الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 6153 ). زمن البحث بالثانية ( 0.002 )

العام الهجري : 1230 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

بعد مناوشاتٍ وقتال بين قوات طوسون باشا وقواتِ عبد الله بن سعود عُقِدَت معاهدة صلح بينهما أن تضع الحرب بين الفئتين وتُتركَ بموجِبِها نجدٌ وأعماله بقبضة عبد الله, وتدخُلُ الحجازُ تحت الإدارة المصرية، وتعهَّدَ عبدُ الله بأن يعتبر نفسَه تابعًا للسلطان التركي، ووعد بالخضوعِ للوالي المصري في المدينة، وتعهَّد بتأمين سلامة الحج، والذَّهابِ إلى استانبول والمثول أمام السُّلطانِ في حال تم استدعاؤه، وإعادة كنوزِ مكة, وكتبوا بذلك سجلًّا، ثم رحل الروم من الرسِّ أول شعبان متوجهين إلى المدينة, فوضع طوسون حامياتٍ في مدن الحجاز الرئيسية وعاد إلى مصر مُنهيًا المرحلة الأولى من الحربِ على الدولة السعودية الأولى بهذا الصلحِ الذي لم يوافِقْ عليه والِدُه محمد علي ولم يقِرَّه، قال الجبرتي في تاريخه: "وصلت الهجانةُ وأخبار ومكاتبات من الديار الحجازية بوقوعِ الصلح بين طوسون باشا وعبد الله بن سعود الذي تولَّى بعد موت أبيه كبيرًا على الوهَّابية وأنَّ عبد الله المذكور ترك الحروبَ والقتال وأذعن للطاعة، وحَقَن الدماءَ وحَضَر من جماعة الوهَّابية نحو العشرين نفرًا من الأنفار إلى طوسون باشا ووصل منهم اثنان إلى مصرَ، فكأن الباشا محمد علي لم يعجبه هذا الصلحُ ولم يظهر عليه علامات الرضا بذلك، ولم يحسِنْ نُزُلَ الواصلين، ولما اجتمعا به وخاطبهما عاتبهما على المخالفة فاعتذرا وذكَرَا أنَّ الأميرَ سعودًا المتوفى كان فيه عنادٌ وحِدَّةُ مزاجٍ، وكان يريد المُلكَ وإقامة الدين، وأمَّا ابنه الأمير عبد الله فإنه ليِّنُ الجانب والعريكة ويكرهُ سَفكَ الدماء على طريقةِ سَلَفِه الأمير عبد العزيز- لعله يقصد الأمير سعودًا- فإنه كان مسالِمًا للدولة حتى إنَّ المرحوم الوزير يوسف باشا حين كان بالمدينة كان بينه وبينه- عبد الله- غاية الصداقة ولم يقَعْ بينهما منازعة ولا مخالفةٌ في شيءٍ ولم يحصُل التفاقُمُ والخلافُ إلا في أيام الأمير سعود، ومعظم الأمر للشريف غالب بخلاف الأمير عبد الله؛ فإنه أحسَنَ السَّيرَ وترك الخلاف وأمَّنَ الطرُقَ والسُّبُلَ للحجَّاج والمسافرين، ونحو ذلك من الكلمات والعبارات المستحسنات، وانقضى المجلس وانصرفا إلى المحلِّ الذي أُمِرا بالنزول فيه ومعهما بعض التركِ ملازمون لصحبتِهما مع اتِّباعهما في الركوب والذَّهاب والإياب؛ فإنه أطلقَ لهما الإذنَ إلى أيِّ محل أراداه، فكانا يركبان ويمران بالشوارع بأتباعِهما ومن يصحبُهما ويتفرجان على البلدة وأهلِها، ودخلا إلى الجامع الأزهر في وقتٍ لم يكن به أحدٌ من المتصدِّرين للإقراء والتدريس، وسألوا عن أهل مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه وعن الكتُبِ الفقهية المصنَّفة في مذهبِه، فقيل انقرضوا من أرضِ مِصرَ بالكليَّةِ، واشتريَا نُسَخًا من كتب التفسير والحديث مثل الخازن والكشَّاف والبغوي والكتب الستة المجمَعِ على صحتها وغير ذلك، وقد اجتمعتُ بهما مرَّتين فوجدتُ منهما أنسًا وطلاقةَ لسانٍ واطِّلاعًا وتضلُّعًا ومعرفةً بالأخبارِ والنوادر، ولهما من التواضع وتهذيب الأخلاق وحُسن الأدب في الخطاب والتفقُّه في الدين واستحضار الفروع الفقهية واختلاف المذاهب فيها ما يفوق الوصفَ".

