في السَّادِس من حُزَيران سنة 1982م اجتاحت إسرائيلُ صَيْدا بقُوَّاتها البَريَّةِ والجَويَّةِ والبَحْريَّةِ بوحشيَّةٍ وحِقدٍ، فدمَّرت بُيوتًا، وقتلت الأبرياءَ، وروَّعت السُّكَّان، وعطَّلتِ الكثيرَ من مَرافِق الحياةِ. وبعد أن سيطرت على أحياءِ صَيْدا والمِنطَقةِ الشرقيَّةِ أخذت تُمارِس الإرهابَ بقَصدِ إذْلالِ الشَّعبِ وتَطبيعِهِ. وكانت تدعو السُّكَّان بواسطة مُكبِّرات الصَّوتِ إلى التجمُّع في الساحاتِ العامَّةِ، وساحِلِ البَحْر، وتفرضُ عليهم الوُقوفَ السَّاعاتِ الطويلةَ في الشَّمس، لا فرقَ عندَهم بين صغيرٍ، أو رجُلٍ، أو مُسِنٍّ، ولا بين طفلٍ، أو وَلَدٍ، أو امرأةٍ، ثم تأمُرُهم بالمرور أمام رجالٍ مُقنَّعينَ، وعندما تصدُرُ إشارةٌ من أحدهم أثناء المرورِ، يُحتجَزُ الشابُّ، ويُساقُ إلى مُعتقَلٍ مُؤقَّت استُحدث في برَّاد الحِمضيات التابع لشَرِكة توضيبِ الحِمْضيَّاتِ، وفي السَّادِسَ عشَرَ من شُباط سنة 1985م انسحبتِ القُوَّات الإسرائيليَّةُ من صَيْدا وجِوارها، فشكَّلَ هذا الانسحابُ خُطوةً مُباركة في مسيرةِ التحريرِ والإنقاذِ، وبراءةٍ جِهاديَّةٍ استحقَّتْها المقاومةُ الإسلاميةُ والوطنيةُ لقاءَ كِفاحها وتضحيَّاتِها. وفي ذلك اليوم الفريدِ تجمَّعَ أهْلُ صَيْدا في الشَّوارِعِ والسَّاحاتِ ليَشهَدَ انسحابَ المُحتلِّ من مدينتِهِ باعتِزازٍ.
لمَّا ترأَّسَ مُحمَّد خُونا ولد هيداله موريتانيا حاوَلَ تصحيحَ أوضاع البِلادِ الاقتصاديَّةِ التي كانت مُتردِّيةً، وكان مركزيًّا في حُكمِهِ، فعمَّ التذمُّرُ بين الناس؛ مدنيِّينَ وعَسكريِّينَ، فقام العقيدُ مُعاوية ولد سيدي طايع رئيسُ الوُزراءِ الأسبَقِ بانقلابٍ عسكريٍّ في 19 ربيع الأول 1405هـ / 12 ديسمبر 1984م فأزاح رئيسَ الجُمهوريَّةِ اللواءَ مُحمَّد خونا ولد هيداله عن مناصِبِهِ كلِّها، وتسلَّمَ مكانه رئيسًا للجُمهورية، ورئيسًا للَّجْنة العسكريَّةِ، ورئيسًا للحُكومة.
في 16 رجب 1405هـ / 6 نيسان 1985م قام وزيرُ الدِّفاع السُّوداني عبد الرحمن سِوارُ الذَّهَب مع عددٍ من كِبار ضُبَّاطِ الجَيشِ بانقلابٍ على الحكومةِ، وشكَّلوا المجلسَ العسكريَّ الأعلى الذي تحمَّلَ مسؤوليَّةَ تسييرِ الحُكمِ مُعلِنًا من البدايةِ أنه لا يُريدُ الاستِئثارَ بالسُّلطةِ، وإنَّما هو مرحلةٌ انتقاليَّةٌ مُدَّتها لا تزيدُ على سنةٍ إلى حين تسليمِها إلى حكومةٍ مَدَنيَّةٍ، وجرتِ الانتخاباتُ بعد سنةٍ، فاختُير الصادقُ المهديُّ رئيسًا للوُزراءِ، وتشكَّلَ مجلسٌ لرئاسةِ الدولةِ من خمسةِ أعضاءٍ.
