الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1740 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 850 العام الميلادي : 1446
تفاصيل الحدث:

هو الأمير سيف الدين سودون بن عبد الله المحمدي، نائب قلعة دمشق، هو مملوك سودون بن عبد الله المحمدي المتوفي سنة 818، وعتيقه، وإليه يُنسَب بالمحمدي. واستمرَّ بخدمته إلى أن قتله المؤيد شيخ، واستمرَّ من جملة المماليك السلطانية إلى أن صار في الدولة الأشرفية برسباي خاصكيًّا، ورأَسَ نوبةَ الجمدارية مدةً طويلة. ثم أراد الأشرفُ أن يؤمِّرَه فامتنع وترك وظيفته أيضًا، وصار من جملة المماليك السلطانية على إقطاعه، ودام على ذلك إلى أن وثب الأتابك جقمق على الملك العزيز يوسف، فانضَمَّ سودون المحمدي إلى الملك العزيز، ولم يوافِق الأتابك جقمق، فعدَّها عليه جقمق إلى أن تسلطن فنفاه، ثم شُفِعَ فيه بعد أشهر، وكَتَبَ بعوده إلى القاهرة، وأنعم عليه بإمرةِ عشرة بسفارة خوند مغول بنت القاضي ناصر الدين البارزي زوجة الملك الظاهر جقمق، فإن سودون هذا هو زوج أختها لأبيها, فاستمرَّ سودون مدة ثم توجَّه إلى مكة المشرفة ناظرًا بها وشاد العمائر، كما كان توجَّه في الدولة الأشرفية برسباي. واستمر بمكة نحو السنتين أو أكثر، وعاد إلى القاهرة وأقام بها مدة يسيرة، واستقرَّ في نيابة قلعة دمشق في سنة 848، فتوجَّه إليها ودام بها إلى أن مات في صفر. قال ابن تغري بردي: "كان ديِّنًا خَيِّرًا، عفيفًا عن المنكرات والفروج، عاقلًا ساكنًا، إلا أنه كان قليل المعرفة كثيرَ الظن برأي نفسِه. من ذلك أنه لما توجه إلى مكة ليصلِحَ ما تشعَّثَ من حيطان الحرم، فلما وصل إلى مكَّةَ هدم سقْفَ البيت الشريف، ورفع الأخشابَ التي كانت بأعلى البيت وغيرَها، فمنعه أكابِرُ مكة من ذلك، فأبى، فقالوا له: هذا عليه كتابةٌ تمنع الطيرَ أن يقعُدَ بأعلى البيت، فلم يلتفِتْ إلى كلامهم، وهدم السقفَ واعتذر بأنه يدلِفُ المطرَ إلى داخل البيت، فرحل جماعةٌ من أهل مكة خوفًا من أن ينزل عليهم بلاء من الله، وصار البيت مكشوفًا أيامًا بغير كسوة إلى أن جَدَّد له سقفًا، فتَلِفَ ما صنعه أكثَرَ من السقف القديم، وتكرر منه هذا الفعل، فلم يُحمَدْ على ما فعل، وساءت سيرتُه بمكة لأجل ذلك، ونَقَم عليه كل أحد، وصار سقفُ البيت مأوًى للطيور، وأتعب الخدامَ ذلك؛ فإنهم صاروا كل قليل ينزلون من أعلى البيت بقُفَف من زبلِ الحمام وغيره، فما شاء الله كان، ونَدِمَ هو أيضًا على فعلته، فلم يُفِدْه الندم، وهو غير الأمير سودون بن عبد الله النوروزي المتوفى سنة 847.

العام الهجري : 38 العام الميلادي : 658
تفاصيل الحدث:

ازداد مُعاويةُ بنُ أبي سفيانَ رَضِيَ اللهُ عنهما بعد التحكيمِ قُوَّةً، واختلف الناسُ بالعِراقِ على عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، ولم يَعُدْ له همٌّ إلَّا مِصرُ التي كان يخشاها وأهلَها؛ لقُربِهم منه، فأراد أن يَضُمَّها إليه ، فأرسل إلى مَنْ لم يبايعْ عليًّا ولم يأتَمِرْ بأمرِ نُوَّابِه يخبِرُهم بقُدومِ الجيشِ عليهم سريعًا، وكان واليها من قِبَلِ عليٍّ حينَئذٍ محمَّدَ بنَ أبي بكرٍ، وكان يواجِهُ اضطراباتٍ داخليَّةً بسَبَبِ مُعاويةَ بنِ خَديجٍ ومَسلَمةَ بنِ مُخَلَّدٍ ومَن اعتزلوا معهما؛ إذْ كان أمرُهم يزدادُ قُوَّةً يومًا بعد يومٍ، خاصَّةً بعد صِفِّين، فخرج معاويةُ بنُ خَديجٍ ومَن معه مطالِبينَ بدَمِ عُثمانَ رَضِيَ الله عنه، فلمَّا عَلِمَ أميرُ المؤمنينَ عليٌّ رضي الله عنه بذلك رأى أنَّ محمَّدًا لا تمكِنُه المقاوَمةُ، فولَّى على مصرَ الأشْتَرَ النَّخَعيَّ، فتُوُفِّي في الطَّريقِ، وشَقَّ على محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ عَزْلُه، فأرسل إليه عليٌّ رَضِيَ الله عنه يُثبِّتُه عليها، ويأمُره بالصَّبرِ، فلمَّا كانت سنةُ ثمانٍ وثلاثينَ من الهِجرةِ أرسل مُعاويةُ عَمْرَو بنَ العاصِ في ستَّةِ آلافٍ، فسار بهم حتى نزل أدنى مِصرَ، فجاءه مَنْ خالفَ عَلِيًّا وطالب بدَمِ عُثمانَ رَضِيَ الله عنه في عَشرةِ آلافٍ، فكتب محمَّدٌ إلى عليٍّ بالخبَرِ واستمدَّه، فأرسل إليه أن يَضُمَّ شِيعتَه إليه، ويأمُرُه بالصَّبرِ ويَعِدُه بإنفاذِ الجيوشِ إليه، فقام محمَّدٌ في النَّاسِ وندَبَهم إلى الخروجِ معه، فقام معه قليلٌ لم يَصمُدوا أمامَ جُيوشِ الشَّامِ وانْهزموا، ودخل عمرُو بنُ العاصِ رَضِيَ اللهُ عنه الفُسطاطَ، وهرب محمَّدٌ وخرج مُعاويةُ بنُ خَديجٍ يَطلُبُه حتى التقى به فقتَلَه.

العام الهجري : 180 العام الميلادي : 796
تفاصيل الحدث:

خرج حمزةُ بن أترك السجستاني الخارجيُّ في خراسان، فجاء إلى بوشنج، فخرج إليه عَمرَوَيه بن يزيد الأزدي، وكان على هراة، في ستةِ آلاف، فقاتَلَه فهزمه حمزة، وقتَلَ مِن أصحابه جماعةً، ومات عَمرَويه في الزحام، فوجَّه عليُّ بن عيسى- وهو أميرُ خراسان- ابنَه الحُسَينَ في عشرة آلاف، فلم يحارِبْ حمزة، فعَزَله وسَيَّرَ عِوَضَه ابنَه عيسى بن علي، فقاتل حمزة، فهَزَمه حمزةُ، فرَدَّه أبوه إليه أيضًا فقاتله بباخرز، وكان حمزةُ بنيسابور، فانهزم حمزةُ، وبَقِيَ أصحابه، وبقي في أربعينَ رَجُلًا فقَصَد قهستان. وأرسل عيسى أصحابَه إلى أوق وجوين، فقَتَلوا مَن بها من الخوارج، وقصَدَ القرى التي كان أهلُها يُعِينون حمزة، فأحرَقَها وقتَلَ مَن فيها حتى وصل إلى زرنج، فقتَلَ ثلاثين ألفًا ورجَعَ عيسى بن علي، وخلف بزرنج عبد الله بن العباس النسفي، فجبى الأموالَ وسار بها، فلَقِيَه حمزةُ بنُ أترك بأسفزار، فقاتله، فصبَرَ له عبد الله ومن معه من الصغد، فانهزم حمزةُ، وقُتِل كثيرٌ من أصحابه، وجُرِحَ في وجهه، واختفى هو ومن سَلِمَ من أصحابه في الكروم، ثم خرج وسار في القُرى يَقتُل ولا يُبقي على أحدٍ. وكان علي بن عيسى قد استعمَلَ طاهر بن الحسين على بوشنج، فسار إليه حمزةُ، وانتهى إلى مكتبٍ فيه ثلاثون غلامًا فقَتَلهم وقتَلَ مُعَلِّمَهم، وبلغ طاهرًا الخبَرُ، فأتى قريةً فيها قُعَّدُ الخوارجِ- وهم الذين لا يُقاتِلونَ، ولا ديوانَ لهم- فقَتَلهم طاهِرٌ وأخذ أموالَهم، وكان يشُدُّ الرجُلَ منهم في شجرتين، ثم يجمَعُهما ثمَّ يرسِلُهما، فتأخذ كلُّ شَجرةٍ نِصفَه، فكتب القُعَّدُ إلى حمزةَ بالكَفِّ، فكَفَّ وواعَدَهم، وأمِنَ النَّاسُ مدَّةً، وكانت بينه وبين أصحابِ عليِّ بنِ عيسى حروبٌ كثيرةٌ، حتى غُلِبَ وفَرَّ إلى كابل.