العام الهجري : 1231 العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

سار عبدُ الله بن سعود بجموعِه قاصِدًا القصيمَ ونزل على الخبراء وهَدَّم سورَها وسورَ بلد البكيرية عقوبةً لهم عمَّا تقدَّمَ منهم من استدعائِهم الروم (جيش طوسون) وإدخالهم, وخوفًا أن يُحدِثوا مثلها فيما بعد, وأخذ معه ثلاثةً من رؤساء الرس.

العام الهجري : 1231 العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

جهَّز محمد علي باشا صاحِبُ مِصرَ العساكِرَ الكثيفةَ مِن مصر والروم والشام والعراق إلى نجدٍ مع ابنه إبراهيم باشا، فسار إلى المدينة وضبط نواحيَها، ثم سار إلى الحناكية وأقام فيها، وأكثَرَ الغاراتِ على ما حولها من العُربان، وأخذ أموالًا وقتل رجالًا، فاجتمع عليه كثير من تلك النواحي من حرب ومطير وغيرهم وعتيبة ومن عنزة الدهامشة

العام الهجري : 1231 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

هو الشريفُ غالبُ بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نُمي، شريفُ مكَّةَ، تولَّى الإمارةَ في مكة بعد أخيه الشريف سرور بن مساعد منذ سنة 1202هـ حتى نَفْيه سنة 1228هـ.  نشأ الشريفُ غالب في كنف والده ملازمًا له مشاركًا معه في حروب, وبعد موت الشريفِ سرور بن مساعد في رجب سنة 1202 قام مقامَه أخوه عبد المعين، ثمَّ رغب عن الأمرِ لأخيه غالب بعد أيام يسيرة من ولايتِه، وكان غالبٌ في سِنِّ الشباب، فكان له قتالٌ عظيم مع صاحبِ نجدٍ الإمام عبد العزيز بن سعود، ثم ابنه سعود، ولَمَّا فتح سعود مكَّةَ صارت بينهما صحبةٌ وودٌّ، فكان غالبٌ يتردد على سعود إذا كان في مكَّةَ يدخل عليه في كلِّ حين كأنَّه أحد أمرائه ويتبادلان الهدايا, وبقيَ أميرًا لمكة إلى أن نفاه محمد علي إلى مصرَ، ثمَّ منها نُفِي إلى سلانيك وتوفي فيها بعد أن حكم مكة 26 سنة منها 19 سنة تابعًا للعثمانيين و7 سنين أميرًا للإمام سعود بن عبد العزيز, وكان لغالبٍ من الأبناء يحيى وحسين وعبد الله وعلي وعبد المطلب.

العام الهجري : 1231 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

هو أحمد طوسون بن محمد علي باشا المعروف بـ"طوسون باشا" الابن الأكبر لمحمد علي باشا والي مصر، وُلِدَ سنة 1208هـ، قاد الحملة الأولى جهةَ نجدٍ ضِدَّ الدولة السعودية الأولى، وخاض فيها عدة معارك انتصر في بعضِها وهُزِم في البعض الآخرِ منها. أصيبَ بجراحٍ في معركة تربة التي هُزم فيها, فنُقِل إلى جُدَّة للعلاج, ثم نُقِل إلى مصر, ومات فيها متأثرًا بجراحِه عن عمر 33 سنة.

