الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3431 ). زمن البحث بالثانية ( 0.011 )

العام الهجري : 110 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 728
تفاصيل الحدث:

هو أبو سَعيدٍ الحَسَنُ بن يَسار البَصْرِي، وُلِدَ قَبلَ سَنَتين مِن نِهايَة خِلافَة عُمَر بن الخَطَّاب في المَدينَة عام 21هـ. كانت أُمُّهُ تَخدُم أُمَّ سَلَمَة، ورُبَّما أَرْسَلَتْها في الحاجَةِ فتَشْتَغِلُ عن وَلَدِها الحَسَن وهو رَضيعٌ فتُشاغِلُه أُمُّ سَلَمَة بِثَدْيَيْها فيُدِرَّان عليه فيَرْتَضِعُ منهما، فكانوا يَرَون أنَّ تلك الحِكْمَةَ والعُلومَ التي أُوتِيها الحَسَن مِن بَرَكَةِ تلك الرَّضاعَة مِن الثَّدْيِ المَنْسوبِ إلى رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمَّ كان وهو صَغيرٌ تُخْرِجُه أُمُّه إلى الصَّحابَة فيَدْعون له، وكان في جُملَةِ مَن يَدعو له عُمَرُ بن الخَطَّاب، قال: اللَّهُمَّ فَقِّههُ في الدِّين، وحَبِّبْهُ إلى النَّاس. وقد كان الحَسَنُ جامِعًا للعِلْمِ والعَمَل، عالِمًا رَفيعًا فَقيهًا ثِقَةً مَأْمونًا عابِدًا زاهِدًا ناسِكًا، كَثيرَ العِلْمِ والعَمَل، فَصيحًا جَميلًا وَسيمًا، وقَدِمَ مَكَّة فأُجْلِسَ على سَريرٍ وجَلَس العُلَماء حَولَه واجْتَمَع النَّاسُ إليه فحَدَّثَهُم.

العام الهجري : 930 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1524
تفاصيل الحدث:

هو شيخ الإسلام العلامة ذو التصانيف المفيدة والفتاوى السديدة، قاضي قضاة المسلمين شهاب الدين أبو السرور أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن القاضي يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن حسان بن الملك سيف بن ذي يزن المذحجي السيفي المرادي الشهير بالمُزَجد الشافعي الزبيدي، وكان من العلماء المشهورين وبقية الفقهاء، واحد المحقِّقين المعتمدين المرجوع إليهم في النوازل المعضلة والحوادث المشكلة، وكان على الغاية من التمكن في مراتب العلوم الإسلامية من الأصول والفروع وعلوم الأدب، وهو الذي أفتى بجواز شرب البنِّ والقهوة، وقد كان الخلاف بجواز شربها منتشرًا في عدد من الأمصار. ولد المُزَجد سنة 847 بجهة قرية الزبيدية، ونشأ بها وحفظ جامع المختصرات، ثم انتقل إلى بيت الفقيه بن عجيل فأخذ فيها على شيخ الإسلام إبراهيم بن أبي القاسم جغمان, ثم ارتحل إلى زبيد واشتغل فيها على عدد من أهل العلم، فحصَّل الفقه والأصول والحديث والحساب والفرائض, وبرع في علوم كثيرة لكنَّه تميز في الفقه حتى كان فيه أوحدَ وقته، ومن مصنفاته المشهورة في الفقه: العباب والمحيط بمعظم نصوص الشافعي والأصحاب، وهو كاسمه, وهو على أسلوب الرَّوْض جمع في مسائل الروض ومسائل التجريد، وهو كتاب عظيم جامع لأكثر أقوال الإمام الشافعي وأصحابه وأبحاث المتأخرين منهم على الغاية من جزالة اللفظ وحسن التقسيم، ولقد اشتهر هذا الكتاب في الآفاق ووقع على حسنِه ونفاسته الإجماع والاتفاق، وكثر اعتناءُ الناس بشأنه وانتفاع الطلبة به واغتباطهم ببيانه، واعتناء غير واحد من علماء الإسلام بشرحه، كالعارف شيخ الإسلام أبي الحسن البكري؛ فإنه شرحه بشرحين: صغير وكبير, ومنها تجريدُ الزوائد وتقريب الفرائد في مجلدين، جمع فيه الفروع الزائدة على الروضة غالبًا، وكتاب تحفة الطلاب ومنظومة الإرشاد في خمسة آلاف وثمانمائة وأربعين بيتًا, وزاد على الإرشاد كثيرًا من المسائل والقيود، ونظم أوائله إلى الرهن في مدة طويلة ثم مكث نحو خمس عشرة سنة، ثم شرع في تتمته فكمله في أقل من سنة، وله غير ذلك، وتفقه به خلائق كثيرون من أكابر الأعيان واختلاف أجناس الطلبة من جهات شتى، وله شِعرٌ حَسن، ومنه في الحصن الحصين، وكان ينظِم في اليوم الواحد نحو ثمانين بيتًا مع القيود والاحترازات، وله مرثية عظيمة في شيخه عمر الفتى. قال حفيدُه شيخ الإسلام قاضي قضاة الأنام أبو الفتح بن حسين المزجد: كان جدي شرَحَ جامع المختصرات للنسائي في ست مجلدات، ثم لما رآه لم يستوفِ ما حواه الجامع المذكور من الجَمع والخلاف، ألقاه في الماء فأعدمه، والله المستعان. قال علامة العصر ومفتيه أحمد بن عبد الرحمن الناشري: "كان القاضي شهاب الدين المزجد إذا سئم من القراءة والمطالعة، استدعى بمقامات الحريري، فيطالع فيها ويسمِّيها طبق الحلوى" ووليَ قضاء عدن ثم قضاء زبيد، وباشر ذلك بعفَّة وديانة، وطالت مدته فيها. وحكي: "أنه لما جاء زبيد وأُتيَ إليه بمعلومها، قال: جئنا من عدن إلى عدم. وكأنه- والله أعلم- كان غير راض بهذه المرتبة لِما فيها من الخطر العظيم؛ وذلك لكمال ورعه واحتياطه في دينه واستحقاره لزهرة الدنيا ومنصبها، وكان على جانب عظيم من الدين، حتى قال بعضهم في عصره: لو جاز أن يبعث الله نبيًّا في عصرنا، لكان أحمد المزجد هو ذلك النبي!" قال النماري: "لما دخلت عليه وشرعتُ في قراءة العباب لديه، أخذتني من دهشته الهيبةُ والعظمة ما منعني استيفاءَ ما كنت آلَفُه من الانبساط في حال القراءة، ففهم ذلك مني وأخذ يباسطني بذكرِ بلدي وأنَّ منها الشاعر الفلاني الذي قال في قصيدته ما هو كيت وكيت، حتى زال عني ذلك الدَّهشُ وثابَتْ إليَّ نفسي, وكانت أوقات شيخنا مرتبة: يجعل أواخر الليل وأول النهار لدرس القرآن، ثم يشتغل بما له من أوراد، ثم بالتفسير، ثم بالفقه، ثم يخرج إلى الحُكم إلى وقت الظهر، ثم يَقيل، ثم يشتغل بالإحياء للغزالي ونحوه من كتب الرقائق، وفي آخر النهار ينظر في التاريخ إلى أن يخرج لمجلس الحُكم بعد صلاة العصر؛ لأنه كان يجلس للحكم في اليوم مرتين" وقد انتفع به الناس، وأخذ عنه الطلبة واستمر على عظمته ووجاهته حتى مات في دولة الأروام- جمع رومي- قال محي الدين العيدروس: "ومناقب المزجد كثيرة وترجمته طويلة، وقد أفردها بالتصنيف حفيدُه القاضي أبو الفتح بن الحسين المزجد في جزء لطيف سمَّاه: منية الأحباب في مناقب صاحب العباب، وإذا تأملتَ ما أسلفناه عنه من الأخبار الجميلة والسِّيَر الحميدة، علمتَ أنَّه من العلماء الأخيار الأبرار، ولا ينافي ذلك ما كان متلبسًا به من القضاء ونحوه؛ فقد ابتلى بمثل ذلك غيرُ واحد من العلماء الصلحاء، كشيخ الإسلام تقي الدين السبكي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري" كان لشهاب الدين المزجد أربعة أولاد: علي، والحسن، والحسين، وعبد الرحمن، وكل منهم أفتى في حياة أبيه، ومات منهم اثنان في حياة أبيهما، وهما عبد الرحمن وحسن، ورثاهما وحزن عليهما. توفي شهاب الدين فجر يوم الأحد شهر ربيع الآخر من هذه السنة ببلدة زبيد، وصُلِّي عليه بجامعها الكبير ودُفن بباب سهام، وقبره قبلي تربة الشيخ علي أفلح، ولم يخلف بعده مثله- رحمه الله تعالى ونفعنا بسره وسر علومه- ورثاه جماعة من أكابر العلماء والأدباء من تلامذته ومعاصريه، وعظُمَ الأسفُ عليه.

