الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 583 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1187
تفاصيل الحدث:

لَمَّا فَرَغ صلاحُ الدين من هزيمة الفرنجِ في حطِّين أقام بموضِعِه باقيَ يَومِه، وأصبحَ يومُ الأحد، فعاد إلى طبرية ونازلها، فأرسلت صاحبتُها تطلُبُ الأمانَ لها ولأولادها وأصحابِها ومالها، فأجابها إلى ذلك، فخرجت بالجميعِ، فوَفى لها، فسارت آمنةً، ثم أمر بالمَلِك وجماعةٍ مِن أعيان الأسرى فأُرسلوا إلى دمشق، وأمَرَ بمن أُسِرَ مِن الداوية والإسبتارية أن يُجمَعوا ليقتُلَهم، ثمَّ عَلِمَ أن مَن عنده أسيرٌ لا يسمَحُ به؛ لِما يرجوا من فِدائِه، فبذل في كل أسيرٍ مِن هذين الصِّنفينِ خمسينَ دينارًا مصرية، فأُحضِرَ عنده في الحال مائتا أسيرٍ منهم، فأمَرَ بهم فضُرِبَت أعناقهم، وإنَّما خَصَّ هؤلاء بالقتل لأنَّهم أشَدُّ شَوكةً مِن جميع الفرنج، فأراح الناسَ مِن شَرِّهم؛ وكتب إلى نائبه بدمشق ليقتُلَ مَن دخل البلد منهم سواءٌ كان له أو لغيره، ففعل ذلك.

العام الهجري : 633 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1236
تفاصيل الحدث:

سار الملك الكامل من القاهرة بعساكره يريد بلاد الشرق، فنازل الرَّها حتى أخذها يوم الأربعاء ثالث عشر جمادى الأولى، وأسَرَ منها زيادةً على ثمانمائة من الأمراء، وهدم قلعتَها، ونازل حران، وأخذها بعد حصارٍ وقتال في رابع عشر جمادى الآخر، وأسَرَ من كان بها من أجناد السلطان علاء الدين كيقباذ، وأمرائه ومقدميه الصوباشية، وكانوا سبعمائة وخمسة وعشرين رجلًا، فمات كثير منهم في الطرقات، ثم نزل الكامِلُ على دنيسر وخربها، فورد عليه الخبَرُ بأن التتر قد وصلوا إلى سنجار، في مائة طلب، كل طلب خمسمائة فارس، وأخذ الكامِلُ قلعة السويداء عَنوةً، وأسر من بها في سابع عشر جمادى الآخر، وهدمَها، وأخذ قطينًا، وأسر من بها في رجب، وفي تاسع عشره: بعث الكامل جميع الأسرى إلى ديار مصر، وعِدَّتهم تزيد على الثلاثة آلاف، وعاد إلى دمشق، وسلم الشرق لابنه الملك الصالح أيوب.

العام الهجري : 717 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1318
تفاصيل الحدث:

اتَّفَق أنَّه في هذا الشهر تجمَّع جماعة من التجار بماردين وانضاف إليهم خلقٌ من الجفال من الغلا قاصدين بلاد الشام، حتى إذا كانوا بمرحلتين من رأس العين لحِقَهم ستون فارسًا من التتار فمالوا عليهم بالنشاب وقتلوهم عن آخرهم، ولم يبقَ منهم سوى صبيانِهم نحو سبعين صبيًّا، فقالوا من يقتل هؤلاء؟ فقال واحد منهم: أنا بشَرطِ أن تنَفِّلوني بمالٍ من الغنيمة، فقتلهم كلَّهم عن آخرهم، وكان جملةُ من قُتِل من التجَّار سِتَّمائة، ومن الجفلان ثلاثمائة، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون، وردموا بهم خمسَ صهاريج هناك حتى امتلأت بهم رحمهم الله، ولم يسلَمْ من الجميع سوى رجل واحد تركماني، هرب وجاء إلى رأس العينِ فأخبَرَ الناس بما رأى وشاهد من هذا الأمر الفظيع المؤلمِ الوجيع، فاجتهد متسَلِّمُ ديار بكر سوياي في طلب أولئك التتر حتى أهلَكَهم عن آخرهم، ولم يبقِ منهم سوى رجلَينِ.

