الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 895 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 1341 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1923
تفاصيل الحدث:

اعترفت إنجلترا باستقلال شرق الأردن، واحتفظت لنفسِها بالإشراف العسكريِّ، وبعضِ الإشرافِ الماليِّ عليه، والمعروف أنَّ هذا القسم كان تحت حكم ِالأمير عبد الله بن حسين بن شريف مكةَ، وفي 15 أيار أقيمَ حَفلٌ رَسميٌّ بمناسبة اعتراف بريطانيا باستقلالِ شرق الأردن، شارك فيه رجالاتُ الأردن وفلسطين، وأيضًا المندوب السامي البريطاني في فلسطين الصهيوني هربرت صموئيل، ومعه الجنرال كلايتون الذي يعمل في المكتب العربي في القاهرة، وكان له دورٌ كبير في عمليات الثورة العربية، وقد ألقى الأميرُ عبد الله خطبةً طويلة استهلَّها بمقدِّمة تاريخية عن مجد الأمة العربية، وما أصاب هذه الأمَّةَ بعد الدولة العباسية، ثم تحدَّث عن مفاوضاته مع جلالةِ ملك بريطانيا مُثمِّنًا اعتراف جلالته باستقلال هذا القِسمِ مِن المملكة العربية، وأن الحكومةَ ستشرع بتعديل قانون الانتخابات، ووضْعِ القانون الأساسيِّ لشرق الأردن، ثم شكر الأميرُ عبد الله كلَّ الذين ساهموا في إنجاز المعاهدة أو في خطوات الاستقلال، وإرساء قواعد الدولة، وخَصَّ بالشكر المندوبَ السامي في فلسطين الصهيوني هربرت صموئيل، وتناول فرنسا في حديثِه؛ حيث قال: "إني لآمُلُ أن يكونَ موقِفُ الدولة الفرنسية تجاهَ قضيتنا العربية المقدَّسة وتجاه القسم الشمالي الباقي من وطننا المحبوب آخِذًا بها إلى عهدٍ جديدٍ كافٍ للدَّلالةِ على احترامِ أبناء الثورة الفرنسية لحريةِ الأقوامِ واستقلالِها"

العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

كان خُمسُ الغنائم التي تحصُلُ عليها الدولة من الحروب التي حدثت في أيام تأسيس الدولة وتوحيد الجزيرة تشَكِّلُ جزءًا من إيرادات الدولة، وفي عام 1344ه أصدر الملك عبد العزيز مرسومًا يحدِّدُ مقادير الزكاة الشرعية، وطرق جبايتها، وكلَّف أمراءَ المقاطعات بالإشراف على استيفائها، وبعد ضَمِّ السواحل الشرقية للجزيرة العربية فَرَض رسومًا جمركية، ومع ذلك ظلت موارد الدولة فقيرةً مقابِلَ احتياجات الدولة لتمويل العمليات العسكرية لتوحيدِ البلاد، وإجراءات تأسيس الدولة الحديثة؛ فقد بلغت مجمل ضرائب عام 1346هـ: 1.5 مليون جنيه استرليني، وكانت أول محاولة أُجرِيَت لوضع ميزانية ثابتة للدولة في 1348هـ/ 1929م. تقرَّر اعتماد ميزانية للدولة في عام 1353هـ / 1934م، وقد فُصِّلَت فيها أبواب الواردات والنفقات العامة، واتُّبِع في وضعها طريقة تكليف الدوائر الرسمية أن تضَعَ مشروعات مفَصَّلة لموازنتها، ثم تقَدِّمَها إلى وزارة المالية، فتَدرُسَها وتبديَ ملاحظاتها عليها. ثم تحال إلى مجلس الشورى فيدَقِّقها ويحيلها إلى مجلس الوكلاء لرفعها واستصدار الموافقة الملكية عليها. وبلغت النفقات في موازنة هذا العام 1353ه حوالي 14 مليون ريال، وقُدِّرَت الواردات بمثل ذلك، وبعد اكتشاف النفط بلغت نفقات الدولة في عام 1367ه / 1948م "214.586.500" ريال، ومثلها تقدير الواردات، بحيث تضاعفت ميزانية هذا العام عن عام 1353 ما يزيد على 15 ضعفًا!

