الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3066 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 9 العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:

كان مِن أَبرَزِ نَتائجِ فَتحِ مكَّةَ أن أَخذتْ قَبائلُ العربِ وأَفرادُها يُبادِرون بإسلامِهم؛ لأنَّهم كانوا يَنتظِرون نَتيجةَ الصِّراعِ بين المسلمين وقُريشٍ، فعن عَمرِو بنِ سَلمةَ قال: كُنَّا بماءٍ مَمَرَّ النَّاسِ، وكان يَمُرُّ بِنا الرُّكبانُ فنسألُهم: ما للنَّاسِ، ما للنَّاسِ؟ ما هذا الرَّجلُ؟ فيقولون: يَزعُم أنَّ الله أَرسلَهُ، أَوْحى إليه -أو: أَوْحى الله بكذا- فكنتُ أَحفظُ ذلك الكلامَ، وكأنَّما يُقَرُّ في صدري، وكانتِ العربُ تَلَوَّمُ بإسلامِهم الفَتحَ، فيَقولون: اتْرُكوهُ وقَومَهُ، فإنَّه إن ظهَر عليهم فهو نَبِيٌّ صادِقٌ. فلمَّا كانت وَقعةُ أهلِ الفَتحِ بادَر كُلُّ قومٍ بإسلامِهم، وبَدَرَ أبي قومي بإسلامِهم.

العام الهجري : 13 ق هـ الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 610
تفاصيل الحدث:


فَتَرَ الوحيُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَترةً مِنَ الزَّمنِ, حتَّى شَقَّ ذلك عَليهِ فأحزنهُ، فجاءهُ جبريلُ بسورةِ الضُّحى يُقسِمُ له رَبُّهُ -وهو الذي أكرمهُ بما أكرمهُ بهِ- ما وَدَعَهُ, فقد روى البخاري في صحيحه من حديث جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: احْتَبَسَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالتِ امْرَأَةٌ مِن قُرَيْشٍ -وهي أمُّ جميلٍ أَرْوى بنتُ حَرْبٍ أُخْتُ أبي سُفيانَ وزوجُ أبي لَهَبٍ-: أَبْطَأَ عليه شيطَانُهُ، فَنَزَلَتْ: {وَالضُّحَى واللَّيْلِ إذَا سَجَى، ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلَى}.

العام الهجري : 273 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 886
تفاصيل الحدث:

هو محمَّد بن عبد الرحمن بن الحَكَم بن هشام الأموي، صاحِبُ الأندلُس، كانت ولايتُه أربعًا وثلاثين سنةً وأحد عشر شهرًا، كان أيمَنَ أمراءِ الأندلُس مُلكًا، وأكرَمُهم تثبُّتًا وأناةً، يجمَعُ إلى هذه الخِلالِ البلاغةَ والأدبَ، وكان ذكيًّا فَطِنًا بالأمور المُشتَبِهة، خلف نيفًا وخمسين ولدًا، منهم ثلاثةٌ وثلاثون ذكرًا، ولَمَّا مات كان عمرُه نحوًا مِن خمس وستين سنةً. وَلِيَ بعده ابنُه المنذر بن محمد، بويِعَ له بعد موتِ أبيه لثلاث ليال، وأطاعه النَّاسُ، وأحسَنَ إليهم.

العام الهجري : 2 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 624
تفاصيل الحدث:

عنِ البَراءِ بنِ عازبٍ رضِي الله عنهما قال: "لمَّا قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ صلَّى نحوَ بيتِ المَقدسِ سِتَّةَ عشرَ أو سَبعةَ عشرَ شهرًا، وكان يُحِبُّ أن يُوَجَّهَ إلى الكعبةِ، فأنزل الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144]، فَوُجِّهَ نحوَ الكعبةِ، وصلَّى معه رجلٌ العصرَ، ثمَّ خرج فمَرَّ على قومٍ مِنَ الأنصارِ فقال: هو يَشْهَدُ أنَّه صلَّى مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنَّه قد وُجِّهَ إلى الكعبةِ، فانحرفوا وهُم ركوعٌ في صلاةِ العصرِ.