العام الهجري : 1274 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1858
تفاصيل الحدث:

هو مصطفى رشيد باشا الكبير، الصَّدرُ الأعظم ورئيس الوزراء في الدولة العثمانية. ولِدَ باستانبول سنة 1800 م ويعدُّ رشيد باشا أحدَ كبار رؤساء الوزارة في التاريخ التركي، وأحدَ عمالقة الدبلوماسية العثمانية خاصةً في عهد التنظيمات، وكان من دعاة التغريبِ؛ ولذلك كثيرٌ من تنظيماته كانت مقتَبَسةً من النظم الغربية التي تتعارض مع الشريعةِ الإسلامية؛ ولذلك لما أصدر أوَّلَ دستور للبلاد سمَّاه (خطا شريفا) جمع بين الشريعة والقوانين الأوروبيَّةِ، أعلن العلماءُ استنكارهم وتكفيرَهم لمصطفى رشيد باشا، واعتَبَروا الخط الشريف منافيًا للقرآنِ الكريم، وقد تولَّى الوزارة ستَّ مرات في عهد السلطان عبد المجيد الأول، كصدر أعظم، كما عمل وزيرًا للخارجية أربع مرَّاتٍ، وواليًا لأدرنه، وسفيرًا في لندن ثم باريس. توفي مصطفى رشيد باشا عن عمر يناهز السابعة والخمسين عامًا.

العام الهجري : 1422 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 2001
تفاصيل الحدث:

أعلنت إسرائيلُ أنَّ قرارَ مُغادرة الرئيس عرفات لمدينة رام الله خاضعٌ لها وَحْدَها، لتبدأَ مرحلةُ محاصرةِ الزعيم الفلسطيني في رام الله، وبعد خمسة أيام في 13/12/2001م تحركت آلياتٌ عسكريةٌ إسرائيليةٌ بينها دباباتٌ حولَ مقرِّ الرئيس عرفات، وقرَّرَ شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي منعَه من الخروج إلى أية مدينة أخرى، وفي ذات الوقت قصفَت الطائراتُ الإسرائيليةُ مَقرَّ الرئاسة في "المنتدى" بغزَّةَ، ولأول مرةٍ منذُ قيام السُّلْطة الوطنية مُنِعَ عرفـات من التوجُّه إلى مدينة بيت لحم، لحضور احتفالات عيد الميلاد، ثم بدأ حصار مَقرِّ عرفات يزدادُ، وبدأت الدبابات تقترِبُ من المقاطَعة في رام الله، ثم تنسحِب لتعودَ إليها بعد ساعاتٍ، وظلَّ عرفات يستقبلُ كبارَ الزوار، والوفودَ الدولية، والمساعدين، والمواطنين في مقرِّه المحاصَرِ.

العام الهجري : 1435 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2014
تفاصيل الحدث:

وفاة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء السُّعودي الدكتور عبدُ العزيز الخويطر رحمه الله، الذي يُصنَّف من أقدمِ الوُزراء في المملكة. وُلد الخويطر في عُنيزة عامَ (1347هـ) الموافقَ (1925م)، ودرس فيها مرحلتَي الابتدائيَّة والمتوسِّطة، ثم انتقَل إلى المعهدِ العلميِّ السعودي بمكَّة المكرَّمة؛ لإكمال دِراستِه الثانوية، ثم ذهب إلى القاهرة ولندن لمواصلةِ دِراساتِه العليا في التاريخِ والفلسفة. ويُعدُّ الخويطر أوَّلَ سعوديٍّ يحصُل على شهادةِ الدكتوراه من بريطانيا، وكان ذلك عامَ (1960م). ويَعُدُّه البعضُ عميدَ الوُزراء السعوديِّين؛ إذ عاصَرَ خمسةً من الملوك هم: سعودٌ، وفَيصلٌ، وخالدٌ، وفهدٌ، وأخيرًا الملكُ عبد الله رحمهم الله. وقد تقلَّد عددًا من الوِزارات، وهي: وِزارة الشؤون الاجتماعية، وِزارة المالية، وِزارة العمل، وِزارة التَّربية والتعليم، وزارة التَّعليم العالي، وِزارة الصحَّة، وِزارة الزِّراعة، وأخيرًا وِزارة الدَّولة لشؤون مجلسِ الوُزراء حتى وفاتِه.