العام الهجري : 680 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1281
تفاصيل الحدث:

ورد الخبر بدخول منكوتمر أخي أبغا بن هولاكو بن طلوي بن جنكيزخان إلى بلاد الروم بعساكر المغول، وأنه نزل بين قيسارية والأبلستين، فبعث السلطان قلاوون الكشافة، فلقوا طائفةً من التتار أسروا منهم شخصًا وبعثوا به إلى السلطان، فقَدِمَ إلى دمشق في العشرينَ مِن جمادى الأولى، فأتاه السلطانُ ولم ينزل به حتى أعلَمَه أن التتار في نحو ثمانين ألفًا، وإنهم يريدونَ بلاد الشام في أول رجب، فشرع السلطانُ في عرض العساكر، واستدعى الناس، فحضَرَ الأمير أحمد بن حجي من العراق في جماعة كبيرةٍ مِن آل مراتكون زهاء أربعة آلاف فارس، وقدمت نجدةٌ من الملك المسعود خضر بن الظاهر بيبرس صاحب الكرك، وقدمت عساكِرُ مصر وسائر العربان والتركمان وغيرهم، فوردت الأخبار بمسير التتار، وأنهم انقَسَموا فسارت فرقةٌ مع الملك أبغا بن هولاكو إلى الرحبة ومعه صاحب ماردين، وفرقة أخرى من جانب آخر، فخرج بجكا العلائي في طائفة من الكشافة إلى جهة الرحبة، وجفل الناسُ من حلب إلى حماة وحمص حتى خلت من أهلها، وعَظُم الإرجاف، وتتابع خروج العساكر من دمشق إلى يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخرة، فخرج السلطانُ إلى المرج، بمن بقي من العساكر وأقام به إلى آخر الشهر، ثم رحل يريد حمص فنزل عليها في حادي عشر رجب ومعه سائر العساكر، وحضر الأمير سنقر الأشقر من صهيون ومعه بعض أمرائه فسُرَّ السلطان قلاوون بذلك وأكرمهم وأنعم عليهم، وكان ذلك في ثاني عشر فنزل سنقر الأشقر على الميسرة، وقويت الأراجيف بقرب العدو، ووصل التتارُ إلى أطراف بلاد حلب، وقدم منكوتمر إلى عين تاب، ونازل الملك أبغا قلعة الرحبة في السادس عشر جمادى الآخرة، ومعه نحو ثلاثة آلاف فارس، وتقدم منكوتمر قليلًا قليلًا حتى وصل حماة، وأفسد نواحيها وخرب جواسقَ الملك المنصور صاحب حماة وبستانه فورد الخبر إلى السلطان قلاوون بذلك وهو على حمص، وأن منكوتمر في خمسين ألفًا من المغول وثلاثين ألفًا من الكرج والروم والأرمن والفرنجة، وأنَّه قد قفز إليه مملوك الأمير ركن الدين بيبرس العجمي الجالق ودله على عورات المسلمين، ثم ورد الخبَرُ بأن منكوتمر قد عزم أن يرحل عن حماة، ويكون اللقاء في يوم الخميس رابع عشر رجب، واتفق عند رحيله أن يدخل رجلٌ منهم إلى حماة وقال للنائب: اكتُبِ الساعة إلى السلطان قلاوون على جناحِ الطائر بأن القَومَ ثمانون ألف مقاتل، في القلب منهم أربعةٌ وأربعون ألفًا من المغول وهم طالبون القلب، وميمنتهم قوية جدًّا، فيقوي ميسرة المسلمين، ويحترز على السناجق، فسقط الطائر بذلك وعلم بمقتضاه، وبات المسلمون على ظهور خيولهم، وعند إسفار الصباح من يوم الخميس رابع عشر شهر رجب: ركب السلطان ورتب العساكِرَ: وجعل في الميسرة الأميرَ سنقر الأشقر ومن معه من الأمراء، ثم اختار السلطانُ مِن مماليكه مائتي فارس، وانفرد عن العصائب ووقف على تل، فكان إذا رأى طلبًا قد اختل أردفه بثلاثمائةٍ مِن مماليكه، فأشرَفت كراديس التتار وهم مِثْلَا عساكر المسلمين، ولم يعتدُّوا منذ عشرين سنة مثل هذه العِدَّة، ولا جمعوا مثل جَمعِهم هذا، فإنَّ أبغا عرض من سيره صحبة أخيه منكوتمر فكانوا خمسة وعشرين ألف فارس منتخبة، فالتحم القتال بين الفريقين بوطأة حمص، قريبًا من مشهد خالد بن الوليد، ويوم الخميس رابع عشر رجب، من ضحوة النهار إلى آخره، وقيل من الساعة الرابعة، فصدمت ميسرة التتار ميمنة المسلمينَ صَدمةً شديدة ثبتوا لها ثباتًا عظيمًا، وحملوا على ميسرةِ التتار فانكسرت وانتَهَت إلى القلب وبه منكوتمر، وصَدَمَت ميمنة التتار  ميسرة المسلمين، فانكسرت الميسرةُ وانهزم من كان فيها، وانكسر جناحُ القلب الأيسر، وساق التتار خلفَ المسلمين حتى انتهوا إلى تحت حمص وقد غُلِّقَت أبوابها، ووقعوا في السوقةِ والعامة والرجَّالة والمجاهدين والغلمان بظاهر حمص، فقتلوا منهم خلقًا كثيرًا وأشرف الناس على التلاف، ولم يعلم المسلمون من أهل الميسرة بما جرى للمسلمين أهل الميمنة من النصر، ولا علم التتار الذين ساقوا خلف المسلمين ما نزل بميسرتِهم من الكسرة، ووصل بعض المنهزمين إلى صفد، وكثيرٌ منهم دخل دمشق، ومر بعضُهم إلى غزة، فاضطرب الناسُ بهذه البلاد وانزعجوا انزعاجًا عظيمًا، وأما التتار الذين ساقوا خلف المنهزمين من المسلمين أصحاب الميسرة، فإنهم نزلوا عن خيولهم وأيقنوا بالنَّصرِ، وأرسلوا خيولهم ترعى في مرج حمص، وأكلوا ونهبوا الأثقال والوطاقات والخزانة وهم يحسبون أن أصحابهم ستُدرِكُهم، فلما أبطأوا عليهم بعثوا من