الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 406 العام الميلادي : 1015
تفاصيل الحدث:

أصاب البصرةَ بالعِراقِ وَباءٌ عَظيمٌ وطاعونٌ أعجَزَ الحفَّارينَ عن الدَّفنِ، وفيها زاد ماءُ النيلِ بمِصرَ وأغرق الضِّياعَ، وغَلَت الأسعارُ، وهَلَكت البساتينُ، وامتلأ كُلُّ مكانٍ مِن المدينة، وغَرِقَ المقياسُ وانتهت الزِّيادةُ إلى ثلاثِ أصابعَ من إحدى وعشرين ذراعًا، وبلغ الماءُ إلى نصفِ النَّخلِ مِمَّا يلي بركةَ الحَبش.

العام الهجري : 151 العام الميلادي : 768
تفاصيل الحدث:

شرع المنصورُ في بناء الرصافة لابنه المهدي بعد مَقدَمِه من خراسان، وكان سبب بنائِها أنَّ بعضَ الجند شغَّبوا على المنصور وحاربوه على باب الذَّهبِ، فدخل عليه قُثَمُ بنُ العبَّاس، وهو شيخُهم، وله الحرمةُ والتقدُّم عندهم، فاستشاره المنصور، فقال له أن يتركَ الأمرَ له، فقام قُثَم بحيلةٍ فافترق الجند، فصارت مُضَرُ فِرقةً، وربيعةُ فرقة، والخراسانية فرقة. فقال قُثَم للمنصور: قد فرَّقتُ بين جُندِك وجعلتُهم أحزابًا، كلُّ حزبٍ منهم يخافُ أن يُحدِثَ عليك حدثًا فتضرِبَه بالحزبِ الآخر، وقد بقيَ عليك في التدبير بقيَّة، وهي أن تعبُرَ بابنِك المهدي فتُنزِلَه في ذلك الجانب، وتحَوِّل معه قطعةً من جيشِك فيصير ذلك بلدًا وهذا بلدًا، فإن فسدَ عليك أولئك ضربتَهم بهؤلاء، وإن فسدَ عليك هؤلاء ضربتَهم بأولئك، وإن فسد عليك بعضُ القبائل ضربتَهم بالقبيلة الأخرى (على مبدأ: فَرِّقْ تَسُد)، فقَبِلَ رأيه واستقام مُلكُه، وبنى الرصافة وهي في الجانب الشرقي من بغداد، وجعل لها سورًا وخندقًا، وعَمِلَ عندها ميدانًا وبستانًا، وأجرى إليها الماءَ مِن نهرِ المهدي

العام الهجري : 395 العام الميلادي : 1004
تفاصيل الحدث:

غزا يمينُ الدَّولةِ مَحمودُ بنُ سبكتكين بهاطيةَ مِن أعمالِ الهِندِ، وهي وراءَ الملتان، وصاحِبُها يُعرَفُ ببحيرا، وهي مدينةٌ حَصينةٌ، عاليةُ السُّورِ، يُحيطُ بها خَندقٌ عَميقٌ، فامتنَعَ صاحِبُها بها، ثمَّ خرج هو وجُندُه إلى ظاهرِ المدينةِ، فقاتلوا المُسلِمينَ ثلاثةَ أيَّامٍ، ثمَّ انهزموا في الرَّابِعِ، وطَلَبوا المدينةَ ليَدخُلوها، فسَبَقَهم المُسلِمونَ إلى بابِ المدينةِ فمَلَكوه عليهم، وأخذَتْهم السُّيوفُ مِن بينِ أيديهم ومِن خَلفِهم، فقُتِلَ المُقاتِلةُ وسُبِيَت الذُّرِّية وأُخِذَت الأموالُ، وأمَّا بحيرا فإنَّه لَمَّا عاين الهلاكَ، أخذ جماعةً مِن ثقاتِه وسار إلى رؤوسِ تلك الجبالِ، فسَيَّرَ إليه يمينُ الدولة سَرِيَّةً، فلم يشعُرْ بهم بحيرا إلَّا وقد أ حاطوا به، وحَكموا السُّيوفَ في أصحابِه، فلمَّا أيقَنَ بالعَطبِ أخَذَ خِنجرًا معه فقتَلَ به نفسَه، وأقام يمينُ الدَّولةِ ببهاطية حتى أصلَحَ أمْرَها، ورَتَّبَ قواعِدَها، وعاد عنها إلى غزنةَ. واستخلَفَ بها من يُعلِّمُ من أسلَمَ مِن أهْلِها وما يجِبُ عليهم تعَلُّمُه، ولَقِيَ يمينُ الدولة في عَودِه شِدَّةً شديدةً من الأمطارِ، وزيادة الأنهارِ، فغَرِقَ منها مِن عَسكَرِه عدَدٌ كبيرٌ.

العام الهجري : 484 العام الميلادي : 1091
تفاصيل الحدث:

في أيامِ السُّلطانِ ملكشاه، فإنه اجتَمعَ منهم ثمانية عشر رجلًا، فصَلُّوا صلاةَ العِيدِ في ساوة، ففَطَنَ بهم الشِّحْنَةُ –المسؤول عن ضبط أمن ساوة-، فأَخَذَهم وحَبَسَهم، ثم سُئِلَ فيهم فأَطلَقَهم، فهذا أَوَّلُ اجتِماعٍ كان لهم، ثم إنهم دَعوا مُؤذِّنًا من أَهلِ ساوة كان مُقيمًا بأصبهان، فلم يُجِبهُم إلى دَعوَتِهم، فخافوه أن يَنِمَّ عليهم، فقَتَلوه، فهو أَوَّلُ قَتيلٍ لهم، وأَوَّلُ دَمٍ أَراقوهُ، فبَلغَ خَبرُه إلى نِظامِ المُلْكِ، فأَمَرَ بأَخْذِ مَن يُتَّهَم بِقَتلِه، فوَقعَت التُّهمَةُ على نَجَّارٍ اسمُه طاهِر، فقُتِلَ، ومُثِّلَ به، وجَرُّوا بِرِجْلِه في الأَسواقِ، فهو أَوَّلُ قَتيلٍ منهم، وأَوَّلُ مَوضِعٍ غَلَبوا عليه وتَحصَّنوا به بَلدٌ عند قاين، كان مُتَقَدِّمُه على مَذهَبِهم، فاجتَمَعوا عنده، وُقُووا به، فتَجَرَّدَ للانتِقامِ منهم أبو القاسم مَسعودُ بنُ محمدٍ الخجنديُّ، الفَقيهُ الشافعيُّ، وجَمَعَ الجَمَّ الغَفيرَ بالأَسلِحَةِ، وأَمَرَ بحَفْرِ أخاديد، وأَوْقَدَ فيها النِّيرانَ، وجَعلَ العامَّةَ يَأتون بالباطِنيَّة أَفواجًا ومُنفَرِدين، فيُلقَونَ في النارِ، وجَعَلوا إنسانًا على أخاديد النِّيران وسَمَّوهُ مالِكًا، فقَتَلوا منهم خَلْقًا كَثيرًا.

العام الهجري : 616 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1219
تفاصيل الحدث:

كان عسكر البدري يحاصر العماديَّة وبها عمادُ الدين زنكي بن مودود، فلمَّا عاد العسكرُ عنها قَوِيَت نفسُه وفارقها، وعاد إلى قلعة العقر التي له ليتسَلَّط على أعمال المَوصِل بالصحراء، فإنَّه كان قد فرغ من بلدِ الجبل، وأمدَّه مظفر الدين بطائفةٍ كثيرة من العسكَر. ولَمَّا اتَّصل الخبَرُ ببدر الدين لؤلؤ أتابك صاحِبِ الموصل سيَّرَ طائفةً من عسكره إلى أطراف الموصِل يحمونَها، فأقاموا على أربعة فراسخ من الموصل، ثمَّ إنهم اتَّفقوا بينهم على المسير إلى زنكي، وهو عند العقر في عسكره، ومحاربته، ففعلوا ذلك، ولم يأخذوا أمرَ بدر الدين بل أعلموه بمسيرِهم جريدة ليس معهم إلَّا سلاحهم، ودواب يقاتلون عليها، فساروا ليلتَهم، وصبَّحوا زنكي بكرة الأحد لأربع بقين من المحرم من سنة 616، فالتقوا واقتتلوا تحت العقر، وعظُم الخطب بينهم، فانتصر العسكرُ البدري، وانهزم عماد الدين وعسكرُه، وسار إلى إربل منهزمًا، وعاد العسكرُ البدري إلى منزلته التي كان بها، وحضرت الرسلُ من الخليفة الناصر لدين الله ومِن المَلِك الأشرف في تجديد الصلح، فاصطلحوا، وتحالفوا بحضور الرسُل.

العام الهجري : 687 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1288
تفاصيل الحدث:

كتب السلطان قلاوون إلى الأكابر ببلاد السند والهند والصين واليمن والنوبة صورةَ أمان لمن اختار الحضورَ إلى ديار مصر وبلادِ الشام، من إنشاءِ فَتحِ الدين بن عبد الظاهر، وسيَّرَه مع التجار، وفي أول جمادى الأولى ورَدَت كتب الأمير علم الدين سنجر المسروري الخياط من دنقلة (من بلاد النوبة)، بفتحها والاستيلاءِ عليها وأسرِ مُلوكها، وأخْذِ تيجانهم ونسائِهم، وكان الكِتابُ على يد ركن الدين منكورس الفاقاني، فخلع عليه وكتب معه الجوابَ بإقامة الأمير عزِّ الدين أيدمر والي قوص بدنقلة، ومعه مَن رسمَ لهم من المماليك والجُند والرجال، وأن يحضُرَ الأمير علم الدين ببقيَّة العسكر، وجهَّزَ من قلعة الجبل سعد ابن أخت داود؛ ليكونَ مع الأمير أيدمر لخبرته بالبلادِ وأهلها، فسار وقد أعطي سيفًا مُحلًّى، فأقام بقوص، وأما النوبةُ فإن عامون مَلِكَها رجع بعد خروج العسكر إلى دنقلة، وحارب من بها وهزَمَهم، وفَرَّ منه الملك وجريس والعسكر المجرد، وساروا إلى القاهرة، فغضب السلطانُ وأمر بتجهيز العسكر لغزو النوبةِ.

العام الهجري : 794 العام الميلادي : 1391
تفاصيل الحدث:

خرج جَماعةٌ مِن بلاد المغرب يريدون أرضَ مِصرَ لأداء فريضة الحجِّ، وساروا في بحر الملح، فألقَتْهم الريحُ إلى جزيرة صقلية، فأخذهم النصارى وما معهم، وأتَوا بهم إلى مَلِك صقلية، فأوقَفَهم بين يديه وسألهم عن حالِهم، فأخبروه أنَّهم خرجوا يريدون الحَجَّ، فألقَتْهم الريحُ إلى هنا، فقال: أنتم غنيمةٌ قد ساقكم الله إليَّ، وأمَرَ بهم أن يُقَيَّدوا حتى يُباعُوا ويُستَخدَموا في مِهَنِهم! وكان من جُملَتِهم رجلٌ شَريفٌ، فقال له على لسانِ تَرجُمانه: أيُّها المَلِكُ، إذا قَدِمَ عليك ابنُ ملك ماذا تَصنَعُ به؟ قال: أُكرِمُه, قال: وإن كان على غيرِ دينِك؟ قال: وما كرامتُه إلَّا إذا كان على غيرِ ديني! وإلَّا فأهلُ ديني واجِبٌ كرامَتُهم، قال: فإني ابنُ أكبَرِ ملوك الأرضِ، قال: ومَن أبوك؟ قال: عليُّ بنُ أبى طالب رَضِىَ الله عنه، قال: ولم لا قُلتَ: أبي محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلم، قال: خشيتُ أن تَشتُموه، قال: لا نَشتُمُه أبدًا. قال: بيِّنْ لي صِدْقَ ما ادَّعَيْتَ به، فأخرَجَ له نِسْبَتَه وكانت معه في رَقٍّ، فأمر بتخليتِه وتخليةِ مَن معه لسَبيلِهم، وجَهَّزَهم!!

