الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1175 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 431 العام الميلادي : 1039
تفاصيل الحدث:

شَغبَ الأتراكُ على الملك جلال الدَّولة البويهي ببغداد، وأخرجوا خيامَهم إلى ظاهِرِ البلد، ثمَّ أوقعوا النَّهبَ في عِدَّةِ مواضِعَ، فخافهم جلالُ الدَّولة، فغَيَّرَ خيامَه إلى الجانبِ الغربيِّ، وتردَّدَت الرسُلُ بينهم في الصُّلحِ، وأراد الرَّحيلَ عن بغداد، فمنَعَه أصحابُه، فراسل دبيس بن مزيد، وقرواشًا صاحِبَ الموصل، وغيرهما، وجمع عنده العساكِرَ، فاستقَرَّت القواعِدُ بينهم وعاد إلى داره، وطَمِعَ الأتراك، وآذَوُا النَّاسَ، ونهبوا وقتلوا، وفسَدَت الأمورُ بالكليَّةِ إلى حَدٍّ لا يُرجى صلاحُه.

العام الهجري : 628 العام الميلادي : 1230
تفاصيل الحدث:

حصر التترُ مراغة من أذربيجان، فامتنع أهلها، ثم أذعن أهلُها بالتسليم على أمانٍ طلبوه، فبذلوا لهم الأمان، وتسلَّموا البلدَ وقتلوا فيه إلَّا أنهم لم يُكثِروا القتل وجعلوا في البلد شحنةً، وعظُمَ حينئذ شأن التتر، واشتد خوفُ الناس منهم بأذربيجان، وليس في ملوك الإسلام من له رغبةٌ في الجهاد، ولا في نصرةِ الدين، بل كلٌّ منهم مُقبِلٌ على لهوه ولعبه وظُلمِ رَعيَّتِه، وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25].

العام الهجري : 986 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1578
تفاصيل الحدث:

بعد انتصار المسلمين على النصارى في معركةِ وادي المخازن التي توفِّيَ أثناءها أبو مروان عبد الملك السعدي, تمَّت بيعةُ المنصور أحمد بن محمد الشيخ السعدي المعروف بالذهبي، بعد أن اجتمع عليه مَن حضر هناك من أهل الحَلِّ والعقدِ، ثم لَمَّا قفل المنصور من غزوته تلك، ودخل حضرةَ فاس يوم الخميس عاشر جمادى الآخرة من هذه السنة جُدِّدت له البيعةُ بها ووافق عليه من لم يحضُر يوم وادي المخازن، ثم بعث إلى مراكش وغيرها من حواضر المغرب وبواديه فأذعن الكلُّ للطاعة وسارعوا إلى الدخول فيما دخلت فيه الجماعة.

العام الهجري : 1015 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1606
تفاصيل الحدث:

تم توقيعُ معاهدة بين الدولتين العثمانية والنمساوية، عُرفت باسم معاهدة ستفاتوروك، وانتهت بها تلك الحربُ التي استمرت نحو ثلاث عشرة سنة ونصف السنة. وبمقتضى هذه المعاهدة دفعت النمسا إلى الدولة العثمانية غرامةَ حرب قدرها 67000 سكة ذهبية، وأُلغيت الجزيةُ التي كان يدفعُها إمبراطور النمسا إلى الدولة العثمانية كلَّ سنة، وثبتت الحدودُ على أساس أن لكلٍّ الأراضيَ الموجودةَ تحت سيطرته، وأنْ تخاطِبَ الدولةُ العثمانية حاكمَ النمسا باعتباره إمبراطورًا لا ملِكًا، يقفُ على قدمِ المساواة مع السلطانِ العثماني

العام الهجري : 1365 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:

أسَّس الجزائريُّ فرحات عباس حزبَ الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، بعد أن قَمَعت السلطاتُ الفرنسية بالجزائر كلَّ الأحزاب والمنظمات السياسية. وكانت للحزب صحيفةٌ اسمُها التفاهم تصدُرُ باللغة الفرنسية وتنطِقُ باسم الحزب. كان الحزبُ يَعرِض مساوئَ الحكم الفرنسي في الجزائر، ويطالبُ بالمساواة في الحقوق والمعاملة بين الفرنسيين والجزائريين. ولم يكن يؤيِّدُ الكفاحَ المسلَّح أو الانفصال عن فرنسا. توقَّف نشاط الحزب عند اندلاع الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954م، وانضم رئيسُه فرحات عباس إلى الثورة الجزائرية سنة 1956م.

