الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 525 العام الميلادي : 1130
تفاصيل الحدث:

رتَّب الوزير أبو علي بن الأفضل وزير الحاكم الفاطمي الحافظ لدين الله، في الحُكم أربعة قضاة، فصار كل قاض يحكم بمذهبِه ويُوَرِّث بمذهبه، "فكان قاضي الشافعية سلطان بن إبراهيم بن المسلم بن رشا، وقاضي المالكية أبو عبد الله محمد بن أبي محمد عبد المولى بن أبي عبد الله محمد بن عبد الله اللبني المغربي، وقاضي الإسماعيلية أبو الفضائل هبة الله بن عبد الله بن حسن بن محمد القاضي فخر الأمناء الأنصاري المعروف بابن الأزرق، وقاضي الإمامية القاضي المفضل أبو القاسم ابن هبة الله بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن أبي كامل. ولم يُسمَع بمثل هذا في الملة الإسلامية قبل ذلك"، ولم يكن بمصر منتشرًا مذهب أبي حنيفة ولا مذهب أحمد بن حنبل؛ لذا لم يكن لهما قضاة.

العام الهجري : 1265 العام الميلادي : 1848
تفاصيل الحدث:

لَمَّا قفل عبد الله بن فيصل راجعًا بعد غارته على عنزة، نزل النفوذَ المسماةَ اليتيمةَ، ووجد آثارَ جيش عبد العزيز المحمد أبو عليان معه أهل عنيزة واستنفر معه أيضًا من وافقه من أهل بُريدة على قتال عبد الله ومن معه، فأشار على عبد الله بن فيصل من معه أن يسيرَ في طريقه ويتركَهم ما دام أنَّهم لم يعترضوه، فقال: لا والله لا أرجِعُ عنهم حتى يطأَهم جيشي، فقصدَهم في موضعهم فثار القتالُ وصمدوا للقتال وحَمِيَ وطيسُه، ثم انهزم عبد العزيز المحمد ومن معه، وتركوا بالميدان نحوَ مائةٍ وخمسين قتيلًا، وقصد عبد العزيز عُنيزةَ وتلاحق عليه فلولُ جيشِه. وكان يظنُّ أن أهل عنيزة يساعدونَه على إعادة الكَرَّة، ولكنَّ الشيخ عبد الله أبا بطين ثبَّط عزمهم، وأشار عليهم بعدم الدخولِ في أمر عبد العزيز، ثمَّ ذهب إلى عبد العزيز المحمد أبو عليان وحَذَّره من الفتنة، فرحل عبد العزيز من عنيزةَ، وقصد بُريدة وهرب السحيمي قاصدًا ابن رشيد، فوافاه في القوارة مقبلًا لنصرة الإمام فيصل. فلما فارق عبد العزيز عُنَيزةَ وهرب السحيمي، انتدب أهُل القصيم الشيخ عبد الله أبا بطين فركِبَ إلى الإمام فيصل وقال له: إن أهل البلاد يطلبون العفوَ عما مضى، وفوَّضوني أن أقَدِّمَ لكم خضوعَهم، وإنهم بالسمع والطاعة. وكان عبد الله اليحيى، وزامل العبد الله مع الإمام فيصل، فاستشرفا للإمارة، ولكِنَّ الإمام فيصل أرسل محمد بن أحمد السديري في عِدَّةِ رجال وأمره أن ينزل القصرَ، فدخل البلدَ ونزل القصر، ورحل الإمامُ فيصل ونزل خارج البلد، ثم دخلها بنفسه وحاشيته، فبايعوه على السَّمعِ والطاعة.