العام الهجري : 1425 العام الميلادي : 2004
تفاصيل الحدث:

إعلانُ اختتام مفاوضات الهيئة الحكومية الدولية المعنيَّة بالتنمية (IGAD) بشأن السلام في السودان من قِبَل حكومة السودان والجيش الشعبي/الحركة الشعبية لتحرير السودان، جيجيري، نيروبي، 19 نوفمبر 2004م، وينصُّ اتفاقُ نيفاشا بكينيا الذي وقَّعَتْه حكومةُ الخرطوم مع قرنق في 9 يناير/ كانون الثاني 2003م على وضع حدٍّ للحرب الأهلية التي دارت في جنوب السودانِ أكثرَ من 20 عامًا، وعلى أنْ تُشكَّل حكومةٌ انتقاليةٌ لمدة ست سنوات، يُخصَّص 52% من حقائبها لحزب البشير وطه، و28% للحركة الشعبية التي يتزعمها قرنق، و14% للفصائل الشمالية، و6% للفصائل الجنوبية.

العام الهجري : 9 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:

هو أَصْحَمَةُ بنُ أَبْجَرَ مَلِكُ الحَبشةِ، والنَّجاشيُّ لَقبٌ له ولمُلوكِ الحَبشةِ، ومَعْنى: أَصْحَمَةَ: عَطِيَّةُ، وقِيلَ: عَطِيَّةُ الله، وقِيلَ: عَطاءٌ.
تَوَلَّى الحُكمَ بعدَ مَوتِ عَمِّهِ، وبعدَ سَنواتٍ مِن حُكمِهِ وانْتِشارِ عَدْلِه أَسلمَ في عَهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأَحسنَ إلى المسلمين الذين هاجَروا إلى أَرضِه، قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأَصحابِه عن النَّجاشيِّ: لو خَرجتُم إلى أرضِ الحَبشةِ فإنَّ بها مَلِكًا لا يُظْلَمُ عنده أحدٌ، وهي أرضُ صِدْقٍ، حتَّى يَجعلَ الله لكم فَرَجًا. ولمَّا ماتَ صلَّى عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ صَلاةَ الغائِبِ، فعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَعى لهم النَّجاشيَّ صاحِبَ الحَبشةِ، في اليَومِ الذي مات فيه، وقال: «اسْتَغْفِروا لأَخيكُم». وعن جابرٍ رضي الله عنه: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حين مات النَّجاشيُّ: «مات اليَومَ رَجلٌ صالِحٌ، فقوموا فصَلُّوا على أَخيكُم أَصْحَمَةَ».

العام الهجري : 3 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 625
تفاصيل الحدث:

قال ابنُ كَثيرٍ في تَفسيرِ قولِه تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} هذا كان يومَ حَمراءِ الأسدِ، وذلك أنَّ المشركين لمَّا أصابوا ما أصابوا مِن المسلمين -أي يومَ أُحُدٍ-كَرُّوا راجِعين إلى بلادِهم، فلمَّا استَمرُّوا في سَيْرهِم تَنَدَّمُوا لِمَ لا تَمَّموا على أهلِ المدينةِ وجعلوها الفَيْصلةَ. فلمَّا بلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَدَبَ المسلمين إلى الذِّهابِ وراءَهُم ليُرْعِبَهم ويُرِيَهُم أنَّ بهِم قُوَّةً وجَلَدًا، ولم يأذنْ لأَحَدٍ سِوَى مَن حضر الوَقعةَ يومَ أُحُدٍ، سِوَى جابرِ بنِ عبدِ الله رضي الله عنه فانْتدبَ المسلمون على ما بهِم مِنَ الجِراحِ والإثْخانِ طاعةً لله عزَّ وجلَّ ولِرسولِه صلى الله عليه وسلم. عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّها قالت في قولِه تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} قالت لِعُروةَ: يا ابنَ أُختي، كان أَبَواكَ منهم: الزُّبيرُ، وأبو بكرٍ، لمَّا أصابَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما أصابَ يومَ أُحُدٍ، وانصرف عنه المشركون، خاف أن يَرجِعوا، قال: «مَن يَذهبُ في إثْرِهِم» فانْتدَبَ منهم سبعون رجلًا، قال: كان فيهم أبو بكرٍ، والزُّبيرُ". قال ابنُ كُثيرٍ عَقِبَ ذِكرِ هذا الحديثِ: (وهذا السِّياقُ غريبٌ جِدًّا، فإنَّ المشهورَ عند أصحابِ المغازي أنَّ الذين خرجوا مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى حَمراءِ الأسدِ كُلُّ مَن شَهِدَ أُحُدًا، وكانوا سبعمائةٍ، قُتِلَ منهم سبعون، وبَقِيَ الباقون). والظَّاهرُ أنَّه لا تَخالُف بين قولي عائشةَ وأصحابِ المغازي؛ لأنَّ معنى قولِها: فانْتدَبَ لها سبعون. أنَّهم سبَقوا غيرَهُم، ثمَّ تلاحَق الباقون.
وموقعُ حمراءِ الأسدِ على بُعْدِ ثمانيةِ أَميالٍ مِنَ المدينةِ.

