الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 707 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1307
تفاصيل الحدث:

وقعت حربٌ بين التتار وبين أهلِ كيلان غربي طبرستان؛ وذلك أنَّ مَلِكَ التتار خربندا طلب منهم أن يجعلوا في بلادهم طريقًا إلى عسكره فامتنعوا من ذلك، فأرسل خربندا جيشًا كثيفًا ستين ألفًا من المقاتِلة؛ أربعين ألفًا مع قطلوشاه وعشرين ألفًا مع جوبان، فأمهلهم أهلُ كيلان حتى توسَّطوا بلادهم، ثم أرسلوا عليهم خليجًا من البحرِ ورَموهم بالنِّفطِ فغَرِقَ كثيرٌ منهم واحترق آخرونَ، وقَتَلوا بأيديهم طائفةً كثيرة، فلم يُفلِتْ منهم إلَّا القليل، وكان فيمن قُتِلَ أميرُ التتار الكبيرُ قطلوشاه، فاشتد غضَبُ خربندا على أهل كيلان، ولكنه فَرِحَ بقتل قطلوشاه فإنَّه كان يريدُ قَتلَ خربندا، فكفى أمره عنهم، ثمَّ قُتِلَ بعده بولاي، ثمَّ إن خربندا أرسل الشيخَ براق الرومي الصوفي الخرافي إلى أهلِ كيلان يبلِغُهم عنه رسالةً فقَتَله أهلُ كيلان وأراحوا الناسَ منه ومن ضلالاتِه، وبلادُهم من أحصَنِ البِلادِ وأطيبِها لا تُستطاعُ، وهم أهلُ سُنَّة وأكثَرُهم حنابلةٌ لا يستطيعُ مُبتَدِعٌ أن يسكُنَ بين أظهُرِهم.

العام الهجري : 148 العام الميلادي : 765
تفاصيل الحدث:

خرج حسان بن مجالد بن يحيى بن مالك بن الأجدع الهمداني، وكان خروجُه بنواحي الموصِل بقريةٍ تُسمَّى بَافَخَّارى، قريب من الموصل على دجلة، فخرج إليه عسكرُ الموصِل، وعليها الصقر بن نجدة، فالتقَوا واقتَتلوا وانهزم عسكرُ الموصِل على الجِسر، وأحرق الخوارجُ أصحابُ حسَّان السوقَ هناك ونهبوه. ثم إنَّ حسانَ سار إلى الرقَّةِ ومنها إلى البحر ودخل إلى بلد السِّند، وكانت الخوارجُ مِن أهل عمان يُدخِلونَهم ويَدَعونهم، فاستأذَنَهم في المصير إليهم، فلم يجيبوه، فعاد إلى الموصِل، فخرج إليه الصقرُ أيضًا والحسَنُ بن صالح بن حسان الهمداني وبلال القيسي، فالتقَوا فانهزم الصقرُ وأُسِرَ الحسنُ بن صالح وبلال، فقتَل حسانُ بلالًا واستبقى الحسنَ؛ لأنَّه من همدان، ففارقه بعضُ أصحابه لهذا، وكان حسانُ قد أخذ رأيَ الخوارج عن خالِه حفصَ بنِ أشيم، وكان من علماء الخوارجِ وفُقَهائِهم، ولَمَّا بلغ المنصورَ خروجُ حَسَّان، قال: خارجيٌّ مِن همدان؟ قالوا: إنَّه ابن أخت حفص بن أشيم. فقال: فمن هناك؟ وإنَّما أنكر المنصورُ ذلك؛ لأن عامَّة همدان شيعةٌ لعليٍّ، وعزمَ المنصورُ على إنفاذ الجيوش إلى الموصِل والفَتكِ بأهلها، فأحضرَ أبا حنيفة، وابنَ أبي ليلى، وابنَ شبرمة، وقال لهم: إنَّ أهل الموصل شَرَطوا إليَّ أنَّهم لا يَخرُجون عليَّ، فإن فعلوا حلَّت دماؤهم وأموالهم، وقد خرجوا. فسكتَ أبو حنيفة وتكلَّم الرجُلانِ وقالا: رعِيَّتُك، فإنْ عَفَوتَ فأهلُ ذلك أنت، وإن عاقبتَ فبما يستحقُّون. فقال لأبي حنيفة: أراك سكتَّ يا شيخُ؟ فقال: يا أميرَ المؤمنين، أباحوك ما لا يملِكونَ، أرأيتَ لو أنَّ امرأةً أباحَت فرجَها بغير عقدِ نكاحٍ ومِلكِ يمينٍ، أكان يجوزُ أن تُوطأَ؟! قال: لا! وكفَّ عن أهل الموصل، وأمرَ أبا حنيفةَ وصاحِبَيه بالعودة إلى الكوفةِ.