العام الهجري : 1380 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1961
تفاصيل الحدث:

هو محمَّدُ الخامس بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن الحسني العلويّ، أبو الحسن المنصور باللَّه: ملك المغرب، ورمزُ نهضته الحديثة. وُلِدَ بفاس سنة 1329هـ وتعَلَّم بها وبالرباط، وكان بفاس يوم بُويِعَ له بعد وفاة والده سنة 1346ه 1927م، فانتقل إلى الرباط عاصمة المغرب في عهد أبيه. وكان الاحتلالُ الفرنسي المعبَّرُ عنه بالحماية هو المرجِعَ الأعلى في سياسة البلاد وإدارتها، وليس للملك الذي كان يُدعى بالسلطان ولا للقصر الملكي الذي يُسمَّى المخزَن إلَّا المظهرُ الديني في مواسِمِ الأعياد الإسلامية، ووَضْع الطابع الشريف -أي: الخاتم- على الأحكام الشرعية، وشؤون الأوقاف، أُعلِنَ استقلال المغرب يوم 3 مارس 1956 وزار أسبانيا فاتَّفَق مع حكومتِها على أن تعترف باستقلال المغرب ووَحدةِ ترابه، وأدخل المغربَ في الأُمَم المتحدة. وربَطَ بلادَه بعلاقات سياسية واقتصادية مع أكثر دول العالم. وكان يدورُ في سياسته حول دول الغرب (أمريكا ومن معها) فمَدَّت إليه الدول الاشتراكية يَدَها، فتعاون معها متحفِّظًا بحُسنِ صِلاتِه بالأولى. وكان لمدينة طنجة نظامٌ دولي يَفصِلُها عن المغرب، فألغى ذلك النِّظامَ وأدخل بلادَه في جامعة الدول العربية، ولَمَّا مَرِضَ الملك محمد الخامس سافر إلى سويسرا للعلاج، وعَيَّن ابنَه الحسن وليًّا للعهد، ثم توفي في 11 رمضان 1380هـ، فتسَلَّم المُلْكَ بعده ابنُه الحسن الثاني بعد خمسة أيام من وفاته.

العام الهجري : 1410 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1989
تفاصيل الحدث:

بدأ في اليمَن تنفيذ مشروع الوَحْدة الاندماجيَّة الفَوْريَّة، عندما وصل وفدٌ من صنعاءَ برئاسة الرئيس علي عبد الله صالح للمُشارَكة في احتفالات ذِكرى جَلاء الاستعمار البريطاني عن الجنوب اليَمَني (1967م)، لكنَّ الزيارةَ لم تنتهِ إلَّا وقد تمَّ التوقيع على اتفاق يَقْضي بإحالة مشروع دستور يَمَن الوَحْدة الجديد على برلمان كل شطر، تمهيدًا لإجراء استفتاءٍ شَعبي عليه، وهو ما كان يَعْني قيامَ وَحْدة اندماجيَّة فَوْريَّة لم يكُنْ أحدٌ يتوقَّعُها، وجَرى حديث انفراديٌّ بين زَعيمَيْ شطرَيِ اليمَن آنذاك: علي عبد الله صالح، وعلي سالم البيض، وانتهى باتِّفاقهما على تحقيق وَحْدة اندماجيَّة، وعادت الوَحْدة بين شطرَيِ اليَمَن الجمهورية العربية اليمنية، وجمهورية اليَمَن الديمقراطيَّة الشعبيَّة في العام 1410/ 1990، ليُشكِّلا الجمهورية اليَمَنية، وفي بداية عهد الوَحْدة واجَهَ اليَمَنُ الجديدُ تحديًا خطيرًا تمثَّلَ في تداعيات الاحتلال العراقي للكويت، واستقدام القوات الدوليَّة لتحرير الكويت والدفاع عن منابع النفطِ، كما شهِد اليَمَن في العام الأوَّل للوَحْدة صراعًا سياسيًّا وفكريًّا بين التيار الإسلامي وأنصاره، وبين الحزب الاشتراكي وأنصاره، حولَ جُملة من القوانين والتوجُّهات الدستورية، ثم اختلفت أطراف النظام الحاكم، ممَّا أدَّى إلى اشتعال حرب بين الدولتَينِ في العام 1994، وانتصرت الجمهورية العربية اليَمَنية (الشماليَّة) في هذة المعارك، وتم إعادة الوَحْدة.

