الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1276 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 1361 العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:

احتلَّت إيطاليا الحبشة عام 1354هـ / 1935م رغم مُعارضة الأمم المتحدة وفَرْض العقوبات الاقتصادية، ثم لَمَّا قامت الحرب العالمية الثانية قامت الثورات في الحبشة ضِدَّ الطليان بتحريضٍ مِن البريطانيين وباقي الحلفاء، وزحفت القوات البريطانية من السودان إلى الحبشة، وخرج الطليان من البلاد ودخل الإنجليز أديس أبابا عام 1360هـ / 1941م، وأعيد الإمبراطور هيلا سيلاسي من منفاه في العام نفسِه، وبعد أن استسلمت آخِرُ الحاميات الإيطالية في غوندار عام 1361هـ / 1942م أعلنت الحبشةُ الحرب على دول المحور، ووقفت بجانب الحلفاء، وانتهت الحرب، وفَصَلت الأمم المتحدة التي تشكلت بعد الحرب بين الحبشة وأريتريا، فعادت الحبشة دولةً مستقلةً، وهكذا لم تخضع الحبشةُ للاستعمار إلا لمدة سبع سنوات، بخلاف ما حدث لبقية الدول الأوربية وما ذلك إلا لنصرانيَّتِها.

العام الهجري : 1418 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1997
تفاصيل الحدث:

وُلد محمد خاتمي في مدينة أردكان في إيرانَ، نشأ خاتمي في كنَف أسرةٍ تُركمانيةٍ مُتديِّنةٍ، ودخلَ مدرسةَ قُمَّ الدينيةَ عامَ 1961م، بعد إنهائه دراستَه الابتدائية، ودرس الفلسفةَ، وحصلَ على إجازة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة أصفهانَ، واستكملَ دراستَه الدينيةَ بعد ذلك في معهد قُمَّ، وفي العام 1970م عاد ليدرسَ العلوم التربوية في جامعة طهرانَ، وعاد بعدَها إلى قُمَّ لدراسة علم الاجتهاد.
في عهد الشاه كان لخاتمي نشاطاتٌ سياسيةٌ معارضةٌ، فشارَكَ في نشر البيانات الصادرة عن مؤسس الجمهورية الإيرانية آية الله الخُميني، كان عضوًا ناشطًا في اتحاد الطلبة في الجامعة، كما أنَّه كان قريبًا من محمد منتظري وأحمد الخُميني، كما أنه ترَأَّس مركزَ هامبورج الإسلامي في ألمانيا في المدةِ التي سبَقَت انتصار الثورة في إيرانَ عامَ 1979م.
وتمَّ انتخابُ خاتمي ليكونَ خامسَ رئيسٍ للجمهورية.

العام الهجري : 800 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1398
تفاصيل الحدث:

ركِبَ السلطان الظاهر برقوق بعد صلاة الظهر يريد المقياسَ من شهر ذي القعدة، وفتح الخليج على العادة، ومعه الأمراء إلا الأمير ألي باي الخازندار؛ فإنه كان قد انقطع في داره أيامًا لمرض نزل به فيما أظهره، وفي باطن أمره أنَّه قصد الفتك بالسلطان؛ فإنه علم أنَّه إذا نزل الخليج يدخل إليه ويعودُه على ما جرت به عادتُه مع الأمراء، فدبَّر اغتَيال السلطان، وأخلى إسطبله وداره من حريمه وأمواله، وأعدَّ قومًا اختارهم لذلك، وكان سبب هذا فيما يظهرُ أن بعض مماليكه المختصِّين به وكان شاد شراب خاناته تعرَّض لجارية من جواري الأمير أقباي الطرنطاي، يريد منها ما يريدُه الرجل من المرأة، وصار بينهما مُشاكلةٌ، فبلغ ذلك أقباي، فقَبَض عليه وضربه ضربًا مبرِّحًا، فحنق ألي باي وشكاه للسلطان فلم يلتفِت إلى قولِه، وأعرض عن ذلك، وكان ألي باي في زعمه أن السلطان يزيل نعمة أقباي لأجله، فغضِبَ من ذلك وحرَّك ما عنده من البغي الكامن، فلما فتح السلطان الخليجَ وركب إلى جهة القلعة اعترضه مملوكٌ من خشداشيته -زملاء عمله- اليلبغاوية، يُعرَف بسودن الأعور، وأسَرَّ إليه أنَّ دارَه التي يسكنها تُشرِفُ على إسطبل الأمير ألي باي، وأنَّه شاهد مماليك ألي باي وقد لبسوا بدلةَ الحرب، ووقفوا عند بوائك الخيل، وستروا البوائِكَ بالأنخاخ لِيَخفى أمرهم، فكتم السلطانُ الخبر، وأمر الأميرَ أرسطاي رأس نوبة أن يتوجَّه إلى دار الأمير ألي باي، ويُعلِمَهم أنَّ السلطانَ يدخل لعيادته، فلما أُعلِمَ بذلك اطمأنُّوا، ووقف أرسطاي على باب ألي باي ينتظر قدوم السلطان، وعندما بعث السلطان أرسطاي أمير الجاويشية بالسكوتِ، وأخذ العصابةَ السلطانية التي تُرفَعُ على رأس السلطان فيُعلَم بها مكانه، يريد بذلك تعميةَ خبرِه، وسار إلى تحت الكبش، وهو تجاه دار ألي باي، والناس من فوقه قد اجتمعوا لرؤية السلطان، فصاحت به امرأةٌ: لا تدخُل؛ فإنهم قد لبسوا آلة القتال، فحرَّك فرسه وأسرع في المشيِ ومعه الأمراء، ومن ورائه المماليكُ، يريد القلعة، وأما ألي باي فإنَّ بابه كان مردودَ الفردتين، وضبته مطرفة ليمنَعَ من يدخل حتى يأتيَ السلطان، فلما أراد اللهُ مَرَّ السلطان حتى تعدَّى بابه، وكان في طريقِه، فلم يعلموا بمروره حتى تجاوزَهم بما دبرَّه من تأخير العصائب وسكوت الجاويشية، وخرج أحد أصحاب ألي باي يريد فتح الضبة فأغلقها، وإلى أن يحضر مفتاح الضبة ويفتح فاتهم السلطان، وصار بينهم وبينه سدٌّ عظيم من الجمدارية، قد ملؤوا الشارع بعرضه، فخرج ألي باي بمن معه لابسين السلاح، وعمدهم نحو الأربعين فارسًا يريد السلطان، وقد ساق ومعه الأمراء حتى دخل باب السلسلة، وامتنع بالإسطبل، فوقف ألي باي تجاه الإسطبل بالرميلة تحت القلعة، ونزل إليه طائفةٌ من المماليك السلطانية لقتاله، فثبت لهم وجُرح جماعة، وقُتِل من السلطانية بيسق المصارِع ثم انهزم ألي باي، وتفرَّق عنه من معه، هذا وقد ارتجَّت مصر والقاهرة، وجفل الناسُ من مدينة مصر، وكانوا بها للفرجة على العادة في يوم الوفاء، وطلبوا مساكِنَهم خوفًا من النهابة، وركب يلبغا المجنون ومعه مماليكه لابسين بدلة القتال يريد القلعة، واختلف الناسُ في السلطان، وأرجفوا بقتله وبفراره، وتباينت الأقوالُ فيه، واشتد الخوفُ وعَظُم الأمر، وبات السلطانُ بالإسطبل، وقد نَهَبت العامة بيت ألي باي وخرَّبوه، ونهبوا دار الأمير يلبغا المجنون وخربوها، وأما ألي باي فإنه لما تفرَّق عنه أصحابه اختفى في مستوقد حمام، فقُبِض عليه، وحُمِل إلى السلطان فقَيَّده وسجنه بقاعة الفضة من القلعة، فلما أصبح نهار الأحد نزع العسكر آلةَ الحرب وتفرَّقوا، وعُصر ألي باي، فلم يُقِرَّ على أحد، وأُحضر يلبغا المجنون فحلف أنه لم يوافقْه، ولا عِلمَ بشيء من خبره، وأنه كان مع الوزير بمصر.

العام الهجري : 861 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1457
تفاصيل الحدث:

في يوم الخميس ثالث صفر ثارت المماليك الأجلاب على السلطان، وأفحشوا في أمرِه إلى الغاية، فبينما هو جالسٌ بقاعة قلعة الدهيشة، وكانت الخدمةُ بطالةً في هذا اليوم، وذلك قبل أن يصلِّيَ السلطان الصبح، وإذا بصياح المماليك، فأرسل السلطانُ يسأل عن الخبر، فقيل له إن المماليك أمسكوا نوكار الزردكاش وهددوه بالضرب، وطلبوا منه القرقلات-جمع قرقل وهو ثوب بغير كمين- التي وعدهم السلطان بها من الزردخاناه السلطانية، فحلف لهم أنه يدفع لهم ذلك في أول الشهر، فتركوه ومضَوا، فلقوا الشيخ عليًّا الخراساني الطويل محتسب القاهرة، وهو داخل إلى السلطان، فاستقبلوه بالضرب المبَرِّح المتلِف، وأخذوا عمامتَه من على رأسه، فرمى بنفسه إلى باب الحريم السلطاني حتى نجا، ثم إنَّ الصياح قوي ثانيًا فعُلم أن ذلك صياح الأجلاب، فأرسل إليهم الأميرُ يونس الدوادار، فسألهم يونس عن سبب هذه الحركة، فقالوا: نريد نقبض جوامكنا- المخصصات- كل واحد سبعة أشرفية ذهبًا في كل شهر، وكانت جامكية الواحد منهم ألفين قبل تاريخه يأخذها ذهبًا وفضة، بسعر الذهب تلك الأيام، فلما غلا سعر الذهب تحيَّلوا على زيادة جوامكهم بهذه المندوحة، ثم قالوا: ونريد أن تكون تفرقة الجامكية في ثلاثة أيام، أي على ثلاث نفقات كما كانت قديمًا، ونريد أيضًا أن يكون عليقنا السلطاني الذي نأخذه من الشونة مُغَرْبلًا، ويكون مرتبنا من اللحم سمينًا, فعاد الأمير يونس إلى السلطان بهذا الجواب، ولم يتفوَّه به إلى السلطان، وتربص عن ردِّ الجواب على السلطان حتى يفرغَ السلطان من أكل السماط، فأبطأ الخبر لذلك عن الأجلاب، فندبوا مرجانًا مقدَّم المماليك للدخول بتلك المقالة إلى السلطان، فدخل مرجان أيضًا ولم يخبِر السلطان بشيء حتى فرغ من أكل السماطِ، فعند ذلك عرفه الأمير يونس بما طلبوه، فقال السلطان: لا سبيل إلى ذلك، وأرسل إليهم مرجانًا المقدَّم يعرفهم مقالة السلطان، فعاد مرجان ثانيًا إلى السلطان بالكلام الأول، وصار يتردُّد مرجان بين السلطان والمماليك الأجلاب نحو سبعة مرار، وهم مصمِّمون على مقالتهم، والسلطان ممتنع من ذلك، وامتنع الناس من الدخول والخروج إلى السلطان خوفًا من المماليك؛ لما فعلوه مع العجمي المحتسِب، فلما طال الأمر على السلطان خرج هو إليهم بنفسه، ومعه جماعةٌ من الأمراء والمباشرين، فلما علموا بمجيء السلطان أخذوا في الرجم، فلما رأى شدةَ الرجم، قصد العودَ إلى الدهيشة، ورسم لمن معه من الأمراء أن ينزلوا إلى دورهم، فامتنعوا إلَّا أن يوصلوه إلى باب الحريم، فعاد عليهم الأمر فنزلوا من وقتهم، وبقي السلطان في خواصِّه وجماعة المباشرين وولده الكبير المقام الشهابي أحمد، فلما سار السلطان إلى نحو باب الستارة، ووصل إلى باب الجامع أخذه الرجمُ المفرط من كل جهة، فأسرع في مشيته والرجم يأتيه من كل جانب، وسقط الخاصكي الذي كان حامِلَ ترس السلطان من الرجم، فأخذ الترسَ خاصكيٌّ آخر فضُرِبَ الآخر فوقع وقام، وشج دوادار ابن السلطان في وجهه وجماعة كثيرة، وسقطت فردةُ نعل السلطان من رجله فلم يلتفت إليها لأنَّه محمول من تحت إبطيه مع سرعة مشيهم إلى أن وصل إلى باب الستارة، وجلس على الباب قليلًا، فقصدوه أيضًا بالرجم، فقام ودخل من باب الحريم وتوجه إلى الدهيشة، واستمر وقوف المماليك على ما هم عليه إلى أذان المغرب، وبات القوم وهم على وجل، والمماليك يكثرون من الوعيد في يوم السبت؛ فإنهم زعموا أن لا يتحركوا بحركةٍ في يوم الجمعة مراعاةً لصلاة الجمعة، وأصبح السلطان وصلَّى الجمعة مع الأمراء على العادة، فتكلم بعض الأمراء مع السلطان في أمرهم بما معناه أنه لا بد لهم من شيء يطيب خواطرهم به، ووقع الاتفاق بينهم وبين السلطان على زيادة كسوتهم التي يأخذونها في السنة مرة واحدة، وكانت قبل ذلك ألفين، فجعلوها يوم ذاك ثلاثة آلاف درهم، وزادوهم أيضًا في الأضحية، فجعلوا لكل واحد ثلاثة من الغنم الضأن، فزيدوا رأسًا واحدًا على ما كانوا يأخذونه قبل ذلك، ثم رُسِمَ لهم أن تكون تفرقة الجامكية على ثلاث نفقات في ثلاثة أيام من أيام المواكب، فرَضُوا بذلك وخَمَدت الفتنة.

