الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1037 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 202 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 818
تفاصيل الحدث:

من أشهَرِ الثَّوراتِ التي قمَعها الحكَمُ بن هشام ثورة ُالربض، وهم قومٌ كانوا يعيشونَ في إحدى ضواحي قُرطُبة، وقد ثار أهلُها ثورةً كبيرة جدًّا عليه؛ بسبب ما عُرِفَ عنه من معاقرةِ الخَمرِ، وتشاغُلِه باللهوِ والصَّيد، وقد زاد من نقمةِ الشَّعبِ عليه قتلَه لجماعةٍ مِن أعيان قُرطبة، فكرهه الناسُ, وصاروا يتعرَّضون لجُندِه بالأذى والسَّبِّ، فشرعَ في تحصينِ قُرطبةَ وعِمارةِ أسوارِها وحَفْرِ خَنادِقِها، وارتبط الخيلَ على بابِه، واستكثَرَ المماليكَ، ورتَّب جمعًا لا يفارِقونَ بابَ قَصرِه بالسلاحِ، فزاد ذلك في حقدِ أهل قُرطبةَ، وتيقَّنوا أنه يفعلُ ذلك للانتقام منهم. ثم وضَعَ عليهم عُشرَ الأطعمةِ كُلَّ سنةٍ، مِن غيرِ خَرصٍ، فكرهوا ذلك، ثم عمدَ إلى عشرةٍ مِن رؤساء سفهائِهم، فقتَلَهم، وصَلَبهم، فهاج لذلك أهلُ الربض، وتداعى أهلُ قُرطبةَ من أرباضِهم وتألَّبوا بالسلاحِ وقصدوا القصرَ، فكان أوَّلَ مَن شهرَ السلاحَ أهلُ الربض، واجتمع أهلُ الربض جميعُهم بالسلاح، واجتمعَ الجندُ والأمويُّون والعبيدُ بالقصر، وفرَّقَ الحكمُ الخيلَ والأسلحة، وجعل أصحابَه كتائبَ، ووقع القتالُ بين الطائفتينِ، فغَلَبهم أهلُ الربض، وأحاطوا بقَصرِه، فنزل الحكَمُ من أعلى القصر، ولَبِسَ سلاحَه، ورَكِبَ وحَرَّضَ الناس، فقاتلوا بين يديه قتالًا شديدًا. ثم أمَرَ ابنَ عَمِّه عُبيد الله، فثلَمَ في السُّورِ ثُلمةً، وخرج منها ومعه قطعةٌ من الجيش، وأتى أهلَ الربض من وراء ظهورِهم، ولم يعلَموا بهم، فأضرموا النَّارَ في الربض، وانهزم أهلُه، وقُتلوا مقتلةً عظيمةً، وأخرجوا من وجَدوا في المنازلِ والدُّور، فأسروهم، فانتقى من الأسرى ثلاثَمائة من وجوهِهم، فقتَلَهم، وصَلَبَهم منكَّسِينَ، وأقام النَّهبَ والقتلَ والحريقَ والخرابَ في أرباض قرطبةَ ثلاثةَ أيام. ثم استشار الحكَمُ عبدَ الكريم بن عبد الواحد بن عبد المغيث، فأشار عليه بالصَّفحِ عنهم والعفوِ، وأشار غيرُه بالقتل، فقَبِلَ قَولَه، وأمر فنودي بالأمانِ، على أنَّه من بقي من أهلِ الربض بعد ثلاثةِ أيَّامٍ قَتَلْناه وصَلَبْناه؛ فخرج من بقي بعد ذلك منهم مستخفيًا، وتحمَّلوا على الصَّعبِ والذَّلولِ خارجين من حضرةِ قُرطبة بنِسائِهم وأولادِهم، وما خَفَّ من أموالهم، وقعد لهم الجندُ والفَسَقةُ بالمراصِدِ يَنهبونَ، ومن امتنَعَ عليهم قتلوه. فلما انقَضَت الأيامُ الثلاثة أمر الحكَمُ بكَفِّ الأيدي عن حَرَمِ النَّاسِ، وجمعَهنَّ إلى مكان، وأمر بهدمِ الربضِ القبلي. فكانت وقعةً هائلة شنيعةً، قُتِل فيها عددٌ كثيرٌ زُهاءَ أربعين ألفًا من أهل الربض، وعاينوا البلاءَ وهُدِّمَت ديارُهم ومساجِدُهم، ونزل منهم ألوفٌ بطُليطِلة وخَلقٌ في الثغورِ، وجاز آخرون البحرَ ونزلوا بلادَ البربر، ومنهم من نزل بالإسكندرية في مصر. وكان بزيعُ مولى أميَّة ابن الأمير عبد الرحمن بن معاوية بن هشامٍ محبوسًا في حبسِ الدم بقرطبة، في رجليه قيدٌ ثقيلٌ، فلما رأى أهلَ قُرطبة قد غلَبوا الجندَ سأل الحرسَ أن يُفرِجوا له، فأخذوا عليه العهودَ إن سَلِمَ أن يعودَ إليهم، وأطلقوه، فخرج فقاتلَ قتالًا شديدًا لم يكُنْ في الجيشِ مِثلُه، فلما انهزم أهلُ الربض عاد إلى السِّجنِ، فانتهى خبَرُه إلى الحكم، فأطلقه وأحسَنَ إليه.