العام الهجري : 858 العام الميلادي : 1454
تفاصيل الحدث:

قام المستعين بالله سعد بن علي بن يوسف الثاني بخلع الأحنف محمد العاشر بن عثمان ملك بني نصر وتولي بدلًا عنه حُكمَ غرناطة، وقد تكرر الخلعُ بينهما أكثَرَ من مرة؛ فقد ثار الأمير سعد على الأحنف سنة 850 فخلعه، ثم لم يلبَث الأحنفُ أن عاد للحُكم وخلَعَ الأمير سعد بن علي بدعم من ملك قشتالة.

العام الهجري : 1445 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2023
تفاصيل الحدث:

بعدَ شَهرٍ من انقلابِ النَّيجَرِ أعلَن عَدَدٌ من ضبَّاطِ الجيشِ عن سيطرتِهم على السُّلطةِ وإنهاءِ حُكمِ الرَّئيسِ علي بونغو أونديمبا. وذلك بعد مدَّةٍ قصيرةٍ من إعلانِ لجنةِ الانتخاباتِ فوزَ بونغو بولايةٍ ثالثةٍ.
وأعلَن الضُّباطُ في بيانِ مُتلفَزٍ إلغاءَ نتائجِ الانتخاباتِ، وحَلَّ جميعِ مُؤَسَّساتِ الدَّولةِ، وإغلاقَ الحدودِ الدَّوليَّةِ. ووضَعوا الرَّئيسَ علي بونغو قَيدَ الإقامةِ الجَبريَّةِ في منزلِه مع أسرتِه.

العام الهجري : 486 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1093
تفاصيل الحدث:

كان إبراهيمُ بن قُريشِ بن بدران، أَميرُ بني عُقيلٍ، قد استَدعاهُ السُّلطانُ ملكشاه سَنةَ اثنتين وثمانين وأربعمائة لِيُحاسِبَه، فلمَّا حَضَرَ عنده اعتَقَلهُ، وأَنفَذَ فَخرَ الدولةِ بنَ جَهيرٍ إلى البِلادِ، فمَلَكَ المَوصِلَ وغَيرَها، وبَقِيَ إبراهيمُ مع ملكشاه، وسارَ معه إلى سمرقند، وعاد إلى بغداد، فلمَّا ماتَ ملكشاه أَطلقَتهُ تركان خاتون من الاعتِقالِ، فسارَ إلى المَوصِل, وكان ملكشاه قد أَقطعَ عَمَّتَهُ صَفِيَّة مَدينةَ بلد، وكانت زَوجةَ شَرفِ الدَّولةِ، ولها منه ابنُها عليٌّ، وكانت قد تَزوَّجَت بعد شَرفِ الدولةِ بأَخيهِ إبراهيمَ، فلمَّا مات ملكشاه قَصدَت المَوصِلَ، ومعها ابنُها عليٌّ، فقَصَدَها محمدُ بن شَرفِ الدولةِ، وأَرادَ أَخْذَ المَوصِل، فافتَرَق الناسُ فِرقَتينِ: فِرقَةٌ معه، وأُخرى مع صَفِيَّة وابنِها عليٍّ، واقتَتَلوا بالمَوصِل عند الكُنَّاسَةِ، فظَفَرَ عَلِيٌّ، وانهَزمَ مُحمدٌ، ومَلَكَ عليٌّ المَوصِلَ, فلمَّا وَصلَ إبراهيمُ إلى جهينة، وبينه وبين المَوصِل أربعةُ فَراسِخ، سَمِعَ أن الأَميرَ عَلِيًّا ابنَ أَخيهِ شَرفِ الدولةِ قد مَلَكَها، ومعه أُمُّهُ صَفِيَّة، عَمَّةُ ملكشاه، فأَقامَ مكانه، وراسلَ صَفِيَّة خاتون، وتَردَّدَت الرُّسُلُ، فسَلَّمَت البلدَ إليهِ، فأَقامَ به. فلما ملك تتش نصيبين أرسل إليه يأمره أن يخطب له بالسلطنة، ويعطيه طريقا إلى بغداد لينحدر، ويطلب الخطبة بالسلطنة، فامتنع إبراهيم من ذلك، فسار تتش إليه، وتقدم إبراهيم أيضًا نحوه، فالتقوا بالمضيع، من أعمال الموصل، في ربيع الأول، وكان إبراهيم في ثلاثين ألفًا، وكان تتش في عشرة آلاف، وكان اتسز على ميمنته، وبوزان على ميسرته، فحمل العرب على بوزان، فانهزم، وحمل اتسز عليهم فهزمهم، وتمت الهزيمة على إبراهيم والعرب، وأخذ إبراهيم أسيرًا وجماعة من أمراء العرب، فقتلوا صبرًا، ونهبت أموال العرب وما معهم من الإبل والغنم والخيل وغير ذلك، وقتل كثير من نساء العرب أنفسهن خوفًا من السبي والفضيحة, وملك تتش بلادهم الموصل وغيرها، واستناب بها علي بن شرف الدولة، وأمه صفية عمة تتش، وأرسل إلى بغداد يطلب الخطبة، وساعده كوهرائين على ذلك، فقيل لرسوله: إنا ننتظر وصول الرسل من العسكر، فعاد إلى تتش بالجواب.