العام الهجري : 405 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1014
تفاصيل الحدث:

كان بنو دبيس قد قَتَلوا أبا الغنائِمِ بنَ مزيدٍ أخا أبي الحَسَنِ في حربٍ بينهم وحالت الأيَّامُ بينه وبين الأخذِ بثَأرِه، ثم تجهَّزَ لِقَصدِهم بعد ذلك، وجمَعَ العَرَبَ، والشَّاذنجان، والجوانيَّة، وغيرَهما من الأكرادِ، وسار إليهم، فلمَّا قَرُبَ منهم خرَجَت زوجتُه ابنةُ دبيس وقَصدت أخاها مُضَرَ بنَ دبيس ليلًا، وقالت له: قد أتاكم ابنُ مزيد فيما لا قِبَلَ لكم به، وهو يَقنَعُ منكم بإبعادِ نبهان قاتِلِ أخيه، فأبعدوه، فأجابها أخوها مُضَرُ إلى ذلك، وامتَنَع أخوه حَسَّان. فلما سمِعَ ابنُ مزيد بما فعَلَتْه زوجتُه أنكره، وأراد طلاقَها، فقالت له: خِفتُ أن أكونَ في هذه الحَربِ بين فَقدِ أخٍ حَميمٍ، أو زوجٍ كَريمٍ، ففعَلْتُ ما فعلتُ رَجاءَ الصَّلاحِ، فزال ما عنده منها، وتقَدَّم إليهم، وتقَدَّموا إليه بالحُلَلِ والبيوت، فالتَقَوا واقتتلوا، واشتَدَّ القِتالُ بين الفريقين، فظَفِرَ ابنُ مزيد بهم، وهزَمَهم وقَتَلَ حَسَّان ونبهان ابني دبيس، واستولى على البيوتِ والأموال، ولَحِقَ مَن سَلِمَ مِنَ الهزيمة بالحويزة, ولَمَّا ظَفِرَ بهم رأى عندهم مكاتباتِ فَخرِ الملك يأمُرُهم بالجِدِّ في أمرِ ابن مزيد، ويَعِدُهم النُّصرة، فعاتبه على ذلك، وحصل بينهما نُفرةٌ، ودَعَت فخْرَ الملك الضَّرورةُ إلى تقليدِ ابنِ مزيد الجزيرةَ الدبيسيَّةَ، واستثنى مواضِعَ منها: الطيب وقرقوب وغيرهما، وبقي أبو الحسَنِ هناك إلى جُمادى الأولى, ثمَّ إنَّ مُضَرَ بنَ دبيسٍ جمع جمعًا، وكبس أبا الحَسَنِ ليلًا، فهرب في نفرٍ يسيرٍ، واستولى مُضَرُ على حُلَلِه وأمواله، وكلِّ ماله، ولَحِقَ أبو الحسن ببلدِ النيلِ مُنهَزِمًا.

العام الهجري : 211 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 826
تفاصيل الحدث:

لَمَّا توفِّيَ السري أميرُ مصرَ للمأمونِ، وليَ بعدَه ابنُه عُبيدالله، ولَّاه الجُندُ وبايعوه، ثم حدَّثَته نفسُه الخروجَ عن طاعة المأمونِ وجَمَع وحَشَد، فبلغ المأمونَ ذلك وطلب عبدَ الله بنَ طاهرٍ لقتالِه وقتالِ الخوارج بمصرَ، فسار إليه ابنُ طاهر فتهَّيأ عُبيد الله بن السري لحَربِه وعبَّأ جيوشَه وحفَرَ خندقًا عليه، ثم تقدَّم بعساكِرِه إلى خارج مصرَ والتقى مع عبد اللهِ بنِ طاهر وتقاتلا قتالًا شديدًا، وثبت كلٌّ من الفريقينِ ساعةً كبيرةً حتى كانت الهزيمةُ على عُبيد الله بن السري أميرِ مصر، وانهزم إلى جهةِ مِصرَ، وتَبِعَه عبد الله بن طاهر بعساكِرِه فحاصره عبدُ الله بن طاهر وضيَّقَ عليه حتى أباده وأشرف على الهلاكِ، فطلب عُبيد الله بن السري الأمانَ مِن عبد الله بن طاهر بشُروطِه، فأمَّنَه عبدُ الله بن طاهر بعد أمورٍ صَدَرت، فخرج إليه عُبيد الله بن السري بالأمانِ، وبذل إليه أموالًا كثيرةً، وأذعن له وسلَّمَ إليه الأمرَ.