العام الهجري : 518 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1124
تفاصيل الحدث:

كانت مدينةُ صور تحت حكم الفاطميين العُبيديين بمصر، ولم تَزَل كذلك إلى سنة 506، وكان الفرنجُ قد حصروها، وضَيَّقوا عليها، ونهبوا بلدَها غير مرة، فتجهَّز ملكُ الفرنج، وجمع عساكِرَه ليسيرَ إلى صور، فخافهم أهلُ صور، فأرسلوا إلى أتابك طغتكين، صاحب دمشق، يطلُبون منه أن يُرسِلَ إليهم أميرًا من عنده يتولاهم ويحميهم، ويكونُ البلد له، وقالوا له: إن أرسلتَ إلينا واليًا وعسكرًا، وإلا سلَّمْنا البلد إلى الفرنج؛ فسيَّرَ إليهم عسكرًا، وجعل عندهم واليًا اسمه مسعود، وكان شهمًا شجاعًا عارفًا بالحرب ومكايدها، وأمدَّه بعسكر، وسير إليهم ميرة ومالًا فرَّقَه فيهم، وطابت نفوس أهل البلد، ولم تُغَيَّر الخطبة للآمر بن المستعلي الفاطمي، صاحب مصر، ولا السكة، وكتب إلى الأفضل بمصر يعرِّفُه صورة الحال، ويقول: متى وصل إليها من مصر من يتولاها ويذُبٌّ عنها، سلَّمتُها إليه، ويطلب أن الأسطول لا ينقطع عنها بالرجال والقوة، فشكره الأفضل على ذلك، وأثنى عليه، وصوب رأيه فيما فعله، وجهز أسطولًا، وسيَّره إلى صور، فاستقامت أحوال أهلها. ولم يزل كذلك إلى سنة 516 بعد قتل الأفضل، فسُيِّرَ إليها أسطول على جاري العادة، وأمروا المقَدَّم على الأسطول أن يُعمِلَ الحيلة على الأمير مسعود الوالي بصور من قبل طغتكين، ويقبض عليه، ويتسلَّم البلد منه. وكان السببُ في ذلك أن أهل صور أكثروا الشكوى منه إلى الآمر العبيدي، صاحب مصر، بما يعتَمِدُه من مخالفتهم، والإضرار بهم، ففعلوا ذلك، وسار الأسطول فأرسى عند صور، فخرج مسعودٌ إليه للسلام على المقدَّم عليه، فلما صعد إلى المركب الذي فيه المقَدَّم اعتقله ونزل البلد، واستولى عليه، وعاد الأسطول إلى مصر وفيه الأمير مسعود، فأُكرِمَ وأُحسِنَ إليه وأُعيد إلى دمشق، وأما الوالي من قِبَل المصريين فإنه طيَّب قلوبَ الناس، وراسل طغتكين يخدمه بالدعاء والاعتضاد، وأن سبب ما فعل هو شكوى أهل صور من مسعود، فأحسن طغتكين الجواب، وبذل من نفسه المساعدةَ، ولما سمع الفرنج بانصراف مسعود عن صور قَوِيَ طمعهم فيها، وحدَّثوا نفوسهم بملكها، وشرعوا في الجمع والتأهُّب للنزول عليها وحَصْرها، فسمع الوالي بالخبر، فعلمَ أنَّه لا قوة له ولا طاقة على دفع الفرنج عنها؛ لقلة مَن بها من الجند والميرة، فأرسل إلى الآمر العُبيدي بذلك، فرأى أن يرُدَّ ولاية صور إلى طغتكين، صاحب دمشق، فأرسل إليه بذلك، فملك صور، ورتب بها من الجندِ وغيرهم ما ظنَّ فيه كفاية، وسار الفرنجُ إليهم ونازلوهم في ربيع الأول من هذه السنة، وضيَّقوا عليهم، ولازموا القتال، فقَلَّت الأقوات، وسَئِمَ من بها القتالَ، وضَعُفَت نفوسهم وسار طغتكين إلى بانياس ليقرُبَ منهم، ويذُبَّ عن البلد، ولعل الفرنج إذا رأوا قُرْبَه منهم رحلوا، فلم يتحركوا، ولزموا الحصار، فأرسل طغتكين إلى مصر يستنجِدُهم، فلم ينجدوه، وتمادت الأيام وأشرف أهلها على الهلاك، فراسل حينئذ طغتكين، صاحب دمشق، الفرنجَ, وقرَّر الأمر على أن يُسَلِّمَ المدينةَ إليهم، ويُمَكِّنوا مَن بها من الجند والرعية من الخروجِ منها بما يقدرون عليه من أموالهم ورحالهم وغيرها، فاستقرَّت القاعدةُ على ذلك، وفُتِحت أبواب البلد، وملكه الفرنجُ، وفارقه أهلُه، وتفرَّقوا في البلاد، وحملوا ما أطاقوا، وتركوا ما عجزوا عنه، ولم يَعرِض الفرنجُ لأحد منهم، ولم يبقَ إلا الضعيف عجز عن الحركة، وملك الفرنج البلدَ في الثالث والعشرين من جمادى الأولى، وكان سقوط صور بيد الفرنج وهنًا عظيمًا على المسلمين؛ فإنَّه من أحصنِ البلادِ وأمنَعِها.