العام الهجري : 1390 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1970
تفاصيل الحدث:

أعلَن الملِكُ حُسين بن طلالٍ الأحكامَ العُرْفية في الأردنِّ، وتَنصيبَ حُكومة عسكريةٍ بَدلًا مِن مَدَنية في عَمان، فعيَّن مُستشارَه العسكريَّ حابس المجالي حاكمًا عسكريًّا عامًّا للأردنِّ، وشكَّل وزارةً جديدة برئاسةِ الزعيمِ داود خلَفًا لوزارةِ عبد المنعم الرفاعي المستقيلةِ، وعيَّن حُكامًا عسْكريين في كلِّ مُحافظات الأردنِّ، وكان هذا قبل هُجوم الجيش الأردني على المنظَّمات الفِلَسطينية في الأردن في 15 أيلولَ، والتي عُرِفَت بـ"أيْلول الأسود". واستمَرَّت الأحكامُ العُرْفية إلى أن أُعلِنَ عن إنهائِها عام 1991.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

تمكَّنَ الجيشُ في اتحاد جُزر القُمُر مدعومًا بقوات من الاتحاد الأفريقي، من بَسطِ سيطرته على جزيرة أنجوان بعدَ عامٍ كاملٍ من قيام الكولونيل محمد بكر الذي كان يشغَلُ منصبَ رئيس الجزيرة، بالاستيلاءِ على الجزيرةِ وفَصلِها عن بقيةِ أجزاءِ الأرخبيلِ الواقعِ في المحيط الهندي، ويُعاني اتحاد جُزرِ القُمُر من نزاعاتٍ بين العاصمةِ موروني، والجُزُرِ الثلاثِ، وهي: القُمُر الكُبْرى، وأنجوان، وموهيلي، حيثُ تتمتَّعُ كلُّ واحدة منها بوجود مؤسَّساتِها الخاصَّةِ بها. وكانت أنجوان قد انفصَلَت في عامِ 1997م عن الاتحاد، ثم عادت إليه أواخرَ عامِ 2001م.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

استمرَّت خلالَ عام (2008م) الأزمةُ الحادِثةُ في العَلاقات السُّودانية التشادية على خلفيَّة الاتِّهامات المتبادَلَة بين البلدَين بدعمِ كلِّ طرَفٍ لمتمرِّدي الطرَفِ الثاني. ورغْمَ أنَّ الرئيسَين السُّودانيَّ عمرَ البشيرَ والتشاديَّ إدريس دبي وقَّعَا في داكار اتِّفاقًا لوضعِ حدٍّ نهائيٍّ للخلافات بين البلدَين، إلا أنَّ السودانَ عاد وأعلن قَطْعَ العَلاقات الدبلوماسية مع تشاد؛ وذلك بعد هُجومٍ شنَّه متمرِّدو دارفور (حركة العدل والمساواة) على العاصمةِ السودانية الخُرطوم، واتَّهَمت السُّودانُ الرئيسَ التشاديَّ إدريس دبي بدعمِه للمتمرِّدين.

