الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 922 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1516
تفاصيل الحدث:

هو السلطان الأشرف أبو النصر قانصوه بن بيبردى الغوري الجركسي الجنس, وهو من سلاطين المماليك البرجية. ولِدَ سنة 850 امتلكه الأشرف قايتباي وأعتقه وعيَّنه في عدة وظائف في خدمته. كان في أوائل الأمر أميًّا لا يعرف شيئًا؛ لأنه جُلب من بلاده وهو كبير قد شَرَع فيه الشيب، وصار السلطان قايتباي يرقِّيه لكونه أخًا لزوجته، وهي التي بذلت الأموال للجند ومكَّنَته من الخزائن حتى ملَّكوه بعد السلطان قايتباي، فاستمر سلطانًا سنة وسبعة أشهر، ثم خلعوه وكان قد تلقب بالأشرف وأخرجوه من المملكة سنة 905 وولي بعده أميران لم يثبت قدمُهما في السلطنة، ثم أجمع الأجناد على تولية السلطان قانصوه الغوري، وكان من أقَلِّ الأمراء شأنًا وأحقرهم مكانةً، لكن الأمراء الكبار تحامَوا الإقدام على السلطنة خوفًا من بعضهم البعض، فولوا قانصوه فقَبِلَ بعد أن شرَطَ عليهم أنهم لا يقتلونه إذا أرادوا خلعَه، فقبلوا منه ذلك فولي السلطنة سنة 906 وكان عظيم الدهاء قويَّ التدبير، فثبت قدمه في السلطنة ثباتًا عظيمًا، وما زال يقتل أكابِرَ الأمراء حتى أفناهم وصَفَت له المملكة ولم يبقَ له فيها منازعٌ، ولكنه مال إلى الظلم والعسف وانتهب أموال الناس وانقطعت بسببه المواريثُ، فضجَّ أهلُ مصر ومَن تحت طاعتِه؛ مِن أخذِه لأموالهم، فسلط الله عليه السلطان سليم الأول سلطانَ العثمانيين؛ فإنه غزاه إلى دياره ووقع بينهما مصاف، فقُتِل قانصوه الغوري تحت سنابك الخيل في معركةِ مرج دابق وعمرُه إذ ذاك يقارب الثمانين عامًا، وكانت مدة سلطنته ستة عشر سنة وعدة أشهر، فاختار المصريون سلطانًا جديدًا هو نائبه الذي تركه السلطان قانصوه على مصر: طومان باي، الذي تلقَّب بالملك الأشرف بعد أن أقسَمَ له الأمراء بالطاعة وبايعوه، وبايعه الخليفة كذلك.

العام الهجري : 470 العام الميلادي : 1077
تفاصيل الحدث:

انتَصرَ عليهم عبدُ الله العيوني بمُساعدَةِ العبَّاسيِّين والسَّلاجِقَةِ فأَخرَجَهُم من أوال ثم من البَحرَيْنِ، وأخيرًا حَدثَت في الأَحساءِ مَعركةُ الخَندَقِ فقَضَت على دَولةِ القَرامِطَةِ نِهائِيًّا، وحَلَّت مَحِلَّها الدَّولةُ العيونيَّةُ.  والعيوني، مِن بَنِي عبدِ القَيْسِ: رَأسُ العيونيين في الأَحساءِ، نَشأَ بها، في مشارف "العيون" ونِسْبَتُه إليها. وأَدرَك ضَعْفَ القِرامِطَةِ فيها، فاتَّصلَ ببغداد (سَنةَ 466هـ) وشَرحَ أَمرَهم لِجَلالِ الدَّولةِ أبي الفَتحِ ملكشاه السلجوقي، والخَليفةُ يومئذٍ أبو جَعفرٍ القائمُ بأَمرِ الله، والوَزيرُ أبو عليٍّ الحَسنُ بن عليِّ بن إسحاقَ نِظامُ المُلْكِ.
وقد وَرَدَ كِتابُ ارتق بك على الخَليفةِ المُقتَدِي العبَّاسيِّ بأَخْذِه بِلادَ القَرامِطَة.