العام الهجري : 227 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 842
تفاصيل الحدث:

هو بِشرُ بنُ الحارثِ بنِ علي المعروفُ بالحافي، مِن أهلِ مَروٍ، ولِدَ سنة 152هـ سكن بغدادَ، كان من أكابرِ الزُّهَّاد، وأخبارُه في الزُّهدِ والوَرَع مشهورةٌ جِدًّا ومعروفة، أثنى عليه غيرُ واحدٍ مِن الأئمَّةِ في عبادتِه وزهادتِه وورَعِه ونُسكِه وتقَشُّفِه. قال الإمامُ أحمد يوم بلَغَه مَوتُه: "لم يكُنْ له نظيرٌ إلَّا عامِرُ بنُ عبد قيس، ولو تزوَّجَ لتَمَّ أمْرُه"، وذكر غيرُ واحدٍ أن بِشرًا كان شاطِرًا في بدءِ أمْرِه، وأنَّ سبَبَ تَوبتِه أنَّه وجد رقعةً فيها اسمُ اللهِ عَزَّ وجلَّ، في أتونِ حَمَّام، فرفعها ورفع طرْفَه إلى السَّماءِ، وقال: سيِّدي اسمُك ههنا مُلقًى يُداسُ! ثم ذهب إلى عطَّارٍ فاشترى بدرهمٍ غالية وضَمَّخَ تلك الرقعةَ منها، ووضعها حيثُ لا تُنالُ، فأحيا اللهُ قلْبَه وألهَمَه رُشدَه، وصار إلى ما صار إليه من العبادةِ والزَّهادة، ورحَل بِشرٌ في طلَبِ العِلمِ إلى مكَّة والكوفةِ والبصرة، وسَمِعَ مِن وَكيعٍ وشَريكِ بن عبد الله، وإسماعيل بن عُلَيَّة وحمَّاد بن زيد، ومالك بن أنس، وأبي يوسفَ القاضي، وابن المبارك، وهُشَيم، والمعافى بن عِمران، والفُضَيل بن عياض، وأبي نُعَيمٍ، في خَلْقٍ كثيرٍ. غيرَ أنَّه لم يتصَدَّ للراويةِ، فلم يُضبَطْ عنه من الحديثِ إلَّا اليسيرُ. قال إبراهيم الحربي: "ما أخرَجَت بغدادُ أتَمَّ عَقلًا منه، ولا أحفَظَ للِسانِه منه، ما عُرِفَ له غِيبةٌ لمسلمٍ، وكان في كُلِّ شَعرةٍ منه عَقلٌ، ولو قُسمَ عَقلُه على أهلِ بغداد لصاروا عُقَلاءَ وما نقَصَ مِن عَقلِه شَيءٌ". وحين مات اجتمع في جنازتِه أهلُ بغداد عن بَكرةِ أبيهم، فأُخرِجَ بعد صلاةِ الفَجرِ فلم يستقِرَّ في قَبرِه إلَّا بعد العَتَمة، فرَحِمَه اللهُ تعالى وأعلى درجَتَه.

العام الهجري : 206 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 822
تفاصيل الحدث:

هو الحكَمُ بنُ هشامٍ ابنُ الداخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحَكَم الأُموي، المرواني، أبو العاصِ، أميرُ الأندلس، وابنُ أميرِها، وحفيدُ أميرها. ويلقَّب: بالمرتضَى، ويعرف: بالربضي؛ لِما فعلَ بأهلِ الربض. بويعَ بالمُلك عند موت أبيه- في صفر سنة ثمانين ومائة- وكان من جبابرةِ الملوك وفُسَّاقهم ومتَمَرِّديهم، وكان فارسًا شجاعًا فاتِكًا، ذا دهاءٍ وحَزمٍ، وعُتُوٍّ وظُلمٍ، تملَّكَ سبعًا وعشرين سنة. وكان في أوَّلِ أمْرِه على سيرةٍ حميدةٍ، تلا فيها أباه، ثم تغيَّرَ وتجاهر بالمعاصي. كان يأخذُ أولادَ النَّاسِ المِلاح، فيُخصيهم ويُمسِكُهم لنَفسِه. وله شِعرٌ جَيِّد. وكان يقرِّبُ الفُقَهاء وأهلَ العلمِ. وكَثُرت العلماء بالأندلُسِ في دولته، حتى قيل: إنَّه كان بقُرطبة أربعةُ آلاف متقَلِّس- أي: مُتزَيِّينَ بزيِّ العلماء- فلما أراد اللهُ فناءهم، عَزَّ عليهم انتهاكُ الحكَمِ بن هشام للحُرُمات، وأْتَمَروا ليخلَعوه، ثم جيَّشوا لقتاله، وجرت بالأندلسِ فِتنةٌ عظيمةٌ على الإسلام وأهله- فلا قوَّةَ إلا باللهِ- على يدِ الحَكَمِ بن هشام، قُتل فيها عشراتُ الآلافِ مِن العُلَماء والعامَّة خاصةً في وقعة الربض بقُرطبة، ثم توفِّيَ الحَكَمُ بن هشام. وهو أوَّلُ من جَنَّد بالأندلُسِ الأجنادَ المُرتَزِقة، وجمع الأسلحةَ والعُدَد، واستكثَرَ من الحشَمِ والحواشي، وارتبَطَ الخيولَ على بابه، وشابَهَ الجبابرةَ في أحوالِه، واتَّخذ المماليكَ، وجعَلَهم في المرتَزِقة، فبلغت عِدَّتُهم خمسةَ آلاف مملوك، وكانوا يُسَمَّون الخُرسَ؛ لعُجمةِ ألسنتِهم، وكانوا يوميًّا على باب قَصرِه. وكان يطَّلِعُ على الأمور بنفسه، ما قَرُب منها وبَعُد، وكان له نفَرٌ مِن ثقاتِ أصحابِه يُطالِعونَه بأحوالِ النَّاس، فيرُدُّ عنهم المظالِمَ، ويُنصِفُ المظلومَ، وهو الذي وطَّأَ لعَقِبه المُلْكَ بالأندلس، وولِيَ بعده ابنُه عبدالرحمن بن الحكَم.

العام الهجري : 849 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1446
تفاصيل الحدث:

هو شيخُ الإسلام الحافظ العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن معطي العبدوسي المالكي، مفتي فاس وعالِمُها ومحَدِّثُها. قال فيه السيوطي: "كان عالِمًا بارعًا صالحًا مشهورًا" وقال الشيخ أحمد زروق الفاسي: "كان أبو محمد العبدوسي عالِمًا صالحًا مفتيًا، حُملتُ إليه وأنا رضيع ولم أزل أتردَّدُ إليه في ذلك السن؛ لكون جدتي تقرأُ عليه مع أختيه فاطمة وأم هانئ، وكانتا فقيهتين صالحتين، وكان قطبًا في السخاءِ، إمامًا في نصح الأمة، أمات كثيرًا من البِدَع بالمغرب، وأقام الحدود والحقوق وتولَّى آخِرَ أمره خطابةَ جامع القرويين، ثم توفى سنة تسع وأربعين، وكان أكثر علمه فقهَ الحديث، سمعت شيخنا القوري يقول: إنهم حسبوا الخارج من يده والداخل فيها فوجدوا الخارج أكثر، وحدَّثنا أنه حَفِظَ مختصر مسلم للقرطبي في كل خميس خمسة أحاديث، وشهرةُ أخلاقه وسخائه أبينُ من أن تُذكَر، كان لا يدَّخِر شيئًا حتى لم يوجَدْ يوم مات إلا بدنان وإحرامان ودراعتان إحداهما للأمير يحيى بن زيان، فقال: هكذا يكون الفقيهُ وإلا فلا. وكان يشترط العزلَ في النكاحِ، فرارًا من الولدِ؛ لفساد الزمانِ، قالوا: وكان لا تفارِقُ كُمَّه الشمائلُ عاملًا بها، وحَدَّثَت زوجته أنه كان يعمل الخوصَ خُفيةً ويعطيه لمن لا يعرفُ أنَّها له يبيعُها، ثم يتقَوَّتُ بها في رمضان، ومناقبُه كثيرة جمع فيها بعض أصحابنا تأليفًا ذكر فيه كثيرًا, وكان العبدوسي أقوى من جَدِّه موسى في العمل، وإنَّ جَدَّه أقوى منه في العلم, وكان شيخ الجماعة الفقهاء والصوفية، وتخرَّج به جماعةٌ، كالفقيه المحقق ابن آملال، والفقيه القوري، وأبي محمد الورياجلي، وغيرهم" قال شمس الدين السخاوي: كان أبو محمد هذا واسِعَ الباع في الحفظ، وليَ الفُتيا بالمغرب الأقصى، وإمامة جامع القرويين بفاس، ومات فجأة وهو في صلاةٍ"