يكشف الخبر، فعادت كشافتُهم وأخبرتهم أن منكوتمر هرب، فركبوا وردُّوا راجعين، هذا ما كان من أمر ميمنة التتار وميسرة المسلمين، وأما ميمنة المسلمين فإنها ثبتت وهزمت ميسرة التتار حتى انتهت إلى القلب، إلا الملك المنصورَ قلاوون فإنه ثبت تحت السناجق –الرماح-، ولم يبقَ معه غير ثلاثمائة فارس، والكوسات تضرب، وتقدَّم سنقر الأشقر، وبيسري، وطيبرس الوزيري، وأمير سلاح، وأيتمش السعدي، ولاجين نائب دمشق، وطرنطاي نائب مصر، والدواداري، وأمثالهم من أعيان الأمراء إلى التتار، وأتاهم عيسى بن مهنا فيمن معه، فقتلوا من التتار مقتلةً عظيمة، وكان منكوتمر مقدم التتار قائمًا في جيشه، فلما أراده الله من هزيمته نزل عن فرسه ونظر من تحت أرجل الخيل، فرأى الأثقالَ والدواب فاعتقد أنَّها عساكر، ولم يكن الأمرُ كذلك، بل كان السلطان قلاوون قد تفرقت عنه عساكِرُه ما بين منهزم ومَن تقدم القتال، حتى بقي معه نحو الثلاثمائة فارس لا غير، فنهض منكوتمر من الأرض ليركَبَ فتقنطر عن فرسِه، فنزل التتار  كلُّهم لأجله وأخذوه، فعندما رآهم المسلمون قد ترجَّلوا حملوا عليهم حملةً واحدة كان الله معهم فيها، فانتصروا على التتار، وقيل إنَّ الأمير عز الدين أزدمر الحاج حمل في عسكر التتار وأظهر أنه من المنهزِمين، فقَدِمَهم وسأل أن يوصَلَ إلى منكوتمر، فلما قرب منه حمل عليه وألقاه عن فَرَسِه إلى الأرض، فلما سقط نزل التتارُ إليه من أجل أنه وقع، فحمل المسلمون عليهم عند ذلك، فلم يثبُت منكوتمر وانهزم وهو مجروح، فتبعه جيشه وقد افترقوا فرقتين: فرقة أخذت نحو سلمية والبرية، وفرقة أخذت جهة حلب والفرات، وأما ميمنة التتار التي كسرت ميسرة المسلمين، فإنها لما رجعت من تحت حمص كان السلطان قد أمر أن تلف السناجق ويبطل ضرب الكوسات، فإنَّه لم يبق معه إلَّا نحو الألف، فمرت به التتار ولم تعرض له، فلما تقدموه قليلًا ساق عليهم، فانهزموا هزيمةً قبيحة لا يلوون على شيء، وكان ذلك تمام النصر، وهو عند غروبِ الشمس من يوم الخميس، ومر هؤلاء المنهزمون من التتار نحو الجبل يريدون منكوتمر، فكان ذلك من تمام نعمة الله على المسلمين، وإلَّا لو قدر الله أنهم رجعوا على المسلمين لما وجدوا فيهم قوة، ولكِنَّ الله نصر دينه، وهزَمَ عَدُوَّه مع قوتهم وكثرتهم، وانجلَت هذه الواقعة عن قتلى كثيرة من التتار  لا يحصى عددهم، وعاد السلطانُ في بقية يومه إلى منزلتِه بعد انقضاء الحرب، وكتب البطائِقَ بالنصرة وبات ليلةَ الجمعة إلى السحر في منزلته، فثار صياحٌ لم يشك النَّاسُ في عود التتار، فبادر السلطان وركب وسائِرُ العساكر، فإذا العسكر الذي تبع التتار وقت الهزيمة قد عاد، وقتل من التتار في الهزيمة أكثَرَ ممن قتل في المصاف، واختفى كثيرٌ منهم بجانب الفرات، فأمر السلطان أن تُضرَمَ النيران بالأزوار التي على الفرات، فاحترق منهم طائفة عظيمة، وهلك كثير منهم في الطريق التي سلكوها من سلمية، وفي يوم الجمعة: خرج من العسكر طائفة في تتبع التتار، مقدمهم الأمير بدر الدين بيليك الأيدمري، ورحل السلطان من ظاهر حمص إلى البحيرة ليبعد عن الجيف، وقتل من التتار صمغار، وهو من أكبر مقدميهم وعظمائهم، وكانت له إلى الشام غارات عديدة، واستشهد من المسلمين زيادة على مائتي رجل، وأمَّا أبغا بن هولاكو ملك التتار فإنه لم يشعر وهو على الرحبة إلا وقد وقعت بطاقة من السلطانِ إلى نائب الرحبة، بما منَّ الله به من النصر وكسرةِ التتار فعندما بلغه ذلك بدق بشائر القلعة رحل إلى بغداد، ووصل الأميرُ بدر الدين الأيدمري إلى حلب، وبعث في طلب التتار إلى الفرات، ففَرُّوا من الطلب وغرق منهم خلق كثير، وعبرت طائفة منهم على قلعة البيرة، فقاتلهم أهلُها وقتلوا منهم خمسمائة، وأسروا مائة وخمسين، وتوجَّه منهم ألف وخمسمائة فارس إلى بغراس، وفيهم أكابِرُ أصحاب سيس وأقاربهم فخرج عليهم الأميرُ شجاع الدين السيناني بمن معه، فقتَلَهم وأسَرَهم عن آخرهم بحيث لم يُفلِتْ منهم إلا دون العشرين، وتوجَّه منهم على سلمية نحو أربعة آلاف، فأخذ عليهم نواب الرحبة الطرقات والمعابر، فساروا في البرية فماتوا عطشًا وجوعًا، ولم يسلم منهم إلا نحو ستمائة فارس، فخرج إليهم أهل الرحبة فقتلوا أكثرهم، وأحضروا عِدَّةً منهم إلى الرحبة ضُرِبت أعناقهم بها، وأدرك بقية التتار  الملك أبغا، وفيهم أخوه منكوتمر وهو مجروح، فغضب عليه وقال: " لم لا مت أنت والجيش ولا انهزمت" وغضب أيضًا على المقدمين، فلما دخل أبغا بغداد سار منها إلى جهة همذان وتوجه منكوتمر إلى بلاد الجزيرة فنزل بجزيرة ابن عمر، وكانت الجزيرة لأمه قد أعطاها إياها أبوه هولاكو لما أخذها.