العام الهجري : 1323 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1905
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ محمد عبده بن حسن خير الله مِن آلِ التركماني، مفتي الدِّيارِ المصريَّةِ، وأحَدُ دُعاةِ ما يسمى بالنهضة والإصلاح في العالمِ العربي والإسلاميِّ، وأحدُ رموزِ دعاةِ التجديدِ في الفِقهِ الإسلاميِّ، ساهمَ بعد التقائه بأستاذِه جمال الدين الأفغاني في إنشاءِ حركة فكريةٍ تجديديةٍ في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، تهدفُ إلى القضاء على الجُمودِ الفِكريِّ والحضاريِّ، وإعادةِ إحياء الأمَّة الإسلاميَّة لِتُواكِبَ مُتطلباتِ العصرِ. ولِدَ محمد عبده سنة 1849م مِن أبٍ تركماني وأم مصريةٍ في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة, ونشأ في محلةِ نصر (بالبحيرة) وأحَبَّ في صباه الفروسيَّةَ والرمايةَ والسباحة. وتعلَّمَ بالجامِعِ الأحمدي بطنطا، ثم بالأزهرِ. تصَوَّف وتفلسَفَ، وعَمِلَ في التعليم، وكتَبَ في الصُّحُفِ. في سنة 1866م التحق بالجامِعِ الأزهر، وفي سنة 1877م حصل على الشهادة العالمية، وفي سنة 1879م عَمِلَ مدرسًا للتاريخِ في مدرسة دار العلوم، وفي سنة 1882 م اشترك في ثورة أحمد عرابي ضِدَّ الإنجليز، وبعد فَشَلِ الثورة حُكِمَ عليه بالسجنِ ثمَّ بالنفي إلى بيروتِ لِمدة ثلاث سنوات، ثم سافر بدعوةٍ مِن أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884 م، وأسَّسا صحيفةَ العروة الوثقى، وفي سنة 1885 م غادر باريسَ إلى بيروت، وفي ذات العام أسَّسَ جمعية سرِّية بنفس الاسم: العروة الوثقى. قيل إنَّها ذات صلة بالمحافلِ الماسونية العالمية تحت زعمِ التقريبِ بين الأديان. وفي سنة 1886م اشتغل بالتدريسِ في المدرسة السُّلطانية في بيروت، وفي سنة 1889م-1306هـ عاد محمد عبده إلى مصر بعفوٍ مِن الخديوي توفيق، ووساطةِ تلميذه سعد زغلول، وبعد إلحاحِ الأميرة نازلي فاضل على اللورد كرومر كي يعفوَ عنه ويأمُرَ الخديوي توفيقًا أن يُصدِرَ العَفوَ عنه، أصدر الخديوي قرارَ العفوِ بعد أن اشترط اللورد كرومر على محمَّد عبده ألَّا يعمَلَ في السياسة، فقَبِلَ. وفي سنة 1889م عُيِّنَ قاضيًا بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق، ثم محكمة عابدين، ثم ارتقى إلى منصبِ مُستشار في محكمةِ الاستئنافِ عام 1891م، وفي 3 يونيو عام 1899م (24 محرم عام 1317هـ) عيِّنَ في منصِبِ المفتي، وتبعًا لذلك أصبح عُضوًا في مجلس الأوقافِ الأعلى. وفي 25 يونيو عام 1890م عين عضوًا في مجلسِ شورى القوانين. وفي سنة 1900م (1318هـ) أسَّس جمعيةَ إحياء العلوم العربية لنشر المخطوطاتِ. وزار العديدَ من الدول الأوروبية والعربية. وقد تأثَّر به عددٌ من قادةِ النهضةِ الحديثةِ في الفكر والسياسة والعلم، منهم: محمد رشيد رضا، وسعد زغلول، وعبد الحميد بن باديس، وعبد الرحمن الكواكبي، وغيرهم, وفي الساعة الخامسة مساء يوم 7 جمادى الأولى توفِّي الشيخ بالإسكندرية بعد معاناةٍ مِن مرض السرطان عن سبع وخمسين سنة، ودُفِنَ بالقاهرة.