العام الهجري : 984 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1576
تفاصيل الحدث:

بعد انتهاءِ أبي مروان عبد الملك ابن الشيخ السعدي من ضَمِّ فاس, تقدَّم إلى البلاد المراكشية قاصدًا حرب ابن أخيه محمد المتوكل على الله وتشريده عنها، ولما سَمعَ ابنُ أخيه بخروجه إليه وقصْده إياه، تهيأ لملاقاته وسار إلى منازلته، فالتقى الجمعان بموضعٍ يسمى خندق الريحان، على مقربة من وادي شراط من أحواز سلا، فكانت الهزيمة أيضًا على المتوكل على الله، وتبعه عمُّه أبو العباس أحمد المنصور خليفةُ أخيه أبي مروان يومئذ، فلما سمع المتوكل باتباعِه بعد بلوغِه إلى مراكش فرَّ عنها إلى جبل درن، وأسلم له مراكش، فدخلها أحمد نائبًا عن أخيه وأخذ له البيعةَ على أهلها، ثم لحق به السلطانُ أبو مروان فدخلها يوم الاثنين تاسع عشر ربيع الثاني من هذه السنة، وأقام بها أيامًا ثم خرج في طلب ابن أخيه، فعَمِيَت عليه أنباؤه! فعاد أبو مروان إلى مراكش وأقام بها. 

العام الهجري : 559 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1164
تفاصيل الحدث:

فتح نور الدين محمود بن زنكي قلعة حارم من الفرنج؛ وسببُ ذلك أن نور الدين لَمَّا عاد منهزمًا من البقيعة، تحت حصن الأكراد، مِن قبلُ، واتَّفَق مسير بعض الفرنج مع مَلِكِهم في مصر، فأراد أن يقصِدَ بلادهم ليعودوا عن مصرَ، فأرسل إلى أخيه قطب الدين مودود، صاحِبِ الموصل وديار الجزيرة، وإلى فخر الدينِ قرا أرسلان، صاحبِ حصن كيفا، وإلى نجمِ الدين ألبي، صاحبِ ماردين، وغيرِهم من أصحاب الأطراف يستنجِدُهم؛ فأما قطب الدين فإنه جمعَ عسكَرَه وسار مجِدًّا، وفي مقدمته زين الدين علي أمير جيشه؛ وأما نجم الدين فإنه سيَّرَ عسكرًا، فلما اجتمعت العساكرُ سار نحو حارم فحصرها ونصبَ عليها المجانيق وتابَعَ الزحف إليها، فاجتمع من بقيَ بالساحل من الفرنج، فجاؤوا في حَدِّهم وحديدِهم، ومُلوكِهم وفُرسانِهم، وقِسِّيسِيهم ورهبانهم، وأقبلوا إليه مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلون، وكان المُقَدَّم عليهم البرنس بيمند: صاحب أنطاكية، وقمص: صاحب طرابلس وأعمالِها، وابن جوسلين، وهو من مشاهير الفرنج، والدوك، وهو مُقَدَّم كبيرٌ من الروم، وجمعوا الفارِسَ والراجِلَ، فلمَّا قاربوه رحلَ عن حارم إلى أرتاح؛ طمعًا أن يَتبَعوه فيتمَكَّنَ منهم؛ لبُعدِهم عن بلادِهم إذا لَقُوه، فساروا، فنزلوا على غمر ثم عَلِموا عجزَهم عن لقائه، فعادوا إلى حارم، فلما عادوا تَبِعَهم نورُ الدين في أبطال المسلمينَ على تعبئةِ الحرب، فلما تقاربوا اصطفُّوا للقتال، فبدأ الفرنج بالحملة على ميمنةِ المسلمين، وفيها عسكَرُ حلب وصاحِبُ الحصن، فانهزم المسلمون فيها، وتبِعَهم الفرنج، فقيل كانت تلك الهزيمةُ من الميمنة على اتِّفاق ورأيٍ دَبَّروه، فكان الأمرُ على ما دبَّروه؛ فإن الفرنج لَمَّا تبعوا المنهزمين عطف زينُ الدين علي في عسكر الموصل على راجل الفرنج فأفناهم قتلًا وأسرًا، وعاد خيَّالتهم، ولم يُمعِنوا في الطلَبِ خوفًا على راجِلِهم، فعاد المنهَزِمون في آثارهم، فلما وصل الفرنجُ رأوا رجالهم قتلى وأسرى، فسُقِطَ في أيديهم، ورأوا أنهم قد هلكوا وبَقُوا في الوسط قد أحدق بهم المسلمون من كل جانب، فاشتدَّت الحربُ، وقامت على ساق، وكثُرَ القتل في الفرنج، وتمَّت عليهم الهزيمة، فعدل حينئذ المسلمون من القتل إلى الأسر، فأسَروا ما لا يُحَدُّ، وفي جملة الأسرى صاحِبُ أنطاكية، والقمص، صاحب طرابلس، وكان شَيطانَ الفرنج، وأشَدَّهم شكيمةً على المسلمين، والدوك مقدم الروم، وابن جوسلين، وكانت عدة القتلى تزيد على عشرة آلاف قتيل. ثم سار إلى حارم فملكها في شهر رمضان من السنة، وبثَّ سراياه في أعمال أنطاكية، فنَهَبوها وأسروا أهلها، وباع البرنس بمال عظيم وأسرى من المسلمين.

