أُعلِنَ في شوال 1401هـ / آب 1982م عن خُطة لاتِّحادٍ بين السِّنغال وغامبيا، وإقامةِ دَولة منهما أُطلِقَ عليها سنغامبيا، وظهَر الاتِّحادُ فِعليًّا في 7 ربيع الثاني 1402هـ / شباط 1982م، وعُقِدَ أولُ مجلسٍ لِمُناقشة سُبل التعاوُن بين البلدينِ مِن الناحيةِ السياسية والاقتصاديةِ ووَحدةِ النقْدِ، لكن كانت غامبيا ما تَزال مُتردِّدةً مِن تَحقيق الوَحدة فِعليًّا، وفي مُحرم 1410هـ / آب 1989م أعلَنَ رئيسُ السِّنغال عبده ضيوف عن توقُّف كلِّ عمليات الاتِّحاد؛ نظرًا لِتَخاذُلِ غامبيا عن الاندماجِ الفِعلي مع السنغال سياسيًّا واقتصاديًّا، ثم لم يَلبَثْ أنْ حُلَّ الاتِّحاد في صفر 1410هـ / أيلول 1989م.
في بنغلادش قام رئيسُ هيئةِ أركان الجيشِ الفريق حسين محمد إرشاد في 29 جمادى الأولى 1402هـ / 24 آذار 1982م، بانقلابٍ (أبيض)، مُدَّعيًا أنَّ الفسادَ السياسيَّ وسُوء الإدارة الاقتصاديةِ أصبَحَ غيرَ مُحتمَلٍ، فأطاح بالرئيسِ عبد الستار محمد صايم، وتولَّى هو حُكْمَ الدولةِ، ولقَّب نفْسَه الرئيسَ الإداريَّ لقانون الأحكامِ العُرْفية، وفي 7 ربيع الأول 1404هـ / 11 ديسمبر 1083م أعلَنَ تنصيبَ نفْسِه رئيسًا.
وُلِدَ في بطرة؛ قَريةٍ مِن قُرى مُحافظة الدَّقَهلية الخميس الموافِق (13 جمادى الآخرة سنة 1335 هـ = 5 إبريل 1917م)، وتُوفِّي عام 1996م، تلقَّى تعليمَه الأوليَّ في قَريتِه، فحفِظَ القرآنَ الكريم، وتعلَّم مبادئَ القِراءة والكتابةِ، ثم الْتحقَ بالمعهدِ الأحمديِّ بطنطا، وأنهى المرحلةَ الابتدائيةَ به، وانتقَل إلى المرحلة الثانويةِ، واستكْمَلها في القاهرةِ في مَعهدها الدِّيني بالدَّرَّاسة، وبعدَ اجتيازِه لها التحَقَ بكُلية الشريعةِ، وتخرَّج فيها سَنة (1363هـ = 1944م)، حاصلًا على الشَّهادة العالميةِ، ثم نالَ تخصُّصَ القضاءِ بعدَ عامينِ مِن الدراسةِ، وكان الأزهرُ يُعطي لمَن يحصُل على العالمية في الشريعةِ أنْ يَتخصَّص في القضاءِ لمدةِ عامينِ، ويُمنَحُ الطالبُ بعدها شَهادةُ العالميةِ مع إجازةِ القضاء. عمِلَ جاد الحق بعد التخرُّجِ في المحاكمِ الشرعيةِ في سنة (1366هـ = 1946م)، ثم عُيِّن أمينًا للفتوى بدارِ الإفتاء المصرية في سنة (1373هـ = 1953م)، ثم عاد إلى المحاكمِ الشرعية قاضيًا في سنة (1374هـ = 1954م)، ثم انتقَلَ إلى المحاكم المَدَنية سنة (1376هـ = 1956م) بعد إلغاءِ القضاء الشرعيِّ، وظلَّ يَعمَل بالقضاءِ، ويترقَّى في مناصِبه حتى عُيِّن مُستشارًا بمحاكمِ الاستئنافِ في سنة (1396هـ = 1976م)، وعُيِّن الشيخُ جاد الحق مُفتيًا للديارِ المصرية في (رمضان 1398هـ = أغسطس 1978م). وعُيِّن وزيرًا للأوقافِ في (ربيع الأول 1402هـ = يناير 1982م)، وظلَّ به شهورًا قليلةً، اختِيرَ بعدها شيخًا للجامع الأزهر في (13 جمادى الأولى 1402هـ = 17 مارس 1982م).