العام الهجري : 361 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 972
تفاصيل الحدث:

سار المعِزُّ الفاطميُّ من إفريقيَّة يريدُ الدِّيارَ المصريَّة، وكان أوَّل مسيرِه أواخِرَ شوَّال سنة 361 وكان أوَّل رحيله من المنصوريَّة، فأقام بسردانيَّة، وهي قريةٌ قريبةٌ مِن القيروان، ولحقه بها رجالُه وعُمَّالُه، وأهلُ بيته وجميعُ ما كان له في قَصرِه مِن أموال وأمتعةٍ وغير ذلك، وسار عنها واستعملَ على بلاد إفريقيَّةَ يوسُفَ بلكين بن زيري، وجعل على صقليَّةَ حسَن بنَ علي بن أبي الحُسَين، وجعل على طرابلس عبدَ الله بن يخلف الكتاميَّ، وجعل على جباية أموالِ إفريقيَّة زيادةَ الله بن القديم، وعلى الخراجِ عبد الجبَّار الخُراساني، وحُسَين بن خلف الموصدي، وأمَرَهم بالانقيادِ ليُوسُف بن زيري، فأقام بسردانيَّة أربعة أشهر حتى فرغ من جميعِ ما يريد، ثم رحل عنها، ومعه يوسُفُ بلكين وهو يوصيه بما يفعَلُه، ثم سار المعِزُّ حتى وصل إلى الإسكندريَّة أواخر شعبان من سنة 362، وأتاه أهلُ مِصرَ وأعيانُها، فلَقِيَهم وأكرَمَهم وأحسن إليهم، وسار فدخل القاهرةَ خامس شهر رمضان سنة 362، وأنزل عساكِرَه مصرَ والقاهرةَ في الديار، وبقي كثيرٌ منهم في الخِيامِ.

العام الهجري : 602 العام الميلادي : 1205
تفاصيل الحدث:

لما أخذ خوارزم شاه مدينة بلخ سار عنها إلى مدينة ترمذ مجِدًّا، وبها ولدُ عماد الدين صاحب بلخ، فأرسل إليه محمَّد بن علي بن بشير يقولُ له: إن أباك قد صار من أخصِّ أصحابي وأكابِرِ أمراء دولتي، وقد سَلَّمَ إليَّ بلخ، وإنما ظهَرَ لي منه ما أنكَرْتُه، فسَيَّرْتُه إلى خوارزم مُكرَمًا محترمًا، وأمَّا أنت فتكون عندي أخًا ووعَدَه، وأقطعه الكثيرَ، فخدعه محمد بن علي، فرأى صاحِبُها أنَّ خوارزم شاه قد حصره مِن جانبٍ والخطا قد حصره من جانبٍ آخر، وأصحابُه قد أسرهم الدز بغُزنة، فضَعُفَت نفسه، وأرسل من يستحلِفُ له خوارزم شاه، فحلَفَ له، وتسَلَّم منه ترمذ وسَلَّمَها إلى الخطا الكفار، فلقد اكتسَبَ بها خوارزم شاه سُبَّةً عظيمة، وذِكرًا قبيحًا في عاجِلِ الأمر، ثم ظهر للناس بعد ذلك أنَّه إنما سلمها إليهم ليتمكَّنَ بذلك مِن مُلكِ خراسان، ثم يعود إليهم فيأخُذُها وغيرَها منهم؛ لأنَّه لَمَّا مَلَكَ خراسان وقصد بلاد الخطا وأخَذَها وأفناهم؛ عَلِمَ النَّاسُ أنَّه فعل ذلك خديعةً ومكرًا.

العام الهجري : 9 العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:


كان الحَجُّ مَعروفًا قبلَ البعثة، فإبراهيمُ أَذَّنَ في النَّاسِ بالحَجِّ، وحَجَّ موسى وغيرُه مِنَ الأنبياءِ، وبَقِيَ الحَجُّ مَعروفًا ولكن بَدَّلَ فيه المُشركون ما بَدَّلوا، وأَوَّلُ مَن بَدَّلَ عَمرُو بنُ لُحَيٍّ، ثمَّ فرَض الله تعالى الحَجَّ على المسلمين لِمَن اسْتَطاع إليه سَبيلًا، {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، وبَيَّن الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم مَناسِكَهُ بِتَمامِها في حَجَّةِ الوَداعِ في سَنَةِ 10هـ، واخْتُلِف في أيِّ عامٍ فُرِضَ الحَجُّ، قِيلَ: فُرِضَ في سَنَةِ سِتٍّ. وقِيلَ: سَنَةَ سبعٍ. وقِيلَ: سَنَةَ ثَمانٍ. وقِيلَ غيرَ ذلك.

العام الهجري : 855 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1451
تفاصيل الحدث:

هو السلطان الغازي مراد الثاني بن محمد جلبي بن بايزيد بن مراد الأول بن أورخان بن عثمان بن أرطغرل, وهو سادس سلاطين العثمانيين. ولد مراد الثاني سنة 806 (1403م) وتولى سنة 824 (1421م) بعد موت أبيه وعمره ثماني عشرة سنة. كانت أيام حكمه مليئة بالجهاد والحروب, وقد افتتح أعماله بإبرام الصلح مع أمير القرمان والاتفاق مع ملك المجر على هدنة خمسِ سنوات حتى يتفرَّغ لإرجاع ما شقَّ عصا الطاعة من ولايات آسيا لكنْ حدَثَ ما شغله عن هذا العمل، وذلك أن إيمانويل إمبراطور القسطنطينية أطلق سراح عمه مصطفى بن بايزيد ليشغَلَه عن غزوه، فبدأ مراد بالقضاء على تمرد عمه مصطفى ابن بايزيد، فلما انتهى من القضاء على عمه توجه بقواته لحصار القسطنطينية سنة 825 (1421م) دون أن يتمكن من فتحها, ثم اتجه إلى ملوك أوربا فألزم أمير الصرب بدفع جزية سنوية وأن يزوِّجَه ابنته ويتنازل له عن بعض أراضي بلاده ويقطع علاقته بملك المجر, وأعاد مراد فتح مدينة سلانيك في ألبانيا, واعترف أمير الفلاخ بسيادة العثمانيين على بلاده, ثم تمرد أميرا الفلاخ والصرب بتحريض من ملك المجر فأخضعهما مراد الثاني بالقوة وأسر عشرات الآلاف من جنودهما، وفتَحَ مدينة سمندرية الواقعة في بلاد الصرب, ولما توفي أكبر أولاد السلطان واسمه علاء الدين حزن عليه حزنًا شديدًا وسئم الحياة فتنازل عن الملك لابنه محمد البالغ من العمر أربع عشرة سنة، وسافر هو إلى ولاية آيدين للإقامة بعيدًا عن هموم الدنيا وغمومها، لكنه لم يمكث في خلوته بضعة أشهر حتى أتاه خبر غدر ملك المجر فقام بجيشه لمحاربته فوجدهم محاصرين لمدينة وارنة الواقعة على البحر الأسود، فاشتبك القتال بين الجيشين وقُتِلَ ملك المجر, وبعد أن تم للمسلمين النصر واستخلاص مدينة وارنة رجع السلطان مراد إلى عزلته لكنه لم يلبث فيها هذه المرة أيضًا لأن عساكر الإنكشارية ازدروا بملكهم الفتى محمد الثاني وعصوه ونهبوا مدينة أدرنة عاصمة الدولة فرجع إليهم السلطان مراد الثاني في أوائل سنة 1445 م وأخمد فتنتهم ثم تنازل مراد الثاني عن السلطة لولده محمد، لكنه كان يضطر للعودة إلى الساحة السياسية وساحة القتال أكثر من مرة إلى أن توفي سنة 855 في الخامس من محرم، عن عمر يناهز الخمسين بعد أن قضى أيامًا كثيرة مجاهدًا كأنه سياج الإسلام، وبوفاته أصبح ابنه محمد متوليًا للسلطة تمامًا بكل زمامها، وكان عمره يومها يقارب الاثنين وعشرين سنة، ومحمد هذا هو المعروف بالفاتح؛ لأنه هو الذي فتح القسطنطينية.