العام الهجري : 528 العام الميلادي : 1133
تفاصيل الحدث:

عَهِدَ الحافظ إلى ولده سليمان، وكان أسَنَّ أولاده وأحبَّهم إليه، وأقامه ليسُدَّ مكان الوزير، فمات بعد ولاية العهد بشهرين، ثم جعل ابنه حيدرة أبا تراب وليَّ عهده ونصبه للنظر في المظالم، فشَقَّ ذلك على أخيه أبي علي حسن؛ لأنه كان يروم ذلك؛ لكثرة أمواله وأولاده وحواشيه وموكبه، بحيث كان له ديوان مفرد. وما زالت عقارب العداوة تدب بينهما حتى وقعت الفتنة بين الطائفية الجيوشية أصحاب حسن، وكان مائلًا لنصرة أهل السنة، والطائفة الريحانية أصحاب حيدرة يميل لنصرة الإسماعيلية، وكانت شوكة الريحانية قوية والجند يشنؤونهم خوفًا منهم، فاشتعلت نيران الحرب بين الفريقين، والتقى العسكران؛ فقتل بينهم ما يزيد على خمسة آلاف رجل. فكانت أول مصيبة نزلت بالدولة العبيدية بمصر من فَقْدِ رجالها ونقص عدد عساكرها، ولم يسلم من الريحانية إلا من ألقى نفسه في بحر النيل من ناحية المقس. واستظهر حسن وصار الأمر إليه، فانضم له أوباش العسكر وزعَّارهم، وفرَّق فيهم الزرد وسماهم صبيان الزرد، وصاروا لا يفارقونه ويحفون به إذا ركب، ويلازمون داره إذا نزل، فقامت قيامةُ الناس، وقبَضَ على ابن العساف وقَتَله واختفى منه الحافظ وحيدرة، وجَدَّ في طلب حيدرة. وهتك بالأوباش الذين اختارهم حرمة القصر وخرق ناموسه من كونه نغَّص على أبيه وأخيه، وصاروا يحسِّنون له كل رذيلة، ويحرِّضونه على أذى الناس، فأخذ الحافظ في تلافي الأمر مع حسن لينصلح؛ وعهد إليه بولاية العهد في يوم الخميس لأربع بقين من شهر رمضان، وأركبه بالشعار، ونُعِت بولي عهد المؤمنين. وكتب له بذلك سجلًّا قرئ على المنابر، فلم يزده ذلك إلا شرًّا وتعدِّيًا، فضيق على أبيه وبالغ في مضرته. فسير الحافظ وفيَّ الدولة إسحاق، أحد الأستاذين المحنكين، إلى الصعيد ليجمع ما قدر عليه من الريحانية، فمضى واستصرخ على حسن، وجمع من الأمم ما لا يعلمه إلا الله، وسار بهم، فبلغ ذلك حسنًا فجهز إليه عسكرًا عرمرمًا وخرج؛ فالتقى الجمعان، وهبت ريح سوداء في وجوه الواصلين، وركبهم عسكر حسن، فلم يفلت منهم إلا القليل، وغرق أكثرهم في البحر وقُتلوا، وأُخذ الأستاذ إسحاق وأُدخل إلى القاهرة على جمل برأسه طرطور لبد أحمر. فلما وصل بين القصرين رُمي بالنشاب حتى مات، ورُمي إليهم من القصر الغربي أستاذ آخر فقتلوه، وقُتِل الأمير شرف الأمراء، فاشتدت مصيبة الدولة بفقد من قُتل من الأمراء الذين كانوا أركان الدولة، وهم أصحاب الرأي والمعرفة، فوهت واختلت لقلة الرجال وعدم الكفاءة، ومن حينِ قَتلَ حسن الأمراءَ تخوَّفه باقي الجند ونفرت نفوسُهم منه؛ فإنه كان جريئًا عنيفًا بحاثًا عن الناس، يريد إقلاب الدولة وتغييرها لتقدُّم أصحابه، فأكثر من مصادرة الناس. أورد الذهبي في تاريخه خبر الخلاف بين الأخوين بقوله: "جاءت الأخبار من مصر بخلف ولدَيِ الحافظ لدين الله عبد المجيد، وهما: حيدرة، والحسن. وافترق الجند فرقتين؛ إحداهما مائلة إلى الإسماعيلية، والأخرى إلى مذهب السنة. فاستظهرت السنة، وقتلوا خلقًا من أولئك، واستحرَّ القتل بالسودان، واستقام أمر ولي العهد حسن، وتتبَّع من كان ينصر الإسماعيلية من المقدَّمين والدعاة، فأبادهم قتلًا وتشريدًا".

