الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1885 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 197 العام الميلادي : 812
تفاصيل الحدث:

ثار أبو عصامٍ ومَن وافقه على إبراهيمَ بن الأغلب، أميرِ إفريقيَّة، فحاربهم إبراهيمُ، فظَفِرَ بهم. واستعمل ابنُ الأغلب ابنَه عبدالله على طرابلس الغرب، فلما قدِمَ إليها ثار عليه الجُندُ، فحصروه في داره، ثم اصطَلَحوا على أن يخرُجَ عنهم، فخرج عنهم، فلم يُبعِد عن البلد حتى اجتمع إليه كثيرٌ من الناس، ووضَعَ العطاء، فأتاه البربرُ من كل ناحية، فاجتمع له عددٌ كثير، فزحف بهم إلى طرابلس، فخرج إليه الجُند، فاقتتلوا فانهزمَ جُند طرابلس، ودخل عبد الله المدينةَ، وأمَّنَ الناسَ وأقام بها؛ ثمَّ عزله أبوه، واستعمل بعده سُفيانَ بن المضاء، فثارت هوارة بطرابلُس، فخرج الجندُ إليهم، والتَقَوا واقتتلوا، فهُزِمَ الجند إلى المدينة، فتَبِعَهم هوارة، فخرج الجندُ هاربين إلى الأميرِ إبراهيم ابن الأغلب، ودخلوا المدينةَ فهَدَموا أسوارها. وبلغ ذلك إبراهيمَ ابن الأغلب، فسيَّرَ إليها ابنَه أبا العباس عبد الله في ثلاثة عشر ألف فارس، فاقتتل هو والبربر، فانهزم البربرُ، وقُتِل كثيرٌ منهم، ودخل طرابلس وبنى سورها. وبلغ خبَرُ هزيمة البربر إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، وجمع البربرَ وحَرَّضَهم، وأقبل بهم إلى طرابلس، وهم جمعٌ عظيم، غضبًا للبربر ونصرةً لهم، فنزلوا على طرابلس، وحصروها. فسدَّ أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بابَ زناتة، ولم يزل كذلك إلى أن توفِّي أبوه إبراهيم بن الأغلب، وعَهِدَ بالإمارة لولده عبد الله، فأخذ أخوه زيادةُ الله بن إبراهيم له العهودَ على الجند، وسيَّرَ الكتاب إلى أخيه عبد الله، يخبِرُه بموت أبيه، وبالإمارة له، فأخذ البربرُ الرسولَ والكتابَ، ودفعوه إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، فأمر بأن يناديَ عبد الله بن إبراهيم بموت أبيه، فصالَحَهم على أن يكونَ البلدُ والبحر لعبد الله، وما كان خارجًا عن ذلك يكونُ لعبد الوهاب، وسار عبدُ الله إلى القيروان، فلقيه الناس، وتسلَّمَ الأمرَ، وكانت أيَّامُه أيامَ سُكونٍ ودَعةٍ.

العام الهجري : 64 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 683
تفاصيل الحدث:

لمَّا رفَض ابنُ الزُّبيرِ البَيْعَة لِيَزيدَ بن مُعاوِيَة وكان بمكَّة المُكرَّمَة سَيَّرَ إليه يَزيدُ بن مُعاوِيَة جيشًا بقِيادَةِ مُسلمٍ؛ ولكنَّ مُسلِمًا تُوفِّي في الطَّريقِ إلى مكَّة فاسْتَلَم بعدَه الحُصينُ بن نُميرٍ فحاصَر مكَّة المُكرَّمَة، وكان ابنُ الزُّبيرِ اتَّخَذَ المسجدَ حِصْنًا له ووضَع فيه الخِيامَ لِتَحميهِ وجُنْدَهَ مِن ضَرباتِ المَنْجنيق، واسْتَمرَّ الحِصارُ إلى أن احْتَرقَت الكَعبةُ قبلَ أن يأتِيَ نَعْيُ يَزيدَ بن مُعاوِيَة بتِسْعَةٍ وعِشرين يومًا، واخْتُلِف في مَن كان سبَبًا في احْتِراقِ الكَعبةِ. كان أصحابُ ابنُ الزُّبيرِ يُوقِدون حولَ الكَعبَةِ، فأَقْبَلَت شَرَرَةٌ هَبَّتْ بها الرِّيحُ فاحْتَرَقَت كِسْوَةُ الكَعْبَةِ، واحْتَرقَ خَشَبُ البيتِ. قال أحدُ أصحابِ ابنِ الزُّبيرِ يُقالُ له عَوْنٌ: ما كان احْتِراقُ الكَعبَةِ إلَّا مِنَّا, وذلك أنَّ رجلًا مِنَّا كان هو وأصحابه يوقدون في خِصاصٍ لهم حولَ البيتِ, فأَخَذَ نارًا في رُمْحِه فيه نِفْطٌ, وكان يومَ ريحٍ, فطارت منها شَرارةٌ, فاحْتَرَقت الكَعبةُ حتَّى صارت إلى الخشبِ, وقِيلَ: إن رجلًا مِن أهلِ الشَّام لمَّا جنَّ اللَّيلُ وضَع شَمْعَةً في طَرْف رُمْحِه, ثمَّ ضرَب فَرَسه ثمَّ طعَن الفُسْطاطَ فالْتَهب نارًا, والكَعبةُ يَومئذٍ مُؤَزَّرَة بالطَّنافِس, وعلى أَعْلاها الحَبِرَةُ, فطارت الرِّيحُ باللَّهَبِ على الكعبةِ فاحْتَرَقت. فلم يكُن حَرْقُ الكَعبةِ مَقصودًا مِن أَحَدِ الطَّرَفينِ؛ بل إنَّ احْتِراقَها جاء نَتيجةً لِحَريقِ الخِيامِ المُحيطةِ بها مع اشْتِدادِ الرِّيحِ, فهذا رجلٌ مِن أهلِ الشَّام لمَّا احْتَرَقت الكَعبةُ نادى على ضِفَّةِ زَمْزَم بقوله: هلَكَ الفَريقانِ والذي نَفْسِ محمَّدٍ بِيَدِهِ.