العام الهجري : 623 العام الميلادي : 1226
تفاصيل الحدث:

كان بين المعظم والأشرف خلافٌ سَبَبُه أنَّه لَمَّا توفِّيَ الملك العادل أبو بكر بن أيوب، اتفق أولاده الملوك بعده اتفاقًا حسنًا، وهم: الملك الكامل محمد، صاحب مصر، والملك المعظم عيسى، صاحب دمشق، والملك الأشرف موسى، صاحب ديار الجزيرة وخلاط، واجتمعت كلمتُهم على دفع الفرنج عن الديار المصريَّة، ولما رحل الكامل عن دمياط لما كان الفرنج يحصُرونَها، صادفه أخوه المعظَّم من الغد، وقَوِيَت نفسه، وثَبَتت قدمه، ولولا ذلك لكان الأمر عظيمًا، ثم إنَ المعظم لما عاد من مصر سار إلى أخيه الأشرف ببلاد الجزيرة مرَّتين يستنجده على الفرنج، ويحثُّه على مساعدة أخيهما الكامل، ولم يزل به حتى أخذه وسارا إلى مصر، وأزالوا الفرنجَ، فلما فارق الفرنجُ مصرَ وعاد كل من الملوك أولاد العادل إلى بلده بَقُوا كذلك يسيرًا، ثم سار الأشرفُ إلى أخيه الكامل بمصر، فاجتاز بأخيه المعظَّم بدمشق، فلم يستصحِبْه معه، وأطال المقامَ بمصر، فساء المعظَّم ذلك، ثم إن المعظَّم سار إلى مدينة حماة وحصرها، فأرسل إليه أخوه من مصرَ ورحَّلاه عنها كارهًا، فازداد نفورًا، وقيل: إنَّه نقل إليه عنهما أنهما اتفقا عليه، والله أعلم بذلك، ثم انضاف إلى ذلك أن الخليفة الناصر لدين الله، كان قد استوحش من الكامِلِ؛ لِما فعله ولده صاحِبُ اليمن من الاستهانة بأمير الحاج العراقي، فأعرض عنه وعن أخيه الأشرف لاتفاقِهما، وقاطعهما وراسل مظفر الدين كوكبري بن زين الدين علي، صاحب إربل، يعلِمُه بانحرافه عن الأشرف، واستمالَه واتفقا على مراسلة المعظَّم وتعظيم الأمر عليه، فمال إليهما وانحرف عن إخوته، ثم اتفَقَ ظهور جلال الدين وكثرةُ ملكه، فاشتد الأمرُ على الأشرف بمجاورة جلال الدين خوارزم شاه ولاية خلاط، ولأنَّ المعظم بدمشق يمنع عنه عساكرَ مصر أن تصِلَ إليه، وكذلك عساكر حلب وغيرها من الشام، فرأى الأشرفُ أن يسير إلى أخيه المعظَّم بدمشق، فسار إليه في شوال واستماله واصطلح معه، فلما سمع الكامل بذلك عظم عليه، ثم إنهما راسلاه وأعلماه بنزول جلال الدين على خلاط، وعظَّما الأمر عليه، وأعلماه أن هذه الحال تقتضي الاتفاق لعمارة البيت العادلي، وانقضت السنةُ والأشرف بدمشق والناس على مواضِعِهم ينتظرون خروجَ الشتاء ما يكون من الخوارزميين.