العام الهجري : 1232 العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ أبو محمد عثمان بن محمد الملقب بـ (فودي) بن عثمان بن صالح بن هارون بن محمد أحدُ علماء نيجيريا، كان مالكيَّ المذهب. ولِدَ في قرية طقِل في شمال نيجيريا، سنة 1169هـ يعتبرُ عثمان دان فوديو مؤسِّسَ دولة تكرور في سوكوتو في غربِ أفريقيا قريبًا من نهر الكونغو، وكان قد عاد من الحجِّ وهو ممتلئٌ حماسةً للإصلاح الديني، فكَثُر أتباعُه والمتحمِّسون لأفكارِه، فلما زاد عددُ أتباعه ومريديه، وفكَّرَ في الاتصال بأحدِ الملوك ليشُدَّ مِن أزره، فلجأ إلى أقوى ملوكِ الهوسة- وهو وقتذاك- الملِكُ نافتا (ملك غوبر)، وشرح له الإسلامَ الصحيح وطلبَ إليه إحياءَ معالم الدين، وإقامةَ العدل بين الناس. فاستجاب له أوَّلَ الأمر وأسند إليه الفتوى والإرشادَ بمجلِسِه وديوانه، غيرَ أنَّ بعض مدَّعي العلمِ الحاقدين قاموا يعَيِّرونه لاتصاله بالمَلِك ويتَّهمونه بالرياء والسعي إلى الجاه والسلطان، ووشَوا به عنده، ومنهم من أنكر عليه بعضَ أقواله وأفعاله، فوقعت بينه وبين المَلِك جفوة سافر بسَبَبِها الشيخ إلى بلاد زمفرة وكبي. يقول الإمام محمد بللو ابن الشيخ عثمان بن فودي عن معاناة والده: "ثم إنَّه لما برز هكذا، وكثُرَ أتباعه من العلماء والعوام، وتراسل الخلقُ إلى الاقتداء به، وكفاه اللهُ من ناوأه من علماءِ وَقتِه، حتى نشر أعلامَ الدين، وأحيا السنة الغرَّاء، فتمكَّنت في البلد أيَّ تمكين- نصَبَ أهل الدنيا له العداوةَ مِن أمراء هذه البلاد،..... وإنما غاظهم ما يرون من ظهورِ الدين وقيام ما درس مِن معالم اليقين، وذَهاب بقاءِ ما هم فيه من الضَّلالِ والباطِلِ والتخمين، مع أنَّ سَلطنتَهم.. مؤسَّسة على قواعِدَ مخُالِفة للشريعة.... فلمَّا أوضح الشيخُ الطريق، واهتدى إليه أهلُ التوفيق... وبقِيَ أهل الدنيا من علماءِ السوء والملوك في طغيانِهم يعمهون،... فجعل أولئك الملوك والعلماء يؤذون الجماعةَ (أتباعه)، ويعترضون كلَّ من ينتسب إلى الشيخ،... ولم يزَلْ كُلُّ من تولى من ملوكِ بلادنا مجتَهِدًا في إطفاءِ ذلك النور، ويكيد بالشيخِ وبجماعته، ويمكُرُ بهم ويحتال في استئصالهم" استطاع الشيخ عثمان بالدعوة أن يوحِّدَ تلك الجماعات المتناثرة في شتى أقاليم الحوصة ويجعل منها جماعةً واحدةً مُتماسِكةً، فأصبح له جَيشٌ قوي، ثم تعرض لولايات الحوصة الإسلامية، فسقطت واحدة تلوَ الأخرى في يدِه، وكان قد قسَّم مملكتَه على ولديه، ومات في هذه السنة بعد أن أسَّس مملكةً كبيرة سُرعان ما هبَّ الإنجليز للتدخل فيها, ولفودي مؤلَّفات كثيرة تجاوزت 150 كتابًا. توفِّي في ولاية سقطو (سوكوتو) بنيجيريا.