تعرَّض المسجدُ الأقصى المبارك لاعتداءٍ آثمٍ؛ حيث قام أحدُ الجنودِ الإسرائيليينَ -واسمه هاري غولدمان- باقتحامِ المسجد الأقصى وإطلاقِ النار بشكْلٍ عَشوائي على مَن في الحرمِ، ممَّا أدَّى إلى مَقتلِ مواطنين وجرْحِ أكثرَ مِن سِتِّين آخرينَ. وأثار هذا الحادثُ سخطَ المواطنين، وأدَّى إلى اضطراباتٍ عنيفةٍ في الضفة الغربية وغَزة، وردودَ فِعلٍ عالمية غاضبة ضِدَّ الاحتلال.
قطعَت السُّعودية وقطَر ولِيبيا والإماراتُ عَلاقاتِها الدُّبلوماسيةَ مع دولةِ زائير (الكونغو الديمقراطية)؛ وذلك بعد أنْ أعادت زائير عَلاقاتِها مع إسرائيلَ في أيار 1982، وكانت إسرائيلُ -فضْلًا عن ذلك- قد نجحَتْ في ربط زائير بمعاهدةٍ عسكريةٍ تنصُّ على قيام إسرائيلَ بإعادة بِناء الجيش الزائيري، وإيفادِ مُستشارين عسْكريِّين إلى زائير؛ لِتَدريب سِلاح البحريةِ.
الملِكُ خالد بن عبد العزيز -رحمه الله- هو رابعُ مَن تولَّى ملِكَ المملكة العربية السُّعودية، بعْدَ أبيه الملِك عبد العزيز وأخوَيه سُعود وفَيصل، وقد تولَّى حُكمَ السُّعودية عقِب اغتيالِ أخيه فَيصل سنة 1395هـ - 1975م، وشهِدَ عهدُه ازدهارًا اقتصاديًّا كبيرًا للسُّعودية؛ بسَببِ ارتفاعِ أسعار النِّفط، وما صاحَب ذلك مِن انفتاحٍ على العالَم الخارجي بصورةٍ أكبرَ بكثيرٍ مِن السابق، وقد حاوَل الملِك خالدٌ الحدَّ من الآثار الجانبيةِ لهذا الانفتاحِ قدْر استطاعتِه؛ حيث دعا إلى السَّير ببُطْء في مَجال التصنيع؛ للحدِّ مِن تَنامي التدخُّل الأجنبي في البلاد، خاصةً وأن عددَ العمالةِ الأجنبية الغربيةَ قد تضاعَفَ خمْسَ مرَّات خلالَ سبعِ سنواتٍ. وقد وقعَتَ في عهْد الملِك خالدٍ حادثتانِ في غاية الخُطورة والأهمية؛ أولهما: الثَّورة الخُمينيةُ في إيرانَ، والتي أطاحت بالملَكِية هناك، وذلك سنةَ 1399هـ، والحادثةُ الثانيةُ: حادثة جُهميان العتيبيِّ، واقتحامه المسجدَ الحرامَ مع مُدَّعي المهْدِية محمد القحطاني، وذلك سنةَ 1400هـ. وكان الملِك خالدٌ يُعاني مِن مَرَضٍ بالقلْب، فما زال يَتزايد عليه المرضُ حتى مات رحمه الله في 21 شعبان 1402 هـ - 13 يونيه 1982م، أثناءَ استعدادِه لرحلة علاجٍ بالخارج، ثم بُويع الملِكُ فهدٌ مَلِكًا للمملكة العربية السُّعودية عقِبَ وفاة الملِك خالد بن عبد العزيزِ.