العام الهجري : 251 العام الميلادي : 865
تفاصيل الحدث:

خرج الحسين بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن الأرقط عبدالله بن زين العابدين علي بن الحسين الكوكبي الطالبي بقزوين، فالتقى موسى بن بغا الكبير هو والحسين بن أحمد الكوكبي على فرسخٍ من قزوين، فاقتتلا قتالًا شديدًا، ولَمَّا التَقَوا صَفَّ أصحاب الكوكبي صفوفًا وأقاموا ترسَتَهم في وجوهِهم يتَّقون بذلك سهامَ أصحاب موسى، فلما رأى موسى أن سهامَ أصحابِه لا تصِلُ إليهم مع ما قد فعلوا، أمَرَ بما معه من النِّفطِ أن يُصَبَّ في الأرض التي التقى هو وهم فيها، ثمَّ أمَرَ أصحابَه بالاستطرادِ لهم وإظهارِ هزيمةٍ منهم، فلما فعل أصحابُه ذلك ظنَّ الكوكبي وأصحابُه أنَّهم انهزموا، فتبعوهم فلمَّا علم موسى أنَّ أصحاب الكوكبي قد توسَّطوا النِّفطَ أمرَ بالنار فأُشعِلَت فيه، فأخذت فيه النارُ وخرجت من تحت أصحابِ الكوكبي فجَعَلَت تحرِقُهم وهرب الآخرون، وكانت هزيمةُ القوم عند ذلك ودخول موسى إلى قزوين, وهرب الكوكبيُّ إلى الديلم.

العام الهجري : 883 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1479
تفاصيل الحدث:

استسلمت مدينة أشكودرا الواقعة في شمال ألبانيا والتي كانت خاضعة لحكم البنادقة إلى السلطان العثماني محمد الفاتح؛ حيث استخدم الفاتح في حصارها أنواعًا جديدة من الأسلحة النارية والمدافع الضخمة، وكانت حملة أشكودرا هي آخر حملات السلطان محمد الفاتح التي بلغت 25 حملة سلطانية كبرى.

العام الهجري : 3 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 624
تفاصيل الحدث:

وهي غزوةُ ذي أمَرَّ بناحيةِ نَجدٍ. وسَبَبُها: أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَلَغه أنَّ جَمعًا من بني ثَعلَبَة بنِ سَعيدِ بن ذُبْيانَ بن بَغيضٍ بنِ رَيثِ بن غَطَفانَ، وبني مُحارِبِ بن خَصَفةَ بن قَيسٍ بذي أمَرَّ قد تَجَمَّعوا يُريدون أن يُصيبوا مِن أطرافِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وجَمَعهم رجلٌ منهم يُقال له: دُعْثورُ بن الحارِثِ بن مُحارِبٍ، فنَدَب رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المسلمين، وخرج في أربعِمِئةٍ وخَمسين، معهم عِدَّةُ أفراسٍ، واستَخلَف على المدينةِ عُثمانَ بنَ عفانَ، فأصابوا بالمدينةِ رجلًا منهم بذي القَصَّةِ يُقال له: جَبَّارٌ من بني ثَعلَبةَ، فقال له المسلمون: أين تُريد؟ فقال: أُريدُ يَثرِبَ لأرتاَد لنَفسي وأنظُرَ، فأُدخِلَ على رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَرَه مِن خَبَرِهم، قال: لن يُلاقوك ولو سَمِعوا بسَيرِك هَرَبوا في رؤوسِ الجبالِ وأنا سائِرٌ معك، فدعاه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى الإسلامِ وأسلم، وضمَّه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى بلالٍ، فأخَذَ به جبَّارٌ طَريقًا، وهَبَط به عليهم، وسَمِع القومُ بمَسيرِ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فهَرَبوا في رؤوسِ الجِبالِ، فبَلَغ ماءً يقال له: ذو أمَرَّ، فعَسكرَ به، وأصاب رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابَه مطرٌ كثيرٌ، فابتَلَّت ثيابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وثيابُ أصحابِهِ؛ فنزل رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تحتَ شجرةٍ ونَشَر ثيابَهُ لتَجِفَّ، واضطَجَع، وذلك بمَرأًى من المُشرِكين، واشتَغَل المسلمون في شؤونِهم. فبَعَث المشركون رَجلًا شُجاعًا منهم يقال له: دُعْثورُ بنُ الحارث، وكان سيِّدَها وأشجَعَها، ومعه سيفٌ متقلِّدٌ به، فبادَرَ دُعْثورٌ وأقبَلَ مُشتَمِلًا على السَّيفِ، حتى قام على رأسِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالسَّيفِ مشهورًا، فقال: يا مُحمَّدُ، مَن يَمنَعُك مِنِّي اليَومَ؟ فقال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "اللهُ". ودَفَع جِبريلُ في صدرِه، فوقَع السَّيفُ من يدِه؛ فأخَذه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال له: "مَن يَمنَعُك مِنِّي؟!" فقال: لا أحَدَ، وأنا أشهَدُ أن لا إله إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ الله، والله لا أُكثِّرُ عليك جَمعًا أبدًا، فأعطاهُ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيفَه.ثم أتى قَومَه فقالوا: ما لك؟ وَيلَكَ! فقال: نَظرتُ إلى رجلٍ طَويلٍ، فدَفَع في صَدري، فوَقَعتُ لظَهري، فعَرَفتُ أنَّه مَلَك، وشَهِدتُ بأنَّ مُحَمَّدًا رسول الله، واللهِ لا أُكثِّرُ عليه جَمعًا. وجَعَل يَدعو قومَه إلى الإسلامِ. وأنزل الله تعالى: {يَا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} [المائدة 11]. وعاد رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ، ولم يَلْقَ كَيدًا، وكانت غَيبَتُه خمسَ عشرةَ ليلةً، وقيل: قام رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بنَجدٍ صَفَرَ كُلَّه.

