الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1276 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 461 العام الميلادي : 1068
تفاصيل الحدث:

بَدأَت الدَّولةُ الفاطِمِيَّةُ بمصر يُصيبُها الضَّعفُ بسَببِ عِدَّةِ أُمورٍ كان مِن أَهمِّها حُصولُ الشِّقاقِ بين التُّركِ والعَبيدِ، وحُصولُ الاقتِتالِ بينهم، وفي هذه السَّنَةِ خَرجَ ناصرُ الدولةِ بن حمدان من عند الوزيرِ أبي عبدِ الله الماشلي وَزيرِ المُستَنصِر بمصر فوَثبَ عليه رَجلٌ صَيْرَفِيٌّ وضَربَه بسِكِّينٍ؛ فأُمسِكَ الصَّيرفيُّ وشُنِقَ في الحالِ، وحُمِلَ ناصرُ الدولةِ بن حمدان إلى دارِه جَريحًا، فعُولِجَ فبَرِئَ بعدَ مُدَّةٍ. فقِيلَ: إن المُستَنصِر ووالدَتَهُ كانا دَسَّا الصَّيرفِيَّ عليه، وفي هذه الأيامِ اضمَحلَّ أَمرُ المُستَنصِر بالدِّيارِ المِصريَّة لِتَشاغُلِه باللَّهوِ والشُّربِ والطَّرَبِ. فلمَّا عُوفِيَ ابنُ حمدان اتَّفقَ مع مُقدَّمِي المَشارِقَة، مثل سنان الدولةِ وسُلطانِ الجُيوشِ وغَيرِهما، فرَكِبوا وحَصَروا القاهرةَ، فاستَنجدَ المُستَنصِر وأُمُّهُ بأَهلِ مصر، وذَكَّرَهم بحُقوقِه عليهم، ووَعدَهم بالإحسانِ؛ فقاموا معه ونَهَبوا دُورَ أَصحابِ ابن حمدان وقاتَلوهُم. فخاف ابنُ حمدان وأَصحابُه، ودَخَلوا تحتَ طاعةِ المُستَنصِر، بعدَ أُمورٍ كَثيرةٍ صَدرَت بين الفَريقَينِ.

العام الهجري : 465 العام الميلادي : 1072
تفاصيل الحدث:

لمَّا بَلغَ قاورت بك، وهو بكرمان، وَفاةُ أَخيهِ ألب أرسلان سارَ طالِبًا للرَّيِّ يُريدُ الاستِيلاءَ على المَمالِكِ، فسَبَقَهُ إليها السُّلطانُ ملكشاه ونِظامُ المُلْكِ، وسارا منها إليه، فالتَقوا بالقُربِ من همذان في شَعبانَ، وكان العَسكرُ يَمِيلون إلى قاورت بك، فحَمَلَت مَيسرةُ قاورت بك على مَيمَنَةِ ملكشاه، فهَزَموها، وحَمَلَ شَرفُ الدَّولةِ مُسلمُ بن قُريشٍ، وبَهاءُ الدَّولةِ مَنصورُ بن دبيس بن مزيد، وهُما مع ملكشاه، ومَن معهما من العَربِ والأَكرادِ، على مَيمَنَةِ قاورت بك فهَزَموها، ومَضَى المُنهَزِمون من أَصحابِ السُّلطانِ ملكشاه إلى حُلَلِ شَرفِ الدَّولةِ، وبَهاءِ الدَّولةِ، فنَهَبوها غَيْظًا منهم، حيث هَزَموا عَسكرَ قاورت بك، وجاءَ رَجلٌ سواديٌّ إلى السُّلطانِ ملكشاه، فأَخبرَهُ أنَّ عَمَّهُ قاورت بك في بَعضِ القُرَى، فأَرسلَ مَن أَخذَهُ وأَحضَرَهُ، فأَمَرَ سَعدَ الدَّولةِ كوهرائين فخَنَقَهُ، وأَقَرَّ كرمان بِيَدِ أَولادِه، وسَيَّرَ إليهم الخِلَعَ، وأَقطَعَ العَربَ والأَكرادَ إقطاعاتٍ كَثيرةً لِمَا فَعَلوهُ في الوَقعَةِ.

العام الهجري : 500 العام الميلادي : 1106
تفاصيل الحدث:

قام السلطان محمد بن ملكشاه بمحاصرة قلاع كثيرة من حصون الباطنية، فافتتح منها أماكن كثيرة، وقتل خلقًا منهم، منها قلعة شاه دز بأصبهان حصينة كان أبوه السلطان جلال الدولة ملكشاه قد بناها بالقرب من أصبهان في رأس جبل منيع هناك، وكان سبب بنائه لها أنه كان مرة في بعض صيوده فهرب منه كلب فاتَّبعه إلى رأس الجبل فوجده، وكان معه رجل نصراني من رسل الروم، فقال الرومي: لو كان هذا الجبل ببلادنا لاتخذنا عليه قلعة، فحدا هذا الكلام السلطان إلى أن ابتنى في رأسه قلعةً أنفق عليها ألف ألف دينار، ومائتي ألف دينار، ثم استحوذ عليها بعد ذلك رأس الباطنية ابن عطاش، فتعب المسلمون بسببها، فحاصرها السلطان محمد بن ملكشاه سنةً حتى افتتحها وقَتَل ابن عطاش, ثم نقض السلطان محمد هذه القلعة حجرًا حجرًا، وألقت امرأة ابن عطاش نفسها من أعلى القلعة فتلفت، وهلك ما كان معها من الجواهر النفيسة، وكان الناس يتشاءمون بهذه القلعة، يقولون: كان دليلها كلبًا، والمشيرُ بها كافرًا، والمتحصِّنُ بها زنديقًا.

