الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3431 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 450 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1058
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العَلَّامةُ، أَقضى القُضاةِ، أبو الحسنِ عَلِيُّ بن محمدِ بن حَبيبٍ، المَاوَردِي البَصري، شَيخُ الشَّافعيَّة، كان من وُجوهِ الفُقهاءِ الشَّافعيَّة ومن كِبارِهم، أَخذَ الفِقهَ عن أبي القاسم الصيمري بالبَصرةِ، ثم عن الشيخ أبي حامِد الإسفرايني ببغداد، صاحبِ التَّصانيفِ الكَثيرةِ في الأُصولِ والفُروعِ والتَّفسيرِ والأَحكامِ السُّلطانيَّة، وأَدَبِ الدُّنيا والدِّين، قال الماوردي: "بَسَطتُ الفِقهَ في أَربعةِ آلافِ وَرقةٍ وقد اختَصرتُه في أَربعينَ" قال ابنُ الجوزي: "يُريدُ بالمَبسوطِ الحاويَ، وبالمُختَصَرِ الإقناعَ" كان أَديبًا حَليمًا وَقورًا، مُتَأَدِّبًا لم يَرَ أَصحابُه ذِراعَه يومًا من الدَّهرِ مِن شِدَّةِ تَحَرُّزِهِ وأَدبِه، وكان ثِقةً صالحًا، حافظًا للمَذهَبِ وله فيه كتاب "الحاوي الكبير" الذي لم يُطالِعهُ أَحدٌ إلا وشَهِدَ له بالتَّبَحُّرِ والمَعرفةِ التَّامَّةِ بالمَذهبِ. وفُوِّضَ إليه القَضاءُ بِبُلدانٍ كَثيرةٍ، واستَوطَن بغداد في دَربِ الزَّعفراني، ورَوى عنه الخَطيبُ أبو بكرٍ صاحبُ "تاريخ بغداد" وقال: كان ثِقةً. وله من التَّصانيف غير "الحاوي" "تفسير القرآن الكريم"  و"النُّكَت والعُيون" و"أدب الدِّين والدنيا" و"الأحكام السلطانية" و"قانون الوزارة" و"سياسة المُلْكِ" و"الإقناع" في المَذهَب، وهو مُختصَر، وغير ذلك، وصَنَّفَ في أُصولِ الفِقهِ والأَدبِ وانتفع النَّاسُ به. وقد وَلِيَ الحُكمَ في بلادٍ كَثيرةٍ، وكان ذا حَظوَةٍ عند الخَليفةِ وعند بني بُويه، توفِّي عن سِتٍّ وثمانين سَنةٍ، ودُفِنَ ببابِ حَربٍ.

العام الهجري : 1024 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1615
تفاصيل الحدث:

هو الناصر لدين الله الإمام الحسن بن علي بن داود المؤيدي إمام الدولة الزيدية في اليمن. له تبحُّرٌ في علوم عديدة، كالنحو والصرف، والمنطق والمعاني والبيان، والأصول والتفسير، والفقه والحديث، وله رسائل تدلُّ على بلاغته وقوة تصرُّفه، دعا إلى نفسه سنة 984 في نصف شهر رمضان منها، فاجتمعت إليه الزيدية وأجابوا دعوتَه، وبايعوه في بلاد صعدة، وخرج منها بجيش إلى الأهنوم واشتعلت الأرض نارًا بقيامه على الأتراك، ودخل في طاعته بعضُ أولاد الإمام شرف الدين، وأَسَر عبد الله بن المطهر وأودعه السجنَ ثم توجَّه بجند واسع لأخذ بلاد همدان، ففتح أكثرها وخرج الأتراك من صنعاء وأميرُهم سنان، فما زالت الحرب بينهما سِجالًا، وفي سنة 993 افتتح سنان بلاد الأهنوم، وانحصر الإمام الحسن في محل يقال له الصاب، ودُعي إلى السلم فأجاب، وخرج إلى سنان في نصف شهر رمضان منها، وهذا من غرائب الزمان: كونُ قيامه في نصف شهر رمضان، وأسْرُه في نصف شهر رمضان، ثم دخل به سنان إلى صنعاء، فوصل به إلى الباشا حسن فسجنه وقد كان أسَرَ أولاد المطهر بن شرف الدين الأربعة لطف وعلي يحيى وحفظ الله وغوث الدين، وسجنهم مع الإمام الحسن، وفي شهر شوال من هذه السنة أرسل الباشا بهم جميعًا إلى بلاد الترك، وكان آخر العهد بهم، وقد روي أنه مات الإمام الحسن في بلاد الترك محبوسًا في شهر شوال، وله أخبار حسان.