العام الهجري : 1259 العام الميلادي : 1843
تفاصيل الحدث:

هو عيسى بن محمد السعدون رئيس المنتفق، احترق في منزلِه، وسببُ ذلك  أنَّ بيوتَهم التي يأوون إليها من قَصَبٍ يتَّخِذونها في وقت القيظ على شاطئ الفرات، فاتَّفق في ليلة نام مع أهله، ونسيت الخادِمُ الفنر أن تطفِئَه وتركته معلقًا على القصب المحكَم شَدُّه كالجدار، فعَلقَت النارُ فيه فاضطرمت في البيتِ وهو في نومِه مع أهله على سريره، فما استيقظ إلا وقد شملت النار جميعَ البيت وليس له مَهربٌ، وعليه بابٌ مُحكَمٌ، فهرب إلى أسفل البيت بين صناديقَ رجاءَ أن ينجو أو يأتيَه من يخرجه، فلما ظهرت النارُ في البيت واجتمع الناسُ لها، فلما أطفؤوها بالماء، وجدوه قد احترق إلى مجمعِ فخذيه، فأخذوا باقيَه ودفنوه، واذا بزوجته نائمةٌ على سريرها قد احترق جانبُها الأعلى، وكانت سيرتُه فيما ظهر غيرَ ما كان عليه أسلافُه من محبة أهل السنة والجماعة وكراهة الرافضةِ وغيرهم من أهل البِدَع، بل كان يُكرِمُ الرافضةَ ويحتَرِمُهم ويُدنيهم، وهو في الظاهِرِ على طريقة أهلِه وعشيرتِه فيما يَدَّعي.

العام الهجري : 1427 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2006
تفاصيل الحدث:

في إساءةٍ مقصودةٍ ثانيةٍ كرَّرت صَحيفةٌ فرنسيةٌ نشرَ الصورِ الكاريكاتوريةِ المُسيئةِ لنبيِّ الأمةِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على صفحاتِ جرائدِها، رغمَ ما ظهَر من غضبٍ عارمٍ اجتاحَ الأمةَ الإسلاميةَ بعد نشرِ ذاتِ الرسوماتِ في صحيفةٍ دنماركيةٍ سابقًا، وزادت الصحيفةُ الفرنسيةُ من إثارةِ نفوس المسلمين في إيرادها تعليقاتٍ على بعض الرسومات بأنَّها "رسوماتٌ طريفةٌ"، زاعمةً أنَّ نشرَ هذه الرسومات الكاريكاتورية لا يحمِلُ أيَّ نيةٍ عنصريةٍ، أو رغبةٍ في تحقيرِ أيِّ مجموعةٍ، وأنَّ ذلك يندرجُ تحت بند حرية التعبير في بلد عِلْماني، وشهِدَت الدول العربية والإسلامية غَضْبةً عارمةً من الإساءة التي تحاوِلُ النيْلَ من شخصِ النبيِّ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي يُعَدُّ قُدوةَ ومرجِعَ الأمة الإسلامية في جميع شؤونها الخاصَّة والعامَّة.

