الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 735 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 427 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1036
تفاصيل الحدث:

اجتمع ابنُ وثَّاب النميري صاحِبُ حران وقريبُه ابن عطير النميري، وأمدَّهما نصر الدَّولة بنُ مروان بعسكرٍ كثيف، فساروا جميعُهم إلى السُّويداء جنوب دمشق، وكان الرومُ قد أحدثوا عمارتَها في ذلك الوقت، واجتمع إليها أهلُ القرى المجاورةِ لها، فحصرها المسلمون وفتحوها عَنوةً، وقتلوا فيها ثلاثةَ آلاف وخمسَمِئَة من الرومِ، وغَنِموا ما فيها، وسَبَوا خلقًا كثيرًا، وقَصَدوا الرَّها فحصروها، وقطعوا الميرةَ عنها، حتى بلغ مكوكُ الحنطة دينارًا، واشتَدَّ الأمر، فخرج البطريقُ الذي فيها متخفِّيًا، ولحق بمَلِك الرومِ، وعَرَّفه الحالَ، فسَيَّرَ معه خمسةَ آلاف فارس، فعاد بهم، فعَرَف ابن وثاب ومُقَدَّم عساكر نصر الدَّولة الحالَ، فكَمَنا لهم، فلمَّا قاربوهم خرج الكمينُ عليهم، فقُتِلَ من الروم خلقٌ كثير، وأُسِرَ مِثلُهم، وأُسِرَ البطريقُ وحُمِلَ إلى باب الرَّها، وقالوا لِمَن فيها إمَّا أن تفتحوا البلدَ لنا، وإمَّا قتَلْنا البطريقَ والأسرى الذين معه. ففتحوا البلدَ للعجزِ عن حفظه، وتحصَّن أجنادُ الروم بالقلعةِ، ودخل المسلمون الرَّها، وغَنِموا ما فيها، وامتلأت أيديهم من الغنائمِ والسَّبيِ، وأكثروا القتلَ، وأرسل ابنُ وثاب إلى آمد مِئَة وستين راحلةً عليها رؤوسُ القتلى وأقام مُحاصِرًا للقلعة، ثمَّ إنَّ حسَّان بن الجرَّاح الطائي سار في خمسةِ آلاف فارس من العرَبِ والروم نجدةً لِمَن بالرَّها، فسَمِعَ ابن وثاب بقربه، فسار إليه مجِدًّا ليلقاه قبل وصوله، فخرج من الرَّها الروم إلى حران، فقاتَلَهم أهلها، وسَمِعَ ابن وثاب الخبر فعاد مسرعًا، فوقع على الرومِ، فقتل منهم كثيرًا، وعاد المنهزِمونَ إلى الرَّها.

العام الهجري : 488 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1095
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ أبو سَعيدٍ تاجُ الدَّولةِ تتش بنُ محمد ألب أرسلان بن داود بن ميكال بن سلجوق بن دقاق السلجوقي، وَلَدُ سُلطانٍ وأَخو سُلطانٍ. صاحِبُ البِلادِ الشرقيَّةِ. وُلِدَ في رمضان سَنةَ 458هـ. تُركِيٌّ مُحتَشِمٌ، شُجاعٌ، مَهِيبٌ جَبَّارٌ، ذا سَطْوَةٍ، مِن بَيتِ مُلْكٍ، وله فُتوحاتٌ ومصافاتٌ، وتَمَلَّكَ عِدَّةَ مَدائنَ، وخُطِبَ له ببغداد، وصار مِن كِبارِ مُلوكِ الزَّمانِ وتقدم. مَرَّ كَثيرٌ مِن سِيرَتِه وفُتوحاتِه العَظيمةِ في الحَوادثِ.  تَمَلَّكَ بِضعَ عَشرةَ سَنةً. وكان يُغالِي في حُبِّ شَيخِ الإسلامِ أبي الفَرجِ الحَنبليِّ، ويَحضرُ مَجلِسَه، فعَقَدَ له ولِخُصومِه في مَسألَةِ القُرآنِ مَجلِسًا، قَدِمَ لبِلادِ الشامِ لمَّا حاصَرَ أَميرُ الجُيوشِ بَدرٌ الجماليُّ مَدينةَ دِمشقَ مِن جِهَةِ صاحبِ مصر العُبيديِّ, وكان صاحِبُ دِمشقَ يَومئذٍ أتسز بن أوق بن الخوارزميَّ التركيَّ, فاستَنجَدَ بتتش فأَنجَدَه وسار إليه بنَفسِه، فلمَّا وَصلَ إلى دِمشقَ خَرجَ إليه أتسز، فقَبَضَ عليه تتش وقَتلَه واستَولَى على مَملَكَتِه وذلك في سَنةِ 471هـ، ثم مَلَكَ حَلَب بعدَ ذلك في سَنةِ 478هـ، ثم استَولَى على مُعظَمِ البلادِ الشاميَّةِ، وجَرَت له أُمورٌ وحُروبٌ مع المِصريِّينَ، ثم جَرَى  بينه وبين ابنِ أَخيهِ بركياروق مُنافراتٌ ومُشاجراتٌ بعدَ وَفاةِ ملكشاه أَدَّت إلى المُحارَبَةِ بينهما، فتَوجَّه إليه تتش وتَصافَّا بالقُربِ من مَدينةِ الرَّيِّ في يَومِ الأَحدِ سابع عشر صَفَر سَنةَ 488هـ، فانكَسرَ تتش، وقُتِلَ في المَعركةِ ذلك النهارَ.