العام الهجري : 82 العام الميلادي : 701
تفاصيل الحدث:

لمَّا سَمِعَ الحَجَّاجُ بِتَمَرُّدِ ابنِ الأشعث جَهَّزَ جُيوشًا وطَلَب مِن عبدِ الملك إمْدادَه فكان ذلك، ثمَّ الْتَقى الطَّرَفان في تُسْتَر واقْتَتَلوا قِتالًا شَديدًا فهَزَمَهُم ابنُ الأشعث ودَخَل البَصْرَةَ فبايَعَهُ أهلُها، وكان ذلك في ذي الحجَّة، ثمَّ في أواخر مُحَرَّم حصَل قِتالٌ شديدٌ آخر انْهزَم فيه أيضًا أصحابُ الحَجَّاج، فحمَل سُفيانُ بن الأبرد الكَلْبِيُّ على المَيْمَنَةِ التي لِعبدِ الرَّحمن فهَزَمها، وانْهزَم أهلُ العِراق وأقبلوا نحو الكوفَة مع عبدِ الرَّحمن، وقُتِلَ منهم خَلْقٌ كثيرٌ، ولمَّا بلَغ عبدُ الرَّحمن الكوفَة تَبِعَهُ أهلُ القُوَّةِ وأصحابُ الخَيْلِ مِن أهلِ البَصْرَة، واجتمع مَن بَقِيَ في البَصْرَة مع عبدِ الرَّحمن بن عبَّاس بن رَبيعَة بن الحارث بن عبدِ المُطَّلِب فبايَعُوه، فقاتَل بهم الحَجَّاجَ خَمْسَ ليالٍ أشدَّ قِتالٍ رآه النَّاسُ، ثمَّ انْصَرف فلَحِقَ بابنِ الأشعث ومعه طائفةٌ مِن أهلِ البَصْرَة، وهذه الوقعة تُسَمَّى: يومَ الزَّاوِيَة، اسْتَبْسَلَ فيها القُرَّاءُ -وهُم العُلَماء- وكان عليهم جَبَلَةُ بن زُحَر فنادَى فيهم: أيُّها النَّاس، ليس الفِرار مِن أَحَدٍ بأقْبَح منه منكم، فقاتِلُوا عن دِينِكم ودُنياكُم. وقال سعيدُ بن جُبير نحو ذلك، وقال الشَّعْبِيُّ: قاتِلُوهم على جَوْرِهِم، واسْتِذْلالِهِم الضُّعَفاء، وإماتَتِهِم الصَّلاة. ثمَّ حَمَلَت القُرَّاءُ على جيشِ الحَجَّاجِ حَمْلَةً صادِقَة، فبَدَّعُوا فيهم، وكان ابنُ الأشعث يُحَرِّض النَّاسَ على القِتال، فلمَّا رأى ما النَّاس فيه أَخَذ مَن اتَّبَعَه وذَهَب إلى الكوفَة، فبايَعَه أهلُها. ثمَّ إنَّ عبدَ الملك عرَض على أهلِ العِراق أن يَخْلَعَ الحَجَّاج ويَعودوا كما كانوا حَقْنًا للدِّماء فأبوا لمَّا رأوا بأَنفُسِهم قُوَّةً وكَثْرَةً وخلعوا عبدَ الملك أيضًا فخَلَّى بين الحَجَّاجِ وبينهم.