العام الهجري : 65 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 685
تفاصيل الحدث:

هو نافعُ بن الأزرقِ مِن بَنِي حَنيفةَ زَعيمُ الأزارِقَة، المشهور بمُساءَلة ابنِ عبَّاس, وممَّا يُذكَر عن ابتداءِ ظُهورهِ أنَّه اجْتَمع بالخَوارِج الذين يَرون رَأيَه وطلَب إليهم أن يَنضمُّوا إلى ابنِ الزُّبيرِ لمُقاتَلةِ جُيوشِ أهلِ الشَّام الذين حاصروا مكَّة، قائلًا لهم مِن خُطبةٍ له: وقد جَرَّدَ فيكم السُّيوفَ أهلُ الظُّلْمِ، وأوَّلوا العَداءَ والغَشْمَ، وهذا مَن ثار بمكَّة، فاخْرُجوا بِنَا نَأْتِ البيتَ ونَلْقَ هذا الرَّجُل، فإن يكُن على رَأْيِنا جاهَدْنا معه العَدُوَّ، وإن يكُن على غيرِ رَأْيِنا دافَعْنا عن البيتِ ما اسْتَطعنا، ونَظَرْنا بعدَ ذلك في أُمورِنا. فأطاعوهُ وخرَجوا إلى مكَّة، وقاتَلو مع ابنِ الزُّبير جيشَ الشَّام, ثمَّ امْتَحنوا ابنَ الزُّبير، ولمَّا تَبَيَّنَ لهم خِلافُه لِرَأْيِهم خرَجوا عنه سنة 64هـ، فخرَجوا مِن مكَّة إلى جِهتَيْنِ: جِهَةٍ إلى البَصْرَة، أَمَّروا عليهم نافعَ بن الأزرق, وجِهَةٍ إلى اليَمامَةِ ووَلَّوْا عليهم أبا طالوت، ثمَّ خَلَعوه ووَلَّوْا عليهم نَجْدَةَ بن عامرٍ. أقام نافعُ بن الأزرق بالبَصْرَة إلى أن خَشِيَ مِن أهلِها، فخرَج إلى الأهوازِ وتَبِعَهُ أتباعُه إلى هناك. وقد اسْتَقَرَّ الأمرُ بنافعٍ ومَن معه في الأهواز، فغَلَبوا عليها و على كَوْرِها وما وَراءَها مِن بُلدانِ فارِسَ وكِرْمان في أيَّام عبدِ الله بن الزُّبير، وقَتَلوا عُمَّاله بهذه النَّواحِي، إلى أن قُتِلَ نافعٌ عندما اشْتَدَّت المعركةُ بينه وبين جيشِ أهلِ البَصْرَة بقِيادَةِ مُسلِم بن عُبيسِ بن كُرَيزِ بن ربَيْعَة في ناحِيَة الأهوازِ الذي جَهَّزَهُ عامِلُ البَصْرَة مِن قِبَلِ عبدِ الله بن الزُّبير عبدُ الله بن الحارثِ الخُزاعيُّ.

العام الهجري : 270 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 884
تفاصيل الحدث:

لَمَّا توفِّيَ أحمدُ بن طولون كان إسحاقُ بن كنداجيق على الموصل والجزيرة، فطَمِعَ هو وابن أبي الساج- وهما من كبار قادة الترك عند المعتَمِد- في الشام، واستصغرا أولادَ أحمد، وكاتَبا الموفَّقَ بالله في ذلك، واستمَدَّاه، فأمرهما بقصدِ البلاد، ووعدهما إنفاذَ الجيوش، فجمَعَا وقصدَا ما يجاوِرُهما من البلاد، فاستولَيَا عليه وأعانهما النائبُ بدمشق لأحمد بن طولون، ووعدَهما الانحيازَ إليهما فتراجع مَن بالشامِ مِن نواب أحمد بأنطاكية، وحلب وحمص، وعصى متولِّي دمشق، واستولى إسحاقُ عليها، وبلغ الخبَرُ إلى أبي الجيش خمارَوَيه بن أحمد بن طولون، فسيَّرَ الجيوش إلى الشام فمَلَكوا دمشق، وهرب النائبُ الذي كان بها من قِبَل إسحاق؛ وسار عسكرُ خمارويه من دِمشقَ إلى شيزر لقتال إسحاق بن كنداجيق وابن أبي الساج، فطاولهم إسحاقُ ينتظِرُ المدد من العراق، وهجم الشتاءُ على الطائفتَينِ، وأضرَّ بأصحاب ابن طولون، فتفَرَّقوا في المنازل بشيزر، ووصل العسكرُ العراقي إلى كنداجيق، وعليهم أبو العباس أحمد بن الموفَّق وهو المعتضِدُ بالله، فلما وصل سار مُجِدًّا إلى عسكر خمارويه بشيزر، فلم يَشعُروا حتى كبَسَهم في المساكن، ووضع السيفَ فيهم، فقتل منهم مقتلةً عظيمةً، وسار من سَلِمَ إلى دمشق على أقبَحِ صُورةٍ، فسار المعتَضِد إليهم، فجُلُوا عن دمشقَ إلى الرملة، ومَلَك هو دمشق، ودخلَها في شعبان سنة إحدى وسبعين ومائتين، وأقام عسكرُ ابن طولون بالرملة، فأرسلوا إلى خِمارَوَيه يُعَرِّفونه بالحال، فخرج من مصرَ في عساكره قاصدًا إلى الشَّامِ.

العام الهجري : 815 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1412
تفاصيل الحدث:

هو العلامة الفقيه المحدث القاضي الشاعر الأديب قاضي القضاة محبُّ الدّين أبو الوليد محمد بن محمد بن محمود بن غازي ابن أيوب بن الشِّحنة محمود، والشِّحنة جدُّه الأعلى محمود، الشهير بابن الشِّحنة التُّركي الأصل الحلبي الحنفي، وأسرة آل الشحنة المشهورين بحلب من قبيلة ثقيف، وظهر منهم علماء أجلاء. ولد أبو الوليد سنة 749، وحفظ القرآن العظيم وعدة متون، وتفقَّه وبرع في الفقه، والأصول، والنحو، والأدب، وأفتى ودرّس، وتولى قضاء قضاة الحنفية بحلب، ثم دمشق، إلى أن قبض عليه الظَّاهر برقوق، وقدم به إلى القاهرة، ثم أُفرِجَ عنه ورجع إلى حلب، فأقام بها إلى أن قبض عليه الملك الناصر فرج سنة 813 لقيامه مع جماعةٍ على الناصر، ثم أفرج عنه فقدمَ القاهرة، ثم عاد إلى دمشق بصحبة الملك الناصر سنة أربع عشرة، فلما انكسر الناصر وحوصر بدمشق ولَّاه قضاء الحنفية بالقاهرة، فلم يتمَّ؛ لأنه لما أزيلت دولة الناصر أعيد ابن العديم لقضاء الدِّيار المصرية، واستقرَّ ابن الشِّحنة في قضاء حلب ودرس بدمشق. قال ابن حجر: "كان كثير الدعوى والاستحضار، عالي الهمَّة، وعمل تاريخًا لطيفًا فيه أوهام عديدة، وله نظم فائق وخط رائق" له ألفية رجز تشتمل على عشرة علوم، وألفية اختصر فيها منظومة النَّسَفي وضم إليها مذهب أحمد. وله تآليف أخرى في الفقه، والأصول، والتفسير. توفي بحلب يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الآخر. ومحب الدين هو والد أبي الفضل

العام الهجري : 887 العام الميلادي : 1482
تفاصيل الحدث:

كان الأمير أبو الحسن علي بن سعد ملك غرناطة متزوجًا بعائشة الحرة ابنة عمه الأمير محمد الأيسر وله منها ولدان محمد ويوسف, وكان من جملة انهماك الأمير أبي الحسن في الملذات أنه اصطفى على زوجته رومية اسمُها ثريا وهجر ابنة عمه وأولادها منه، فأدرك ابنة عمه من الغيرة ما يدرك النساء على أزواجهن، ووقع بينهما نزاع كثير وقام الأولاد محمد ويوسف مع أمهما وغلظت العداوة بينهم، وكان الأمير أبو الحسن شديد الغضب والسطوة، فكانت الأم تخاف على ولديها منه، فبقيت الحال كذلك مدة والأمير مشتغل باللذات منهمك في الشهوات، ووزيره يضبط المغارم, وفي يوم انتصار المسلمين على النصارى في موقعة لوشة بلغ الخبر لمن كان فيها أن ابني الأمير أبي الحسن محمد ويوسف هربا من القصبة خوفًا من أبيهما؛ وذلك أن شياطين الإنس صاروا يوسوسون لأمهما عائشة ويخوفونها عليهما من سطوة أبيهما ويغوونها مع ما كان بينها وبين مملوكة أبيهما الرومية ثرية من الشحناء، فلم يزالوا يغوونها حتى سمحت لهم بهما فاحتالت عليهما بالليل وأخرجتهما إليهم وساروا بهما إلى وادي آش، فقام أهل وادي آش بدعوتهما ثم قامت غرناطة أيضًا بدعوتهما واشتعلت نار الفتنة ببلاد الأندلس، ووقعت بينهم حروب بينهم إلى أن قتل الوالد ولَدَه ولم تزل نار الفتنة مشتعلة وعلاماتها قائمة في بلاد الأندلس، والعدو مع ذلك كله مشتغل بحيلته في أخذ الأندلس, ويعمل على اتحاد كلمتهم حتى تزوج فرناندو ملك أراجون من إيزابيلا ملكة قشتالة، واتحدت الممالك الصليبية في إسبانيا لأول مرة في تاريخها ضد المسلمين.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