العام الهجري : 1263 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1847
تفاصيل الحدث:

هو الأمير عبد الله بن علي بن رشيد، من الجعافرة (آل جعفر) من الربيعية، من عبدة، من شمر: أول حكام آل رشيدٍ في جبل شمر، ومؤسِّسُ حُكمِهم فيها. ولِدَ بحائل سنة 1202ه. كان جدُّه رشيد من سكان حائل ومات في أواخر القرن الثاني عشر للهجرة, وعُرِفَ أبناءُ رشيد وأحفاده بآل رشيد. وكانت لهم في شماليَّ جزيرة العرب إمارةٌ واسعة ظهر فيها أمراءُ وفرسان عُرِفوا في تاريخ نجد الحديث. خلَّف رشيد عليًّا. وعلي خلَّفَ عبد الله وعبيدًا، حاول عبد الله بن علي بن رشيد -وهو من أغنياء أسرة جعفر العريقة وأعيانها- سنة 1235ه أن يستوليَ على العرش في حائل وينتزِعَه من آل علي بمعاونة أقاربِه الكثيرين ذَوِي النفوذ، فنَشبت الحرب بينهم وبين آل علي ودارت الدائرةُ على عبد الله فنُفِيَ، ولكِنَّ عبد الله عاد بعد عشر سنوات إلى جبل شمر فعَيَّنَه فيصل بن تركي أميرًا على جبل شمر؛ اعترافًا بفضله في استرداد حكم الرياض، ومساعدته له في قتل مشاري بن عبد الرحمن الذي تآمرَ على قتل والدِه تركي بن عبد الله، وقتل عبدَ مشاري حمزة بن إبراهيم الذي باشر قتل تركي بن عبد الله، وبعد أن تمكَّنَ عبد الله بن رشيد في حائل طردَ بيت آل علي من جبل شمر, ثم بنى عبد الله القصر الكبير، وقد توثَّقَت العلاقةُ بين فيصل بن تركي وبين ابن رشيد بالمصاهرة بين الأسرتين، فقد تزوَّج عبد الله بن فيصل بن تركي من نورة آل عبد اللهِ الرشيد، ثم من ابنة عمها طريفة بنت عبيد ابن رشيد، ولما توفي عنها، تزوَّجها شقيقه محمد بن فيصل بن تركي, وكذلك تزوَّج عبد الله ابن رشيد بالجوهرة أخت فيصل بن تركي، وتزوَّج ابنه طلال من الجوهرة بنت فيصل. توفي عبد الله بن رشيد في حائل بعد عودته من غزوة غزا فيها عنزة، وخلَفَه في حكم الجبل ابنُه طلال, وكان ابن رشيد خلَّفَ من الأبناء متعبًا الأول-وتوفي صغيرًا- ومحمدًا، وطلالًا، ومتعبًا.

العام الهجري : 36 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 656
تفاصيل الحدث:

بعدَ وَقعةِ الزَّابوقةِ بين الزُّبيرِ وطَلحةَ مع مَن أَرسَلهم عُثمانُ بن حَنيفٍ مِن أهلِ البَصرَةِ بقِيادةِ حَكيمِ بن جَبلةَ سار عَلِيٌّ مِن المدينةِ، وبعَث ابنَه الحسنَ، وعمَّارَ بن ياسرٍ إلى الكوفةِ بين يَديهِ يَسْتَنْفِران النَّاسَ، فخرَج مِن الكوفةِ سِتَّة آلافٍ، قَدِموا على عَلِيٍّ بذي قار، فسار في نحوِ عشرةِ آلافٍ، ثمَّ إنَّه وصَل إلى البَصرَةِ، فالتَقى هو وجيشُ طَلحةَ والزُّبيرِ، فاصْطَفَّ الفَريقان وليس لِطَلحةَ ولا لِعَلِيٍّ رأسي الفَريقين قَصْدٌ في القِتالِ؛ بل لِيَتكَلَّموا في اجْتِماعِ الكَلِمَةِ، أرسَل عَلِيٌّ المقدادَ بن الأسودِ والقَعقاعَ بن عُمَر لِيَتكلَّما مع طَلحةَ والزُّبيرِ، واتَّفقوا على عدمِ القِتالِ، فطَلحةُ والزُّبيرُ ومعهما عائشةُ أُمُّ المؤمنين يَرون أنَّه لا يَجوزُ تَرْكُ قَتَلَةِ عُثمانَ، وكان عَلِيٌّ يَرى أنَّه ليس مِن المَصلحةِ تَتَبُّعُ قَتَلَةِ عُثمانَ الآنَ؛ بل حتَّى تَسْتَتِبَّ الأمورُ، فقَتْلُ قَتَلَةِ عُثمانَ مُتَّفَقٌ عليه مِن الطَّرفين، والاخْتِلافُ إنَّما هو في متى يكونُ تَنفيذُهُ، وبعدَ الاتِّفاقِ نام الجَيشان بخيرِ ليلةٍ، وبات قَتَلَةُ عُثمانَ بِشَرِّ ليلةٍ حتَّى قَرَّروا أن يُنْشِبوا القِتالَ بين الفَريقين, فحمَل القَتَلَةُ على عَسكرِ طَلحةَ والزُّبيرِ، فظَنَّ طَلحةُ والزُّبيرُ أنَّ عَلِيًّا حمَل عليهم، فحمَلوا دَفْعًا عن أَنفُسِهم، فظَنَّ عَلِيٌّ أنَّهم حمَلوا عليه، فحمَل دَفْعًا عن نَفْسِه، فوَقَعت الفِتنةُ بغيرِ اخْتِيارِهم، وحاوَل قادةُ الجَيشين وَقْفَ القِتالِ لكن لم يُفْلِحوا، فكان طَلحةُ يقولُ: يا أيُّها النَّاسُ أَنْصِتوا. وهُم لا يُنْصِتون، فقال: أُفٍّ أُفٍّ فَراشُ نارٍ, وذِبَّانُ طَمَعٍ. وعَلِيٌّ يُحاوِل يَمنعُهم ولا يَردُّون عليه, وعائشةُ راكِبةٌ جَمَلَها: لا قاتَلَت، ولا أَمَرَت بالقِتالِ, وقد أَرسَلت كعبَ بن سُورٍ بمُصحفٍ مَنْشُورٍ بيَدِه يُناشِدُ النَّاسَ أن لا يُرِيقوا دِماءَهُم، فأصابُه سَهْمُ غَرْبٍ فقَتَلهُ، فتَرامى أَوْباشُ الطَّائِفَتين بالنَّبْلِ، وشبَّت نارُ الحربِ، وثارت النُّفوسُ، فالْتَحَموا واشْتَدَّ القِتالُ أمامَ الجَملِ الذي عليه عائشةُ رضِي الله عنها حتَّى عُقِرَ الجَملُ، وقُتِلَ طَلحةُ والزُّبيرُ، وحُمِلَتْ عائشةُ بِهَوْدَجِها إلى دارِ عبدِ الله بن خَلَفٍ، ثمَّ سَيَّرَها عَلِيٌّ إلى مكَّةَ في صُحبَةٍ مِن النِّساءِ، ثمَّ وَلَّي على البَصرَةِ عبدَ الله بن عبَّاسٍ بعدَ أيَّامٍ مِن وَقعةِ الجَملِ. وكان سببَها الأصليَّ هو المطالبةُ بقَتلِ قَتَلَةِ عُثمانَ، وإقامةِ الحَدِّ عليهم، ولم يكُن القِتالُ أصلًا في بالِ أحدٍ مِن الفَريقين، ولكن قَدَّرَ الله وما شاء فَعَلَ، ومَعلومٌ أنَّ طَلحةَ والزُّبيرَ وعَلِيًّا ممَّن شهِد لهم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالجنَّةِ، فرضِي الله عنهم جميعًا وأَرضاهُم.

العام الهجري : 979 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1571
تفاصيل الحدث:

ارتعدت فرائِصُ الأمم الأوروبية النصرانيةِ من الخطر الإسلاميِّ العظيم الذي هدَّد القارة الأوروبية؛ من جرَّاءِ تدفُّق الجيوش العثمانية برًّا وبحرًا, وعندما احتلَّ الأسطول العثماني بقيادة علي باشا قبرص بقرارٍ من السلطان سليم الثاني, أخذ البابا بيوس الخامس يسعى من جديدٍ لجمع شمل البلاد الأوروبية المختلفة، وتوحيد قواها برًّا وبحرًا في تحالف صليبي تحت راية البابوية، اختير لقيادة قوة هذا التحالف (دون خوان) النمساوي، وهو أخٌ غير شقيق للملك فيليب الثاني، سار (دون خوان) إلى البحر الأدرياتيك، حتى وصل إلى الجزء الضيق من خليج كورنث بالقرب من باتراس، وليس ببعيد عن ليبانتو اليونانية، والذي أعطى اسمها للمعركة، ونظَّم علي باشا قواتِه فوضع سفُنَه على نسق واحد من الشمال إلى الجنوب، بحيث كانت ميمنتُها تستند إلى مرفأ ليبانتو، ومسيرتُها في عُرض البحر، وقد قسَّمها علي باشا إلى جناحين وقلب, فكان هو في القلب, وشيروكو في الجناح الأيمن، وبقي الجناح الأيسر بقيادة قلج علي، ومقابل ذلك نظَّمَ دون خوان قواتِه، فوضع سفنه على نسق يقابل النسق الإسلامي، ووضع جناحه الأيمن بقيادة دوريا مقابل قلج علي، وأسند قيادة جناحه الأيسر إلى بربريجو مقابل شيروكو، وجعل (دون) نفسَه لقيادة القلب، وترك أسطولًا احتياطيًّا بقيادة سانت كروز. احتدمت المعركة في 17 جمادي الأولى من هذه السنة, أحاط الأسطول الإسلامي بالأسطول الأوروبي وأوغل العثمانيون بين سفن العدو، ودارت معركة قاسية أظهر فيها الفريقان بطولةً كبيرة وشجاعة نادرة، وشاءت إرادة الله هزيمة المسلمين، ففقدوا ثلاثين ألف مقاتل، وقيل عشرين ألفًا، وخسروا 200 سفينة حربية، منها 93 غرقت، والباقي غنمه العدو وتقاسمته الأساطيل النصرانية المتحدة، وأُسِرَ لهم عشرة آلاف رجل! واستطاع قلج علي إنقاذ سفنه، واستطاع كذلك المحافظة على بعض السفن التي غَنِمَها، ومن بينها السفينة التي تحمل علم البابا، رجع بها إستانبول التي استقبلته استقبال الفاتحين، رغم الشعور بمرارة الهزيمة, وكان لهذه الهزيمة أثرُها الكبير في تراجع الهيمنة العثمانية على غرب البحر المتوسط، ونهاية التمدد العثماني في شرق ووسط أوروبا, ومن أسباب هذه الهزيمة الكارثية على الدولة العثمانية قرارُ سليم الثاني بفتح قبرص، فلم يكن صائبًا؛ لأن قبرص لم تكن مزعجةً للدولة العثمانية، بينما ترتب على فتحها قيامُ هذا التحالف الصليبي الذي أدى إلى هزيمة الدولة في هذه المعركة, فضلًا عن أن قائد الأسطول العثماني علي باشا لم يكن على مستوى قيادة معركة بهذا الحجم، الذي شكله التحالف النصراني, وفي المقابل احتفلت القارة الأوربية بنصر ليبانتو؛ فلأول مرة منذ قرون تحلُّ الهزيمة بالعثمانيين!

العام الهجري : 316 العام الميلادي : 928
تفاصيل الحدث:

لَمَّا وزَر أبو عليِّ بنُ مقلة بسعايةِ نصر الحاجب أبي عبدالله بن البريدي وبذل له عشرينَ ألف دينار على ذلك، فقلَّدَ أبا عبد اللهِ بنَ البريديِّ الأهوازَ جميعَها، سوى السُّوسِ وجُنْدَيسابور، وقلَّدَ أخاه أبا الحُسَين الفراتيَّة، وقلَّدَ أخاهما أبا يوسف الخاصَّةَ والأسافل، على أن يكون المالُ في ذمَّةِ أبي أيُّوب السمسار إلى أن يتصرَّفوا في الأعمال، وكتب أبو عليِّ بنُ مقلة إلى أبي عبد الله في القبضِ على ابن أبي السلاسل، فسار بنَفسِه فقَبَضَ عليه بتُستَر، وأخذ منه عشرةَ آلاف دينار ولم يوصِلْها، وكان أبو عبد الله متهوِّرًا لا يفكِّرُ في عاقبةِ أمْرِه؛ لِما يتَّصِفُ به من المَكرِ والدَّهاءِ وقِلَّة الدين، ثمَّ إنَّ أبا عليِّ بن مقلة جعل أبا محمَّد الحسين بن أحمد الماذرائي مُشرفًا على أبي عبدالله بن البريدي، فلم يلتفِتْ إليه.

العام الهجري : 1276 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:

قام بنو عَمِّ عبد العزيز المحمد أبو العليان، وهم: حسن العبد المحسن، وأخوه عبد الله، ومحمد الغانم، وأخوه عبد الله، وقتلوا عبدَ الله بن عبد العزيز بن عدوان، أميرَ بُريدة من قِبَل الإمام فيصل، فلما بلغَ الإمامَ الخبَرُ جعل محمد الغانم أبو العليان أميرًا على بريدة، وبعد مدَّةٍ قليلة أطلق الإمامُ سراحَ عبد العزيز المحمد وأمره أن يرجِعَ أميرًا على بَلَدِه، وأبقى ابنَه عبد الله في الرياض كرهينةٍ؛ لأنَّ هذا الإطلاق لم يكُنْ عن رِضًا، ولكن رأى أنَّ البلد لا يستقيمُ فيها أميرٌ بسَبَبِ آل ابن عليان، وكان عبدُ الله الفيصل لا يرى رأيَ والده في عبد العزيز ويوَدُّ التخلُّصَ منه بأيِّ وجهٍ من الوجوه، ولكِن الإمامُ فيصل يغلِبُ عليه الحِلمُ والصَّفحُ.

العام الهجري : 393 العام الميلادي : 1002
تفاصيل الحدث:

سار يحيى بنُ عليٍّ الأندلُسيُّ وفلفل بن سعيدٍ مِن طرابلسَ إلى مدينة قابس في عسكرٍ كثيرٍ، فحَصَروها، ثمَّ رَجَعوا إلى طرابلس، ولَمَّا رأى يحيى بنُ عليٍّ مِن قِلَّةِ المالِ، واختلالِ حالِه وسُوءِ مُجاوَرةِ فلفل وأصحابِه له، رجعَ إلى مصرَ إلى الحاكِمِ العُبَيديِّ، بعد أن أخذَ فلفل وأصحابُه خُيولَهم، وما اختاروه مِن عُدَدِهم بين الشِّراءِ والغَصبِ، فأراد الحاكِمُ قَتْلَه، ثمَّ عفا عنه.

العام الهجري : 1343 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1924
تفاصيل الحدث:

بعد دخول قوات الملك عبدالعزيز الطائفَ كتب أعضاءُ الحزب الوطني الحجازي من أشراف مكَّة وجُدَّة إلى الحسين يطلبون منه التنازُلَ عن الحُكمِ لولده علي، وبالفعل قرَّر الحسين التنازل ومغادرة الحجاز إلى العقبة مع أفراد أسرته، وأصبح علي بن الحسين ملكًا على الحجاز، وبويعَ بذلك، وهذا ما يشيرُ إلى انهيار الحكم الهاشمي في الحجاز عندما فقد الحسين حُلفاءَ الخارج (بريطانيا) وحُلَفاء الداخل (الأعيان والجيش)

العام الهجري : 1195 العام الميلادي : 1780
تفاصيل الحدث:

تعتبرُ حربُ مقاطعة ميسور من أشهر الحروبِ بين الإنكليز والمسلمين في الهند، وهذه المقاطعةُ كانت فيها المرازبة الهندوك تحت سيطرةِ المسلمين، فلما ضَعُفت الدولةُ المغوليةُ المُسلِمةُ المركزية في الهند استبَدَّ المرازبةُ بما تحت أيديهم، وكان حيدر علي خان بن فتح علي خان أحدَ قادتِهم، فخافه وزراؤهم وأرادوا البطشَ به، فلما أحسَّ بما يدبَّرُ له تسلَّمَ السلطةَ بالقوة ووسَّع مُلكَه؛ إذ استولى على أكثَرِ بلاد المهراتا وبلاد مدراس، فخاف منه الإنكليز وحاربوه وضمُّوا المهراتا إليهم، ثم استولى حيدر علي خان على جزءٍ من أراضيهم، وكان يعمَلُ على أن يوسِّعَ أملاكَه على حساب مقاطعة ميسورٍ، إلَّا أنَّه في الوقتِ نفسِه عرف أنَّ الصمودَ أمام الإنكليز والانتصارَ عليهم لا يكونُ باتِّباع الطرق التقليدية والأسلحة القديمة؛ إذ لا بدَّ من استعمال الأساليب الحديثة والأسلحة المتطورة، فاستخدم الفرنسيين لتحقيق هدفِه، وقد كانوا يومَها في حربٍ ضِدَّ الإنكليز، ولكنَّ الصليبيةَ هي هي؛ فبعد أن انتهت الحربُ بين الفرنسيين والإنكليز تخلَّت فرنسا عن حيدر، فانتصر عليه الإنكليز، ثم توفِّي حيدر عام 1196هـ وخلَفَه ولدُه فتح علي المعروف باسم تيبو، الذي تابع قتالَ الإنكليز وهُزم أيضًا فأجبِرَ على توقيع معاهدة سرنغا باتام التي خسر بموجِبِها كثيرًا من أملاكه، ودفع غرامةً حربية، وكان هذا في عام 1207هـ.

العام الهجري : 87 العام الميلادي : 705
تفاصيل الحدث:

غَزَا قُتيبةُ بِيكَنْد وهي أَدْنَى مَدائِن بُخارَى إلى النَّهْر، فلمَّا نَزَل بهم اسْتَنْصَروا الصُّغْدَ واسْتَمَدُّوا مَن حَولهم، فأَتوهم في جَمْعٍ كَثيرٍ وأَخَذوا الطُّرُقَ على قُتيبَة، فلم يَنْفَذ لِقُتيبَة رَسولٌ ولم يَصِل إليه خَبَرٌ شَهْرَيْنِ، وأَبطأَ خَبرُه على الحَجَّاج فأَشفَق على الجُنْدِ فأَمَر النَّاس بالدُّعاء لهم في المَساجِد وهُم يَقْتَتِلُون كُلَّ يومٍ. وكان لِقُتيبةَ عَيْنٌ مِن العَجَمِ يُقالُ له: تَنْدُر، فأَعطاهُ أهلُ بُخارَى مَالًا لِيَرُدَّ عنهم قُتيبة، فأَتاه فقال له سِرًّا مِن النَّاس: إنَّ الحَجَّاج قد عُزِلَ وقد أَتَى عامِل إلى خُراسان فلو رَجَعْتَ بالنَّاس كان أَصْلَح. فأَمَر به فقُتِلَ خَوفًا مِن أن يَظهَر الخَبَرُ فيَهْلك النَّاس، ثمَّ أَمَرَ أَصحابَه بالجِدِّ في القِتال فقَاتَلهم قِتالًا شَديدًا، فانْهَزَم الكُفَّارُ يُريدون المدينةَ وتَبِعَهم المسلمون قَتْلًا وأَسْرًا كيف شَاؤُوا، وتَحَصَّنَ مَن دَخَل المدينةَ بها، فوَضَع قُتيبةُ الفَعَلَةَ لِيَهْدِمَ سُورَها، فَسَألُوه الصُّلْحَ فصَالَحَهم واسْتَعْمَل عليه عامِلًا وارْتَحَل عنهم يُريد الرُّجوعَ, فلمَّا سَارَ خَمسةَ فَراسِخ نَقَضُوا الصُّلْحَ, وقَتَلوا العامِلَ ومَن معه، فرَجَع قُتيبةُ فنَقَبَ سُورَهم فسَقَطَ فَسألوه الصُّلْحَ فلم يَقبَل، ودَخَلها عَنْوَةً وقَتَل مَن كان بها مِن المُقاتِلَة، وأصابوا فيها مِن الغَنائِم والسِّلاح وآنِيَة الذَّهَب والفِضَّة ما لا يُحْصَى، ولا أصابوا بخُراسان مِثلَه، فقَوِيَ المسلمون، ووَلِيَ قَسْمَ الغَنائِم عبدُ الله بن وَأْلَان العَدَوِيُّ أَحَدُ بَنِي نلكان، وكان قُتيبةُ يُسَمِّيه الأَمين ابن الأَمين، فإنَّه كان أَمِينًا. فلمَّا فَرَغ قُتيبةُ مِن فَتْح بِيكَنْد رَجَع إلى مَرْو.