العام الهجري : 7 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 628
تفاصيل الحدث:

بعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةَ غالبِ بنِ عبدِ الله اللَّيثيِّ إلى بني المُلَوَّحِ بِقُدَيْدٍ، وكان بنو المُلَوَّحِ قد قَتلوا أصحابَ بشيرِ بن سُوَيْدٍ، فبُعِثت هذه السَّرِيَّةُ لأَخذِ الثَّأرِ، فشَنُّوا الغارةَ في اللَّيلِ فقَتلوا مَن قَتلوا، وساقوا النَّعَمِ، وطاردَهُم جيشٌ كَبيرٌ مِنَ العَدُوِّ، حتَّى إذا قرب مِنَ المسلمين نزل مَطَرٌ، فجاء سَيلٌ عَظيمٌ حال بين الفَريقين. ونجَح المسلمون في بَقِيَّةِ الانسِحابِ.

العام الهجري : 1172 العام الميلادي : 1758
تفاصيل الحدث:

عزم الحاكِمُ الخالدي عريعر بن دجين وحلفاؤه الهجومَ على الدرعية والقضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي كانت تحت حمايةِ محمد بن سعود أميرِ الدرعية. فأمر الشيخُ والأمير جميعَ أتباعِهم في بلدان نجدٍ بالاستعداد والتحصُّن، وبنى عبد العزيز بن محمد على الدرعية سورينِ عليهما البروج, فلمَّا بدأ عريعر بالخروجِ ومعه أهل الأحساءِ وبنو خالد وأهل سدير والوشم والرياض والخرج، ويعاوِنُهم في ذلك كلُّ من ناصب الدَّعوةَ أو دولةَ الدرعية العداءَ، فأناخ أهلُ الوشم وسدير والمحمل ورئيسُهم ابن عدوان على حريملاء، وأخذوا يقاتلون أهلها ثلاثة أيام، فقُتِل منهم رجال ولم ينالوا أيَّ نصر, فرحلوا عنها وطلبوا من عريعر أن يمدَّهم بجيوش من عنده فأمَدَّهم بآل عبيد الله من بني خالد وبفريقٍ من عنزة ورئيسهم ابن هذال، فأناخوا جميعًا على حريملاء مرة أخرى وأحاطوا بها ودخَلَها منهم ثلاثُ فِرَقٍ، فخرج إليهم أهل البلد وقاتلوهم وطردوهم مهزومين، وقتلوا منهم عشرة رجالٍ، وأصابوا كثيرين بجراحٍ، ولحقوهم بعد هذا النصر إلى حيث كانوا مُنيخين، فلما رأوهم مُقبلين عليهم ولَّوا على الأعقاب مُدبرين إلى أن وصلوا إلى عريعر بن دجين وجماعته, ثم هجموا جميعًا على الجبيلة فجاء المددُ من الدرعية للجبيلة، وأحاطوا بالمتحالفين حتى ألجؤوهم إلى الفرار بعد أن قتلوا منهم 60 رجلًا، بينما قُتل من أهل الجبيلة والمدد 10 رجال فقط.

العام الهجري : 500 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1107
تفاصيل الحدث:

هو الرئيس أحمد بن عبد الملك بن عطاش العجمي طاغية الإسماعيلية. كان أبوه من كبار دعاة الباطنية ومن أذكياء الأدباء، له بلاغة وسرعة جواب، استغوى جماعة ثم هلك، وخلفه في الرياسة ابنه أحمد، فكان جاهلًا شجاعًا مطاعًا، تجمع له أتباع وتحيلوا حتى ملكوا قلعة شاه دز بأصبهان، وكان الباطنية بأصبهان قد ألبسوا ابن عطاش تاجًا وجمعوا له أموالًا، وصار له عدد كثير وبأس شديد، واستفحل أمره بالقلعة، فكان يرسل أصحابَه لقطع الطريق، وأخْذ الأموال، وقَتْل من قدروا على قتله، فلما صَفَت السلطنة لمحمد بن ملكشاه ولم يبق له منازعٌ، لم يكن عنده أمر أهمُّ مِن قَصْدِ الباطنية وحَربِهم، والانتصافِ للمسلمين من جَورهم وعَسفِهم، فرأى البداية بقلعة شاه دز بأصبهان التي بأيديهم؛ لأن الأذى بها أكثر، وهي متسلطة على سرير ملكه، فخرج بنفسه فحاصرهم في سادس شعبان. وأطال عليها الحصار، ونزل بعض الباطنية بالأمان وساروا إلى باقي قلاعهم، وبقي ابن عطاش مع جماعة يسيرة، فزحف السلطان عليه وقتله وقتَلَ جماعة كثيرة من الباطنية، ثم أمر السلطان محمد بسلخ ابن عطاش وحَشْيِ جلده تبنًا وقَطْع رأسِه، وطيفَ به في الأقاليم.

