بعد أن طلب أميرُ الأحساءِ وزعيمُ بني خالد: سليمان بن محمد بن غرير آل حميد الخالدي من حاكِمِ العُيينة التخلُّصَ مِن الشيخ محمد بن عبد الوهاب, فكتب إلى عثمان يتوعَّدُه ويأمُرُه أن يقتُلَ هذا المطَوَّع الذي عنده في العُيينة, وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا وكذا، فإما أن تقتُلَه، وإما أن نقطَعَ عنك خراجَك الذي عندنا!! وكان عنده للأمير عثمان خراجٌ من الذهب، فعظم على عثمانَ أمرُ هذا الأمير، وخاف إن عصاه أن يقطَعَ عنه خراجه أو يحارِبَه، فقال للشيخ: إنَّ هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا، وإنه لا يحسن منا أن نقتُلَك، وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربتَه، فإذا رأيتَ أن تخرُجَ عنا فعلْتَ، فقال له الشيخ: إن الذي أدعو إليه هو دينُ الله وتحقيقُ كلمة لا إله إلا الله، وتحقيقُ شهادة أنَّ محمدًا رسول الله، فمن تمسَّك بهذا الدين ونصره وصَدَق في ذلك نصره الله وأيَّدَه وولَّاه على بلاد أعدائه، فإن صبَرْتَ واستقمْتَ وقَبِلْتَ هذا الخير، فأبشِرْ فسينصرُك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يولِّيك الله بلادَه وعشيرته, فقال: أيُّها الشيخُ، إنَّا لا نستطيعُ محاربته، ولا صبرَ لنا على مخالفتِه، فخرج الشيخ عند ذلك وتحوَّل من العُيينة إلى بلاد الدرعية، جاء إليها ماشيًا- فيما ذكروا- حتى وصل إليها في آخر النهار، وقد خرجَ من العيينة في أوَّلِ النهار ماشيًا على الأقدام لم يَرحَلْه عثمان، فدخل على شخصٍ مِن خيارها في أعلى البلد يقال له محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه.
بعد الحرب مع روسيا التقى مندوبو الدولةِ العُثمانيَّة ومندوبو روسيا في بلدة قرب استانبول على بحر مرمرة تُسمَّى سان ستفانو، وذلك بعد محادثات تقَدَّمَ فيها الروس قليلًا عن خطِّ وقف إطلاق النار الذي اتُّفِق عليه، ونُقِلَ أيضًا مركزُ المحادثات من أدرنة إلى هذه القريةِ، وقدَّمَ المندوبُ الروسي شروطًا مسبقةً وطلب التوقيعَ عليها مباشرةً، وإلا تتقَدَّم الجيوش الروسية وتحتل استانبول، ولم يكن للعثمانيين من خيارٍ سوى التوقيع، وتنص المعاهدةِ على: تعيينِ حُدودٍ جديدة للجبل الأسودِ لإنهاء النزاع، وتحصُلُ هذه على الاستقلالِ، وإذا حَدَثت خلافاتٌ جديدةٌ تحلُّها روسيا والنمسا، تستقِلُّ إمارة الصرب وتُضافُ لها أراضٍ جديدةٌ، وتحدَّدُ الحدود حسبَ الخريطةِ المرفقة، وبمساعدة الروس تأخذ بلغاريا استقلالًا إداريًّا وتدفع مبلغًا محدَّدًا إلى الدولة العثمانية، ويكون موظفو الدولة والجندُ من النصارى فقط، وتُعَيَّن الحدود بمعرفة العثمانيين والروس، ويُنتَخَب الأمير من قِبَل السكان، ويُخلِّي العثمانيون جنودَهم نهائيًّا من بلغاريا، ويحِقُّ للعثمانيِّين نقلُ جنودهم إلى ولايات أخرى ضِمنَ الأراضي البلغارية، تحصل دولةُ رومانيا على استقلالها التام، يتعهَّدُ الباب العالي بحماية الأرمن النصارى من الأكرادِ والشركس، يقومُ الباب العالي بإصلاح أوضاع النصارى في جزيرة كريت، تدفعُ الدولة العثمانية غرامةً مالية حربية قدرها 245.217.391 ليرة ذهبية، ويمكِنُ لروسيا أن تتسلم أراضيَ مقابل المبلغ، تبقى المضائِقُ البوسفور والدردنيل مفتوحةً للسفن الروسية في زمن السِّلمِ وزَمَن الحرب، يمكِنُ للمسلمين الذين يعيشون في الأراضي التي اقتُطِعَت من الدولة العثمانية أن يبيعوا أملاكَهم ويهاجروا إلى حيث يريدون من أجزاءِ الدولةِ العُثمانية.
صلاح خلف، اسمه الحَرَكي أبو إياد، وهو سياسي فِلَسْطيني، من مؤسِّسي حركة تحرير فِلَسطين (فتح)، وهو قائد الأجهزة الأمنيَّة الخاصَّة لمنظمة التحرير، وحركة فتح لمدَّة طويلة.
قدِمَ والدُه من مدينة غزَّة إلى يافا، وهناك وُلد صلاح خلف عام 1933م، وعاش أول سِني حياتِه حتى قبلَ قيام الكِيان الصِّهْيَوني بيوم واحد، حيث اضطرَّ وعائلتُه إلى الذَّهابِ إلى غزَّةَ عن طريق البحر، فأكمل في غزَّةَ دراستَه الثانوية، وذهب إلى مصرَ عامَ 1951م؛ ليُكمِل دراستَه العُليا في دار المعلِّمين هناك، حصل على ليسانس تربية وعلم نفس من جامعة القاهرة.
انضمَّ أثناءَ وُجوده في غزَّةَ إلى العمل الوطني، وفي أثناء وجوده في مصرَ نشِطَ مع ياسر عرفات وآخرين في العمل الطلابي، ثم عاد إلى غزَّةَ مدرسًا للفلسفة، حيث واصَلَ نشاطَه السياسيَّ، وبدأ يَنْحو به مَنْحًى عسكريًّا، وانتقل أبو إياد إلى الكويت عام 1959م للعمل مدرسًا، ووجَد فُرصةً هو ورفاقُه، وخصوصًا ياسر عرفات، وخليل الوزير لتوحيد جهودهم لإنشاء حركة وطنية فِلَسْطينيَّة، وهي حركة "فتح"، وبدؤوا بعرض مبادئهم أمام الجماهير الواسعة بواسطة مَجلَّة "فلسطينا"، وفي العام 1969م بعد دمج حركة فتح في منظمة التحرير الفِلَسطينيَّة بدأ اسم أبي إياد يبرُز بوصفِه عضوًا للجنة المركزية لفتح، ثم مفوِّض جهاز الأمن في فتح، ثم تولَّى قيادة الأجهزة الخاصة التابعة للمنظمة، ومنذ عام 1970م تعرَّض أبو إياد لأكثر من عملية اغتيال استهدفت حياتَه، ثم اغتيلَ في تونسَ وحُمِّلت إسرائيلُ مسؤوليةَ الحادث.
هو الملك المنصور عبد الله بن الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس بن المجاهد علي بن المؤيد داود بن المظفر يحيى بن المنصور عمر بن علي بن رسول متملك اليمن, وهو تاسع حكَّام دولة بني رسول باليمن، وحكم سنة واحدة فقط من 829 إلى 830. توفِّي في جمادى الأولى، وأُقيم مِن بَعدِه أخوه الأشرف إسماعيل.
هو أحمد طوسون بن محمد علي باشا المعروف بـ"طوسون باشا" الابن الأكبر لمحمد علي باشا والي مصر، وُلِدَ سنة 1208هـ، قاد الحملة الأولى جهةَ نجدٍ ضِدَّ الدولة السعودية الأولى، وخاض فيها عدة معارك انتصر في بعضِها وهُزِم في البعض الآخرِ منها. أصيبَ بجراحٍ في معركة تربة التي هُزم فيها, فنُقِل إلى جُدَّة للعلاج, ثم نُقِل إلى مصر, ومات فيها متأثرًا بجراحِه عن عمر 33 سنة.
بدأت الدَّعوة السنوسية في الجزائر على يدِ مؤسِّسِها محمد بن علي المعروف بالسنوسي الكبير، وبدأت هذه الدعوةُ تنتشِرُ داخِلَ أفريقيا من الصومال إلى السنغال وعلى طول الطريق إلى تشاد، وفي المغرب، وكانت أكثر المناطق التي انتشرت فيها بقوة هي ليبيا، وخاصةً منطقة الجبل الأخضر؛ حيث كان فيها أكثر من 300 زاوية سنوسية تعيشُ على الزراعة، وهم أوَّلُ من قاوم المحتلين الإيطاليين في ليبيا، وكان من أبرَزِ رجال هذه الدعوة عمر المختار، المعروف في الجبل الأخضر، كما انتشرت في برقةَ.
هو الإمامُ المنصور نجاح الدين أبو الحسن علي بن صلاح بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن منصور بن حجَّاج بن يوسف الحسني، الرسي المدعو بأمير المؤمنين، إمامُ الزيدية ورأسُهم.
صاحبُ صنعاء باليمن، أقام في الإمامة بعد أبيه ستًّا وأربعين سنة وثلاثة أشهر، وأضاف إلى صنعاء وصعدة عدة من حصون الإسماعيلية، أخذها منهم بعد حروب وحصار. مات في سابع صفر، فقام بعده ابنه الإمام الناصر صلاح الدين محمد بعهده إليه وبيعة الجماعة له، فمات بعد ثمانية وعشرين يومًا في الخامس والعشرين شهر ربيع الأول، فأجمع الزيدية بعده على رجل منهم يقال له صلاح بن علي بن محمد بن أبي القاسم وبايعوه، ولقَّبوه بالمهدي، وهو من بني عم الإمام المنصور، وقام بأمره قاسم ابن سنقر على أن يكون الحُكمُ له، فعارضه الإمام وصار يحكُمُ بما يؤدي إليه اجتهاده، ولا يلتفت إلى ابن سنقر، فثار عليه بعد ستة أشهر رجل يقال له محمد بن إبراهيم الساودي، وأعانه ابن سنقر، وقبضا عليه وسجناه في قصر صنعاء، ووكل به محمد بن أسد الأسدي، وقام قاسم بالأمر، فدبرت زوجةُ الإمام المهدي في خلاصِه، ودفعت إلى الأسدي الموكل به ثلاثة آلاف أوقية، فأفرج عنه، وخرج به من القصر، وسار إلى معقل يسمى ظفار، وفيه زوجة المهدي، ومضى الأسدي إلى معقل يسمى دمر، وهو من أعظم معاقل الإسماعيلية التي انتزعها الإمام المنصور علي بن صلاح، وأقام المهدي مع زوجته بظفار، ثم جمع الناس وسار إلى صنعاء، فوقع بينه وبين ابن سنقر وقعة، انكسر فيها الإمامُ وتحصَّن بقلعة يقال لها تلى، فلما بلغ ذلك زوجته ملكت صعدة، وأطاعها من بها من الناس، فاضطرب أمر ابن سنقر، وكان الناس مخالفين عليه، فأقام ولدًا صغيرًا وهو ابن بنت الإمام المنصور علي وأبوه من الأشراف الرسية، فازداد الناس نفورًا عنه وإنكارًا عليه، واستدعَوا الإمام المهدي إلى صعدة، فقدمها وبايعه الأشراف بيعة ثانية، حتى تم أمره، وبعث إلى أهل الحصون يدعوهم إلى طاعته، فأجابوه، وانفرد ابن سنقر بصنعاء وحدها على كرهٍ من أهلها، وبُغضٍ له.
تجهَّزَ المهدي لغزو الروم، فخرج وعسكرَ بالبردان، وجمع الأجناد من خراسان وغيرها، وسار عنها، وكان قد توفِّي عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس في جمادى الآخرة، وسار المهدي من الغد، واستخلفَ على بغداد ابنَه موسى الهادي، واستصحَبَ معه ابنه هارون الرشيد، وسار على الموصِل والجزيرة، وعزل عنها عبد الصمد بن علي في مسيرِه ذلك، ولما حاذى قصرَ مسلمة بن عبد الملك، قال العباس بن محمد بن علي للمهدي: إنَّ لِمَسلمةَ بن عبد الملك في أعناقنا مِنَّة، كان محمد بن علي مَرَّ به، فأعطاه أربعةَ آلاف دينار، وقال له: إذا نَفِدَت فلا تحتَشِمْنا, فأحضر المهديُّ ولدَ مَسْلمة ومواليَه، وأمرَ لهم بعشرين ألفَ دينار، وأجرى عليهم الأرزاقَ، وعبَرَ الفُرات إلى حلب، وأرسل وهو بحلب فجَمَع مَن بتلك الناحية من الزَّنادقة، فجُمِعوا فقَتَلهم، وقطَّعَ كُتُبَهم بالسَّكاكين، وسار عنها مشيِّعًا لابنه هارون الرشيد، حتى جاز الدربَ وبلغ جيحان، فسار هارون، ومعه عيسى بن موسى، وعبد الملك بن صالح، والربيع، والحسن بن قحطبة، والحسن وسليمان ابنا برمك، ويحيى بن خالد بن برمك، وكان إليه أمرُ العَسكر، والنَّفَقات، والكتابة وغير ذلك، فساروا فنزلوا على حصنِ سمالوا، فحصره هارونُ ثمانية وثلاثين يومًا، ونصَبَ عليه المجانيقَ، ففتحه الله عليهم بالأمانِ، ووفى لهم، وفتحوا فتوحًا كثيرةً.
هو أميرُ المؤمنينَ أبو محمَّد علي المكتفي باللهِ بنُ الخليفة المعتَضِد بن الأمير أبي أحمد الموفَّق بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بن الرشيد العباسي، وليس من الخلفاءِ مَن اسمُه عليٌّ سواه بعد عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وليس من الخُلَفاء مَن يُكنَّى بأبي محمَّد سوى الحسَنِ بن علي بن أبي طالب وهو، ولِدَ سنة 264، وكان يُضرَبُ المثَلُ بحُسنِه في زمانه. كان معتَدِلَ القامةِ، أسودَ الشَّعرِ، حسَنَ اللِّحيةِ، جميلَ الصورة. بويع بالخلافةِ عند موت والده في جمادى الأولى سنة 289، وفي أيَّامِه فُتِحَت أنطاكية وكان فيها من أُسارى المسلمين بشَرٌ كثيرٌ وجَمٌّ غفير، ولَمَّا حضرته الوفاةُ سأل عن أخيه أبي الفضلِ جعفرِ بنِ المعتضد، فأحضره في يوم الجمعة لإحدى عشرةَ ليلةً خلت من ذي القعدة منها، وأحضَرَ القضاةَ وأشهدهم على نفسِه بأنَّه قد فوَّضَ أمرَ الخلافة إليه مِن بَعدِه، ولقبه بالمُقتَدِر بالله، ثم مات بعد عِدَّة أيام، وكانت خلافته سِتَّ سنين وستة أشهر وتسعة عشر يومًا. مات شابًّا في الثلاثين من عمُرِه، ثم تولى الخلافةَ المقتَدِرُ باللهِ أبو الفَضلِ جعفرُ بن المعتضد، فجُدِّدَت له البيعةُ بعد موت أخيه وقتَ السَّحَر لأربعَ عشرةَ ليلةً خلت من ذي القَعدةِ مِن هذه السنة، وعمُرُه إذ ذاك ثلاثَ عشرةَ سنةً وشهرٌ واحد وإحدى وعشرون يومًا، ولم يل الخلافةَ أحَدٌ قبله أصغَرُ منه.
جرت معركةٌ حاميةُ الوطيس في بلدةِ بسل الواقعة بين الطائفِ وتربة بين قواتِ محمد علي باشا والقوات السعودية بقيادة فيصل بن سعود, وذلك أنَّ فيصلَ بن سعود لَمَّا قدم إلى الحجاز ليتولى قيادةَ جموع المسلمين نزل تربة واستنفر رعايا دولتِهم في الحجازِ، فقَدِمَ طامي بن شعيب في أهل عسير وألمع وزهران وغامد في عشرين ألفًا، فلما أقبلوا على تربة وأرسلوا إلى فيصل يخبرونه بقدومِهم خرج فيصل من تربة ومعه عشرةُ آلاف مقاتل فاجتمعوا بالقربِ مِن بئر غزال قريب من تربة، ثم رحلوا منه إلى بسل حيث الرومُ (قوات محمد علي) قد اجتمعوا بعددِهم وعُدَّتهم، فنازلهم فيصل بجموعِه، ووقع بينهم قتالٌ وطِراد، وقُتلَ من الرومِ عددٌ كثير, ثمَّ في اليوم التالي قَدِم محمد علي بعساكِرَ كثيرة، ووقع قتال بين الفئتين، فثبت فيصل ومن معه ووقع كسرٌ في ناحية غامد وزهران، ثم في قوم طامي وغيرهم، واتصلت الكسرة على جموع المسلمين لا يلوي أحدٌ على أحد، ووقى الله شَرَّ القتل وكفَّ أيدي الروم عنهم وعن ساقتِهم, ولم يُقتَل إلا أقل القليل، وبعدها زحَفَت هذه القواتُ واحتلت تربة ورنية التي أصبحت فيما بعد معسكرًا عامًّا لقوات الروم, ثم رحل محمد علي إلى بيشة ونازل أكلب، وأطاعوا له، ثم سار إلى تبالة فضربها بالمدافِعِ والقنابر وقتلَ أمير الفزع و100 رجلٍ ممن معه.
هو الشاه فتح علي شاه قاجار زعيم القاجاريين الشيعة في إيران. ولِدَ سنة 1772 وكان فتح علي ثاني شاه قاجاري على فارس. وقد حكم من 17 يونيو 1797 حتى وفاته. وقد شَهِدَ عهده فقدانَ إيران بالقوة -وبغير رجعة- أراضيَها الشمالية؛ الأراضي القوقازية التي تضمُّ جورجيا، داغستان، أذربيجان، أرمنيا، لصالح روسيا القيصرية إثرَ الحرب الروسية الفارسية (1804-1813)، الحرب الروسية الفارسية (1826-1828) والمعاهدتين اللتين أُبرِمتا في عَقِبَيهما: معاهدة ولستان، ومعاهدة تركمانچاي. توفي الشاه فتح علي بعد أن هزل من المرض كثيرًا، عن عمر يناهز 64 عامًا، ودام في الملك ستًّا وثلاثين سنة، فخَلَفَه في الملك محمد شاه ميرزا بن عباس ميرزا، الذي كان ولي العهد قبل وفاة والده بسنة، وكان جلوسه على العرش في السابع من رجب من سنة 1250هـ، فثار عليه أعمامُه، فانتصر عليهم وقبض على صولجان الملك، فصار يدعى محمد شاه.
كانت معاهدةُ خونكار أسكله سي بين روسيا والدولةِ العثمانيةِ بمثابةِ تحالُفٍ دفاعيٍّ بين روسيا والعثمانيين؛ مما أدى إلى مسارعة كلٍّ مِن بريطانيا وفرنسا بالتصدِّي لمحمد علي خشيةَ المزيد من التدخُّلِ الروسي، وفرضت عليه اتفاقيَّةَ لندن سنة 1255هـ / 1840م. وقد ترتَّب على هذه الأحداث إجهاضُ محاولة الإصلاح التي حاول السلطانُ محمود الثاني أن يقومَ بها في الدولة العثمانية، واضطرت الدولةُ العثمانيةُ لقبولِ وصاية الدُّوَل الأوروبية في مقابِلِ حمايتِها مِن أطماع محمد علي، وكان محمد علي قد رفض أولًا هذه المعاهدة، ثم أُجبِرَ تحت ضغوط الإنجليز على توقيعِ المعاهدةِ التي من بنودِها أن يتنازل فيها عن حُكمِ بلاد الشام، وأن يظلَّ حُكمُ مِصرَ وراثيًّا له ولأبنائِه. أن يحَدَّدَ الجيش المصري بثمانية عشرَ ألفًا. ألَّا تَصنَعَ مِصرُ سفنًا للأسطول. ألَّا يعين والي مصر في الجيشِ ضابطًا أعلى من رتبةِ ملازم وأن يدفع للدولة العثمانية ثمانين ألف كيس سنويًّا.
هو الشيخُ المحَدِّث الكبير، أشرف علي التهانوي بن عبد الحق بن الحافظ فيض علي، صاحِبُ التصانيف النافعة المفيدة، وُلِدَ صباح الخامس من شهر ربيع الثاني سنة 1280هـ / 10 سبتمبر 1863م، في إحدى قرى الهند وهي قرية (تهانه بهون)، وترعرع في بيئة علمية، وكان منذ نعومة أظفاره مكبًّا على العلم والعلماء، بعيدًا عن اللهو. ويعتبر أشرفُ علي التهانوي أحد كبار مشيخة ديوبند، تخرَّج عليه خلقٌ كثيرون، وعلماء أمثال: الشيخ المفتي محمد شفيع المفتي الأكبر بباكستان، والعلامة السيد سليمان الندوي، والمحدِّث ظفر أحمد التهانوي، والشيخ محمد إدريس الكاندهلوي، والشيخ عبد الباري الندوي. مات رحمه الله في النصف الأول من ليلة الأربعاء، 16 رجب، وصلَّى عليه ابن أخته العلَّامة المحدث الشيخ ظفر أحمد العثماني التهانوي، ودُفِنَ في المقبرة التي وقَفَها الشيخ بنفسه لدفنِ موتى المسلمين.
الثَّورةُ اليمنِيَّةُ هي ثورةٌ شعبيَّة اشتعَلَت يومَ الجُمعة الذي أُطلِقَ عليه اسم "جمعة الغضب"، وقاد هذه الثَّورَةَ الشُّبَّانُ اليمنيُّون بالإضافةِ إلى أحزابِ المُعارضَةِ؛ للمُطالبةِ بتغيِيرِ نظامِ الرئيسِ علي عبد الله صالح الذي حَكَم البلادَ أكثرَ من (30) عامًا، ومطالبَتِه بالقيامِ بإصلاحاتٍ سياسيةٍ واقتصادِيَّة واجتماعِيَّة. وكان لمواقِعِ التواصُلِ الاجتماعيِّ على الإنترنت مثلِ الفيسبوك إسهامات فعَّالةً في الثورة، إلى أن ارتَفَع سقفُ المطالِبِ إلى إسقاطِ النِّظامِ. وفيها تعرَّض الرئيسُ اليمنيُّ علي عبد الله صالح لمُحاولةِ قَتلٍ في مسجدِ الرئاسة في يونيو من هذا العامِ وسافر بعدها للعِلاجِ في السعودية. وقد صوَّت مجلسُ الأمنِ الدَّولي بالإجماعِ لصالحِ قرارٍ يَدين العُنفَ المُفرِطَ ضِدَّ المُتظاهِرين، ويحثُّ على اتِّفاقٍ سريعٍ يعتَمِد على المُبادرَة الخليجيَّة، كما يدعو الرئيسَ اليمنيَّ علي عبد الله صالح إلى التنحِّي. وقد أدَّت أعمالُ العُنفِ ضِدَّ المُتظاهِرين إلى مقتلِ المئاتِ.
تُوفِّي في العاصمةِ الجزائر الرئيسُ الجزائريُّ الأسبَقُ علي كافي عن عمرٍ تجاوز الـ(85) عامًا، بعد وَعكةٍ صحيَّةٍ أدخلَتْه المستشفى العسكري "عين النعجة"، بعد عمرٍ طويلٍ قضى بعضَه في جبال الأوراس حيثُ معاقِلُ الثَّورةِ الجزائرِيَّة زمنَ الاستِعمارِ الفَرَنسي كعقيدٍ في صفوفِ جيشِ جبهةِ التحريرِ الوطنيِّ. ويُعَدُّ علي كافي سادِسَ رئيسِ دولةٍ للجزائر المستقلَّةِ؛ حيث ترأَّس المَجلِسَ الأعلى للدولة مباشرةً بعد اغتيالِ رئيسِه محمد بوضياف. وينحدِرُ علي كافي من الشَّرق الجزائري، من ولاية "سكيكدة" تحديدًا، وهو واحِدٌ من الشخصيَّات التاريخيَّة والسياسيَّة الجزائريَّة القليلةِ التي أقدَمَت على كتابة مذكِّراتِها والتي أثارَت جدلًا واسعًا. وكان قد اعتَزَل السياسةَ وانزوَى ببيتِه، مثلُه مثلُ الرئيس الراحلِ الشاذلي بن جديد وأحمد بن بلَّة، ولم يَكُن يظهَرُ على شاشةِ التلفزيون إلَّا في المناسباتِ الرسميَّة. وقد قرَّر الرئيسُ بوتفليقة إعلانَ الحداد الوطنيِّ على وفاتِه لمدَّةِ ثمانيةِ أيَّامٍ.