في عام 1982م وبعَد ظُهْر 4 حزيران، علا أزيزُ الطائرات الإسرائيليةِ، وارتفَعَ دُخَان الحرائقِ والدمارِ إثْرَ غاراتٍ عنيفةٍ مُتواصلةٍ على بيروتَ، بدأَت بتدميرِ "المدينة الرياضية"، وامتدَّت لِتَشملَ مناطقَ الفاكهاني، والجامعة العربية، ومُحيطَهما، غارات مُتتاليةٌ لم يَسبِقْ أن شهِدَ مِثلَها اللُّبنانيون، وساد الذُّعر العاصمةَ، ونزَح أهالي تلك المناطق، والمناطق القريبةِ والمحيطة بها باتِّجاه مناطقَ ظنُّوا أنها أكثرُ أمنًا؛ لشِدَّة عُنْف الغارات، لم يَخطِرْ لهم أنَّ هذا الكابوس سيَستمرُّ طويلًا. وكانت ذَريعةُ إعلان بَدْء الغزْو الإسرائيلي للُبنان مُحاولةَ اغتيالٍ تعرَّض لها السفيرُ الإسرائيلي في لندن "شلومو أرجوف"، التي أعلَنَت جَماعة أبو نضال المنشقَّة عن ياسر عرفات، مَسؤوليَّتها عن تَنفيذها. وكان مُراقِبو الأمم المتحِدة وقُوات الطوارئِ الدولية يَرْصدون التحرُّكاتِ "الإسرائيلية"، ويتوقَّعون عمليةَ الغزْو في أيَّةِ لحظةٍ منذ شباط العام 1981، وبعدَ يومينِ مِن محاوَلة اغتيال السفيرِ "الإسرائيلي" في لندن، والتي قِيل: إن الموسادَ الإسرائيلي هو الذي دبَّرها؛ لِتكونَ ذريعةً لإعلان الغزْو، نفذَّت "إسرائيل" عُدْوانها تحت عُنوان: "عملية إصبع الجليلِ" أو "السلام للجليل"، فاحتلَّت ثُلث الأراضي اللُّبنانية، ولم يَنفَعْ في رَدْعِها قرارُ مجلس الأمن الدولي (508) الداعي إلى وَقفِ إطلاق النارِ.
عُقِدَ في نيقوسيا مؤتمرٌ لِوُزراء خارجية دُول عَدَمِ الانحيازِ؛ وذلك لِبَحْث العُدوان الإسرائيليِّ على لُبنان، وطالَب المؤتمرُ بفرْضِ عُقوبات شاملةٍ وإلزاميةٍ ضِدَّ إسرائيل؛ لِعَدَمِ امتثالِها لقراراتِ الأمم المتحِدة بشأْن فِلَسطين، وطالَب أيضًا إسرائيلَ برفْعِ الحصارِ عن بَيروت الغربيةِ، مع تَشكيل مَجلِس الأمن قُوة مُؤقَّتة؛ لِحِفْظ السلامِ في لُبنان دونَ تأخيرٍ.
تدخَّلت فرنسا عسكريًّا في تشاد؛ لِدَعمِ الرئيس حسين حبري -الذي استَولى على السُّلطة في 1982م- بطلَبٍ منه؛ وذلك في مُواجهة غوكوني عويدي، الذي تَدعُمه القوات اللِّيبية. وقد سبَقَ أن أرسلَتْ فَرنسا قواتٍ إلى تشاد للمرَّة الأولى في 1968م، بعدَ أنْ أثارت جَبهة التَّحرير الوطني (فرولينا) المعارِضة للرئيس تومبالباي، اضطراباتٍ في مَنطقة تيبستي.