العام الهجري : 1339 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1921
تفاصيل الحدث:

كان الجنرالُ الإسباني سلفستر قائِدُ قطاع مليلة يزحَفُ نحو بلاد الريف؛ لِيُحكِمَ السيطرة عليها، ونجح في بادئ الأمر في الاستيلاء على بعض المناطق، وحاول الأميرُ محمد بن عبد الكريم الخطابي أن يُحَذِّرَ الجنرال سلفستر من مغبَّةِ الاستمرار في التقدُّمِ والدخول في مناطق لا تعترف بالحماية الإسبانية الأجنبية، لكنَّ الجنرال المغرور لم يأبهْ لكلام الأمير، واستمرَّ في التقدُّمِ ممنِّيًا نفسه باحتلال بلاد الريف، ولم تُصادِفْ هذه القواتُ في زحفها في بلاد الريف أيَّ مقاومة، واعتقد الجنرال أن الأمرَ سهلٌ، وأعماه غرورُه عن رجال الخطابي الذين يعملون على استدراجِ قوَّاتِه داخل المناطق الجبلية المرتفعة، واستمرَّت القوات الإسبانية في التقدُّمِ وتحقيق انتصارات صغيرة، حتى احتلَّت مدينة أنوال في رمضان، ثمَّ في شوال وقعت معركة أنوال الشهيرة التي سميت باسم المكان الذي جرت فيه، وهي قرية أنوال، وإن كانت أحداثُها قد شَمِلت عدةَ مواقع، بحيث عُدَّت من أكبر المعارك التاريخية التي جرت بين المغرب وإسبانيا، كمعركة الزلاقة أيام المرابطين، ومعركة الأرك في عهد الموحِّدين، وكان لها صدًى كبير في العالم الغربي؛ لأنَّها لقَّنت جنودَ الاحتلال الإسباني دروسًا لن تنسى. خاض المجاهِدون الريفيُّون المعركةَ بقيادة المجاهد الأمير المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهم بضع مئات في كلِّ موقع، بحيث لم يكن يتعدَّى العددُ الإجمالي ثلاثة آلاف مقاتل، في حين كان عددُ جيش الاحتلال بقيادة الجنرال سلفستر ستين ألفَ جنديٍّ مدجَّجين بأحدث الأسلحة الفتَّاكة. واعتمد المجاهدون على الغنائِمِ التي ربحوها من المحتَلِّ، كالأسلحة المتنوِّعة والذخائر والمؤَن الكثيرة، إضافةً إلى نحو ألف أسير من مختلف الرُّتَب العسكرية، وتكبيدهم 15 ألف جندي ما بين قتيل وجريح و570 أسيرًا، وكان الجنرال سلفستر على رأس القتلى. ما إن انتشر خبَرُ انتصار الخطابي ورجاله في معركة أنوال، حتى هبَّت قبائِلُ الريف تُطارِدُ الإسبان أينما وُجدوا، ولم يمضِ أسبوعٌ إلَّا وقد انتصر الريفُ عليهم، وأصبح وجودُ الإسبان مقتصرًا على مدينة تطوان وبعض الحصون في منطقة الجبالة.

