 1563
تفاصيل الحدث:

خرج حسن بن خير الدين بربروسا في هذه السنة من مدينة الجزائر نحو الغرب، يقودُ جيشًا كبيرًا مؤلفًا من خمسة عشر ألف رجل من رماة البندقية، وألف فارس من الصباحية، تحت إمرة أحمد مقرن الزواوي، واثني عشر ألف رجل من زواوة وبني عباس، أما مؤَنُ وذخيرة الجيش فقد حملها الأسطولُ العثماني إلى مدينة مستغانم التي اتخذَها قاعدة للعمليات، وفي 13 أبريل وصل حسن خير الدين بكامل قوَّته أمام مدينة وهران، وضرب حصارًا حولها، وكان الإسبان مستعدِّين لتلقي الصدمة وراء حصونِهم وقلاعهم، بعد أن توالت النجدات الإسبانية والبرتغالية على وهران؛ استجابة لنداء حاكمها، ومنذ أن صارت القواتُ العثمانية على مسافة مرحلتين وبينهما، كان البيلربك نفسه على بعد ست مراحل؛ مما اضطر حسن بن خير الدين إلى رفع الحصار قبل وصول المزيد من هذه النجدات التي اتخذت من مالطة مركزًا لتجمُّعها، وهكذا لم يستطع حسن بن خير الدين تحقيق هدفه ذلك؛ لأن فيليب الثاني كان قد وضع برنامجًا طموحًا للأسطول الإسباني، والبناء البحري في ترسانات إيطاليا وقطالونيا، كما وردت لخزانة إسبانيا إعانةٌ من البابوية، واجتمعت سلطة قشتالة التشريعية في جلسة غير عادية، وأقرَّت بوجوب إمداد إسبانيا بمعوناتٍ مالية، لتساندَها في حربها مع العثمانيين؛ ممَّا كانت ثمرة تلك المجهودات وإعادة التنظيم لهيكل إسبانيا وهزيمة العثمانيين في وهران.