حصَلَت مذبحةٌ في مُخيَّم صبرا وشاتيلا للَّاجئين الفِلَسطينيِّين في لُبنان في شَهر سبتمبر 1982م، على يَدِ الميليشياتِ المارونيةِ أثناءَ الاحتلال الإسرائيلي لِبَيروت لبنان في خِضَمِّ الحرْب الأهلية اللُّبنانية، تحت قِيادة أيلي حبيقة، الذي أصبَح فيما بعْدُ عُضوًا في البرلمان اللُّبناني لمدَّةٍ طويلة، ووزيرًا عام 1990م، وأدَّت هذه المذبحةُ إلى قتْل ما يقرُبُ من 3500 من الرِّجال، والأطفالِ، والنساء، والشيوخِ المدنيِّين العُزَّل من السلاحِ. وفي ذلك الوقت كان المخيَّمُ مُطوقًا بالكاملِ مِن قِبَلِ الجيش الإسرائيليِّ الذي كان تحت قِيادة أرئيل شارون ورافائيل أيتان، والدرجةُ التي تورَّط بها الجيشُ الإسرائيلي محطُّ خلافٍ؛ ففي الخامس عشر مِن أيلول 1982 اجتاحَت القواتُ الإسرائيلية العاصمةَ اللُّبنانية بيروتَ في أولِ مُحاولةٍ لها لِدُخول عاصمةٍ عربية، وذلك منذ إنشاء الدَّولة العِبْرية سنة 1948، ودخَل الجيشُ الإسرائيليُّ بيروتَ الغربيةَ بعدما رُفِعَت المتاريس وأُزِيلَت الألغامُ، وبعد مُضِيِّ 14 يومًا على رَحيل المقاتلين الفلسطينيين عن بَيروت، وانقضاءِ يَومينِ على انسحابِ القواتِ المتعدِّدة الجنسيات مِن لُبنان، التي انسحَبَت قبل انتهاءِ مُدَّتها بأسبوعٍ، ومنذ اليومِ الأول لِدُخولها العاصمةَ أحكَمَت القواتُ الغازيةُ الطوقَ على مُخيَّميْ صَبرا وشاتيلا، ومنعَت الدخولَ إليهما والخروجَ منهما، ولم تَسمَحْ حتى للصحفيينَ المحلِّيين ومُراسلي الصحافةِ العالمية بدُخول المخيَّماتِ، وذلك لمدَّة ثلاثةِ أيام، وهي المدة التي نُفِّذَت فيها المذابحُ الجماعيةُ داخلَ المخيَّمين وسطَ تَعتيمٍ شامل، وفي الثامن عشر مِن أيلول فكَّت القواتُ الإسرائيلية الطوقَ عن المخيَّمين، لِيُكشَفَ عن مَذبحةٍ تَقشعرُّ لها الأبدانُ، وتُشكِّلُ مُنعطفًا خطيرًا في تاريخ الحضارةِ الإنسانية في هذا العصرِ، وقد اتَّهمت إسرائيلُ في البداية قواتِ العميلِ سعد حداد بارتكابِ المذابح، الذي نفَى ذلك نفيًا قاطعًا، وأعرَبَ عن استنكارِه الشديدِ للمجزرةِ التي وقعَت في المخيَّمات، وكي لا تُغضِبَ إسرائيلُ حليفَها سعد حداد، نفَت أن يكونَ لِقُواتِه دخلٌ في المذابحِ، وأعلنَت أن حزبَ الكتائبِ هو الذي قام بارتكابِ المجازر البشعةِ داخل المخيَّماتِ، وقالت: لقد حاوَلْنا منْعَ العناصرِ المتطرِّفة في الكتائب مِن ارتكابِ المجازر ضدَّ اللاجئينَ، وقال بَيان الحكومةِ الإسرائيلية: إنَّ الجيشَ الإسرائيلي أجبَرَ الميليشياتِ المسيحيةَ على مُغادرة المخيَّمين فورَ عِلمِه بوُقوع الحادثِ، إلا أنَّ القواتِ اللُّبنانيةَ ومجلسَ الأمن الكتائبيّ -على حدِّ تَعبيرِه- نَفَيَا ما تردَّد عن مُشاركة عناصرَ كتائبيةٍ في الأحداثِ التي جَرَت في المخيَّمات الفلسطينية في بَيروت الغربيةِ.
تغيَّب عن هذه القِمة (غير العادية) كلٌّ من مصرَ ولِيبيا، وشاركت فيها 19 دولةً عربيةً، اعترَفَت ضِمنيًّا -ولأوَّلِ مرَّةٍ- بحقِّ إسرائيلَ في الوُجود. وصدَر عنه بيانٌ خِتامي تضمَّن مجموعةً مِن القرارات؛ أهمُّها:
- إقرارُ مَشروع السلامِ العربيِّ مع إسرائيلَ، وأهمُّ ما تضمَّنه: انسحابُ إسرائيلَ من جميع الأراضي العربيةِ التي احتلَّتها عام 1967م، وإزالةُ المستعمراتِ الإسرائيليةِ في الأراضي التي احتُلَّت بعد عام 1967م، وقيامُ الدولة الفِلَسطينية المستقِلةِ وعاصِمَتُها القدسُ، وتأكيدُ حقِّ الشعب الفِلَسطيني في تَقريرِ مَصيره، وتعويضُ مَن لا يَرغَبُ بالعودةِ.