وُلِد أنور خوجا في بلدةِ "أرجيرو كاسترو" سنة (1326هـ = 1908م)، ونشأ في وسطِ عائلةٍ مُسلمةٍ، اشتغلت بالتِّجارةِ، وعُرفت بالثَّراءِ، وتلقَّى دراستَهُ الأولى في مدرسةٍ فَرَنسيَّةٍ في "كوريتسا"، وهناك انخرط في صُفوفِ الحِزبِ الشُّيوعي الفَرَنسيِّ، وبعد أن أنْهى دراستَهُ سافَرَ إلى "بلجيكا"؛ حيث عَمِلَ سكرتيرًا للسفارة الألبانية، ثم عاد إلى بلادِهِ سنة (1355هـ = 1936م)، واشتغَلَ بالتَّدريس. ولمَّا تعرَّضت بلادُهُ للغَزوِ الإيطاليِّ سنة (1358هـ = 1939م) انقطَعَ عن التدريسِ، وانخرَطَ في صُفوفِ المقاومينَ للاحتِلالِ الإيطاليِّ بعدَ فِرار أحمد زوغو ملك ألبانيا تاركًا بلادَهُ فريسةً للاحتلال الإيطاليِّ، اشتعلتْ حَرَكةُ المقاومةِ ضدَّ الغُزاة، وكان أنور خوجا واحدًا من قادةِ المُقاومةِ، وحُكِمَ عليه بالقتل غيابيًّا في سنة (1360هـ = 1941م)، ثم شارَكَ في تأسيسِ جَبهةِ التحرير القوميَّةِ التي تزعَّمت حركةَ مُقاومةِ الطليان والألمان، وكان الشُّيوعيُّونَ يتزعَّمون هذه الجَبْهة، ثم تولَّى قيادة المقاومةِ، ورئاسةَ اللَّجْنةِ الألبانيَّةِ المُناهِضةِ للفاشيَّةِ في (جُمادى الآخرة 1363هـ = مايو 1944م)، وفي أثناء هذه الفترة شارَكَ في تأسيسِ الحِزبِ الشُّيوعي الألباني وتولَّى أمانتَهُ؛ فلمَّا انتهتِ الحربُ العالميةُ الثانيةُ، وخرج الألمان من ألبانيا؛ تولَّى "أنور خوجا" رئاسةَ الحكومة الألبانية في (1365هـ = 1945م).ثم أُعلنت ألبانيا جمهوريةً شعبيَّةً، وأُلغيت الملكيَّةُ رسميًّا، وما إن أمسك بمقاليدِ الأُمور حتى بادَرَ إلى قطعِ العَلاقاتِ مع كُلٍّ من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.كان أنور خوجا من المُعجَبينَ بـ"ستالين" دكتاتورِ الاتِّحادِ السُّوفيتي، فوقف إلى جانبه حين نشَبَ خِلافٌ سنة (1367هـ = 1948) بينه وبين "تيتو" الرئيسِ اليُّوغسلافي، على الرَّغمِ من مُساندة الحِزبِ الشُّيوعي اليوغسلافي للشُّيوعيِّينَ الألبانِ أثناءَ الاحتلالِ الإيطالي لبلادِهِم، غيرَ أنَّ هذا التأييدَ الذي أبْداه أنور خوجا للسياسة السُّوفيتيَّةِ توقَّف بعد وفاةِ ستالين سنة (1373هـ = 1953م)، وانتهاج خُلَفائه سياسةً مُغايرةً؛ فتحوَّل التأييدُ إلى عداءٍ مُستحكمٍ، انتهى بقَطعِ العَلاقاتِ بين البلدَينِ في سنة (1381هـ = 1961م)، وكان من الأسبابِ التي أدَّت إلى هذه النتيجةِ وقوفُ "خوجا" إلى جانب الصِّينِ في صِراعها الأيديولوجيِّ المذهبيِّ ضدَّ الاتِّحادِ السُّوفيتي، ثم أعقب ذلك انسحابُ ألبانيا من حِلفِ "وارسو" سنة (1388هـ = 1968م)، والتوقُّف عن المُشاركةِ في "الكوميكون"، وهو المجلسُ المُشتَرَكُ لِمُساعدة دولةِ الكُتلة الشرقيَّةِ. أدَّت هذه السياسةُ التي اتَّبعها أنور خوجا إلى انعزالِ ألبانيا عن أوروبا، والعالم الخارجي، ولم يعُدْ لها من حليفٍ سوى الصين، لكنَّ الصينَ نفسَها انتهجت بعدَ وفاةِ "ماو تسي تونج" سياسةً مَرِنةً ومُهادِنةً للولايات المُتَّحِدة الأمريكية؛ الأمرَ الذي جعل أنور خوجا يُعيد النَّظَر والتفكيرَ ويقلبُ الرأي، فأعاد العَلاقاتِ الدُّبلوماسيَّةَ مع يوغوسلافيا واليونان؛ للتغلُّب على شيءٍ من العُزلة التي فرَضَها على بلاده، وفي الوقتِ نفسِهِ ساءت عَلاقاتُهُ مع الصينِ، وانتهى بها الحالُ إلى قَطعِ مُساعداتِها له. أحكم أنور خوجا قبضتَهُ على البلاد، وأمسَكَ مقاليدَ الأمور بيدٍ من حديدٍ، وتخلَّصَ من جميعِ مُنافسيهِ في الحِزب الشُّيوعي، وامتدَّت يدُهُ إلى المعارضين؛ فأسكَتَ أصواتَهم، ولم يعُدْ هناك مَن يُواجهُهُ، أو يقفُ في وجهِهِ ويُعارِض سياستَهُ. ظلَّ أنور خوجا يحكُمُ ألبانيا إحدى وأربعين سنةً، حتى تُوَفِّيَ في (20 من رجب سنة 1405هـ = 11 من إبريل 1985م) عن عُمرٍ يُناهِزُ السَّابعةَ والسَّبعينَ، وخَلَفَهُ "رامز عليا".
في صَباح 25 مايو 1985، كان أميرُ الكُويتِ الشيخُ جابر الصَّباح في طريقِهِ إلى الدِّيوانِ الأميريِّ في قَصرِ السَّيفِ، فقد كان مُعتادًا أن يصلَ إلى مَكتبِهِ في الثامنةِ صباحًا. وقبلَ هذا الوقتِ بلحظاتٍ دوَّى انفجارٌ هائلٌ نجَمَ عن تفجيرِ سيَّارةٍ مُفخَّخةٍ، فأُصيبَ الشَّيخ جابرٌ بجُروحٍ ونُقِلَ إلى المُستشفى الأميريِّ.
انعقدَتْ قمَّةُ الدار البَيْضاءِ بناءً على دَعْوةٍ من الحَسَنِ الثاني مَلِك المملكةِ المغربيَّةِ. وصدَرَ عن المُؤتَمَرِ بيانٌ ختاميٌّ تضمَّنَ مجموعةً من القراراتِ أهمُّها:
- تأليفُ لَجنَتَينِ لتنقيةِ الأجواءِ العربيَّةِ، وحلِّ الخلافاتِ بين الأشِقَّاءِ العرب.
- الاستنكارُ والأسَفُ الشديدُ لإصرار إيرانَ على مُواصلةِ الحربِ، وإعلانُ المؤتمر تعبئةَ جميع الجُهودِ لِوَضعِ حدٍّ سريعٍ للقتالِ.
- التَّنديد بالإرهابِ بجميع أشكالِهِ، وأنواعِهِ، ومصادِرِهِ، وفي مُقدِّمتِهِ الإرهابُ الإسرائيليُّ داخل فِلَسطينَ.
- المطالبةُ برَفعِ الحِصارِ الذي تفرضُهُ ميليشياتُ حركة أمل الشيعيَّةُ على المُخيَّماتِ الفِلَسطينيَّةِ.
بالتَّعاوُنِ مع مليشياتِ الحيِّ النُّصَيريِّ في بعل محسن في طرابلس، أقدمتِ القُوَّاتُ السُّوريَّةُ على حِصارِ ودكِّ مدينةِ طرابلس عاصمةِ أهل السُّنَّة في شمال لبنان. وكانت قد ارتكبتْ مَجزرةً في مُخيَّماتِ بيروت قبل ذلك بأُسبوعٍ، وعلى مَدارِ 20 يومًا ذكرتْ وِكالاتُ الأنباءِ: أنَّ أكثَرَ من مِليونِ صاروخٍ وقذيفةٍ دمَّرت أكثَرَ من نِصف مباني المدينةِ وجعلتْها معزولةً عن العالَمِ، وساهمتِ القُوَّاتُ اللُّبنانية الكتائبيَّةُ النَّصْرانيَّةُ في الحِصارِ، ومَنعِ الوَقودِ والدَّقيقِ عن طرابلس، وقد قُتِل في هذه المجزرةِ عِدَّةُ آلافٍ، وفرَّ من المدينة أكثرُ من 300 ألف نسمةٍ، وحُلَّت الأحزابُ الإسلامية، وتمَّ توقيعُ الاتفاقِ على نَزعِ سِلاحِها بواسطةِ إيرانَ.