العام الهجري : 825 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1422
تفاصيل الحدث:

أول ما بدأ به الأشرف في سلطنته أنَّه منع الناس كافةً من تقبيل الأرض بين يديه، فامتنعوا من ذلك، وكانت عادةُ تقبيل الأرض جرت بالديار المصرية من أيام المعزِّ معد أول خلفاء بني عُبَيد بمصر، وبقيت إلى يوم تاريخه، وكان لا يُعفى أحد عن تقبيل الأرض، والكل يُقَبِّل الأرض: الوزير والأمير والمملوك وصاحب القلم ورسل ملوك الأقطار، إلا قضاة الشرع وأهل العلم وأشراف الحجاز! حتى لو ورد مرسوم السلطان على ملك من نواب السلطان قام على قدميه وخرَّ إلى الأرض وقبَّلها قبل أن يقرأ المرسوم، فأبطل الملك الأشرف برسباي ذلك وجعل بدلَه تقبيل اليد، فمشى ذلك أيامًا، ثم عاد تقبيل الأرض لكن بطريق أحسن من الأولى؛ فإن الأولى كان الشخص يخرُّ إلى الأرض حتى يقبِّلَها كالساجد، والآن صار الرجل ينحني كالراكع ويضع أطرافَ أصابع يده على الأرض كالمقَبِّل، ثم يقوم ولا يقبِّل الأرضَ بفَمِه أبدًا، بل ولا يَصِلُ بوجهه إلى قريب الأرض، فهذا على كل حال أحسنُ مما كان أولًا!

العام الهجري : 1233 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

لما انهار حكمُ الدولة السعودية على يدِ إبراهيم باشا ودُمِّرَت الدرعية، كَثُر في نجد الاختلافُ والاضطراب ونَهْب الأموال وقَتْل الرجال، وتقدم أناسٌ وتأخَّر آخرون، يقول ابن بشر: "قلتُ: وانحل فيها نظامُ الجماعة والسَّمع والطاعة، وعُدم الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، حتى لا يستطيعَ أحد أن ينهى عن منكرٍ أو يأمُرَ بطاعةٍ، وعُملَ بالمحرَّمات والمكروهات جهرًا، وليس للطاعاتِ ومَن عَمِلَ بها قَدْرٌ، وجُرَّ الرباب والغناء في المجالس وسُفت الذواري على المجامع والمدارس، وعُمرت المجالس بعد الأذان للصلاة، واندرس معرفةُ الأصول وأنواع العبادات، وسُلَّ سيف الفتنة بين الأنام، وصار الرجل في جوف بيته لا ينامُ، وتعذرت الأسفار بين البلدانِ، وتطاير شَرَرُ الفتن في الأوطان، وظهرت دعوى الجاهلية بين العبادِ، وتنادَوا بها على رؤوس الأشهادِ، فلم تزل هذه المحن على الناس متتابعةً حتى أتاح الله لها نورًا ساطعًا وسيفًا لمن أثار الفتن.. تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود.

العام الهجري : 584 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رحل صلاحُ الدين مِن قلعةِ الشغر سار إلى قلعة برزية، وكانت قد وُصِفَت له، وهي تقابِلُ حِصنَ أفامية، وتناصِفُها في أعمالها، وبينهما بحيرةٌ تجتَمِعُ مِن ماءِ النهر العاصي وعيونٌ تتفَجَّرُ من جبل برزية وغيره، وكان أهلُها أضَرَّ شَيءٍ على المسلمين؛ يقطعونَ الطَّريقَ، ويبالِغونَ في الأذى، فلمَّا وصل إليها نزل شرقيَّها في الرابع والعشرين من جمادى الآخرة، ثم رَكِبَ من الغدِ وطاف عليها لينظُرَ مَوضِعًا يقاتِلُها منه، فلم يجِدْ إلَّا من جهةٍ، فنزله المسلمون ونصبوا عليه المجانيق، ونصب أهلُ القلعة عليها منجنيقًا بِطُولها، فلما رأى صلاح الدين أنهم لن ينتَفِعوا بالمنجنيق لارتفاعِ القلعة، عزمَ على الزَّحفِ ومكاثرةِ أهلِها بجُموعِه، فقسَّم عسكَرَه ثلاثة أقسام: يزحَفُ قِسمٌ، فإذا تَعِبوا وكلُّوا عادوا وزحف القِسمُ الثاني، فإذا تَعِبوا وضَجِروا عادوا وزحفَ القِسمُ الثَّالِثُ، ثم يدور الدورَ مَرَّةً بعد أخرى حتى يتعَبَ الفِرنجُ ويَنصَبوا، فإنَّهم لم يكن عندهم من الكثرةِ ما يتقَسَّمونَ كذلك، فإذا تَعِبوا وأعيَوا سَلَّموا القلعةَ، فلما كان الغدُ- وهو السابع والعشرون من جمادى الآخرة- تقَدَّم أحَدُ الأقسامِ، وخرج الفرنجُ مِن حصنهم، فقاتَلَهم على فصيلِهم، ورماهم المسلِمونَ بالسهام، ومَشَوا إليهم حتى قَرُبوا إلى الجبل، فلما قاربوا الفرنجَ عَجَزوا عن الدنوِّ منهم لخشونةِ المرتقى، وتسَلَّط الفرنجُ عليهم؛ لعُلوِّ مكانِهم، بالنشابِ والحجارةِ، فلمَّا تَعِبَ هذا القِسمُ انحدروا، وصَعِدَ القسم الثاني، وكانوا جلوسًا ينتظرونَهم، فقاتلوهم إلى قريبِ الظُّهرِ، ثمَّ تَعِبوا ورجعوا، فلما رآهم صلاح الدين قد عادوا تقَدَّم إليهم يردُّهم، وصاح في القسمِ الثالث، وهم جلوسٌ ينتظرون نوبَتَهم، فوثبوا مُلَبِّين، وساعدوا إخوانَهم، وزحفوا معهم، فجاء الفرنجُ ما لا قِبَلَ لهم به، وكان أصحابُ عماد الدين قد استراحوا، فقاموا أيضًا معهم، فحينئذٍ اشتَدَّ الأمرُ على الفرنجِ، وبلغت القلوبُ الحناجِرَ، وكانوا قد اشتَدَّ تَعَبُهم ونَصَبُهم، فظهر عجزُهم عن القتال، وضَعفُهم عن حَملِ السلاحِ؛ لشدَّةِ الحرِّ والقتال، فخالطهم المسلمونَ، فعاد الفرنجُ يدخلون الحِصنَ، فدخل المسلمون معهم، فملكوا الحِصنَ عَنوةً وقَهرًا، ودخل الفرنجُ القلة التي للحصن، وأحاط بها المسلمون، وأرادوا نَقبَها، وكان الفرنجُ قد رفعوا مَن عندهم من أسرى المسلمينَ إلى سطحِ القلة، وأرجلهم في القيود والخشب المنقوب، فلمَّا سَمِعوا تكبير المسلمين في نواحي القلعة كبَّروا في سطحِ القلة، وظنَّ الفِرنجُ أنَّ المسلمينَ قد صعدوا على السطحِ، فاستسلموا وألقوا بأيديهم إلى الأسرِ، فملكها المسلمونَ عَنوةً، ونَهَبوا ما فيها، وأسَرُوا وسَبَوا من فيها، وأخذوا صاحِبَها وأهلَها، وألقى المسلمونَ النار في بعض بيوتِهم فاحترقت، وأمَّا صاحِبُ برزية، فإنَّه أُسِرَ هو وامرأتُه وأولاده، فأطلقهم صلاحُ الدين.

