الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 535 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1141
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ الحافِظُ شَيخُ الإسلامِ: أبو القاسِمِ إسماعيلُ بنُ مُحمَّدِ بنِ الفَضلِ بنِ عليِّ بنِ أحمد بن طاهر القرشي، التيمي، ثم الطلحي، الأصبهاني، المُلَقَّب: بقَوَّام السنة، وُلِدَ سنة 457 ووالدته كانت من ذريَّةِ طَلحةَ بنِ عُبَيد الله التيمي- رضي الله عنه- أحَدِ العَشرةِ المُبشَّرينَ بالجنَّةِ. طَلَب العِلمَ وهو حدَثٌ. قال إسماعيل: "سَمِعتُ مِن عائشةَ- بنتِ الحَسَن الوركانيَّة- وأنا ابنُ أربع سنين"، وقال أبو موسى: "وقد سَمِعَ من أبي القاسِمِ بنِ عليك في سنة إحدى وستين، ولا أعلم أحدًا عاب عليه قولًا ولا فِعلًا، ولا عاندَه أحَدٌ إلَّا ونصَرَه الله، وكان نَزِهَ النَّفسِ عن المطامع، لا يدخُلُ على السَّلاطينِ، ولا على من اتَّصَل بهم، قد أخلى دارًا مِن مِلْكِه لأهلِ العلمِ مع خِفَّةِ ذات يَدِه، ولو أعطاه الرجُلُ الدُّنيا بأسْرِها لم يرتَفِعْ عنده، أملى ثلاثةَ آلاف وخمسمئة مجلس، وكان يُملي على البديهة". وقال الحافِظُ يحيى بن مَندة: "كان أبو القاسم حسَنَ الاعتقادِ، جميلَ الطريقةِ، قليلَ الكلامِ، ليس في وَقتِه مِثلُه". سافر أبو القاسمِ البلادَ وسَمِعَ الكثيرَ وبَرَع في فنون. سَمِعَ بمكة، وجاور سَنَةً، وأملى وصَنَّف، وجَرَّح وعَدَّل، وكان من أئمَّةِ العَربيَّة، وإمامًا في التفسيرِ والحديثِ والفِقهِ، وهو أحَدُ الحُفَّاظ المُتقِنينَ، له تصانيفُ، منها الإيضاحُ في التَّفسيرِ، وله تفسيرٌ بالفارسيَّة، وله دلائِلُ النبُوَّة، وسِيَرُ السَّلَف، والترغيبُ والترهيبُ، وشَرحُ الصَّحيحَينِ، ومات بأصبهان في يومِ عيدِ النَّحرِ.

العام الهجري : 598 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1201
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ العالمُ المعَمَّر، مُسنِدُ الديار المصرية، أمين الدين: أبو القاسم سيد الأهل هبة الله بن علي بن سعود بن ثابت بن هاشم بن غالب الأنصاري، الخزرجي، المنستيري الأصل، المصري المولِد والدار، المعروف بالبوصيري، الكاتب الأديب. كانت ولادته سنة 506 بمصر، وقيل: بل ولد يوم الخميس خامس ذي القعدة سنة 500, وله سماعاتٌ عاليةٌ وروايات تفَرَّد بها وألحَقَ الأصاغِرَ بالأكابرِ في علُوِّ الإسناد، ولم يكنْ في آخر عصره في درجتِه مِثلُه، وعاش اثنتين وتسعين سنة. وكان مُسنِدَ دِيارِ مِصرَ في وقتِه، سمع مع السِّلَفي، وبقراءته من أبي صادق المديني، وأبي عبد الله محمد بن بركات السعيدي، وأبي الحسن علي بن الحسين الفراء، وسلطان بن إبراهيم، والخفرة بنت مبشر بن فاتك، وغيرهم. وانفرد بالسَّماع منهم. وأجاز له أبو الحسن الفرَّاء، وابن الخطَّاب الرازي، وقد سمع منهما، وسمع من أبي طاهر السِّلَفي, وحدَّث بمصر والإسكندرية، ورحل إليه المحدِّثون، وقُصد من البلاد. فسمع عليه النَّاسُ وأكثروا، وكان جده مسعود قَدِمَ من المنستير إلى بوصير، فأقام بها إلى أن عُرِفَ فَضلُه في دولةِ المصريِّينَ، فطُلِبَ إلى مصر، وكُتِبَ في ديوان الإنشاء، ووُلِدَ له علي والد أبي القاسم بمصر، واستقَرُّوا بها وشُهِروا. وكان أبو القاسمِ يسمى سيدَ الأهل أيضًا، لكِنَّ هبة الله أشهر، وتوفِّيَ في الليلة الثانية من صفر سنة 598، ودُفِنَ بسَفحِ المقطم. وهذا البوصيري غيرُ البوصيري صاحب البردة المتوفى سنة 697.