العام الهجري : 581 العام الميلادي : 1185
تفاصيل الحدث:

بعد أن فَشِلَ عليُّ بنُ إسحاق الملثَّم السنة الماضية في مُلك بجاية، سار علي إلى إفريقيَّة، فلما وصل إليها اجتمع سليمٌ ورباح ومن هناك من العرب، وانضاف إليهم التركُ الذين كانوا قد دخلوا من مصر مع بهاء الدين قراقوش، ودخل أيضًا من أتراكِ مِصرَ مملوك لتقي الدين بن أخي صلاح الدين، اسمُه بوزابة، فكَثُرَ جَمعُهم، وقَوِيَت شوكتُهم، فلما اجتمعوا بلغت عِدَّتُهم مبلغًا كثيرًا، وكُلُّهم كاره لدولة الموحِّدين، وقصدوا بلاد إفريقيَّةَ فمَلَكوها جميعها شرقًا وغربًا إلَّا مدينتي تونس والمهدية؛ فإن الموحدين أقاموا بهما، وحَفِظوهما على خوفٍ وضِيقٍ وشِدَّة، وكان الوالي على إفريقيَّةَ حينئذ عبد الواحد بن عبد الله الهنتاتي وهو بمدينة تونس، فأرسل إلى ملك المغرب يعقوب وهو بمراكش يُعلِمُه الحال، وقصد الملثَّم جزيرة باشرا، وهي بقرب تونس، تشتَمِلُ على قرى كثيرة، فنازلها وأحاط بها، فطلب أهلُها منه الأمان، فأمَّنهم، فلما دخلها العسكَرُ نهبوا جميع ما فيها من الأموالِ والدوابِّ والغَلَّات، وسلبوا النَّاسَ حتى أخذوا ثيابَهم، وامتدت الأيدي إلى النِّساءِ والصبيان، وتركوهم هلكى، فقَصَدوا مدينة تونس، فأما الأقوياءُ فكانوا يخدُمون ويَعمَلون ما يقوم بقُوتِهم، وأما الضعفاء فكانوا يَستَعطونَ ويسألون الناس، ودخل عليهم فصل الشتاء، فأهلَكَهم البَردُ ووقع فيهم الوباء، فأُحصيَ الموتى منهم فكانوا اثني عشر ألفًا، هذا من موضع واحد، ولما استولى الملثَّم على إفريقية قطَعَ خطبة أولاد عبد المؤمن وخطَبَ للإمام الناصر لدين الله الخليفة العباسي، وأرسل إليه يطلُبُ الخِلَعَ والأعلامَ السُّودَ.

العام الهجري : 581 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1185
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الحافِظُ، البارعُ المجَوِّد العلَّامة، الفقيهُ المحَدِّث: أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الأندلسي الإشبيلي، المعروف بابن الخراط. ولد سنة 514 سكن بمدينة بجاية، ونشر بها عِلمَه، وصَنَّف التصانيف وقت الفتنة التي زالت فيها دولةُ المرابطين على يد الموحِّدين، وهو من علماء الأندلس. اشتهرَ بالتأليف في العلم وخاصَّةً في الحديثِ، له كتاب الجَمعُ بين الصحيحين، والجامعُ الكبير وله كتاب غريب القرآن والحديث، وله كتُب في اللغة والأدب مثل الواعي. اشتُهر اسمه، وسارت بـ (أحكامه الصغرى)، و (الوسطى) الركبان, وله (أحكام كبرى) في الحديث، قيل: هي بأسانيده, ووليَ خطابةَ بجاية. قال الذهبي: "ذكره الحافِظُ أبو عبد الله البلنسي الأبار، فقال: كان فقيهًا، حافظًا، عالِمًا بالحديثِ وعِلَلِه، عارفًا بالرِّجالِ، موصوفًا بالخيرِ والصَّلاحِ، والزُّهد والورع، ولزومِ السُّنَّة، والتقلل من الدنيا، مشاركًا في الأدب وقَولِ الشعر، قد صنَّف في الأحكام نسختين كبرى وصغرى. قلتُ: وعمل (الجمع بين الصحيحين) بلا إسنادٍ على ترتيب مسلم، وأتقنه وجَوَّده. قال الأبار: وله مصنَّفٌ كبير جمع فيه بين الكُتُب الستة، وله كتاب (المعتل من الحديث)، وكتاب (الرقاق)، ومصنَّفات أخر. قلت: وله كتاب (العاقبة) في الوعظ والزهد. وقال الأبار: وله في اللغة كتابٌ حافل ضاهى به كتاب (الغريبين) لأبي عبيد الهروي، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا". توفي ببجاية، بعد محنة نالته من قِبَل دولة الموحدين، في شهر ربيع الآخر عن 71 عامًا.