العام الهجري : 65 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 685
تفاصيل الحدث:

هو نافعُ بن الأزرقِ مِن بَنِي حَنيفةَ زَعيمُ الأزارِقَة، المشهور بمُساءَلة ابنِ عبَّاس, وممَّا يُذكَر عن ابتداءِ ظُهورهِ أنَّه اجْتَمع بالخَوارِج الذين يَرون رَأيَه وطلَب إليهم أن يَنضمُّوا إلى ابنِ الزُّبيرِ لمُقاتَلةِ جُيوشِ أهلِ الشَّام الذين حاصروا مكَّة، قائلًا لهم مِن خُطبةٍ له: وقد جَرَّدَ فيكم السُّيوفَ أهلُ الظُّلْمِ، وأوَّلوا العَداءَ والغَشْمَ، وهذا مَن ثار بمكَّة، فاخْرُجوا بِنَا نَأْتِ البيتَ ونَلْقَ هذا الرَّجُل، فإن يكُن على رَأْيِنا جاهَدْنا معه العَدُوَّ، وإن يكُن على غيرِ رَأْيِنا دافَعْنا عن البيتِ ما اسْتَطعنا، ونَظَرْنا بعدَ ذلك في أُمورِنا. فأطاعوهُ وخرَجوا إلى مكَّة، وقاتَلو مع ابنِ الزُّبير جيشَ الشَّام, ثمَّ امْتَحنوا ابنَ الزُّبير، ولمَّا تَبَيَّنَ لهم خِلافُه لِرَأْيِهم خرَجوا عنه سنة 64هـ، فخرَجوا مِن مكَّة إلى جِهتَيْنِ: جِهَةٍ إلى البَصْرَة، أَمَّروا عليهم نافعَ بن الأزرق, وجِهَةٍ إلى اليَمامَةِ ووَلَّوْا عليهم أبا طالوت، ثمَّ خَلَعوه ووَلَّوْا عليهم نَجْدَةَ بن عامرٍ. أقام نافعُ بن الأزرق بالبَصْرَة إلى أن خَشِيَ مِن أهلِها، فخرَج إلى الأهوازِ وتَبِعَهُ أتباعُه إلى هناك. وقد اسْتَقَرَّ الأمرُ بنافعٍ ومَن معه في الأهواز، فغَلَبوا عليها و على كَوْرِها وما وَراءَها مِن بُلدانِ فارِسَ وكِرْمان في أيَّام عبدِ الله بن الزُّبير، وقَتَلوا عُمَّاله بهذه النَّواحِي، إلى أن قُتِلَ نافعٌ عندما اشْتَدَّت المعركةُ بينه وبين جيشِ أهلِ البَصْرَة بقِيادَةِ مُسلِم بن عُبيسِ بن كُرَيزِ بن ربَيْعَة في ناحِيَة الأهوازِ الذي جَهَّزَهُ عامِلُ البَصْرَة مِن قِبَلِ عبدِ الله بن الزُّبير عبدُ الله بن الحارثِ الخُزاعيُّ.

العام الهجري : 2 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 624
تفاصيل الحدث:

ندَب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نَفرًا مِنَ المسلمين لاعتراضِ قافلةِ قُريشٍ القادمةِ مِنَ الشَّامِ التي كان يرأَسُها أبو سُفيانَ الذي عَلِمَ بعدَ ذلك بِخُروجِ المُسلمين، فأَرسل إلى قُريشٍ يَسْتَنْفِرُها لاسْتِنقاذِ تِجارتِهم كما غَيَّرَ طريقَهُ لإنقاذِ التِّجارةِ، ثمَّ الْتَقى المسلمون والمشركون عند ماءِ بدرٍ، وهي مكانٌ بين مكَّةَ والمدينةِ وهو أَقربُ إليها مِن مكَّةَ، وكان عددُ المشركين يُقارِبُ الألفَ، وعددُ المسلمين أَكثرُ مِن ثلاثمائةٍ، وبدأتِ المعركةُ بالمُبارزَةِ المَشهورةِ، ثمَّ بدأ القِتالُ وكان شديدًا، وقُتِلَ فيها صَناديدُ قُريشٍ كأبي جهلٍ، وأُميَّةَ بنِ خَلفٍ، وغَيرِهِما، حتَّى بلَغ قَتلاهُم سبعون رجلًا ومِثلُهم مِنَ الأَسرى، وقُتِلَ أربعةَ عشرَ مِنَ المسلمين، وقِيلَ: سِتَّةَ عشرَ. فكان النَّصرُ الكبيرُ حَليفَ المسلمين. حيث نَصرهُم الله تعالى وأَرسل ملائكةً تُقاتلُ معهم، أمَّا الأَسرى فأشار عُمَرُ بِقتلِهم، وأشار أبو بكرٍ بِفِدائِهم، فأخذ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم برأيِ أبي بكرٍ، ولكنَّ الوَحيَ نزل مُوافقًا لرأيِ عُمَرَ، أمَّا الغَنائمُ فنزلت فيها سورةُ الأَنفالِ.

العام الهجري : 315 العام الميلادي : 927
تفاصيل الحدث:

ظهر الديلمُ على الريِّ والجبالِ، وأوَّلُ من غلب منهم لنكى بن النعمان، فقَتَل من أهلِ الجبال مقتلةً عظيمةً وذبح الأطفالَ في المهدِ، ثم غلب على قزوين أسفار بن شيرويه وألزم أهلَها مالًا، وكان له قائدٌ يُسمَّى مرداويج بن زيار، فوثب على أسفار المذكور وقتَلَه وملك البلاد مكانَه، وأساء السيرةَ بأصبهان، وجلس على سريرٍ مِن ذهَبٍ، وقال: أنا سليمانُ بن داودَ، وهؤلاء الشياطينُ أعواني، وكان مع هذا سيئَ السيرةِ في أصحابِه.