العام الهجري : 543 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1148
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ الحافِظُ القاضي: أبو بكر مُحمَّدُ بنُ عبد اللهِ بنِ مُحمَّد المعافري ابنُ العربيِّ الإشبيليُّ الأندلسيُّ المالكيُّ، صاحِبُ التَّصانيفِ, الحافِظُ المشهورُ مِن عُلَماءِ الأندلس، وُلِدَ ونشأ وتعلَّمَ بإشبيليَّة, كانت ولادتُه سنة 468, ثمَّ لَمَّا استولى المرابطونَ عليها رحل مع أبيه إلى المَشرِق, ثمَّ رجع إلى الأندلُسِ بعد أن دَفَنَ أباه في رِحلتِه إلى المشرق, ثم عاد مِن قُرطبةَ إلى مراكش وسُجِنَ فيها, ولَمَّا أُطلِقَ سَراحُه عاد إلى الأندلُسِ مَرَّةً أخرى. صَنَّفَ ابنُ العربيِّ وجَمَع، وبرَع في فُنونِ العِلمِ، وكان فصيحًا بليغًا خَطيبًا, واشتهر اسمُه، وكان رئيسًا مُحتَشِمًا وافِرَ الأموالِ، بحيث أنشأَ على إشبيليَّةَ سُورًا مِن ماله الخاصِّ، وهو أوَّلُ مَن أدخل بالأندلُسِ إسنادًا عاليًا، وعِلمًا جَمًّا, وكان ثاقِبَ الذِّهنِ، عَذْبَ المَنطِقِ، كريمَ الشمائلِ، كامِلَ السُّؤددِ، ولِيَ قَضاءَ إشبيليَّةَ، فحُمِدَت سياستُه، وكان ذا شِدَّةٍ وسَطوةٍ، فعُزِلَ وأقبَلَ على نَشرِ العِلمِ وتدوينِه, ذكَرَه ابنُ بشكوال فقال: "هو الحافِظُ المُستَبحِر، خِتامُ عُلَماءِ الأندلُسِ، وآخِرُ أئمَّتِها وحُفَّاظها، لَقِيتُه بمدينةِ إشبيليَّةَ ضَحوةَ يوم الاثنين لِلَيلتَينِ خَلَتا من جمادى الآخرة سنة 516 فأخبَرَني أنَّه رحل إلى المشرق مع أبيه يومَ الأحد مُستهَلَّ شَهرِ ربيع الأول سنة 485 وأنَّه دخل الشَّامَ ولَقِيَ بها أبا بكر مُحَمَّدَ بنَ الوليد الطرطوشي، وتفَقَّه عنده، ودخل بغدادَ وسمِعَ بها مِن جماعةٍ مِن أعيانِ مَشايخِها، ثمَّ دخَلَ الحِجازَ فحَجَّ في موسمٍ سنة 489، ثمَّ عاد إلى بغدادَ وصَحِبَ بها أبا بكرٍ الشاشيَّ وأبا حامدٍ الغزالي وغيرَهما مِن العُلَماءِ والأُدَباء، ثمَّ صَدَرَ عنهم، ولَقِيَ بمصر والإسكندريَّةٍ جماعةً مِن المحدِّثينَ فكَتَبَ عنهم واستفاد منهم وأفادهم، ثمَّ عاد إلى الأندلس سنة 493، وقَدِمَ إلى إشبيليَّةَ بعِلمٍ كَثيرٍ لم يُدخِلْه أحدٌ قبلَه مِمَّن كانت له رِحلةٌ إلى المشرق. وكان مِن أهلِ التفَنُّنِ في العلومِ والاستبحارِ فيها والجَمعِ لها، مُقَدَّمًا في المعارِفِ كُلِّها، مُتكَلِّمًا في أنواعِها، نافِذًا في جميعِها، حريصًا على أدائها ونَشرِها، ثاقِبَ الذِّهنِ في تمييزِ الصَّوابِ منها، ويجمَعُ إلى ذلك كُلِّه آدابَ الأخلاقِ مع حُسنِ المعاشرةِ ولِينِ الكَنَفِ وكثرةِ الاحتمالِ، وكَرَمِ النَّفسِ وحُسنِ العَهدِ وثَباتِ الوُدِّ. واستُقضِيَ ببلدةٍ فنَفَعَ اللهُ به أهلَها لصرامتِه وشِدَّتِه ونفوذِ أحكامِه، وكانت له في الظَّالِميَن سَوْرة مرهوبة، ثمَّ صُرِفَ عن القضاء، وأقبَلَ على نَشرِ العِلمِ وبَثِّه". قال الذهبي: "كان أبوه أبو مُحمَّدٍ مِن كِبار أصحابِ أبي محمَّد بن حزم الظاهريِّ بخلاف ابنِه القاضي أبي بكر؛ فإنَّه مُنافِرٌ لابنِ حَزمٍ، مُحِطٌّ عليه بنَفسٍ ثائرةٍ" ولابن العربي تصانيفُ عديدةٌ، منها، القبس في شرح موطأ مالك بن أنس، وله أحكامُ القُرآنِ، والنَّاسِخُ والمنسوخ في القرآن، والمحصول في عِلْم الأصول، وله عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي، وغَيرُها من الكتب. توفِّيَ في طريقه في المغيلة بالقُربِ مِن فاس عند رجوعِه مِن مراكش، ونُقِلَ إلى فاس، ودُفِنَ بمقبرة الجيَّاني.