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2017
تفاصيل الحدث:

أجرَتِ الجمهوريةُ التُّركيَّةُ تعديلاتٍ على الدستورِ التركيِّ للمرةِ السابعةِ منذُ تأسيسِ الجمهوريةِ. وتُمَهِّدُ تلك التعديلاتُ الدستوريةُ إلى تحويلِ النظامِ الحُكوميِّ من برلمانيٍّ إلى رئاسيٍّ تَنفيذيٍّ، ومن ثَمَّ إلغاءُ منصِبِ رئيسِ الحكومةِ، والسماحُ لرئيسِ الدولةِ بتَعيينِ الوُزراءِ، وجَعلُ الإجراءاتِ الحُكوميةِ تحتَ سُلطَتِه، وإعلانُ حالةِ الطوارئِ. وأنْ يُنتخَب الرئيسُ لولايتَينِ رئاسيَّتَينِ بحدٍّ أقصى؛ كلُّ ولايةٍ مُدتُها خمسُ سنَواتٍ. وبهذه التعديلاتِ أنهَتْ تركيا نِقاشًا طويلًا حولَ طريقةِ إدارةِ الدولةِ.

العام الهجري : 449 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1057
تفاصيل الحدث:

هو شَيخُ الآدابِ، أبو العلاء أَحمدُ بن عبدِ الله بن سُليمانَ المَعَرِّي التَّنوخي الشاعر، اللُّغويُّ، صاحبُ الدَّواوين والمُصَنَّفات في الشِّعرِ واللُّغةِ، المشهور بالزَّندقَةِ، وُلِدَ سنة 363هـ, وأصابهُ جُدَري وله أربعُ سِنين أو سَبع، فذَهبَ بَصرهُ، وقال الشِّعْرَ وله إحدى أو ثنتا عشرة سَنة، ودخلَ بغداد سنةَ تِسعٍ وتسعين وثلاثمائة، فأقام بها سنةً وسبعةَ أَشهُر، ثم خَرجَ منها طَريدًا مُنهزِمًا، لمَّا عَزَم الفُقهاءُ على أَخذِه ببَعضِ أَشعارهِ الدَّالةِ على فِسْقِه، هَرَب ورَجَع إلى بَلدِه، ولَزِمَ مَنزِلَه فكان لا يَخرُج منه، وسَمَّى نَفسَه: رَهينَ المَحْبَسَينِ لذلك ولِذهابِ بَصرِه, وقد كان المَعَرِّي غايةً في الذَّكاءِ المُفرِط، ومَكَثَ المَعَرِّي خمسًا وأربعين سنةً من عُمُرِه لا يأكلُ اللَّحمَ ولا اللَّبَنَ ولا البَيْضَ، ولا شيئًا مِن حَيوانٍ، على طَريقَةِ البَراهِمَة الفَلاسِفَة، ويُقال: "إنَّه اجتَمَع بِراهبٍ في بَعضِ الصَّوامِع في مَجيئِه من بَعضِ السَّواحِل آواهُ اللَّيلَ عنده، فشَكَّكَهُ في دِينِ الإسلام" فكان لا يَتَقَوَّتُ إلَّا بالنَّباتِ وغَيرِه، وأَكثرُ ما كان يأكلُ العَدسَ، ويَتَحَلَّى بالدِّبْسِ وبالتِّينِ، وكان لا يأكل بِحَضرَةِ أَحدٍ، ويقول: أَكْلُ الأعمى عَورةٌ وسَترُه واجب. قال ابنُ كَثيرٍ: "كان  ذَكِيًّا ولم يكن زَكِيًّا، وله مُصنفاتٌ كَثيرةٌ أَكثرُها في الشِّعْرِ، وفي بَعضِ أَشعارِه ما يَدلُّ على زَندَقتِه، وانحِلالِه مِن الدِّين، ومن الناسِ مَن يَعتَذِر عنه ويقول: إنَّه إنمَّا كان يقول ذلك مُجونًا ولَعِبًا، ويقول بلِسانِه ما ليس في قَلبِه، وقد كان باطنُه مُسلِمًا"، قال أبو الوفاء ابن عَقيلٍ شيخُ الحنابلة: "مِن العجائبِ أنَّ المَعَرِّي أَظهرَ ما أَظهرَ مِن الكُفرِ الباردِ، وسَقَطَ مِن عُيونِ الكُلِّ، ثم اُعتُذِرَ بأن لِقَولهِ باطِنًا، وأنَّه مُسلمٌ في الباطنِ، فلا عَقلَ له ولا دِينَ، لأنَّه تَظاهَر بالكُفرِ وزَعَم