العام الهجري : 357 العام الميلادي : 967
تفاصيل الحدث:

شاع الخبَرُ ببغداد وغيرِها من البلاد أنَّ رَجُلًا ظهَرَ يقالُ له مُحمَّدُ بنُ عبد الله وتلقَّب بالمهديِّ وزعم أنَّه الموعود به، وأنه يدعو إلى الخيرِ وينهى عن الشر، ودعا إليه ناسٌ من الشيعة، وقالوا: هذا عَلَويٌّ مِن شِيعتِنا، وكان هذا الرجلُ إذ ذاك مقيمًا بمصر عند كافور الإخشيدي قبل أن يموتَ، وكان يُكرِمُه، وكان من جملةِ المُستحسِنينَ له سبكتكين حاجِبُ مُعزِّ الدولة البويهي، وكان شيعيًّا فظَنَّه عَلَويًّا، وكتب إليه أن يَقدَمَ إلى بغداد ليأخُذَ له البلاد، فترحَّلَ عن مصر قاصدًا العراق فتلَقَّاه سبكتكين الحاجِبُ إلى قريب الأنبار، فلما رآه عَرَفَه، وإذا هو محمد بن المستكفي باللهِ العبَّاسي، فلمَّا تحقَّقَ أنَّه عبَّاسي وليس بعَلَوي انثنى رأيُه فيه، فتفَرَّق شَملُه وتمزَّقَ أمرُه، وذهب أصحابُه كُلَّ مَذهب، وحُمِلَ إلى معز الدولة فأمَّنَه وسَلَّمَه إلى المطيعِ لله، فجدَعَ أنْفَه واختفى أمرُه، فلم يَظهَرْ له خبرٌ بالكلية بعد ذلك.

العام الهجري : 440 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1048
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ صاحِبُ العراق، المَلِك أبو كاليجار المرزبان بنُ سلطان الدَّولة بن بهاء الدَّولة بن عضد الدَّولة بن بُوَيه الديلمي الشيعي. تمَلَّك بعد ابنِ عَمِّه جلال الدَّولة، وجرَت له خطوبٌ وحُروب، وعاش نيِّفًا وأربعين سنة، وقهر ابنَ عَمِّه الملك العزيز، توفِّيَ رابع جمادى الأولى، بمدينة جناب من كرمان، ولما توفِّيَ نَهَب الأتراكُ مِن العسكر الخزائِنَ والسلاحَ والدوابَّ، وكانت ولايتُه على العراق أربع سنين وشهرين وأيامًا، ومدَّة ولايته على فارس والأهواز خمسًا وعشرين سنةً، وانتقل ولدُه أبو منصور فلاستون إلى مخيَّم الوزير أبي منصور، وكانت مُنفَرِدةً عن العسكر، فأقام عنده، وأراد الأتراكُ نَهبَ الوزير والأمير، فمَنَعَهم الديلم، وعادوا إلى شيراز، فمَلَكَها الأميرُ أبو منصور، واستشعر الوزيرُ، فصَعِدَ إلى قلعة خرمة فامتنع بها، فلمَّا وصل خبر وفاته إلى بغداد، وبها ولَدُه الملك الرحيم أبو نصر خرة فيروز، أحضَرَ الجُندَ واستحلفهم، وراسل الخليفةَ القائِمَ بأمر الله في معنى الخطبة له، وتلقيبِه بالملك الرحيم، وتردَّدَت الرسُلُ بينهم في ذلك إلى أن أُجيبَ إلى مُلتَمِسه سوى الملك الرحيم؛ فإنَّ الخليفةَ امتنع من إجابته وقال: لا يجوز أن يُلَقَّب بأخَصِّ صفاتِ الله تعالى، واستقَرَّ مُلكُه بالعراق، وخوزستان، والبصرة، وكان بالبصرةِ أخوه أبو علي بن أبي كاليجار، وخلف أبو كاليجار من الأولاد الملك الرحيم، والأمير أبا منصور فلاستون، وأبا طالب كامرو، وأبا المظفر بهرام، وأبا علي كيخسرو، وأبا سعد خسروشاه، وثلاثة بنين أصاغر، فاستولى ابنُه أبو منصور على شيراز، فسيَّرَ إليه الملك الرحيم أخاه أبا سعد في عسكرٍ، فملكوا شيراز، وخطبوا للملك الرحيم، وقبَضوا على الأمير أبي منصورٍ ووالدته، وكان ذلك في شوال. ووَلَّت دولةُ بني بُوَيه في أيَّام الملك الرحيم، وقامت دولةُ بني سُلجوق.

