هو الشَّيخُ العلَّامة محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب التميمي مفتي الديار السعودية. وُلِدَ يوم عاشوراء من عام 1311هـ، ونشأ نشأةً عِلميَّةً في بيتِ عِلمٍ ودين، فحَفِظَ القرآنَ مبكرًا، ثم بدأ الطلَبَ على العلماء قبل أن يبلُغَ السادسة عشرة، ثم أصيب بمرَضٍ في عينيه وهو في هذه السن ولازمه حتى فَقَد بصَرَه وهو في سن السابعة عشرة، وكان يَعرِفُ القراءة والكتابة قبل فَقدِه لبصرِه. كان متوسِّطَ الطول، مليءَ الجِسم، متوسِّط اللون، ليس بالأبيض ولا بالأسمر، خفيفَ شعرِ العارِضَين جدًّا، يوجَدُ شَعرٌ قليل على ذَقَنِه، إذا مشى يمشي بوقارٍ وسكينة، وكان كثيرَ الصَّمت، وإذا تكلَّم لا يتكلَّم إلَّا بما يفيد، وكان ذكيًّا، و كان صاحِبَ غَيرة شديدة على دين الله، مع حزمٍ وشِدَّة يرهب لها الجميع، وكان رغمَ شِدَّتِه وحزمه وهيبةِ الناسِ له صاحِبَ دُعابةٍ خُصوصًا مع خاصَّته، ومن مشايخِه الذين تعَلَّم عليهم عَمُّه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، والشيخُ سعد بن حمد بن عتيق، والشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع. ومن أعمالِه أنَّه تولى القضاءَ في الغطغط، وكان إمامًا وخطيبًا للجامع الكبير بالرياض، ولما افتُتِحَت رئاسةُ المعاهد والكليات كان هو الرئيسَ، ولما تأسَّسَت رئاسةُ القضاء عُمِّد رسميًّا برئاسةِ القضاء، ولما افتُتِحَت رئاسةُ البنات كان هو المشرفَ العامَّ عليها، وكان هو مفتي البلاد، ولما افتُتِحَت رابطةُ العالم الإسلامي كان هو رئيسَ المجلس التأسيسي لها، وكان أمينُ الرابطة وقتها محمد سرور الصبان، ولما افتُتِحَت الجامعة الإسلامية في المدينة كان هو المؤسِّسَ لها، وعَيَّن نائبًا له الشيخ عبد العزيز بن باز, وفي سنة 1373 هـ أنشأ المكتبةَ السعودية العامة في الرياض، وجمع فيها حوالي 15.000 كتابٍ مطبوعٍ، و 117 مخطوطًا، وأملى من تأليفِه كُتُبًا، منها: ((الجواب المستقيم))، و ((تحكيم القوانين))، ومجموعة من أحاديث الأحكام، والفتاوى في عدة مجلَّدات، وكان الملكُ عبد العزيز قد أمر بجَمعِها وطباعتها. ومن تلاميذه: الشيخ عبد الله بن حُمَيد، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ سليمان بن عبيد، والشيخ صالح بن غصون، والشيخ عبد الله بن جبرين. وقد أصيب الشيخُ بمرضٍ، فصدر أمرٌ ملَكيٌّ بنقله إلى لندن لمواصلة العلاج، فلما وصل لندن أجرَوا له الفحوصاتِ اللازمةَ فرأوا أنَّ المرضَ بلغَ غايةً لا ينفَعُ معها علاجٌ، ثم دخل في غيبوبة وهو هناك، فأُتيَ به إلى الرياضِ على طائرة خاصة، وبَقِيَ في غيبوبة حتى وافته المنيَّةُ -رحمه الله- صباحَ يوم الأربعاء 24 رمضان، وصلِّيَ عليه بعد صلاة الظهر من نفس اليوم، وأمَّ النَّاسَ عليه الشيخُ ابن باز، وامتلأ المسجِدُ وجميعُ الطُّرُقات المؤدية إليه، حتى إن كثيرًا من النَّاسِ لم يُدركوا الصلاةَ عليه، ودُفِن في مقبرة العود.
اقتَسَمت السعوديةُ والكويت إدارةَ المنطقة المحايِدة الواقعة في الحدودِ بين الكويت والسعودية، وبدأت مفاوضاتُ التقسيم بعد وقتٍ قصير من لقاءِ حُكَّام الكويت والسعودية في تشرين الأول عام 1960م، وتم الاتفاقُ على وجوب تقسيمِ المنطقة المحايِدة (المجاورة) أراضي كلٍّ منها، مع المحافظة على اتفاقية سابقةٍ تقضي بتقاسُمِ الموارد النِّفطية بينهما مناصَفةً، وتمَّ التوقيعُ على اتفاق ترسيم تقسيم المنطقة المحايدة في 17 ديسمبر 1967م، لكِنَّ الاتفاقية لم تأخُذْ طابَعَها الرسمي حتى تمَّ تبادل الوثائق والتواقيع التي جرت في الكويت في 18 ديسمبر من هذا العام، ثم تَبِعَها إجراءاتُ التصديق في 18 يناير 1970م.