قامتِ الولايات المُتَّحِدة بتاريخ 24 و25 / 3 / 1986م بشنِّ عُدوان بَحْري وجَويٍّ شاركت فيه ثلاثُ حاملاتٍ للطائرات على أهدافٍ مَدَنيَّةٍ وعسكريَّةٍ بخليجِ سِرتٍ، وأغرقت عددًا من الزَّوارقِ الليبيَّةِ، ولم تقُمِ البحرية الأمريكية بإنقاذ طاقَمِ إحدى السُّفُن الليبية من الغرق. فشنَّتِ الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 15 / 4 / 1986م هجومًا جويًّا واسع النطاق على مدينتَيْ طرابلس وبنغازي راح ضحيَّتَه المئاتُ من المدنيين الأبرياء، وأدَّى إلى خسائرَ ماديَّةٍ جسيمةٍ؛ وذلك في مُحاولةٍ لاغتيال العقيد مُعمَّر القذافي حيث تركَّزُ الهجومُ على مقرِّ إقامته، وأدَّى إلى تدميرِ مقرِّهِ ووفاةِ ابنتِهِ.
عُقِد في طرابلس المؤتمرُ الثاني لِمُناهضةِ الإمبرياليَّة والصُّهيونيَّة والعُنصرية والفاشية في الفترة من 15 وحتى 29 مارس، وضمَّ المؤتمرُ وفودًا تُمثِّل هُنود أمريكا الشماليَّة، والأقليَّة الزنجيَّة المسلمة في الولايات المُتَّحِدة، والمليشياتِ المعارضةَ للتنظيم والحُكم في أمريكا اللاتينيَّةِ، ومُمثِّلينَ للحَرَكاتِ الكُردية الانفصاليَّةِ، ومُسلمي الفلبين، وحركاتِ الاستقلال في المُستَعمَراتِ الفرنسية. وقرَّرَ المؤتمرُ تشكيلَ قُوَّة مُحاربةٍ مقرُّها ليبيا لنشر الثَّورة في جميع أنحاء العالَمِ، كما وصَفَ المؤتمرُ القذافيَّ بأنه زعيمُ الثَّورة العالميَّةِ.
كان نجيبُ الله مُحمَّد رئيسُ المخابرات الأفغانية (خاد) في عهد الرئيس بابرك كارمل صاحبَ أطماعٍ، ويُجيد المناورة والظُّهور بمظهر المسالمة، ومحبَّة الوصول إلى نتيجةٍ مع المحاور كلها، وفي 25 شعبان نصَّب نفسه رئيسًا للدولة الأفغانية بمُساعدة سلطان علي كشتمند على حين فرَّ سَلَفُهُ بابرك كارمل إلى السفارة الصينية، ومنها إلى الروسية ثم خرج بتدبيرٍ منهم إلى طشقند، ثم إلى موسكو، حيث عاش هناك.
أسَّست الجماعات الإسلاميَّة في إسبانيا حزبًا سياسيًّا أطلقت عليه اسمَ (تحرير الأندلس)؛ وذلك للمُطالبة باستقلال إقليم الأندلس، وإنهاءِ التواجُد الأجنبي، وخاصَّة الأمريكي من الإقليم، وتوطيدِ الروابط مع العالمَينِ العربي والإسلامي.
في مُخالفةٍ للقانون باعتِ الولايات المتحدة سرًّا أسلحةً إلى إيران. وفي إطار هذه الفضيحةِ، حُكم على اللفتنانت كولونيل أوليفر نورث في 6 تموز / يوليه 1989م بالسجن ثلاثة أعوام مع وقف التنفيذ، وغرامة قدرُها ألفُ دولارٍ، وعلى الأدميرال جون بوينديكستر بالسجن ستة أعوام في 5 مارس 1990م، وبُرِّئ وزير الدفاع كاسبار واينبرغر وكل الـ 150 المتهمين الآخرين.