العام الهجري : 581 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1185
تفاصيل الحدث:

هو الإمام العلَّامة، الحافظُ الكبيرُ الثِّقة، شيخُ المحَدِّثين، أبو موسى محمد بن المقرئ أبي بكر عمر بن أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن أبي عيسى المديني، الأصبهاني، الشافعي، صاحِبُ التصانيف، أحد حفَّاظ الدنيا الرَّحَّالين الجوَّالين، له مصنفات عديدة، وشرح أحاديث كثيرة، كان من علماء الحديث المشهورين، ولد في ذي القعدة سنة 501, ومولد أبيه المقرئ أبي بكر سنة 465. حرص عليه أبوه، وسَمَّعه حضورًا، ثم سماعًا كثيرًا من أصحاب أبي نعيم الحافظ، وطبقتهم. وعمل موسى لنفسه (معجمًا)، روى فيه عن أكثَرَ من ثلاثمائة شيخ. قال ابن الدبيثي: "عاش أبو موسى حتى صار أوحد وقته، وشيخ زمانه إسنادًا وحفظًا" وقال الحافظ عبد القادر الرهاوي: "حصل أبو موسى من المسموعاتِ بأصبهان ما لم يحصُلْ لأحدٍ في زمانه، وانضَمَّ إلى ذلك الحِفظ والإتقان، وله التصانيف التي أربى فيها على المتقدمين، مع الثقة والعفة، كان له شيءٌ يسير يتربَّحُ به ويُنفِقُ منه، ولا يَقبَلُ مِن أحد شيئًا قَطُّ، أوصى إليه غيرُ واحد بمال، فيَرُدُّه، فكان يقال له: فَرِّقْه على من ترى، فيمتَنِعُ، وكان فيه من التواضُعِ بحيث أنه يقرئ الصغير والكبير، ويرشِدُ المبتدئ، رأيته يُحَفِّظُ الصبيان القرآنَ في الألواح، وكان يمنَعُ من يمشي معه، فعلتُ ذلك مرة، فزجَرَني، وتردَّدتُ إليه نحوًا من سنة ونصف، فما رأيتُ منه ولا سمعتُ عنه سقطةً تعاب عليه." قال الذهبي: " سمعتُ شيخنا العلامة أبا العباس بن عبد الحليم بن تيمية يُثني على حفظ أبي موسى، ويُقَدِّمُه على الحافظ ابن عساكر، باعتبار تصانيفِه ونَفْعِها".

العام الهجري : 646 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1248
تفاصيل الحدث:

هو العلامةُ ضياءُ الدين أبو محمَّد عبد الله بن أحمد المالقي النباتي المعروفُ بابن البيطار، الطبيبُ، ولد في مالقةَ بالأندلس، كان عالمًا بالنبات وصفاتِه ومنافِعِه وأماكِنِه، سافر في البلادِ إلى اليونان والمغرب ومصر وبلاد الشام، وكان كلَّ ذلك يدرس علمَ النبات ويجمع العيِّنات، كان ثقةً فيما ينقُلُه حُجَّةً, وإليه انتهت معرفة النباتِ وتحقيقه وصفاته وأسمائه وأماكنه. كان لا يجارَى في ذلك. سافر إلى بلاد الأغارقة وأقصى بلاد الروم. وأخذ فنَّ النبات عن جماعة، وكان ذكيًّا فَطِنًا. قال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة: "شاهدت معه كثيرًا من النبات في أماكِنِه بظاهر دمشق. وقرأت عليه تفسيرَه لأسماء أدوية كتاب ديسقوريدس، فكنت أجِدُ من غزارة علمه ودرايته وفهمه شيئًا كثيرًا جِدًّا. ثم ذكر الموفَّقُ فَصلًا في براعته في النبات والحشائش، ثم قال: وأعجَبُ من ذلك أنه كان ما يذكرُ دواء إلا ويُعَيِّن في أي مقالة هو في كتاب ديسقوريدس وجالينوس، وفي أي عدد هو من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة". وكان في خدمة الملكِ الكامِلِ، وكان يَعتَمِدُ عليه في الأدوية المفردة والحشائِش، ثم خَدَمَ بعده ابنَه الملك الصالح. وكان متقدِّمًا في أيامه، حظيًّا عنده. عُيِّنَ في مصر رئيسًا للعشَّابين وأصحاب البسطات, ثم رحل إلى دمشق، ومن أشهر مصنَّفاته: الجامع لمفردات الأدوية والأغذية،كتاب الأدوية المفردة الذي لم يصنف مثله. وصَفَ فيه لألف وأربعمائة نوع من أنواع النبات والعقاقير بتراكيبها الكيميائية مع ملاحظات دقيقة على طرق الاستخدام في العلاج، وله المغني في الأدوية المفردة والأغذية، وله ميزان الطبيب، وكتاب الأفعال الغريبة والخواص العجيبة، فكان ابنُ البيطار يعتبَرُ من أشهر أطباء الأعشاب في عصره، توفِّيَ في دمشق.

العام الهجري : 656 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1258
تفاصيل الحدث:

هو الإمام العلامة الحافظ المحقِّق شيخ الإسلام: أبو محمد زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد بن سعيد المنذري، الشامي الأصل، المصري، الشافعي. أصلُه من الشام وولد بمصر، وكان شيخَ الحديث بها مدةً طويلة، إليه الوِفادةُ والرحلة من سنين متطاولة، وقيل: إنه وُلِدَ بالشام في غرة شعبان، سنة 581. كان متينَ الديانة، ذا نسُك وورع وسَمت وجلالة, وسمِعَ الكثير ورحل وطلَب وعُني بهذا الشأن، حتى فاق أهلَ زَمانه فيه، قال الحافظُ الشريف عز الدين الحسيني: "درَّس شيخُنا الحافظ المنذري بالجامع الظافري، ثم وليَ مشيخةَ الدار الكامليَّة، وانقطع بها عاكفًا على العلم، وكان عديمَ النظير في علم الحديث على اختلافِ فنونه. كان ثقةً حُجَّةً متحرِّيًا زاهدًا, ثَبتًا إمامًا ورِعًا عالِمًا بصحيحِ الحديث وسقيمِه، ومعلوله وطرقه، متبحرًا في معرفة أحكامه ومعانيه ومُشكِله، قيمًا بمعرفة غريبه وإعرابه واختلافِ ألفاظه، قرأتُ عليه قطعة حسنة من حديثه، وانتفعتُ به كثيرًا". قال: الذهبي قال: شيخنا الدمياطي: "الحافظُ المنذر هو شيخي ومخرجي، أتيته مبتدئًا، وفارقته معيدًا له في الحديث" صنَّفَ وخرج، واختصر (صحيح مسلم)، و(سنن أبي داود وشرحه)، وله (كتاب الترغيب والترهيب) المشهور، وله كتاب (الجمع بين الصحيحين)، وله اليد الطولى في اللغة والفقه والتاريخ، توفي يوم السبت رابعَ ذي القعدة من هذه السنة بدار الحديث الكامليَّة بمصر، ودُفِن بالقرافة.

العام الهجري : 815 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1412
تفاصيل الحدث:

هو العلامة الفقيه المحدث القاضي الشاعر الأديب قاضي القضاة محبُّ الدّين أبو الوليد محمد بن محمد بن محمود بن غازي ابن أيوب بن الشِّحنة محمود، والشِّحنة جدُّه الأعلى محمود، الشهير بابن الشِّحنة التُّركي الأصل الحلبي الحنفي، وأسرة آل الشحنة المشهورين بحلب من قبيلة ثقيف، وظهر منهم علماء أجلاء. ولد أبو الوليد سنة 749، وحفظ القرآن العظيم وعدة متون، وتفقَّه وبرع في الفقه، والأصول، والنحو، والأدب، وأفتى ودرّس، وتولى قضاء قضاة الحنفية بحلب، ثم دمشق، إلى أن قبض عليه الظَّاهر برقوق، وقدم به إلى القاهرة، ثم أُفرِجَ عنه ورجع إلى حلب، فأقام بها إلى أن قبض عليه الملك الناصر فرج سنة 813 لقيامه مع جماعةٍ على الناصر، ثم أفرج عنه فقدمَ القاهرة، ثم عاد إلى دمشق بصحبة الملك الناصر سنة أربع عشرة، فلما انكسر الناصر وحوصر بدمشق ولَّاه قضاء الحنفية بالقاهرة، فلم يتمَّ؛ لأنه لما أزيلت دولة الناصر أعيد ابن العديم لقضاء الدِّيار المصرية، واستقرَّ ابن الشِّحنة في قضاء حلب ودرس بدمشق. قال ابن حجر: "كان كثير الدعوى والاستحضار، عالي الهمَّة، وعمل تاريخًا لطيفًا فيه أوهام عديدة، وله نظم فائق وخط رائق" له ألفية رجز تشتمل على عشرة علوم، وألفية اختصر فيها منظومة النَّسَفي وضم إليها مذهب أحمد. وله تآليف أخرى في الفقه، والأصول، والتفسير. توفي بحلب يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الآخر. ومحب الدين هو والد أبي الفضل

العام الهجري : 972 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1565
تفاصيل الحدث:

هو القائد أمير البحر طرغد باشا العثماني، يسمى عند النصارى درغوث، وعند العرب طرغول. من أشهر قادة البحر العثمانيين، خلَفَ خيرَ الدين في قيادة الأسطول العثماني في شمال إفريقيا، ولِدَ طرغد عام 1485م، في قرية تابعة للواء منتشة موغلة. التحق بالبحرية العثمانية كجنديٍّ بحري عاديٍّ في سن مبكرة جدًّا، ثم اندفع في شبابه إلى حياة البحر بدافع حب المغامرات، فاشتغل كملَّاح بسيط ثم مِدفَعي، ثم ذاع صيتُه، وأظهر تفوقًا ومقدرة عالية في الأعمال العسكرية البحرية، فوجَّه غزواته ناحية البحار الشرقية للبحر المتوسط ضِدَّ السفن البندقية, وسرعان ما انضمَّ إلى الأخوين عروج وخير الدين بربروسا, فخاض معارك بحرية ناجحة ضد النصارى الإسبان في البحر المتوسط. حتى أصبح الذراع الأيمن لخير الدين بربروسا أميرِ الأسطول العثماني، إلى أن خلَفَه في قيادة الأسطول بعد وفاته, وقد قام بغارةٍ كبيرة على شواطئ إسبانيا، تمكَّن خلالها من إنقاذ آلاف من الموركسيين المسلمين الغرباء في الأندلس. حاز طرغد شهرةً عظيمة في الحروب البحرية وخافت بأسَه جميعُ دول الإفرنج المعادية للدولة العثمانية، وحَفِظَ اسم البحرية العثمانية من السقوطِ بعد موت رئيسِها ومؤسِّسها خير الدين بربروسا في البحر المتوسط, وقد شارك طرغد في تعزيز الحماية العثمانية للجزائر وطرابلس الغرب من خطر الإسبان الذين يطمحون في استرجاعها والسيطرة عليها. توفي طرغد أثناء غزو جزيرة مالطة، وكان عمره حين توفي يناهز الثمانين عامًا، ودُفِن في طرابلس الليبية.

العام الهجري : 1213 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1798
تفاصيل الحدث:

كان أوَّل ما حضر إلى الإسكندرية في أوَّلِ هذه السنة مراكِب للإنجليز زعموا أنَّهم جاؤوا ليحمُوا الثغر من الفرنسيين، فإنَّهم في طريقهم لاحتلال مصر, ولكنَّ أهل الإسكندرية ظنُّوا أن هذه مخادعة وقالوا: هذه بلاد السلطان، لا سبيل للإنجليز ولا للفرنسيين عليها، فرحل الإنجليزُ، ومع ذلك لم يفعل أمراءُ البلد شيئًا، أما أهل الإسكندرية فجمعوا العُربان وتهيَّأ الناسُ لِمثل هذا الحدَثِ، ثم وصلت مراكبُ الفرنسيين وطلبوا القنصل وبعض أهالي البلد، فلما نزلوا إليهم عوَّقوهم، فلما دخل الليل طلعوا إلى البر ومعهم آلاتُ الحرب والعساكر، ولم يفجأ أهلَ الثغر صباحًا إلا وهم كالجراد المنتَشِر، فلم يستطع أهل الثغر ومن انضم إليهم من العُربان فِعلَ شيء أمامهم، فانهزموا إلى البيوت والحيطان، فطلبوا الأمانَ فأمَّنوهم وطلبوا جمعَ السلاح من الأهالي، ثم سار الفرنسيون إلى البر الغربي ووصلوا دمنهور ورشيد، وكان نابليون نشرَ في أنحاء مصر مع الرسُلِ قبل وصوله إلى كُلِّ بلد أنه ما جاء إلى مصر إلى ليخَلِّصَهم من ظلم المماليك والأتراك، وأنَّه يحترم الدينَ والنبيَّ صلَّى الله عليه وسلم والقرآنَ، ثمَّ في شهر صفر التقى العسكر المصريُّ مع الفرنسيين، فلم تكن ساعة إلا وانهزم مراد بيك ومن معه، وكان هذا في البحرِ، ثم ارتحل الناسُ إلى بولاق لعمل المتاريس، ثم وصل الفرنسيون إلى بر مصر، وسكن بونابرت ببيت محمد بيك الألفي بالأزبكية، ثم ملكوا مدينةَ بلبيس بغير مقاومة ولا قتال، ثم عَمِلوا ديوانًا من ستة أنفار من النصارى القبط وستة تجار من المسلمين للنظر في قضايا التجَّار والعامة.

