الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1003 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 1200 العام الميلادي : 1785
تفاصيل الحدث:

اتَّفق رؤساء المهاشير من بني خالد وآل صبيح مع عبد المحسن بن سرداح آل عبيد الله ودويحس بن عريعر على عداوةِ سعدون بن عريعر رئيس بني خالد، وحَربِه، واستنجدوا بثويني بن عبد الله شيخ المنتفق، فتنازلوا مع سعدون في قتالٍ، وقُتِل بينهم كثيرٌ من القتلى، وصارت الكرَّةُ على سعدون ومن معه، فانهزموا وفرَّ سعدون إلى الدرعية وطلَبَ الأمانَ من عبد العزيز لكنَّه لم يجِبْه إلى طلَبِه؛ بسبب هُدنةٍ بينه وبين ثويني شيخ المنتفق، فعزم سعدون دخولَ الدرعية بدون أمانٍ، فشاور الأميرُ الشيخَ فأشار إليه أن يأذَنَ له بالدخولِ، فدخل وأكرمَه عبد العزيز، فلما علم ثويني بذلك تعاظم الأمرَ فاستعطَفَه عبد العزيز فلم ينجَحْ، فقام ثويني بالكيدِ للدرعية وأتباعِها.

العام الهجري : 1279 العام الميلادي : 1862
تفاصيل الحدث:

تمَّ تأسيسُ أوَّلِ بلدية في القُدسِ بشَكلٍ شِبهِ منظَّم، وكانت عبارةً عن مجلسٍ محليٍّ ذي سلطة محدودة وميزانية لا تتعدى (500) جنيه ذهبي في السنة، ثم صدر قانون الأقاليم (1864) الذي يتضَمَّنُ أحكامًا محدودة عن تشكيلِ البلديات. وقد بَقِيَ الوضع على ما هو عليه حتى عام (1918) حين دخل الإنجليز المدينة، وأصبحت البلديةُ تدارُ من قِبَلِ أربعةِ أشخاص من العرب، واثنين من اليهود، وفي عام 1948م وبعد الاستيلاء الصهيوني على الشطرِ الغربي من المدينة أصبحت هناك أمانةُ القدس العربية مسؤولةً عن الشطر الشرقي للمدينة حتى عام 1967، حيث تم حينها الاستيلاءُ على كافة المدينة عَقِبَ حرب حزيران، فحُلَّ مجلِسُ أمانة القدس، وتم ضمُّ الجهاز البلدي إلى بلدية القدس الإسرائيلية، واستُبعِدَ أمين القدس المنتَخَب.

العام الهجري : 1308 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1891
تفاصيل الحدث:

قرَّر محمَّدُ ابن رشيد أن يصفِّيَ حساباتِه مع أهل بُرَيدة بعد فَشَل فتح الرياض، فأعَدَّ حملةً مِن عُربان شمر وحرب، والتقى بقواتِ القصيم في مكانٍ يدعى القرعا، وانتصر عليه أهلُ القصيم فاحتال عليهم وانسحب إلى سهلية، فلما لحق به أهلُ القصيمِ انقَضَّ عليهم وهزمهم وقَتَل منهم 1000 رجلٍ، وكان عبد الرحمن بن فيصل قد جهَّز جيشًا لمساعدة مؤيِّديه من أهل القصيم إلَّا أنه وصله خبَرُ هزيمتهم قبل أن يصِلَ إليهم، فرجع إلى الرياض وقرَّر الخروج منها لمعرفته بالنتيجةِ الحتميَّةِ أنَّ ابنَ رشيد لن يتأخَّرَ عن دخولِ الرياضِ والسيطرة عليها، فخرج بعائلته إلى الصحراء الشرقية قُربَ الأحساء, وعُرِفَت هذه المعركة بمعركة المليداء، وهي من أكبر المعارك التي مكَّنَت لابن رشيد من بَسطِ سيطرتِه على نجدٍ، ومهَّدَت لانهيارِ الدولة السعودية الثانية تمامًا.