العام الهجري : 1232 العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

تولَّى داود باشا العثماني الولايةَ على بغداد، وكان معروفًا بقوته، فرفض ما وصل إليه المقيمُ البريطاني جيمس من المكانة؛ حيث كان الرجُلَ الثاني في صلاحياتِه بعد الوالي فأعلن: "أنَّ حكومة بغداد لا تعترف بأيةِ حقوق أوربية"، ومِمَّا قام به بناءُ جامع الحيدر خانة، وجامِعِ الأزبك، والمدرسة الداودية, فلم يَرُق للبريطانيين ولا للصفويين هذه القوَّة التي يتمتَّع بها داود باشا، فبدؤوا بالضغط على السلطةِ المركزية في استانبول؛ مِمَّا أضعف داود باشا ليعودَ النفوذُ البريطاني كما كان، بل تمكَّنوا من إسقاطه ليزدادَ بذلك نفوذُهم.

العام الهجري : 1232 العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقر صُلحُ أهلِ الرسِّ مع إبراهيم باشا، رحل منها بعساكره إلى الخبراء، فلما نزلها دبَّ الرعب في قلوبِ جيش عبد الله وتفرَّقت البوادي، فرتَّب عبد الله المرابِطةَ في عنيزة، واستعمل محمد بن حسن بن مشاري بن سعود أميرًا عليها، ثم رحل هو إلى بريدة, ثم رحل إبراهيم باشا وعسكره من الخبراء إلى عنيزة ونازل أهلها، فسلَّمَت له وأطاعوا له، وامتنع أهل قصر الصفا فجر عليهم الباشا القبوسَ والقنابر ورماهم بها رميًا هائلًا يومًا وليلةً حتى حدثت ثلمةٌ في جدار القصر، ثم انهدَّ ما حوله بفعل المدافع, فلما رأى مَن في القصر أنَّ أهل البلد قد أطاعوه، وأن سور القصرِ هُدِم عليهم، طَلَبوا المصالحة من الباشا على دمائِهم وأموالهم وسلاحِهم، فخرجوا من القصرِ ودخله الرومُ، ورحل المرابِطة إلى أوطانهم، فلما بلغ عبد الله وهو في بريدة رحل منها وقصد الدرعيةَ وأذِنَ لأهل النواحي أن يرجِعوا إلى أوطانهم.

العام الهجري : 1232 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1817
تفاصيل الحدث:

أمر عبد الله بن سعود بعضَ النواحي من أهل الوشم وسدير أن يتجهَّزوا بشوكتهم إلى القصيم، ثم أمر شوكةَ أهل القصيم أن تجتَمِعَ تحت رئاسة أمير القصيم حجيلان بن حمد, ثم تجهَّز عبد الله غازيًا من الدرعية واستنفر جميعَ القوات التابعة لها من الحاضرة والبادية، وخرج من الدرعية لعشرٍ بقين من جمادى الأولى، وقصد ناحيةَ الحجاز ونزل قربَ الرس واستلحق الشوكةَ التي مع حجيلان، وسار حتى نزل العلم- الماء المعروف- وهو يريدُ الغارة على البوادي الذين مع الباشا إبراهيم، فبلغهم خبَرُه فرحلوا إلى الحناكية ونزلوا على إبراهيم باشا.

العام الهجري : 1232 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1817
تفاصيل الحدث:

في منتصف جمادى الآخرة حمل عبدُ الله بن سعود وقواته على قواتِ إبراهيم باشا حتى قربوا من محطة العسكر, فثوَّرَ الروم مدافعَهم فخَفَّ بعض البوادي مع عبد الله ومَن نزلوا قرب جبل ماوية قبالةَ الروم، فثبت الرومُ بواديهم لَمَّا رأوه نزل فوجه مدافِعَهم إلى المسلمين ورموهم فأثَّرت فيهم، فأمر عبد الله على بعض المسلمين أن يرحَلوا وينزلوا الماء، فلما هموا بالرحيل خفَّت البوادي فتتابعت فيهم الهزيمةُ ووقع الرعبُ في قلوبهم فاتَّصلت الهزيمة في جموع قوات عبد الله، واختلطت الجموعُ بَعضُها في بعضٍ وتَبِعَهم الروم والبوادي وقتلوا رجالًا وأخذوا كثيرًا من السلاح وغيره، سقط في الأرض من أهل الركائب وركب عبد الله في كتيبةٍ مِن الخيل وحمى ساقة قواتِه، وهلك في تلك الهزيمة بين القتل والأسر والظمأ نحو 200 رجل، وهذا أول وهَنٍ في الدولة السعودية الأولى.