العام الهجري : 653 العام الميلادي : 1255
تفاصيل الحدث:

سار الأميرُ عز الدين أيبك الأفرم الصالحي إلى بلاد الصعيدِ، وأظهر الخروجَ عن طاعة الملِك المعزِّ عِزِّ الدين أيبك، وجمع العُربان، فسيَّرَ إليه الملك المعز الوزيرَ الصاحِبَ الأسعد شرف الدين الفائزي، ومعه طائفةٌ من العسكر، حتى سكَّنَ الأمور.

العام الهجري : 219 العام الميلادي : 834
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ عبدُ الرحمن بن الحكم، صاحِبُ الأندلُسِ، جيشًا مع أميَّةَ بنِ الحكَمِ إلى مدينةِ طُليطِلة، فحصَرَها، وكانوا قد خالفوا الحَكَم، وخرجوا عن الطاعة، واشتَدَّ في حصرهم، وقطَعَ أشجارَهم، وأهلك زروعَهم، فلم يُذعِنوا إلى الطاعة، فرحل عنهم، وأنزل بقَلعةِ رباح جيشًا عليهم ميسرةُ، المعروف بفتى أبي أيوب، فلما أبعدوا منه خرجَ جمعٌ كثيرٌ مِن أهل طليطلة؛ لعلَّهم يجدون فرصةً وغَفلةً مِن مَيسرةَ فينالوا منه ومن أصحابِه غَرضًا، وكان ميسرةُ قد بلغه الخبَرُ، فجعل الكمينَ في مواضِعَ، فلما وصل أهلُ طُليطِلة إلى قلعة رباح للغارة، خرج الكمينُ عليهم من جوانبهم، ووضعوا السيفَ فيهم، وأكثروا القتَلَ، وعاد مَن سَلِمَ منهم منهزمًا إلى طليطِلة، وجُمِعَت رؤوس القتلى، وحُمِلَت إلى ميسرة، فلما رأى كثرَتَها عَظُمَت عليه، وارتاع لذلك، ووجد في نفسِه غمًّا شديدًا، فمات بعد أيامٍ يَسيرةٍ. كما حَدَثت في هذه السَّنةِ فِتنةٌ كبيرةٌ بطُليطلة تُعرفُ بملحمةِ العراس، قُتِلَ مِن أهلِها كثيرٌ.

العام الهجري : 447 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1055
تفاصيل الحدث:

سار قائدٌ كبيرٌ من الدَّيلمِ، يُسمَّى فولاذ، وهو صاحبُ قَلعةِ إصطخر، إلى شيراز، فدَخلَها وأَخرجَ عنها الأَميرَ أبا منصور فولاستون، ابنَ المَلِكِ أبي كاليجار، فقَصدَ فيروزآباذ وأَقامَ بها، وقَطعَ فولاذ خُطبةَ السُّلطانِ طُغرلبك في شيراز، وخَطبَ للمَلِكِ الرَّحيمِ، ولأَخيهِ أبي سعدٍ، وكاتَبَهُما يُظهِر لهُما الطَّاعةَ، فعَلِمَا أنَّه يَخدَعهُما بذلك، فسار إليه أبو سعدٍ، وكان بأرجان، ومعه عَساكرُ كثيرةٌ، واجتمع هو وأَخوهُ الأَميرُ أبو منصور على قَصْدِ شيراز ومُحاصرتِها بَعدَ أن اتَّفَقَا على طَاعةِ أَخيهِما المَلِكِ الرَّحيم، فتَوَجَّهَا نَحوَها فيمَن معهما مِن العَساكِر، وحَصَرَا فولاذ فيها، وطال الحِصارُ إلى أن عُدِمَ القُوتُ فيها، وبَلَغَ سِعرُ سَبعةِ أَرطالٍ حِنطَة بدِينار ومات أَهلُها جُوعًا، وكان مَن بَقِيَ فيها نحوَ أَلفِ إنسانٍ، وتَعَذَّرَ المُقامُ في البَلدِ على فولاذ، فخَرَجَ هاربًا مع مَن في صُحبَتِه من الديلم إلى نَواحي البَيضاءِ وقَلعةِ إصطخر، ودَخَل الأَميرُ أبو سعدٍ، والأميرُ أبو منصور شيراز، وعَساكِرُهما، ومَلَكوها، وأَقاموا بها.

العام الهجري : 674 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1276
تفاصيل الحدث:

حضر ابنُ أخت ملك النوبة واسمه مشكد متظلمًا من داود ملك النوبة، فجَرَّد السلطانُ الظاهر بيبرس معه الأميرَ آقسنقر الفارقاني، ومعه من العسكَرِ وأجناد الولاة والعربان، والزرَّاقون والرُّماة والحراريقُ والزردخاناه-خزانة السلاح- فخرج مشكد في مستهل شعبان حتى تجاوز أسوان، وقاتل خالَه الملك داود ومن معه من السودان، فقاتلوه على النجب، وهَزَمَهم وأسر منهم كثيرًا، وبعث الأميرُ آقسنقر الأميرَ عزَّ الدين الأفرم، فأغار على قلعة الدقم، وقَتَل وسبى، ثم توجه الأمير سنقر في أثَرِه يقتل ويأسر حتى وصل إلى جزيرة ميكاليل وهي رأس جنادل النوبة، فقتل وأسر، وأقَرَّ الأميرُ آقسنقر قمر الدولة صاحب الجبل وبيده نصفُ بلاد النوبة على ما بيده، ثم واقَعَ الملك داود حتى أفنى معظَمَ رجاله قتلًا وأسرًا، وفر داود بنفسه في البحر وأُسِرَ أخوه شنكو، فساق العسكر خَلفَه ثلاثة أيام، والسيفُ يعمل فيمن هناك حتى دخلوا كلُّهم في الطاعة، وأُسِرَت أم الملك داود وأخته، وأقيم مشكد في المملكة، وأُلبِسَ التاج وأُجلِسَ في مكان داود، وقُرِّرَت عليه القطعة في كل سنة، وهي ثلاثة فيلة، وثلاث زرافات، وخمس فهود إناث، ومائة صهب جياد، ومائة من الأبقار الجياد منتخبة, وقرر أن تكون البلادُ مشاطرة، نصفُها للسلطان ونصفُها لعمارة البلاد وحفظِها، وأن تكون بلادُ العلى وبلاد الجبل للسلطان، وهي قدر ربع بلاد النوبة لقُربِها من أسوان، وأن يحمِلَ القُطن والتمر مع الحقوق الجاري بها العادةُ من القديم، وعرض عليهم الإسلامَ أو الجزية أو القَتلَ، فاختاروا الجزيةَ، وأن يقومَ كُلٌّ منهم بدينار عينًا في كلِّ سنةٍ، وعُمِلَت نسخة يمين بهذه الشروط، وحلف عليها مشكد وأكابِرُ النوبة، وعملت أيضًا نسخةٌ للرغبة بأنهم يطيعون نائِبَ السلطان ما دام طائعًا له، ويقومون بدينارٍ عن كلِّ بالغٍ، وخُرِّبَت كنيسة سرس، التي كان يزعم داود أنَّها تحدِّثُه بما يريده، وأخَذَ ما فيها من الصُّلبان الذَّهَب وغيرها، فجاءت مبلغ أربعة آلاف وستمائة وأربعين دينارًا ونصف، وبلغت الأواني الفِضَّة ثمانية آلاف وستمائة وستين دينارًا، وكان داودُ قد عَمَرَها على أكتاف المسلمين الذين أسَرَهم من عيذاب وأسوان، وقرر على أقارب داود حمل ما خلفه من رقيقٍ وقماشٍ إلى السلطان، وأُطلِقَت الأسرى الذين كانوا بالنوبة من أهل عيذاب وأسوان، ورُدُّوا إلى أوطانهم، ومن العسكرِ مِن الرقيق شيئًا كثيرًا، حتى بِيعَ كُلُّ رأس بثلاثة دراهم، وفضَل بعد القتل والبيع عشرة آلاف نفس، وأقام العسكر، بمدينة دنقلة سبعة عشر يومًا، وعادوا إلى القاهرة في خامس ذي الحجة بالأسرى والغنائم، فرسَمَ السلطان للصاحب بهاء الدين بن حنا أن يستخدم عمالًا على ما يستخرج من النوبة من الخَراجِ والجزية بدنقلة وأعمالا، فعمل لذلك ديوان.