العام الهجري : 1361 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:

معركةُ العَلَمين الثانية هي المعركة التي وقعت في العلمين التي تبعد 90 كيلومترًا عن الإسكندرية، وكانت بين القوات الألمانية والإيطالية بقياده إرفين رومل، وبين القوات البريطانية بقيادة برنارد مونتغمري، وتُعَدُّ هذه المعركة من أهم معارك التحَوُّل في الحرب العالمية الثانية، كما أنها كانت من أهم معارك الدبَّابات على مدار التاريخ، وبعد انتصار القوات الألمانية في معارك الصحراء، وكان الفرقُ بين قوات الجانبين يتمثل في: 1/ عدد الجنود: 195,000 جندي بريطاني ومن الحلفاء، مقابل 104,000 جندي من قوات المحور. 2/ الدبابات: 1029 دبابة للبريطانيين مقابل 489 للمحور. 3/ المَدافع: 2311 مِدفَعًا للبريطانيين مقابل 1219 للمحور. 4/ الطائرات: 750 طائرة للبريطانيين مقابل 675 للمحور. إضافة إلى ذلك كان طريق الإمدادات قصيرًا بالنسبة للبريطانيين؛ حيث يَبعُد ميناء الإسكندرية حوالي 110 كم عن الجبهة، ويبعد ميناء السويس حوالي 345 كم عن الجبهة. أما بالنسبة للمحور فإن أقرب ميناء وهو طبرق يَبعُد أكثر من 590 كم عن الجبهة، كما يبعُد ميناء بنغازي أكثر من 1050 كم، ويبعد ميناء طرابلس أكثر من 2100 كم. فضلًا على أن طريق الإمدادات بالنسبة لقوات المحور يتعَرَّض للغارات من جزيرة مالطا، ومن الفدائيين في الصحراء, وأدى النقصُ الكبير في الوَقود عند الألمان بسب إغراق البريطانيين لحاملة النفطِ الإيطالية إلى شَلَلٍ في حركة تقَدُّم الدبَّابات، فاستطاعت القواتُ البريطانية طرْدَ الألمان إلى ليبيا، ثم مِن كُلِّ أفريقيا وصولًا إلى مالطة. وهذه المعركةُ هي التي شهدت بداية الخسائر التي ألحقت بالألمان، التي خَسِرَ فيها الألمان المئاتِ من الدبابات، بالإضافة إلى آليات أخرى وعتاد وذخائر، وكان من الأسباب التي أدت لخسارة الألمان نجاح البريطانيين في فكِّ شفرة الاتصالات الألمانية، وهو خَلَلٌ في القيادة الألمانية التي ظَلَّت تحارب 6 سنوات بدون تغييرِ شَفرةِ الإرسال التي اعتَقَدوا أنها مُعَقَّدة وغير قابلة للكشف. وأصبح الحلفاءُ في ميدان المعركة على عِلمٍ بكل التحركات الألمانية قبل حدوثِها، وهو ما ساعد مونتغمري على اكتشافِ خطة رومل قبل بدء المعركة.

العام الهجري : 112 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 730
تفاصيل الحدث:

هو أبو عُقْبَة الجَرَّاح بن عبدِ الله الحَكَمي مُقَدِّم الجُيوش، فارِس الكَتائِب. وَلِيَ البَصْرَة من جِهَة الحَجَّاج، ثمَّ وَلِيَ خُراسان وسِجِسْتان لعُمَر بن عبدِ العزيز. وكان بَطلًا، شُجاعًا, عابِدًا، قارِئًا, كَبيرَ القَدْرِ, مَهيبًا طُوالًا، كان إذا مَرَّ في جامِع دِمَشق يَميلُ رَأسَه عن القَنادِيل مِن طُولِه. قال الجَرَّاح: تَرَكتُ الذُّنوبَ حَياءً أربعين سَنة، ثمَّ أَدْرَكَنِي الوَرَعُ. كان أَميرًا على أرمينية، فقَتَلَتْهُ الخَزَرُ، ففَزِعَ النَّاسُ لِقَتْلِه في البُلدان, ولمَّا قُتِلَ طَمِعَ الخَزَرُ في المسلمين وأَوْغَلوا في البِلادِ، وغَلَبَت الخَزَر على أذربيجان، حتَّى بَلَغوا قَريبًا مِن المَوْصِل. كان البَلاءُ بِمَقْتَلِه على المسلمين عَظيمًا، بَكَوا عليه في كُلِّ جُنْدٍ. كان رَحِمَه الله خَيِّرًا فاضِلًا صالِحًا، رَثاهُ كَثيرٌ مِن الشُّعَراء.