العام الهجري : 1348 العام الميلادي : 1929
تفاصيل الحدث:

أرغَمَ عُمَرُ المختار -الذي لمعَ نجمُه في جهاد الإيطاليين في برقة- الإيطاليِّينَ على الدخولِ معه في مُفاوضاتٍ، فكان في جملةِ شروطه: عدمُ تدخُّلِ الحكومة الإيطالية في أمورِ الدين الإسلامي، والاعترافُ باللغة العربية لغةً رسمية في دوائِرِ ودواوين الإدارة الإيطالية، والسماحُ بفتح المدارسِ الدينية التي تُدرَّس فيها علومُ القرآن، والتفسير والحديث والفقه وسائر العلوم. وكذلك إلغاءُ القانون الذي وضعته إيطاليا، والذي ينصُّ على عدم المساواة في الحقوقِ بين الوطني الليبي والإيطالي، إلَّا إذا تجنَّس الليبي بالجنسية الإيطالية. غيرَ أنَّ إيطاليا لم تكن جادَّةً في المفاوضات، وكان هدفُها كسْبَ الوقت، تمامًا كما فعلت فرنسا مع الأمير عبد القادر الجزائري في معاهدة (تافنة) الشهيرة. فتَمَّ استئناف الحرب إلى أن تمَّ لإيطاليا القضاءُ على الثورة، وقتل البطل عمر المختار سنة 1350ه.

العام الهجري : 1369 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1950
تفاصيل الحدث:

بقي عِصمت إينونو على نَهجِ سَلَفِه مصطفى كمال؛ إذ إنَّ حِزبَه الذي أسَّسه مصطفى -حزب الشعب الجمهوري- حكم البلادَ وتعَسَّف وأساء حتى كَرِهَه الناس، وكرهوا بقاءَ التمجيد للهالِكِ أتاتورك، ولَمَّا انتهت الحرب العالمية الثانية وأعطِيَ النَّاسُ بعض الحرية حصل خلافٌ بين رئيس الجمهورية عصمت إينونو وبين محمود جلال بايار أدَّى إلى الانشقاقِ في داخِلِ الحزب الذي ينتميان إليه، وهو الحِزبُ الحاكمُ حِزبُ الشعب الجمهوري، فقام محمود بتشكيلِ حِزبٍ جديد سمَّاه الحزب الديمقراطي، ورغم أنَّهما مِن مِشكاةٍ واحدة لكِنْ كُرهُ الناس لحزب الشعب أدَّى إلى فوز الحزب الديمقراطي عندما أُجرِيَت الانتخابات الرئاسية في (أيار 1950م) فنجح محمود جلال بايار فأصبح رئيسًا لتركيا.

العام الهجري : 1380 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1960
تفاصيل الحدث:

كان المُستعمِرون قد قَسَّموا البلاد في غرب أفريقيا إلى أقسام، وأزالوا من الخارطة اسم فولتا العليا (بوركينافاسو حاليًّا)، ثم بعد الحرب العالمية الثانية وفي عام1366هـ / 1947م أعيدت الدولةُ بنفس الحدود السابقة، وجرت انتخابات واختار السكان جمعيةً وطنية بقيت تحت إشراف فرنسا بشكلٍ تام قرابةَ العشر سنوات، ثم أقيمت أوَّلُ حكومة للحكم الذاتي في 19 شوال 1376هـ / 18 أيار 1957م، وجاء بعدها ديغول وطرح دستوره المعروفَ، ووافقت عليه فولتا العليا فأصبحت في جمادى الأولى 1378هـ / ديسمبر 1958م عضوًا في الجماعة الفرنسية، ووُضِع دستور للبلاد واختير موريس ياميغو رئيسًا للجمهورية، وتولى بنفسه رئاسةَ الوزراء، وأعلن عن قيامِ فولتا العليا واستقلالِها في 12 صفر 1380هـ / 5 آب 1960م.