- الإدانةُ الشديدةُ للعُدوان الإسرائيلي على الشعبينِ اللُّبناني والفِلَسطيني.
- بخُصوص الحربِ العراقيةِ الإيرانيةِ، دعا المؤتمرُ إلى ضَرورة التزامِ الطرفينِ لِقَرارات مجلسِ الأمن، وأعلَنَ أنَّ أيَّ اعتداء على أيِّ قُطْرٍ عربيٍّ اعتداءٌ على البلاد العربية جميعًا.
- مُساندة الصومالِ في مُواجهة وإخراج القوةِ الأثيويبيةِ مِن أراضيها.
وُلِدَ بَشير الجميل في بَيروت عام 1947م لِأُسرةٍ مِن ستةِ أبناء، كان هو أصغَرَهم. ووالده بيير الجميل هو مُؤسِّس ورئيسُ حِزب الكتائب اللُّبناني آنذاك. التحقَ عام 1962م بحِزْب الكتائبِ، وأصبح عضوًا في قسْم الطَّلَبة، ثم شارَكَ عام 1968م في مُؤتمرٍ طُلَّابي نظَّمَته جَريدةُ الشَّرقِ عقِبَ الأحداثِ التي جرَت في الجامعاتِ بين الطَّلبة اليساريينَ المؤيدينَ للفِلَسطينيين في لُبنان، والطَّلَبة اللُّبنانيين والقوميينَ. اختُطِفَ الجميلُ عام 1970م من قِبَلِ مُسلَّحين فلسطينيين، وأُطلِقَ سراحُه بعد ثماني ساعاتٍ، لكنَّ هذه الحادثةَ كان لها تأثيرٌ في الأوضاع السياسية اللاحقةِ. وأصبَحَ نائبًا لرئيس حِزب الكتائب بقطاعِ الأشرفية عام 1973م، وفي عام 1976م عُيِّن نائبًا ثم رئيسًا للمجلِسِ العسكريِّ للحزب، والْتَقى في تلك السنةِ بزَعيم الطائفة الدُّرْزية كمال جُنبلاط، واتَّفق الاثنانِ على تَوحيد الفصائل اللُّبنانية لِمُقاومة انتشارِ الجيش السُّوري في لُبنان، كما شكَّل أيضًا ما يُعرَف بالقواتِ اللُّبنانية الموحَّدة، وترأَّس مجلِسَ قِيادتِها. قاد مَعركة زحلةَ عام 1981م التي طوَّق فيها الجيشَ السوريَّ في سَهل البقاعِ. واختِيرَ عضوًا في جبْهة الإنقاذ الوطنيِّ التي أسَّسها الرئيسُ الأسبق إلياس سركيس، والتي كانت تضُمُّ الكثيرَ مِن القادة المسلمينَ والنَّصارى اللُّبنانيين. وبعْدَ انتخابِه مِن قِبَلِ البرلمان اللُّبناني رئيسًا للجمهورية اللُّبنانية يوم 23/8/1982، اغتِيلَ مع عددٍ من زُملائه في انفجارٍ بمقرِّ قيادة الكتائب في قِطاع الأشرفية يوم 14/9/1982.