العام الهجري : 919 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1513
تفاصيل الحدث:

هو الشيخ المحدث المقرئ الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن غازي، العثماني المكناسي ثم الفاسي المالكي، عالم المغرب وراويته الحيسوبي الفَرَضي صاحب الحواشي على الصحيح, والمعروف بابن غازي المكناسي. ولد سنة 841 بمكناس. برع في عدة فنون، لكنه اشتهر بالفقه، وكان بديع الخط متقِن الضبط. لم يكتفِ بالتعليم والتأليف، بل شارك في جهاد الإفرنج لحماية ثغور المغرب، حتى إنه توفي وهو في غزوة ضد النصارى بآصيلا؛ حيث مرض في هذه الغزوة، فأمر السلطان بحمله إلى منزله من فاس، فلما وصل إلى قرب عقبة المساجين اشتد به الحال وأمر أصحابَه أن يريحوا به هنالك، فبينما هو كذلك إذ مر به الشيخ أبو عبد الله الغزواني في سلسلته فسأل الموكلين به أن يعَرِّجوا به على الشيخ ابن غازي كي يعوده ويؤدي حقَّه، فلما وقف عليه طلب ابن غازي منه الدعاءَ، فدعا له بخير وانصرف. فلما غاب عنه قال ابن غازي لأصحابه: احفظوا وصيتي؛ فإني راحل عنكم إلى الله تعالى بلا شكٍّ، ثم حملوه إلى منزله فكان آخِر العهد به.

العام الهجري : 26 العام الميلادي : 646
تفاصيل الحدث:

كان سعدُ بن أبي وقَّاص أميرًا على الكوفةِ بعدَ أن عُزِلَ عنها المُغيرةُ بن شُعبةَ، ثمَّ عَزَلَ عُثمانُ سعدًا عن الكوفةِ، ووَلَّاها الوَليدَ بن عُقبةَ، وكان سببُ عَزْلِ سعدٍ أنَّه اقْتَرَض مِن ابنِ مَسعودٍ مالًا مِن بيتِ المالِ، فلمَّا تَقاضاهُ به ابنُ مَسعودٍ ولم يَتَيَسَّرْ قَضاؤهُ تَقاوَلا، وجَرَتْ بينهما خُصومةٌ شديدةٌ، فغَضِبَ عليهما عُثمانُ فعَزَلَ سعدًا واسْتعمَل الوَليدَ بن عُقبةَ، وكان عاملًا لِعُمَرَ على عَرَبِ الجَزيرةِ، فلمَّا قَدِمَها أَقبلَ عليه أَهلُها فأَقامَ بها خمسَ سنين وليس على دارهِ بابٌ، وكان فيه رِفْقٌ بِرَعِيَّتِهِ.

العام الهجري : 1201 العام الميلادي : 1786
تفاصيل الحدث:

بدأت المصالحُ الإنجليزية في الملايو من الناحية التجارية، وكان سلطان صولو قد أعطى الإنجليزَ منطقةً في شمالي جزيرة بورنيو (أندونيسيا) لتقيمَ عليها تجارتَها، فعملت الشركة البريطانية المعروفة بشركة الهند الشرقية البريطانية لإقامةِ قاعدةٍ لها في الملايو، وتمكَّنت من ذلك بسهولة, واشترت ميناء سنغافورة أيضًا، ثم أخذ الاستعمارُ البريطاني بالتوسُّعِ منذ عام 1291هـ في الملايو، وتكرَّس على شكلِ معاهداتٍ مع سلاطينِ الولايات، حتى أصبحت تستطيعُ أن تجمَعَ الإماراتِ وتقَسِّمَها كما تشاء. توطَّدَ استعمار البريطانيين على جزيرة الملايو كافة عام 1306هـ، وهكذا خضعت ماليزيا للاستعمار البريطاني، وكان لضَعفِ سلاطينها أكبَرُ الأثرِ في ذلك.

العام الهجري : 1267 العام الميلادي : 1850
تفاصيل الحدث:

كان أحمدُ السديري وبنوه من أحسَنِ الناس سيرةً وأصفاهم سريرةً وألينِهم طبيعةً، ولهم في الولاياتِ فنونٌ رفيعة وسيعة؛ فلذلك استعمل الإمامُ أحمدَ أميرًا في عمان، وابنَه تركيًا أميرًا في الأحساء ونواحيه، وابنَه محمدًا أميرًا في سدير وبلدانه، وعبدَ المحسن ابنه أيضًا أميرًا في بلدهم الغاط، فلو نظرتَ إلى أصغرِهم لقلتَ هذا بالأدبِ قد أحاط، وإن نظرتَ إلى الأكبر لرأيتَ فوق ما يُذكَر، لم يكُنْ في عصرِهم مثلُهم للمُطيع الصاحِبِ، ولا أشدُّ منهم على العدو المحاربِ، فهم عيبة نصحٍ للإمام وفظًّا غليظًا على محاربيه، يبادرون لطاعته ويقدمونها على ما لهم من الذِّمام.