العام الهجري : 1257 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1841
تفاصيل الحدث:

بادرت القواتُ الدرزية بزعامة أولاد بشير جنبلاط إلى محاصرة "دير القمر"؛ إيذانًا ببدء الحرب الأهلية الأولى. وعلى الرغم من استعداداتِ الموارنة وادِّعاءاتهم بما سيفعلونه بالدروز عندما تقع الحرب، تحوَّل القتال إلى كارثة مروِّعة نزلت بالموارنة في دير القمر؛ إذ دبَّت فيهم الفوضى، فأصبحوا أهدافًا سهلة للقوات الدرزية. وما إن سمع البطريرك بما حدث لدير القمر، حتى أغلق الكنائس، وطلب من كلِّ نصراني أن يحمِلَ السلاح. وهاجمت القواتُ المارونية بعضَ المواقع الدرزية المتفَرِّقة؛ لينتشر لهيبُ الحرب الأهلية بسرعة في البلاد. وتبادل الطرفانِ إحراق القرى وسلْب الأموال، والتمثيل بالأسرى والقتلى. ولكِنَّ كِفَّة الدروز كانت هي الراجحةَ؛ فبعد أن سيطروا على المناطق المارونية في الجنوب شرعوا يدقُّون أبواب النصف الشمالي الماروني عبْرَ نهر الكلب. وخلال هذه الحرب الأهلية وقف الأرثوذكس إلى جانب الدروز؛ لاعتقادهم أن تفوُّقَ الموارنة سيعَرِّضُهم لاضطهاد ماروني، حملًا لهم على ترْك عقيدتِهم. وحينما اشتَدَّ الضغط الدرزي على الموارنة وثبت لهؤلاء أن الحرب تسير في مصلحة خصومهم، وأن الجبهة المارونية هشة مفكَّكة؛ إذ كان رجال الدين الموارنة في جانب، والإقطاعيون في جانب آخر، فضلًا عن تعدد الخلافات بين الزعامات المارونية- سارَعَ الموارنةُ حينها إلى السلطاتِ العثمانية، والقناصل الأوروبيين -خاصة القنصل الفرنسي. وأسفرت الحربُ عن موافقة البطريرك الماروني على إبعادِ الأمير بشير الشهابي الصغير الدرزي عن الحُكم، على أن يحلَّ محلَّه الأميرُ بشير الشهابي الكبير؛ الأمر الذي ترك انطباعًا سيئًا لدى القنصل الإنجليزي عن رجالِ الدين الموارنة.

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ المفسِّر أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله الألوسي الحسيني البغدادي صاحِبُ التفسير المعجب المسمى (روح المعاني)، أحد علماء القرن 13 الهجري، وهو مفتي بغداد، وخاتِمةُ المحقِّقين من أعلام المشرق، ولِدَ ببغداد سنة 1217 وتعلم بها وتوفِّيَ فيها، جلس للتدريس وأقبل عليه الطلاب من كلِّ مكان، وترك مؤلفات كثيرة أهمها: التفسير المعروف بروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. قال عنه صاحب فهرس الفهارس: "خدم العِلمَ في القرن المنصرم خدمةً تُذكَر ولا تُكفَر، له من الرحلات: نشوةُ الشمول في السَّفَر إلى استامبول، وكتاب نزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب، تعرَّض فيها لذكر أشياخِه وما قرأه عليهم وما أخذ منهم، وله أيضًا غرائب الاغتراب ونزهة الألباب، وله نشوة المدام في العود إلى دار السلام. في هذه الرحلات الثلاثة تفصيل رحلته إلى الأستانة ومن لقِيَ في ذهابه وإيابه من رجال العلم والأدب، لا سيما شيخ الإسلام عارف حكمت بك، وما جرى بينهما من المباحثة. وله مجلدٌ نفيس في ترجمة شيخ الإسلام بالمملكة العثمانية عارف حكمت بك "، قال عنه الزركلي: "مفسِّر، محدث، أديب، من المجدِّدين، من أهل بغداد، مولده ووفاته فيها. تقلَّد الإفتاء ببلده سنة 1248هـ، ثم عزل عنه، فانقطع للعلم. ثم سافر سنة 1262هـ إلى الموصل فالأستانة، ومرَّ بماردين وسيواس، فغاب 21 شهرًا وأكرمه السلطانُ عبد المجيد الأول. وعاد إلى بغداد يدوِّنُ رحلاته ويكمِلُ ما كان قد بدأ به من مصنَّفاتِه، فاستمَرَّ الى أن توفِّيَ".