العام الهجري : 442 العام الميلادي : 1050
تفاصيل الحدث:

استولى الخوارجُ المُقيمونَ بجبال عُمان على مدينةِ الولاية، وسبَبُ ذلك أنَّ صاحِبَها الأمير أبا المُظَفَّر ابن الملك أبي كاليجار كان مُقيمًا بها، ومعه خادِمٌ له قد استولى على الأمورِ، وحَكَم على البلاد، وأساء السيرةَ في أهلها، فأخذ أموالَهم، فنفروا منه وأبغَضوه، وعَرَفَ إنسانٌ من الخوارجِ- يقالُ له ابنُ راشدٍ- الحالَ، فجمع مَن عنده منهم فقَصَد المدينةَ، فخرج إليه الأميرُ أبو المُظَفَّر في عساكِرِه، فالتَقَوا واقتَتَلوا، فانهزمت الخوارجُ وعادوا إلى موضِعِهم، وأقام ابنُ راشد مدَّةً يجمَعُ ويحتَشِدُ، ثم سار ثانيًا، وقاتله الديلم فأعانه أهلُ البلد لسوءِ سِيرةِ الديلم فيهم، فانهزم الديلم، وملَكَ ابنُ راشد البلد وقتل الخادِمَ وكثيرًا من الديلم، وقبض على الأميرِ أبي المظفَّر وسَيَّرَه إلى جباله مُستَظهرًا عليه، وسَجَن معه كُلَّ مَن خَطَّ بقلمٍ مِن الديلم، وأصحابَ الأعمال، وأخرب دارَ الإمارة، وقال: هذه أحقُّ دارٍ بالخراب، وأظهَرَ العدل، وأسقَطَ المكوسَ، واقتصر على رَفعِ عُشرِ ما يَرِدُ إليهم، وخطَبَ لنَفسِه، وتلقَّبَ بالراشد بالله، ولَبِسَ الصوف، وبنى موضعًا على شَكلِ مسجد، وقد كان هذا الرجلُ تَحَرَّك أيضًا أيامَ أبي القاسم بن مكرم، فسَيَّرَ إليه أبو القاسِمِ مَن منعه وحصَرَه وأزال طَمَعَه.

العام الهجري : 244 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 859
تفاصيل الحدث:

فتح المُسلِمونَ مَدينةَ قصريانة، وهي المدينةُ التي بها دارُ المُلْك بصقلية، وكان المَلِكُ قبلها يسكُنُ سرقوسة، فلما مَلَك المسلمونَ بعضَ الجزيرة نقل دارَ المُلك إلى قصريانة لحصانَتِها. وسبَبُ فَتحِها أنَّ العبَّاسَ بنَ الفَضلِ- أميرَ صقلية- سار في جيوشِ المسلمين إلى مدينة قصريانة، وسرقوسة، وسيَّرَ جيشًا في البحر، فلَقِيَهم أربعون شلندي للرُّوم، فاقتتلوا أشَدَّ قتال، فانهزم الرومُ، وأخذ منهم المسلمون عَشرَ شلنديات برجالِها، وعاد العباس بنُ الفضل إلى مدينته. فلما كان الشتاءُ سَيّرَ سرية، فبلغت قصريانة، فنهبوا وخَرَّبوا، وعادُوا ومعهم رجلٌ كان له عند الرومِ قَدْرٌ ومَنزِلةٌ، فأمر العبَّاسُ بقَتلِه، فقال: استَبْقِني، ولك عندي نصيحةٌ، قال: وما هي؟ قال: أُمَلِّكُك قصريانةَ، والطريقُ في ذلك أنَّ القَومَ في هذا الشتاءِ وهذه الثلوجِ آمِنونَ مِن قَصدِكم إليهم، فهم غيرُ مُحتَرِسينَ، تُرسِلُ معي طائفةً مِن عسكَرِكم حتى أُدخِلَكم المدينةَ. فانتخب العبَّاسُ ألفَي فارسٍ أنجادٍ أبطالٍ، وسار إلى أن قارَبَها، وكمن هناك مستَتِرًا وسيَّرَ عَمَّه رباحًا في شُجَعانِهم، فساروا مستخفِينَ في الليل، فنَصَبوا السَّلاليمَ، وصَعِدوا الجبل، ثم وصَلوا إلى سور المدينةِ، قريبًا من الصُّبحِ، والحَرَسُ نيام، فدخلوا من نحوِ بابٍ صغيرٍ فيه، فدخل المُسلِمونَ كُلُّهم، فوَضَعوا السيفَ في الروم، وفَتَحوا الأبواب. وجاء العباسُ في باقي العسكَرِ، فدخلوا المدينةَ وصَلَّوا الصبحَ يومَ الخميس منتصَفَ شوال، وبنى فيها في الحالِ مَسجِدًا ونصَبَ فيه مِنبرًا وخطب فيه يومَ الجمعة، وقَتَل من وَجَد فيها من المُقاتِلة، وأخذوا ما فيها من بناتِ البَطارقةِ بحُليهِنَّ، وأبناء الملوك، وأصابوا فيها ما يَعجِزُ الوصفُ عنه، وذَلَّ الشِّركُ يومئذٍ بصَقَلِّيَّة ذلًّا عَظيمًا. ولَمَّا سمع الروم أرسَلَ مَلِكُهم بِطريقًا من القُسطنطينية في ثلاثِمائة شلندي وعسكَرٍ كثيرٍ، فوصلوا إلى سرقوسة، فخرج إليهم العبَّاسُ من المدينة، ولَقِيَ الرُّومَ وقاتَلَهم، فهَزَمهم، فرَكِبوا في مراكِبِهم هاربين، وغَنِمَ المُسلِمونَ منهم مائةَ شلندي، وكَثُرَ القتلُ فيهم، ولم يُصَبْ من المسلمينَ ذلك اليومَ غيرُ ثلاثةِ نَفَرٍ بالنشاب.

العام الهجري : 27 العام الميلادي : 647
تفاصيل الحدث:

لمَّا افْتُتِحَتْ أفريقيا أَمَرَ عُثمانُ عبدَ الله بن نافعٍ وعبدَ الله بن عبدِ القيسِ أن يَسِيرا إلى الأَندلُس، فغَزاها مِن قِبَلِ البَحرِ، وكتَب عُثمانُ إلى مَن انْتَدَبَ معهما: أمَّا بعدُ فإنَّ القُسطنطينيَّة إنَّما تُفْتَحُ مِن قِبَلِ الأَندلُس. فخَرجوا ومعهم البَرْبَرُ، ففتَح الله على المسلمين وزادَ في سُلطانِ المسلمين مِثل أفريقيا.