العام الهجري : 1426 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2005
تفاصيل الحدث:

بدأ سلفا كير حياتَه العسكريةَ جُنديًّا في الجيش السوداني قبلَ أنْ يَلتحِقَ بقوات جارانج، وفي عام 1986م أصبحَ نائبًا لقائد الأركان، ومكلَّفًا بالعمليات في الجيش الشعبي لتحرير السودان، وفي عام 1997م أصبحَ نائبًا لجارانج في قيادة الحركة، وفي الوقت نفسِه قائدًا عسكريًّا لقواتها المسلَّحة في بحر الغزال.
ثارت الإشاعاتُ منذُ عامِ 1998م حولَ خلافه مع جون جارانج، وبأنَّه كان يُخطِّط لانقلابٍ داخلَ الحركة الشعبية واعتقال قائده جارانج، ويُعَدُّ سلفا كير من المتشدِّدين داخلَ الحركة، وكان مؤيِّدًا قويًّا لخيار الانفصال عن الحكومة المركزية، باعتباره حلًّا أمثلَ للجنوب.
وكاد أنْ يؤدِّيَ خلافٌ بين الرجُلَينِ في نوفمبر/ تشرين الثاني عامَ 2004م إلى انشقاقٍ في الحركة؛ لأنَّه أبْدى عدمَ رِضاه عن أسلوب جارانج الانفرادي، وتردَّدَت شائعاتٌ بأنَّ جارانج كان يَسْعى لإقالة كير من منصبِه كقائدٍ لقواتِ الحركة الشعبية، لكنَّه لم يكُنْ قادرًا على ذلك بسبب التأييدِ القويِّ الذي كان يتمتَّعُ به كير بين زعماء الجنوب.
وبعد رحيل جارانج في حادثِ تحطُّمِ مِروحيَّةٍ أدَّى كير اليَمينَ القانونيةَ نائبًا للرئيس السوداني عمر البشير في 11 أغسطس/ آب 2005، كما سارَعَ بإعلان التزامه باتفاق السلام الذي تمَّ التوصلُ إليه في يناير/ كانون الثاني 2005م، وينصُّ على تشكيلِ حكومةٍ ائتلافيةٍ، واقتسام الثروة، والسلطة، وإجراء استفتاءٍ في الجنوب على الانفصال عن الشمال بعد ستِّ سنواتٍ.

العام الهجري : 1390 العام الميلادي : 1970
تفاصيل الحدث:

ظلَّت السُّعودية تَنظُر بكثيرٍ من الحذَرِ لخُطَط ونشاطاتِ طهرانَ في المنطقةِ، ولكنها لم تَصِلْ إلى حدِّ النِّزاع أو الاشتباكِ. وفي كانون الثاني (يناير) 1968 قرَّرت حُكومةُ حِزب العُمال البريطانيةُ إبطالَ مَفعولِ المعاهداتِ المعقودةِ حولَ مَحْميات البحرينِ، وقَطَر، وإماراتِ ساحلِ الصلحِ السَّبعة (أبو ظَبي، وعجْمان، ودُبي، والفُجيرة، ورأْس الخيمة، والشارِقة، وأم القيوين)، وسحْبَ جُزءٍ كبير مِن قُواتها من هناك. وفي أوَّل آذار (مارس) 1971 أعلَنَت حُكومة المحافظينَ التي تَسلَّمت مقاليدَ الحُكْم في حُزَيران (يونيو) 1970 أنَّ الجلاءَ سوف يُنجَزُ قبْل نِهايةِ عامِ 1970م. اتَّخذت لَندن هذا القرارَ، وأخَذت تبحَثُ بنَشاطٍ عن فُرَصٍ للحِفاظ على نُفوذِها الاقتصادي والسِّياسي في المنطقةِ؛ ولهذا الغرَضِ طرَحَت خُطةَ إنشاءِ اتِّحادٍ مِن الإمارات التِّسع التي كانت خاضعةً لِلحِماية البريطانية، بَيْدَ أن إيرانَ عارَضَت انضمامَ البحرينِ إلى الاتِّحاد العربيِّ، وأعلَنت أنها تَعتبِرُها جُزءًا من أراضيها. وكانت للملِكِ فَيصل عَلاقاتٌ وُدِّيةٌ مع أمير البحرينِ، فرفَض الملِكُ فَيصل مَطامِعَ إيرانَ في البحرينِ. كما كانت إيرانُ والسُّعوديةُ على خلافٍ في قَضايا أخرى أيضًا. وفي ربيع عامِ 1971 أعلَن شاه إيرانَ أنَّ بِلاده تَتحمَّل مَسؤوليةَ الدِّفاع عن الخليجِ بعدَ انسحابِ البريطانيين مِن هناك، واعتزَمَت إيرانُ تَثبيتَ سيَطرتِها على الخليجِ عَسْكريًّا دونَ إقامةِ اعتبارٍ لرأي العرَبِ. أخفَقَت فِكرةُ إنشاء اتِّحادٍ مِن تسعِ إماراتٍ؛ فقد سعى أميرَا البحرينِ وقَطَر إلى الاستقلالِ، كما أنَّ الحكومةَ الإيرانيةَ عارضت عَمليًّا إنشاءَ اتِّحاد "الإمارات التِّسع"؛ لذا قرَّرت بِريطانيا تأسيسَ دَولةٍ جديدة تضُمُّ إماراتِ ساحلِ الصلحِ السَّبع. بعدَ إعلانِ استقلالِ البحرينِ، تخلَّت إيرانُ شكليًّا عن مَطامعِها فيها؛ لذا فقد خفَّت حِدَّة الخلافاتِ بين الشاهِ والملِك فَيصلٍ، غيرَ أنَّ خُطط إيرانَ في مَنطقةِ الخليج لم تَتوقَّفْ.

العام الهجري : 322 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 934
تفاصيل الحدث:

هو سعيدُ بنُ حُسين بن أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن عَمْرِو بن ميمون القدَّاح بن دَيصان الأهوازي. قال القاضي عبد الجَبَّار بن أحمد بن عبد الجبار البصري: "اسمُ جَدِّ الخلفاء المصريِّين سعيدٌ، ويلقَّبُ بالمهديِّ". المعروف بالمهديِّ أبو محمَّد عبيدالله، مؤسِّسُ الدولة الفاطمية العُبيدية الباطنيَّة في إفريقيا، كان أبوه يهوديًّا حدَّادًا بسَلَمية. زعم سعيدٌ هذا أنَّه ابنُ الحُسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القدَّاح. وقال بعض دُعاة العُبَيديين: "إنَّ سعيدًا إنما هو ابنُ امرأة الحُسين بن محمد. وإنَّ الحُسين ربَّاه وعلَّمه أسرار الدَّعوة، وزوَّجه ببنت أبي الشَّلَغْلَغ فجاءه ابن سمَّاه عبد الرحمن، فلمَّا دخل المغرب وأخذ سِجِلماسة تسمَّى بعُبَيد الله وتكنى بأبي محمد، وسمَّى ابنَه الحسن". كانت طائفةٌ من أتباعه تزعُمُ أنَّه الخالق الرَّازق، وطائفةٌ تزعم أنَّه نبيٌّ، وطائفة تزعم أنَّه المهدي حقيقة. قال القاضي أبو بكر ابن الباقلَّانيِّ: "إنَّ القدَّاح جدُّ عُبَيد الله كان مجوسيًّا, ودخل عُبَيد الله المغرب، وادَّعى أنَّه علويٌّ، ولم يعرفْه أحد من علماء النَّسَب، وكان باطنيًّا خبيثًا، حريصًا على إزالة مِلَّة الإسلام. أعدَمَ العُلَماء والفقهاء ليتمكَّنَ مِن إغواء الخلْق. وجاء أولادُه على أُسلوبه. أباحوا الخُمور والفُرُوج، وأشاعوا الرَّفْضَ، وبثُّوا دُعاةً فأفسدوا عقائِدَ خلقٍ من جبالِ الشَّام كالنُّصَيْريَّة والدَّرزيَّة. وكان القدَّاح كاذبًا مُمَخْرقًا. وهو أصلُ دُعاة القرامطة. وجدُّ القدَّاح هو دَيصَان أحدُ الثَّنَويَّة. وعُبَيد الله المهدي صاحب القيروان، وجدُّ بني عُبَيدٍ الذينَ تُسَمِّيهم جَهَلَةُ النَّاسِ الخُلَفاء الفاطميِّين". قال الذهبي: "وأهلُ العلم بالأنسابِ المحقِّقينَ يُنكِرونَ دعواه في النَّسبِ لفاطمةَ رضي الله عنها، ويقولون: اسمُه سعيدٌ، ولَقَبه عُبَيدُ الله، وزوج أمِّه الحُسين بنُ أحمد القدّاح. وكان كحَّالًا يقدحُ العينَ". لَمَّا مات عُبيد الله بالمهديَّة أخفى ولدُه أبو القاسم القائِمُ مَوتَه سنةً؛ لتدبيرٍ كان له، وكان يخافُ أن يختَلِفَ النَّاسُ عليه إذا عَلِموا بموته، وكان عمرُ المهديِّ لمَّا توفِّيَ ثلاثًا وستِّينَ سنة، وكانت ولايتُه منذ دخل رقاده ودُعِيَ له بالإمامة إلى أن توفِّيَ أربعًا وعشرينَ سنة وشهرًا وعشرين يومًا، ولمَّا توفِّيَ مَلَك بعدَه ابنُه أبو القاسم محمَّد القائم، وكان أبوه قد عَهِدَ إليه، ولَمَّا أظهرَ وفاة والده كان قد تمكَّنَ وفرغ من جميعِ ما أراده، واتَّبَع سُنَّة أبيه، وثار عليه جماعةٌ، فتمكَّنَ منهم. وكان من أشدِّهم رجلٌ يقال له ابنُ طالوت القرشيُّ، في ناحية طرابلس، ويزعُمُ أنَّه ولد المهديِّ، وزحف بمن معه على مدينة طرابلس، فقاتَلَه أهلها، ثم تبيَّنَ للبربر كَذِبُه، فقتلوه وحملوا رأسَه إلى القائمِ.

العام الهجري : 3 ق هـ الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 620
تفاصيل الحدث:

لمَّا انصرف النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائفِ راجعًا إلى مكَّة، حتَّى إذا كان بِنَخْلَةَ، قام من جوفِ اللَّيلِ يُصلِّي، فمَرَّ بهِ النَّفرُ مِنَ الجِنِّ الذين ذكَرهُم الله تعالى، وكانوا سَبعةَ نَفَرٍ من جِنِّ أهلِ نَصِيبِينَ، فاستمعوا لِتِلاوةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا فرغ من صلاتهِ، وَلَّوْا إلى قَومهِم مُنذِرين، قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمِعوا، وفيهِم نزل قولُه تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(31) وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (32)) [الأحقاف]  وبعدَ عِدَّةِ أَشهُرٍ من لِقاءِ الوفدِ الأوَّلِ مِنَ الجِنِّ بِرسولِ الله صلى الله عليه وسلم, جاء الوفدُ الثَّاني مُتشوِّقاً لِرُؤيةِ الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وسلم, والاستماعِ إلى كلامِ رَبِّ العالمين.