العام الهجري : 185 العام الميلادي : 801
تفاصيل الحدث:

سقَطَت مدينةُ برشلونة بالأندلُسِ بِيَدِ ملك الفرنج بقيادةِ أذفونش بعد تحالُفِه مع البشكنس- لعَنَهم الله- وأخَذُوها من المسلمينَ، ونقلوا حُماةَ ثغورِهم إليها، وتأخَّرَ المسلمونَ إلى ورائهم. وكان سبَبُ مُلكِهم إيَّاها اشتغال الحَكَم بن هِشامٍ صاحِبِ الأندلس بمحاربةِ عَمَّيه عبد الله وسُليمان.

العام الهجري : 31 العام الميلادي : 651
تفاصيل الحدث:

لمَّا أصاب المسلمون مِن أهلِ أفريقيا وقتَلوهُم وسَبوهُم، خرَج قُسطنطين بن هِرقل في جمعٍ لم تَجمَعْ الرُّومُ مِثلَه مُذْ كان الإسلامُ، خرَجوا في خمسمائةِ مَركَبٍ عليهم قُسطنطين بن هِرقل، ورَكِبَ المسلمون البحرَ على غيرِ مِيعادٍ مع الرُّومِ وعليهم عبدُ الله بن سعدِ بن أبي السَّرْحِ أميرُ مِصْرَ حتَّى بلغوا ذاتَ الصَّواري، فلَقوا جُموعَ الرُّومِ في جمعٍ لم يَروا جمعًا مِثلَه قَطُّ, فقال عبدُ الله بن أبي السَّرْحِ: أَشِيروا عَلَيَّ، قالوا: نَنظُر اللَّيلةَ، فبات الرُّومُ يَضرِبون بالنَّواقيس، وبات المسلمون يُصلُّون ويَدعون الله، ثمَّ أصبحوا فقال المسلمون للرُّومِ: إن شِئْتُم فالسَّاحِل حتَّى يَموتَ الأعجلُ مِنَّا ومنكم، وإن شِئْتُم فالبَحر. قال: فنَخَروا نَخرَةً واحدةً وقالوا: الماء. ثمَّ أصبحوا وقد أجمعَ قُسطنطين أن يُقاتِلَ في البَحرِ، فقَرَّبوا سُفُنَهُم، وقَرَّب المسلمون فرَبَطوا السُّفُنَ بعضَها إلى بعضٍ، واقتَتَلوا أشدَّ القِتالِ، ووَثَبَ الرِّجالُ على الرِّجالِ يَضرِبون بالسُّيوفِ على السُّفُنِ، ويَتَواجَئون بالخَناجِر حتَّى رجعَت الدِّماءُ إلى السَّاحلِ تَضرِبها الأمواجُ، وطَرحَت الأمواجُ جُثَثَ الرِّجالِ رُكامًا حتَّى صارت كالجبلِ العظيمِ عند السَّاحلِ، وقُتِلَ مِن الفَريقين خَلْقٌ كثيرٌ، ثمَّ نصَر الله المسلمين فقتَلوا منهم مَقتلةً عظيمةً لم يَنْجُ منهم إلَّا الشَّريدُ، وانهزَم قُسطنطين. وأقام عبدُ الله بذاتِ الصَّواري أيَّامًا بعدَ هَزيمةِ القومِ، ثمَّ أقبلَ راجعًا. قِيلَ: عُرِفَت بذاتِ الصَّواري لأنَّ صَواري السُّفُنِ رُبِطَت ببعضِها بعضًا، سُفُن الرُّومِ وسُفُن المسلمين. وقِيلَ: لِكثرَةِ السُّفُنِ التي شاركت في القِتالِ وكانت كلُّها ذاتَ صَواري كبيرةٍ.