نُفِّذت مَذابحُ مُروِّعةٌ ضِدَّ مُسلِمي الفلبينِ على يَدِ حُكومة الدِّكتاتور فرديناند ماركوس، الذي حكَم الفلبينَ من 1965 إلى 1986م بالحديدِ والنارِ؛ حيث ارتكَبَت قُوَّاته أفظَعَ الجرائمِ في حقِّ المسلمين؛ مِن قتْلٍ جَماعيٍّ، وإحراقِ الأحياءِ، وانتهاكِ الأعراضِ والحُرماتِ، وَفَقْءِ أعيُنِ الرجالِ، وبقْر بُطون الأطفالِ، وذبْحٍ بالخناجرِ، وفصْلٍ للرُّؤوس عن الأجسادِ! وما بين عامي 1392- 1404هـ قُتِل أكثرُ مِن 30.000 مسلمٍ من النِّساء والأطفالِ وكِبار السِّن، وفرَّ أكثرُ من 300.000 مسلمٍ، وتمَّ إحراقُ 300 ألفِ مَنزلٍ، وتدميرُ مائةُ قريةٍ ومدينةٍ إسلامية، وأكثرِ من 500 مسجدٍ!
ظلَّت السُّعودية تَنظُر بكثيرٍ من الحذَرِ لخُطَط ونشاطاتِ طهرانَ في المنطقةِ، ولكنها لم تَصِلْ إلى حدِّ النِّزاع أو الاشتباكِ. وفي كانون الثاني (يناير) 1968 قرَّرت حُكومةُ حِزب العُمال البريطانيةُ إبطالَ مَفعولِ المعاهداتِ المعقودةِ حولَ مَحْميات البحرينِ، وقَطَر، وإماراتِ ساحلِ الصلحِ السَّبعة (أبو ظَبي، وعجْمان، ودُبي، والفُجيرة، ورأْس الخيمة، والشارِقة، وأم القيوين)، وسحْبَ جُزءٍ كبير مِن قُواتها من هناك. وفي أوَّل آذار (مارس) 1971 أعلَنَت حُكومة المحافظينَ التي تَسلَّمت مقاليدَ الحُكْم في حُزَيران (يونيو) 1970 أنَّ الجلاءَ سوف يُنجَزُ قبْل نِهايةِ عامِ 1970م. اتَّخذت لَندن هذا القرارَ، وأخَذت تبحَثُ بنَشاطٍ عن فُرَصٍ للحِفاظ على نُفوذِها الاقتصادي والسِّياسي في المنطقةِ؛ ولهذا الغرَضِ طرَحَت خُطةَ إنشاءِ اتِّحادٍ مِن الإمارات التِّسع التي كانت خاضعةً لِلحِماية البريطانية، بَيْدَ أن إيرانَ عارَضَت انضمامَ البحرينِ إلى الاتِّحاد العربيِّ، وأعلَنت أنها تَعتبِرُها جُزءًا من أراضيها. وكانت للملِكِ فَيصل عَلاقاتٌ وُدِّيةٌ مع أمير البحرينِ، فرفَض الملِكُ فَيصل مَطامِعَ إيرانَ في البحرينِ. كما كانت إيرانُ والسُّعوديةُ على خلافٍ في قَضايا أخرى أيضًا. وفي ربيع عامِ 1971 أعلَن شاه إيرانَ أنَّ بِلاده تَتحمَّل مَسؤوليةَ الدِّفاع عن الخليجِ بعدَ انسحابِ البريطانيين مِن هناك، واعتزَمَت إيرانُ تَثبيتَ سيَطرتِها على الخليجِ عَسْكريًّا دونَ إقامةِ اعتبارٍ لرأي العرَبِ. أخفَقَت فِكرةُ إنشاء اتِّحادٍ مِن تسعِ إماراتٍ؛ فقد سعى أميرَا البحرينِ وقَطَر إلى الاستقلالِ، كما أنَّ الحكومةَ الإيرانيةَ عارضت عَمليًّا إنشاءَ اتِّحاد "الإمارات التِّسع"؛ لذا قرَّرت بِريطانيا تأسيسَ دَولةٍ جديدة تضُمُّ إماراتِ ساحلِ الصلحِ السَّبع. بعدَ إعلانِ استقلالِ البحرينِ، تخلَّت إيرانُ شكليًّا عن مَطامعِها فيها؛ لذا فقد خفَّت حِدَّة الخلافاتِ بين الشاهِ والملِك فَيصلٍ، غيرَ أنَّ خُطط إيرانَ في مَنطقةِ الخليج لم تَتوقَّفْ.