العام الهجري : 1295 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1878
تفاصيل الحدث:

بعد الحرب مع روسيا التقى مندوبو الدولةِ العُثمانيَّة ومندوبو روسيا في بلدة قرب استانبول على بحر مرمرة تُسمَّى سان ستفانو، وذلك بعد محادثات تقَدَّمَ فيها الروس قليلًا عن خطِّ وقف إطلاق النار الذي اتُّفِق عليه، ونُقِلَ أيضًا مركزُ المحادثات من أدرنة إلى هذه القريةِ، وقدَّمَ المندوبُ الروسي شروطًا مسبقةً وطلب التوقيعَ عليها مباشرةً، وإلا تتقَدَّم الجيوش الروسية وتحتل استانبول، ولم يكن للعثمانيين من خيارٍ سوى التوقيع، وتنص المعاهدةِ على: تعيينِ حُدودٍ جديدة للجبل الأسودِ لإنهاء النزاع، وتحصُلُ هذه على الاستقلالِ، وإذا حَدَثت خلافاتٌ جديدةٌ تحلُّها روسيا والنمسا، تستقِلُّ إمارة الصرب وتُضافُ لها أراضٍ جديدةٌ، وتحدَّدُ الحدود حسبَ الخريطةِ المرفقة، وبمساعدة الروس تأخذ بلغاريا استقلالًا إداريًّا وتدفع مبلغًا محدَّدًا إلى الدولة العثمانية، ويكون موظفو الدولة والجندُ من النصارى فقط، وتُعَيَّن الحدود بمعرفة العثمانيين والروس، ويُنتَخَب الأمير من قِبَل السكان، ويُخلِّي العثمانيون جنودَهم نهائيًّا من بلغاريا، ويحِقُّ للعثمانيِّين نقلُ جنودهم إلى ولايات أخرى ضِمنَ الأراضي البلغارية، تحصل دولةُ رومانيا على استقلالها التام، يتعهَّدُ الباب العالي بحماية الأرمن النصارى من الأكرادِ والشركس، يقومُ الباب العالي بإصلاح أوضاع النصارى في جزيرة كريت، تدفعُ الدولة العثمانية غرامةً مالية حربية قدرها 245.217.391 ليرة ذهبية، ويمكِنُ لروسيا أن تتسلم أراضيَ مقابل المبلغ، تبقى المضائِقُ البوسفور والدردنيل مفتوحةً للسفن الروسية في زمن السِّلمِ وزَمَن الحرب، يمكِنُ للمسلمين الذين يعيشون في الأراضي التي اقتُطِعَت من الدولة العثمانية أن يبيعوا أملاكَهم ويهاجروا إلى حيث يريدون من أجزاءِ الدولةِ العُثمانية.

العام الهجري : 1396 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1976
تفاصيل الحدث:

هو الأديبُ عبدُ العزيز الميمني الراجكوتي: باحث، ومحقِّق، ولغويٌّ، وخبير بالمخطوطات ونوادر الكتبِ، وأحد المهتمِّين بالثقافةِ العربيةِ. وُلد عبد العزيز الميمني سنة 1306هـ / 1888م ببلدة راجكوت، ومنها جاءت نسبتُه الراجكوتي، وهي تقعُ في إقليم كاتهيا دار بولاية گوجرات التي تُعرَف الآن باسمِ سوراشترا على الساحلِ الغربي للهندِ. التحقَ عبد العزيز الميمني بالكتَّاب، وتعلَّم مبادئ القراءةِ والكتابةِ، وحفِظ القرآنَ الكريم، ثم استكمل دراستَه العالية في "لكهنو" و"رامبور" و"دلهي". وشُغِف الميمني بالعربيةِ، فتعمَّق فيها، وعكف على الشعر العربيِّ قراءةً وحفظًا، حتى إنَّه حفظ ما يزيد على 70 ألف بيت من الشعرِ القديم، وكان يحفظُ ديوان المتنبي كاملًا. وكان قد بدأ حياته بالكلِّية الإسلامية ببيشاور؛ حيثُ قام بتدريس العربية والفارسية، ثم انتقل منها إلى الكلِّية الشرقيةِ بمدينة لاهور عاصمة إقليم البنجابِ، ثم استقرَّ بالجامعة الإسلامية في عليكرة، وظلَّ يتدرَّج بها في المناصب العلميةِ حتى عين رئيسًا للأدب العربيِّ بالجامعة، ومكث بها حتى أُحيل إلى التقاعُدِ. ثم لبَّى دعوة جامعة كراتشي بباكستانَ؛ ليتولَّى رئاسة القسم العربي بها، وأُسندت إليه مناصب علميَّة أخرى، فتولَّى إدارة معهد الدراسات الإسلامية لمعارف باكستانَ، وظلَّ يعمل في هذه الجامعة حتى وفاته. وكان قد أتاح له دأبُه الشديد في مطالعة خزائن الهندِ التي تحوي آلافَ المخطوطات وخبرته وفِطْنته أن يقفَ على النوادر منها، فعَرف من أنباء الثقافة وأخبار العلماء والأدباءِ والشعراء في بلاد الهند وفارس وما يجاوِرهما ما لا يعرفه سواه من أبناء البلادِ العربية، وأن يُتحِفَ المكتبة العربيةَ بما تيسَّر له طبعُه منها.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1979
تفاصيل الحدث:

هو نور مُحمَّد تراقي أوَّلُ رئيسٍ لأفغانستانَ بعدَ الانقِلابِ الشُّيوعيِّ على مُحمَّد داود. وُلِدَ تراقي عامَ 1335هـ 1917م في قريةِ (ميدو) في ولاية غَزْنة، وسافَرَ في 1353هـ / 1934م إلى الهِنْد، وبَقِيَ في بومباي 4 سنواتٍ، وهناك اعتنَقَ الفِكْر الشيوعيَّ، وعندما رجَعَ إلى بلادِهِ عَمِلَ في مُؤسَّسة السُّكَّر التِّجاريَّةِ بوزارةِ الماليَّة، والتَحَقَ أيضًا بجامعةِ كابلَ، ثم ابتُعِثَ إلى أمريكا كمُلحَقٍ ثَقافيٍّ سنةَ 1373هـ، وبقي هناك مُدَّة أربَعِ سنواتٍ، ثم عاد إلى أفغانستانَ، وأسَّسَ عام 1385هـ / 1965م أوَّلَ نواةٍ للحِزْب الشُّيوعي الأفغانيِّ، وكان اللقاءُ الأوَّلُ في بيتِهِ، وانتُخِبَ أمينًا عامًّا للحِزْب بالإجماعِ، وفَشِلَ في الانتخاباتِ العامَّةِ التي جَرَتْ، وتسلَّمَ الحُكمَ نتيجةَ انقِلابٍ على الرئيس مُحمَّد داود، وتسلَّم تراقي رئاسةَ الجُمهوريةِ في جُمادى الأولى 1398هـ / نيسان 1978م واحتفَظَ لنفسه برئاسةِ الحُكومةِ، وعيَّنَ بابرك كارمل نائِبَهُ، واشتدَّتْ في عَهدِهِ أعمالُ العُنفِ في البلادِ، وجرتِ الدِّماءُ، وساد الإرهابُ، وخاف الناسُ، أمَرَ نورُ محمد تراقي بإخراج مُحمَّد داود من السجن، وقُتِلَ هو بعد قَتلِ أبنائِهِ الـ 29 أمامه، كما قَتَل جميعَ مُستشاريه ورجال حُكومتِهِ، كان محمد تراقي يُتقِن لُغةَ الأوردو، واللغةَ الإنجليزيَّةَ إضافةً إلى لُغتِهِ البَشْتو، وألَّفَ عددًا من الكُتُب، منها: (البقرةُ الصَّفْراء)، و (تعالَوْا لنبدأَ العَمَلَ)، و (اللَّحْم المُجفَّفُ)، وكُلُّها استِهْزاءٌ بالإسلامِ. وينتمي هو إلى قَبيلةِ البَشْتو، وكانت نهايةُ محمد تراقي على يَدِ صديقِهِ ورَفيقِهِ حفيظ الله أمين إثْرَ عَودتِهِ من (هافانا) عاصمةِ كوبا.