العام الهجري : 675 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1277
تفاصيل الحدث:

في ثالث عشر المحرم دخل السلطان الظاهر بيبرس إلى دمشق، وسبق العساكر إلى بلاد حلب، فلما توافدت إليه أرسل بين يديه الأميرَ بدر الدين الأتابكي بألف فارس إلى البلستين بتركيا، فصادف بها جماعةً مِن عسكر الروم فرَكِبوا إليه وحَمَلوا إليه الإقاماتِ، وطلب جماعةٌ منهم أن يدخلوا بلادَ الإسلام فأذِنَ لهم، فدخل طائفةٌ منهم بيجار وابن الخطير، فرسم لهم أن يدخلوا القاهرةَ فتلقَّاهم الملك السعيد بركة بن السلطان بيبرس، ثم عاد السلطان من حَلَبَ إلى القاهرة، فدخلها في ثاني عشر ربيع الآخر، ثم ركِبَ السلطان من مِصرَ في العساكر فدخل دمشق في سابع عشر شوال، فأقام بها ثلاثةَ أيام، ثم سار حتى دخل حلب في مستهَلِّ ذي القعدة، فأقام بها يومًا ورسم لنائب حلب أن يقيم بعسكَرِ حَلَب على الفراتِ لحِفظِ المنائر، وسار السُّلطان الظاهر بيبرس فقطع الدربند في نصف يوم، ووقع سنقر الأشقر في أثناء الطريقِ بثلاثة آلاف من المغول فهزمهم يوم الخميسِ تاسع ذي القعدة وصَعِدَ العسكر على الجبالِ فأشرفوا على وطأة البلستين، فرأوا التتار قد رتَّبوا عسكرهم وكانوا أحدَ عَشَرَ ألف مقاتل، وعَزَلوا عنهم عسكَرَ الروم خوفًا من مخامرتهم، فلمَّا تراءى الجمعان حملت ميسرةُ التتار فصَدَمت رماح السلطان، ودخلت طائفةٌ منهم بينهم فشقُّوها، وساقت إلى الميمنة، فلما رأى السلطان ذلك أردف المسلمينَ بنفسه ومن معه، ثم لاحت منه التفاتةٌ فرأى الميسرة قد كادت أن تتحطَّمَ فأمر جماعةً من الأمراء بإردافها، ثم حمل العسكرُ جميعُه حملةً واحدة على التتار فترجَّلوا إلى الأرض عن آخرهم، وقاتلوا المسلمينَ قتالًا شديدًا، وصبر المسلمون صبرًا عظيمًا، فأنزل اللهُ نَصرَه على المسلمين، فأحاطت بالتتارِ العساكرُ مِن كل جانب، وقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وقتل من المسلمين أيضًا جماعةً، وأسر جماعةً من أمراء المغول، ومن أمراءِ الروم، وهرب حاجِبُ السلطان السلجوقي, فنجا بنفسه، ودخل قيسارية بفلسطين في بكرة الأحد ثاني عشر ذي القعدة، وأعلم أمراءُ الروم مَلِكَهم بكسرةِ التتار على البلستين، وأشار عليهم بالهزيمةِ فانهزموا منها وأخلوها، فدخلها الملكُ الظاهر وصلى بها الجمعةَ سابع ذي القعدة، وخُطِبَ له بها، ثم كرَّ راجعًا مؤيَّدًا منصورًا، وسارت البشائِرُ إلى البلدان ففرح المؤمنون يومئذ بنصر الله، ولما بلغ خبَرُ هذه الوقعة ملكَ التتار أبغا بن هولاكو جاء حتى وقف بنفسه وجيشِه، وشاهد مكان المعركة ومَن فيها من قتلى المغول، فغاظه ذلك وأعظَمَه وحنق على البرواناه؛ إذ لم يُعلِمه بجليَّة الحال، وكان يظنُّ أمر الملك الظاهر دون هذا كلِّه، واشتد غضَبُه على أهل قيسارية وأهلِ تلك الناحية، فقتَلَ منهم قريبًا من مائتي ألف، وقيل قتل منهم خمسمائة ألف من قيسارية وأرزن الروم، وكان في جملةِ مَن قُتِلَ القاضي جلال الدين حبيب، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون.