العام الهجري : 3 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 625
تفاصيل الحدث:

كان سببُها أنَّ المشركين حين قُتِلَ مَن قُتِلَ مِن أَشرافِهِم يوْمَ بَدْرٍ، وسَلمَت العِيرُ بما فيها مِنَ التِّجارةِ التي كانت مع أبي سُفيانَ، فلمَّا رجع فَلُّهُم إلى مكَّةَ قال أبناءُ مَن قُتِلَ، ورُؤساءُ مَن بَقِيَ لأبي سُفيانَ: ارْصُدْ هذه الأموالَ لِقتالِ محمَّدٍ، فأَنفَقوها في ذلك، وجمعوا الجُموعَ والأَحابيشَ وأَقبلوا في قَريبٍ مِن ثلاثةِ آلافٍ، حتَّى نزلوا قريبًا مِن أُحُدٍ تِلْقاءَ المدينةِ، فصلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ الجُمعةِ، فلمَّا فَرَغَ منها صلَّى على رجلٍ مِن بني النَّجَّارِ، يُقالُ له: مالكُ بنُ عَمرٍو، واسْتَشار النَّاسَ: أَيخرُجُ إليهِم، أمْ يَمكُثُ بالمدينةِ؟ فأشار عبدُ الله بنُ أُبَيٍّ بالمقامِ بالمدينةِ، فإن أقاموا أقاموا بِشَرِّ مَحْبسٍ وإن دخلوها قاتلَهُم الرِّجالُ في وُجوهِهم، ورَماهم النِّساءُ والصِّبيانُ بالحِجارةِ مِن فوقِهم، وإن رجعوا رجعوا خائِبين. وأشار آخرون مِنَ الصَّحابةِ ممَّن لم يَشهدْ بدرًا بالخُروجِ إليهم، فدخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فلَبِسَ لَأْمَتَهُ وخرج عليهم... فسار في ألفٍ مِن أصحابِهِ، فلمَّا كان بالشَّوطِ رجع عبدُ الله بنُ أُبَيٍّ في ثُلُثِ الجيشِ مُغْضَبًا؛ لِكَونِه لم يُرجَعْ إلى قولِه، وقال هو وأصحابُه: لو نعلمُ اليومَ قِتالًا لاتَّبَعناكُم، ولكِنَّا لا نَراكُم تُقاتلون اليومَ. واستَمرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سائرًا حتَّى نزل الشِّعْبَ مِن أُحُدٍ في عَدْوَةِ الوادي. وجعل ظَهرَهُ وعَسكرَهُ إلى أُحُدٍ، وتَهيَّأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم للقِتالِ وهو في سبعمائةٍ مِن أصحابِهِ، وأمَّرَ على الرُّماةِ عبدَ الله بنَ جُبَيْرٍ أخا بني عَمرِو بنِ عَوفٍ، والرُّماةُ يَومئذٍ خمسون رجلًا. فقال: انْضَحْ الخَيْلَ عَنَّا بِالنَّبْلِ، لا يَأتونا مِن خَلفِنا، إن كانت لنا أو علينا، فاثْبُتْ مكانَك لا نُؤْتَيَنَّ مِن قِبَلِكَ، وظاهَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين دِرعَينِ، وأَعطى اللِّواءَ مُصعبَ بنَ عُميرٍ أخا بني عبدِ الدَّارِ، وأجاز رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بعضَ الغِلْمانَ يَومئذٍ وأَرجأَ آخرين، وتَعبَّأتْ قُريشٌ وهُم ثلاثةُ آلافٍ، ومعهم مائتا فَرَسٍ قد جَنَبُوها، فجعلوا على مَيْمَنةِ الخَيْلِ خالدَ بنَ الوليدِ، وعلى المَيسَرةِ عِكْرِمةَ بنَ أبي جَهْلٍ، ودفعوا إلى بني عبدِ الدَّارِ اللِّواءَ... ثمَّ كان بين الفَريقين ما كان، وكانت بَوادرُ النَّصرِ تَلوحُ لِصالحِ المسلمين، فلمَّا رَأى المسلمون تَقَهْقُرَ المشركين أَهملَ الرُّماةُ وَصِيَّةَ نَبِيِّهِم لهم ونزلوا يَحصُدون الغَنائمَ، فانْتهَز خالدُ بنُ الوليدِ الفُرصةَ فالْتَفَّ خَلفَهم وأَعملَ الحربَ فيهم، ممَّا أَدَّى لِقَلْبِ الموازينِ وانْجَلَتِ المعركةُ عن مَقْتَلِ سبعين رجلًا مِن المسلمين مِنهم حمزةُ بنُ عبدِ المُطَّلبِ، ومُصعبُ بنُ عُميرٍ، وعبدُ الله بنُ حَرامٍ والدُ جابرٍ، وعبدُ الله بنُ جُبيرٍ أَميرُ الرُّماةِ....