العام الهجري : 175 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 791
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الحافِظُ شيخ الإسلامِ، وعالمُ الدِّيار المصرية، أبو الحارثِ الليثُ بنُ سعدِ بن عبد الرحمن الفهمي، ولِدَ سنة أربع وتسعين بقرقشندة- قرية من أسفل أعمال مصر- إمامُ أهل مصر في عصرِه؛ حديثًا وفِقهًا ولغةً، حتى قال الشافعي: الليث أفقَهُ من مالك، أصلُه من أصبهان، ولد في مصر ونشأ فيها، أراده المنصورُ على القضاء فأبى، كان متولِّي مصرَ وقاضيها وناظِرُها من تحتِ أوامِره، ويَرجِعونَ إلى رأيِه ومَشُورتِه، ووَلِيَ بعضَ الولاياتِ، توفِّي في القاهرة.

العام الهجري : 662 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1264
تفاصيل الحدث:

الشيخ الصالحُ محمد بن منصور بن يحيى الشيخ أبي القاسم القباري الإسكندراني كان مقيمًا بغيط له يقتاتُ منه ويعمَلُ فيه ويبذره، ويتورَّعُ جدًّا ويُطعِمُ الناس من ثماره. توفي في سادس شعبان بالإسكندرية وله خمس وسبعون سنة، وكان يأمرُ بالمعروف وينهى عن المنكر ويردَعُ الولاة عن الظلمِ فيَسمَعون منه ويطيعونَه لزهده، وإذا جاء الناسُ إلى زيارته إنما يكَلِّمُهم من طاقة المنزل وهم راضونَ منه بذلك، ولما توفي ترك من الأثاث ما يساوي خمسين درهمًا فبيع بمبلغ عشرين ألفًا.

العام الهجري : 800 العام الميلادي : 1397
تفاصيل الحدث:

بلغ تيمورلنك موتُ محمد بن فيروز شاه تغلق ملك الهند وقيام صراع عنيف بين أمراء الولايات الهندية في عهد ابنه إسكندر، وأنَّ الحُكمَ استقَرَّ أخيرًا لابنه الآخر محمود، فتوجَّه تيمورلنك إلى الهند بجيش كبير مزوَّد بآلات الحرب الهائلة، فحاول السلطان محمود أن يقاتلَه، ولكنَّه انهزم فاحتَلَّ تيمورلنك دلهي وهرب السلطان محمود إلى كجرات، وأمعن تيمورلنك في القتل والنهب والتخريب، واستولى كذلك على كشمير، ثم عاد إلى بلاده تاركًا في هذه المناطق عاملًا له مِن قِبلِه.