العام الهجري : 160 العام الميلادي : 776
تفاصيل الحدث:

كان المهدي قد سيَّرَ جيشًا في البحر، وعليهم عبد الملك بن شهاب المسمعي إلى بلاد الهندِ في جمعٍ كثيرٍ مِن الجند والمتطوِّعة، وفيهم الربيع بن صبيح، فساروا حتى نزلوا على باربد، فلمَّا نزلوها حصَروها من نواحيها، وحرَّضَ الناسُ بعضُهم بعضًا على الجهادِ، وضايقوا أهلَها، ففتَحَها اللهُ عليهم عَنوةً واحتمى أهلُها بالبلد الذي لهم، فأحرقه المسلمونَ عليهم، فاحتَرَق بعضُهم، وقُتِل الباقون، واستُشهِدَ من المسلمين بضعةٌ وعشرونَ رجلًا، وأفاءها اللهُ عليهم، فهاج عليهم البحرُ، فأقاموا إلى أن يطيبَ، فأصابَهم مرَضٌ في أفواهِهم، فمات منهم نحو من ألفِ رجلٍ فيهم الربيع بن صبيح، ثم رجعوا، فلما بلَغوا ساحلًا من فارس يقال له بحر حمران عصَفَت بهم الريح ليلًا، فانكسَرَ عامَّةُ مراكِبِهم، فغرق البعضُ، ونجا البعض.

العام الهجري : 190 العام الميلادي : 805
تفاصيل الحدث:

كان رافِعُ بن نصرِ بنِ الليث بن سيَّار من عظماء الجندِ فيما وراء النهر، وكان يحيى بن الأشعَثِ الطائي قد تزوَّجَ ابنةَ عَمٍّ له، وكانت ذاتَ يَسارٍ ولِسانٍ وجَمالٍ, ثم ترَكَها بسمرقند فترةً وأقام ببغداد، واتَّخذَ السَّراريَّ، فلما طال ذلك عليها، أرادت أن تخلصَ مِن زواجها له, فعَلِمَ رافِعٌ بأمرِها فتزوَّجَها بعد أن قال لها أن تُظهِرَ الشِّركَ ثم تتوبَ فيَنفَسِخَ نِكاحُها, فشكاه زوجُها يحيى بن الأشعث إلى الرشيدِ، فأمر الرشيدُ عامِلَه على سمرقند عليَّ بن عيسى بن ماهان أن يَحُدَّه ويُطلقَ منها ويُطيفه على حمارٍ في سمرقند للعبرةِ، ففعل لكِنَّه لم يحدَّه وحَبَسَه فهرب من الحبسِ، فلَحِقَ ببلخ فأراد عامِلُها علي بن عيسى قَتْلَه فشَفعَ فيه عيسى بن علي بن عيسى، وأمَرَه بالانصرافِ إلى سمرقند.

العام الهجري : 359 العام الميلادي : 969
تفاصيل الحدث:

اختَطَّ جوهرُ الصِّقليُّ القائِدُ الفاطميُّ القصرَ وحفَرَ أساسَه في أوَّلِ ليلةِ نُزولِه القاهرة، وأدخل فيه ديرَ العظام، وبنى مكانها مَسجِدًا من داخل السور، وأدخل أيضًا قصرَ الشَّوك في القصر المذكور، وجعل للقَصرِ أبوابًا، وقيل دخل جوهر مِصرَ بعَسكرٍ عظيمٍ ومعه ألفُ حمل مال، ومن السِّلاح والعُدَد والخيل ما لا يُوصَف. فلما انتظم حالُه ومَلَك مِصرَ ضاقت بالجُندِ والرعيَّة، واختَطَّ سورَ القاهرة وبنى بها القُصورَ، وسمَّاها المنصوريَّة، فلمَّا قَدِمَ المُعِزُّ العُبيدي من القيروان غيَّرَ اسمَها وسمَّاها القاهرة، وقيل سبَبُ تسميتِها بالقاهرةِ عائِدٌ لطالِعِ المنَجِّمينَ فيها وأنَّ الأتراك سيَملِكونَها، واتَّفَقَ ذلك في طلوعِ كوكَبِ المريخِ، وهو يُسمَّى عندهم القاهِرَ، فسُمِّيَت بذلك، وقيل: بل لأنَّ فيها قُبَّةً كانت تُعرَفُ بقُبَّة القاهر فسُمِّيَت بها.