العام الهجري : 319 العام الميلادي : 931
تفاصيل الحدث:

استولى مرداويج مَلِكُ الدَّيلم على بلدِ الجبَلِ والرَّيِّ وغيرِهما، وأقبلت الدَّيلمُ إليه من كلِّ ناحية لبَذلِه وإحسانِه إلى جُندِه، فعَظُمَت جيوشُه، وكَثُرَت عساكِرُه، وكثُرَ الخراجُ عليه، فلم يَكفِه ما في يده، ففرَّق نوَّابَه في النواحي المجاورةِ له، فكان ممَّن سيَّرَه إلى همَذان ابنُ أختٍ له في جيشٍ كثير، وكان بها أبو عبدِ الله محمَّدُ بن خلف في عسكرِ الخليفة، فتحاربوا حروبًا كثيرة، وأعان أهلُ همذان عسكرَ الخليفة، فظَفِروا بالدَّيلم، وقُتل ابنُ أخت مرداويج، فسار مرداويج من الرَّيِّ إلى همذان، فلمَّا سمع أصحاب الخليفة بمسيره انهزموا من همذانَ، فجاء إلى همذان، ونزل على باب الأسدِ، فتحصَّنَ منه أهلُها، فقاتلهم، فظَفِرَ بهم وقتل منهم خلقًا كثيرًا، وأحرقَ وسبى، ثم رفعَ السيف عنهم وأمَّن بقيَّتَهم، فأنفذ المقتَدِر هارونَ بن غريب في عساكرَ كثيرةٍ إلى محاربته، فالتَقَوا بنواحي همذان، فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا، فانهزم هارونُ وعسكَرُ الخليفة، واستولى مرداويج على بلاد الجبلِ جميعِها، وما وراء همذان، وسيَّرَ قائدًا كبيرًا من أصحابه يُعرَف بابن علَّان القزوينيِّ إلى الدينَوَر، ففتَحَها بالسيف، وقتل كثيرًا من أهلِها، وبلغت عساكرُه إلى نواحي حُلوان، فغَنِمَت ونهبت، وقتلت وسبت الأولادَ والنساء، وعادوا إليه، ثمَّ أنفذ مرداويج طائفةً أخرى إلى أصبهان، فملكوها واستولَوا عليها، وبنَوا له فيها مساكِنَ وبساتين، فسار مرداويج إليها فنزلها وهو في أربعينَ ألفًا، وقيل خمسينَ ألفًا، وأرسل جمعًا آخرَ إلى الأهواز، فاستولوا عليها وعلى خوزستان، وجَبَوا أموالَ هذه البلاد والنواحي، وقَسَّمَها في أصحابه، وجمعَ منها الكثيرَ فادَّخَره، ثمَّ إنَّه أرسل إلى المقتَدِر رسولًا يقرِّرُ على نفسِه مالًا على هذه البلاد كلِّها، ونزل للمُقتَدِر عن هَمذان وماه الكوفة، فأجابه المقتَدِر إلى ذلك، وقوطِعَ على مائتي ألف دينار كلَّ سنة.

العام الهجري : 534 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1139
تفاصيل الحدث:

وزَرَ رضوانُ بنُ ولخشي مكانَ بهرام النصراني، وتلقَّبَ بالأفضلِ، ولكِنَّه أساء السيرةَ، وصار بينه وبين الحافِظِ حاكِمِ مِصرَ العُبَيديِّ مُشاحناتٌ حتى حاول الوزيرُ خَلْعَه، فقام الحافِظُ بتدبير الأمرِ والعَمَلِ على إخراجِ الوزيرِ مِن مِصرَ بإثارةِ النَّاسِ عليه، فطلب رضوانُ الشَّامَ، فدخل عسقلانَ ومَلَكَها وجعلَها مَعقِلَه، ثم خرج رضوانُ مِن عسقلان ولحِقَ بصلخد، فنزل على أمينِ الدولة كمشتكين صاحِبِها فأكرَمَه وأبَرَّه، وأقام عنده ثلاثة أشهر. ثم أنفَذَ إلى دمشق، واستفسَدَ مِن الأتراك بها مَن قَدَرَ عليه, ثمَّ عاد الأفضَلُ رضوان مِن صلخد في جمعٍ فيه نحوُ الألف فارس، وكان النَّاسُ في مدة غيبته يَهتُفونَ بعَودِه، فبَرَزَت له العساكِرُ ودافعوه عند بابِ الفتوح، فلم يُطِقْ مُقابلَتَهم؛ فمضى إلى مصرَ، ونزل على سَطحِ الجُرف المعروف بالرصد، وذلك يومَ الثلاثاء مُستهَلَّ صَفَر. فاهتَمَّ الحافِظُ بأمرِه، وبعث إليه بعسكَرٍ مِن الحافظيَّة والآمريَّة وصبيان الخاص، عِدَّتُهم خَمسةَ عَشَرَ ألف فارس، مُقَدَّمُ القَلبِ تاجُ الملوك قايماز، ومُقَدَّمُ الآمرية فرَجٌ غلامُ الحافِظِ، فلَقِيَهم رضوان في قريبٍ من ثلثمئة فارس، فانكسروا، وقُتِلَ كثيرٌ منهم، وغُنِمَ مُعظَمُهم؛ ورَكِبَ أقفِيَتهم إلى قريبِ القاهرة. وعاد شاور إلى موضِعِه فلم يثبت، وأراد العودَ إلى صلخد فلم يَقدِرْ؛ لقلَّةِ الزاد وتَعَذُّرِ الطريق، فتوَجَّهَ بمَن معه من العُربانِ إلى الصعيد. فأنفذ إليه الحافِظُ الأميرَ المفَضَّل أبا الفَتحِ نَجمَ الدين سليم بن مصال في عسكرٍ ومعه أمانٌ، فسار خَلْفَه، وما زال به حتى أخَذَه وأحضَرَه إلى القَصرِ آخِرَ نهار الاثنين رابع ربيع الآخر، فعفا عنه الحافِظُ، ولم يؤاخِذْ أحدًا من الأتراكِ الذين حضَروا معه من الشام. واعتَقَلَه عنده بالقَصرِ قريبًا من الدار التي فيها بهرام.

العام الهجري : 825 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1422
تفاصيل الحدث:

في السابع والعشرين ذي الحجة نزل الحاج بينبع، وقد استعدَّ من فيهم من المماليك السلطانية مع الأمير جانبك الخازندار أحد أمراء العشرات لحرب الشريف مقبل: متولي ينبع، وقد قدم الشريف عقيل بن وبير الحسني من القاهرة بصحبتهم بعدما خُلِع عليه بها في شوال من هذه السنة، واستقرَّ أمير ينبع شريكًا لعمه مقبل، بمالٍ التزم للدولة، فلما عَلِمَ مقبل بذلك نزح عن ينبع إلى واد بالقرب منها، وكان الحاج قد دخلوا ينبع في ذي القعدة، فبعث أمراء الحاج الثلاثة، وهم افتخار الدين ياقوت أمير المحمل، وأسندمر الأسعردي من أمراء العشرات أمير الركب الأول، وجانبك أمير الركب الثاني، إلى الشريف مقبل حتى يحضر إليهم، فجرت أمور آخرها أن يستقر عقيل شريكًا له كما كان أبوه وبير، وأن يكاتب السلطان الأشرف برسباي بذلك، ومهما ورد المرسوم به اعتمده، ورحل الحاج من ينبع إلى مكة، وقد وجَّهوا نجابًا إلى السلطان الأشرف بكتبهم، وتركوا عقيلًا بينبع، فاقتتل هو وعمه، فظَفِرَ به عمُّه، وقَيَّده، وأقام بينبع حتى عاد الحاج إليها، فاستعدَّ الأمير جانبك وركب في جمع من المماليك وغيرهم ليلة الأحد الثامن والعشرين ذي الحجة، وطرقَ مقبلًا على حين غفلة، فكانت بينه وبين مقبل وقعة قتل فيها جماعة من أشراف بني حسن، وجُرِح كثير من العربان والعبيد، وانهزم مُقبِل، فمَدَّت المماليك أيديها، وانتهبت ما قدرت عليه، وسلبت النساء الشريفات ما عليهن، وساقوا خمسمائة وخمسين رجلًا، وثلاثين فرسًا، وأمتعة كثيرة، ومالًا جزيلًا، وعادوا من يومهم إلى ينبع، ومعهم عقيل قد خلصوه من الأسر ورحلوا، وقد أقام عقيل بينبع أميرًا، فلم يكن إلا ليالٍ حتى عاد مقبل، واحترب مع عقيل، فانهزم مُقبِل، وقُتِل بينهما جماعة.