العام الهجري : 1232 العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

تولَّى داود باشا العثماني الولايةَ على بغداد، وكان معروفًا بقوته، فرفض ما وصل إليه المقيمُ البريطاني جيمس من المكانة؛ حيث كان الرجُلَ الثاني في صلاحياتِه بعد الوالي فأعلن: "أنَّ حكومة بغداد لا تعترف بأيةِ حقوق أوربية"، ومِمَّا قام به بناءُ جامع الحيدر خانة، وجامِعِ الأزبك، والمدرسة الداودية, فلم يَرُق للبريطانيين ولا للصفويين هذه القوَّة التي يتمتَّع بها داود باشا، فبدؤوا بالضغط على السلطةِ المركزية في استانبول؛ مِمَّا أضعف داود باشا ليعودَ النفوذُ البريطاني كما كان، بل تمكَّنوا من إسقاطه ليزدادَ بذلك نفوذُهم.

العام الهجري : 1406 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1986
تفاصيل الحدث:

عُقِد في طرابلس المؤتمرُ الثاني لِمُناهضةِ الإمبرياليَّة والصُّهيونيَّة والعُنصرية والفاشية في الفترة من 15 وحتى 29 مارس، وضمَّ المؤتمرُ وفودًا تُمثِّل هُنود أمريكا الشماليَّة، والأقليَّة الزنجيَّة المسلمة في الولايات المُتَّحِدة، والمليشياتِ المعارضةَ للتنظيم والحُكم في أمريكا اللاتينيَّةِ، ومُمثِّلينَ للحَرَكاتِ الكُردية الانفصاليَّةِ، ومُسلمي الفلبين، وحركاتِ الاستقلال في المُستَعمَراتِ الفرنسية. وقرَّرَ المؤتمرُ تشكيلَ قُوَّة مُحاربةٍ مقرُّها ليبيا لنشر الثَّورة في جميع أنحاء العالَمِ، كما وصَفَ المؤتمرُ القذافيَّ بأنه زعيمُ الثَّورة العالميَّةِ.

العام الهجري : 1255 العام الميلادي : 1839
تفاصيل الحدث:

ظهر في إيران رجلٌ شيعي إسماعيلي اسمُه حسن علي شاه، وجمع حولَه عددًا كبيرًا من الإسماعيليَّةِ وغيرهم، فأرهبوا القوافل، وهاجموا القرى حتى ذاع صيتُه، وقَوِيت شوكته، وخَشِيَته الأسرة القاجارية الشيعية الحاكمةُ في إيران، فأُعجِبَ الناس بقوته، وانضموا تحت لوائِه؛ طمعًا في المكاسب المادية التي وعدهم بها، وكان الإنجليزُ في ذلك الوقت يعملون على بَسطِ الثورة ضِدَّ شاه إيران. وقام الإسماعيلي حسن علي بالثورة ضِدَّ الشاه القاجاري بعد أن وعَده الإنجليزُ بحكم فارس، لكِنَّ الثورة لم يُكتَب لها النجاح، حيث قَبَض عليه الشاه وسجنه، فتدخَّل الإنجليز للإفراج عنه، فتحقق لهم ذلك على أن يُنفى خارج إيران، فزيَّن له الإنجليز الرحيلَ إلى أفغانستان، فلما وصلها كشف أمرَه الأفغانُ، فاضطرَّ إلى الرحيل إلى الهند فأقام بها، واتخذ من مدينة بومباي مقرًّا له، واعترف به الإنجليزُ إمامًا للطائفة النزارية الإسماعيلية لقبوه بـ "آغا خان". وتجمَّع الإسماعيليون في الهند حوله، فلما رأى فيهم الطاعةَ العمياء، كما هي طاعة الإسماعيلية لأئمَّتهم، قَوِيَ عُوده، وأخذ ينظِّمُ شؤون طائفتِه إلى أن هلك سنة 1881م. ويعتبر حسن علي شاه مؤسِّسَ الأسرة الآغاخانية، وأوَّلَ إمام إسماعيلي يلقَّب بـ (أغاخان) وهو الإمامُ السادس والأربعون في ترتيب الأئمة الإسماعيلية في رأي هذه الفرقة، وصارت هذه الفرقةُ مِن الإسماعيلية تُعرَف بـ "الأغاخانية". وعقائد الأغاخانية هي عقائِدُ الإسماعيلية، ومِن أبرزها ما صاغه الأغاخانيون بأسلوبِهم، وما احتوته كتبُهم ونشراتهم؛ فبنى الإسماعيليون ومنهم الأغاخانيون معتقدَهم في الألوهية على ما أسموه (التنزيه والتجريد) وانتهوا إلى تعطيلِ الله سبحانه عن كلِّ وصفٍ وتجريدِه من كل حقيقة، وقالوا: "لا هو موجود، ولا لا موجود، ولا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز..!" ونَفَوا أسماءه وصفاته بزعم أنه فوق متناول العقل. وصرفوا صفاتِ الله إلى أول مبدعٍ خلقه الله ـ بزعمهم ـ وهو العقل الأول، واعتبروا أن المخلوقاتِ كُلَّها وُجِدَت بواسطة العقل والنفس! حيث يقول مصطفى غالب، وهو من الإسماعيلية المعاصرين، في كتابه "الثائر الحميري الحسن الصباح": "والعقل الأوَّلُ أو المبدِعُ الأول في اعتقاد الإسماعيلية هو الذي رمز له القرآن بـ (القلم) في الآية الكريمة (ن * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}، وهو الذي أبدع النفسَ الكلية التي رمز لها القرآن أيضًا بـ ( اللوح المحفوظ) ووصفت بجميع الصفات التي للعقل الكلي، إلَّا أن العقل كان أسبقَ إلى توحيد الله فسُمِّيَ بـ (السابق) وسميت النفس بـ (التالي)، وبواسطة العقل والنفس وُجِدَت جميع المبدعات الروحانية والمخلوقات الجسمانية، من جماد وحيوان ونبات وإنسان، وما في السموات من نجوم وكواكب. ويصرف الأغاخانيون صفات الربوبية والألوهية إلى أئمتهم؛ فقد ادَّعى الأغاخان الثالث أنَّ الإله متجسم فيه شخصيًّا وأن آلافًا من البشر يعتقدون ذلك. ويعتقدون أن النبوَّةَ مكتسبة وليست هبةً من الله، والنبي صلى الله عليه وسلم عندهم عبارةٌ عن شخص فاضت عليه من "السابق" بواسطة "التالي" -أي: العقل والنفس- قوةٌ قدسية صافية؛ ذلك أن الإنسانَ تميَّز عن سائر الموجودات بالاستعداد الخاص لفيض الأنوار عليه، وأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم يمثِّل أعلى درجات هذا الاستعداد، وأن هذه القوةَ القدسيَّةَ الفائضة على النبي صلى الله عليه وسلم لا تستكملُ في أول حلولها.. وأنَّ كمال هذه القوةِ أن تنتقل من الرسولِ الناطق إلى الأساسِ الصامت، أي الإمام، وهم بهذا الاعتقاد يعتبرون الإمامةَ مكملة للنبوة واستمرارًا لها، واشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصِلَ إلى مرتبته أن يمرَّ بمرتبة الولي؛ لأنه يجمع في نفسه الولاية والنبوة والرسالة. ويعتقدون أن رسالةَ النبي صلى الله عليه وسلم محمد صلى الله عليه وسلم ليست آخرَ الرسالات، بل هي حلقةٌ من حلقات تتابُعِ النبوة التي انتهت بظهورِ إمامهم السابع محمد بن إسماعيل بن جعفر كما يزعمون. واعتقدوا أنَّه فاتح عهد جديد، وصاحِبُ شريعة نسخت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم!! ويتوجَّه بعض الأغاخانيون بقِبلتِهم إلى حيث يقيمُ إمامُهم، وهم لا يقيمون الصلاةَ مع المسلمين، ولا يُسمُّون أماكِنَ عبادتهم مساجِدَ، إنما بيتُ الجماعة، والصلاة عندهم عبارةٌ عن مجموعة من السَّجَدات، وهم يجمعون في صلاتِهم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، والأغاخانيون يعتبرون قبلةَ المسلمين الكعبة ليست سوى حِجارة، ويقولون إن الحج إليها في بداية الإسلام كان نظرًا للمستوى العقلي للنَّاسِ في ذلك الوقت، وبدلًا من ذلك يفضِّلون الذهاب للأغاخان وزيارته، وتقديم الولاء والإجلال له، ويوجدون بشكلٍ خاص في باكستان؛ حيث المركز الرئيسي في مدينة كراتشي، وفي المنطقة الشمالية الجبلية من باكستان مثل منطقة جيترال وكيلكيت، ويُعرَفون هناك بالهونزا، إضافةً إلى وجودٍ أقَلَّ في بعض المدن، مثل العاصمة إسلام أباد، ولاهور، وروالبندي. وفي غرب الهند في ولاية كجرات، لا سيما في مدينة بومباي. وكذلك في سوريا وخاصة في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماة، وفي بعضِ قراها، وفي جوار قلعة الخوابي قرب طرطوس، وفي قدموس. ويوجدون في شرق أفريقيا: في أوغندا وكينيا وتنزانيا وزنجبار وما حولها، وفي جزيرة مدغشقر جنوب شرق أفريقيا. كما يوجدون بشكل أقل في قم بإيران، وفي المناطق الجبلية لطاجيكستان، ومنطقة جبال الهندوكوش في أقصى الشمال الشرقي لأفغانستان، ويُعرَفون في أفغانستان باسم (مفتدي)، ولهم في عُمان حيٌّ خاص في مطرح بالقرب من مسقط. وينتشرون كذلك في بورما، أمَّا في طاجكستان وهي إحدى جمهوريات آسيا الوسطى، فإنهم يوجدون في إقليم بدخشان الذي يتمتع بما يشبه الحُكم الذاتي، ويقدَّر عددهم هناك بـ 100 ألف.

