الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 6153 ). زمن البحث بالثانية ( 0.002 )

العام الهجري : 1352 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:

كان الآشوريون -وهم نصارى نساطرة- يقيمون في ولاية "وان" شرقيَّ الأناضول، وعاشوا تحت ظِلِّ الدولة الإسلامية آمنينَ على دمائِهم وأعراضِهم وأموالِهم، فلما اندلعت الحربُ العالمية الأولى، واستولى الروسُ على "وان" أغرَوا الآشوريِّينَ بالتمَرُّد على العثمانيين، وأمدُّوهم بالمالِ والسلاح، ولَمَّا انسحبت روسيا من "وان" بعد قيام الشيوعيَّةِ وجدت الدولةُ العثمانيةُ نفسَها مضطرةً للفَتكِ بهم؛ لِمَا أظهَروه من الخيانة والتمرُّدِ والقتل، ففَرَّ مَن استطاع منهم إلى إيران، ثمَّ عَمِلت بريطانيا على نقلِهم إلى العراق وأقاموا لهم مخيَّمات في ديالي وبعقوبة، ثم قاموا في العراق بإحداثِ عِدَّةِ فِتَن، منها فتنة سوق العتمة في محرم 1342 / 15 آب 1923م، وأخرى في رمضان من نفس العام، وهمَّت القبائل بالفتكِ بهم، فحمتهم بريطانيا، وألزمت الحكومة بإعطائهم الأراضيَ وإعفائِهم من الضرائِبِ، فأخذوا أكثَرَ ممَّا يستحقون، وعُين الضابط الإنجليزي فايكر لإسكانهم وله مطلقُ الحرية، ثم جاء إلى العراق نقيبٌ إنجليزي يُدعى هرمز رسام ادَّعى أنه نسطوري أصلُه من الموصِل، فأخذ يتجوَّلُ بين النساطرة الآشوريين ويحَرِّضُهم على طلب الانفصال عن العراق، وأسَّس جمعية لجنة إنقاذ الأقليات العراقية غير المسلِمة، وحاول الآشوريون عرقلةَ دخول العراق للأمَمِ المتحدة؛ لأنَّ بريطانيا ستتخلَّى عنهم حينَها، فأصبح بطريق الآشوريين "مار شمعون" يطالِبُ بسلطةٍ واسعةٍ على قومِه إداريًّا، ودعا قومَه للتمَرُّد، واستدعت الحكومةُ العراقية مار شمعون ونصحَتْه بالكَفِّ عن هذه الأفكارِ، فلم يمتَنِعْ، فمُنِعَ من العودة للمَوصِل؛ مما أثار الأوساطَ النصرانية كافةً، وكان الملك فيصل في لندن فأبرق منها بالسَّماحِ له بالعودة دون قيودٍ؛ وذلك بناءً على طلب بريطانيا منه ذلك، ولكِنَّ الحكومة لم تستجبْ ودُعِيَ بعض وجوه الآشوريين لعَقدِ مؤتمر، ولكن الآشوريين أعلنوا أنهم يريدون الانتقالَ إلى سوريا تحت حماية فرنسا، فانتقل ما يقارب من 1350 رجلًا، وأخبرت العراق فرنسا أنَّها لا تسمح بعودةِ أيِّ رجل من هؤلاء، إلَّا أن الفرنسيين أعلموا الحكومةَ العراقية في 11 ربيع الثاني 1352هـ أنهم قرَّروا إعادتهم، فأعادوهم بالسلاحِ، وبدؤوا التحرُّكَ للعراق فلاقَتْهم القوات العراقية فحصل اشتباكٌ قُتِلَ من الآشوريين ما يزيدُ على الألف، وقام النساطرة في الداخل باعتداءاتٍ على السكَّان، واضطر الملكُ فيصل للعودة من أوربا، وحاولت عُصبةُ الأمم التدخُّلَ، واندلعت الثورةُ الآشورية في عمومِ العراق في 14 من ربيع الثاني، فتشَكَّلت الوفودُ واللجان العالمية وكَثُرت الاحتجاجات وترجيات الأُمَم؛ لاستقبال المظلومين، وكل ذلك بدافع العصبية الدينية النصرانية، حتى انتهت أزمتُهم بحماية إنجلترا لهم، وإعادة تسكينِهم وتعويضِهم.