العام الهجري : 1434 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2013
تفاصيل الحدث:

فاز حسن روحاني برئاسةِ إيران وأصبَح الرئيسَ السابِعَ للجمهورية. وقد وُلد روحاني في (12 نوفمبر سنة 1948م) في مدينة سرخه، بالقُرب من محافظةِ سمنان شمالي إيران، من عائلةٍ متديِّنة قاتَلَت ضدَّ شاه إيران السابق. وقد انخَرَط في سلكِ الدِّراسات الدينية في الحَوزة العلميَّة في مدينتِه عامَ (1960م)، ثم انتَقَل إلى مدرسة قُم في عام (1961م)، وقد حضر دُروسَ العُلَماء البارزين في ذلك الوقتِ، مثلِ مرتضى الحائري، ومحمد رضا الكلبايكاني... وغيرِهما، كما دَرَس المقرَّراتِ الحديثةَ، ثم درس في جامعة طهران عامَ (1969م)، وحَصَل على درجة البكالوريوس في القانون القضائيِّ في عام (1972م). ثم واصَلَ روحاني دراستَه في الغرب ونال درجةَ الماجستير من جامعة غلاسكو كالدونيان في عام (1995م) عن أُطروحة بعنوان "السُّلطة التشريعية الإسلامية مع الإشارةِ إلى التجرِبة الإيرانية" ثم حَصَل على درجة الدكتوراه في عام (1999م)، وهو يُجيد اللغةَ العربيةَ والإنجليزية والألمانية والفرنسيَّةَ والروسية. وكان سكرتيرَ المجلسِ الأعلى للأمنِ القومي منذ عام (1989م) ولمدة (16) عامًا، وقد بدأ حياتَه المِهنيَّةَ في المَجلسِ في عهد الرئيس هاشمي رفسنجاني واستمرَّ في عهدِ خَلَفِه الرئيس خاتمي، وكان عضوًا في مجلس تشخيصِ مصلحةِ النظام في إيران منذ عام (1991م)، ورئيسَ مركزِ البُحوثِ الإستراتيجيَّةِ منذ عام (1992)، كما شَغَل منصِبَ عضوٍ في مجلسِ الخُبَراء منذ عام (1999)، وكان كبيرَ المُفاوضِين على البَرنامجِ النوويِّ الإيراني مع الاتِّحاد الأوربِّي.

العام الهجري : 1386 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1966
تفاصيل الحدث:

هو سيد قطب بن إبراهيم؛ ولد في قرية موشا في أسيوط سنة 1324هـ / 1906م. نشأ سيد في مجتمعٍ قُروي صعيدي. حفظ القرآنَ الكريمَ كاملًا من نفسِه وهو في سن العاشرة؛ ذهب إلى القاهرة في سن الرابعة عشرة وعاش عند خاله، والْتَحَق أوَّلًا بإحدى مدارس المعلِّمين الأوَّليَّة وعمل مدرسًا ابتدائيًّا. بدت في القاهرة في هذه المدَّة سوءاتُ الاحتلالِ الأجنبي ومفاسدُه؛ حيث سادت عوامِلُ التمزُّق الطَّبَقي والصِّراع الحزبي، واختار سيد حزبَ الوفد؛ ليستأنسَ بقيادته في المواجهة، وكان يضمُّ وقتذاك عباس محمود العقاد وزملاءه من كُتَّاب الوفد، وارتفعت الصلةُ بينه وبين العقَّاد إلى درجة عالية من الإعجاب؛ لما في أسلوبِ العقَّاد من قوة التفكير ودقة التعبير. تخرَّج من كلية دار العلوم بالقاهرة سنة 1352 هـ / 1933 م وعمل في جريدة الأهرام. وكتب في مجلَّتَيِ الرسالة والثقافة، وعُيِّن مدرسًا للعربية، فمُوظَّفًا في ديوان وزارة المعارف، ثمَّ مراقبًا فنيًّا للوزارة. وأُوفِدَ في بعثةٍ لدراسة برامج التعليم في أمريكا. عاد سيد قطب من أمريكا في 23 أغسطس 1950 ليعمَلَ بمكتب وزير المعارف، فأخذ ينتقِدُ البرامجَ المصرية، وكان يراها من وضْعِ الإنجليز، وطالب ببرامِجَ إسلامية، إلَّا أنه تمَّ نقلُه أكثَرَ من مرة حتى اضطرَّ أن يقَدِّمَ استقالته في 18 أكتوبر 1952، ومنذ عودتِه من أمريكا تأكَّدت صلته بالإخوان المسلمين إلى أن دُعِيَ في أوائل عام 1953 ليشارك في تشكيلِ الهيئة التأسيسيَّة للجماعة؛ تمهيدًا لتولِّيه قِسمَ الدعوة، حاول جمال عبد الناصر أن يحتويَ سيد قطب قبل انضمامِه للإخوان، وعندما انشَقَّ سيد عن الإخوان انضَمَّ لهيئةِ التحرير التي أسَّسها الضبَّاطُ الأحرار بعد عام من ثورة يوليو، فأقامت الهيئةُ لسيد قطب احتفالًا كبيرًا، ثمَّ تمَّ اعتقاله بعد حادث المنشية عام 1954م؛ وحُكِمَ عليه بالسجن 15 سنة، كتب فيه عددًا من كتبه ثم أُفرِجَ عنه بعفوٍ صحيٍّ في مايو 1964، ثم قُبِضَ عليه مرةً أخرى، وقُدِّم مع كثير من الإخوان للمحاكمة، وحُكِمَ عليه وعلى 7 آخرين بالقتل، ونُفِّذ فيه الحُكمُ في فجر الاثنين 13 جمادى الأولى 1386هـ.