هو البحار المشهور شهاب الدين أحمد بن ماجد بن عمر بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن حسين بن أبي معلق السعدي ابن أبي الركائب النجدي العماني، عُرِفَ بأسد البحر أحد كبار الملاحين العرب، ولد سنة 838 في مدينة جلفار- تقع في رأس الخيمة اليوم- ونشأ بها. ينحدر ابن ماجد من أسرة اشتهرت بالملاحة وارتياد البحار, اشتهر ابن ماجد بعلمه في شؤون البحار وما يتصلُ بذلك من علوم الملاحة والفلك والرياضيات والجغرافيا. رحل إلى بلاد كثيرة مدونًا كلَّ ما يشاهده من بلدان؛ فقد ذكر في مؤلفاته أسماء الجزر التي رآها والقياسات البحرية ومطالع النجوم، وطريقة استخراج القبلة، وشرحَ المسالكَ البحرية بين ساحل وآخر، ودَوَّن علمه ومعرفته في مؤلفات عديدة، منها: كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد، وهو أكبر أعماله، ويعُتبر علم الملاحة الفلكية من أهم أعماله؛ فقد كانت قياساته دقيقة ومبتكَرة، كما كانت مشاهداته للنجوم ومطالعها ومغاربها كذلك، وله أراجيز تحمل علومهَ، منها: حاوية الاختصار في علم البحار، وله قصائد في وصف شواطئ جزيرة العرب, ومن أسباب اشتهار ابن ماجد في تاريخ الملاحة ارتباطُ اسمه برحلة البرتغالي فاسكو دي جاما سنة (1498م) من ساحل إفريقيا الشرقي إلى كلكتا في الهند، وكان لهذا الحادث أثرٌ خطير في تاريخ الملاحة، وأثرٌ في الحملات الاستعمارية الأوربية لاحتلال سواحل ومراكز مهمة في بحر العرب والمحيط الهندي.

العام الهجري : 1242 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1827
تفاصيل الحدث:

هو العالم الفقيهُ الشيخ عثمان بن عبد الجبَّار بن حمد بن شبانة الوهبي التميمي، بقيَّةُ العُلماء الزُّهَّاد، ورِثَ العلمَ كابرًا عن كابر مِن آبائه وأجداده وأعمامه وإخوانه، وممَّن تعلم منهم ابنُ عمه الشيخ حمد بن عثمان بن عبد الله، والشيخ حمد التويجري، والشيخ عبد المحسن بن نشوان بن شارخ، القاضي في الكويت والزبير، والشيخ عبد العزيز بن عيد الإحسائي نزيل الدرعية، وكان الشيخ عثمان فقيهًا له قُدرةٌ على استحضار أقوال العلماء، وله معرفةٌ في التفسير والفرائض والحساب، وهو عالمُ زمانِه في المذهَبِ، لا يدانيه فيه أحدٌ، تخرَّج على يديه وانتفع به خلقٌ كثير، منهم: ابنه القاضي الشيخ عبد العزيز، والشيخ عبد الرحمن بن أحمد الثميري قاضي سدير، والشيخ عثمان بن علي بن عيسى قاضي الغاط والزلفي، وغيرهم. وكان في الغايةِ مِن الوَرَعِ والعبادة والعفاف، عَيَّنه الإمام عبد العزيز بن محمد قاضيًا لعسير، وألمع عند عبد الوهاب أبو نقطة المتحَمِّي، وأقام هناك مدة ثم رجع، وأرسله الإمام عبد العزيز بن محمد أيضًا قاضيًا لعسير عند ابن حرملة وعشيرته، ثم أرسله الإمام سعود قاضيًا في عمان، وأقام في رأس الخيمة يقضي بين الناسِ ويُدَرِّس لطلابِ العلم، ثم رجع، ولَمَّا توفِّيَ عَمُّه محمد قاضي بلدان سدير، عَيَّنه الإمام سعود مكانه قاضيًا لبلدان سدير، واستمَرَّ في القضاء زمن الإمام سعود وزمن ابنه الإمام عبد الله وما بعدهما، إلى أن توفي في السابع والعشرين من هذا الشهر.