العام الهجري : 255 العام الميلادي : 868
تفاصيل الحدث:

ظهر رجلٌ بظاهر البصرة زعمَ أنَّه عليُّ بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولم يكنْ صادِقًا، وإنما كان أجيرًا من عبد القيس، واسمُه علي بن محمد بن عبد الرحيم، وأمُّه قرَّة بنت علي بن رحيب بن محمد بن حكيم من بني أسد بن خزيمة، وأصلُه من قرية من قرى الريِّ، والتَفَّ عليه خلقٌ من الزنج الذين يكسحونَ السِّباخ، فعبَرَ بهم دجلةَ فنزل الديناري، وكان يزعُمُ لبعضِ من معه أنَّه يحيى بن عمر أبو الحسين المقتولُ بناحية الكوفة، وكان يدَّعي أنه يحفظُ سورًا من القرآن في ساعةٍ واحدة جرى بها لسانُه لا يحفَظُها غيره في مدَّة دهرٍ طويل، وهنَّ سبحان والكهف وص وعمَّ، وزعم أنَّه فكَّر يومًا وهو في البادية إلى أيِّ بلدٍ يسير فخوطِبَ من سحابة أن يقصِدَ البصرة فقصَدَها، فلمَّا اقترب منها وجد أهلَها متفرِّقينَ على شُعبَتين، سعدية وبلالية، فطَمِعَ أن ينضَمَّ إلى إحداهما فيستعينَ بها على الأخرى فلم يقدِرْ على ذلك، فارتحل إلى بغداد فأقام بها سنةً، وانتسب بها إلى محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد، وكان يزعُمُ بها أنَّه يعلم ما في ضمائِرِ أصحابه، وأنَّ الله يُعلِمُه بذلك، فتَبِعَه على ذلك جهلةٌ من الطَّغامِ، وطائفةٌ من الرَّعاعِ العوامِّ, ثم عاد إلى أرض البصرة في رمضان فاجتمع معه بشَرٌ كثيرٌ، ولكِنْ لم يكُنْ معهم عُدَدٌ يُقاتِلونَ بها فأتاهم جيشٌ من ناحية البصرة فاقتَتلوا جميعًا، ولم يكنْ في جيشه هذا الخارجي سوى ثلاثة أسياف، وأولئك الجيشُ معهم عَددٌ وعُدَدٌ ولَبُوسٌ، ومع هذا هزمَ أصحابُ الزنجي ذلك الجيشَ، وكانوا أربعةَ آلاف مقاتل، ثم مضى نحو البصرةِ بمن معه فأهدى له رجلٌ من أهل جبى فرسًا فلم يجِدْ لها سرجًا ولا لجامًا، وإنما ألقى عليها حبلًا وركِبَها، ثم صادرَ رجلًا وتهدَّده بالقتل فأخذ منه مئةً وخمسين دينارا وألف درهم، وكان هذا أوَّلَ مال نهبه من هذه البلاد، وأخَذَ من آخر ثلاثةَ براذين، ومِن موضعٍ آخرَ شيئًا من الأسلحة والأمتعة، ثم سار في جيشٍ قليل السلاح والخيول، ثم جرت بينه وبين نائبِ البصرة وقعاتٍ مُتعددةً يَهزِمُهم فيها، وفي كل مرة يقوى ويعظُم أمرُه ويزداد أصحابُه ويكثُر جيشُه، وهو مع ذلك لا يتعَرَّض لأموال الناس ولا يؤذي أحدًا، وإنما يُريدُ أخْذَ أموال السلطان. وقد انهزم أصحابُه في بعض حروبه هزيمةً عظيمة ثم تراجعوا إليه واجتَمعوا حولَه، ثمَّ كَرُّوا على أهل البصرة فهزموهم وقَتلوا منهم خلقًا وأسَروا آخرين، وكان لا يؤتى بأسيرٍ إلَّا قتله ثم قوِيَ أمرُه وخافه أهلُ البصرة، وبعث الخليفةُ إليها مددًا ليقاتلوا صاحِبَ الزنج قبَّحَه الله، ثم أشار عليه بعضُ أصحابه أن يهجُم بمن معه على البصرةِ فيَدخُلوها عَنوةً فهَجَّن آراءهم وقال: بل نكونُ منها قريبًا حتى يكونوا هم الذين يطلبونَنا إليها ويخطبونَنا عليها.