العام الهجري : 11 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 632
تفاصيل الحدث:


توفِّي رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولم يَنُصَّ على الخليفةِ مِن بعدِه صَراحةً - وإنَّ كانت هناك إشاراتٌ ودِلالاتٌ مِن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم على تَوْلِيَةِ أبي بكرٍ -والله أعلم- ثمَّ اجتمع الأنصارُ في سَقيفَة بني ساعِدة ليُبايعوا رجلًا منهم، وهو سعدُ بن عُبادَة، فحضر المُهاجرون إليهم، وأخبرهم أبو بكرٍ أنَّ هذا الأمْرَ يجب أن يكونَ في قُريش، فهُمْ أوسطُ العرب نَسَبًا ودارًا، ثمَّ رشَّح عُمرَ، أو أبا عُبيدةَ للخِلافة؛ ولكنَّ عُمر أبى إلَّا أنَّ يُبايَع لأبي بكرٍ، مُبَيِّنًا فَضلَه وصُحبتَه للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. فبايَعهُ عُمرُ، ثمَّ بايَعهُ أهلُ السَّقيفةِ، ثمَّ بايَعهُ النَّاسُ في اليوم الثَّاني البَيْعةَ العامَّة، أمَّا تَخلُّف علِيّ عن البيعة في السَّقيفَة فكان لانشغالِه بتَجهيزِ وتَكفينِ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأمَّا ما يُقال مِن أنَّه تأخَّر عن البَيْعة حتَّى وَفاة فاطمةَ رضِي الله عنها فليس له مُسْتَنَدٌ صحيح، ويبعد أن يَبقى ستَّة أَشهُر غير مُبايع له وهو الذي أعانه وكان تحت إمْرتِه كلّ تلك الفَترة، وخاصّة في حُروب الرِّدَّةِ، بل إنَّ البيعة الثَّانية من عليٍّ لأبي بكر بعد وفاة فاطمة رضي الله عنهم كانت تأكيدًا للبيعة الأولى وحسمًا لمادة الفتنة.

العام الهجري : 592 العام الميلادي : 1195
تفاصيل الحدث:

تبدأُ قِصَّةُ بناء مسجد الكتيبة منذ الأيامِ الأولى لانتصارِ الموحِّدين على المرابطين؛ فقد أبى كثيرٌ من الموحِّدين دخولَ البلدة أو الاستقرار فيها؛ لأنهم كانوا يسمعون مُؤَسِّسَ دولتهم المهدي (ابن تومرت) يقول لهم دائمًا: لا تدخلوا مراكش حتى تُطَهِّروها، ولما التمسوا معنى تطهيرِها لدى فقهائِهم أجابوهم أنَّ مساجد مراكش فيها انحرافٌ قليلٌ في القبلة عن الجهةِ الصَّحيحةِ، فعليكم أن تبنوا مسجِدًا دقيق الاتجاه، صحيحَ القبلة فيها. وهكذا قام عبدُ المؤمن بن علي أمير الموحِّدين بهدم مسجدِ قَصرِ الحجر ذي القبلة الخطأ، وهدم الجامِعَ الذي كان قد بناه علي بن يوسف أميرُ المرابطين بأدنى المدينة، ثم شرع في بناءِ جامعٍ عظيم مكانه. أُطلِقَ على هذا الجامِع اسمُ جامع الكتيبة الذي ابتدأ بناؤه سنة 548 ويعتبر واحدًا من ثلاثة آثار معمارية كبرى في دولة الموحِّدين، وهذه الآثار هي: رباط تازا، وجامع تيمنلل، وجامع الكتيبة. ويذهَبُ بعض الباحثين إلى أنَّ الموحِّدينَ وَقَعوا أوَّلَ الأمرِ رَغمَ حِرصِهم في نفس خطأ المرابطين؛ حيث لم يُصَوِّبوا مسجِدَهم الجديد نحو القبلة بالدقة التي كانوا يرجونَها؛ مِمَّا حمَلهم على بناءِ جامعٍ آخَرَ إلى جواره صحيحِ المحراب دقيق الاتجاه؛ ولهذا فجامع الكتيبة أنشئَ في ظن هؤلاء مرَّتين لا مرة واحدة.. وما تزال آثارُ الجامع الأول ظاهرة، وارتفاعُ المنارة إلى أعلى يصل إلى 67.5 مترًا، أي: ما يوازي عمارةً مِن عشرين طابقًا. وجُدرانُها مَطليَّة كُلُّها بالجصِّ الأبيض المائِلِ إلى الأصفر.