عقدُ مؤتمر القمة الإسلامي الخامس في (دولة الكويت) في الفترة من 26- 29 جُمادى الأولى 1407هـ، (الموافق 26- 29 ينايــر 1987م)، وقد صدر عنه عدَّة قرارات بشأن سَير عمل اللَّجنة الدائمة للتَّعاوُن الاقتصادي والتجاري، وبشأنِ اللَّجْنة الدائمة للتَّعاوُن العِلمي والتكنولوجي، وبشأن تنفيذ خُطَّة العمل لِتَعزيز التعاوُن الاقتصادي بين الدُّوَل الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، وبشأن إقامةِ نظام أطول من أجل تمويل التجارة في إطار البنك الإسلامي للتنمية، اعتمدتِ القِمَّة قرارًا بشأن قضية فلسطين والشرق الأوسط، تُؤكِّد أن قضية فلسطين هي جوهَرُ الصراع العربي الإسرائيلي، وأن السلام العادل والشامل في المِنطَقة لا يُمكِن أن يقوم إلا على أساس انسحاب العَدُوِّ الصهيوني الكامل، وغير المشروط من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلَّة. واعتمد المؤتمرُ قرارًا بشأن مُرتفعات الجولان السُّورية أُعلن فيه أن احتلال إسرائيل لهذه المِنطَقة وقرارَها بفرض قوانينِها وإدارتها على مُرتفعات الجولان المحتلَّة عملٌ عُدوانيٌّ، وأدان التدابير القَمْعيَّة الإرهابية ضد المواطنينَ السُّوريينَ هناك. واعتمد المؤتمرُ قرارًا بشأن القضيَّة اللبنانيَّة، واحتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية، وأدان فيه الاحتلالَ الإسرائيليَّ لجنوب لبنان، وطالب بانسحاب القُوَّات الإسرائيلية فورًا من جميع الأراضي اللبنانية المحتلَّة. واعتمد المؤتمرُ قرارًا بشأن النِّزاع بين إيران والعراق، وناقَشَ المؤتمرُ الوضعَ في أفغانستان، واعتمد قرارًا أعرب فيه عن قلقه العميق إزاءَ استمرار التدخُّل العسكري السوفييتي في أفغانستان، وذكر المؤتمر مُؤكِّدًا من جديدٍ بالموقف المشترك للدول الإسلامية، وأدان المؤتمر بشِدَّة نظام حُكم الأقلية في بريتوريا لاتباعه سياسةَ الفصل العُنصري المقيتة، واحتلاله لناميبيا، واعتداءاته المُتكرِّرة على دُوَل المواجهة، والدول المجاورة، وقمعه لشعبي جنوب إفريقيا وناميبيا. وناقش المؤتمرُ مسألة إنتاج إسرائيل وحيازتِها أسلحةً نوويَّةً، وما يترتَّب على ذلك من عواقبَ خطيرةٍ تُهدِّد أمنَ مِنطَقة الشَّرقِ الأوسطِ وإفريقيا، وتزيدُ من خطرِ انتشار الأسلحة النووية. ودعا جميعَ الدُّوَل، والوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة، والمُنظَّمات الأُخرى إلى وقف التعاوُن العِلمي مع إسرائيل بكُلِّ أشكالِهِ التي مِن شأنها أن تُسهِم في دَعم قُدُراتها النوويَّة. واعتمَدَ المؤتمرُ قرارًا بشأن الخِلاف الإقليميِّ بين ليبيا وتشاد، ناشد فيه البلدَينِ تسويةَ هذا الخِلافِ بالطُّرُق السلميَّة.
أعاد الجيشُ التشاديُّ سيطرتَه على مِنطَقة "وادي دوم" شمال تشاد بمحاداة الحدود الليبية وذلك بعد انتصاره على الجيش الليبي أثناء الحَرب التشادية - الليبية التي نشبت عام 1973م حول إقليم "أوزو" المُتنازَع عليه بين البلدينِ. وتبلغ مِساحة هذا الإقليم 14 ألف كيلو متر، وقد انسحبت ليبيا من "أوزو" في فبراير 1994م بعد حُكم محكمة العدل الدولية بأحقيَّة تشاد في الإقليم.