أنَّه مُسلمٌ في الباطنِ، وهذا عَكسُ قضايا المُنافِقين والزَّنادِقة، حيث تَظاهَروا بالإسلامِ وأَبطَنوا الكُفرَ، فهل كان في بلادِ الكُفَّارِ حتى يحتاج إلى أن يُبطِنَ الإسلام، فلا أَسخَف عَقلًا ممَن سَلكَ هذه الطَّريقَة التي هي أَخَسُّ مِن طَريقةِ الزَّنادِقة والمُنافِقين، إذا كان المُتَدَيِّن يَطلُب نَجاةَ الآخِرةِ، والزِّنديق يَطلُب النَّجاةَ في الدُّنيا، وهو جَعلَ نَفسَه عُرضةً لإهلاكِها في الدنيا حين طَعَنَ في الإسلامِ في بلادِ الإسلامِ، وأَبطَن الكُفرَ، وأَهلكَ نَفسَه في المَعادِ، فلا عَقلَ له ولا دِينَ" قال ابنُ الجوزيُّ: "وقد رَأيتُ لأبي العَلاءِ المَعَرِّي كِتابًا سَمَّاهُ (الفُصول والغايات)، يُعارض به السِّور والآيات، وهو كَلامٌ في نِهايةِ الرَّكَّةِ والبُرودةِ، فسبحان مَن أَعمَى بَصرَهُ وبَصيرتَهُ، وقد ذَكرهُ على حُروفِ المُعجَم في آخرِ كِلماتِه"، قال ابنُ كَثيرٍ: "وقد أَورَد ابنُ الجوزي من أَشعارِه الدَّالَّةِ على استِهتارِه بِدِينِ الإسلامِ أَشياءً كَثيرةً تَدُلُّ على كُفرِه؛ بل كلُّ واحدةٍ مِن هذه الأشياءِ تَدُلُّ على كُفرِه وزَندقَتِه وانحِلالِه، وقد زَعمَ بعضُهم أنَّه أَقلَع عن هذا كُلِّه وتاب منه وأنَّه قال قَصيدةً يَعتذِر فيها مِن ذلك كُلِّه، ويَتنَصَّل منه، ومنهم مَن قال: بل كلُّ ذلك مَدسوسٌ عليه مِن قِبَلِ حُسَّادِه وَهُم كُثُر. بل أَلَّفَ ابنُ العديم كِتابًا في الدِّفاعِ عنه، وللمَعَرِّي (دِيوانُ اللُّزومِيَّات)، و(سِقْطُ الزَّنْدِ) و(رِسالةُ الغُفران)"، قال الباخرزي: "أبو العلاء ضَريرٌ ما له ضَريبٌ، طال في ظِلِّ الإسلامِ آناؤهُ، ورَشَحَ بالإلحاد إناؤهُ، وعندنا خَبرُ بَصرِه، والله العالم بِبَصيرَتِه والمُطَّلِع على سَريرَتِه، وإنمَّا تَحدَّثت الأَلسُنُ بإساءتِه بكِتابِه الذي عارَضَ به القُرآنَ، وعَنْوَنَهُ: (الفُصولُ والغايات في مُحاذاةِ السُّوَرِ والآيات)", وقال غَرسُ النِّعمَة محمدُ بن هلالِ بن المُحسِن بن إبراهيمَ الصابئ عنه: "له شِعْرٌ كَثيرٌ، وأَدَبٌ غَزيرٌ، ويُرمَى بالإلحادِ، وأَشعارُه دَالَّةٌ على ما يُتَّهَمُ به" قال أبو زكريا التِّبريزي: "لمَّا قَرأتُ على أبي العَلاءِ بالمَعَرَّةِ قوله:
تَناقُضٌ ما لنا إلَّا السُّكوتُ له
وأن نَعوذُ بمولانا مِن النَّارِ
يَدٌ بِخَمسِ مِئٍ مِن عَسْجَدٍ وُدِيَت
ما بالُها قُطِعَت في رُبعِ دِينارِ؟
سَألتُه، فقال: هذا كَقولِ الفُقهاءِ: عِبادَةٌ لا يُعقَل مَعناها". قال الذَّهبيُّ: لو أراد ذلك؛ لقال: تَعَبُّد، ولَمَا قال: تَناقُض, ولِمَا أَردَفهُ ببَيتٍ آخرَ يَعترِض على رَبِّه, وبإسنادي قال السَّلفيُّ: إن كان قاله مُعتَقِدًا مَعناهُ، فالنَّارُ مَأْواهُ، وليس له في الإسلامِ نَصيبٌ". تُوفِّي في المَعَرَّةِ مَعَرَّةِ النُّعمانِ، وفيها دُفِنَ عن عُمُرٍ 86 عامًا.