العام الهجري : 366 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 976
تفاصيل الحدث:

هو السلطان رُكنُ الدولة, أبو عليٍّ, الحسنُ بنُ بُوَيه بن فناخسرو الديلمي الشيعي, صاحب أصبهان والري وهمذان وجميع عراقِ العَجَم، ووالِدُ السلطانِ عَضُدِ الدولةِ فناخسرو، ومؤيِّدِ الدَّولة أبي منصور بُوَيه، وفَخرِ الدولةِ أبي الحسَنِ عليٍّ، وكان ملكًا جليلَ القدر عاليَ الهمة، وهو أحدُ الإخوة الثلاثة الذين مَلَكوا البلادَ بعد الفَقرِ, وكان هو أوسَطَ الإخوة الثلاثة، وهم عِمادُ الدولة أبو الحسَنِ عليٌّ، ورُكن الدولة أبو علي الحسَنُ، ومعِزُّ الدولة أبو الحُسَين أحمد، وكان عماد الدولة أكبَرَهم، ومعِزُّ الدولة أصغَرَهم. وكان رُكنُ الدولة ملكًا سعيدًا, وامتدت أيَّامُ إمارته أربعًا وأربعين سنةً، وخضعت له الرعيَّةُ, ووزر له الوزيرُ لسانُ البلغاء, أبو الفضل محمد بن العميد, ثمَّ ابنُه علي أبو الفتح بن العميد، ووزر لولديه- مؤيِّدِ الدَّولةِ, وفَخرِ الدَّولةِ- الصَّاحِبُ إسماعيلُ بنُ عَبَّاد. لَمَّا مَرِضَ رُكنُ الدَّولة بسبب ما حصل بين الإخوةِ مِن شِقاقٍ, سار من الريِّ إلى أصبهان، فوصلها في جمادى الأولى سنة 365، وأحضر ولَدَه عَضُدَ الدولة من فارس، وجمع عنده أيضًا سائِرَ أولاده بأصبهان، فعَهِدَ إلى ولَدِه عضد الدولة بالمُلكِ بعده، وفَرَّق الإمارات على أولادِه، فأعطى عضُدَ الدولة فارس وكرمان، وأعطى مؤيد الدولة الريَّ وأصبهان، وأعطى فخر الدولة همدان والدِّينَوَر، ثمَّ سار عن أصبهان في رجبٍ نحو الري، فدام مرَضُه إلى أن توفي، في المحرم بالقولنج, وله 80 سنة, وكان لا بأسَ بدولته. ومات قبله بزمانٍ أخوه عماد الدولة.

العام الهجري : 605 العام الميلادي : 1208
تفاصيل الحدث:

هو السلطان غياث الدين محمود بن السلطان الكبير غياث الدين محمد بن سام الغوري, صاحب غزنة والغور وفيروزكوه, وهو مِن كبار ملوك الإسلام، اتَّفق أن خوارزم شاه علاء الدين هزم الخطا مرات، ثم وقع في أسرِهم مع بعض أمرائه، فبقي خوارزم شاه يخدُم ذلك الأمير كأنَّه مملوكه، ثم قال الأميرُ للذي أسرهما: نفِّذْ غلمانك إلى أهلي ليفتَكُّوني بمال. فقال: فابعث معهم غلامَك هذا ليدُلَّهم، فبعثه ونجا علاء الدين بهذه الحيلة، وقَدِمَ، فإذا أخوه علي شاه نائبه على خراسان قد هم بالسلطنة، ففزع منه، فهرب خوارزم شاه إلى غياث الدين محمود، فبالغ في إكرامه. لما سلَّم خوارزم شاه هراة إلى خاله "أمير ملك" سنة 605، وسار إلى خوارزم، أمره أن يقصد غياث الدين محمود بن غياث، وأن يقبِضَ عليه وعلى أخيه علي شاه بن خوارزم شاه، ويأخذ فيروزكوه من غياث الدين، فسار أميرُ ملك إلى فيروزكوه، وبلغ ذلك إلى محمود، فأرسل يبذُلُ الطاعة ويطلُب الأمان، فأعطاه ذلك، فنزل إليه محمود، فقبض عليه أمير ملك، وعلى علي شاه أخي خوارزم شاه، فسألاه أن يحمِلَهما إلى خوارزم شاه ليرى فيهما رأيَه، فأرسل إلى خوارزم شاه يعرفه الخبَرَ، فأمره بقتلِهما، فقُتلا في يوم واحد معا بغيًا وعدوانًا، واستقامت خراسان كلها لخوارزم شاه، وغياث الدين محمود هو آخر ملوك الغورية، وقد كانت دولتُهم من أحسن الدول سيرةً، وأعدَلِها وأكثَرِها جهادًا.

العام الهجري : 20 العام الميلادي : 640
تفاصيل الحدث:

هي أُمُّ المؤمنين زينبُ بنتُ جَحْشِ بن رِيابِ بن يَعْمُر، أُمُّها أُمَيْمةُ بنتُ عبدِ المُطَّلِب عَمَّةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، مِن المُهاجِرات، كانت تحت زيدِ بن حارِثَةَ، ثمَّ طَلَّقَها فزَوَّجَها اللهُ تعالى نَبِيَّهُ، وفيها نزَلَت الآياتُ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37]. كانت كَثيرةُ الخيرِ والصَّدقَةِ، كانت صَناعَ اليَدِ، تَعمَلُ بِيَدِها، وتَتَصَدَّقُ به في سَبيلِ الله، ولمَّا دَخلَت على رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان اسمُها بَرَّة فسَمَّاها زَيْنَب، ومن وَرَعِها مَوقِفُها مِن عائشةَ في حادِثَةِ الإفْكِ، قالت عائشةُ: سألَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أَمْرِي ما عَلِمْتِ أو ما رَأَيْتِ؟ قالت: يا رسولَ الله أَحْمِي سَمْعِي وبَصَرِي، والله ما عَلِمْتُ إلَّا خيرًا. قالت عائشةُ: وهي التي كانت تُسامِيني مِن أَزواجِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فعَصَمَها الله بالوَرَعِ. وكانت أوَّلَ نِساءِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لُحوقًا به، كما أخْبَر رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وصلَّى عليها عُمَرُ بن الخطَّاب، ودخَل قَبْرَها أُسامةُ بن زيدٍ، ومحمَّدُ بن عبدِ الله بن جَحْشٍ، وعبدُ الله بن أبي أَحْمَدَ بن جَحْشٍ، ودُفِنَتْ في البَقيعِ رضِي الله عنها وأرضاها.

العام الهجري : 23 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 644
تفاصيل الحدث:

لمَّا طُعِنَ عُمَرُ بن الخطَّاب رضِي الله عنه بسِكِّينٍ مَسمومةٍ وأَيْقَن أنَّه مَيِّتٌ طَلبوا منه أن يَسْتَخْلِفَ كما اسْتخلَفهُ أبو بكرٍ رضِي الله عنه؛ لكنَّه أَبَى ذلك، ولكن جعَل سِتَّةً مِن الصَّحابةِ وكُلُّهُم مِن المُبشَّرين بالجنَّة: عُثمانَ بن عفَّانَ، وعَلِيَّ بن أبي طالبٍ، وعبدَ الرَّحمن بن عَوفٍ، والزُّبيرَ بن العَوَّامِ، وسعدَ بن أبي وَقَّاصٍ، وطَلحةَ بن عُبيدِ الله رضِي الله عنهم، وأَوْصاهُم أن يَختاروا رجلًا منهم يَخْلُفُه بعدَ مَوتِه، فلمَّا مات وصُلِّيَ عليه ودُفِنَ اجتمعوا في بيتِ المِسْوَرِ بن مَخْرَمَةَ، جَمَعَهُم المِقْدادُ بن الأسودِ، وحضَر عبدُ الله بن عُمَرَ كذلك، وتَداوَلُوا بينهم حتَّى قال عبدُ الرَّحمنِ بن عَوفٍ: مَن يَخرُج منها بِنفسِه على أن يُوَلِّيَها أَفضلَكُم؟ فلم يُجِبْ أحدٌ، فقال: هو أنا. يعني أنَّه يَنْسَحِب مِن الخِلافةِ، ولكن يكون أَمْرُ تَعيينِ الخَليفةِ له، فعَمِلَ عبدُ الرَّحمن جُهْدَهُ وسألَ النَّاسَ، حتَّى قِيلَ: إنَّه لم يَترُك حتَّى الصِّغارَ سألَهم: مَن يُولِّيها؟ ظَلَّ كذلك ثلاثةَ أيَّامٍ ثمَّ جَمَعَهُم عبدُ الرَّحمن ثمَّ سألَ عَلِيًّا أنَّ يَسِيرَ سِيرَةَ الخَليفَتين قَبلَهُ، فقال: إنَّه يَعملُ بِعِلْمِه وطاقَتِه. وأمَّا عُثمانُ فأجابَ بالإيجابِ فبايَعَهُ عبدُ الرَّحمن، ثمَّ بايَعَهُ النَّاسُ جميعًا حتَّى علِيُّ بن أبي طالبٍ، وكان طَلحةُ غائبًا عن هذا فلمَّا حضَر بايَع هو كذلك، وقد قِيلَ: إنَّ عبدَ الرَّحمن لمَّا سألَ النَّاسَ كانوا يَكادون يُجْمِعون على عُثمانَ. فكانت تلك قِصَّةَ خِلافتِه رضِي الله عنه وأَرضاهُ.

العام الهجري : 219 العام الميلادي : 834
تفاصيل الحدث:

ظهر محمَّدُ بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، بالطالقان من خراسان، يدعو إلى الرضا من آل محمَّد، وكان ابتداءُ أمرِه أنَّه كان ملازمًا مسجدَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، حسَنَ السِّيرةِ، فأتاه إنسانٌ من خراسان كان مجاورًا، فلما رآه أعجَبَه طريقُه، فقال له: أنت أحَقُّ بالإمامةِ مِن كُلِّ أحَدٍ، وحَسَّنَ له ذلك وبايعه، وصار الخُراساني يأتيه بالنَّفَرِ بعد النفر مِن حُجَّاجِ خُراسان يبايعونه، فعل ذلك مُدَّةً. فلما رأى كثرةَ مَن بايعه من خراسانَ سارا جميعًا إلى الجوزجان، واختفى هناك، وجعل الخراساني يدعو النَّاسَ إليه، فعَظُم أصحابُه، وحمله الخراسانيُّ على إظهارِ أمْرِه، فأظهره بالطالقان، فاجتمع إليه بها ناسٌ كثير، وكانت بينه وبين قوَّادِ عبدِ الله بن طاهر وقَعاتٌ بناحيةِ الطالقان وجبالِها، فانهزم هو وأصحابه، وخرج هاربًا يريدُ بعضَ كور خراسان، وكان أهلُها كاتبوه، فلما صار بنسا، وبها والدُ بعضِ مَن معه، فلمَّا بَصُرَ به سأله عن الخبَرِ فأخبره، فمضى الأبُ إلى عامِلِ نسا فأخبَرَه بأمر محمد بن القاسم، فأعطاه العامِلُ عشرةَ آلاف درهم على دَلالَتِه، وجاء العامِلُ إلى محمد، فأخذه واستوثَقَ منه، وبعثه إلى عبدِ الله بن طاهر، فسيَّرَه إلى المعتصم، فحُبِسَ عند مسرور الخادمِ الكبير، وأجرى عليه الطَّعامَ، ووكَلَ به قومًا يحفَظونَه، فلمَّا كان ليلةُ الفطرِ اشتغلَ النَّاسُ بالعيد، فهرب من الحبسِ، دُلِّيَ إليه حبلٌ مِن كوَّة كانت في أعلى البيتِ، يدخل عليه منها الضوءُ، فلما أصبحوا أتَوْه بالطعام، فلم يَرَوه، فجعلوا لِمَن دلَّ عليه مائة ألفٍ، فلم يُعرَف له خبَرٌ.