العام الهجري : 332 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

هو أبو طاهرٍ سُلَيمانُ بنُ أبي سعيد الحسن الجَنّابي الهَجري القرمطيُّ، رئيس القرامطة- قبَّحه الله- كان أبوه يحِبُّه ويرجِّحُه للأمرِ مِن بعده، وأوصى: إن حَدَث به موتٌ، فالأمرُ إلى ابنِه سعيدٍ إلى أن يكبَرَ أبو طاهر، فيُعيد سعيدٌ إليه الأمر. فلما كان في سنةِ خمس وثلاثمائة سلَّمَ سعيدٌ الأمرَ إلى أخيه أبي طاهر، فاستجاب لأبي طاهرٍ خَلقٌ وافتتنوا به؛ بسبب أنَّه دلَّهم على كنوزٍ كان والده أطلَعَه عليها وحده، فوقَعَ لهم أنَّه عِلمُ غَيْبٍ، وقد استباح البصرةَ، وأخذ الحجيجَ، وفعَلَ العظائم، وأرعَبَ الخلائِقَ وكُثُرَت جموعُه، وتزلزل له الخليفةُ. وزعم بعضُ أصحابه أنه إلهٌ، ومنهم من زعم أنَّه المسيح، ومنهم مَن قالَ هو نبيٌّ. وقيل: هو المهديُّ، وقيل: هو الممهِّدُ للمهديِّ. وقد هَزَمَ جيشَ الخليفة المقتدي غيرَ مرَّة، ثمّ إنَّه قصد بغداد ليأخذها، فدفَعَ اللهُ شَرَّه. وقتل الحجيجَ حولَ الكعبة وفي جوفِها، وسَلَبَها كسوتَها، وأخذ بابَها وحِليَتَها، واقتلع الحجرَ الأسودَ مِن مَوضِعِه وأخذه معه إلى بلَدِه هَجَر، فمكث عنده من سنة 319 ثم مات- قبَّحه الله ولعَنَه- وهو عندَهم, ولم يردُّوه إلَّا سنة 339، ولَمَّا مات هذا القرمطي قام بالأمرِ مِن بعده إخوتُه الثلاثة، وهم أبو العباس الفضل، وأبو القاسم سعيد، وأبو يعقوب يوسف، بنو أبي سعيد الجنابي، وكان أبو العبَّاسِ ضعيفَ البدن مُقبِلًا على قراءة الكتب، وكان أبو يعقوبَ مُقبِلًا على اللهو واللعب، ومع هذا كانت كلمةُ الثلاثة واحدةً، لا يختلفون في شيءٍ وكان لهم سبعةٌ من الوزراء متَّفِقونَ أيضًا.

العام الهجري : 338 العام الميلادي : 949
تفاصيل الحدث:

هو أبو الحسَنِ عليُّ بنُ بُوَيه، وهو أكبر أولاد بُوَيه، وأوَّلُ مَن تمَلَّك منهم، وكان عاقلًا حاذقًا حميد السيرة رئيسًا في نفسه. كان أولُ ظهورِه في سنة 322, فلما كان في هذا العام 338 قَوِيَت عليه الأسقامُ وتواترت عليه الآلامُ، فأحسَّ من نفسه بالهلاك، ولم يُفادِه ولا دفَعَ عنه أمرَ اللهِ ما هو فيه من الأموالِ والمُلك وكثرةِ الرِّجال والأموالِ، ولا رَدَّ عنه جيشُه من الديلم والأتراك والأعجام، مع كثرةِ العَدَد والعُدد، بل تخَلَّوا عنه أحوجَ ما كان إليهم، فسُبحانَ اللهِ المَلِك القادِرِ، القاهرِ العلَّام! ولم يكن له ولدٌ ذكَرٌ، فأرسل إلى أخيه ركن الدولةِ يستدعيه إليه ووَلَده عَضُد الدولة، ليجعَلَه وليَّ عَهدِه من بعده، فلمَّا قدم عليه فرِحَ به فرحًا شديدًا، وخرج بنفسِه في جميع جيشِه يتلقَّاه، فلمَّا دخل به إلى دار المملكة أجلسَه على السريرِ وقام بين يديه كأحدِ الأُمَراء؛ ليرفَعَ مِن شأنه عند أمرائِه ووزرائِه وأعوانه. وكان يومًا عظيمًا مشهودًا. ثم عقَدَ لعَضُد الدولة البيعةَ على ما يملِكُه من البلدان والأموال، وتدبيرِ المَملكة والرجال. وفيهم مِن بعضِ رُؤوسِ الأمراءِ كراهةٌ لذلك، فشَرَعَ في القبضِ عليهم، وقَتَلَ مَن شاء منهم وسَجَنَ آخرين، حتى تمهَّدَت الأمورُ لعضد الدولة. ثم كانت وفاةُ عماد الدولة بشيراز في هذه السنة، عن سبعٍ وخمسين سنةً، وكانت مُدَّةُ مُلكِه ست عشرة سنة، وكان من أقوى الملوك في زمانِه، وكان ممن حاز قَصَبَ السَّبقِ دون أقرانه، وكان هو أميرَ الأمراء، وبذلك كان يكاتِبُه الخلفاءُ، ولكِنَّ أخاه معز الدولة كان ينوبُ عنه في العراق والسواد.

العام الهجري : 556 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1161
تفاصيل الحدث:

اجتمعت خفاجة إلى الحلة والكوفة، وطالبوا برسومِهم من الطعام والتمر وغير ذلك، فمنعهم أميرُ الحاج أرغش، وهو مقطع الكوفة، ووافقَه على قطعه الأمير قيصر شحنة الحلة، وهما من مماليك الخليفة، فأفسدت خفاجة، ونهَبوا سواد الكوفة والحلة، فأسرى إليهم الأميرُ قيصر، شحنةَ الحلة، في مائتين وخمسين فارسًا، وخرج إليه أرغش في عسكر وسلاح، فانتزحت خفاجة من بين أيديهم، وتبعهم العسكرُ إلى رحبة الشام، فأرسل خفاجة يعتذرون ويقولون: قد قنعنا بلبن الإبل وخُبز الشعير، وأنتم تمنعوننا رسومَنا، وطلبوا الصُّلحَ، فلم يجِبْهم أرغش وقيصر، وكان قد اجتمع مع خفاجة كثيرٌ من العرب، فتصافُّوا واقتتلوا، وأرسلت العربُ طائفة إلى العسكر وخيامِهم، فحالوا بينهم وبينها، وحمل العربُ حملةً مُنكَرة، فانهزم العسكر، وقُتِلَ كثير منهم، وقُتِل الأميرُ قيصر، وأُسِرَت جماعة أخرى، وجُرح أمير الحاج جراحةً شديدة، ودخل الرحبة، فحماه شيخُها وأخذ له الأمان وسيَّرَه إلى بغداد، ومن نجا مات عطشًا في البرية، وكان إماءُ العرب يخرجن بالماءِ يسقين الجرحى، فإذا طلبه منهن أحدٌ من العسكر أجهَزْن عليه. وكثر النوح والبكاء ببغداد على القتلى، وتجهَّزَ الوزير عون الدين بن هبيرة والعساكر معه، فخرج في طلب خفاجة، فدخلوا البر وخرجوا إلى البصرة، ولَمَّا دخلوا البر عاد الوزير إلى بغداد، وأرسل بنو خفاجة يعتذرون ويقولون: بُغِي علينا، وفارقنا البلاد، فتَبِعونا واضطررنا إلى القتالِ، وسألوا العفو عنهم، فأُجيبوا إلى ذلك.