العام الهجري : 514 العام الميلادي : 1120
تفاصيل الحدث:

خرج الكرج، وهم الخزر، إلى بلاد الإسلام، وكانوا قديمًا يُغيرون، فامتنعوا أيام السلطان ملكشاه إلى آخر أيام السلطان محمد، فلما كانت هذه السنة خرجوا ومعهم قفجاق وغيرهم من الأمم المجاورة لهم، فتكاتب الأمراء المجاورون لبلادهم، واجتمعوا، منهم: الأمير إيلغازي صاحب ماردين، ودبيس بن صدقة صاحب الحلة، وكان عنده، والملك طغرل بن محمد، وأتابكه كنتغدي، وكان لطغرل بلد أران، ونقجوان إلى أرس، فاجتمعوا وساروا إلى الكرج، فلما قاربوا تفليس، وكان المسلمون في عسكر كثير يبلغون ثلاثين ألفًا، التقوا واصطفَّت الطائفتان للقتال، فخرج من القفجاق مائتا رجل، فظنَّ المسلمون أنهم مستأمنون، فلم يحترزوا منهم، ودخلوا بينهم، ورموا بالنشاب، فاضطرب صفُّ المسلمين، فظنَّ من بعد أنها هزيمة، فانهزموا، وتبع الناس بعضهم بعضًا منهزمين، ولشدة الزحام صدم بعضهم بعضًا، فقتل منهم عالم عظيم، وتبعهم الكفارُ عشرة فراسخ يقتُلون ويأسِرون، فقُتل أكثرهم، وأسروا أربعة آلاف رجل، ونجا الملك طغرل، وإيلغازي، ودبيس، وعاد الكرج فنهبوا بلاد الإسلام، وحصروا مدينة تفليس، واشتد قتالهم لمن بها، وعظم الأمر، وتفاقم الخطب على أهلها، ودام الحصار إلى سنة 515 فملكوها عَنوةً، وكان أهلها لما أشرفوا على الهلاك قد أرسلوا قاضيها وخطيبها إلى الكرج في طلب الأمان، فلم تُصغِ الكرج إليهما، ودخلوا البلد قهرًا وغلبة، واستباحوه ونهبوه، ووصل المستنفرون منهم إلى بغداد مستصرِخين ومُستنصرين سنة ست عشرة وخمسمائة، فبلغهم أن السلطان محمودًا بهمذان، فقصدوه واستغاثوا به فسار إلى أذربيجان، وأقام بمدينة تبريز شهر رمضان، وأنفذ عسكرًا إلى الكرج.