العام الهجري : 421 العام الميلادي : 1030
تفاصيل الحدث:

خرج مَلِكُ الرُّومِ مِن القُسطنطينيَّةِ في ثلاثمِئَة ألفِ مقاتلٍ إلى الشام، فلم يَزَلْ بعساكِرِه حتى بلغوا قريبَ حَلَب، وصاحِبُها شبل الدَّولةِ نَصرُ بنُ صالحِ بنِ مرداس، فنزلوا على يومٍ منها، فلَحِقَهم عطَشٌ شَديدٌ، وكان الزَّمانُ صَيفًا، وكان أصحابُه مختَلِفينَ عليه، فمِنهم من يحسُدُه، ومنهم من يَكرَهُه، وممَّن كان معه ابنُ الدوقس، ومِن أكابِرِهم، وكان يريدُ هلاكَ المَلِك لِيَملِكَ بعده، فقال المَلِكُ: الرأيُ أن نقيمَ حتى تجيءَ الأمطارُ وتَكثُرَ المياه. فقَبَّحَ ابنُ الدوقس هذا الرأيَ، وأشار بالإسراعِ قَصدًا لشَرٍّ يتطَرَّقُ إليه، ولتدبيرٍ كان قد دبَّرَه عليه. فسار، ففارَقَه ابنُ الدوقس وابنُ لؤلؤٍ في عشرة آلافِ فارسٍ، وسلكوا طريقًا آخَرَ، فخَلا بالمَلِك بعضُ أصحابِه وأعلَمَه أنَّ ابنَ الدَّوقس وابنَ لؤلؤ قد حالفا أربعينَ رَجُلًا، هو أحدُهم، على الفَتكِ به، واستشعَرَ مِن ذلك وخاف، ورحَلَ مِن يومِه راجعًا، ولَحِقَه ابنُ الدوقس، وسأله عن السَّبَبِ الذي أوجَبَ عَودَه، فقال له: قد اجتمَعَت علينا العَرَبُ وقَرُبوا منا، وقَبَضَ في الحالِ على ابنِ الدَّوقسِ وابنِ لؤلؤ وجماعةٍ معهما، فاضطرب النَّاسُ واختلفوا، ورحَلَ المَلِكُ، وتَبِعَهم العَرَبُ وأهلُ السوادِ حتى الأرمن يقتُلونَ ويَنهَبونَ، وأخذوا من المَلِكِ أربعَمِئَة بغلٍ مُحَمَّلة مالًا وثيابًا، وهَلَك كثيرٌ مِن الرومِ عَطَشًا، ونجا المَلِكُ وحده، ولم يَسلَمْ معه من أموالِه وخزائِنِه شيءٌ البتَّةَ، {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}، وقيلَ في عودِه غيرُ ذلك، وهو أنَّ جَمعًا من العَرَبِ ليس بالكثيرِ عَبَرَ على عَسكَرِه، وظَنَّ الرُّومُ أنَّها كبسةٌ، فلم يَدرُوا ما يفعلونَ، حتى إنَّ مَلِكَهم لَبِسَ خُفًّا أسودَ، وعادةُ مُلوكِهم لُبسُ الخُفِّ الأحمَرِ، فتَرَكه ولَبِسَ الأسودَ لِيُعَمِّيَ خَبَرَه على مَن يريدُه، وانهزموا، وغَنِمَ المسلمونَ جميعَ ما كان معهم.

العام الهجري : 12 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 633
تفاصيل الحدث:

لمَّا فَرَغَ خالدُ بن الوَليد مِن الأنبارِ واسْتَحكَمت له اسْتخلَف على الأنبارِ الزِّبْرِقانَ بن بدرٍ، وقصَد عَيْنَ التَّمْرِ، وبها يَومئذٍ مِهرانُ بن بَهْرامَ جُوبِينَ في جَمْعٍ عظيمٍ مِن العَجَمِ، وعَقَّةُ بن أبي عَقَّةَ في جَمْعٍ عظيمٍ مِن العَرَبِ مِن النَّمِرِ وتَغْلِبَ وإيادٍ ومَن لاقاهُم فلمَّا سمِعوا بخالدٍ قال عَقَّةُ لمِهرانَ: إنَّ العربَ أعلمُ بقِتالِ العربِ، فدَعْنا وخالدً.، قال: صدقتَ، لَعَمْري لأنتم أعلمُ بقِتالِ العربِ، وإنَّكم لَمِثْلِنا في قِتالِ العَجَمِ -فخدَعهُ واتَّقى به- وقال: دُونَكُمُوهُم، وإن احْتجتُم إلينا أَعنَّاكُم. فقالت الأعاجِمُ له: ما حمَلَك على هذا؟ فقال: إن كانت له فهي لكم، وإن كانت الأُخرى لم تَبلُغوا منهم حتَّى تَهِنُوا، فنُقاتِلهم وقد ضَعُفوا. فلَزِمَ مِهرانُ العَيْنَ، ونزَل عَقَّةُ لخالدٍ على الطَّريقِ، فقَدِمَ عليه خالدٌ وهو في تَعبِئَةِ جُنْدِهِ، فعَبَّى خالدٌ جُنْدَهُ وقال لِمُجَنِّبَتَيْهِ: اكْفونا ما عنده، فإنِّي حاملٌ. ووَكَّلَ بِنَفْسِه حَوامِيَ، ثمَّ حمَل وعَقَّةُ يُقيمُ صُفوفَهُ، فاحْتضَنَهُ فأَخذَهُ أسيرًا، وانهزَم صَفُّهُ مِن غيرِ قِتالٍ، فأكثروا فيهم الأَسْرَ، واتَّبَعَهُم المسلمون، ولمَّا جاء الخبرُ مِهرانَ هرَب في جُنْدِه، وترَكوا الحِصْنَ، ولمَّا انتهت فُلَّالُ عَقَّةَ مِن العَربِ والعَجَمِ إلى الحِصْنِ اقتحَموه واعتَصموا به، وأقبَل خالدٌ في النَّاس حتَّى ينزِلَ على الحِصْنِ ومعه عَقَّةُ أَسيرٌ، وعَمرُو بن الصَّعِقِ، وهُم يَرجون أن يكونَ خالدٌ كَمَنْ كان يُغِيرُ مِن العربِ، فلمَّا رَأوه يُحاوِلهم سألوه الأمانَ، فأَبَى إلَّا على حُكمِه، وأَمَر خالدٌ بِعَقَّةَ وكان خَفيرَ القَومِ فضُرِبت عُنقُه لِيُوئسَ الأُسَراء مِن الحياةِ، ولمَّا رآه الأُسَراءُ مَطروحًا على الجِسْرِ يَئسوا مِن الحياةِ، ثمَّ دَعا بعَمرِو بن الصَّعِقِ فضرَب عُنقَه، وضرب أعناقَ أهلِ الحِصْن أجمعين، وسَبَى كلَّ مَن حَوى حِصْنُهم، وغَنِمَ ما فيه، ووجد في بِيعَتِهم أربعين غُلامًا يَتَعلَّمون الإنجيلَ، عليهم بابٌ مُغلقٌ، فكَسرَهُ عنهم، وقال: ما أنتم؟ قالوا: رَهْنٌ، فقَسَمَهم في أهلِ البلاءِ، منهم نُصَيرٌ أبو موسى بن نُصيرٍ، وسِيرينُ أبو محمَّدِ بن سِيرينَ.