العام الهجري : 1181 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الإمام الثبت العلامة الفقيهُ المحدِّث الشيخ عمر بن علي بن يحيى بن مصطفى الطحلاوي المالكي الأزهري، تفقه على الشيخ سالم النفراوي وحضر دروس الشيخ منصور المنوفي، والشهاب ابن الفقيه، والشيخ محمد الصغير الورزازي، وغيرهم، وسمع الحديثَ عن الشهابين أحمد البابلي والشيخ أحمد العماوي، وأبي الحسن علي بن أحمد الحريشي الفاسي، وتمهَّر في الفنون ودرَّس بالجامع الأزهر وبالمشهد الحُسيني، واشتهر أمرُه وطار صيته، وأشير إليه بالتقدُّمِ في العلوم، وتوجَّه إلى دار السلطنة في قضاء مهمة لأمراء مصر، فقوبل بالإجابة وألقى هناك دروسًا في الحديث في آيا صوفيا، وتلقى عنه أكابرُ العلماء هناك في ذلك الوقت، وصُرف معزَّزًا مقضيًّا حوائجه، وذلك سنة 1147. ولما تمم عثمان كتخدا القزدغلي بناء مسجده بالأزبكية في تلك السنة عيَّن الطحلاوي للتدريس فيه، وذلك قبل سفره إلى الديار الرومية، وكان مشهورًا في حسن التقرير وعذوبة البيان وجودة الإلقاء، وقرأ الموطأ وغيرَه بالمشهد الحسيني، وأفاد وأجاز الأشياخ, وكان للناس فيه اعتقادٌ حسنٌ، وعليه هيبةٌ ووقار وسكونٌ، ولكلامه وقْعٌ في القلوب. توفي ليلة الخميس حادي عشر صفر من هذه السنة، وصُلي عليه في الأزهر في مشهد حافل.