العام الهجري : 124 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 742
تفاصيل الحدث:

هو محمَّدُ بن مُسلِم بن عُبيدِ الله بن شِهاب الزُّهري، أوَّلُ مَن دَوَّنَ الحَديثَ، أَحدُ كِبارِ الحُفَّاظ والفُقَهاء، حَدَّث عن عَددٍ مِن الصَّحابة كَأَنَسٍ وابنِ عُمَر، وأَرسَل عن النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَحاديثَ كَثيرَة، كان مِن مَشاهير القُرَّاء، له مُؤَلَّفات في المَغازي والتَّاريخ والقُرآن، اسْتَقَرَّ في الشَّام وبَقِيَ إلى أن قِيلَ ليس في الدُّنيا له نَظير، تُوفِّي في قَريَةِ شَغْب أوَّل حُدودِ فِلَسطين مع الحِجاز، فرَحِمَه الله تَعالى وجَزاهُ عن الإسلامِ والمسلمين خَيرًا.

العام الهجري : 585 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1189
تفاصيل الحدث:

سار صلاحُ الدين إلى شقيف أرنون، وهو من أمنَعِ الحصون، ليحصُرَه، فنزل بمرج عيون، فنزل صاحِبُ الشقيف، وهو أرناط صاحب صيدا، وكان أرناط هذا من أعظَمِ النَّاسِ دهاءً ومكرًا، فدخل إليه واجتمع به، وأظهر له الطاعةَ والمودة، وقال إنَّه سيُسَلِّمُ له الحِصنَ، فظن صلاحُ الدين صِدقَه، فأجابه إلى ما سأل، فاستقر الأمرُ بينهما أن يسلِّمَ الشقيفَ في جمادى الآخرة، وأقام صلاح الدين بمرج عيون ينتظر الميعاد، وكان أرناط في مدة الهدنة يشتري الأقواتَ مِن سوق العسكَرِ والسلاحَ وغير ذلك مما يُحصِّن به شقيف، فلما قارب انقضاءُ الهدنة تقدَّمَ صلاح الدين من مُعسكَرِه إلى القرب من شقيف أرنون، وأحضر عنده أرناط وقد بَقِيَ من الأجل ثلاثة أيام، فقال له في معنى تسليمِ الشقيف، فاعتذر بأولادِه وأهله، وأنَّ المركيس لم يمكِّنْهم من المجيء إليه، وطلب التأخيرَ مُدَّةً أخرى، فحينئذ عَلِمَ السلطان مَكْرَه وخداعه، فأخذه وحبسه، وأمَرَه بتسليم الشقيف، فطلب قسيسًا- ذكَرَه- لحَملِه رسالةً إلى من بالشقيف ليُسَلِّموه، فأحضروه عنده، فسارَّه بما لم يعلموا، فمضى ذلك القسيسُ إلى الشقيف، فأظهر أهلُه العصيان، فسيَّرَ صلاح الدين أرناط إلى دمشقَ وسَجَنَه، وتقَدَّم إلى الشقيف فحصَره وضَيَّقَ عليه، وجعل عليه من يحفَظُه ويمنَعُ عنه الذخيرة والرِّجال.

العام الهجري : 9 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 631
تفاصيل الحدث:

بعَث النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا بكرٍ أَميرًا على الحَجِّ بعدَ انْسِلاخِ ذي القَعدةِ لِيُقيمَ للمسلمين حَجَّهُم -والنَّاسُ مِن أهلِ الشِّركِ على مَنازِلهم مِن حَجِّهِم- فخرَج أبو بكرٍ رضِي الله عنه ومَن معه مِنَ المسلمين، وقد بعَث عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلِيًّا رضي الله عنه بعدَ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه لِيكونَ معه، ويَتوَلَّى علِيٌّ بِنَفْسِه إبلاغَ البَراءةِ إلى المشركين نِيابَةً عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لِكونِهِ ابنَ عَمِّهِ، مِن عَصَبَتِهِ، قال أبو هُريرةَ: بعَثَني أبو بكرٍ في تلك الحَجَّةِ في مُؤَذِّنين يَومَ النَّحْرِ، نُؤَذِّنُ بمِنًى: أن لا يَحُجَّ بعدَ العامِ مُشركٌ، ولا يَطوفَ بالبيتِ عُريانٌ. قال حُميدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ: ثمَّ أَردَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا، فأَمَرهُ أن يُؤَذِّنَ ببَراءَة. قال أبو هُريرةَ: فأَذَّنَ مَعَنا علِيٌّ في أهلِ مِنًى يَومَ النَّحْرِ: لا يَحُجُّ بعدَ العامِ مُشرِكٌ، ولا يَطوفُ بالبيتِ عُريانٌ. 

العام الهجري : 512 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1118
تفاصيل الحدث:

هو أميرُ المؤمنين الخليفة العباسي المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المقتدي بأمر الله أبي القاسم عبد الله بن الذخيرة محمد بن القائم بأمر الله عبد الله بن القادر الهاشمي، العباسي، البغدادي. ولد في شوال سنة 470، وأمه أمُّ ولدٍ، واستُخلِف عند وفاة أبيه في تاسع عشر المحرم وله ست عشرة سنة وثلاثة أشهر، وذلك في سنة 487. كان خيِّرًا فاضلًا ذكيًّا بارعًا كريم الأخلاق، ليِّن الجانب، سخيَّ النفس، مؤثرًا للإحسان، حافظًا للقرآن، محبًّا للعلم، منكرًا للظلم، فصيح اللسان، كتب الخط المنسوب, وكانت أيامه ببغداد كأنها الأعياد، وكان راغبًا في البر والخير، مسارعًا إلى ذلك، لا يرُدُّ سائلًا، وكان جميل العشرة لا يُصغي إلى أقوال الوُشاة من الناس، ولا يثق بالمباشرين، وقد ضبط أمور الخلافة جيدًا، وأحكمها وعلمها، وكان لديه علم كثير، وله شِعر حسن. قال ابن النجار: "كان المستظهر موصوفًا بالسخاء والجود، ومحبة العلماء، وأهل الدين، والتفقد للمساكين، مع الفضل والنُّبل والبلاغة، وعلو الهمة، وحسن السيرة، وكان رضي الأفعال، سديد الأقوال". ولما بويع بالخلافة استوزر أبا منصور ابن جهير، وقال له: "الأمور مفوَّضة إليك، والتعويل فيها عليك؛ فدبِّرها بما تراه. فقال: هذا وقتٌ صعب، وقد اجتمعت العساكر ببغداد مع السلطان الذي عندنا، ولا بد من بذل الأموال التي تستدعي إخلاصهم وطاعتهم. فقال له: الخزائن بحُكمك؛ فتصرَّفْ فيها عن غير استنجاز ولا مراجعة ولا محاسبة. فقال: ينبغي كتمان هذه الحال إلى أن يصلح نشرها". توفي المستظهر بالله سحرَ ليلة الخميس سادس عشرين ربيع الآخر؛ مَرِض ثلاثة عشر يومًا من تراقي –دمَّل يطلع في الحلق- ظهر به، وبلغ إحدى وأربعين سنة وستة أيام، وكانت خلافته أربعًا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يومًا، وقد ولي غسله ابن عقيل أبو الوفا الحنبلي، وابن السني، وصلى عليه ولده أبو منصور الفضل، ودفن في حجرة كان يسكنها، ومن غريب الاتفاق أنه لما توفي السلطان ألب أرسلان توفي بعده الخليفة القائم بأمر الله، ولما توفي السلطان ملكشاه توفي بعده الخليفة المقتدي بأمر الله، ولما توفي السلطان محمد توفي بعده الخليفة المستظهر بالله. لما توفي المستظهر بالله بويع ولدُه المسترشد بالله أبو منصور الفضل بن أبي العباس أحمد بن المستظهر بالله، وكان وليَّ عهد أبيه, وقد خُطب له وليًّا للعهد ثلاثًا وعشرين سنة، فبايعه أخواه ابنا المستظهر بالله، وهما أبو عبد الله محمد، وأبو طالب العباس، وعمومته بنو المقتدي بأمر الله، وغيرهم من الأمراء والقضاة والأئمة والأعيان، وكان المتولي لأخذ البيعة القاضي أبو الحسن الدامغاني، وكان نائبًا عن الوزارة فأقرَّه المسترشد بالله عليها.