بدَأَت الصِّداماتُ في السُّودان بين حُكومة النميريِّ الاشتراكيةِ وأنصارها مِن جِهةٍ، وبين حَرَكة المقاوَمة الشَّعبيةِ مِن جِهةٍ أخرى، وكان أوَّل الصِّداماتِ دُخول قُوَّات الأمْن إلى مَسجدِ عبدِ الرحمن المهدي الذي يَتجمَّع فيه الأنصارُ عادةً، فقُتِل ثلاثونَ رجلًا مِن الأمن في حِين قُتِل ألْفُ رجلٍ مِن الأنصارِ جَماعةِ المهديِّ، ثم رفَض الهادي زِيارةَ النميريِّ لجِزيرة "أبا" الواقعةِ في النِّيل الأبيض جَنوب الخرطومِ ويَملِكُها المهديُّ، وتجمَّعت قوَّاتُ جبهْة المقاومة الشَّعبيةِ في الجزيرةِ، قامت قُوَّات الحكومةِ بمُداهَمة جَزيرة "أبا" بالمدفعيةِ والمدرَّعات والطائراتِ، واشترَكَ فيها الطيرانُ المصريُّ، فقتَلَت أعدادًا كبيرةً من قُوَّات الجبهةِ، بل ومِن السُّكَّان أيضًا، حتى وصَل عددُ الضَّحايا إلى خمسةٍ وعشرين ألفَ قَتيلٍ، ثم أُذِيعَ بعدَ خمْسة أيامٍ عن مَقتلِ الهادي المهديِّ عندَ الحدودِ الشَّرقية مع الحبَشةِ أثناءَ مُحاولتِه الهربَ من البلادِ، وكانت القُوةُ العسكرية التي أرسَلَها النميريُّ إلى الجزيرةِ بقِيادةِ العميد أبي الذهب، ومعه قائدُ حامية كوستي، وبرُفْقته سِتُّ مائة جُنديٍّ، وبعد هذه المعركةِ عمِلَ الشُّيوعيون في الحكومةِ على جَرِّها لتَصفيةِ أعدائهم تَصفيةً جَسديةً؛ فعَمَّ القتْلُ في البلادِ وساد الخوفُ والذُّعرُ.
عرَض وزيرُ الخارجية الأمريكيةِ وليام رُوجرز مشروعَه في 9 ديسمبر، وتألَّفَ مشروعُ رُوجرز في دِيباجة مُوجَزة تدْعو إلى عقْدٍ اتفاقٍ نهائيٍّ ملزِمٍ بصورةٍ مُتبادلة بين مصرَ وإسرائيلَ، يَجري التفاوضُ بشَأْنه تحت رِعاية السَّفير السويديِّ "غونار يارنغ" الممثِّل الشَّخصي للأمين العامِّ للأُمَم المتحِدة، ويَستنِد هذا الاتِّفاق إلى نِّقاط عشْر، أهمها أن تقومُ مصرُ وإسرائيلُ بتَحديد الجدْول الزَّمني والإجراءات المتعلِّقة بانسحاب القواتِ المسلَّحة الإسرائيلية مِن أراضي جُمهورية مصرَ العربيَّة التي احتُلَّت في النِّزاع عامَ 1967م. وانتهاء حالةُ الحرب بين مِصرَ وإسرائيلَ وتُقام حالةٌ رَسميةٌ للسلامِ، ويُوافِق الجانبانِ على أن مَضيق تِيران ممرٌّ مائيٌّ دَولي، وعلى أنَّ مَبدأ حُرِّية الملاحة يسْري على جميعِ الدُّول بما فيها إسرائيلُ، وفي الجانب الأردني: تَحسِم إسرائيلُ والأردنُّ معًا مسألةَ السَّيطرة على القدسِ، مع الاعترافِ ببَقاء المدينة مُوحَّدة، وحُرِّية التنقُّل في جَميع أجزائها، ويَتقاسَمُ البَلَدانِ المسؤولياتِ المدنيةَ والاقتصادية لحكومةِ المدينة. ويَشترِك الأردنُّ وإسرائيلُ في العمل على إتمامِ الإجراءاتِ النهائية لإدارةِ قِطاع غَزَّة، ويُعطى اللَّاجِئون الفِلَسطينيون (من حرب 48) الخيارَ بين العودةِ إلى إسرائيلَ، أو الإقامةِ الدائمة في الدُّول العربيَّة مع تَعويضاتٍ إسرائيليةٍ. وانتهَت مُبادرةُ رُوجرز -كأوَّل مُبادَرةٍ للسلامِ بين العربِ وإسرائيل خلالَ عهْدِ إدارة نِيكسون- إلى الفشَلِ؛ فقد رفَض الاتِّحاد السُّوفيتي مشروعَ رُوجرز بسَببِ عَدَم تَوازُنه وانحيازِه لإسرائيلَ، ورفَضَتْه إسرائيلُ! أما الفِلَسطينيون فقد رفَضوا مشروعَ رُوجرز؛ لأنَّه يتنكَّر لحُقوقِهم الوطنية، واعتَبَروه مُؤامرةً ضدَّ الكفاحِ الفِلَسطيني المسلَّح. أما الموقفُ المصري فعلى الرَّغم مِن تَرحيب عبد الناصرِ بها وإيقافِه لحرْب الاستنزافِ، إلا أن مُبادَرة روجرز رُفِضَت في الأخير؛ لأنها لم تَشتمِلْ على حلٍّ شامل لجميعِ المناطقِ العربيَّة المحتلَّة.