العام الهجري : 615 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1218
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ القاهر عزُّ الدين مسعود بن أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي بن آقسنقر، صاحِبُ الموصل، توفِّيَ ليلة الاثنين لثلاثٍ بقِينَ من شهر ربيع الأول، وكانت ولايتُه سبع سنين وتسعة أشهر، وكان سبب موته أنَّه أخذته حمى، ثم فارقته الغد، وبقي يومينِ موعوكًا، ثم عاودته الحُمَّى مع قيءٍ كثير، وكربٍ شديد، وقلق متتابعٍ، ثم برد بدَنُه، وعَرقَ، وبَقِيَ كذلك إلى وسط الليل، ثم توفِّيَ، وقيل مات مسمومًا، وكان لما حضرته الوفاة أوصى بالملك لولدِه الأكبر نور الدين أرسلان شاه، وعُمُره حينئذ نحو عشر سنين، وجعل الوصيَّ عليه والمدبِّر لدولته بدر الدين لؤلؤًا، وهو الذي كان يتولى دولة القاهر ودولة أبيه نور الدين قبله، فلما قضى نحبَه قام بدر الدين بأمر نور الدين، وأجلسه في مملكةِ أبيه، وأرسل إلى الخليفةِ يطلب له التقليدَ والتشريف، وأرسل إلى الملوك، وأصحاب الأطراف المجاورين لهم، يطلبُ منهم تجديد العهد لنور الدين على القاعدةِ التي كانت بينهم وبين أبيه، فلم يصبِحْ إلَّا وقد فرغ من كل ما يحتاج إليه، وجلس للعزاء، وحَلَف الجند والرعايا، وضبط المملكة، وبعد أيامٍ وصل التقليد من الخليفة لنور الدين بالولاية، ولبدر الدين بالنظرِ في أمر دولته، والتشريفات لهما أيضًا، وأتتهما رسلُ الملوك بالتعزية، وبذل ما طلب منهم من العهود، واستقَرَّت القواعد لهما. ثم تغلب بدر الدين لؤلؤ على الموصِلِ، وملكها 40 سنة، وكان من قبلُ نائبًا بها ثم استَقَلَّ بالسلطنة وتلَقَّب بالملك الرَّحيم.

العام الهجري : 1245 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1830
تفاصيل الحدث:

حَكَم المماليكُ في العراق 1189 - 1247هـ، 1775 - 1831م. وأدَّى ضَعفُ السُّلطة المركزية والانحسارُ الفِعليُّ للوجودِ العثماني المباشِر عن أقاليمَ عديدة، إلى قيامِ سُلُطاتٍ محليَّةٍ قوية تمكَّنت مِن ملءِ الفراغ الناجم عن ذلك الانحسارِ، فظهرت سُلطةُ المماليك في العراق. وتميَّزت فَترةُ حكم المماليك بتعاقُبِ وُلاةٍ مماليكَ على السُّلطةِ في بغداد، وظهور دورٍ ملحوظٍ للقُوى الأوروبية في إسنادِ ترشيحِ أحَدِ الأغوات المماليك لولايةِ بغداد، ممن يَجِدون في تعيينه ما يحقِّقُ لهم مزيدًا من المصالحِ في العراقِ؛ الأمرُ الذي أضاف عاملًا جديدًا في إبقاءِ السلطة بيَدِ المماليك، وترسيخِ السيطرة العثمانية غيرِ المباشرة، فكان تعيينُ سليمان باشا الكبير سنة 1194هـ، 1780م بدعمِ كُلٍّ مِن المقيم البريطاني في البصرة، والسفير البريطاني في استانبول. كما جاء تعيينُ خَلَفِه علي باشا سنة 1802م بتدخُّل من المقيم البريطاني في بغداد، بينما وصل سليمانُ باشا الملقَّب بالصغيرِ إلى الحكمِ سنة 1808م بمساندةٍ ودَعمٍ مِن الفرنسيين، وكان آخِرُ الولاة داود باشا. وقد استطاعت الدولةُ العثمانية القضاءَ على المماليك إثرَ معركةٍ وقعت بين الطرفين في رمضان 1225هـ، أكتوبر 1810م وظلَّت الأسَرُ المحلية في العراق تحكُمُ بموجِبِ فرمانات من السلطة العثمانية، كأسرةِ الجليلي في الموصل، وأسرة البابانيين في السليمانية. وقد عَيَّنَت الدولةُ العثمانية الواليَ علي رضا باشا واليًا على بغداد، وعَمِلَ على توطيد نفوذِه في البلاد. وقد عَمِلَت بريطانيا على توطيدِ نفوذِها في العراق، فأوفدت بعثاتٍ تقومُ بأعمال المسحِ والتخطيطِ خلالَ الفترة (1830-1860م).