العام الهجري : 1389 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1969
تفاصيل الحدث:

كان جعفر محمد النميري قد أُرسِلَ إلى أمريكا للحصول على رتبةِ أركان حرب، ورجع بعد أقل من سنتين ورُفِع إلى رتبة عقيد، وكان قد عُيِّن كقائدٍ ثان في مدرسة المشاة في جبيت، وفي 9 ربيع الأول 1389هـ / 25 أيار قام بانقلابٍ عسكريٍّ واستولى على الحُكم، وأزاح وزارةَ محمد أحمد محجوب، وشكَّل مجلِسًا للثَّورة والحكومة، وأعاد عددًا من الضبَّاط الذين كانوا قد أُقيلوا سابقًا، وكان الانقلابُ العسكريُّ قد استهدف الجبهةَ الإسلاميَّةَ قبل غيرها؛ إذ اعتَقَل أعضاءَها قبل أن يعتَقِلَ أعضاءَ الحكومة، وحَمَل الانقلابُ عنوانًا اشتراكيًّا، وضَمَّ عناصرَ مختَلِفةً مِن شيوعيَّة واشتراكيَّة مع عملهم بالوقتِ نفسِه بخَطِّ الرأسمالية، وبدأت الحركةُ بتطبيق الاشتراكية في بعض القطاعاتِ، وانقسمت البلادُ إلى قسمين: الحكومةُ وأنصارُها من جهةٍ، وجبهةُ المقاومةِ الشَّعبيةِ مِن جهةٍ أخرى.

العام الهجري : 1391 العام الميلادي : 1971
تفاصيل الحدث:

أعدَّت الهِند عُدَّتها لفصْل شَطْري باكستانَ عن بعضِهما، وعقَدَت حِلفًا عسكريًّا مع رُوسيا لردْعِ أيِّ مُحاولةِ تهديدٍ تأتي من الصِّين، وقد كانت القواتُ الهِندية تَفوق القواتِ الباكستانيةَ في الجبهةِ الشرقيةِ بما يُعادِل ستة أضعافها، ومُجهَّزة بكلِّ الوسائل الحديثةِ في القتالِ، تَدعُمها رُوسيا، بينما إمكانياتُ الباكستانيينَ في الشرْق ضَعيفةٌ، واندلَع القِتالُ على كافَّة الجبهاتِ الشرقيةِ والغربيةِ وكَشمير، وتقدَّمت الهِندُ في بنجلاديشَ، وبرغْم المقاومةِ الباسلةِ التي أبداها الباكستانيون في الشَّرق إلا أنَّهم اضطرُّوا للاستسلامِ. أما في الغرْبِ فكانت الحربُ سِجالًا بين الطرفينِ، وأعلَن مجلسُ الأُمَّة وقْفَ القتال، إلا أنَّ الهِندوس والروسَ قد عارَضوا، حتى توقَّف القتالُ في نهاية 1391هـ، ولا يمكِنُ وصْف المجازرِ والمذابح التي أُقِيمت للمسلمين في بِنغلاديش بعدَ إعلان الاستسلامِ؛ فقد تفنَّن الهنودُ في أساليب القتْل والتعذيبِ للمُسلمين.

العام الهجري : 1408 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1988
تفاصيل الحدث:

ارتكب الرُّوسُ فظائعَ وجرائمَ في حقِّ الشعب الأفغاني المسلم، أدَّت إلى مقتل أكثَرَ من مِليون مُسلِمٍ، وتشريدِ حوالي خمسة ملايين آخرين، واستخدم الرُّوسُ أحدث ما في ترسانتِهم العسكريَّةِ من أسلحةٍ فتَّاكة ومُحرَّمة دوليًّا، غير أنها لم توفِّر لهم البقاء الآمن في أفغانستان، حيث شنَّ المجاهدون الأفغانُ حربًا شرسةً ضد الروس، أدَّت إلى استنزافٍ دائمٍ لقُوَّاتهم، وخسر الروس حوالي أكثر من (13) ألفَ قتيلٍ و(35) ألف جريحٍ في حربهم التي استمرَّت أكثر من ثماني سنواتٍ في أفغانستان حتى انسحبوا منها في 26 جمادى الآخرة 1408هـ = 15 فبراير 1988م، غير أن "نجيب الله محمد" رئيسَ الاستخبارات الأفغانية، والموالي للسوفييت، سيطَرَ على الحُكم في البلاد، وهو ما دفع المجاهدينَ إلى الاستمرار في الحرب حتى استطاعوا تقويض أركانِ حُكمِهِ، ثم قَتلِهِ عَلَنًا أمام كاميراتِ التِّلفاز.

العام الهجري : 1413 العام الميلادي : 1992
تفاصيل الحدث:

بدأت القواتُ الصِّرْبيةُ تَعيثُ فَسادًا في البلاد طولًا وعَرضًا، وقالوا للعالم: إنَّ بلادَ البوسنةِ لن تصمُدَ سِوى أربع أو خمس ساعاتٍ، وتكون كلُّها بقبضةِ الصِّربِ، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]، فزحفَت القوات الصربيَّة على سراييفو التي ظلَّت تقاوِمُ، وسقَطَت مدنُ بريدور، وبانيالوكا، وبالي، ومدن كثيرة بقبضة الصِّربِ، والمدنُ الأُخرى محاصَرة، وقطعوا أوصالَ البوسنة، وخرج رئيس البوسنة والهرسك علي عزت بيجوفيتش بالتلفاز والراديو يُعلن للشعب البوسني بدايةَ حرب العصابات، وأنه لا جيش بالبوسنة، وكل أهل شارع، أو منطقة، أو قرية يُدافِعون عن أنفسهم، حتى يستعيد المسلمون صفوفَهم، فكانت المجازِرُ الجماعيَّةُ، والاغتصابُ، والتشريدُ، والتنكيلُ، وانتشرت أخبار المذابحِ والجرائمِ الصربيَّة على الشعب المسلِم.

العام الهجري : 1420 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1999
تفاصيل الحدث:

محمد السادس، هو محمدُ بنُ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ يوسفَ ملكُ المغربِ، وهو الملك الثالث والعشرون للدولة العَلويَّة.
تمَّت البَيْعة الشرعيَّة له ملكًا يومَ 23 يوليو 1999م، بقاعةِ العرشِ بالقَصرِ الملَكي بالرباطِ بعد وفاة والدِه الحسَن الثاني، عندما كان وليًّا للعهد كلَّفه والدُه الملكُ الحسنُ الثاني بالعديد من المهامِّ، وأوْفَدَه مبعوثًا لعدد من الدول، كما شارَكَ في العديدِ من الملتقياتِ، على المستوى الوطني، والعربي، والإسلامي، والإفريقي، والدولي، وتولَّى بعضَ المسؤولياتِ العسكريةِ مثلِ: مُنسِّق مكاتب ومصالح القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية 26 نوفمبر 1985م، كما تمَّت ترقيتُه على يد والده إلى رتبة فريق جنرال دو ديفيزيون يوم 12 يوليو، وأصبح القائدَ الأعْلى ورئيسَ أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكيَّة.

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ الشَّيخُ علي الحلبي في مدينةِ الزرقاء في المملكةِ الأردنيَّة الهاشميَّة يوم الأحد بتاريخ 29 جمادى الثانية من عام 1380هـ الموافق 18 ديسمبر 1960م، وكان والِدُه قد هاجر مع جَدِّه إلى الأردن من يافا في فلسطين سنة 1368هـ الموافق عام 1948م من آثارِ حربِ اليهودِ.
التقى بالشَّيخِ محمَّد ناصر الدين الألباني في أواخِرِ عام 1977م في عمان. ولازمه ودرَسَ على يَدَيه حتى توفَّاه اللهُ.
أسَّس مجلَّةَ الأصالةِ، ثم مركز الإمامِ الألبانيِّ للأبحاثِ العِلميَّةِ والدراسات المنهجية.
له مؤَلَّفاتٌ عديدةٌ؛ منها:
عِلمُ أُصولِ البِدَع، دراساتٌ عِلميَّةٌ في صحيح مسلم، رؤيةٌ واقعيَّةٌ في المناهجِ الدَّعَويَّة، النُّكَت على نُزهةِ النَّظرِ، أحكام الشِّتاءِ في السُّنَّة المطَهَّرة. وغيرها.
توفي رحمه اللهُ يومَ الأحدِ بعد أن أُصيبَ بمرض فيروس كورونا.

العام الهجري : 804 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1402
تفاصيل الحدث:

كثُرَ تنافرُ الأمراء واختلافهم، وانقطع نوروز، وجكم الجركسي الظاهري، وقنباي، عن الخدمة، ودخل شهر رمضان وانقضى، فلم يحضروا للهناء بالعيد، ولا صلَّوا صلاة العيد مع السلطان، فلما كان يوم الجمعة ثاني شوال ركبوا للحرب، فنزل السلطان من القصر إلى الإسطبل عند سودن طاز، وركب نوروز وجكم وقنباي، وقرقماس الرماح، ووقعت الحربُ من بكرة النهار إلى العصر، ورأس الأمراءَ نوروز وجكم، وخصمهم سودن طاز، فلما كان آخر النهار بعث السلطان بالخليفةِ المتوكل على الله وقضاة القضاة الأربع إلى الأمير الكبير نوروز في طلب الصلح، فلم يجد بدًّا من ذلك، وترك القتال، وخلع عنه آلة الحرب، فكفَّ الأمير جكم الدوادار أيضًا عن الحرب، وعد ذلك مكيدةً من سودن طاز، فإنه خاف أن يغلِبَ ويُسَلِّمَه السلطان إلى الأمراء، فأشار عليه بذلك حتى فعله، فتمَّت مكيدته بعدما كاد أن يؤخذ؛ لقوة نوروز وجكم عليه، وبات الناس في هدوء، فلما كان يوم السبت الغد ركب الخليفة وشيخ الإسلام البلقيني، وحلَّفوا الأمراء بالسمع والطاعة للسلطان، وإخماد الفتنة، فطلع الأمير نوروز إلى الخدمة في يوم الاثنين خامسه، وخُلِعَ عليه، وأُركِبَ فرسًا خاصًّا بسرج، وكنفوش ذهب، وطلع الأمير جكم في ثامنه وهو خائف، ولم يطلع قنباي، ولا قرقماس، وطُلِبا فلم يُوجَدا، وجُهِّز إليهما خلعتان، على أن يكون قنباي نائبًا بحماة، وقرقماس حاجبًا بدمشق، ونزل جكم بغير خِلعة حنقًا وغضبًا، فما هو إلا أن استقر في داره، ونزل إليه سرماش رأس نوبة، وبشباي الحاجب بطلب قنباي، ظنًّا أنه اختفى ليلبس الخلعة بنيابة حماة، فأنكر أن يكون عنده وصرفهما، وركب من ليلته بمن معه من الأمراء والمماليك وأعيانهم قمش الخاصكي الخازندار، ويشبك الساقي، ويشبك العثماني، وألطبغا جاموس، وجانباي الطيبي، وبرسبغا الدوادار، وطرباي الدوادار، وصاروا كلهم على بركة الحبش خارج مصر، ولحق به الأمير قنباي، وقرقماس الرماح، وأرغز، وغنجق، ونحو الخمسمائة من مماليك السلطان، وأقاموا إلى ليلة السبت عاشره، فأتاهم الأمير نوروز، والأمير سودن من زاده رأس نوبة، والأمير تمربغا المشطوب، في نحو الألفين، فسُرَّ بهم، وأقاموا جميعًا إلى ليلة الأربعاء، وأمرُهم يزيد ويقوى بمن يأتيهم من الأمراء والمماليك، فنزل السلطان من القصر في ليلة الأربعاء الرابع عشر إلى الإسطبل عند سودن طاز، وركب بكرةَ يوم الأربعاء فيمن معه، وسار من باب القرافة بعد ما نادى بالعرض، واجتمع إليه العسكر كله، وواقع جكم ونوروز، وكسرهما، وأسَرَ تمربغا المشطوب، وسودن من زاده، وعلى بن أينال، وأرغر، وفرَّ نوروز وجكم في عدة كبيرة يريدون بلاد الصعيد، وعاد السلطان ومعه الأمير سودن طاز إلى القلعة مُظفَّرًا منصورًا، وبعث بالأمراء المأسورين إلى الإسكندرية في ليلة السبت السابع عشر، وانتهى نوروز وجكم إلى منية القائد وعادوا إلى طموه، ونزلوا على ناحية منبابه من بر الجيزة تجاه القاهرة، فمنع السلطان المراكبَ أن تعديَ بأحدٍ منهم في النيل، وطلب الأمير يشبك الشعباني من الإسكندرية، فقدم يوم الاثنين التاسع عشر إلى قلعة الجبل، ومعه عالم كبير ممن خرج إلى لقائه، فباس الأرض ونزل إلى داره، وفي ليلة الثلاثاء عِشرينه: ركب الأمير نوروز نصف الليل، وعدى النيل، وحضر إلى بيت الأمير الكبير بيبرس الأتابك، وكان قد تحدَّث هو والأمير إينال باي بن قجماس له مع السلطان، حتى أمنه ووعده بنيابة دمشق، وكان ذلك من مكر سودن طاز، فمشى ذلك عليه، حتى حضر فاختلَّ عند ذلك أمر جكم وتفرَّق عنه من معه، وفرَّ عنه قنباي وصار فريدًا، فكتب إلى الأمير بيبرس الأتابك يستأذنه في الحضور، فبعث إليه الأمير أزبك الأشقر رأس نوبة، والأمير بشباي الحاجب، وقدما به ليلة الأربعاء في الحادي والعشرين إلى باب السلسلة من الإسطبل السلطاني، فتسلَّمه عدوه الأمير سودن طاز وأصبح وقد حضر يشبك وسائر الأمراء للسلام عليه، فلما كانت ليلة الخميس الثاني والعشرين قُيِّدَ وحمل في الحراقة -سفينة- إلى الإسكندرية، فسُجِن بها حيث كان الأمير يشبك مسجونًا، وفي يوم الخميس هذا خرج المحمَلُ وأمير الحاج نكباي الأزدمري، أحد أمراء الطبلخاناه، وكان قد ألبس الأمير نوروز تشريف نيابة دمشق في بيت الأمير بيبرس يوم الأربعاء، فقُبِض عليه من الغد يوم الخميس، وحُمل إلى باب السلسلة، وقُيِّد وأخرج في ليلة الجمعة الثالث والعشرين إلى الإسكندرية، فسُجِن بها أيضًا، وغضب الأميران بيبرس وإينال باي، وتركا الخدمة السلطانية أيامًا، ثم أُرضيا، واختفى الأميران قانباي وقرقماس، فلم يُعرَف خبرهما.

العام الهجري : 1185 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:

جهَّز حاكِمُ مِصرَ علي بك تجريدةً عظيمة لضَمِّ الشام لحُكمِه، وجعل أميرَها محمد بك أبو الذهب زوج بنته, وأرباب المناصب ومماليكهم وطوائفهم وأتباعهم وعساكر كثيرة من المغاربة والترك والهنود واليمانية والمتاولة، وخرجوا في استعدادٍ عظيم ومعهم الطبول والزمور والذخائر. فلما وصلوا إلى الديار الشامية حاصروا يافا حتى ملكوها، ثم حاربوا نواب وولاة الدولة العثمانية، فهزموهم وقتلوهم وفرُّوا من وجوههم، واستولوا على الممالك الشامية إلى حد حلب، ووردت البشائرُ بذلك لمصر، فنودي بالزينة ثلاثة أيام بلياليها، وذلك في شهر ربيع أول من هذه السنة. وتعاظم علي بك في نفسِه ولم يكتَفِ فأرسل إلى محمد بك يأمرُه بتقليد الأمراء والمناصب والولايات على البلادِ التي افتتحوها وملكوها، وأن يستمِرَّ في سيره ويتعدى الحدودَ ويستولي على الممالك إلى حيث شاء، وهو يتابِعُ إليه إرسال الإمدادات واللوازم والاحتياجات. عند ذلك جمع محمد بك أمراءَه وخشداشيته الكبار في خلوةٍ وعرض عليهم الأوامِرَ فضاقت نفوسُهم وسَئِموا الحرب والقتال، فتعاهدوا على خلافِ رأي علي بك والعودة إلى مصر وترْك الغربة والحرب، فلما عادوا إلى مصر دبَّرَ علي بيك مؤامرةً لقتل أبو الذهب, فلما اكتشفها أبو الذهب جمع أمراءَه وخشداشيته الكبار واتَّفقوا على قتال علي بك، ثم أقبل على محمد بك أبو الذهب الأمراء والأجناد المتفرقون بالأقاليم لَمَّا تحققوا الخلافَ بينه وبين سيِّده، كما حضر إليه جميعُ المنفيين وأتباع القاسمية والهوارة الذين شرَّدهم علي بك وسلَب نعمتَهم، فأنعم عليهم أبو الذهب وأكرمهم وتلقَّاهم بالبشاشة والمحبة، واعتذر لهم وواساهم وقلَّدهم الخدم، وبذلوا جهدهم في طاعته. فعند ذلك نزل بعلي بك من القَهرِ والغيظ المكظوم ما لا يوصَفُ، وشرع في تجهيزِ تجريدة عظيمة، وأمَّر عليها إسماعيل بك، وأمَر بجمعِ أصناف العساكر واجتهد، فلما التقى الجمعان خامر إسماعيل بك وانضمَّ بمن معه من الجموع إلى محمد بك، وصاروا حزبًا واحدًا، ورجع الذين لم يميلوا وهم القليل إلى علي بك.

العام الهجري : 1214 العام الميلادي : 1799
تفاصيل الحدث:

بعد رحيلِ نابليون بونابرت إلى فرنسا أقبلَ كليبر على تصريفِ الأمورِ بكُلِّ همَّةٍ، فأعَدَّ تنظيمَ الحكومةِ وقَسَّم القُطرَ المصريَّ إلى ثمانية أقاليم إدارية، وبادر بالكتابةِ إلى الصدر الأعظم ينفي رغبةَ فرنسا في انتزاعِ مِصرَ مِن تركيا، ويذكُرُ الأسبابَ التي جعلت فرنسا تُرسِلُ حَملتَها إلى مصرَ، وهي محاولةُ إلقاء الرُّعبِ في قلوبِ الإنجليز، وتهديدُ ممتلكاتهم في الهندِ، وإرغامُهم على قَبولِ الصلح مع فرنسا، بالإضافةِ إلى الانتقامِ ممَّا لحِقَ بالفرنسيين من أذًى على أيدي المماليك، وتخليصِ مِصرَ مِن سيطرة البكوات وإرجاعِها إلى تركيا، ثمَّ طلبَ كليبر من الصدر الأعظم فتحَ باب المفاوضات من أجلِ جلاء الفرنسيين عن مصر، وقد جرت هذه المفاوضاتُ بالفعل في مدينة العريش، وأسفَرَت عمَّا يسمَّى باتفاقية العريش (24 يناير 1800م) التي نصَّت على: جلاء الفرنسيين عن مصر بكامِلِ أسلحتِهم وعَتادِهم، وعودتهم إلى فرنسا. هدنةٌ ثلاثةَ شهور قد تطولُ مدتها إذا لزم الأمر، ويتم خلالَها نقلُ الحملة. الحصولُ من الباب العالي أو حلفائه- أي الإنجليز وروسيا- على بلادِه على أن تتعهَّدَ تركيا وحلفاؤُها بعدم التعرُّضِ لهذا الجيش بأيِّ أذًى. غيرَ أن الحكومة البريطانية عندما بلغَتْها أنباءُ مفاوضات العريش كانت قد اتخَذَت موقفًا من شأنِه تعطيلُ اتفاقية العريش عن إبرامِها؛ إذ كانت تخشى من أن يعودَ جيشُ فرنسا المحاصَر في مصر إلى ميادين القتالِ في أوروبا، فترجَحَ كِفَّةُ الجيوش الفرنسية ويختَلَّ ميزان الموقِفِ العسكري في القارة. ولَمَّا كان من المعتقد في ضوء رسائِلِ الضباط والجنود الفرنسيين إلى ذويهم في فرنسا- والتي وقعت في أيدي رجالِ البحرية البريطانية- أنَّ الحملةَ الفرنسيَّةَ تمضي ببطء داخِلَ الأراضي المصرية؛ فقد فضَّلت حكومة لندن أن يبقى الفرنسيون في مصرَ أو يُسَلِّموا أنفُسَهم كأسرى حرب؛ ولذلك أصدرت في 15 ديسمبر 1799م أوامِرَ صريحة إلى اللورد سدني سميث القائِدِ العام للأسطول البريطاني في البحر المتوسط برَفضِ أي اتفاق أو معاهدة بشأن الجلاءِ عن مصر، طالما كان هذا الاتفاقُ لا ينصُّ على ضرورة أن يسلِّمَ الفرنسيون أنفسهم كأسرى حرب تسليمًا مُطلقًا دون قيدٍ أو شرط، فأعَدَّ سدني سميث رسالةً بهذا المعنى إلى كليبر وصَلَتْه في أوائل مارس 1800م.