كانت سَلْطنة عُمانَ من بيْن أوائل الدُّول التي نالَت استقلالَها في المنطقةِ. بعدَ أنْ أنهى السُّلطان قابوس دِراساتِه العسكريةَ في لَنْدن وقِيامِه بجولةٍ حولَ العالم، تمَّ استدعاؤه إلى الوطَنِ، ووُضِعَ قابوس في عُزْلة في قصْر صلالةَ؛ بسَبب تَعارُض أفكارِه التقدُّميةِ العالمية مع مُيول والِدِه في الإبقاءِ على محافظةِ وانعزاليةِ عُمان. وبدَعْمٍ مِن البريطانيين والصَّفوة السياسية في عُمان استولَى السُّلطان قابوس (البالغ مِن العُمر 30 عامًا) على الحكْمِ إثرَ انقلابٍ نفَّذه ضِدَّ أبيه سعيدِ بن تَيمور، ثم نَفى والدَه إلى لَندن؛ حيث مات هناك عام 1972م، وما إنْ تَسلَّم السُّلطانُ قابوس السُّلطةَ في يوليو 1970م حتى حصَل على اعترافٍ عالميٍّ كامل يَمنَحُه الاستقلالَ التامَّ عن بِريطانيا. وتمَّ تَغييرُ اسمِ الدَّولة من "سَلْطنة مسْقطَ وعُمان" إلى "سَلْطنة عُمان"، وبالإضافةِ إلى دَور قابوس كسُلْطانٍ يَشغَلُ قابوس مناصبَ رئيسِ الوزراء، ووزيرِ الخارجية، ووزيرِ الماليَّة، ووزيرِ الدِّفاع. جاء آل بوسعيد إلى حُكْمِ عُمان عام 1154هـ / 1741م، وما زالوا يَحكُمون إلى الآن، ويعودُ تاريخُ بوسعيد إلى أحمدَ بنِ سعيد الذي عُيِّن مُستشارًا لسيف بنِ سُلطان، آخِر مَن حكَمَ عُمان مِن اليعاربةِ، فلمَّا رأى اضطرابَ الأمورِ في البلادِ، وضَعْفَ الحاكمِ سيفِ بن سُلطان، وتفتُّتَ البلاد في عهْدِه؛ عمِلَ على تَوحيد الصُّفوف، وقضى على القواتِ الفارسيةِ الموجودةِ بالبلاد، وعلى إثْر ذلك بُويِعَ إمامًا للبلادِ، وتوالى الأئمةُ مِن آل بوسعيد حتى آل الأمْرُ للسُّلطان قابوس بنِ سعيد.
توقَّفت العملياتُ الحربيةُ في شَمال اليمنِ ونصَّت اتِّفاقيةٌ وقَّعتها السُّعوديةُ والجُمهورية العربيَّة اليمنيةُ في هذا الشَّهر على تخلِّي الحكومةِ اليمنيةِ عن العديدِ مِن مُنجَزات الثَّورة. وبدَأ تَطهيرُ الجيش وهَيئات أمْن الدولة في اليمنِ مِن العناصر اليَساريةِ، وعاد مِن السُّعودية الكثيرُ من الملكِيينَ الذين تَبوَّأَ عددٌ منهم مناصبَ في هَيئات السُّلطة العليا، ثم اعترَفَت السُّعودية رسميًّا بالجُمهورية العربيَّة اليمنيةِ، وأعقَبَ ذلك اعترافُ بِريطانيا.
أعلَن الملِكُ حُسين بن طلالٍ الأحكامَ العُرْفية في الأردنِّ، وتَنصيبَ حُكومة عسكريةٍ بَدلًا مِن مَدَنية في عَمان، فعيَّن مُستشارَه العسكريَّ حابس المجالي حاكمًا عسكريًّا عامًّا للأردنِّ، وشكَّل وزارةً جديدة برئاسةِ الزعيمِ داود خلَفًا لوزارةِ عبد المنعم الرفاعي المستقيلةِ، وعيَّن حُكامًا عسْكريين في كلِّ مُحافظات الأردنِّ، وكان هذا قبل هُجوم الجيش الأردني على المنظَّمات الفِلَسطينية في الأردن في 15 أيلولَ، والتي عُرِفَت بـ"أيْلول الأسود". واستمَرَّت الأحكامُ العُرْفية إلى أن أُعلِنَ عن إنهائِها عام 1991.
"أيلول الأسودُ" هو الاسمُ الذي يُشار به إلى شَهر أيلولَ من هذا العامِ؛ ففي هذا الشَّهر تحرَّك حُسين بن طلال ملِكُ الأردنِّ لإجهاضِ مُحاولةٍ لمنظَّمات فِلَسطينية لإسقاطِ نِظامِ حُكمِه الملكيِّ؛ حيث استمرَّ القتالُ المسلَّح حتى يُوليو عام 1971م؛ حيث كان الفِلَسطينيون يُشكِّلون نِسبةً عالية من تَعدادِ سُكان الأردنِّ في تلك الفترة، وكانوا مَدْعومين من قِبَل أنظمةٍ عربية مُختلِفة، خاصَّةً من الرئيس المصريِّ جَمال عبد الناصر. بدَأَت قُوات الأمنِ الأُردنية وقُوات الجيش تَفقِد سُلْطتها؛ حيث بدَأت قُواتُ منظَّمة التحرير الفِلَسطينية النِّظامية بحمْلِ السلاحِ بشَكلٍ عَلَني، وإقامة نِقاطِ تَفتيشٍ، وجمْع ما أطلقوا عليه مُصطلح "ضَرائب القضيةِ الفِلَسطينية". هذا الانتشارُ الفِدائي على الساحة الأُردنية بدَأ يُقلِق الملِكَ حُسينًا، الذي بات يَشعُر أنَّ هناك دولةً بدأَت تنْمو داخلَ دَولتِه. وخلالَ مُفاوضاتِ نوفمبر عام 1968 تمَّ التوصُّل إلى اتِّفاقية من سبْعة بُنود بين الملِك حُسين والمنظَّمات الفِلَسطينية، لكن لم تَصمُد الاتفاقيةُ، وأضْحَت منظَّمة التحرير الفِلَسطينية دولةً داخلَ الدولةِ في الأردنِ، وأصبَح رِجالُ الأمنِ والجيش الحُكومي يُهاجَمون ويُستهزَأ بهم، وما بين مُنتصَف عام 1968 ونهاية عام 1969م كان هنالك أكثرُ مِن 500 اشتباكٍ عنيف وقَع بين الفصائل الفِلَسطينية وقُوات الأمْن الأُردنية. وأصبَحَت أعمالُ العُنْف والخطْف تَتكرَّر بصُورةٍ مُستمِرَّة، كما أن المنظَّمات الراديكاليةُ في مُنظَّمة التحرير الفِلَسطينية -الجبْهة الشَّعبية لتحريرِ فِلَسطين لجورج حبش، والجبْهة الديمقراطيةُ لتَحرير فِلَسطين لنايف حواتمة، والجَبْهة الشعبيةُ لتَحرير فِلَسطين القيادة العامة لأحمد جبريل قرَّرت تقويضَ نِظام الملِك حُسين بن طلال. وفي 9 يونيو نجا الملِكُ حُسين من مُحاولة فاشلةٍ لاغتياله أثناءَ مُرور مَوكبه في منطقة صويلح، ومحاولةٍ فاشلة أُخرى بوسط عَمان؛ حيث قام قنَّاص فِلَسطيني كان مختبئًا على مِئذنة المسجدِ الحُسيني بإطلاق النارِ على سيَّارة الملِك، واستقرَّت إحدى الرصاصاتِ في ظَهر زَيد الرفاعي الذي كان يُحاوِل حِمايةَ الملِك، كانت تلك الفترةُ الأكثرَ حسْمًا ودَمويةً؛ حيث بدَأ الجيشُ الأردني في التوجُّهِ إلى المدن والمخيَّمات الفِلَسطينية والهجومِ على القواعدِ الفدائيةِ فيها بعدَ 16 أيلول، وفي أيَّام الحرب طرَح النِّظام الأُردني سيناريو التدخُّلِ الأمريكي والإسرائيليِّ البريِّ والجويِّ لدَعْم جيش الأُردنِّ، خصوصًا بعدَ أن أعلَنَت سُوريا والعراقُ دَعمَهما للمقاومةِ الفِلَسطينية في الأردنِّ، فتحرَّكت 300 دبابةٍ من القوات السُّورية لتُحِيط بمدينةِ إربد الأُردنية في 20 مِن أيلول، وما بين فِبراير ويونيو من عامِ 1970 قامت مُصادماتٌ بين قُوات الأمْن وقوَّات المنظَّمات الفِلَسطينية. انتهَت المعاركُ بين الطرفينِ في 28 أيلول بعدَ توقيعِ اتفاقيةٍ بين ياسر عَرفات والملِك حُسين في القاهرةِ بحُضور جمال عبد الناصرِ في أعقابِ القِمة العربيَّة الطارئةِ في القاهرةِ في أيلول / سبتمبر، وقُدِّر عددُ القتْلى والإصاباتِ بين الأُردنيين والفِلَسطينيين بعشَراتِ الآلافِ، وتُمثِّل أحداثُ "أيلول الأسود" نُقطةَ تحوُّل في الهُوية الأردنية؛ حيث باشَرَت المملكةُ ببرنامجِ "أرْدَنة المجتمَع"، وطرْد القُوات الفِلَسطينية إلى لُبنان؛ حيث أسَّست فتح "منظَّمة أيلول الأسود"، وفي 28 نوفمبر 1971 في القاهرة اغتِيلَ رَئيس الوزراء الأردني وَصفي التل على يَدِ أربعةٍ من أعضاء مُنظَّمة فتْح، وكان (التل) قد اتَّسم بالعنْف في عملية إجلاءِ الفِدائيين من الأردنِّ.