العام الهجري : 1232 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1817
تفاصيل الحدث:

لَمَّا صارت الهزيمةُ على عبد الله بن سعود في جمادى الآخرة رحل بالقُربِ من جَبَل ماوية ونزل إبراهيمُ باشا وقواته الرسَّ، فثبت له أهلُ الرس وحاربوه، وأرسل عبد الله للرس مرابِطةً مع حسن بن مزروع، والهزاني صاحب حريق نعام، فحاصرهم الرومُ أشَدَّ الحصار وتابعوا الحربَ عليهم في الليل والنهار، وكُلَّ يوم يسوقُ الباشا على سورِها صناديدَ الروم بعدما يجعل السورَ بالقبوس فوق الأرضِ مهدومًا، ومع ذلك ثبت أهلُ الرس والمرابطة، وقاتلوا قتالَ مَن حمى الأهل والعيال، وصبروا صبرًا عظيمًا، فكلما هَدَم الرومُ السورَ بالنهار بنوه بالليل، وكلَّما حفروا حُفَرًا للبارود حفَرَ أهل الرس تجاهَه حتى يبطلوه، وبعض الأحيان يثور عليهم وهم لا يعلمون، وطال الحصار إلى ذي الحجة، وذُكر أنَّ الروم رموه في ليلةٍ 5000 رمية بالمدافع والقنبر والقبس، وأهلكوا ما خلفَ القلعة من النخيل وغيرها، وعبدُ الله بن سعود وجنوده في عنيزة، فأرسل أهل الرس إليه إمَّا أن يرحلَ إليهم لقتال الرومِ، وإمَّا أن يأذَنَ لهم بالمصالحةِ، ثم أقبل عساكِرُ وقبوس وأمداد من الروم كثيرة ونزلوا على إبراهيم ومن معه في الرس واستعظم أمرُه وكثرت دولتُه، فوقعت المصالحة بينه وبين أهلِ الرسِّ على دمائِهم وأموالِهم وسلاحِهم وبلادِهم وجميعِ مَن عندهم من المرابِطة يخرجون إلى مأمَنِهم بسلاحِهم وبجميع ما معهم، فخرجوا من الرس وقصدوا عبدَ الله وهو في عنيزة، وقتُل من أهل الرس والمرابطة نحو سبعين رجلا وقُتِلَ من عسكر الروم ما ينيف على 600 رجلٍ.

العام الهجري : 1232 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1817
تفاصيل الحدث:

أمر حمد بن يحيى أمير شقراء  وناحية الوشم على أهل بلد شقرا أن يحفِروا خندقَ بلَدِهم، وكانوا قد بدؤوا في حَفرِه وقتَ حملة طوسون، فلمَّا صارت المصالحةُ تركوه فقاموا في حَفرِه أشَدَّ القيام واستعانوا فيه بالنِّساءِ والولدان لحَملِ الماء والطعامِ، حتى جعلوه خندقًا عميقًا واسعًا وبَنَوا على شفيرِه جدارًا من جهة السورِ، ثم ألزمَهم كل رجل غني يشتري من الحنطةِ بعَدَدٍ معلومٍ من الريالات خوفًا أن يطول عليهم الحصارُ، فاشتروا من الطعام شيئًا كثيرًا، ثم أمر على النخيلِ التي تلي الخندقَ والقلعة أن تُشذبَ عسبانها ولا يبقى إلا خوافيها، ففعلوا ذلك وهم كارهون، وذلك لأنَّ أهل هذه البلد هم المشارُ إليهم في نجد، والمشهورون بالمساعدة للشيخ والإمامِ عبد العزيز ومَن بَعدَهم، وكثيرًا ما يلهجُ بهم الباشا إبراهيم في مجالِسِه بذكرِهم، فخاف الأمير حمد على بلدِهم من الروم، فألزمهم ذلك فكانت العاقبةُ أنَّ اللهَ سَلَّم بلادهم من الروم بسَبَبِ الخندق، وحَمِدوا الله على ذلك، وصالحهم الباشا على ما يريدون، وصاحِبُ الطعام الذي اشتراه على عشرةِ آصُع باع خمسة، وسَلِمت النخيل المشذوبة من القَطعِ في الحربِ دون غيرها؛ لأنها ما تستُرُ عن الرصاص.