العام الهجري : 521 العام الميلادي : 1127
تفاصيل الحدث:

عزُّ الدين مسعود بن آقسنقر البرسقي السلجوقي توفي في هذه السنة, واتَّفق أن موته كان بالرحبة، وسببُ مسيره إليها أنه لما استقامت أمورُه في ولايته، وراسل عز الدين السلطان محمودًا، وطلب منه ولايةَ ما كان أبوه يتولاه من الموصل وغيرها، أجابه السلطان إلى ما طلب، فرتَّب الأمور وقررها، فكثُرَ جنده، وكان شجاعًا شهمًا، عالي الهمة محًّبا للجهاد, فطمع في التغلب على بلاد الشام، فجمع عساكره، وسار إلى الشام يريد قَصْدَ دمشق، فابتدأ بالرحبة، فوصل إليها ونازلها، وقام يحاصِرُها، فأخذه مرضٌ حاد وهو محاصِرٌ لها، فتسلَّم القلعة، ومات بعد ساعة، وبقي مطروحًا على بساط، وتفرَّق جيشه، ونهب بعضُهم بعضًا، فأراد غلمانُه أن يقيموا ولَدَه، فأشار الوزير أنوشروان بالأتابك زنكي لحاجة الناس إلى من يقوم بإزاء الفرنجِ.

العام الهجري : 557 العام الميلادي : 1161
تفاصيل الحدث:

وصل الحُجَّاج إلى منى، ولم يتمَّ الحجُّ لأكثر الناس؛ لصَدِّهم عن دخول مكة والطواف والسعي، فمن دخل يومَ النحر مكَّةَ وطاف وسعى كَمُل حجه، ومن تأخر عن ذلك مُنِعَ دخولَ مكَّةَ؛ لفتنةٍ جرت بين أمير الحاجِّ وأمير مكة، كان سببُها أن جماعة من عبيد مكَّةَ أفسدوا في الحاجِّ بمنى، فنفَرَ عليهم بعضُ أصحاب أمير الحاج، فقتلوا منهم جماعة، ورجعَ مَن سلم إلى مكة، وجمعوا جمعًا وأغاروا على جمالِ الحاجِّ، وأخذوا منها قريبًا من ألفِ جمل، فنادى أمير الحاج في جُندِه، فركبوا بسلاحِهم، ووقع القتالُ بينهم، فقُتِلَ جماعة، ونُهِبَ جماعةٌ من الحاجِّ وأهل مكة، فرجع أميرُ الحاج ولم يدخل مكة، ولم يُقِم بالزاهر غيرَ يوم واحد، وعاد كثيرٌ من الناس رجَّالة؛ لقلة الجمال، ولَقُوا شِدَّة.

العام الهجري : 572 العام الميلادي : 1176
تفاصيل الحدث:

كان شَمسُ الدين محمَّدُ بنُ عبد الملك بن المقَدَّم صاحب بعلبك، قد أتاه خبَرُ أنَّ جمعًا من الفرنجِ قد قَصَدوا البِقاعَ من أعمال بعلبك، وأغاروا عليها، فسار إليهم، وكَمَن لهم في الشعاري والغياض، وأوقع بهم، وقَتَل فيهم وأكثَرَ، وأسَرَ نحو مائتي رجل منهم وسَيَّرَهم إلى صلاح الدين، وكان شمسُ الدولة توران شاه، أخو صلاح الدين، وهو الذي مَلَك اليمن، قد وصل إلى دمشق، وهو فيها، فسَمِعَ أن طائفة من الفرنج قد خرجوا من بلادِهم إلى أعمال دمشق، فسار إليهم ولَقِيَهم عند عين الجر في تلك المروج، فلم يثبُتْ لهم، وانهزم عنهم، فظَفِروا بجمعٍ مِن أصحابه، فأسَروهم، منهم سيفُ الدين أبو بكر بن السلار، وهو من أعيان الجُندِ الدمشقيين، واجترأ الفرنجُ بعده، وانبسَطوا في تلك الولاية، وجَبَروا الكسرَ الذي نالهم من ابن المقدم.