العام الهجري : 1352 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ فيصل الأوَّلُ بن الحسين بن علي الحسني الهاشمي، أبو غازي ملك العراق. ولِدَ بالطائف سنة 1300هـ، وترعرع في خيام بنى عتيبة في بادية الحجاز. ورحل مع أبيه حين أُبعِدَ إلى الأستانة سنة 1308هـ، وعاد معه سنة 1327هـ، واختير نائبًا عن مدينة جدة في مجلس النواب العثماني سنة 1913م، فأخذ ينتقِلُ بين الحجاز والأستانة. زار دمشق سنة 1916م، وأقسم يمين الإخلاص لجمعية "العربية الفتاة" السرية. ولَمَّا ثار والده على الدولة العثمانية سنة 1916م تولى فيصل قيادةَ الجيش الشمالي. ثم سمِّي قائدًا عامًّا للجيش العربي المحارب في فلسطين إلى جانب القوات البريطانية، ودخل سورية سنة 1918م، محرم 1337هـ بعد جلاء الترك عنها، فاستقبله أهلُها استقبال المنقِذ. وسافر إلى باريس نائبًا عن والده في مؤتمر الصلح. وعاد إلى دمشق في أوائل سنة 1920م، فنودي به ملكًا دستوريًّا على البلاد السورية سنة 1338هـ - 8/ 3/ 1920م، فلما احتلَّ الجيش الفرنسي سورية طردوه من سوريا فرحل إلى أوربا، فأقام في إيطاليا ثم انتقل إلى إنجلترا. وكانت الثورة على الإنجليز
لا تزال مشتعلة في العراق، فدعته الحكومةُ البريطانية لحضور مؤتمر عقدَتْه في القاهرة (سنة 1921م) برئاسة ونستون تشرشل، وتقرَّر ترشيحُه لعرشِ العراق مقابِلَ التوقيع على معاهدة تقوم مقامَ صَكِّ الانتداب، فقَبِلَ، فانتقل إلى بغداد، ونودي به ملكًا للعراق سنة 1339ه/1921م فانصرف إلى الإصلاح الداخلي، بوضع دستور للبلاد، وإنشاء مجلس للأمة. وأقام العلاقات بين العراق وبريطانيا على أسس معاهدات 1922- 1926- 1927 و1930. كان الملك فيصل في سويسرا في مستشفى برن، ثم لَمَّا تعافى رجع للعراق بسبب ثورة الآشوريين، ثم رجع إلى أوربا للاستجمامِ إلَّا أنَّ بعض الأطباء نصحه بدخول المستشفى مع أنَّ حالته الصحية كانت جيدة، وهذا ما ولَّد عند البعض أنَّ موتَه لم يكن طبيعيًّا؛ حيث توفِّيَ بعد دخوله المستشفى، فنُقِلَ جثمانه إلى بغداد ودفن فيها بعد أن قضى في الملك اثنتا عشرة سنة وخمسة أشهر، ثم بويع ابنه غازي ملكًا على العراق يوم وصول خبر وفاة أبيه، وكان عمره يومذاك اثنتين وعشرين سنة.

العام الهجري : 1352 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:

قامت ثورةٌ عارمة في تركستان الشرقية ضِدَّ الصين سنة 1350هـ / 1931م كان سببُها تقسيمَ الحاكم الصيني المنطقةَ التي يحكمها "شاكر بك" إلى وحداتٍ إدارية، فبدأ التذمُّر، ثم وقع اعتداءٌ على امرأةٍ مسلمة من قِبَل رئيس الشرطة، فامتلأ الناسُ غيظًا وحِقدًا على الصينيين، وتظاهروا بإقامة حفلٍ على شَرفِ رئيس الشرطة وقَتَلوه أثناء الحَفلِ مع حرَّاسه البالغ عددُهم اثنين وثلاثين جنديًّا. وقد كانت ثورةً عنيفة، اعتصم خلالها بعضُ المسلمين في المرتفعات، ولم تستطع القواتُ الصينية إخمادَها، فاستعانوا بقوات من روسيا فلم تُجْدِ نفعًا مع بركان الغضب المسلِم، وانتصر المسلِمون عليهم، واستولوا على مدينة "شانشان"، وسيطروا على "طرفان" -شمال تركستان الصينية غرب الصين-، واقتربوا من "أورومجي" -مدينة في شمال غربي الصين- قاعدة تركستان الشرقية. وأرادت الحكومةُ الصينية تهدئةَ الأوضاعِ، فعزلت الحاكمَ العامَّ، غير أن المسلمين كانوا قد تمكَّنوا من الاستيلاء على "أورومجي"، وطردوا الحاكِمَ العامَّ قبل أن تعزِلَه الدولة، وتسلَّم قادةُ المسلمين السلطةَ في الولاية، ووزَّعوا المناصب والمراكز على أنفُسِهم، فما كان من الحكومة الصينية إلا أن رضخت للأمر الواقع، واعترفت بما حدث، وأقرَّت لقادة الحركة بالمراكز التي تسلَّموها. وقد امتَدَّ هذا الأمر إلى منطقة تركستان الشرقية كلِّها، وقام عددٌ من الزعماء بالاستيلاء على مدنهم، ثم اتجهوا إلى "كاشغر" -أشهر مدن تركستان الشرقية- واستولوا عليها، وكان فيها "ثابت داملا" أي: الملا الكبير، فوجدها فرصةً وأعلن قيامَ حكومة "كاشغر الإسلامية"، أما "خوجانياز" أو "عبد النياز بك"، فقد جاء إلى الثائرين في كاشغر ليفاوِضَهم وينهي ثورتَهم، إلا أنه اقتنع بعدالةِ ثورتِهم، فانضَمَّ إليهم وأعلن قيامَ حكومة جديدة باسم "الجمهورية الإسلامية في تركستان الشرقية"، وكان ذلك في (2 رجب 1352هـ / 12 نوفمبر 1933م، وقد اختير "خوجانياز" رئيسًا للدولة، و"ثابت داملا" رئيسًا لمجلس الوزراء. ولم تلبث هذه الحكومة طويلًا، فقد ذكر "يلماز أوزتونا" في كتابه "الدولة العثمانية" أنَّ الجيشَ الصيني الروسي استطاع أن يهزم "عبد النياز بك" مع جيشه البالغ (80) ألف جندي، بعد مقتل "عبد النياز" في 6 جمادى الآخرة 1356هـ / 15 أغسطس 1937م، وبذلك أسقط التحالفُ الصيني الروسي هذه الجمهوريةَ المسلِمةَ، وقام بإعدام أعضاء جميع أعضاء الحكومةِ مع عشرة آلاف مسلمٍ.

العام الهجري : 1352 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:

افتُتِحَ الخَطُّ الحديدي بين مراكش وتونس، وهو الخط الذي يربط بين الممتلكات الفرنسية، ويمكِّنُها من إرسال قوات من تونس إلى موانئ مراكش الواقعة على المحيط الأطلسي، وبذلك تتفادى طريق البحر المتوسط المحفوف بالأخطار.

العام الهجري : 1352 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

قامت في اليمن حركةٌ بقيادة الإمام يحيى حميد الدين واجه فيها الدولةَ العثمانية التي انسحبت من اليمن في أعقاب الحرب العالمية الأولى فصفا له الجوُّ فيها. ويفصل بينه وبين مُلك الملك عبدالعزيز إمارة آل عائض في أبها، وإمارة آل إدريس في جازان، وقد قامت فيهما فِتَنٌ وأحداث انتهت بانضمامِهما إلى حكم الملك عبدالعزيز، وقد لجأ الحسَنُ الإدريسي وجمَعَ من أقاربه وخاصته إلى اليمن في ضيافة الإمام يحيى، وكان الملك عبد العزيز يصِلُهم بالإنفاق عليهم وهم هناك, وفي هذا العام تقدَّم جندٌ من جيش الإمام يحيى إلى جبال جازان بتحريضٍ من الحسن الإدريسي حتى وصلوا نجران, فلما علِمَ الملك عبد العزيز استعظمه وكتب للإمام يحيى يدعوه للاتفاق على رسمِ الحدود، فاجتمع مندوبو الطرفين دون أن يتمَّ الاتفاق على الحدود، فوجه الملك عبد العزيز إنذارًا للإمام يحيى لسَحبِ قوَّاتِه من نجران، ولَمَّا مضت مدة الإنذار ولم يكن له أثرٌ وجَّه الملك عبد العزيز جيشين في ذي الحجة أحدُهما بقيادة الأمير سعود بن عبد العزيز إلى الشمال ووجهته الجبل، فكانت وقعة حرض، وتوغَّل سعود في جبل السراة واقترب من غمدان، والجيشُ الثاني بقيادة الأمير فيصل بن عبد العزيز اتجه إلى الجنوب على الشاطئ، فاستولى على الحُديدة وبيت الفقيه وغيرهما، وبدَّد كل مقاومةٍ اعترضَتْه، وانهار جيش الإمام يحيى في أقل من شهر، فأبرق إلى مصر يستنجِدُ بالملك فؤاد فاعتذر منه لعدم استطاعته، فأُسقِطَ في يد الإمام يحيى، وانسحب من نجران، فأمر الملك عبدالعزيز بوَقفِ الزحف في 11 محرم 1353ه، وبدأت إجراءات التفاوض التي انتهت بمعاهدة الطائف.

العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

كان خُمسُ الغنائم التي تحصُلُ عليها الدولة من الحروب التي حدثت في أيام تأسيس الدولة وتوحيد الجزيرة تشَكِّلُ جزءًا من إيرادات الدولة، وفي عام 1344ه أصدر الملك عبد العزيز مرسومًا يحدِّدُ مقادير الزكاة الشرعية، وطرق جبايتها، وكلَّف أمراءَ المقاطعات بالإشراف على استيفائها، وبعد ضَمِّ السواحل الشرقية للجزيرة العربية فَرَض رسومًا جمركية، ومع ذلك ظلت موارد الدولة فقيرةً مقابِلَ احتياجات الدولة لتمويل العمليات العسكرية لتوحيدِ البلاد، وإجراءات تأسيس الدولة الحديثة؛ فقد بلغت مجمل ضرائب عام 1346هـ: 1.5 مليون جنيه استرليني، وكانت أول محاولة أُجرِيَت لوضع ميزانية ثابتة للدولة في 1348هـ/ 1929م. تقرَّر اعتماد ميزانية للدولة في عام 1353هـ / 1934م، وقد فُصِّلَت فيها أبواب الواردات والنفقات العامة، واتُّبِع في وضعها طريقة تكليف الدوائر الرسمية أن تضَعَ مشروعات مفَصَّلة لموازنتها، ثم تقَدِّمَها إلى وزارة المالية، فتَدرُسَها وتبديَ ملاحظاتها عليها. ثم تحال إلى مجلس الشورى فيدَقِّقها ويحيلها إلى مجلس الوكلاء لرفعها واستصدار الموافقة الملكية عليها. وبلغت النفقات في موازنة هذا العام 1353ه حوالي 14 مليون ريال، وقُدِّرَت الواردات بمثل ذلك، وبعد اكتشاف النفط بلغت نفقات الدولة في عام 1367ه / 1948م "214.586.500" ريال، ومثلها تقدير الواردات، بحيث تضاعفت ميزانية هذا العام عن عام 1353 ما يزيد على 15 ضعفًا!

العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

منذ أواسط القرن التاسع عشر الميلادي كان لليهود محاولات للتسلُّل إلى فلسطين، وعندما عَلِمَ سلاطين الدولة العثمانية وضعوا قوانين صارمة لمنع مثل هذه التسلُّلات، وعاش من كان في فلسطين كأقليةٍ تعتمد على المعونات الخارجية، ثم بعد اضطهاد قيصر روسيا لليهود بسبب محاولتِهم اغتيالَه بدأ قسم كبيرٌ منهم بالهجرة إلى فلسطين، فقَدِمَ الفوجُ الأول إلى فلسطين سنة 1823م وأنشؤوا بعض المستوطنات بين يافا والقدس، لكِنَّها كادت أن تفشل لولا دعم روتشيلد بالأموال الطائلة، ثم قام السلطان عبد الحميد بعرقلة كثيرٍ من هذه العمليات بوضع القوانين الصارمة، أما الفوجُ الثاني فمن سنة 1903م إلى 1914م فقد تراوح عددهم ما بين خمسة وثلاثين ألفًا إلى خمسة وأربعين ألفًا معظمُهم من روسيا، ويتميزون بشدة تعصُّبهم للصهيونية، وشَيَّدوا المستعمرات الصهيونية بأيديهم، وكان ذلك أيام جماعة الاتحاد والترقي، أما الفوجُ الثالث من 1919م إلى 1923م فقُدِّرَ بخمسة وثلاثين ألفًا، وكانت خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، وقاموا بتشكيلِ دائرة الهجرة في فلسطين، وبدأ اليهود يَقدَمون من كافة أنجاء أوربا؛ كألمانيا، وبولندا، ورومانيا، ومن اليمن، وأمريكا، وغالبهم أصحاب أموال واستثمارات ضخمة وأصحاب خبرات علمية.

العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

هو ليج أياسو بن محمد علي إمبراطور الحبشة المسلم. في أواخِرِ القرن التاسع عشر الميلادي قام إمبراطورُ الحبشة منليك الثاني النصراني بدعمٍ وتحريضٍ من أوروبا الاستعمارية بشَنِّ حملة كبيرة على الإمارات الإسلامية التي كانت تقوم على معظم أراضي الحبشة، فنجح في احتلالِ مدينة هرر عاصمة إمارة هرر المسلمة، وتساقطت بعدها بقيةُ الإمارات المسلمة التي كانت متفرقةً وضعيفة، ثم زوَّج إمبراطور الحبشة منليك ابنته إلى محمد علي أمير إمارة ويلو المسلِمة في مسعًى منه لاجتذاب المسلمين، ومن هذا الزواج وُلِدَ ليج أياسو. وبعد أن هلك منليك الثاني عام 1913 تسلَّم العرشَ حفيدُه ليج أياسو الذي كان في الثامنة عشرة من عمره، فأظهر الإمبراطور ليج الإسلامَ ولَبِسَ العمامة واستبدل بعلم الدولة علمًا في قلبه الهلال بدل الصليب، وأرسله إلى القنصل العثماني في أديس أبابا، ثمَّ نقل عاصمةَ حكمه إلى مدينة هرر الإسلامية، وبنى المساجِدَ في هرر، وديرداوا، وجكجكا، بل واتصل بالقائدِ المسلم محمد عبد الله حسن مهدي الصومال، والذي كان يحارب الإنجليزَ هناك، فثارت ثائرةُ الكنيسة الحبشية، ورفضت تتويج ليج أياسو، بل أصدرت قرارًا بحِرْمانه من التاج؛ ممَّا اضطره إلى الهرب إلى بلاد الدناقل (أريتيريا) بعد أقل من 3 سنوات من تولِّيه الحكم؛ حيث بقي هناك إلى أن قُبِضَ عليه عام 1921، ثمّ قَتَله الهالكُ هيلا سيلاسي.

العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

لَمَّا بلغ الأمير فاروق سن الرابعة عشرة طلب السير مايلز لامبسون من الملك فؤاد ضرورةَ سفر ابنه الأمير فاروق إلى بريطانيا لمواصلةِ الدراسة وأصَرَّ على ذلك بشدة رافضًا أيَّ محاولة من الملك فؤاد لتأجيل سفره حتى يبلغ سن السادسة عشرة، فتقرَّر سفرُ فاروق إلى بريطانيا ولكن دون أن يلتحِقَ بكلية إيتون، بل تم َّإلحاقه بكلية وولتش للعلوم العسكرية؛ ونظرًا لكونه لم يبلغ الثامنة عشرة -وهو أحد شروط الالتحاق بكلية وولتش- فقد تم الاتفاق على أن يكون تعليمُه خارج الكلية على يد معلِّمين من نفس الكلية، وقد رافق فاروق خلال سفرِه بعثةٌ مُرافِقةٌ له برئاسة أحمد حسنين باشا؛ ليكون رائدًا له -والذي كان له دور كبير في حياته بعد ذلك- بالإضافة إلى عزيز المصري الذي كان نائبًا لرئيس البعثة وكبيرًا للمعلمين، بالإضافة إلى عمر فتحي حارسًا للأمير وكبير الياوران فيما بعد، وكذلك الدكتور عباس الكفراوي كطبيب خاص، وصالح هاشم أستاذ اللغة العربية، بالإضافة إلى حسين باشا حسني كسكرتير خاص، والذي كان وجوده عاملًا مساعدًا للأمير على الانطلاق؛ فقد شجَّعه على الذهاب إلى المسارح والسينما ومصاحبة النساء ولعب القمار، بينما كان عزيز المصري دائم الاعتراض على كل تلك التصرفات، وكان فاروق بحُكمِ ظروف نشأته القاسية والصارمة يميل إلى حسين باشا ويتمرَّدُ على تعليمات وأوامر عزيز المصري، وفي تلك الفترة كان المرض قد اشتَدَّ على الملك فؤاد، وأصبح على فراش الموت، فاقترحت بريطانيا تشكيل مجلس وصاية مكوَّن من ثلاثة أعضاء، هم: الأمير محمد علي توفيق؛ ابن عم الأمير فاروق، وقد كان ذا ميول إنجليزية، وكان يرى دائمًا أنه أحق بعرش مصر، والثاني: هو محمد توفيق نسيم باشا، رئيس الوزراء الأسبق، وهو من رجال القصر، والثالث: هو الإمام الأكبر الشيخ المراغي، وعندما علم الأمير فاروق بشدَّةِ مرض والده ورغبته في أن يرى ابنه، طلب العودةَ إلى مصر لرؤية والده ووافقت بريطانيا بعد تردُّد على عودة فاروق إلى مصر في زيارة ليعودَ بعدها لاستكمال دراسته إلَّا أنه وقبل أن يسافر فاروق إلى مصر لرؤية والده كان والده الملك فؤاد الأول قد لقِيَ ربه في 28 أبريل 1936م. وعاد فاروق إلى مصر وقطع دراستَه ليجلس على كرسي العرش.

العام الهجري : 1353 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

بعد أن توقَّف زحفُ الجيش السعودي على اليمن بقيادة الأمير سعود والأمير فيصل، استدعى الملكُ عبد العزيز عبدَ اللهِ ابنَ الوزير إلى الطائِفِ، وأطلَعَه على برقية الإمام يحيى -التي أرسلها بعد انهيار قوات جيشه- ثمَّ أملى الملك عبد العزيز على ابن الوزير ومن حضر من المستشارين السعوديين فقراتٍ أشبَهَ بالمواد التي تُبنى عليها معاهدةٌ للصلح، فتولى المستشارون وابن الوزير صياغتَها، فكانت معاهدة الطائف، ثم جرى توقيعها في جدة -بعد أن اطَّلع الإمامُ يحيى على نصها- في 6 صفر 1353ه - 21/ 5/ 1934م. على أن تكون الحُديدة لليمن، وجازان ونجران وعسير وتوابعها للسعودية، وقد وقَّعه نيابةً عن الملك عبد العزيز ابنُه الأمير خالد بن عبد العزيز، ونيابة عن الإمام يحيى عبدُ الله بن أحمد الوزير، وقد نصت المعاهدة على 23 مادة وملحق فيه خمس مواد، وممَّا ورد في هذه المعاهدة:
1/ تنتهي حالة الحرب القائمة بين البلدين بمجرَّد توقيع المعاهدة، وتنشأ فورًا بينهما حالةُ سلم دائم وصداقة وطيدة، وأُخوَّة إسلامية عربية دائمة.
2/ يعترف كل منهما للآخر باستقلالِ كُلٍّ من المملكتين استقلالًا تامًّا مطلقًا، ويُسقِطُ كلٌّ منهما أيَّ حَقٍّ يدعيه في قسم أو أقسام من بلاد آخر خارج الحدود القطعية المبينة في صلب هذه المعاهدة.
3/ خطُّ الحدود الذي يفصل بين بلاد كلٍّ مِن الفريقين المتعاقدين موضَّحٌ بالتفصيل الكافي كما هو في نص المعاهدة، ويعتبر هذا الخط حدًّا فاصلا قطعيًّا بين البلاد التي تخضع لكل منهما.
4/ نظرًا لرغبة الفريقين في دوام السلم والطمأنينة يتعهدان تعهدًا متقابلًا بعدم إحداث أي بناء لحصون في مسافة خمسة كيلومترات في كل جانب من جانبي الحدود في كل المواقع والجهات على طول خط الحدود.
5/ يتعهَّدُ كل من الفريقين بأن يسحب جندَه فورًا عن البلاد التي أصبحت بموجِبِ هذه المعاهدة تابعة للفريق الآخر، مع صون الأهلين والجند عن كل ضرر.
6/ يتعهد كل من الفريقين بأن يمنع كُلٌّ منهما أهاليَ مملكته عن كلِّ ضَررٍ وعدوان على أهالي المملكة الأخرى في كل جهةٍ وطريق، وبأن يمنعَ الغزوَ بين أهل البوادي من الطرفين، ويَرُدَّ كلَّ ما ثبت أخذه بالتحقيق الشرعي من بعد إبرام هذه المعاهدة، وضمان ما تَلَف وبما يلزم بالشَّرعِ فيما وقعَ من جناية قَتلٍ أو جرحٍ، بالعقوبة الحاسمة على من ثبت منهم العدوان.
7/ يتعهد كل من الفريقين تعهدًا متقابلًا بأن يمتنعا عن الرجوع للقوة لحلِّ المشكلات بينهما، وبأن يعملا جهدَهما لحلِّ ما يمكنُ أن ينشأ بينهما من الاختلاف، سواء كانت سببه ومنشؤه هذه المعاهدة، أو تفسير كل أو بعض موادها، أم كان ناشئًا عن أي سبب آخر بالمراجعات الودِّية.

العام الهجري : 1353 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

أصدرت الحكومةُ التركيةُ برئاسة مصطفى كمال أتاتورك قراراً حكوميًّا بتوقف الصلاة في جامع آيا صوفيا، ونَزعِ سجاجيده، ومنبره، ولوحاته المكتوبة باللغة العربية، وتحويلِه إلى متحف سياحي!!