العام الهجري : 1351 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1932
تفاصيل الحدث:

آلُ رِفادةَ هم شُيوخُ قَبيلةِ بَلِيٍّ من قُضاعةَ اليَمانِيَةِ مِن سُكَّانِ شَمالِ الحِجازِ، كان حامِدُ بنُ سالِمِ بنِ رِفادةَ البَلَويُّ أحَدَ شُيوخِ قَبيلةِ بَلِيٍّ ومِن فُرْسَانِها المشهورينَ، ومَعروفٌ بحامِدٍ العورِ، وكانت له صَولاتٌ وجَولاتٌ في المنطقةِ، وله كَلِمةٌ مَسموعةٌ وثِقلٌ كَبيرٌ وإن لم تكُنْ له رِئاسةُ قَبيلةِ بَلِيٍّ، كانت علاقَتُه بالأشرافِ قَوِيَّةً ومِن الموالِينَ لهم، وبعد دُخولِ المَلِكِ عَبدِ العَزيزِ الحِجازَ بايَعَه الشَّيخُ إبراهيمُ بنُ رِفادةَ بوصْفِه شَيخَ مَشايِخِ بَلِيٍّ، في حينِ رَفَضَ الشَّيخُ حامِدٌ التسليمَ والدُّخولَ تحتَ حُكمِ ابنِ سُعودٍ، وقام بالتحَصُّنِ في مدينةِ الوَجهِ، فقام الشَّيخُ إبراهيمُ بنُ رِفادةَ بمُحاصَرتِه وإخراجِه مِنَ الوَجهِ، فخرج ثائرًا، واتَّجَه إلى شَرقِ الأُرْدُنِّ ثمَّ استقَرَّ به المقامُ بمِصرَ، وهو يفكِّرُ في العَودةِ إلى الحِجازِ لإخراجِ المَلِكِ عَبدِ العزيزِ منها، فأخَذَ يُحَرِّضُ الباديةَ في شَمالِ الحِجازِ عليه، ويَجمَعُ الأنصارَ حَولَه، وانضَمَّ إلى حرَكَةِ رابطةِ الدِّفاعِ عن الحِجازِ التي أسَّسَها مجموعةٌ من الشَّخْصِيَّاتِ الحِجازيَّةِ، ثمَّ انتَقَل ابنُ رِفادةَ مِن مِصرَ إلى شَمالِ الحِجازِ بقُوَّةٍ نحوِ 400 رجُلٍ، ولَمَّا عَلِمَ المَلِكُ عبدُ العزيزِ بتحَرُّكاتِه أرسل وَحَداتٍ عَسْكَريةً لتطويقِه، وكان ابنُ رِفادةَ قد وصَلَ إلى جَبَلِ شار بضِبَا واحتَمى فيه هو وأنصارُه، فتمكَّنَ المَلِكُ عبدُ العزيزِ مِن استدراجِه مِنَ الجَبَلِ هو وقُوَّاتِه، وأوقع بهم هزيمةً قُتِلَ فيها ابنُ رِفادةَ وثلاثةٌ مِن أبنائِه ومُعظَمُ قُوَّاتِه، وبذلك انتَهَت هذه الحَرَكةُ.

العام الهجري : 265 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 879
تفاصيل الحدث:

هو الملك أبو يوسف يعقوب بن الليث الصفَّار الخارجي- خرج على سلطانِ الخلافةِ- التُّركمانيُّ، من سجستان، أصلُه فارسي ينحدِرُ من جبال شرق فارس، أسَّسَ السُّلالةَ الصفَّاريَّة التي حكَمَت فارس وبلاد ما وراء النهر. وقد أكثَرَ أهلُ التاريخ مِن ذِكرِ هذا الرجل وذِكرِ أخيه عمرو وما ملكا من البلادِ وقتلا من العبادِ، وما جرى للخلفاءِ معهما من الوقائع، كان رجلًا عاقلًا حازمًا, وكان أوَّلَ أمْرِه أنه وأخاه عَمرًا صفَّارانِ في حداثتِهما، يعملان في النُّحاس، وكانا يُظهِران الزهد، فجاهدا مع صالح المُطَّوِّعِي المحاربِ للخوارج،  فصَحِبَه إلى أن مات، فتولَّى مكان صالح المطوعي درهمُ بن الحسين المطوعي، فجعل درهمُ يعقوبَ بن الليث قائدًا لعسكره، ثمَّ رأى أصحاب درهم عجْزَه، فملَّكوا يعقوبَ لحُسنِ سياستِه، فأذعَنَ لهم دِرهَم،  واشتَهَرت صولةُ يعقوب، فغَلَب على هراة وبوشنج، وحارب الترك، وظفِرَ بِرُتْبِي، فقتله، وقتل ثلاثةَ ملوك ورجع معه ألوفٌ من الرؤوس، فهابته الملوك, وكان بوجهِه ضربةُ سيف مُخَيَّطَة. أظهر يعقوبُ حرصه على تدعيم مُلكِه؛ حيث اهتمَّ بتدبير أمور مملكتِه وتحصينِها وعمارة أرضه، فكثرت أموالُه وعَمَرت خزائنُه, ثم أعلن نفسَه حاكمًا على موطِنِه في سجستان (بلوشستان). ثم ضمَّ إليه المناطِقَ التي حكمها الطاهريون: هراة، وفارس، وشيراز، وبلخ, ثم طخرستان, حتى انتهى الأمرُ بأن قام بإجلائهم عن خراسان وأفغانستان. فعيَّنَه الخليفةُ المعتزُّ واليًا على المناطق التي سيطر عليها, فأخذ يعقوبُ يبعث هداياه إلى المعتز لمُداراته، ثم صار يرسِلُ للمعتَمِد في العام خمسةَ آلاف ألف درهم، ثمَّ أخذ بلخَ ثم نيسابور، وقصَدَ جرجان، فهزم المُتغلِّبَ عليها الحسن بن زيد العلوي، ثم دخل جرجان، فظَلَم وعَسَف، فاستغاث جماعةٌ جرجانيون ببغداد من يعقوب، فعزم المعتَمِد على حربه، ونفَّذَ كتبًا إلى أعيان خراسان بذمِّ يعقوب، وأن يهتمُّوا لاستئصاله، فكاتبَ يعقوبُ المعتَمِد يخضَعُ ويُراوغ، ويطلُبُ التقليدَ بتوليته المَشرِق، ففعل المعتمِدُ ذاك وأخوه الموفِّقُ؛ لاشتغالهم بحرب الزَّنْج. كان يعقوبُ قد افتتح الرخج، وقتَلَ مَلِكَها وأسلم أهلُها على يده، وافتتح الخلجية وزابل وغيرهما. بعد أن غلب يعقوبُ الصفَّار على سجستان ونيسابور والديلم وفارس، طَمِعَ في بغداد فأقبل عليها غازيًا، فقابلَه جيشُ الموفَّق بدير العاقول، وكشفَ الموفَّق الخوذة وحَمَل، وقال: أنا الغلامُ الهاشميُّ. وكَثُرت القتلى، فانهزم يعقوبُ، وجُرِحَ أمراؤه، وذهبت خزائِنُه، وغَرِق منهم خلقٌ في النهر. مات يعقوبُ بجند يسابور من كور الأهواز، وكانت عِلَّتُه القولنج، فأمره الأطبَّاءُ بالاحتقان بالدواء، فلم يفعل، واختار الموت. وكان المعتمِد قد أنفذ إليه رسولًا وكتابًا يستميلُه ويترضَّاه، ويقَلِّده أعمال فارس، فوصل الرسولُ ويعقوب مريضٌ، فجلس له وجعل عنده سيفًا ورغيفًا من الخبز، ومعه بصَلٌ، وأحضر الرَّسول، فأدَّى الرسالة، فقال له: قُل للخليفة إنَّني عليل، فإن مِتُّ فقد استرحتُ منك واسترحْتَ مني، وإن عوفِيتُ فليس بيني وبينك إلَّا هذا السَّيفُ، حتى آخُذَ بثأري، أو تكسِرَني وتعقِرَني، وأعودَ إلى هذا الخبز والبصل، وأعاد الرسولُ، فلم يلبَثْ يعقوبُ أن هلك. فقام بالأمرِ بعده أخوه عمرو بن الليث، وكتب إلى الخليفةِ بطاعته، فولَّاه الموفَّق خراسان، وفارس، وأصبهان، وسجستان، والسند، وكرمان، والشرطة ببغداد.