العام الهجري : 1157 العام الميلادي : 1744
تفاصيل الحدث:

خرج الإمامُ محمد بن عبد الوهاب من العُيينة بنجدٍ يدعو إلى دينِ الله القويم، وقد كانت منطقةُ نجد في هذه الفترة انتشر فيها الشِّركُ والبِدَع، فلقي الشيخُ صعوبات كثيرة إلى أن يسَّرَ الله له الأميرَ محمد بن سعود أمير الدرعية، فتم بينهما اتفاقٌ تاريخي في هذا العام عُرِف "باتفاق الدرعية" لَمَّا وصل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية دخل على شخصٍ مِن خيارها في أعلى البلد يقال له: محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه, ويقالُ إنَّ هذا الرجل خاف من نزوله عليه وضاقت به الأرضُ بما رَحُبت، وخاف من أميرِ الدرعية محمد بن سعود، فطمأَنَه الشيخ وقال له: أبشِرْ بخير، وهذا الذي أدعو الناسَ إليه دينُ الله، وسوف يُظهِرُه الله، فبلغ محمَّدَ بن سعود خبرُ الشيخ محمد، ويقال: إن الذي أخبره به زوجتُه، جاء إليها بعضُ الصالحين وقال لها: أخبري زوجَك الأمير محمدًا بهذا الرجل، وشجِّعيه على قَبولِ دعوته، وحَرِّضيه على مؤازرته ومساعدتِه، وكانت امرأةً صالحةً طَيِّبةً، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها قالت له: أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجلٌ داعية يدعو إلى دينِ الله، ويدعو إلى كتاب الله، يدعو إلى سنَّةِ رَسولِ الله عليه الصلاة والسلام، يا لها من غنيمة! بادِرْ بقَبوله وبادر بنُصرته، ولا تقف في ذلك أبدًا، فقبل الأمير مشورتَها، ثم تردد هل يذهب إليه أو يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال: إن المرأة أيضًا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصِدَه في منزله، وأن تقصِدَه أنت وأن تعظِّمَ العلم والداعيَ إلى الخير، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادةِ والخيرِ- رحمةُ الله عليه، وأكرم الله مثواه- فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم العريني، ورحب به قائلًا: "أبشر ببلاد خيرٍ مِن بلادك، وأبشر بالعِزِّ والمنعة، فقال الشيخ محمد: وأنا أبشِّرُك بالعز والتمكين، وهذه كلمةُ لا إله إلا الله، من تمسَّك بها وعمل بها ونصرها، مَلك بها البلادَ والعباد، وهي كلمةُ التوحيد، وأوَّلُ ما دعت إليه الرسل، من أوَّلهم إلى آخرهم, ثم بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود حقيقةَ الإسلام والإيمان، وأخبره ببطلان ما عليه أهل نجد من عبادة الأوثان والأصنام والأشجار، فقال الأمير له: يا شيخ، لاشك عندي أنَّ ما دعوتَ إليه أنَّه دين الله الذي أرسل به رسُلَه وأنزل به كتُبَه، وأنَّ ما عليه اليوم أهلُ نجد من هذه العبادات الباطلة هو كما ذكرت نفسُ ما كان عليه المشركون الأولون من الكُفرِ باللهِ والإشراك، فأبشِرْ بنُصرتِك وحمايتك والقيام بدعوتِك، ولكن أريد أن أشتَرِطَ عليك شرطين: نحن إذا قمنا بنصرتك وجاهدنا معك ودان أهلُ نجد بالإسلام وقَبِلوا دعوة التوحيد، أخاف أن ترتحِلَ عنا وتستبدل بنا غيرَنا، والثاني: أن لي على أهل الدرعية قانونًا آخذُه منهم وقت حصاد الثمارِ، وأخاف أن تقول: لا تأخذ منهم شيئًا، فقال الشيخ: أما الشرط الأول فابسُطْ يدك أعاهِدْك: الدَّمُ بالدَّمِ، والهدمُ بالهدم، وأما الثاني فلعل الله أن يفتحَ عليك الفتوحاتِ فيُعَوِّضَك من الغنائِمِ والزكوات ما هو خيرٌ منه. فتمَّ التعاهد والاتفاق بينهما"، فقام الأمير محمد بن سعود بمؤازرة الشيخ ودَعْمِه وحمايته؛ ليقوم بتبليغ الدعوة، فانطلق الشيخ محمد يصحح الأوضاعَ الدينية المتردِّية، فقويت الدرعية سياسيًّا ودينيًّا, ثم انطلقت منها الجيوشُ لتوحيد الأجزاء المتفَرِّقة من نجد وما حولها ونشْرِ الدعوة فيها.

العام الهجري : 648 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1250
تفاصيل الحدث:

عِزُّ الدين أيبك الجاشنكير التركماني الصالحي تركي الأصلِ والجنس، انتقل إلى مِلكِ السلطان المَلِك الصالحِ نجم ِالدين أيوب من بعض أولاد التركماني، فعُرِفَ بين المماليك البحريَّة بأيبك التركماني، وترقى عنده في الخَدَم، حتى صار أحدَ الأمراء الصالحية، وعَمَلُه جاشنكيرا - متذوّق الطعام السُّلطان- وهو من أخَصِّ موظفي القصر السلطاني إلى أن مات الملك الصالح، وبعد قَتْلِ ابنه توران شاه توَلَّت شجرة الدر السلطنة ومعها عزُّ الدين أيبك، ولما وصل الخبَرُ بذلك بغداد، بعث الخليفةُ المستعصم بالله من بغداد كتابًا إلى مصر، وهو ينكِرُ على الأمراء ويقولُ لهم: إن كانت الرجالُ قد عَدِمَت عندكم، فأعلِمونا حتى نسَيِّرَ إليكم رجلًا، واتفق ورودُ الخبر باستيلاء الملك الناصِرِ على دمشق، فاجتمع الأمراءُ والبحريَّة للمشورة، واتَّفَقوا على إقامة الأمير عزِّ الدين أيبك مُقَدَّم العسكر في السلطنة، ولَقَّبوه بالملك المعز وكان مشهورًا بينهم بدينٍ وكَرَمٍ وجَودةِ رأي، فأركبوه في يومِ السبت آخر شهر ربيع الآخر، وحمل الأمراءُ بين يديه الغاشية –غطاءً للسرج من جلد مخروز بالذهب يُحمَل أمام السلطان- نوبًا واحدًا بعد آخَرَ إلى قلعة الجبل، وجلَسُوا معه على السماط، ونودي بالزينةِ فزُيِّنَت القاهرة ومصر، فورد الخبَرُ في يوم الأحد تاليه تسليم الملك المغيث عمر الكرك والشوبك، وبتسلُّم الملك السعيد قلعة الصبيبة، فلما كان بعد ذلك تجمَّع الأمراء، وقالوا: لا بد من إقامة شخصٍ مِن بيت الملك مع المعِزِّ أيبك ليجتَمِعَ الكل على طاعتِه ويطيعه الملوكُ مِن أهله، فاتفقوا على إقامة المَلِك شرف مظفر الدين موسى بن الملك المسعودِ- ويقال له الناصر صلاح الدين- يوسف بن الملك المسعود يوسف - المعروف باسم القسيس - بن الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب، وله من العمر نحو ستُّ سنين، شريكًا للمَلِك المعز أيبك، وأن يقوم المَلِك المعز بتدير الدولة، فأقاموه سلطانًا في ثالث جمادى الأولى، وجلس على السماط وحضر الأمراء، فكانت المراسيمُ والمناشير تخرج عن الملكين الأشرف والمعز، إلا أن الأشرف ليس له سوى الاسم في الشركة لا غير ذلك، وجميعُ الأمور بيد المعز أيبك، فلما ورد الخبَرُ بذلك نودي في القاهرة ومصر أن البلادَ للخليفةِ المستعصم بالله العباسي، وأن المَلِكَ المعز عز الدين أيبك نائبُه بها، وذلك في يوم الأحد سادسه، ووقع الحثُّ في يوم الاثنين على خروج العساكِر، وجُدِّدَت الأيمان للمَلِك الأشرف موسى والملك المعز أيبك، وأن يبرز اسمُهما على التواقيع والمراسيم، ويُنقَش اسمُهما على السكة، ويُخطَب لهما على المنابر، وكانت شجرةُ الدر قد تزوجت الأمير عز الدين أيبك، في تاسع عشر شهر ربيع الآخر، وخَلَعَت شجرة الدر نفسَها من مملكة مصرَ، ونزلت له عن المُلْك، فكانت مُدَّة دولتِها ثمانين يومًا.