العام الهجري : 1353 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1935
تفاصيل الحدث:

في صباح يوم النحر بينما كان الملك عبد العزيز يطوف طوافَ الإفاضةِ كعادته كلَّ سنةٍ في هذا الوقتِ مع قِلَّةٍ مِن الحُجَّاج، وخلفه ابنه الأمير سعود وبعض رجاله، وبعد استلامِه الحجرَ الأسود في بداية الشوط الخامس هجم عليه رجلٌ من فجوةٍ في الحِجْر عليه بَزَّة يمانية، وقد سَلَّ خِنجَرَه وهو يصيح صيحاتٍ مُنكرةً وانقض على المَلِك من ورائِه لِيطعَنَه بالخنجر فألقى سعود نفسَه على أبيه ودفع الرجلَ بيده الذي أطلق عليه حَرَس الملك فقَتَلوه، ثم انقَضَّ رجل آخر من فجوة ثانية من الحِجْر على الملك فجاءت الضربةُ في كتف الأمير سعود وعاجله رجالُ الملك عبدالعزيز فقتلوه، وكان هناك رجلٌ ثالث لما رأى مصرع صاحبيه أراد الفرارَ، لكِنَّ الحرس تمكَّنوا من قتْلِه، مرَّ الحادث وقُتِلَ فيه المعتدون الثلاثة وجُرِح الأمير سعود في كتفه الأيسر، كما قُتِلَ جندي واحد فقط، وجُرِح آخر، ثمَّ تلقى الملِكُ برقيةً من الإمام يحيى يستنكر بها الحادِثَ ويستفظعه ويتبرَّأُ منه.

العام الهجري : 1354 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1935
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بَهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني؛ البغدادي الأصل، الحسيني النَّسَب (على خلاف في صحة نسبه لآل البيت)، وهو أحَدُ رجال الإصلاح الديني في العصر الحديث. كان متعَدِّدَ الجوانب والمواهب، فكان مفكِّرًا إسلاميًّا غيورًا على دينه، وصحفيًّا نابهًا، وكاتبًا بليغًا في كثير من الصحف، ومفسرًا نابغًا، ومحدثًا مُتقِنًا في طليعة محدثي العصر، وأديبًا لغويًّا، وخطيبًا مفوَّهًا تهتَزُّ له أعواد المنابر، وسياسيًّا يشغل نفسَه بهموم أمته وقضاياه، ومربيًا ومعلِّمًا يروم الإصلاحَ ويبغي التقدم لأمته. أنشأ مجلة "المنار" ذات الأثر العميق في الفكر الإسلامي. ولِدَ في قرية القلمون بلبنان في 27 جمادى الأولى 1282هـ. كان الشيخ رشيد رضا من أكبر تلامذة محمد عبده، وقد تأثر به كثيرًا، واعتُبر واحدًا من روَّاد الإصلاح الإسلامي في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وقد تأثَّر بمنهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وأقبل على كتبِ شيخِ الإسلام ابن تيمية فنَهل منها وتأثر بمنهجِه، وأصبح مرجِعَ الفتيا في التأليف بين الشريعة والأوضاع العصرية الجديدة. لما أُعلِنَ الدستور العثماني سنة 1326ه زار بلادَ الشام، واعترضه في دمشق، وهو يخطب على منبر الجامع الأموي، أحَدُ أعداء الإصلاحِ، فكانت فتنةٌ عاد على إثرها إلى مصر. وأنشأ مدرسة (الدعوة والإرشاد) ثم قصَدَ سورية في أيام الملك فيصل بن الحسين، وانتُخِبَ رئيسًا للمؤتمر السوري فيها. وغادرها على إثر دخول الفرنسيين إليها سنة 1920م، فأقام في وطنه الثاني مصر مدةً. ثم رحل إلى الهند والحجاز وأوربا. وعاد فاستقر بمصرَ إلى أن توفي فيها. أصدر مجلة المنار في 22 شوال 1315هـ، وحرَصَ الشيخ رشيد على تأكيدِ أنَّ هدَفَه من المنار هو الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة، وبيان أنَّ الإسلامَ يتَّفِق والعقل والعلم ومصالح البشر، وإبطال الشبهات الواردة على الإسلام، وتفنيد ما يُعزَى إليه من الخرافات؛ ممَّا جعلها تنتشر انتشارًا واسعًا في العالم الإسلامي، وأصبحت مجلته هي المجلةَ الإسلامية الأولى في العالم الإسلامي، كتب رشيد مئات المقالات والدراسات، وخَصَّ العلماء والحكام بتوجيهاته، ومن مؤلفاته: "تفسير المنار" الذي استكمل فيه ما بدأه شيخه محمد عبده، والذي توقف عند الآية (125) من سورة النساء، وواصل رشيد رضا تفسيره حتى بلغ سورة يوسف، وحالت وفاتُه دون إتمام تفسيره، وله أيضًا: الوحيُ المحمدي ونداء للجنس اللطيف، وتاريخ الأستاذ الإمام، والخلافة، والسنة والشيعة، وحقيقة الربا، ومناسك الحج. توفي -رحمه الله- وهو عائِدٌ من توديع الأمير سعود بن عبد العزيز بالسويس، ورفض المبيتَ في السويس للراحة، وأصَرَّ على الرجوع، وكان طول الطريق يقرأ القرآنَ كعادته، ثم أصابه دوارٌ من ارتجاج السيارة، وطلب من رفيقيه أن يستريحَ داخل السيارة، ثم لم يلبث أن توفِّيَ، وكان ذلك في يوم الخميس الموافق 23من جمادى الأولى، وكانت آخِرُ عبارة قالها في تفسيره: "فنسأله تعالى أن يجعَلَ لنا خيرَ حَظٍّ منه بالموتِ على الإسلامِ".

العام الهجري : 1354 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1935
تفاصيل الحدث:

القائدُ السوري "إبراهيم بن سليمان بن أغا هنانو" المعروف بـ"إبراهيم هنانو". قاد حركةَ الجهاد ضِدَّ المحتَلِّ الفرنسي بعد معركة "ميسلون". ولِدَ في حلب 1286هـ / 1869م، وتلقَّى تعليمَه في تركيا، وعَمِلَ في الوظائف الإدارية بسوريا. لَمَّا احتَلَّ الفرنسيون مدينةَ أنطاكية انتُدِبَ لتأليف عصابات عربية تُشاغِلُ الفرنسيين، وجعل مقَرَّه في حلب، وفوجِئَت سورية بنكبة ميسلون سنة 1338هـ، واحتلال الفرنسيين دمشق وحلب وما بينهما، فامتنع إبراهيمُ في بلاد بيلان (شمالي حلب) بقوةٍ مِن المتطوعين الوطنيين، ولَمَّا قاتله الفرنسيون ظفر بهم، وألف حكومةً وطنية، ولُقِّبَ بالمتوكل على الله، وكثُرَت جموعه واتسع نطاقُ نفوذه، خاض سبعًا وعشرين معركة لم يُصَبْ فيها بهزيمة، واستمَرَّ عامًا كاملًا ينفق مما يَجبيه عمالُه في الجهات التي انبسط فيها سلطانُه. ولما قدِمَ الشريف عبد الله بن الحسين عمان لتحرير سورية من الفرنسيين كاتَبَه إبراهيم، ثم قصده للاتفاق معه على توحيد الخطط، فاعترضته في طريقه قوةٌ كبيرة من الجيش الفرنسي يعاوِنُها بعض الإسماعيليين من سلمية، فقاتلهم، ونجا وبعضَ من كان معه، فبلغ عاصمة الأردن، فلم يجد فيها ما أمّل من الشريف عبد الله، فزار فلسطين، فاعتقله البريطانيون في القدس وسَلَّموه إلى الفرنسيين، الذين أخذوه إلى حلب، وحُكِمَ عليه فيها بالقتل، لكِنَّ القاضيَ الفرنسيَّ حَكَم ببراءته وأطلق سراحَه، وبعد محاكمته تحوَّل من العمَلِ الجهادي إلى العمل السياسي، واجتمعت على زعامته سوريةُ كلُّها, وقادها فأحسَنَ قيادَتَها. وكان منهاجُه: لا اعترافَ بالدولة المنتَدَبة فرنسة، ولا تعاونَ معها، واستمر إلى أن توفِّيَ بحلب.

العام الهجري : 1355 العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:

فاز حزبُ الوفدِ بأغلبية مقاعِدِ مجلس النواب في الانتخابات التي أُجريت في البلاد، وقام مصطفى النحاس باشا رئيسُ حزب الوفد بتشكيلِ وزارة وفدية تمكَّنَت من عقد مفاوضات بين مصر وبريطانيا، فنتج عن تلك المفاوضات معاهدة 1936م.