العام الهجري : 751 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1351
تفاصيل الحدث:

في العاشِرِ مِن ذي الحجة قُبِضَ على صاحب اليمن المَلِك المجاهد علي بن المؤيد داود بن المظفر أبو سعيد المنصوري عمر بن رسول, وسَبَبُ ذلك أن الشريف ثقبة بن رميثة لَمَّا بلَغَه استقرار أخيه الشريف عجلان في إمرة مكَّة، توجَّهَ إلى اليمن، وأغرى المَلِكَ المجاهد علي صاحب اليمن بأخذِ مَكَّة وكسوةِ الكَعبةِ، فتجَهَّز المجاهد، وسار يريد الحَجَّ في جحفل كبير بأولادِه وأمه حتى قَرُب من مكة، وقد سبق حاجُّ مصر، فلَبِسَ عجلان آلة الحرب، وعَرَّف أمراءَ مِصرَ ما عزم عليه صاحِبُ اليمن، وحَذَّرَهم غائلَتَه، فبعثوا إليه بأنَّ "من يريدُ الحَجَّ إنما يدخُلُ مكَّةَ بذِلَّةٍ ومسكنة، وقد ابتَدَعْتَ من ركوبك والسِّلاحُ حولك بدعةً لا يمكِنُك أن تدخُلَ بها، وابعَثْ إلينا ثقبة ليكونَ عندنا حتى تنقَضِيَ أيام الحج، ثم نُرسِلُه إليك" فأجاب المجاهِدُ إلى ذلك، وبعث ثقبةَ رهينةً، فأكرمه الأمراء، وأركبوا الأميرَ طقطاي في جماعة إلى لقاء المجاهد، فتوجَّهوا إليه ومنعوا سلاحداريته من المشيِ معه بالسلاح، ولم يمكِّنوهم من حَملِ الغاشية، ودخَلوا به مكة، فطاف وسَمَّى، وسَلَّم على الأمراء واعتذر إليهم، ومضى إلى منزلِه وصار كل منهم على حَذَرٍ حتى وقفوا بعرفةَ، وعادوا إلى الخيفِ مِن مِنًى، وقد تقرَّر الحال بين الشريف ثقبة وبين المجاهِدِ عليٍّ أنَّ الأمير طاز إذا سارا من مكة أوقعاه بأميرِ الركبِ ومن معه، وقبضا على عجلان، وتسَلَّمَ ثُقبةُ مكَّةَ، فاتَّفَق أن الأمير بزلار رأى وقد عاد من مكَّة إلى منًى خادِمَ المجاهِدِ سائرًا، فبعث يستدعيه فلم يأتِه، وضرب مملوكَه- بعد مفاوضةٍ جَرَت بينهما- بحربةٍ في كتِفِه فماج الحاجُّ، وركب بزلار وقتَ الظهر إلى طاز فلم يَصِلْ إليه حتى أقبَلَت الناس جافلةً تُخبِرُ بركوب المجاهد بعسكَرِه للحرب، وظهرت لوامِعُ أسلحتهم، فركب طاز وبزلار والعسكَرُ، وأكثَرُهم بمكة، فكان أوَّلُ من صدم أهلَ اليمن الأميرَ بزلار وهو في ثلاثين فارسًا، فأخذوه في صدورِهم إلى أن أرمَوه قُربَ خَيمةٍ، ومَضَت فرقةٌ منهم إلى جهة طاز، فأوسع لهم، ثم عاد عليهم، ورَكِبَ الشريف عجلان والناس، فبعث طاز لعجلان "أنِ احفَظِ الحاجَّ، ولا تدخل بيننا في حَربٍ، ودَعْنا مع غريمنا"، واستمَرَّ القتال بينهم إلى بعد العصر، فركِبَ أهلَ اليَمَنِ الذلَّةُ، والتجأ المجاهِدُ إلى دهليزه، وقد أحيط به وقُطِعَت أطنابه، وألقَوه إلى الأرضِ، فمَرَّ المجاهِدُ على وجهِه ومعه أولادُه، فلم يجِدْ طريقًا، وعاد بمن معه وهم يصيحونَ: "الأمانَ يا مسلمين" فأخذوا وزيره، وتمَزَّقَت عساكره في تلك الجبال، وقُتِلَ منهم خلق كثير، ونُهِبَت أموالهم وخيولُهم حتى لم يبقَ لهم شيء، وما انفصل الحالُ إلى غروب الشمس، وفَرَّ ثُقبة بعُربه، وأخذ عبيدُ عجلان جماعةً من الحجَّاج فيما بين مكَّةَ ومِنًى، وقتلوا جماعةً، فلما أراد الأميرُ طاز الرحيل من مِنًى سَلَّمَ أم المجاهد وحريمه لعجلان، وأوصاه بهِنَّ وركب الأمير طاز ومعه المجاهِدُ مُحتَفظًا به، وبالغَ في إكرامِه، وصَحِبَ معه أيضًا الأمير بيبغا روس مقيدًا، وبعث الأمير طنطاي مبشرًا، ولَمَّا قدم الأمير طاز المدينةَ النبويةَ قَبَضَ على الشريفِ طفيل.