العام الهجري : 1415 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1994
تفاصيل الحدث:

يُطلَق اسمُ معاهدة وادي عربة على معاهدة السلام الأُردُنِّيَّة الإسرائيلية نسبةً إلى المنطقة الأُردُنِّيَّة التي تمَّ توقيعُ المعاهَدة عليها.
- وقَّع عن الجانب الأُردُنِّيِّ: عبد السلام المجالي رئيس الوزراء الأُردُنِّيُّ، وعن الجانب الإسرائيلي: إسحاق رابين رئيسُ الوزراء الإسرائيلي.
- الشاهدُ على التوقيعِ: بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
- تاريخُ التوقيعِ: 26 أكتوبر/ تشرين الأول 1994م.
- مكانُ التوقيعِ: وادي عربة على الحدود الأُردُنِّيَّة-الإسرائيلية.
- أهمُّ بنودِ المعاهَدة: إقامةُ السلام بينَ المملكة الأُردُنِّيَّة الهاشميَّة، ودولة إسرائيلَ اعتبارًا من تاريخ تبادُل وثائق التصديق على المعاهَدة.

العام الهجري : 207 العام الميلادي : 822
تفاصيل الحدث:

وقعَت بين زيادةِ الله وبين الجُند الحُروبُ وهاجت الفِتَن. واستولى كلُّ رئيس بناحية فملكوها عليه كُلَّها، وزحفوا إلى القيروان فحَصَروه، وكان فاتحةَ الخلافِ أنَّ زيادَ بنَ سَهلِ بن الصقليَّة حاصر مدينةَ باجة فسَرَّحَ إليه زيادةُ الله العساكِرَ فهزموه وقتلوا أصحابَه. ثمَّ انتقض منصورُ الترمذي بطبنة، وسار إلى تونُس فملَكَها, فسرَّحَ زيادةُ الله العساكِرَ من القيروان مع غلبون ابنِ عَمِّه، ووزيره اسمُه الأغلب بن عبد الله بن الأغلب، وتهددهم بالقتل إن انهَزَموا، فهزمهم منصور الترمذي، وخَشُوا على أنفسهم ففارقوا غلبون، وافترقوا على إفريقيَّة، واستولوا على باجة والجزيرة وصطفورة والأربس وغيرها. واضطربت إفريقيَّة، ثم اجتمعوا إلى منصورٍ الترمذي، وسار بهم إلى القيروان فملَكَها، ثم خرج إليه زيادةُ الله فقاتله فهزَمه، ولحِقَ قوَّاد الجند بالبلاد التي تغلَّبوا عليها، ولم يبقَ على طاعةِ زيادة الله من إفريقيَّة إلا تونس والساحل وطرابلس ونفزاوة. وبعث الجندُ إلى زيادة الله بالأمانِ وأن يرتحِلَ عن إفريقيَّة، وبلغه أنَّ عامِرَ بنَ نافع الأزرق يريدُ نفزاوة وأنَّ برابرتَها دعَوه، فسرَحَّ إليهم مائتي مقاتلٍ لِمَنع عامر بن نافع، فرجع عامرٌ عنها، وهزَمَه إلى قسطيلة ورجع. ثم هرب عنها واستولَّى سفيانُ على قسطيلة وضبَطَها. وذلك سنةَ تسعٍ ومائتين، واسترجع زيادةُ الله قسطيلةَ والزاب وطرابلس واستقام أمرُه.

العام الهجري : 264 العام الميلادي : 877
تفاصيل الحدث:

ظهرَ ببلادِ الصين إنسانٌ لا يُعرَفُ، فجمع جمعًا كثيرًا من أهل الفَسادِ والعامَّة، فأهمل المَلِكُ أمْرَه؛ استصغارًا لشأنه، فقَوِيَ وظهر حالُه وكَثُف جَمعُه؛ وقَصَده أهلُ الشَّرِّ من كل ناحية، فأغار على البلادِ وأخرَبَها ونزل على مدينةِ خانقوا وحَصَرها، وهي حصينةٌ، ولها نهرٌ عظيم، وبها عالِمٌ كثير من المسلمين، والنصارى، واليهود، والمجوس، وغيرهم من أهل الصينِ، فلما حصَرَ البلدَ اجتمعت عساكرُ المَلِك وقَصَدته، فهزمها وافتتح المدينةَ عَنوةً، وبذل السَّيفَ، فقتل منهم ما لا يُحصى كثرةً، ثم سار إلى المدينة التي فيها المَلِك، وأراد حصارَها فالتقاه مَلِكُ الصين، ودامت الحربُ بينهم نحوَ سنة، ثم انهزم المَلِك، وتَبِعَه الخارجيُّ إلى أن تحصَّنَ منه في مدينة من أطراف بلاده، واستولى الخارجيُّ على أكثَرِ البلاد والخزائن، وعَلِمَ أنَّه لا بقاء له في المُلْك؛ إذ ليس هو من أهلِه، فأخرب البلادَ، ونهب الأموالَ، وسَفَك الدماءَ، فكاتَبَ مَلِكُ الصين ملوكَ الهندِ يستَمِدُّهم، فأمَدُّوه بالعساكرِ، فسار إلى الخارجيِّ، فالتقوا واقتتلوا نحوَ سنة أيضًا، وصبَرَ الفريقان، ثمَّ إنَّ الخارجيَّ عُدِمَ، فقيل: إنَّه قُتِل، وقيل: بل غَرِق، وظفَرَ المَلِكُ بأصحابه وعاد إلى مملكته، ولقب ملوك الصين يعفور، ومعناه ابنُ السماء؛ تعظيمًا لشأنه؛ وتفَرَّق المُلك عليه، وتغَلَّبت كل طائفة على طرفٍ من البلاد، وصار الصينُ على ما كان عليه ملوكُ الطوائف يُظهِرون له الطاعة، وقنع منهم بذلك، وبَقِيَ على ذلك مدةً طويلةً.

العام الهجري : 415 العام الميلادي : 1024
تفاصيل الحدث:

وقَعَت بين المُختارِ أبي عليِّ بنِ عبيد الله العَلَويِّ وبين الزكيِّ أبي علي النهرسابسي، وأبي الحَسَن عليِّ بنِ أبي طالب بن عمر مُباينةٌ، فاعتضَدَ المُختارُ بالعباسيِّينَ، فساروا إلى بغدادَ، وشَكَوا ما يَفعَلُ بهم النهرسابسي، فتقَدَّمَ الخليفةُ القادِرُ باللهِ بالإصلاح بينهم مراعاةً لأبي القاسمِ الوَزيرِ المغربيِّ؛ لأنَّ النهرسابسي كان صديقَه، وابنُ أبي طالبٍ كان صِهرَه، فعادوا، واستعان كلُّ فريق ببني خفاجةَ، فأعان كلُّ فَريقٍ مِن الكوفيِّينَ طائفةً مِن خفاجة، فجرى بينهم قتالٌ، فظهر العَلويُّونَ، وقُتِلَ مِن العباسيِّينَ سِتَّةُ نَفَر، وأُحرِقَت دُورُهم ونُهِبَت، فعادوا إلى بغداد، ومَنَعوا من الخُطبةِ يومَ الجمعة، وثاروا، وقَتَلوا ابنَ أبي العبَّاس العلَويِّ وقالوا: إنَّ أخاه كان في جُملةِ الفَتَكة بالكوفة، فبرَز أمرُ الخليفةِ إلى المرتضى يأمُرُه بصرفِ ابنِ أبي طالب عن نقابةِ الكُوفةِ، ورَدِّها إلى المختارِ، فأنكر الوزيرُ المغربيُّ ما يجري على صِهرِه ابنِ أبي طالبٍ مِن العزل، وكان عند قرواش صاحبِ المَوصِل, فأرسلَ الخليفةُ القاضيَ أبا جعفرٍ السمناني في رسالةٍ إلى قرواش يأمُرُه بإبعادِ المغربيِّ عنه، ففعل، فسار المغربيُّ إلى ابنِ مَروانَ بديارِ بكرٍ، وغَضِبَ الخليفةُ على النهرسابسي، وبَقِيَ تحت السَّخَط إلى سنة ثماني عشرة وأربعمِئَة، فشَفِعَ فيه الأتراكُ وغَيرُهم، فرَضِيَ عنه، وحَلَّفَه على الطاعةِ فحَلَف.