العام الهجري : 982 العام الميلادي : 1574
تفاصيل الحدث:

لَمَّا هرب عبد الملك بن محمد المهدي أبو مروان وأحمد المنصور عمَّا المتوكل على الله محمد الثاني زعيم السعديين، بعد توليه الحكم في المغرب بسبب عدائه لهما- استنجدا بالدولة العثمانية في الجزائر، فوجدت الدولةُ العثمانية في انشغال مَلِك إسبانيا فيليب الثاني بأحداث أوروبا الغربية- حيث ثورة الأراضي المنخفضة- فرصةً مناسِبةً للتدخل في المغرب، فأمدُّوا عبد الملك بجيشٍ قوامه خمسة آلاف مقاتل مسلَّحين بأحسن الأسلحة، ودخل عبدالملك فاس بعد أن أحرز انتصارًا كبيرًا على ابن أخيه المتوكِّل على الله، وعاد الجيش أدراجه إلى الجزائر، وقام عبد الملك بإصلاحات في دولته، من أهمِّها أمَرَ بتجديد السفن، وبصُنع المراكب الجديدة، فانتعشت بذلك الصناعة، كما اهتمَّ بالتجارة البحرية، وكانت الأموال التي غَنِمَها من حروبه على سواحل المغرب سببًا في انتعاش ونمو الميزان الاقتصادي للدولة، أسَّس جيشًا نظاميًّا متطورًا واستفاد من خبرة الجندية العثمانية وتشبه بهم في التسليح والرُّتَب، كما استطاع أن يبنيَ علاقات متينة مع العثمانيين، وجعل منهم حُلَفاء وأصدقاء وإخوة مخلصين للمسلمين في المغرب، وفرض احترامَه على أهل عصره، حتى الأوروبيين، احترموه وأجلَّوه. اهتمَّ عبد الملك بتقوية مؤسسات الدولة ودواوينها وأجهزتها، واستطاع أن يشكِّلَ جهازًا شوريًّا للدولة أصبح على معرفة بأمور الدولة الداخلية، وأحوال السكان عامة، وعلى دراية بالسياسة الدولية وخاصةً الدول التي لها علاقةٌ بالسياسة المغربية، وكان أخوه أبو العباس أحمد المنصور بالله- الملقب في كتب التاريخ بالذهبي- ساعِدَه الأيمن في كل شؤون الدولة.

العام الهجري : 1341 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1922
تفاصيل الحدث:

معاهدةٌ حدوديةٌ وُقِّعَت في العقير (ميناء قرب الأحساء)، كان الهدفُ منها إيجادَ حَلٍّ للخلاف بين الملك عبد العزيز والشريف حسين وأولاده في شرق الأردن والعراق، وأطماع الأتراك في الموصل، وقد مثَّلَ نجْدًا سلطانُ نجد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وكان صبيح بك نشأت وزيرَ المواصلات والأشغال عن الملك فيصل ملك العراق، أمَّا الكويت فقد مثَّلَها الميجور مور الوكيل السياسي البريطاني في الكويت طبقًا لاتفاقية الحماية البريطانية الكويتية الموقَّعة عام 1899م، والتي تمنَحُ بريطانيا حَقَّ إدارة شؤون الكويت الخارجية، وكان السير برسي كوكس المعتمد السياسي في الخليج يلعَبُ دور الوسيط في تلك الاجتماعات. بدأت الاجتماعات بين ممثِّل العراق صبيح بك، والملك عبدالعزيز، بدأ الطرفان بالتشَدُّد في مواقفهم، حيث طلب العراق أن تكون حدودُه على بعد 12 ميلًا من الرياض، بالمقابِلِ طلب ابن سعود كلَّ مناطق البدو الشمالية من حلب حتى نهر العاصي، وعلى جانب الشطِّ الأيمن للفرات وحتى البصرة، وطالب أيضًا بحدود قَبَلية بدلًا من حدود ثابتة، استمرت النقاشاتُ طوال خمسة أيام، أراد الجانب العراقي حدودًا لا تقل عن 200 ميل جنوب الفرات، بينما أراد الملك عبدالعزيز أن يتِمَّ تحديدُ الحدود باعتبار منازل القبائل الموالية لكُلِّ طَرفٍ بدلًا من الترسيم عن طريق الخرائط. في اليوم السادس من اللقاءات تمَّ رسمُ الحدود التي اعتُمِدَت من قِبَل الأطراف الثلاثة، وتقرر بناءً عليها إنشاءُ منطقتين محايدتين: الأولى بين الكويت والسعودية، والثانية بين العراق والسعودية.