العام الهجري : 1213 العام الميلادي : 1798
تفاصيل الحدث:

يقول الجبرتي: "كانت الفرنسيسُ حين دخولهم بالإسكندرية كتبوا مرسومًا وطبَعوه وأرسلوا منه نُسخًا إلى البلاد التي يَقدَمون عليها؛ تطمينًا لهم، ووصل هذا المكتوبُ مع جملةٍ مِن الأُسارى الذين وجدوهم بمالطة وحضروا صُحبتَهم، وحضرَ منهم جملةٌ إلى بولاق، وذلك قبل وُصولِ الفرنسيس بيومٍ أو بيومين، ومعهم منه عِدَّةُ نُسَخ، ومنهم مغاربة وفيهم جواسيس وهم على شَكلِهم من كفَّار مالطة ويعرفون باللغات, وصورةُ ذلك المكتوب: "بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا اللهُ لا ولد له ولا شريكَ له في مُلكِه، من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية، السير عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونابارته يعرف أهالي مصرَ جميعَهم أنَّ من زمان مديد الصناجق الذين يتسلَّطون في البلاد المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حقِّ الملة الفرنساوية؛ يظلمون تجارَها بأنواع الإيذاء والتعدي، فحضر الآن ساعةَ عقوبتهم وأخَّرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلاد الأزابكة والجراكسة يُفسِدون في الإقليم الحسن الأحسَنِ الذي لا يوجدُ في كُرة الأرض كلِّها، فأمَّا رب العالمين القادِرُ على كل شيء فإنه قد حكمَ على انقضاء دولتهم، يا أيها المصريون، قد قيل لكم إنَّني ما نزلت بهذا الطرفِ إلَّا بقصد إزالة دينكم، فذلك كَذِبٌ صريحٌ، فلا تصَدِّقوه، وقولوا للمفترين إنَّني ما قَدِمت إليكم إلَّا لأخَلِّص حَقَّكم من يد الظالمين، وإنني أكثَرُ من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى وأحترِمُ نبيه والقرآن العظيم، وقولوا أيضًا لهم إنَّ جميع الناس متساوون عند الله، وإنَّ الشيء الذي يفرقُهم عن بعضِهم هو العقلُ والفضائِلُ والعلوم فقط، وبين المماليك والعقل والفضائل تضاربٌ، فماذا يميزُهم عن غيرِهم حتى يستوجِبوا أن يتمَلَّكوا مصر وحدَهم ويختَصُّوا بكل شيءٍ أحسَن فيها من الجواري الحِسان والخيل العتاق والمساكِن المفرحة، فإن كانت الأرضُ المصرية التزامًا للمماليك فليُرونا الحُجَّة التي كتبها الله لهم، ولكنَّ رب العالمين رؤوفٌ وعادل وحليم، ولكنْ بعونه تعالى من الآن فصاعدًا لا ييأس أحد من أهالي مصر عن الدخول في المناصب السامية وعن اكتساب المراتب العالية؛ فالعلماء والفضلاء والعقلاء بينهم سيدبِّرون الأمور، وبذلك يصلُحُ حال الأمَّة كُلِّها، وسابقًا كان في الأراضي المصرية المدنُ العظيمة والخلجان الواسعة والمتجر المتكاثر، وما أزال ذلك كلَّه إلا الظلمُ والطمع من المماليك، أيها المشايخُ والقضاة والأئمة والجربجية وأعيان البلد، قولوا لأمَّتِكم إن الفرنساوية هم أيضًا مسلمون مخلصون، وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في رومية الكبرى وخرَّبوا فيها كرسيَّ الباب الذي كان دائمًا يحثُّ النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطة وطردوا منها الكواللرية الذين كانوا يزعُمون أن الله تعالى يطلب منهم مقاتلةَ المسلمين، ومع ذلك الفرنساوية في كلِّ وقت من الأوقات صاروا محبِّين مخلصين لحضرة السلطان العثماني وأعداءِ أعدائِه، أدام الله مُلكَه، ومع ذلك إنَّ المماليك امتنعوا من إطاعة السلطان غيرَ ممتثلين لأمره، فما أطاعوا أصلًا إلَّا لطمع أنفسهم، طوبى ثم طوبى لأهالي مصر الذين يتَّفقون معنا بلا تأخير، فيَصلُح حالهم وتعلو مراتبُهم، طوبى أيضًا للذين يقعُدون في مساكنِهم غيرَ مائلين لأحدٍ مِن الفريقين المتحاربين، فإذا عرفونا بالأكثر تسارعوا إلينا بكل قلبٍ، لكنَّ الويل ثم الويل للذين يعتمدون على المماليك في محاربتِنا فلا يجدون بعد ذلك طريقًا إلى الخلاص، ولا يبقى منهم أثر".