العام الهجري : 335 العام الميلادي : 946
تفاصيل الحدث:

كان الفِداءُ بالثغورِ بين المسلمينَ والرومِ على يدِ نَصرِ الثملي أميرِ الثغور لسيفِ الدولة بن حمدان، وكان عدة الأسرى 2480 أسيرًا مِن ذكَرٍ وأنثى، وفضَلَ للرُّومِ على المُسلِمينَ مائتان وثلاثون أسيرًا لكثرةِ مَن معهم من الأسرى، فوفاهم ذلك سيفُ الدولة.

العام الهجري : 1393 العام الميلادي : 1973
تفاصيل الحدث:

قامت لِيبيا باحتلالِ شَريط أوزو في شمالي تشادَ، وادَّعت لِيبيا أنها لم تَقُمْ بذلك إلا بناءً على الاتفاقية التي جَرَت بين فرنسا وإيطاليا عام 1362هـ / 1943م، واستقرَّت قوةٌ لِيبية في تشادَ، قوامُها خمسةَ عشَرَ ألفَ جُنديٍّ، ثم قدَّمت اقتراحاتٍ لقيامِ وَحدةٍ بين لِيبيا وتشادَ، لكنها لم تَنجَح؛ فسحَبَت ليبيا قُواتها في مَطلع عام 1402هـ، ووُضِعَت محلَّها قواتُ حِفظ السلامِ الدوليةِ.

العام الهجري : 1233 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

لَمَّا قبل إبراهيم باشا الصلحَ خرج له من أعيان الدرعية عبد الله بن عبد العزيز بن محمد، والشيخ العالم علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومحمد بن مشاري بن معمر، فأرادوا منه أن يصالِحَهم على البلدِ كُلِّه فأبى أن يصالِحَهم إلا على السهلِ، أو يحضُرَ الإمام عبد الله بن سعود فرفضوا، فدخل الرومُ الدرعية ووقعت الحربُ عند مسجد الطريف أيامًا ثم انفَضَّ عن عبد الله بن سعود كثيرٌ ممن كان عنده،  فلما رأى عبد الله ذلك بذل نفسَه للروم وفدى بها عن النِّساء والولدان والأموال، فأرسل إلى الباشا وطلب المصالحةَ، فأمره أن يخرج إليه فخرج إليه وتصالحَ على أن يركَبَ إلى السلطانِ فيُحسِنَ إليه أو يسيءَ، وانعقد الصلحُ على ذلك، ودخل عبد الله منزله وأطاعت البلدُ كُلُّها، فسلّم عبد الله بن سعود نفسَه للباشا في 8 ذي القعدة بعد حصارٍ شديد للدرعية دام ستة أشهر، ثم أرسله إلى القاهرة، واقتاد إبراهيم باشا بعض أمراء آل سعود وأفرادًا من أسرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أسرى، وأرسلهم إلى مصر، ومن هناك أُرسِلَ عبد الله بن سعود إلى استانبول، حيث أُعدِمَ في صفر سنة 1234هـ, وبهذا انتهت الدولةُ السعودية الأولى التي امتَدَّ نفوذُها إلى معظم أنحاء الجزيرة العربية على مدى 77 سنة.

العام الهجري : 1018 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1609
تفاصيل الحدث:

هو السلطان أبو فارس عبد الله بن المنصور أحمد السعدي، بويع بمراكش بعد وفاة والده، ثم بعث أخاه محمد الشيخ المأمون لقتال أخيهما السلطان زيدان، فلما انتصر عليه نكث محمد الشيخ عهده مع أخيه أبي فارس واستبدَّ عليه، ثم بعثَ إليه ابنَه عبد الله فهزَمَ عمَّه أبا فارس إلى مسفيوة ثم منها إلى السوس، فأقام عند حاجب أبيه عبد العزيز بن سعيد الوزكيتي، ثم لما بالغ زيدان في طلبه فرَّ إلى أخيه الشيخ المأمون فلم يزل مع ابنه عبد الله بن الشيخ إلى أن قُتل مصطفى باشا ودخل عبد الله فاس، فاستولى عليها فاتَّفق رأي قوَّاد شراكة على قتل عبد الله وتولية عمِّه أبي فارس، فبلغ ذلك عبد الله فدخل على عمِّه أبي فارس ليلًا مع حاجبه حمو بن عمر فوجده على سجادتِه وجواريه حوله فأخرجهنَّ وأمر بعمِّه فخُنِق وهو يضربُ برجليه إلى أن مات.

العام الهجري : 695 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1296
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامة، مفتي المسلمين، أبو البركات زين الدين المنجي بن عثمان بن أسعد بن المنجي بن بركات بن المؤمل، التنوخي، المعرِّي الأصل، الدمشقي، شيخُ الحنابلة. ولد سنة 631. سمع الحديث وتفقَّهَ فبرع في فنون من العلمِ كثيرةٍ مِن الأصول والفروع والعربيَّة والتفسير وغير ذلك، وانتهت إليه رياسة المذهب، وصنَّف في الأصول وشرَحَ المُقنِعَ، وله تعاليقُ في التفسير, فدرَّس وأفتى وصنَّف, وتفقَّه عليه: ابن الفخر، وابن أبي الفتح، وابن تيمية، وجماعة من الأئمة. وكان قد جمع له بين حُسنِ السَّمت والديانة والعِلمِ والوجاهة وصِحَّة الذهن والمناظرة, وطولِ النفس في البحث، وله مُلكٌ وثَروةٌ وحُرمةٌ وافرةٌ, وكان له في الجامِعِ حلقة للإشغالِ والفتوى نحو ثلاثين سنة متبَرِّعًا لا يتناوَلُ على ذلك أجرًا. وكانت له أوراد، منها صومُ الاثنين والخميس، والذِّكرُ من حين يصلِّي الصبحَ إلى أن يصلي الضُّحى. وله مع الصلوات تطوع كثير. ويصلي الضحى ويطيلُها جِدًّا. وكان له في آخِرِ الليل تهجدٌ كثيرٌ وتيقُّظٌ وذِكرٌ. وكان له إيثارٌ كبير؛ يفطِّرُ الفقراء عنده في بعضِ الليالي، وفي شهر رمضانَ كُلِّه. وكان مع ذلك حسَنَ الأخلاقِ، لطيفًا مع المشتغلين، مليحَ المجالسة. قال الذهبي: " أجاز لي مرويَّاتِه سنة سبع وسبعين، وقصدته لأسمعَ منه فقال لي: تعالَ وقتًا آخر. فاشتغلت ولم يقَدَّر لي السماعُ منه. وكان مليحَ الشكل، حسَنَ البِزَّة، كثيرَ التطهُّر والنظافة. وكان غالِبَ أوقاته في الجامع وفي بيت المأذنةِ". توفي يوم الخميس رابع شعبان، وتوفيت معه زوجتُه أم محمد ست أبيها بنت صدر الدين الخجندي، وصُلِّيَ عليهما بعد الجمعة بجامع دمشقَ وحُمِلا جميعًا إلى سفح قاسيون شمال الجامع المظفري تحت الروضة، فدفنا في تربةٍ واحدة رحمهما الله تعالى، وهو والد رئيسِ القضاة علاء الدين، وكان شيخ المسماريَّة ثم وليها بعده ولداه شرف الدين وعلاء الدين، وكان شيخَ الحنبليَّة فدَرَّس بها بعده الشيخ تقي الدين ابنُ تيمية.

العام الهجري : 849 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1446
تفاصيل الحدث:

هو شيخُ الإسلام الحافظ العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن معطي العبدوسي المالكي، مفتي فاس وعالِمُها ومحَدِّثُها. قال فيه السيوطي: "كان عالِمًا بارعًا صالحًا مشهورًا" وقال الشيخ أحمد زروق الفاسي: "كان أبو محمد العبدوسي عالِمًا صالحًا مفتيًا، حُملتُ إليه وأنا رضيع ولم أزل أتردَّدُ إليه في ذلك السن؛ لكون جدتي تقرأُ عليه مع أختيه فاطمة وأم هانئ، وكانتا فقيهتين صالحتين، وكان قطبًا في السخاءِ، إمامًا في نصح الأمة، أمات كثيرًا من البِدَع بالمغرب، وأقام الحدود والحقوق وتولَّى آخِرَ أمره خطابةَ جامع القرويين، ثم توفى سنة تسع وأربعين، وكان أكثر علمه فقهَ الحديث، سمعت شيخنا القوري يقول: إنهم حسبوا الخارج من يده والداخل فيها فوجدوا الخارج أكثر، وحدَّثنا أنه حَفِظَ مختصر مسلم للقرطبي في كل خميس خمسة أحاديث، وشهرةُ أخلاقه وسخائه أبينُ من أن تُذكَر، كان لا يدَّخِر شيئًا حتى لم يوجَدْ يوم مات إلا بدنان وإحرامان ودراعتان إحداهما للأمير يحيى بن زيان، فقال: هكذا يكون الفقيهُ وإلا فلا. وكان يشترط العزلَ في النكاحِ، فرارًا من الولدِ؛ لفساد الزمانِ، قالوا: وكان لا تفارِقُ كُمَّه الشمائلُ عاملًا بها، وحَدَّثَت زوجته أنه كان يعمل الخوصَ خُفيةً ويعطيه لمن لا يعرفُ أنَّها له يبيعُها، ثم يتقَوَّتُ بها في رمضان، ومناقبُه كثيرة جمع فيها بعض أصحابنا تأليفًا ذكر فيه كثيرًا, وكان العبدوسي أقوى من جَدِّه موسى في العمل، وإنَّ جَدَّه أقوى منه في العلم, وكان شيخ الجماعة الفقهاء والصوفية، وتخرَّج به جماعةٌ، كالفقيه المحقق ابن آملال، والفقيه القوري، وأبي محمد الورياجلي، وغيرهم" قال شمس الدين السخاوي: كان أبو محمد هذا واسِعَ الباع في الحفظ، وليَ الفُتيا بالمغرب الأقصى، وإمامة جامع القرويين بفاس، ومات فجأة وهو في صلاةٍ"

العام الهجري : 660 العام الميلادي : 1261
تفاصيل الحدث:

كان سَبَبُ عداوة بركة خان وهولاكو أنَّ وقعةً كانت بينهما، قُتِلَ فيها ولد هولاكو وكُسِرَ عَسكَرُه وتمزَّقوا في البلاد، وصار هولاكو إلى قلعةٍ بوسط بحيرة أذربيجان محصورًا بها، وأرسَلَ إليه بركةُ يطلُبُ منه نصيبًا مما فتحه من البلاد وأخَذَه من الأموال والأسرار، على ما جرت به عادةُ ملوكهم، فقتَلَ رُسُلَه فاشتَدَّ غَضَبُ بركة، ومما زاد الخلافَ بينهما هو إسلامُ بركة خان وغَضَبُه على هولاكو مما فَعَله ببغداد وقَتْله للخليفة العباسي المستعصم بالله، وكاتب الظاهِرَ ليتَّفِقا على هولاكو، فلمَّا بلغ ذلك السلطانَ سُرَّ به، وفرح الناسُ باشتغال هولاكو عن قَصدِ بلاد الشام، وكتب السلطانُ إلى النواب بإكرام الوافديَّة من التتار، وكانوا مائتي فارسٍ بأهاليهم، فحَسُنَت حالهم، ودخل في الإسلامِ مَن لم يُسلِمْ مِن قبلُ، وكتب السلطانُ إلى الملك بركة كتابًا، وسيَّرَه مع الفقيه مجد الدين والأمير سيف الدين كسريك.

العام الهجري : 718 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1318
تفاصيل الحدث:

وصَلَت الأخبارُ في المحَرَّم من بلاد الجزيرة وبلاد الشرق سنجار والموصل وماردين وتلك النواحي بغلاء عظيمٍ وفناء شديدٍ وقِلَّة الأمطار، والخوف من التتار، وعدمِ الأقواتِ وغلاءِ الأسعار، وقِلَّة النفقات، وزوال النِّعَم، وحلولِ النِّقَم، بحيث إنهم أكلوا ما وجدوه من الجماداتِ والحيواناتِ والميتاتِ، وباعوا حتى أولادَهم وأهاليهم، فبِيعَ الولد بخمسينَ دِرهمًا وأقل من ذلك، حتى إنَّ كثيرًا كانوا لا يشترون من أولادِ المسلمين، وكانت المرأةُ تُصَرِّحُ بأنها نصرانيَّة لِيُشتَرى منها ولَدُها لتنتَفِعَ بثَمَنِه ويحصُل له من يُطعِمُه فيَعيش، وتأمَن عليه من الهلاكِ، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ووقعت أحوالٌ صعبة يطول ذِكرُها، وتنبو الأسماعُ عن وصفها، وقد ترَحَّلت منهم فرقة قريب الأربعمائة إلى ناحية مراغة فسقط عليهم ثلجٌ أهلَكَهم عن آخِرِهم، وصَحِبَت طائفةٌ منهم فِرقةً من التتار، فلما انتَهَوا إلى عقبة صعدها التتارُ ثم منعوهم أن يصعدوها لئلا يتكَلَّفوا بهم فماتوا عن آخِرِهم، فلا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله العزيزِ الحكيمِ.

العام الهجري : 326 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 938
تفاصيل الحدث:

ورد كتابٌ مِن مَلِكِ الرُّومِ إلى الراضي مكتوبٌ بالروميَّة والتَّفسير بالعربية، فالروميُّ بالذَّهبِ والعربيُّ بالفِضَّة، وحاصِلُه طلب الهُدنة بينه وبينه، ووجَّهَ مع الكتاب بهدايا وألطافٍ كثيرة فاخرة، فأجابه الخليفةُ إلى ذلك، وفودي من المسلمينَ سِتَّة آلافِ أسيرٍ، ما بين ذكَرٍ وأنثى على نهرِ البدندون.

العام الهجري : 7 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

بلَغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ يَسيرَ بنَ رِزامٍ اليَهوديَّ يَجمعُ غَطَفانَ لِيَغزو بهم المدينةَ، فبعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بنَ رَواحةَ في ثلاثين راكبًا إلى يَسيرِ بنِ رِزامٍ حتَّى أَتَوْهُ بِخَيبرَ، فقالوا: أَرسلَنا إليك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِيَستعمِلَك على خَيبرَ, فلم يزالوا به حتَّى تَبِعَهُم في ثلاثين رجلًا مع كُلِّ رجلٍ منهم رَديفٌ مِنَ المسلمين، فلمَّا بلغوا قَرْقَرَةَ نِيارٍ نَدِمَ يَسيرُ بنُ رِزامٍ فأَهوى بيدِه إلى سَيفِ عبدِ الله بنِ رَواحةَ، ففَطِنَ له عبدُ الله بنُ رَواحةَ فزَجَر بَعيرَهُ ثمَّ اقْتَحَم يَسوقُ بالقَومِ، حتَّى اسْتمكَن مِن يَسيرٍ فضرَب رِجلَهُ فقطَعها، واقْتحَم يَسيرٌ وفي يدِه مِخْراشٌ مِن شَوْحَطٍ فضرَب به وَجْهَ عبدِ الله بنِ رَواحةَ فشَجَّهُ شَجَّةً مَأمومةً, وانْكفَأ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ المسلمين على رَديفِه فقَتلهُ، غَيرَ رَجُلٍ واحدٍ مِنَ اليَهودِ أعَجزَهُم شَدًّا ولم يُصِبْ مِنَ المسلمين أحدًا، فبَصَقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في شَجَّةِ عبدِ الله بنِ رَواحةَ فلم تُقَيَّحْ ولم تُؤْذِهِ حتَّى مات.