العام الهجري : 289 العام الميلادي : 901
تفاصيل الحدث:

ظهر بالشامِ رجلٌ مِن القرامطة، وجمع جموعًا من الأعرابِ، وأتى دمشق، وأميرها طغج بن جف من قِبَل هارون بن خِمارَوَيه بن أحمد بن طولون، وكانت بينهما وقَعاتٌ، وكان ابتداءُ حال هذا القرمطيِّ أنَّ زكرَوَيه بن مهرَوَيه الداعية القرمطي الذي بدأ أمرُه في العراق هذا لَمَّا رأى أنَّ الجيوشَ مِن المعتَضِد متتابِعةٌ إلى مَن بسواد الكوفةِ مِن القرامطة، فإنَّ القتلَ قد أبادهم، سعى باستغواءِ مَن قَرُب من الكوفة من الأعرابِ: أسَد وطيئ وغيرهم، فلم يجِبْه منهم أحد، فأرسل أولادَه إلى كلب بن وبرة فاستغوَوهم، فلم يجِبْهم منهم إلَّا الفَخذُ المعروف ببني العليص بن ضمضَم بن عدِيِّ بن خباب ومواليهم خاصةً، فبايعوا في هذه السَّنة، بناحية السماوة، ابنَ زكرَوَيه، المسمَّى بيحيى، المُكنَّى أبا القاسم، فلقبوه الشيخ، وزعم أنَّه محمَّد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقيل: لم يكن لمحمَّد بنِ إسماعيل ولدٌ اسمه عبد الله، وزعم أنَّ له بالبلاد مائة ألفِ تابعٍ، وأنَّ ناقتَه التي يركَبُها مأمورةٌ، فإذا تبعوها في مسيرِها نُصِروا، وأظهَرَ عَضُدًا له ناقصة، وذكَرَ أنَّها آيتُه، وأتاه جماعةٌ من بني الأصبع، أخلصوا له وتَسَمَّوا بالفاطميين، ودانُوا بدينه، فقصدهم شبلٌ غلامُ المعتَضِد من ناحية الرصافة فاغتَرُّوه فقتلوه، وأحرقوا مسجِدَ الرصافة، واعتَرَضوا كلَّ قرية اجتازوا بها حتى بلغوا هارونَ بنَ خمارَوَيه التي قوطِعَ عليها طغج بن جف، فأكثَروا القتلَ بها والغارة، فقاتَلَهم طغج، فهزموه غيرَ مَرَّة.

العام الهجري : 64 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 684
تفاصيل الحدث:

لمَّا اسْتَقَرَّ الشَّامُ لمَرْوان بن الحكمِ سار إلى مِصْرَ, فقَدِمَها وعليها عبدُ الرَّحمن بن جَحْدَم القُرشيُّ يَدعو إلى ابنِ الزُّبير، فخرَج إلى مَرْوان فيمَن معه، وبعَث مَرْوانُ عَمرَو بن سعيدٍ مِن وَرائِه حتَّى دخَل مِصْرَ، فقِيلَ لابنِ جَحْدَم ذلك، فرجَع وبايَع النَّاسُ مَرْوانَ ورجَع إلى دِمشقَ.

العام الهجري : 402 العام الميلادي : 1011
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنةِ أَذِنَ فَخرُ الملك وزيرُ بهاء الدَّولة البُويهيِّ للرَّوافِضِ أن يَعمَلوا بِدعَتَهم الشَّنعاءَ، والفضيحةَ الصَّلعاءَ، من الانتحابِ والنَّوحِ والبُكاءِ، وتعليقِ المُسوح، وأن تُغلَقَ الأسواقُ مِن الصَّباحِ إلى المَساء، وأن تدورَ النِّساءُ حاسراتٍ عن وُجوهِهنَّ ورُؤوسِهنَّ، يَلطِمنَ خُدودَهنَّ، كفِعلِ الجاهليَّةِ الجهلاءِ، على الحُسَينِ بنِ عليٍّ رَضِيَ الله عنه.