عُقِدت هذه القِمة (غير العادية وغير الرَّسمية) في القاهرة على إثرِ الاشتباكاتِ العنيفةِ في الأردنِّ بين الأرُدنيين والفِلَسطينيين، ولم تَعقِدْ هذه القِمةُ جلساتٍ عامةً، وتحوَّلت إلى مُشاوَرات بين رُؤساء الدُّول؛ ولهذا فإنَّ الجامعة العربيَّة لم تُدرِجْها في سِجِلاتها الرسمية للقِمَمِ العربيَّة، وانتهَت هذه القِمة -التي قاطعَتْها كلٌّ من سُوريا والعراقِ، والجزائر والمغربِ- بمُصالحةٍ بين منظَّمة التحرير الفِلَسطينية والأردنِّ، وصَدَر عنها بَيانٌ خِتامي، وأهمُّ قَراراتِه:
1- الإنهاءُ الفَوريُّ لجميع العملياتِ العسكريةِ مِن جانب القوَّات المسلَّحة الأُردنية وقُوات المقاوَمة الفِلَسطينية.
2- السحْبُ السريعُ لِكِلتا القُوَّتين من عَمّان، وإرجاعُها إلى قواعِدِها الطبيعيةِ والمناسبة.
3- إطلاقُ المعتقلينَ مِن كِلا الجانبينِ.
4- تكوينُ لجنة عُلْيا لمتابَعة تَطبيق هذا الاتِّفاق.
وانتهت مُشاورات المؤتمر إلى مُصالحة كلٍّ مِن ياسر عَرفات رئيس منظَّمة التحريرِ الفِلَسطينية والملِكِ حُسَين.
هو جَمال عبد الناصرِ بن حُسين بن خَليل بن سُلْطان عبْد الناصر، رئيسُ الجُمهورية العربيَّة المتحِدة، وقائدُ ثَورة يُوليو 52 العسكرية (ثَورة الضُّباط الأحرار). وُلِدَ في قَرية بني مُر بمحافظةِ أسيوطَ سنة 1336هـ / 1918م، وانتقَلَ إلى القاهرةِ وعُمره ثمانِ سنواتٍ، فعاش مع عمٍّ له اسمه خَليل. وتعلَّم بها ثم بالإسكندريةِ، وحصَل على البكالوريوسِ سنةَ 1936، وشارَك في المظاهَرات المعاديةِ للإنجليزِ، وجُرِح مرَّتين سنةَ 1933 و1935، وتخرَّج من الكُلِّية الحربية سنةَ 1938، ودرَّس بها. وتخرَّج بكُلِّية أركانِ الحرب، وشارَك في حرْب فِلَسطين 48، وجُرِح وشُفِي، وعاد وحُوصِر في الفالوجة بفِلَسطين 4 أشهر، وخرَجَ مع زُملائه من الفالوجةِ ناقمينَ على الحُكْم في مصرَ، فقاموا سنةَ 1952م بثَورة الضُّباط الأحرار على الملِكِ فاروق آخِرِ مُلوك مصرَ، فنزَل عن العرشِ لابنه أحمدَ فؤاد، ثم لم يَلبَثوا أن خَلَعوه وأعْلَنوا الجُمهورية، وسمَّوا لرئاستِها أحدَ كبارِ الضُّباط محمَّد نجيب، وتولَّى جمالٌ رئاسةَ الوزراء. وأُذِيعَ أنَّ نَجيب يُريد إبعادَ الجيش عن الحُكْم وإعادتَه إلى المدنيينَ، فحجَزه جمالٌ في بَيته وتسلَّم زِمامَ السُّلطة عامَ 1954م، وفي 1956م انتُخِب عبد الناصر رئيسًا للجُمْهورية العربيَّة المتحِدة، وفي عهْدِه تمَّت اتِّفاقية جَلاء الإنجليزِ مِن الأراضي المصرية، وأمَّمَ شَركة قناة السُّويس، وترتَّب على ذلك العُدوان الثُّلاثي على مصرَ؛ حيث قامت بِريطانيا وفرنسا وإسرائيلُ بالاعتداءِ على مصرَ 1956م، فاحتلَّت إسرائيلُ أجزاءً من مصرَ وسُورية والأردنَّ، وأعلَنَ الوَحدةُ المصرية السُّورية 1958م، ثم انفصَلَت في عام 1961م، وحوَّل