العام الهجري : 222 العام الميلادي : 836
تفاصيل الحدث:

تقدَّمَ الأفشين حتى شارف الموضِعَ الذي كانت به الوقعةُ في العام الماضي، فاختار ثلاثةَ جبالٍ كان عليها حصونٌ فخُرِّبَت، فسَدَّ الطريقَ إلى تلك الجبال، حتى صارت كالحُصون، وأمر بحفرِ خَندقٍ على كلِّ طريقٍ وراء تلك الحجارةِ، وكان جماعةٌ مِن الخرمية يأتونَ إلى قرب خندق الأفشين فيَصيحون، فلم يترُك الأفشين أحدًا يخرجُ إليهم، فَعَلوا ذلك ثلاثةَ أيام، ثمَّ إنَّ الأفشين كَمَن لهم كمينًا، فإذا جاؤوا ثاروا عليهم، فهَرَبوا ولم يعودوا. وعبَّأ الأفشين أصحابَه، وأمر كلًّا منهم بلزومِ مَوضِعِه، وكان إذا أراد أن يتقدَّمَ إلى المكان الذي كانت به الوقعةُ عام أول، خلَّف بُخاراخذاه على رأسِ العقبة في ألف فارس، وستمائة راجل، يحفظونَ الطريقَ لئلا يأخُذَه الخرمية عليهم. وكان بابك إذا أحس بمجيئِهم وجَّه جمعًا من أصحابه، فيكمُنون في وادٍ تحت تلك العقبة، تحت بخاراخذاه، واجتهد الأفشين أن يعرفَ مكانَ كَمينِ بابك، فلم يعلَمْ بهم، وكان بابك يُخرِجُ عسكره فيقِفُ بإزاء هذه الكراديس، لئلَّا يتقَدَّمَ منهم أحدٌ إلى باب البذ. وكان يفَرِّقُ عساكِرَه كمينًا ولم يبقَ إلَّا في نفر يسير. فصارت مناوشةٌ بين بعض الخرمية وبعض جيش الأفشين كان من سبَبِها تحرُّك الكُمَناء من الخرمية، فقال الأفشين: الحمدُ لله الذي بيَّن مواضِعَ هؤلاء، فأقام الأفشين بخَندَقِه أيامًا فشكا المتطوِّعةُ إليه ضيقَ العلوفة، فوعد الأفشين الناسَ ليوم ذكره لهم، وأمر الناس بالتجهزِ وحَملِ المالِ والزادِ والماء، فاشتبَكَت الحربُ مع بابك طويلًا، فلما دخلت أعلامُ الفراغنة البذ، وصَعِدوا بها القصورَ، رَكِبَ الأفشين وصاح بالنَّاسِ، فدخل، ودخلوا، وصَعِدَ النَّاسُ بالأعلام فوق قصورِ بابك، وكان قد كَمَن في قصوره- وهي أربعةٌ- ستُّمائة رجل، فخرجوا على الناس، فقاتلوهم، ومَرَّ بابك، حتى دخل الواديَ الذي يلي هشتادسر، واشتغل الأفشين ومن معه بالحربِ على أبوابِ القصور، فأحضر النَّفاطين فأحرقوها وهدَمَ النَّاسُ القصور، فقتلوا الخرميَّة عن آخرهم، وأخذ الأفشين أولادَ بابك، وأمَّا بابك فإنه سار فيمن معه، وكانوا قد عادوا إلى البذ، بعد رجوعِ الأفشين، فأخذوا ما أمكَنَهم من الطعام والأموال، ولَمَّا كان الغدُ رجع الأفشين إلى البذ، وأمر بهدم القُصور وإحراقِها، فلم يدع منها بيتًا، وجاءت جواسيسُ الأفشين إليه فأعلموه بموضعِ بابك، فوجَّه الأفشينُ إلى كل موضع فيه طريقٌ إلى الوادي جماعةً من أصحابِه يحفظونَه، وقعد بابك في موضِعِه، فلم يزل في تلك الغيضةِ حتى فَنِيَ زاده، وخرج من بعض تلك الطرق، وسار بمن معه يريدونَ أرمينيةَ، فرآهم حرَّاسُ الأفشين، فلما رأى بابك العساكر ركب هو ومن معه، فنجا هو، وأخذ أبو السَّاجِ مُعاويةً، وأمَّ بابك، فأرسلهم إلى الأفشين. وسار بابك في جبال أرمينيةَ مُستخفيًا، فلقي ابنَ سنباط فأمَّنَه واحتفى به, ثم كتب ابنُ أسباط للأفشين بخبَرٍ بأمر بابك، واتَّفقَ معه على خطَّةٍ لمُداهمة بابك والقبضِ عليه, فبينما بابك وابنُ سنباط يتصيَّدان إذ خرج عليهما أبو سعيدٍ وبورماره في أصحابِهما فأخذوه وساروا به إلى الأفشين، فأدخله الأفشينُ بيتًا ووكَلَ به من يحفَظُه، فحبسه مع أخيه، وكتب إلى المعتَصِم بذلك، فأمره بالقدومِ بهما عليه. وكان وصولُ بابك إلى الأفشين ببرزند لعشرٍ خلون من شوال، وكان الأفشينُ قد أخذ نساءً كثيرةً وصبيانًا كثيرًا ذكروا أنَّ بابك أسَرَهم، وأنهم أحرارٌ من العرب والدَّهاقين، فأمر بهم فجُعلوا في حظيرةٍ كبيرة، وأمرهم أن يكتُبوا إلى أوليائهم، فكلُّ من جاء يعرِفُ امرأةً، أو صبيًّا أو جاريةً، وأقام شاهِدَينِ أخذه، فأخذ الناسُ منهم خلقًا كثيرًا وبقي كثيرٌ منهم.

العام الهجري : 719 العام الميلادي : 1319
تفاصيل الحدث:

جهز الأميرُ أيتمش المحمدي على عسكرٍ إلى برقة، ومعه فايد وسليمان أمراءُ العُربان لجباية زكاةِ الأغنام على العادة، فسار في ثلاثمائةِ فارسٍ من أجناد الحلقة ومعه من الأمراءِ عِدَّةٌ، وذلك في آخِرِ يومٍ من المحرَّم، ونزل بالإسكندرية، ثم سار أيتمش يريدُ بلاد جعفر بن عمر من برقة، ومسافتُها من الإسكندرية على الجادة نحو شهرين، فدَلَّه بعض العرب على طريقٍ مسافتُها ثلاثة عشَرَ يَومًا يُفضي به إلى القَومِ مِن غيرِ أن يعلموا به، وطَلَب في نظير دَلالتِه على هذه الطريقِ مائةَ دينار وإقطاعاتٍ مِن السلطانِ بعد عودِ العسكرِ إلى القاهرة، فعَجَّل له أيتمش المائة، والتزم له بالإقطاعِ مِن السلطان، وكتب له بعشرةِ أرادِبَ قمحًا لعياله، وأركبه ناقةً، وكتم ذلك كلَّه عن العسكَرِ مِن الأمراء والأجناد والعُربان، وسار بمسيرِه، حتى إذا مضت ثلاثَ عشرة ليلة أشرف على منازِلِ جَعفرِ بنِ عمر وعُرْبانه، فدُهِشوا لرؤيةِ العَسكَرِ، وأرسل إليهم أيتمش بسليمان وفايد يدعوهم إلى الطاعةِ، فأجابوا مع رسُلِهم: إنَّا على الطاعةِ، ولكن ما سبب قدومُ هذا العسكرِ على غفلةٍ مِن غير أن يتقَدَّمَ لنا به علمٌ؟ فقال لهم أيتمش: حتى يحضُرَ الأمير جعفر ويسمَعَ مَرسومَ السلطان، وأعادهم، وتَقَدَّم أيتمش إلى جميع من معه ألَّا ينزِل أحدٌ عن فرسه طولَ ليلتِه، فباتوا على ظهورِ الخيل، فلما كان الصباحُ حضر أخو جعفر ليسمَعَ المرسوم، فنهَرَه أيتمش وقال له ولمن معه: ارجعوا إلى جعفرٍ فإن كان طائعًا فلْيَحضُر، وإلَّا فلْيُعَرِّفْني، وبعث معه ثلاثةً مِن مُقَدَّمي الحلقة، فامتنع جعفرٌ من الحضور، فللحالِ لَبِسَ العسكر السلاحَ وتَرَتَّب، وأفرد سليمان وفايد، بمن معهما من العسكرِ ناحية، واستعد جعفرٌ أيضًا وجمع قومَه وحمل بهم على العَسكَر، فرموهم بالنشَّاب فلم يبالُوا به، ودقُّوا العسكرَ برماحِهم، وصَرَعوا الأميرَ شُجاعَ الدين غرلوا الجوكندار بعدما جَرَحوه ثلات جراحات، فتداركه أصحابُه وأركبوه، وحملوا على العرب فكانت بين الفريقينِ تِسعَ عشرة وقعة آخِرُها انهزم العربُ إلى بيوتهم، فقاتلهم العسكرُ عند البيوتِ ساعةً وهزموهم إليها، وكانت تلك البيوتُ في غابةِ قَصَب، فكفَّ العسكَرُ عن الدخول إليهم، ومنعهم أيتمش عن التعرُّضِ إلى البيوتِ وحماها، وأباح لهم ما عداها، فامتَدَّت الأيدي، وأُخِذَت من الجمالِ والأغنامِ ما لا ينحَصِرُ عدده، وبات العسكَرُ محترسين، وقد أَسَروا نحوَ السِّتِّمائة رجل سوى من قُتِل، فلما أصبح الصبحُ منَّ أيتمش على الأسرى وأطلَقَهم، وتفَقَّد العسكرَ فوجد فيه اثني عشر جريحًا، ولم يُقتَل غيرُ جندي واحد، فرحل عائدًا عن البيوتِ بأنعامٍ تَسُدُّ الفضاء، وبِيعَ ما معهم فيما بينهم الرأسُ الغَنَمُ بدِرهمٍ، والجَمَلُ ما بين عشرين إلى ثلاثين درهمًا، وسار أيتمش ستةَ أيام في الطريق التي سلكها والعسكَر بالسِّلاح، خشيةً مِن عَودِ العرب إليهم، وبعث أيتمش بالبشارةِ إلى السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فبعث الأميرَ سيفَ الدين ألجاي الساقي لتلَقِّي العسكر بالإسكندرية وإخراج الخُمُس مِمَّا معهم للسلطان، وتَفرِقة ما بَقِيَ فيهم، فخُصَّ الجنديُّ ما بين أربعةِ جمالٍ وخمسةٍ، ومِنَ الغَنَم ما بين العشرينَ إلى الثلاثين، وحَضَروا إلى القاهرة، فخَلَع السلطان على أيتمش، وبعد حضورهم بأسبوع قدم جعفرُ بنُ عمر إلى القاهرة، ونزل عند الأمير بكتمر الساقي مُستجيرًا، فأكرمه ودخل به على السلطانِ، فاعترف بالخطأِ، وسأل العفوَ، وأن يقَرِّرَ عليه ما يقومُ به، فقَبِلَ السلطانُ قَولَه وعفا عنه، وخلع عليه ومضى، وصار يحمِلُ القودَ في كلِّ سَنَةٍ.

العام الهجري : 1265 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1849
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رحل الشريف محمد بن عون العامَ الماضي من القصيم عائدًا إلى مكة بعد الفشل في تحقيق مرادِه، أوفد أهل القصيم إلى الإمام فيصل منهم رجالًا يعتذرون عمَّا بدر منهم، فقَبِلَ عُذرَهم وغفر لهم خطأَهم، ثم إن الإمام فيصل عزل عن إمارة عُنيزة إبراهيمَ بن سليمان بن زامل؛ لأن الشريف لم ينزِلْ عُنَيزةَ إلا بإذنه، وجعل مكانَه ناصِرَ بن عبد الرحمن السحيمي من أهل العقيلية، الذي قدِمَ إلى عنيزة بكتابٍ فيه توليته الإمارة من الإمام فيصل، فأخرج آل زامل من القصر وأنزله أخاه وضبَطَه برجالٍ واستقام له الأمرُ وبايعه أهلها، ثم تعرَّض لمحاولة اغتيالٍ فاشلة، فقَتَل السحيميُّ إبراهيمَ بن سليمان أميرَ عنيزة السابق فاشتعلت الفتنة، فأراد فيصل إخمادها فأرسل إلى السحيمي ليقدمَ عليه في الرياض، فلما قَدِم حكم عليه القضاءُ بديةِ إبراهيم بن سليمان وأقعده فيصلٌ عنده في الرياضِ، ثم جهَّزَ الإمام عبد الله المداوي ورجالًا معه إلى عُنيزة وأمرهم أن يدخلوا القصرَ فلم يتمكَّنْ من دخولِه، ثم إن أهل عنيزة أجمعوا على الحربِ، فلما علم بذلك السحيمي عرض على الإمام أنَّه هو الذي يُخمِدُ الفتنة وأعطى العهودَ والمواثيق بذلك، فأذِنَ له الإمام بالذهاب إلى عُنيزة، فلما وصلها نقضَ عهودَه ودخل مع أهل عنيزةَ في أمرِهم، ثم عرضوا على أميرِ بريدة عبد العزيز المحمد أبو العليان أن يدخُلَ معهم وهو أميرُ الجميع فوافَقَهم فتعاقدوا على نكثِ عهد الإمام، وقاموا لحربه وجمعوا جموعًا كثيرة من رجالِ بلدانهم ومن كان حولَهم من بُدوانهم، فأعطوهم السلاحَ وبذلوا لهم الأموالَ وعاقدوهم على بيع الأرواح، وضربوا طبولهم بالليلِ والنهار، وكان الإمام فيصل قد أمَرَ على أهل البلدان من رعيتِه بالغزوِ، فتجهَّز غازيًا وخرج من الرياض لثلاثٍ بَقِين من ربيع الثاني، وخرج معه أولاده عبد الله ومحمد، ولحق به ابنه سعود بأهل الخَرج، وخرج معه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ إمامًا وقاضيًا، ولَمَّا نزل قرب المجمعة لقِيَه ابن بشر (صاحب كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد) الذي يقول: "ثم رحل ونزل قريبًا من المجمعة، فركبتُ إليه للسلام عليه، فكان وصولي إلى مخيَّمِه قبل صلاة العصر، فصليت معهم وإذا المسلمون مجتمعون للدرس في الصيوان الكبير، وإذا الإمام جالس فيه والمسلمون يمينه وشماله، ومِن خَلفِه وبين يديه، والشيخ عبد اللطيف إلى جنبه، فأمر القارئ عليه بالقراءةِ، فقرأ عليه في كتاب التوحيد، فقرأ آية وحديثًا، فتكلم بكلامٍ جَزْلٍ وقولٍ صائبٍ عَدْلٍ، بأوضح إشارة وأحسن عبارة، فتعجَّبْت من فصاحته وتحقيقه وتبيينه وتدقيقِه... ثم سلمتُ على الإمام فقابلني بالتوقير والإكرام ورحَّبَ بي أبلغَ ترحيب وقرَّبني أحسن تقريب.. وسلمت على الشيخين عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، وعبد الله بن جبر، فقمنا ودخلنا مع الإمام خيمته وجلسنا عنده، فابتدأ الشيخ عبد الله يقرأ على الإمام في كتاب سراج الملوك، والشيخ عبد اللطيف يسمع، ولكِنَّ الإمامَ هو الذي يتكلم على القراءة ويحقِّق المعنى". ثم في الصباح رحل الإمام إلى المجمعة ومنها إلى أُشيقر إلى أن نزل المذنب فبايعه أهلها، ثم أرسل إلى أهل القصيم يذكِّرُهم أن الدِّينَ لا يستقيم إلَّا بجماعة ولا يكون إلا بالسمع والطاعة، وأنَّه يعِزُّ عليه أن يُقتَلَ رجلٌ واحد من المسلمين، فلا تكونوا سببًا في إهراق دمائكم، فأرسلوا إليه رجلًا من رؤساء بريدة يقال له مهنا بن صالح، فلما وصل تم الصلحُ على أن يؤدِّيَ أهل القصيم الزكاةَ للإمام، ويركبون معه غزاةً ويدخلون في الجماعة والسمع والطاعة.

العام الهجري : 8 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:

ثبَت أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتمَرَ مِنَ الجِعْرانةِ عامَ حُنينٍ، وهذه العُمرَةُ هي الثَّالثةُ بعدَ عُمرَةِ الحُديبيَةِ وعُمرَةِ القَضاءِ. قال ابنُ حَجَرٍ: فإنَّه صلى الله عليه وسلم أَحرَمَ مِنَ الجِعْرانةِ ودخَل مكَّةَ ليلًا فقَضى أمْرَ العُمرَةِ ثمَّ رجَع ليلًا فأَصبحَ بالجِعْرانةِ كَبائِتٍ. قال إبراهيمُ النَّخَعيُّ: كانوا يَستَحِبُّون أن يَدخلوا مكَّةَ نهارًا ويَخرُجوا منها ليلًا. وعن عطاءٍ: إن شِئْتُم فادْخُلوا ليلًا إنَّكم لَستُم كرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، إنَّه كان إمامًا فأَحَبَّ أن يَدخُلَها نهارًا لِيَراهُ النَّاسُ. انتهى. وقَضيَّةُ هذا أنَّ مَن كان إمامًا يُقْتَدى به اسْتُحِبَ له أن يَدخُلَها نهارًا.

العام الهجري : 184 العام الميلادي : 800
تفاصيل الحدث:

تمرَّدَ متولي المغربِ محمَّد بن مقاتل العكي، وظلَم وعسَفَ واقتطَعَ مِن أرزاق الأجنادِ وآذى العامَّةَ، فخرج عليه تمامُ بنُ تميم التميمي نائبُه على تونس، فزحَفَ إليه فبَرَز لملاقاته العكي، فهَزَمه ابنُ تميمٌ، فتحَصَّنَ العكيُّ بالقيروان في القصرِ، وغلَبَ تمَّام على البلد، ثم نزل العكيُّ بأمانٍ وانسحب إلى طرابلس، فنهض لنُصرتِه إبراهيمُ بنُ الأغلب، فتقهقر تمَّام إلى تونُسَ ودخل ابنُ الأغلب القيروانَ، فصلى بالنَّاسِ وخطب وحَضَّ على الطاعةِ، ثم التقى ابنُ الأغلب وتمَّام فانهزم تمَّام، واشتَدَّ بغضُ الناسِ للعكيِّ، وكاتبوا الرشيدَ فيه، فعَزَله وأقَرَّ عليهم إبراهيمَ بن الأغلبِ.

العام الهجري : 863 العام الميلادي : 1458
تفاصيل الحدث:

لم يستطع الجيش العثماني أن يفتح بلغراد سنة 861 بعد أن حاصرها ورجع الجيش بعد أن تعهد ملك الصرب بدفع جزية سنوية، ثم في هذه السنة استطاع الجيش العثماني بقيادة الصدر الأعظم محمود باشا بعد أن حاصر بلغراد وفتحها كما تمكَّن من فتح بلاد المورة من هذا العام، وفر مَلِكُها إلى إيطاليا، كما فتح الجزر التي في بحر إيجة قرب مضيق الدردنيل، كما عقد صلحًا مع إسكندر بك أمير ألبانيا، وكان قبل ذلك يرفض أن يعقد الصلح مع العثمانيين بعد أن هرب منهم، كما فتح ميناء أماستريس بعد أن توجه سرًّا إلى الأناضول، وهذا الميناء يتبع جنوة وأكثر سكانه من التجار، كما دخل ميناء سينوب واحتل مملكة طرابزون دون مقاومة وهي تابعة للقسطنطينية.

العام الهجري : 921 العام الميلادي : 1515
تفاصيل الحدث:

بعد أن استطاع السلطان العثماني سليم الأول أن ينتصرَ على الصفويين في معركة جالديران، ترك جيشًا كان مهمتُه الاستيلاء على الرقَّة وأورفة وماردين والموصل، وقبل هذا قام السلطان بعد أن انتهى من استراحته حتى انتهى الشتاء بالرجوع إلى أذربيجان ففتح فيها بعض القلاع ودخل إمارة ذي القدر السلجوقية، وأميرُها علاء الدولة، التي كانت تعتبر تحت سيطرة المماليك، وهذه الإمارة تضم مدن أبلستين ومرعش وعينتاب، فأصبحت ضمن أراضي الدولة العثمانية، وقد عين عليها السلطانُ سليم ابنَ شاه سوار، وهذا الأمر أثار حفيظة السلطان المملوكي قانصوه الغوري الذي جهَّز جيشًا وتوجَّه به إلى الشام لقتال العثمانيين الذين توجهوا هم أيضًا إلى الشام.