العام الهجري : 218 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 833
تفاصيل الحدث:

هو أبو محمد عبدالملك بن هشام بن أيوبَ المعافري، العلَّامةُ النَّحويُّ الأَخباريُّ، أبو محمد الذهلي السَّدوسي، وقيل: الِحمْيري المعافري البصري، نزيلُ مصر، هذَّبَ السيرةَ النبويَّةَ لابنِ إسحاقَ مُصَنِّفِها. سمعها مِن زياد البكائي صاحِبِ ابنِ إسحاق, وإنما نُسِبَت إليه، فيقال سيرةُ ابن هشام؛ لأنه هذَّبَها وزاد فيها ونقَصَ منها، وحَرَّر أماكِنَ، واستدرك أشياءَ، وكان إمامًا في اللغة والنحو، وقد كان مقيمًا بمصرَ، واجتمع به الشافعيُّ حين وردها، وتناشدَا من أشعارِ العرب شيئًا كثيرًا. كانت وفاتُه بمصر.

العام الهجري : 728 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1328
تفاصيل الحدث:

في يومِ الاثنين تاسِعَ جمادى الآخرة أُخرِجَ ما كان عند الشيخِ تقي الدينِ ابن تيميَّةَ من الكتُبِ والأوراقِ والدواةِ والقلم، ومُنِعَ من الكُتُبِ والمطالعة، وحُمِلَت كتُبُه في مُستهَلِّ رَجَب إلى خزانةِ الكتُبِ بالعادليَّة الكبيرة، وكانت نحو ستين مجلَّدًا، وأربع عشرة ربطةَ كراريس، فنظر القضاةُ والفُقهاءُ فيها وتفَرَّقوها بينهم، وكان سبَبَ ذلك أنَّه أجاب لما كان ردَّ عليه التقيُّ ابنُ الأخنائي المالكي في مسألة الزيارة، فرَدَّ عليه الشيخ تقي الدين واستجهَلَه وأعلَمَه أنَّه قليل البضاعة في العلم، فطَلَع الأخنائيُّ إلى السلطان وشكاه، فرسم السلطانُ عند ذلك بإخراجِ ما عنده من ذلك، وكان ما كان.

العام الهجري : 761 العام الميلادي : 1359
تفاصيل الحدث:

بعد وفاة أورخان وتولِّي ابنِه مراد الأول أراد أميرُ القرمان في أنقرة علاءُ الدين خليل بن محمود أن يستَغِلَّ هذه الفرصة ظنًّا منه أنَّه يقضي على العثمانيِّينَ فاستنهضَ هِمَمَ الأمراء المستقِلِّينَ في آسيا الصغرى للقتال، وعَمِلَ على تجميعهم، غيرَ أنَّه تفاجأ بجيش مراد الأول الحاكِمِ الجديدِ، وهي محيطةٌ بمدينة أنقرة، ودخلها فاتحًا، فاضطر علاءُ الدين لِعَقدِ الصلح معه وتنازل عن أنقرة، واعترف السلطانُ مراد بالأميرِ علاء الدين أميرًا على بقية أملاك دولةِ القرمان، وتزوَّجَ مراد من ابنةِ علاء الدين.