العام الهجري : 592 العام الميلادي : 1195
تفاصيل الحدث:

سار شِهابُ الدين الغوري، صاحِبُ غُزنةَ، إلى بلد الهند، وحصَرَ قلعة بهنكر، وهي قلعةٌ عظيمةٌ منيعةٌ، فطلب أهلُها منه الأمان على أن يُسَلِّموها إليه، فأمَّنَهم وتسَلَّمها، وأقام عندها عشرة أيام حتى رتَّب جندَها وأحوالها، وسار عنها إلى قلعة كوالير، وبينهما مسيرةُ خمسة أيام، وفي الطريق نهرٌ كبيرٌ، فجازه، ووصل إلى كوالير، وهي قلعةٌ منيعة حصينة على جبلٍ عالٍ لا يَصِلُ إليها حَجَرُ منجنيق ولا نشاب، وهي كبيرة، فأقام عليها صَفرًا جميعَه يُحاصِرُها، فلم يبلغ منها غَرَضًا، فراسله مَن بها في الصُّلحِ، فأجابهم إليه على أن يُقِرَّ القلعةَ بأيديهم على مالٍ يحمِلونَه إليه، فحَمَلوا إليه فيلًا حِملُه ذَهَب، فرحل عنها إلى بلاد آي وسور، فأغار عليها ونَهَبها، وسبى وأسر ما يعجِزُ العادُّ عن حصره، ثم عاد إلى غُزنةَ سالِمًا.

العام الهجري : 965 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1558
تفاصيل الحدث:

حقَّق القائد العثماني الشهير حسن باشا بن بربروسا انتصارًا كبيرًا على النصارى الإسبان في معركة "مستغانم" بالجزائر؛ حيث قُتل في هذه المعركة 12 ألفًا من الإسبان، وتشتهرُ هذه المعركة في التاريخ بأنَّه لم يبقَ فيها جندي إسباني على قيدِ الحياة، حيث تمَّ إفناءُ الجيش الإسباني عن بَكرة أبيه. وكان سببُها أن حاكم وهران دو الكوديت كان يدركُ أنَّ استرجاع العثمانيين لتلمسان يهدِّدُ الوجود الإسباني تهديدًا خطيرًا، فقرَّر الاستيلاءَ على مستغانم التي جعلها العثمانيون قاعدةً لهم للهجومِ على وهران، وكان دو الكوديت يأملُ أن يجعَلَها قاعدةً للهجوم على الجزائر؛ لذلك أعدَّ قوة كبيرة تتكون من اثني عشر ألف مقاتل وخرج على رأسها فهاجم مدينة مستغانم، إلَّا أن محاولته باءت بالفشل، وكان حاكم وهران الكوديت من بين هؤلاء القتلى.

العام الهجري : 14 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 635
تفاصيل الحدث:

لمَّا نزَل عُتبةُ بن غَزْوان الخُرَيْبَةَ -مَسالِح الفُرْسِ قَريبة مِن الأُبُلَّةِ- كتب إِلى عُمَر بن الخطَّاب يُعلِمه نُزولَه إيَّاها، وأنَّه لابُدَّ للمسلمين مِن مَنزلٍ يَشْتُون به إذا شَتَوْا، ويَكْنِسون فيه إذا انصرفوا مِن غَزوِهم، فكتب إليه: اجْمَع أصحابَك في مَوضِع واحد وليَكُنْ قريبًا مِن الماء والرَّعْي، واكْتُبْ إِلىَّ بصِفَتِه. فكتب: إليه إنِّي وجدتُ أرضًا كثيرةَ القَصَبَةِ -أي كثيرةَ الحَصَبَةِ- في طَرْفِ البَرِّ إِلى الرِّيفِ، ودونَها مَناقِعُ ماءٍ فيها قَصْباءُ. فلمَّا قرَأ الكِتابَ قال: هذه أرضٌ نَضِرَةٌ، قَريبةٌ مِن المَشارِب والمَراعي والمُحْتَطَب، وكتَب إليه: أن أَنْزِلْها النَّاسَ. فأنزلهم إيَّاها، فكان عُتبةُ هو أوَّل مَن مَصَّرَ البَصْرةَ.