مصرَ إلى النِّظام الاشتراكيِّ 1961م، وبنى السَّدَّ العالي 1959 – 1970م، وخاض حرْبَ اليمنِ الأهليةِ بيْن عاميْ 1963 - 1968م عندما دعَم ثَورة العقيدِ عبد الله السلالِ ضِدَّ الملكيِّين المدعومينَ من السُّعودية، وفي حُزَيران 1967م قاد الأمَّةَ العربيَّة إلى نَكسة حُزيران بسِياساته المتعجرفةِ الإعلاميةِ أمام إسرائيلَ، بدَأت عَلاقة عبدِ الناصر بالمخابراتِ الأمريكية منذُ آذار / مارس 1952م، أي: قبْل قِيام الثورة بأربعةِ أشهرٍ، كما اعترَف بذلك أحدُ رِفاقه، وهو خالد مُحيي الدِّين، وتحدَّث اللِّواء محمَّد نجيب أولُ رئيسٍ لمصرَ بعد الثَّورة عن هذه العَلاقة في مُذكِّراته، وأنهم همُ الذين كانوا يَرسُمون له الخُطط الأمْنيةَ، ويَدعُمون حرَسَه بالسياراتِ والأسلحةِ الجديدةِ. نشَأَت في عهْدِه الناصريةُ، وهي حركةٌ قوميةٌ عربيةٌ استمرَّت بعدَ وفاتِه، واشتُقَّت اسمُها من اسمِه، وتبنَّت الأفكارَ التي كان يُنادي بها، وهي: الحرِّية، والاشتراكيةُ، والوَحدة، وهي نفْس أفكار الأحزابِ القومية اليَساريةِ العربيَّة الأخرى. أما عن وَفاته ففي أثناءِ تَوديعِه لرُؤساء الدُّول العربيَّة بعدَ مؤتمرِ القِمة العربيَّة الطارئِ الذي عُقِد في القاهرة، وأثناءَ تَوديعه لآخِرِ المسافرين أميرِ الكويتِ في يوم الاثنين 28 رجب 29 سبتمبر؛ تُوفِّي جمالُ عبد الناصر بعدَ أن دامَت رِئاسته أكثرَ من أربعةَ عشَرَ عامًا، وتسلَّم أنور السادات النائبُ الأولُ لرئيس الجُمهورية منصِبَ الرِّئاسةِ بالنِّيابة حتى تتَّفق الهيئاتُ العليا على رئيس جديدٍ، ثم رشَّح الساداتُ نفْسَه مِن قِبَل الاتِّحاد الاشتراكيِّ لتولي المنصبِ، وتمَّ الاستفتاءُ في شعبان / 15 تشرين الأول 1970م، وانتُخِب الساداتُ رئيسًا لمصرَ.
أعدَّت الهِند عُدَّتها لفصْل شَطْري باكستانَ عن بعضِهما، وعقَدَت حِلفًا عسكريًّا مع رُوسيا لردْعِ أيِّ مُحاولةِ تهديدٍ تأتي من الصِّين، وقد كانت القواتُ الهِندية تَفوق القواتِ الباكستانيةَ في الجبهةِ الشرقيةِ بما يُعادِل ستة أضعافها، ومُجهَّزة بكلِّ الوسائل الحديثةِ في القتالِ، تَدعُمها رُوسيا، بينما إمكانياتُ الباكستانيينَ في الشرْق ضَعيفةٌ، واندلَع القِتالُ على كافَّة الجبهاتِ الشرقيةِ والغربيةِ وكَشمير، وتقدَّمت الهِندُ في بنجلاديشَ، وبرغْم المقاومةِ الباسلةِ التي أبداها الباكستانيون في الشَّرق إلا أنَّهم اضطرُّوا للاستسلامِ. أما في الغرْبِ فكانت الحربُ سِجالًا بين الطرفينِ، وأعلَن مجلسُ الأُمَّة وقْفَ القتال، إلا أنَّ الهِندوس والروسَ قد عارَضوا، حتى توقَّف القتالُ في نهاية 1391هـ، ولا يمكِنُ وصْف المجازرِ والمذابح التي أُقِيمت للمسلمين في بِنغلاديش بعدَ إعلان الاستسلامِ؛ فقد تفنَّن الهنودُ في أساليب القتْل والتعذيبِ للمُسلمين.