العام الهجري : 55 العام الميلادي : 674
تفاصيل الحدث:

هو سعدُ بن أبي وقَّاص مالكِ بن أُهَيْب، الزُّهريُّ القُرشيُّ، صَحابيٌّ مِن أوائلِ مَن دَخلوا في الإسلامِ، وكان في السَّابعة عشر مِن عُمُرهِ، ولم يَسبِقْهُ في الإسلامِ إلَّا أبو بكرٍ، وعَلِيٌّ، وزَيدٌ، وهو أحدُ العَشرةِ المُبَشَّرين بالجنَّة، فكان مِن المُتَقَدِّمين في الإسلامِ، شَهِد المَشاهِدَ كُلَّها، أوَّلُ مَن رَمى بِسَهمٍ في سَبيلِ الله، وله قال النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (ارْمِ سعدُ فِداكَ أبي وأُمِّي). كان مُجابَ الدَّعوَة، وَلِيَ إِمْرَةَ الكوفَة لِعُمَر، لم يَحْضَرْ الجَملَ ولا صِفِّينَ ولا التَّحْكيمَ، قاتَل في سَبيلِ الله، وفتَح الله على يَديهِ الكَثيرَ مِن بِلادِ فارِسَ أيَّام عُمَر، تُوفِّي في العَقيقِ قُرْب المدينةِ، وحُمِلَ إلى البَقيعِ ودُفِنَ فيه، وكان آخرَ المُهاجرين مَوتًا.

العام الهجري : 795 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1393
تفاصيل الحدث:

خرج أربعةٌ من رهبان النصارى بمدينة القدس، ودَعَوا الفقهاء لِمناظرتهم، فلما اجتمع الناس لهم جهَروا بالسوء من القول، وصرَّحوا بذم الملة الإسلامية، والإزراء على القائم بها، وأنَّه كذابٌ وساحر، وما الحق إلا في دين عيسى! فقُبِض عليهم وقُتِلوا وحُرقوا بالنار، فكان من الأيام المشهورة بالقدس.

العام الهجري : 28 ق هـ العام الميلادي : 595
تفاصيل الحدث:

اختلفتْ الأقوالُ في عُمُرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعُمُرِ خَديجةَ حين زَواجهِما، فقِيل: كان خمسًا وعِشرين. وقِيل: سبعًا وعِشرين. وقِيل: ثلاثين. وقِيل: غيرَ ذلك، وأمَّا عُمُرُ خَديجةَ فكذلك تضاربتِ الأقوالُ بين خمسٍ وثلاثين وأربعين وغيرِ ذلك، لمَّا سمِعتْ خَديجةُ رضي الله عنها بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وبأمانتِه و أخلاقِه الكريمةِ، فقد جاء في رِوايةٍ: أنَّ أُختَ خَديجةَ قد اسْتَكْرَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وشَريكَه، فلمَّا قَضَوْا السَّفرَ بقِي لهم عليها شيءٌ، فجعل شَريكُه يأتيهِم ويتقاضاهُم، ويقولُ لمحمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم): انطلقْ. فيقولُ: اذهبْ أنت، فإنِّي أستحيي. فقالتْ مَرَّةً -وقد أتاهُم شَريكُه-: أين محمَّدٌ لا يجيءُ معك؟ قال: قد قلتُ له، فزعَم أنَّه يَستحيي، فذكرتْ ذلك لأختِها خَديجةَ، فقالتْ: ما رأيتُ رجلًا قَطُّ أشدَّ حياءً، ولا أَعَفَّ ولا......من محمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم). فوقع في نَفْسِ أختِها خَديجةَ، فبعثتْ إليهِ، فقالتْ: ائْتِ أبي فاخطُبْ إليهِ. فقال: أبوكِ رجلٌ كثيرُ المالِ وهو لا يفعلُ. قالتْ: انطلقْ فالقِه وكَلِّمْهُ، ثمَّ أنا أَكفيكَ. وقد تزوَّجها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وهي ثَيِّبٌ.