العام الهجري : 1340 العام الميلادي : 1921
تفاصيل الحدث:

ارتبط تأسيسُ إمارة شرقي الأردن بوصول الأمير عبد الله بن الحسين (الذي كان يشغَلُ منصب وزير خارجية الدولة العربية في الحجاز) إليها بناءً على الدعواتِ التي وُجِّهَت للشريف علي بن الحسين من قِبَل أعيان ووُجهاءِ مناطِقِ شرقي الأردن، وكذلك أعضاء حزب الاستقلال الذين جاؤوا للأردن من سوريا بعد معركة ميسلون 1920، وبعد طَردِ الملك فيصل من سوريا على يد الفرنسيين جاء أخوه عبد الله طالبًا للثأر، فلما وصل إلى مدينة معان في 21/11/1920 بعد رحلةٍ شاقة لمدة 27 يومًا مع حاشيته، و 500 من الحرس بالقطار، بدأ بدعوةِ أهالي شرق الأردن وحكوماتها المحليَّةِ للالتفافِ حولَه؛ مما حدا بالفرنسيين إلى اعتبار وصول الأمير عبد الله إلى شرق الأردن أمرًا خطيرًا يهدِّدُ وجودَها في سوريا؛ وذلك بسبب تصريح الأمير عبد الله أنه جاء لإحياء الثورة التي أُخمدت في حوران، وأنَّ قُدومَه للمشاركة في الدفاعِ عن أوطانهم، وأعلن نفسه وكيلًا للأمير فيصل. وخاطبت الحكومةُ الفرنسيةُ الحكومةَ البريطانية لممارسة ضغوطها على الملك حسين؛ لاتخاذ الخطوات الكفيلة بإيقافِ ابنه الأمير عبد الله واستعدادها للدخول إلى الأردن إذا اقتضى الأمرُ ذلك، وفعلًا قامت بريطانيا بالتوسُّط لدى الملك حسين لمنع الأمير عبد الله من القيام بأي شيء، مقابِلَ أن تحقِّقَ بريطانيا لأهالي شرقي الأردن حكمًا لأنفُسِهم تحت حكم الأمير عبد الله، وكانت بريطانيا لَمَّا عرضت على فيصل عرشَ العراق أبدى اعتراضًا أن أخاه عبد الله قد رشَّحه الشاميون لمُلْك العراق، فقام لورنس بالتفاوضِ مع عبد الله على أن يكونَ هو مَلِكًا على شرق الأردن ويترُكَ مُلك العراق لأخيه فيصل، فوافق؛ لذلك اجتمع عبد الله مع تشرشل في القدس في نيسان 1921م وعقد معه اتفاقًا لم يغِبْ عن الفرنسيين بأن تقوم في شرقي الأردن إمارةٌ ذاتُ حكومة تتمتَّعُ بالاستقلال الإداري، وتسترشد برأي المفَوَّض السامي الإنجليزي في القدس وتتقاضى من إنجلترا معونةً سنوية، ولكِنَّهم لم يعيِّنوا حدود الإمارة في صك الانتداب الذي وقَّع عليه عبد الله بن الحسين في هذه السنة، ولم يعترفوا بحدودِ إمارة شرق الأردن إلا في تصريحِ سنة 1923م.