بدَأ العملُ في بِناء السَّدِّ العالي في 10 / 7 / 1379هـ / 9 يناير1960م، وتَمَّ الانتهاءُ مِن تنفيذ المرحلةِ الأولى في 16 مايو 1964م، وانتهى تَنفيذ المرحلةِ الثانية في 15 يناير 1971م، والسَّدُّ العالي: هو سَدٌّ مائيٌّ على نَهر النِّيل في جَنوب مصرَ، أُنشِئَ في عهد جمالِ عبد الناصرِ، وشارك السُّوفيتُ في بِنائه. وقد ساعَد كثيرًا في التحكُّم في تدفُّقِ المياهِ، والتخفيفِ مِن آثار فَيضانِ النِّيل. ويُستخدَمُ لتوليدِ الكهرباء في مصرَ. ويَبلُغ طولُ السَّدِّ 3600 متر، وعرْضُ القاعدةِ 980 مترًا، وعرْضُ القمَّة 40 مترًا، والارتفاعُ 111 مترًا، وحجْمُ جِسم السَّدِّ 43 مليون متر مكعَّب مِن إسمنت وحديدٍ وموادَّ أُخرى، ويمكِن أن يَمُر خلالَ السدِّ تدفُّقٌ مائيٌّ يصِل إلى 11000 متر مكعَّب من الماء في الثانية الواحدةِ.
أثار الرُّكود الاقتصاديُّ موجةً من الاضطراباتِ الاجتماعية التي تمثَّلت في المظاهراتِ التي تجوبُ الشوارعَ، وإضراباتِ العُمَّال، والاغتيالاتِ السِّياسية، كما تمَّ تَشكيلُ حركاتٍ عُمَّالية وطُلابية يساريةٍ تُعارِضُها الجماعاتُ اليَمِينية القوميةُ المسلَّحة والإسلاميَّة، وبحُلولِ يناير 1971 عَمَّت الفوضى أرجاءَ تركيا، وتوقَّفت الجامعاتُ عن العملِ، وأضربت المصانع، وقام الطُّلاب بسَرِقة البنوكِ، وخطْف الجُنود الأمريكانِ، ومُهاجَمة أهدافٍ أمريكية، وأصبَحت الحركةُ الإسلاميَّة أكثَرَ نشاطًا، وقام حِزْبُها -حزبُ النِّظام الوطني- برفْض فِكرة عَلْمانيةِ أتاتورك، والفِكْر الكَماليِّ بشَكْل عَلَني؛ مما أثار غضَب القواتِ المسلَّحةَ، فقام رئيسُ هيئة الأركان العامة التُّركية مَمدوح تاجماك بتَسليمِ رئيس الوزراءِ مُذكِّرةً تصِلُ إلى حَدِّ إنذارٍ أخير من القواتِ المسلَّحة، وطالَبَ فيها "بتَشكيل حُكومةٍ قويةٍ ذاتِ مِصداقيةٍ في إطار المبادئِ الديمقراطية تضَعُ حدًّا للوضْعِ الفَوضوي الحاليِّ، وتُطبَّق من خلال وجهاتِ نَظَر أتاتورك القوانينُ الإصلاحية المنصوصُ عليها في الدُّستور، وإذا لم تتِمَّ تلبيةُ هذه المطالِب فإنَّ الجيش سوف يُمارِس واجِبَه الدُّستوري ويَتولى السُّلطة"، فقدَّمَ الرئيسُ سليمان ديميريل استقالتَه بعد اجتماعٍ استمرَّ ثلاثَ ساعات مع حُكومته، واستنكَر زعيمُ المعارَضة والسياسيُّ المخضْرم عصمت إينونو بشِدةٍ أيَّ تدخُّل عسكريٍّ في السِّياسة، وكان بعض كبارِ الضُّباط يروا أنه مِن المستحيلِ أن يَحدُثَ تقدُّم في نِظام ديمقراطي لِيبراليٍّ، وأنَّ التسلُّطَ سيَجعلُ مِن تركيا أكثرَ مُساواةً واستِقْلالية و"عصْرية"، بينما رأى ضُباط آخَرون ضَرورةَ التدخُّل، ولو لإحباطِ هذه العناصر فقط، وعُرِف هذا الانقلابُ (بانقلاب المذكِّرة)؛ نَتيجةً لِما أحدَثَته المذكِّرةُ التي سلَّمها رئيسُ هيئة الأركان العامة لِرَئيس الوزراء التُّركي، فحدَث الانقلابُ دونَ تدخُّلٍ عَسْكري.