العام الهجري : 115 العام الميلادي : 733
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنَة وَقَع الطَّاعون بالشَّام، وفيها وَقَع بخُراسان قَحْطٌ شَديدٌ، فكَتَب الجُنيدُ المُرِّيُّ إلى الكور بِحَمْلِ الطَّعام إلى مَرْو، أَعْطَى الجُنيدُ رَجُلًا دِرْهَمًا فاشْتَرَى به رَغيفًا، فقال لهم أَتَشْكون الجُوعَ ورَغيفٌ بِدِرْهَم؟ لقد رَأَيْتُني بالهِنْدِ وإنَّ الحَبَّة مِن الحُبوب لَتُباع عددًا بِدِرْهَم.

العام الهجري : 700 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1300
تفاصيل الحدث:

في مستهَلِّ صَفَر وردت أخبارٌ بقَصدِ التتر بلادَ الشام، وأنهم عازمونَ على دخول مصر، فانزعج الناسُ لذلك وازدادوا ضعفًا على ضعفهم، وشرعَ الناسُ في الهرب إلى بلادِ مِصرَ والكرك والشوبك والحصون المنيعة، وجلس الشيخُ تقي الدين ابن تيمية في ثاني صفر بمجلِسِه في الجامع وحَرَّضَ الناسَ على القتال، وساق لهم الآياتِ والأحاديثَ الواردة في ذلك، ونهى عن الإسراعِ في الفرار، ورغَّبَ في إنفاق الأموال في الذَّبِّ عن المسلمين وبلادِهم وأموالِهم، وأنَّ ما يُنفَقُ في أجرةِ الهَرَبِ إذا أُنفِقَ في سبيل الله كان خيرًا، وأوجب جهاد التتر حتمًا في هذه الكَرَّة، وتابع المجالِسَ في ذلك، ونودِيَ في البلادِ لا يسافِرْ أحدٌ إلا بمرسومٍ وورقةٍ، فتوقَّفَ النَّاسُ عن السير وسكَنَ جأشُهم، وتحَدَّث الناس بخروج السلطانِ مِن القاهرة بالعساكرِ، وفي أول ربيع الآخر قَوِيَ الإرجاف بأمر التتر، وجاء الخبَرُ بأنهم قد وصلوا إلى البيرة ونودِيَ في البلد أن تخرج العامَّةُ من العسكر، وجاء مرسومُ النائب من المرج بذلك، فاستعرضوا في أثناء الشَّهرِ فعرض نحو خمسةِ آلاف من العامة بالعُدَّة والأسلحة على قدر طاقتِهم، وأشاع المرجفونَ بأن التتر قد وصلوا إلى حَلَب وأن نائب حلب تقهقَرَ إلى حماة، ونودي في البلد بتطييبِ قُلوبِ الناس وإقبالِهم على معايِشِهم، وأن السلطانَ والعساكر واصلةٌ، وأُبطلَ ديوان المستخرج, وكانوا قد استخرجوا أكثَرَ مِمَّا أمروا به، وبقيت بواقٍ على الناس الذين قد اختَفَوا، فعُفي عما بَقِي، ولم يَرُدَّ ما سَلف، لا جرم أن عواقِبَ هذه الأفعال خَسَرٌ ونُكرٌ، وأن أصحابها لا يُفلِحون، ثم جاءت الأخبار بأن سلطان مصر رجع عائدًا إلى مصر بعد أن خرج منها قاصدًا الشام، فكثر الخوفُ واشتد الحال، وكثرت الأمطار جدًّا، وخرج كثير من الناس خفافًا وثِقالًا يتحمَّلونَ بأهليهم وأولادهم، واستهَلَّ جمادى الأولى والناسُ على خطَّة صعبة من الخوف، وتأخَّرَ السلطان واقترَبَ العدُوُّ، وخرج الشيخ تقي الدين ابن تيمية في مستهَلِّ هذا الشهرِ وكان يوم السبت إلى نائبِ الشامِ في المرج فثَبَّتَهم وقَوَّى جأشَهم وطَيَّبَ قلوبهم ووعَدَهم النصرَ والظَّفَرَ على الأعداء، وتلا قولَه تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج: 