العام الهجري : 1233 العام الميلادي : 1817
تفاصيل الحدث:

بدأ الفرنسيون يتردَّدون على شواطئ السنغال قديمًا ويُنشِئون مراكِزَ إقامة لهم، وأسَّسوا مستعمرة لهم عند مصَبِّ نهر صنهاجة (نهر السنغال حاليًّا) وأقاموا حِصنَ سان لويس، ثم طردوا البرتغاليين من ممتلكاتِهم جنوبَ الرأس الأخضر ونازع الإنجليزُ الفرنسيين على المنطقةِ، فقد احتلُّوا المستعمرة الفرنسية سان لويس عام 1172هـ، ثم عادت السنغال إلى فرنسا بموجِبِ معاهدة 1198هـ، ولكِنَّ الإنجليز أعادوا الكَرَّةَ واحتلُّوا المنطقة غيرَ أن معاهدة باريس أعادت منطقةَ السنغال إلى فرنسا، ومنذ ذلك الوقتِ انتهى كلُّ تدخُّلٍ أوربي في أمورِ المستعمرة عدا فرنسا، وأصبح فيها حاكِمٌ عسكريٌّ فرنسيٌّ، وتم الاتفاقُ بين الإنجليز والفرنسيين على الحدودِ بين غامبيا والسنغال.

العام الهجري : 1233 العام الميلادي : 1817
تفاصيل الحدث:

لما وصلت جيوشُ الروم بقيادة سنان أغا ومعه عددٌ مِن أهل الحجاز وتهامة عسير، استنجد محمد بن أحمد وقومُه من عسير بحمود أبي مسمار أميرِ العريش، فتولى أبو مسمار قيادةَ جموع قوات عسير ووقَعَت الملاقاة بينهم وبين الروم في حجيلا من نواحي عسير، وكثُرَ القتلى بين الفريقين فانهزم الرومُ وفَرَّ سنان إلى القنفذة.

العام الهجري : 1233 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

لما انهار حكمُ الدولة السعودية على يدِ إبراهيم باشا ودُمِّرَت الدرعية، كَثُر في نجد الاختلافُ والاضطراب ونَهْب الأموال وقَتْل الرجال، وتقدم أناسٌ وتأخَّر آخرون، يقول ابن بشر: "قلتُ: وانحل فيها نظامُ الجماعة والسَّمع والطاعة، وعُدم الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، حتى لا يستطيعَ أحد أن ينهى عن منكرٍ أو يأمُرَ بطاعةٍ، وعُملَ بالمحرَّمات والمكروهات جهرًا، وليس للطاعاتِ ومَن عَمِلَ بها قَدْرٌ، وجُرَّ الرباب والغناء في المجالس وسُفت الذواري على المجامع والمدارس، وعُمرت المجالس بعد الأذان للصلاة، واندرس معرفةُ الأصول وأنواع العبادات، وسُلَّ سيف الفتنة بين الأنام، وصار الرجل في جوف بيته لا ينامُ، وتعذرت الأسفار بين البلدانِ، وتطاير شَرَرُ الفتن في الأوطان، وظهرت دعوى الجاهلية بين العبادِ، وتنادَوا بها على رؤوس الأشهادِ، فلم تزل هذه المحن على الناس متتابعةً حتى أتاح الله لها نورًا ساطعًا وسيفًا لمن أثار الفتن.. تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود.