استطاع محمود بن أويس الأفغاني أن ينهي دولة الصفويين في إيران، ثم عقبه أشرف بن عبد العزيز ابن عمه، وكان طهماسب بن حسين الصفوي الذي فرَّ من أصفهان يريد استرجاعَ الملك، وكان قد تعاقد مع الروس على أن يُعينوه ضدَّ الأفغان على أن يتخلى لهم عن البلاد الشمالية من إيران، وكان نادر شاه قائد جيوشه فزحفوا إلى أصفهان لطرد أشرف الأفغاني الذي تولى بعد محمود الأفغاني، وكان السكان الإيرانيون الذين بقوا في إيران قد ساعدوا في القتال وانضموا لجيش طهماسب ونادر شاه، واستطاع نادر بعد حروب شديدة أن يستردَّ أصفهان، فصارت القوةُ كلُّها لنادر شاه، مع أن المُلك لطهماسب، ولكن الأمر لم يدُمْ طويلًا حتى أصبح نادر شاه حاكمًا على خراسان وكرمان وخوارزم وسيستان، ثم تمَّ له الأمر بواسطة الحرب مع العثمانيين الذين كانوا يغيرون على البلاد الغربية لإيران، ثم عاد نادر إلى خراسان لثورة الأفغان فيها، وتقدَّم طهماسب إلى جهة الأتراك ليكمل القتال عن نادر، لكنه كُسِر كسرة عنيفة فعقد الصلح مع الأتراك، فلما سمِعَ نادر بذلك خلعه وعيَّن مكانه ابنه عباسًا الطفل، وصار هو الوصيَّ عليه، ثم مات هذا الطفل فصار هو الملك باسم حِفظِ البلاد من الفوضى والأعداء، ويُذكر أن أصل نادر هو من الأفشار من خراسان، وبذلك بدأت دولة الأفشار وانتهت تمامًا دولة الصفويين.
هو ضاهر (ظاهر) بن عمر بن أبى زيدان. وُلِد في صفد سنة 1106هـ كان داهيةً شجاعًا. يقال: إنَّ أصله من المدينة، هاجر أحدُ أجداده إلى فلسطين، وكان والدُه وجدُّه وأعمامُه حكامًا في صفد وعكا. تولى إدارة عكَّا وصفد، فأقام إمارةً قوية تمثِّل مصدرَ قلقٍ للدولة العثمانية في شماليَّ فلسطين، ضمَّت صفد وطبرية والجليل الأعلى والناصرة ونابلس وعكا، فقاتله سليمان باشا والي دمشق العثماني سنة 1150هـ، فتحصَّن في طبرية إلَّا أن موت سليمان باشا المفاجئ أدَّى إلى استفحال أمر ظاهر وازدياد نفوذه، فقام بتحصين عكا وبناء سورِها، وضَمَّها إلى إمارته واتخذَها عاصمةً لها، وانتعشت التجارةُ في عهده، واستقَّر الأمن، ولكِنَّ طموحَ ظاهرِ العمر دفعه إلى التوقف عن دفع الضرائب للعثمانيين، وتحالفَ مع على بك الكبير حاكمِ مصرَ واتفقا على عصيان العثمانيين، فحاربا الواليَ العثماني في الشام عثمان باشا الصادق، واضطرت الأستانة إلى الاعتراف بولاية ظاهر العمر، ولكِنْ سرعان ما ضَعُف أمرُه بعد مقتل علي بك الكبير، فأصدرت الدولة العثمانية أوامرها إلى حسن باشا الجزائري أمير البحر بالقضاء على ظاهر العمر واحتلال عكَّا، فاغتاله رجل مغربي من رجالِه وهو يستعِدُّ لمقاومة العثمانيين، فانهارت دولتُه بمقتَلِه.
تولى الشيخُ صباح الثاني الحُكمَ بعد وفاة والِدِه الشيخ جابر بن عبد الله الصباح، وكانت فترةُ حُكمِه قصيرةً، وفي فترة حكمه احتفظ بالسلطةِ السياسيةِ وتركَ السلطةَ القضائيَّةَ إلى القاضي؛ حيث كان يتولاها وحدَه وبدون تدخُّلٍ منه، وقد اتَّسَعت التجارةُ في عهدِه وكثُرَت أموال الكويت، وأراد أن يضع رسومًا جمركيَّةً على البضائِعِ الخارجةِ من الكويت لكِنَّ التجَّارَ قالوا له: " لا تجعَلْ على أموالنا ما لم يجعَلْه أبوك ولا جَدُّك مِن قَبلُ" وقالوا له: إن أموالَهم ستكون وقفًا على ما تحتاجه الكويت، فوافقَهم على ذلك. وقد لفتَ نظر الكولونيل "بلي" حين زار الكويت ثانيةً في عام 1865 باطِّلاعه على ما يجري خارجَ الكويت من أمورٍ لها صلة بالأحداثِ في أوروبا والعالم، وكان ذلك من خلال صحيفةٍ عربية كانت تصدُرُ في باريس وترسَلُ إليه حافلةً بالأخبار الأجنبية والمحلية. وفي عهده هاجم عبدُ الله بن سعود قبيلةَ العجمان، فلجؤوا إلى الكويت، فأرسل عبد الله بن سعود رسولًا يطلُبُ منه أن يطرُدَ العجمان، لكِنَّ الرسولَ أساء التعبير فقال له: إنَّ معزبَك (وتعني سيدك) يأمُرُك بإخراج العجمان، فغضب الشيخُ صباح وأمر باستنفار أهلِ الكويت لقتالِ عبد الله بن سعود، فوصل الخبرُ إلى عبد الله، فأظهر أسَفَه وبادر إلى الاعتذارِ عن سوءِ تصَرُّفِ رَسولِه.
هو الإمامُ الحافِظُ المُجَوِّد، المُفتي: أبو القاسِمِ هِبةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ مَنصورٍ، الطَّبريُّ الرازيُّ، الشَّافعيُّ اللَّالَكائي، مفيدُ بغدادَ في وقته. وهو طبَريُّ الأصل، أحدُ تلامذةِ الشيخِ أبي حامدٍ الإسْفِرايينيِّ، كان يَفهَمُ ويَحفَظُ، وعُنِيَ بالحديثِ فصَنَّفَ فيه أشياءَ كثيرةً، ولكِنْ عاجَلَتْه المنيَّةُ قبل أن تشتَهِرَ كُتُبُه، وله كتابٌ في العقيدةِ على مَنهَجِ السَّلَفِ، وهو كتابُ: شَرح أصولِ اعتقادِ أهلِ السُّنَّة والجماعة، توفِّي بالدِّينَوَر.
لما مات السلطان بايزيد الأول بن مراد الأول استولى أولاده على البلاد وجرت بينهم حروب، وكان أقواهم محمد الأول بن بايزيد الذي استطاع أن يأخُذَ البلاد التي تحت يد أخيه عيسى وسليمان، وأن ينفرد بالسلطة ويصبح هو السلطان العثماني الخامس المتفرد بحكم الدولة العثمانية، ولكن رغم ذلك لم تهدأ الفتن الداخلية والخارجية، وبقي على قتال مع جيرانه ممن كانوا يثورون عليه أحيانًا ويثور عليهم أحيانًا.
كان أمير فاس أبو فارس عبد العزيز قد عيَّن الأمير محمد بن أبي تاشفين الزياني أميرًا على تلمسان بعد أن تملَّكها من المرينيين، ثم إنَّ محمدًا الزياني رأى أن يعلِنَ استقلاله فيها، فأعلن خروجه عن طاعة السلطان الحفصي أبي فارس، الذي سار من وقته فحاصر تلمسان، فهرب منها الأمير محمد الزياني، ولكن لم يلبث أن قُبِضَ عليه واعتُقِلَ، فحمله أبو فارس معه إلى فاس وسجنه هناك حتى توفي في سجنه من السنة التالية.
كان محمد التاسع الملقب بالأيسر هذا منفيًّا في المغرب، ثم عاد بتقوية ملك قشتالة له فأزاح محمد الثامن الملقب بالصغير وحَلَّ محلَّه، لكِنَّ الفتنَ لم تنتهِ، وكان له عدةُ خصوم، فاستطاع الأميرُ محمد العاشر بن عثمان بن يوسف المعروف بالأحنف أن يتزعَّمَ خصوم محمد الأيسر ويستولي على قصر الحمراء والحصون المجاورة له، ويقبِضَ على الأيسر هذا وينُهيَ ملكَه ويزجَّه وآلَه في السجن، ويخلُفَه في ملك بني نصر.
بعد أن كانت العلاقات بين العثمانيين والبولنديين قد توطدت سنة 895 إلا أنها لم تلبث كثيرًا حتى بدأ الخلاف بينهما؛ بسبب الحماية على البغدان؛ فكل من الطرفين يدعي الحماية عليها، ولكن أمير البغدان اعترف بالحماية العثمانية، وحارب إلى جانب العثمانيين ضد البولنديين، واستطاعوا أن يصدوا البولنديين ويستولوا على البوسنة؛ مما أكسب الدولة العثمانية قوة إلى قوتها، فبدأ خصومها يتقربون إليها بعقد الحلف معها للإفادة منها في قتال خصومها، وخاصة الإمارات الإيطالية.
بعد أن قُتِل الوزير محمد الصقلي وكثُرت التوليةُ والعزلُ بعده, وقد كان هو عمادَ الدولة وركنَها، ومع توقُّف الحروب التي كانت تباشِرُها الإنكشارية الذين أخذوا في الثورة والاعتداء والنَّهبِ والسرقة، فثاروا في إستانبول والقاهرة وغيرها، ثمَّ لما أعيد سنان باشا لولاية الصدر الأعظم، أشار بأن تسيَّرَ العساكر الإنكشارية إلى المجر، وهذا ما تمَّ، ولكِنَّ الجيش الذي كان قد تعوَّد الفوضى اختَلَّ نظامُه, فانهزم أمام النمسا التي قامت بدعم المجر.