60] وبات عند العسكَرِ ليلةَ الأحد ثم عاد إلى دمشق وقد سأله النائِبُ والأمراء أن يركَبَ على البريدِ إلى مِصرَ يستَحِثُّ السلطانَ على المجيءَ، فساق وراء السلطانِ، وكان السلطانُ قد وصل إلى الساحِلِ فلم يدرِكْه إلَّا وقد دخل القاهرةَ وتفارط الحال، ولكنَّه استحَثَّهم على تجهيز العساكر إلى الشامِ إن كان لهم به حاجةٌ، وقال لهم فيما قال: إن كنتم أعرضتُم عن الشامِ وحمايتِه أقَمْنا له سلطانًا يحوطُه ويحميه ويستغِلُّه في زَمَنِ الأمن، ولم يَزَلْ بهم حتى جُرِّدَت العساكِرُ إلى الشام، ثم قال لهم: لو قُدِّرَ أنكم لستُم حكامَ الشَّامِ ولا ملوكَه واستنصركم أهلُه، وجب عليكم النصرُ، فكيف وأنتم حكَّامُه وسلاطينُه وهم رعاياكم وأنتم مسؤولونَ عنهم؟! وقَوَّى جأشَهم وضَمِنَ لهم النصر هذه الكَرَّةَ، فخرجوا إلى الشام، فلما تواصَلَت العساكِرُ إلى الشام فرح الناسُ فَرَحًا شديدًا بعد أن كانوا قد يَئِسوا من أنفُسِهم وأهليهم وأموالهم، ثمَّ قَوِيت الأراجيف بوصول التتر، وتحقُّقِ عَودِ السلطان إلى مصر، ونادى ابنُ النحاس متولي البلد في الناسِ: من قَدَرَ على السَّفَرِ فلا يقعُدْ بدمشق، فتصايح النِّساءُ والوِلدان، ورهق الناسَ ذِلَّةٌ عظيمةٌ وخَمدةٌ، وزُلزِلوا زلزالًا شَديدًا، وغُلِّقَت الأسواقُ وتيَقَّنوا أنْ لا ناصِرَ لهم إلا اللهُ عزَّ وجَلَّ، ودخل كثير من الناس إلى البراري والقِفار والمغر بأهاليهم من الكبارِ والصغار، ونودي في الناسِ من كانت نيتُه الجهادَ فليلتَحِقْ بالجيش؛ فقد اقترب وصول التتر، ولم يبق بدمشقَ مِن أكابرها إلا القليل، وجاءت الأخبارُ بوصول التتر إلى سرقين، وخرج الشيخ زين الدين الفارقي والشيخ إبراهيم الرقي وابن قوام وشرف الدين ابن تيمية وابن خبارة إلى نائب السلطنة الأفرم، فقَوَّوا عَزمَه على ملاقاةِ العدو، واجتمعوا بمهنا أمير العرب فحَرَّضوه على قتال العدو، فأجابهم بالسَّمعِ والطاعة، وقَوِيَت نياتهم على ذلك، وخرج طلبُ سلار من دمشق إلى ناحية المرج، واستعدوا للحَربِ والقتال بنيَّات صادقة، ورجع الشيخُ تقي الدين ابن تيمية من الديارِ المِصريَّة في السابع والعشرين من جمادى الأولى على البريد، وأقام بقلعة مصرَ ثمانيةَ أيَّامٍ يَحُثُّهم على الجهاد والخروج إلى العدو، وقد اجتمع بالسلطانِ والوزير وأعيان الدولة فأجابوه إلى الخروجِ، وقد غلت الأسعار بدمشقَ جِدًّا، ثم جاءت الأخبار بأن مَلِكَ التتار قد خاض الفراتَ راجِعًا عامَه ذلك لِضَعفِ جَيشِه وقِلَّةِ عَدَدِهم، فطابت النفوسُ لذلك وسكن النَّاسُ، وعادوا إلى منازِلِهم منشرحين آمنينَ مُستبشرينَ، ولَمَّا جاءت الأخبار بعدم وصول التتار إلى الشامِ في جمادى الآخرة تراجعت أنفُسُ الناس إليهم وعاد نائِبُ السلطنة إلى دمشق، وكان مخيمًا في المرج من مدة أربعة أشهر متتابعة، وهو من أعظَمِ الرباط، وتراجَعَ النَّاسُ إلى أوطانهم.

العام الهجري : 25 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 646
تفاصيل الحدث:

نقَض الرُّومُ العَهْدَ الذي كان بينهم وبين المسلمين بعدَ أن تَوَلَّى عبدُ الله بن أبي السَّرْحِ وِلايةَ مِصْرَ، فكتَب أهلُ الإسكندريَّة إلى قُسطنطين بن هِرقل وهَوَّنُوا عليه فَتْحَ الإسكندريَّة لِقِلَّةِ الحامِيَةِ مِن المسلمين، فأَنْفَذَ قائِدَهُ مانوبل الأرمنيَّ على رأسِ جيشٍ كَثيفٍ فاسْتَولى عليها، فكتَب عُثمانُ إلى عَمرٍو ووَلَّاهُ الإسكندريَّةَ، فسار عَمرٌو إليهم فبَدأَ القِتالُ في نَقْيُوس، وكانت الدَّوْلَةُ للمسلمين، ثمَّ أَوْقَف الحَربَ عَمرٌو ثمَّ سار إلى الإسكندريَّة وهدَم سُورَها ورجَعت مَرَّةً أُخرى تحت يَدِ المسلمين.

العام الهجري : 918 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1512
تفاصيل الحدث:

بعد أن وزَّعَ السلطان بايزيد الثاني الولايات على أولاده حاول سليم أن يعلِنَ نفسه سلطانًا فحاربه أبوه، ثم عفا عنه، ثم في 18 صفر من هذه السنة ترك السلطان بايزيد حكمَ الدولة لابنه سليم الأول، وذلك بدعم من الجيش الانكشاري الذي سار به إلى استانبول، وكان الانكشارية ينظرون إليه على أنه الأمل المرتجى في بعثِ النشاطِ الحربيِّ للدولة العثمانية بصورة أوسع، ودفْع حركة الفتوحات إلى الأمام؛ ولذلك بادر الجيش إلى معارضة والده وتولية ابنه سليم مكانَه، فوافق واستقال من السلطنة معلنًا ابنه سليمًا الأول سلطانًا على الدولة العثمانية.

العام الهجري : 1394 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1974
تفاصيل الحدث:

أُلغي حظرُ تصدير النفطِ إلى الولايات المتحدة في 18 آذار (مارس). وقد ساعد إلغاءُ الحظرِ على حدوث بعض الانفراجِ في العلاقات السعودية الأمريكية؛ مما أتاح الفرصةَ للتوصلِ إلى اتفاقية ثُنائيةٍ حولَ التعاون الاقتصاديِّ والفني عقَدها البلَدانِ في 8 حزيران (يونيو) 1974. وبعد مرور فترة قصيرةٍ وُقِّعَت اتفاقيةٌ حول تصديرِ معدَّاتٍ عسكرية أمريكية إلى السعودية، وتدريب الحرس الوطني السعوديِّ على يد مُدرِّبين أمريكان، وفي 9 حزيران (يونيو) 1974م أُعلن عن توقيع اتفاقية حول نقلِ60% من أسهم شركة أرامكو للسعودية.

العام الهجري : 1416 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1996
تفاصيل الحدث:

شنَّت القواتُ الإسرائيليةُ بأوامرَ من رئيس وزرائها الأسبق شيمون بيريز هجومَ قانا الأولَ، وتمَّت هذه المجزَرة في مركز قيادة فيجي التابع ليونيفل في قرية قانا جنوبَ لُبنانَ، حيث قامت قواتُ الاحتلالِ الإسرائيليِّ بقصفِ المقَرِّ بعد لجوء المدنيِّينَ إليه هرَبًا من عمليةِ عناقيدِ الغضبِ التي شنَّتها إسرائيلُ على لُبنانَ، وأدَّى قصفُ المقَرِّ إلى مَقتَلِ 106 من المدنيِّينَ، وإصابة الكثيرِ بجروحٍ، وقد اجتمَعَ أعضاءُ مجلسِ الأمن للتصويت على قرارٍ يُدين إسرائيلَ ولكنَّ الولاياتِ المتحدةَ أجهضَت القرارَ باستخدام حقِّ النقضِ-الفيتو.

العام الهجري : 1440 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 2019
تفاصيل الحدث:

أعلنَ الرئيسُ الأمريكيُّ دونالد ترامب عنِ اعتِرافِ الولاياتِ المتَّحدةِ بسِيادةِ إسرائيلَ على الجولانِ، وأنَّ هضْبةَ الجولانِ السُّوريةَ المحتلَّةَ جزءٌ من دولةِ إسرائيلَ، وذلك بعدَ زيارةِ رئيسِ الوزراءِ الإسرائيليِّ بِنْيامين نتنياهو إلى واشنطن.
ولا تزالُ إسرائيلُ تبسُطُ سيطرَتَها على ثُلَثيْ هضْبةِ الجولانِ السوريَّةِ الواقعةِ جنوبَ غَربِ البلادِ ضِمنَ محافظةِ القُنيْطرةِ، وتَعتبِرُ الأممُ المتَّحِدةُ الجولانَ "أرضًا سوريَّةً محتلَّة" وتُطالبُ الاحتِلالَ الإسرائيليَّ بالانسِحابِ منها بموجِبِ قرارِ مجلسِ الأمنِ التابعِ للأُممِ المتَّحدةِ رقْم (242)