أبو الوليد سعد صايل هو عسكريٌّ فِلَسطيني، وُلِدَ في قرية كفر قليل (محافظة نابلس)، وتلقَّى دِراسته الابتدائيةَ والثانوية في مَدينة نابلس، والتحقَ بالكُلِّية العسكرية الأُرْدنية سَنة 1951م، وتخصَّص في الهندسة العسكريةِ، ثم أُرسِلَ في دوراتٍ عسكريةٍ إلى بريطانيا سنة 1954م (هندسة تَصميم الجُسور وتصنيفها)، وبريطانيا سنة 1958م، والولايات المتحِدة سنة 1960م (هندسة عَسْكرية متقدِّمة)، وعاد إلى الولايات المتحدة سَنة 1966م، فدرَسَ في كُلِّية القادة والأركانِ. تدرَّج أبو الوليد في عددٍ مِن المناصب العسكريةِ في الجيش الأُرْدني، إلى أن أُسنِدَت إليه قِيادة لواء الحسين بن علي وكان برُتبةِ عقيدٍ. انتسَب صايل إلى حركةِ التحرير الوطني الفِلَسطيني (فتح)، وفي أحداثِ أيلول سنة 1970م بين القواتِ الأُرْدنية وقُوات الثورةِ الفلسطينية، التحَقَ بالقواتِ الفلسطينية، فأُسنِدَت إليه مناصبُ عسكرية هامَّة، وقد عُيِّن مديرًا لهيئة العملياتِ المركزية لِقُوات الثورة الفلسطينية، وعُضوًا في القيادةِ العامة لِقُوات العاصفةِ، وعضوًا في قِيادة جهاز الأرض المحتلَّة، بعْدَ أنْ رُقِّيَ إلى رُتبة عميد، كما اختِيرَ عضوًا في المجلسِ الوطني الفلسطينيِّ، وانتُخِبَ في اللجنة المركزيةِ لحرَكة فتْحٍ في مُؤتمرِها الذي عُقِدَ في دمشقَ سنة 1980م. شارك أبو الوليد في إدارةِ دَفةِ العمليات العسكريةِ لِقُوات الثورة الفلسطينية في تصدِّيها للقوات الإسرائيلية في لُبنان، ولُقِّبَ بمارشال بَيروت. اغتِيلَ سعد صايل بتاريخ 29/9/1982 في عمليةٍ تعرَّض لها بعد انتهائِه من جَولة على قُوات الثورة الفلسطينية في سَهل البقاع بلُبنان، وقد رُقِّيَ إلى رُتبة لواءٍ، ودُفِنَ في مقبرة الشُّهداء في مُخيَّم اليرموك بدمشقَ. وتَخليدًا لِذِكرى أبي الوليد أَطلَقَت السُّلطة الوطنية الفلسطينية اسمَه على العديدِ من المعالِمِ الوطنية في غَزَّة والضفةِ الغربية؛ مِثلُ الأكاديميةِ الأمنيةِ في أريحا، ومواقعَ للقُوات الأمنيةِ في غَزة، ومدرسةٍ في مَدينة نابلس، وعِدة أماكنَ أُخرى.
انضمَّ البكر إلى الأكاديميةِ العسكريةِ العراقية عامَ 1938م، بعدَ أن عمِلَ مُعلِّمًا لمدةِ 6 سنواتٍ، واشترَكَ البكر في بداياتِ حياتِه العسكريةِ في حركةِ رَشيد عالي الكيلاني ضِدَّ النُّفوذ البريطانيِّ في العراق عامَ 1941م، التي باءت بالفشَلِ، فدخَل على إثرِ ذلك السجنَ، وأُجبِرَ على التقاعدِ، ثم أُعيدَ إلى الوظيفةِ عامَ 1957م. وانضمَّ إلى تَنظيمِ الضُّباط الوطنيينَ الذي أطاح بالملَكِية في العراق عامَ 1958م، وأُجبِرَ على التقاعُدِ مرةً أُخرى عامَ 1959م بسببِ ضُلوعه في حركةِ الشوافِ في الموصلِ ضِدَّ عبد الكريم قاسم. كان البكر عضوًا بارزًا في حِزب البعثِ، ونظَّم في 8 فبراير 1963م حركةً مسلَّحة بالتعاونِ مع التيَّارات القوميةِ وعسْكريينَ مُستقلِّين؛ مما أدَّى إلى الإطاحةِ بالحكومةِ العسكريةِ لرئيس الوُزراء عبد الكريم قاسم. أصبَح البكر رئيسًا للوُزراء لمدةِ 10 أشهرٍ بعد حركةِ عام 1963م؛ حيث أطاح عبد السلام عارف بحكومةِ حِزبِ البعثِ في حركةِ 18 تشرين، بعدَ سلسلةٍ مِن الإخفاقات والانشقاقاتِ تعرَّض لها حِزب البَعثِ على خَلفيةِ أعمال العُنفِ التي مارسَتْها مليشيا حِزبُ البَعثِ الحرس القَومي. ثم قام البكرُ بتَنظيمِ حركةِ 17 تموز 1968م، التي أطاحت بالرئيسِ العراقي. ومع تقدُّم البكر في العُمرِ أصبح نائبُه صدَّامُ حسين الرئيسَ الفعليَّ للعراقِ عام 1979م؛ حيث استقال البكرُ في 16 تموز 1979 م مِن رئاسة العراق بحُجَّة ظُروفه الصِّحيةِ.