بعد الانتصارات البحرية التي حققها العثمانيون خرج السلطان مصطفى الثاني بنفسه في هذا العام, لمحاربة النمساويين، فاستولى على قلعة ليبا وانتصر في وقعة لوغوس وقُتل الجنرال فيتراني قائد جيوش النمسا في هذه الموقعة، ثم عاد السلطان إلى الآستانة (إسطنبول حاليا). ولكن النمساويين أعادوا الكرة في السنة التالية فحاصروا قلعة طمشوار، فتقدم إليهم السلطان العثماني بجنوده وردهم عن القلعة بعد أن دحرهم دحورًا فاحشًا، ثم عاد السلطان إلى أدرنة.
اجتمع أهلُ سدير والوشم ومعهم آل ظفير، واتجهوا إلى رغبة، وكان أهلها قد اهتَدَوا إلى التوحيد, فحصرتهم تلك الجموعُ في البلد أيامًا، فجنح بعض أهلها إلى الضَّلالِ فأدخلوا تلك الأجناد فنَهَبوا جميع الأموال، ولكِنَّ الله حقن دماء المسلمين, ثم اتجهت تلك الجموع ومعهم جلوية ضرمى إلى ضرمى- الذين دخل أهلها في طاعة الدرعية- فحصَروا أهلها أيامًا ونصبوا السلالم على أسوارها، وصعد منهم السور نحو ثلاثين رجلًا قُتلوا جميعًا, ثم رجعوا بعد ذلك خائبين.
وُقِّعت في 14 شباط (فبراير) في طَهرانَ اتِّفاقيةٌ بين البلدان الخليجيةِ الأعضاءِ في "أوبك" وشَركات النِّفط، منَحَت عَمَليًّا البلدانَ المصَدِّرة للنِّفط حقَّ الإشراف على الأسعار القياسيةِ، وبهذا يكون أعضاءُ "أوبك" قد حقَّقوا الأهدافَ المطروحةَ عام 1960. ولكن ظلَّت مُعلَّقةً مسألةُ مساهمةِ حُكومات البلدان المصدِّرة للنِّفط في ممْتلكات ونشاط الشَّركات، وفي 21 كانون الثاني (يناير) 1972 بدَأت مُفاوضاتٌ بهذا الخصوص بين "أوبك" وشركات النِّفطِ.
تحالفَت كُلُّ قوى النصرانيَّة مِن أجْلِ الصُّمودِ في وَجهِ قُوَّةِ المُسلِمينَ بقِيادةِ المنصورِ بنِ أبي عامرٍ في وقعة جربيرة، التقى فيها الفريقان عند مكانٍ شَديدِ الوُعورةِ يُسمَّى بصَخرةِ جربيرة، وكاد المنصور أن يُهزَمَ لأوَّلِ مَرَّة في معاركِه، ولكِنَّ بَسالةَ المُسلِمينَ وشِدَّةَ بأسِهم في القِتالِ أنهَت المعركةَ بهزيمةٍ مُرَوِّعة للتَّحالُفِ النَّصرانيِّ، وقُتِلَ مُعظَمُ قادة الصَّليبيِّينَ وواصل المنصورُ سَيرَه حتى فتح مدينةَ برغش عاصِمةَ قشتالة.
قام الملك الناصرُ صلاح الدين صاحِبُ دمشق بطَلَب العونِ مِن ملك الفرنجِ فريدريك الثاني وهو في عكَّا على أن يُسَلِّمَه القُدسَ مقابِلَ هذه المساعدة ضِدَّ العسكر المصري، ولكِنَّ فريدريك رفض طلبَه ذاك لوجودِ معاهدة بينه وبين المماليكِ تمنعُ مناصرةَ خُصومِهم في الحرب، وقد قال ابن كثير في تاريخه "إن الجيشَ المصريَّ قد تمالأ أيضًا مع الفرنج على تسليمِهم القدس إن هم نصروهم على الشاميِّين, فالله أعلمُ بحقيقة الحال".
بعد أن سقطت بغدادُ بيد هولاكو زحف إلى الشَّامِ واستولى عليها وأنذر سيفَ الدين قطز حاكِمَ مِصرَ يريد بذلك إخافتَه، وذلك أنه يريد أن يُكمِلَ زَحفَه على مصر وإنهاءَ حكم المماليك بعد أن أنهى الدَّولةَ العباسيَّة، ولكن المظفَّرَ قطز كان يجهِّزُ جيشًا لملاقاتِه، ثم قدَّر الله أن يعودَ هولاكو بسبب عصيانِ الأمراءِ في بلادِه عليه فذهب وترك بعضَ عساكره في الشامِ والذين قاتَلَهم المظفر سيف الدين قطز في عينِ جالوت.