العام الهجري : 947 العام الميلادي : 1540
تفاصيل الحدث:

بنى الأميرُ السلطان أبو عبد الله محمد الشيخ السعدي حصنَ أغادير بالسوس الأقصى، وذلك بعدما أجلى النصارى البرتغال من الموضع المعروف بفونتي، وكان له في اختطاطه رأيٌ مصيب وفِراسة تامة.

العام الهجري : 748 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1348
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ المَلِكُ المظَفَّر سيف الدين حاجي بن الناصر محمد بن قلاوون، تولَّى السلطنةَ بعد قَتْلِ أخيه السلطان الكامل شعبان، وعُمُرُه خمس عشرة سنة، وقد حلف للأمراءِ ألَّا يؤذيَهم وحَلَفوا له على الطاعةِ، لكِنْ لَمَّا كَثُرَ اشتِغالُه في اللَّعِبِ بالحَمامِ وتقريب الأوباش واللعَّابين وغيرِهم من أرباب الملاهي والفساد، أنكر عليه الأمراءُ أكثَرَ مِن مَرَّة، حتى حصل بينه وبينهم جفاءٌ, وعمل السلطان على التدبيرِ لقَتلِ بَعضِهم، وهم كذلك عَمِلوا على تدبير قَتْلِه، فتحادث الأمراءُ فيما بينهم واتفقوا وتواكدوا جميعًا في يوم الخميس تاسِعَ رمضان على الركوبِ في يوم الأحد ثاني عشر، فما ارتفع النهار حتى وقفوا بأجمَعِهم لابسين آلةَ الحرب، عند قُبَّة النصر ومعهم النائِبُ أرقطاي، فأرسل السلطان المظفَّر الرَّسولَ إليهم يستخبِرُه عمَّا يريدونَه منه حتى يفعَلَه لهم، فأعادوا جوابَه أنَّهم لا بُدَّ أن يُسلطِنوا غيره، فقال: ما أموتُ إلَّا على ظَهرِ فَرسي، فقَبَضوا على رسولِه، وهمُّوا بالزحف إليه، فمنعهم الأميرُ أرقطاي النائب، فبادر السلطانُ بالركوب إليهم، وأقام أرغون الكاملي وشيخو في الميسرة، وأقام عِدَّةَ أمراء في الميمنة، وسار بمماليكِه حتى وصل إلى قريبِ قُبَّة النصر، فكان أوَّلَ من تركه الأمير أرغون الكاملي والأمير ملكتمر السعيدي، ثمَّ الأمير شيخو، وأتوا الأمير أرقطاي النائب والأمراء، وبقي السلطانُ في نحو عشرين فارسًا، فبَرَز له الأميرُ بيبغا روس والأمير ألجيبغا، فولى فرَسَه وانهزم عنهم، فأدركوه وأحاطوا به، فتقَدَّمَ إليه بيبغا روس، فضربه السلطانُ بطير، فأخذ الضربةَ بتُرسِه، وحمل عليه بيبغا بالرمح، وتكاثروا عليه حتى قَلَعوه مِن سَرجِه، فكان بيبغا روس هو الذي أرداه، وضرَبَه طنيرق فجرح وجهَه وأصابِعَه، وساروا به على فَرَسٍ إلى تربة آقسنقر الرومي تحت الجبل، وذبَحوه من ساعته قبل العَصرِ، وكانوا لَمَّا أنزلوه وأرادوا ذبحه توسَّل إلى الأمراء، وهو يقول: بالله لا تستعجِلوا على قتلي، وخَلُّوني ساعة، فقالوا: فكيف استعجَلْتَ على قتل الناس، لو صَبَرْتَ عليهم صبَرْنا عليك، وصَعِدَ الأمراء إلى القلعة في يومِهم، ونادوا في القاهرة بالأمانِ والاطمئنان، وباتوا بها ليلةَ الاثنين، وقد اتفقوا على مكاتبةِ الأمير أرغون شاه نائب الشام بما وقع، وأن يأخذوا رأيَه فيمن يقيمونَه سلطانًا، فأصبحوا وقد اجتمع المماليكُ على إقامة حسن بن الناصر محمد بن قلاوون في السلطة، ووقعت بينه وبينهم مُراسَلات، فقَبَض الأمراء على عِدَّةٍ مِن المماليك، ووكلوا الأميرَ طاز بباب حسن، حتى لا يجتَمِعَ به أحد، وغَلَّقوا باب القلعة، وهم بآلة الحرب يومَهم وليلة الثلاثاء، وقَصَد المماليك إقامةَ الفتنة، فخاف الأمراء تأخير السلطة حتى يستشيروا نائِبَ الشام أن يقَعَ مِن المماليك ما لا يُدرَكُ فارِطُه، فوقع اتفاقُهم عند ذلك على حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، فتَمَّ أمره، فكانت مُدَّةُ المظَفَّر حاجي سنة وثلاثة أشهر واثني عشر يومًا، وعُمُره نحو عشرينَ سنة، فقام الأمراءُ بسلطنة حسن هذا، وأركبوه بشعار السلطنة في يوم الثلاثاء رابع عشر رمضان، سنة 748، وأجلسوه على تخت الملك بالإيوان، ولَقَّبوه بالملك الناصر سيفِ الدين قمارى، فقال السلطان للأمير أرقطاى نائب السلطة: يا بة! ما اسمي قمارى، إنَّما اسمي حسن، فقال أرقطاى: يا خوند- يا سيد- واللهِ، إن هذا اسم حَسَنٌ على خيرة الله، فاستقرت سلطنتُه، وحلف له الأمراء على العادة، وعمره يومئذ إحدى عشرة سنة.