العام الهجري : 11 العام الميلادي : 632
تفاصيل الحدث:

نبَغَ في أهلِ عُمانَ رجُلٌ يقالُ له: ذو التَّاجِ؛ لقيطُ بنُ مالكٍ الأزديُّ، وكان يسَمَّى في الجاهليَّةِ الجلنديَّ، فادَّعى النبُوَّةَ، وتابعه الجَهَلةُ مِن أهلِ عُمانَ، فتغَلَّب عليها وقَهَر جيفرًا وعبادًا وألجأَهما إلى أطرافِها من نواحي الجبالِ والبَحرِ، فبعث جيفرٌ إلى الصِّدِّيقِ فأخبَرَه الخَبَر واستجاشَه، فبعث إليه الصِّدِّيقُ بأميرينِ، وهما حُذَيفةُ بنُ محصنٍ الحِمْيَريَّ، وعَرْفجةُ البارقيُّ من الأزْدِ، حذيفةُ إلى عمانَ، وعَرْفجةُ إلى مهرةَ، وأمرهما أن يجتَمِعَا ويتَّفِقا ويبتَدِئا بعمانَ، وحذيفةُ هو الأميرُ، فإذا ساروا إلى بلادِ مهرةَ فعَرْفجةُ الأميرُ. ثم كتب الصِّدِّيقُ لخالدِ بن ِالوليدِ بعد أنْ قَهَر مُسَيلِمةَ: لا أرَيَنَّكَ ولا أسمعَنَّ بك إلَّا بعدَ بلاءٍ، وأمَرَه أن يَلحَقَ بحُذَيفةَ وعَرفجةَ إلى عمانَ، وكُلٌّ منكم أميرٌ على جَيْشِه، وحُذَيفةُ ما دمتُم بعمانَ فهو أميرُ النَّاسِ، فإذا فرغتُم فاذهَبوا إلى مهرةَ، فإذا فرغتُم منها فاذهَبْ إلى اليَمَنِ وحَضرَموتَ، فكُنْ مع المهاجرِ بنِ أبي أُمَيَّةَ، ومَن لَقِيتَه مِن المرتدَّةِ بين عمانَ إلى حَضرَموتَ واليَمَنِ، فنَكِّلْ به، فلمَّا وصلوا إليهم كان الفَتحُ والنَّصرُ، فولى المُشرِكون مُدبِرينَ، وركِبَ المسلِمون ظُهورَهم، فقَتَلوا منهم عَشرةَ آلافِ مقاتلٍ وسَبَوا الذَّراريَّ، وأخذوا الأموالَ والسوقَ بحذافيرِها، وبَعَثوا بالخُمُسِ إلى الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللهُ عنه.

العام الهجري : 14 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 635
تفاصيل الحدث:

اجتمَع المسلمون في القادِسيَّة ثلاثون ألفًا بقِيادةِ سعدِ بن أبي وقَّاص بعدَ أن أَمَّرَهُ عُمَر بن الخطَّاب بَدَلَ خالدِ بن الوَليد، مكَث سعدٌ في القادِسيَّة شهرًا يَبُثُّ السَّرايا في كلِّ الجِهاتِ، ويأتي بالغَنائِم، فأَمَّر يزدجردُ رُسْتُمَ على جيشٍ كثيفٍ مِن مائةٍ وعشرين ألفًا، ومِثلِها مِن المَدَدَ، فبعَث سعدٌ إليه مَن يَدعوه للإسلامِ وحاوَل الفُرْسُ أن يغروا المسلمين، فطلبوا إرسالَ أكثرِ مِن رجلٍ فأتاهُم رِبْعِيٌّ، ثمَّ حُذيفةُ بن مِحْصَنٍ، وأخيرًا أتاهُم المُغِيرةُ ولم تنفع في شيءٍ، فبدأ القِتالُ بعدَ الظَّهيرةِ وبَقِيَت المعركةُ ثلاثةَ أيَّام، وفي اليومِ الرَّابع اشْتدَّ أَثَرُ الفِيَلَةِ على المسلمين، ثمَّ في هذا اليومِ هَبَّتْ رِيحٌ شديدةٌ على الفُرْسِ أزالت خِيامَهم فهربوا وقُتِلَ رُستمُ قائدُهم، وتَمَّتْ الهزيمةُ على الفُرْسِ، وقُتِلَ منهم ما لا يُحْصى، ثمَّ ارتحلَ سعدٌ ونزَل غَربيَّ دِجْلة، على نهرِ شير، قُبالةَ مَدائنِ كِسرى، ودِيوانِه المشهورِ، ولمَّا شاهَد المسلمون إيوانَ كِسرى كَبَّروا وقالوا: هذا أبيضُ كِسرى، هذا ما وَعَدَ الله ورسولُه. واسْتُشْهِدَ مِن المسلمين ألفٌ وخمسمائةٍ، وقُتِلَ مِن الفُرْسِ عشرون ألفًا، وغَنِمَ المسلمون الكثيرَ، وقِيلَ: إنَّها كانت في سَنَةِ خمسةَ عشرَ.

العام الهجري : 260 العام الميلادي : 873
تفاصيل الحدث:

كان المعتمِد قد ولَّى على الموصِل أساتكين من قوَّاد الأتراك، فبعث عليها ابنَه اذكوتكين وسار إليها سنة تسع وخمسين، فأساء السيرةَ وأظهر المُنكَر وعسَفَ بالنَّاسِ في طلب الخَراجِ، وتعرَّضَ أحد الأيام رجلٌ من حاشيته إلى امرأةٍ في الطريقِ، وتخلَّصها من يده بعضُ الصالحين، فأحضره أذكوتكين وضربه ضربًا شديدًا، فاجتمع وجوهُ البلد وتآمروا في رَفعِ أمرهم إلى المعتمِد، فركب إليهم ليوقِعَ بهم فقاتلوه وأخرجوه واجتَمَعوا على يحيى بن سليمان، وولَّوه أمْرَهم، ولَمَّا كانت سنة إحدى وستين ولَّى أستاكين عليها الهيثم بن عبد الله بن العمد الثعلبي العدوي وأمَرَه أن يزحَفَ لِحَربِهم ففعل، وقاتلوه أيامًا وكَثُرت القتلى بينهم، ورجع عنهم الهيثم وولَّى أستاكين مكانه إسحاق بن أيوب الثعلبي، وحاصرها مدَّةً ومرض يحيى بن سليمان الأمير، فطَمِع إسحاقُ في البلد وجدَّ في الحصار، واقتحمها من بعضِ الجهات فأخرجوه، وحملوا يحيى بن سليمان في قبَّة وألقوه أمام الصفِّ، واشتدَّ القتال ولم يزَل إسحاق يراسِلُهم ويَعِدُهم حُسنَ السيرة إلى أن أجابوه على أن يقيمَ بالربض فأقام أسبوعًا، ثم وقع بين بعض أصحابِه وبين قومٍ من أهلِ الموصل شر، فرجعوا إلى الحَرب, وأخرجوه عنها، واستقرَّ يحيى بن سليمان بالموصِل.

العام الهجري : 546 العام الميلادي : 1151
تفاصيل الحدث:

سَيَّرَ عبدُ المؤمن قائِدُ الموحِّدينَ جَيشًا كثيفًا، نحو عشرينَ ألفَ فارسٍ، إلى الأندلُسِ مع أبي حَفصٍ عُمَرَ بن أبي يحيى الهنياتي، وسَيَّرَ معهم نساءَهم، فكُنَّ يَسِرْنَ مُفرَداتٍ عليهن البَرانِسُ السُّودُ، ليس معهنَّ غَيرُ الخَدَمِ، ومتى قَرُبَ منهن رجلٌ ضُرِبَ بالسياط، فلما قَطَعوا الخليجَ ساروا إلى غرناطةَ وبها جمعُ المرابطين، فحَصَرَها عُمَرُ وعَسكَرُه، وضَيَّقوا عليها، فجاء إليه أحمَدُ بنُ ملحان، صاحِبُ مدينة آش وأعمالها، بجماعته، ووحَّدوا، وصاروا معه، وأتاهم إبراهيمُ بن همشك بن مردنيش، صاحبُ جيان، وأصحابُه، ووحدوا، وصاروا أيضًا معه، فكَثُرَ جَيشُه، وحَرَّضوه على المسارعة إلى ابن مردينش، مَلِك بلاد شرق الأندلس، لِيَبغَتَه بالحصار قبل أن يتجَهَّزَ، فلما سمع ابن مردنيش ذلك خاف على نفسِه، فأرسل إلى ملك برشلونة مِن بلاد الفرنج، يُخبِرُه ويَستَنجِدُه ويَستَحِثُّه على الوصول إليه، فسار إليه الفرنجيُّ في عشرة آلاف فارس، وسار عسكَرُ عبد المؤمن، فوصلوا إلى حمة بلقوارة، فسَمِعوا بوصول الفِرنجِ، فرجع وحَصَرَ مدينةَ المرية- وهي للفرنج- عِدَّةَ شُهورٍ، فاشتَدَّ الغَلاءُ بالعَسكَرِ، وعَدِمَت الأقواتُ، فرحَلوا عنها وعادوا إلى إشبيليَّةَ فأقاموا بها.