العام الهجري : 620 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1223
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامة البارع الفقيه أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي، الجماعيلي، الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، صاحب (المُغني). ولد بجماعيل، من عمل نابلس، في شعبان سنة 541. صاحب كتاب المغني المشهور في المذهب الحنبلي، قدم مع أهله إلى دمشق في سنة إحدى وخمسين، وهو ابن عشر سنوات ومعه ابن خاله الحافظ عبد الغني, وقرأ القرآن وسمع الحديث الكثير، ورحل مرتين إلى العراق إحداهما مع الحافظ عبد الغني، فأدركا نحو أربعين يومًا من جنازة الشيخ عبد القادر، فنزلا عنده بالمدرسة، واشتغلا عليه تلك الأيام، وسمعا منه، تفقه ببغداد على مذهب الإمام أحمد، وبرع وأفتى وناظر وتبحَّر في فنون كثيرة، مع زهد وعبادة، وورع وتواضع وحسن أخلاق، وجودٍ وحياء وحسن سمت وكثرة تلاوة، وصلاة وصيام وقيام، وطريقة حسنة واتباع للسلف الصالح، فكان عالم أهل الشام في زمانه. قال ابن النجار: "كان إمام الحنابلة بجامع دمشق، وكان ثقة حجة، نبيلًا، غزير الفضل، نزهًا، وَرِعًا، عابدًا، على قانون السلف، عليه النور والوقار، ينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامَه", وقال عمر بن الحاجب: "هو إمام الأئمة، ومفتي الأمة، خصه الله بالفضل الوافر، والخاطر الماطر، والعلم الكامل، طنَّت بذكره الأمصار، وضَنَّت بمثله الأعصار، أخذ بمجامع الحقائق النقلية والعقلية...، إلى أن قال: وله المؤلفات الغزيرة، وما أظن الزمان يسمح بمثله، متواضع، حسن الاعتقاد، ذو أناة وحلم ووقار، مجلسه معمور بالفقهاء والمحدثين، وكان كثير العبادة، دائم التهجد، لم نرَ مثله، ولم ير مثل نفسِه". عمل الشيخ الضياء (سيرته) في جزأين، فقال: "كان تام القامة، أبيض، مشرق الوجه، أدعج، كأن النور يخرج من وجهه لحسنه، واسع الجبين، طويل اللحية، قائم الأنف، مقرون الحاجبين، صغير الرأس، لطيف اليدين والقدمين، نحيف الجسم، ممتَّعًا بحواسه". وقال الضياء: "سمعت المفتي أبا بكر محمد بن معالي بن غنيمة يقول: ما أعرف أحدًا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق, وسمعت الحافظ أبا عبد الله اليونيني يقول: أما ما علمته من أحوال شيخنا وسيدنا موفق الدين، فإنني إلى الآن ما أعتقد أن شخصًا ممن رأيته حصل له من الكمال في العلوم والصفات الحميدة التي يحصل بها الكمال سواه؛ فإنه كان كاملًا في صورته ومعناه من حيث الحسن، والإحسان، والحلم والسؤدد، والعلوم المختلفة، والأخلاق الجميلة، رأيت منه ما يعجز عنه كبار الأولياء، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أنعم اللهُ على عبدٍ نعمةً أفضل من أن يلهِمَه ذِكْرَه)), فقلت بهذا: إن إلهام الذكر أفضل من الكرامات، وأفضل الذكر ما يتعدى إلى العباد، وهو تعليمُ العلم والسنة، وأعظمُ من ذلك، وأحسن ما كان جبلة وطبعًا، كالحلم، والكرم، والعقل، والحياء، وكان الله قد جبله على خُلق شريف، وأفرغ عليه المكارم إفراغًا، وأسبغ عليه النعم، ولطف به في كل حال. قال الضياء: كان الموفَّق لا يناظر أحدًا إلا وهو يتبسم, وقيل: إن الموفق ناظر ابن فضلان الشافعي الذي كان يُضرَبُ به المثل في المناظرة، فقطَعَه. وبقي الموفق يجلسُ زمانًا بعد الجمعة للمُناظرة، ويجتمع إليه الفقهاء، وكان يشغلُ إلى ارتفاع النهار، ومن بعد الظهر إلى المغرب ولا يضجر، ويسمعونَ عليه، وكان يقرئُ في النحو، وكان لا يكاد يراه أحد إلا أحبَّه, وما علمت أنه أوجع قلبَ طالب، وكانت له جارية تؤذيه بخُلُقِها، فما يقول لها شيئًا، وأولاده يتضاربون وهو لا يتكلم, وسمعت البهاءَ يقول: ما رأيتُ أكثر احتمالًا منه." كان يؤمُّ الناس للصلاة في محراب الحنابلة هو والشيخ العماد، فلما توفي العماد استقل هو بالوظيفة، وله مصنفات عديدة مشهورة، أشهرها المغني في شرح مختصر الخرقي، والكافي في الفقه الحنبلي، والمقنع للحفظ، والروضة في أصول الفقه، وغير ذلك من التصانيف المفيدة، وكانت وفاته في يوم عيد الفطر، وقد بلغ الثمانين، وكان يوم سبت وحضر جنازته خلق كثير، ودفن بتربته المشهورة، ورئيت له منامات صالحة رحمه الله تعالى. كان له أولاد ذكور وإناث، ماتوا في حياته, ولم يعقب منهم سوى ابنه عيسى ولد له ولدان ثم ماتا وانقطع نسله.

العام الهجري : 196 العام الميلادي : 811
تفاصيل الحدث:

هو الحسَنُ بن هانئ بن صباح بن عبد الله، اشتهر بالشِّعرِ، ولكنَّه أدخل فيه ما يُستقذَرُ، حتى اتُّهِم، ذكروا له أمورًا كثيرة، ومُجونًا وأشعارًا مُنكَرة، وله في الخَمريَّات والقاذورات والتشبُّب بالمُردان والنِّسوان أشياءُ بِشَعةٌ شَنيعةٌ؛ فمِن النَّاسِ من يفَسِّقُه ويرميه بالفاحشةِ، ومنهم من يرميه بالزَّندقة، كان أبو نواس شاعِرَ الأمينِ بن الرشيد وأحدَ نُدَمائه، وقد قال في الأمين مدائِحَ حِسانًا، وقد وجده مسجونًا في حبسِ الرَّشيدِ مع الزَّنادقةِ، فأحضره وأطلقه وأطلق له مالًا، فجعله مِن نُدَمائه، ثمَّ حَبَسه مرَّةً أخرى في شُربِ الخَمرِ، وأطال حبسَه ثمَّ أطلَقَه وأخذ عليه العهدَ ألَّا يشرَبَ الخمرَ ولا يأتي الذُّكورَ من المردان، فامتثل ذلك، وكان لا يفعَلُ شيئًا من ذلك بعد ما استتابه الأمينُ، وتأدَّبَ على الكسائيِّ وقرأ عليه القرآنَ. كانت وفاته ببغداد، ودُفِنَ في مقابر الشونيزى في تل اليهود.

العام الهجري : 224 العام الميلادي : 838
تفاصيل الحدث:

لَمَّا فرَغَ الأفشينُ مِن بابك وعاد إلى سامِرَّا استَعمَلَ على أذربيجان منكجورَ- وهو من أقارِبِه- فوجد في بعض قرى بابك مالًا عظيمًا ولم يُعلِمْ به المعتَصِم، ولا الأفشين، فكتب صاحِبُ البريد إلى المعتَصِم، وكتب منكجور يُكَذِّبه، فتناظرا، فهم منكجور ليقتُلَه، فمنعه أهلُ أردبيل، فقاتَلَهم منكجور، وبلغ ذلك المعتَصِم، فأمر الأفشينَ بعزل منكجور، فوجَّه قائدًا في عسكرٍ ضَخمٍ، فلما بلغ منكجورَ الخبَرُ خلع الطاعةَ، وجمع الصعاليكَ، وخرج من أردبيل، فواقعه القائِدُ فهَزَمه، وسار منكجورُ إلى حِصنٍ من حصون أذربيجان التي كان بابك خَرَّبها، فبناه وأصلَحَه وتحَصَّن فيه، فبَقِيَ به شهرًا، ثم وثَبَ به أصحابُه، فأسلَمَه إلى قائدِ الأفشين، فقَدِمَ به إلى سامِرَّا فحبَسَه المعتصم، واتَّهَمَ الأفشينَ في أمره، وكان قدومه سنة خمس وعشرين ومائتين، وقيل: إن ذلك القائِدَ الذي أنفذ إلى منكجور كان بغا الكبيرَ، وإن منكجور خرج إليه بأمانٍ.

العام الهجري : 227 العام الميلادي : 841
تفاصيل الحدث:

خرج بفلسطينَ المُبرقَعُ أبو حربٍ اليمانيُّ الذي زعَمَ أنَّه السُّفياني، فدعا بالأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكرِ أولًا، إلى أن قَوِيَت شَوكتُه، فادعى النبوَّةَ. وكان سببُ خُروجِه أن جنديًّا أراد النزولَ في داره، فمنَعَتْه زوجتُه، فضَرَبها الجنديُّ بسوطٍ فأثَّرَ في ذراعها، فلما جاء المُبرقَعُ شكَت إليه، فذهب إلى الجنديِّ فقَتَله وهَرَب، ولَبِسَ بُرقعًا لئلَّا يُعرَف، ونزل جبالَ الغَور مُبرقَعًا، وحَثَّ الناسَ على الأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر، فاستجاب له قومٌ مِن فلَّاحي القُرى، وقَوِيَ أمرُه، فسار لحَربِه رجاءُ الحضاريُّ- أحدُ قُوَّاد المعتَصِم- في ألفِ فارسٍ، وأتاه فوجَده في مائةِ ألفٍ، فعسكر بإزائِه ولم يجسِرْ على لقائِه. فلمَّا كان أوانُ الزِّراعةِ تفَرَّقَ أكثَرُ أصحابِه في فلاحتِهم وبَقِيَ في نحو الألفينِ، فواقعه عند ذلك رجاءُ الحضاريُّ المذكور، وأسَرَه وحبَسَه حتى مات خنقًا في آخِرِ هذه السَّنةِ.

العام الهجري : 235 العام الميلادي : 849
تفاصيل الحدث:

خرج رجلٌ يقال له محمودُ بن الفَرَج النيسابوري، وهو ممَّن كان يتردَّدُ إلى خشَبةِ بابك وهو مصلوبٌ فيقعُدُ قريبًا منه، وذلك بقُربِ دار الخلافةِ بسُرَّ من رأى، فادَّعى أنَّه نبيٌّ، وأنَّه ذو القرنينِ، وقد اتَّبَعه على هذه الضَّلالة ووافَقَه على هذه الجَهالةِ جماعةٌ قليلونَ، وهم تسعة وعشرون رجلًا، وقد نظَمَ لهم كلامًا في مصحَفٍ له- قبَّحه الله- زعم أنَّ جبريلَ جاءه به من الله، فأتيَ به وبأصحابِه المتوكِّل، فأمر به فضُرِبَ ضربًا شديدًا وحُمِلَ إلى بابِ العامَّة، فأكذب نَفسَه، وأمَرَ أصحابَه أن يَضرِبَه كلُّ رجلٍ منهم عشرَ صفعاتٍ، ففعلوا وأخذوا له مُصحفًا فيه كلامٌ قد جمعه، وذكر أنَّه قرآنٌ، وأنَّ جبريل نزل له، ثمَّ مات من الضَّربِ في ذي الحجَّة، وحُبِسَ أصحابُه، ثم اتَّفقَ مَوتُه في يوم الأربعاء لثلاثٍ خَلَونَ مِن ذي الحجة من هذه السَّنةِ.

العام الهجري : 435 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1044
تفاصيل الحدث:

هو الحافِظُ الإمامُ المُجَوِّد العَلَّامة شيخُ الحرم: أبو ذر عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ مُحمَّد بن عبد الله بن غفير بن محمد، الأنصاريُّ الخُراساني الهَرَوي المالكي، صاحِبُ التصانيفِ، وراوي الصَّحيحِ عن الثلاثة: المستملي، والحَمَوي، والكشميهني. وُلِد سنة 355. سمع الكثيرَ ورحل إلى الأقاليم، وسكن مكَّة، ثمَّ تزوَّجَ في العرب، وكان يحُجُّ كلَّ سنة ويقيمُ بمكَّةَ أيَّام الموسم ويسمعُ النَّاس، ومنه أخذَ المغاربةُ مذهبَ الأشعريِّ عنه، وكان يقولُ إنَّه أخذ مذهَبَ مالكٍ عن الباقِلَّاني، كان حافِظًا، له تصانيفُ منها: تفسير القرآن، وله مُستدرَك على الصحيحين. قال أبو بكر الخطيب: "قَدِمَ أبو ذر بغداد، وحَدَّث بها وأنا غائب، وخرج إلى مكَّة، وجاور، ثم تزوَّجَ في العرب، وأقام بالسرواتِ، فكان يحُجُّ كل عام، ويحَدِّثُ، ثمَّ يرجع إلى أهله، وكان ثقةً ضابطًا دَيِّنًا، مات بمكَّةَ"

العام الهجري : 448 العام الميلادي : 1056
تفاصيل الحدث:

جاء البساسيري إلى المَوصِل ومعه نورُ الدَّولةِ دُبيس في جَيشٍ كَثيفٍ، فاقتَتَل مع صاحبِها قُريشِ بن بَدران ونَصرَهُ قُتلمشُ ابنُ عَمِّ طُغرلبك، وهو جَدُّ مُلوكِ الرُّومِ، فهَزمَهما البساسيري، وأَخذَ البَلدَ قَهْرًا، فخُطِبَ بها للعُبيديين  بمصر، وكذلك خُطِبَ للمِصريِّين فيها بالكوفَةِ وواسِط وغَيرِها من البِلادِ، وعَزَمَ طُغرلبك على المَسيرِ إلى المَوصِل لِمُناجَزَةِ البساسيري فنَهاهُ الخَليفةُ عن ذلك لِضِيقِ الحالِ وغَلاءِ الأَسعارِ، فلم يَقبَل فخَرجَ بِجَيشهِ قاصِدًا المَوصِل بجَحافِلَ عَظيمةٍ، ومعهُ الفِيَلَةُ والمَنْجَنِيقَاتُ، وكان جَيشُه لِكَثرتِهم يَنهَبون القُرى، وربَّما سَطَوْا على بَعضِ الحَريمِ، فكتَبَ الخَليفةُ إلى السُّلطانِ يَنهاهُ عن ذلك، فبَعثَ إليه يَعتَذِر لِكَثرةِ مَن معهُ. ولمَّا اقتَربَ طُغرلبك مِن المَوصِل فتَحَ دُونَها بِلادًا، ثم فَتحَها وسَلَّمَها إلى أَخيهِ داودَ، ثم سار منها إلى بِلادِ بَكْرٍ ففَتحَ أَماكنَ كَثيرةً هناك.

العام الهجري : 568 العام الميلادي : 1172
تفاصيل الحدث:

سارت طائفةٌ مِن الترك من ديارِ مِصرَ مع قراقوش مملوكِ تقي الدين عمر بن أخي صلاح الدين يوسف بن أيوب، إلى جبال نفوسة، واجتمع بمسعود بن زمام المعروف بمسعود البلاط، وهو من أعيان العرب هناك، وكان خارجًا عن طاعة عبدِ المؤمن وأولاده، فاتفقا، وكثُرَ جمعهما، ونزلا على طرابلس الغرب فحاصراها وضَيَّقا على أهلها، ثم فُتِحَت فاستولى قراقوش، وأسكن أهلَه قصرها، وملك كثيرًا من بلاد إفريقية ما خلا المهدية وصفاقس وقفصة وتونس وما والاها من القرى والمواضع، وصار مع قراقوش عسكرٌ كثير، فحكَمَ على تلك البلاد بمساعدة العربِ بما جُبِلَت عليه من التخريبِ والنهب، والإفساد بقطع الأشجار والثمار، وغير ذلك، فجمع بها أموالًا عظيمةً وجعلها بمدينة قابس، وقَوِيَت نفسه وحَدَّثَته بالاستيلاء على جميع إفريقية؛ لبعد أبي يعقوب بن عبد المؤمن صاحِبِها عنها.

العام الهجري : 578 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1182
تفاصيل الحدث:

فتح المسلمون بالشام شقيفًا من الفرنج، وهو من أعمال طبرية، مُطِل على السواد، وسببُ فَتحِه أنَّ الفرنج لما سمعوا بمسير صلاح الدين من مصر إلى الشام جمعوا له، وحشدوا الفارس والراجل، واجتمعوا بالكرك بالقرب من الطريق؛ لعَلَّهم ينتهزون فرصة، أو يظفرون بنُصرة، وربما عاقوا المسلمينَ عن المسير بأن يَقِفوا على بعض المضايق، فلمَّا فعلوا ذلك خَلَت بلادهم من ناحية الشام، فسَمِعَ عز الدين فرخشاه بن أخي صلاح الدين الخَبَر، فجمع مَن عنده من عساكِرِ الشام، ثمَّ قصد بلاد الفرنج وأغار عليها، ونهب دبورية وما يجاورها من القرى، وأسَرَ الرجال وقَتَل فيهم وأكثَرَ وسَبى النِّساء، وغَنِمَ الأموال وفتَحَ منهم الشقيف، وكان على المسلمينَ منه أذًى شديد، ففَرِحَ المسلمون بفتحه فرحًا عظيمًا، وأرسل إلى صلاح الدين بالبشارة، فلقيه في الطريق، ففَتَّ ذلك في عضد الفرنج، وانكَسَرت شوكتُهم.