العام الهجري : 1364 العام الميلادي : 1944
تفاصيل الحدث:

بدأت سلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب، وممثِّلي كلٍّ من العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية والأردن واليمن من جانب آخرَ، وهي المشاورات التي أسفرت عن تبلور اتجاهين رئيسين بخصوص موضوع الوحدة العربية: الاتجاه الأول يدعو إلى ما يمكِنُ وصفه بالوَحدة الإقليمية الفرعية وقوامها سوريا الكبرى أو الهلال الخصيب. والاتجاه الثاني يدعو إلى نوعٍ أعَمَّ وأشمل من الوحدة يظلِّلُ عموم الدول العربية المستقلة، وإن تضمَّنَ هذا الاتجاه بدوره رأيين فرعيين: أحدهما يدعو لوحدة فيدرالية أو كونفدرالية بين الدول المعنية، والآخر يطالب بصيغةٍ وسط تحقِّقُ التعاون والتنسيق في سائر المجالات وتحافِظُ في الوقت نفسه على استقلال الدول وسيادتها. وعندما اجتمعت لجنةٌ تحضيرية من ممثلين عن كلٍّ مِن سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر واليمن (بصفة مراقب) في الفترة 25/9 إلى 7/10/ 1944م رجحت الاتجاه الداعي إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمَسُّ استقلالها وسيادتها. كما استقرت على تسمية الرابطة المجسِّدة لهذه الوحدة بـ "جامعة الدول العربية" وآثرَتْه على مسمى "التحالف" و"الاتحاد". وعلى ضوء ذلك تم التوصلُ إلى بروتوكول الإسكندرية الذى صار أوَّلَ وثيقة تخصُّ الجامعة، والذي نص على المبادئ الآتية: - قيام جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلةِ التي تقبَلُ الانضمام إليها، ويكون لها مجلِسٌ تمثل فيه الدول المشتركة في الجامعة على قدم المساواة. مهمةُ مجلس الجامعة هي: مراعاة تنفيذ ما تبرِمُه الدول الأعضاء فيما بينها من اتفاقياتٍ، وعَقدُ اجتماعات دورية لتوثيق الصلات بينها، والتنسيق بين خططها السياسية تحقيقًا للتعاون فيما بينها، وصيانة لاستقلالها وسيادتها من كل اعتداء بالوسائل السياسية الممكِنة، والنظر بصفةٍ عامة في شؤون البلاد العربية. قرارات المجلِس مُلزِمة لِمن يقبلُها فيما عدا الأحوال التي يقع فيها خلافٌ بين دولتين من أعضاء الجامعة، ويلجأ الطرفان إلى المجلسِ لفَضِّ النزاع بينهما. ففي هذه الأحوال تكون قراراتُ المجلس مُلزِمة ونافذة. لا يجوزُ الالتجاء إلى القوة لفَضِّ المنازعات بين دولتين من دول الجامعة، كما لا يجوزُ اتِّباع سياسة خارجية تضرُّ بسياسة جامعة الدول العربية، أو أية دولة من دولها. يجوزُ لكل دولة من الدول الأعضاء بالجامعة أن تعقِدَ مع دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها اتفاقاتٍ خاصةً لا تتعارَضُ مع نصوص هذه الأحكام وروحها. وأخيرًا الاعترافُ بسيادة واستقلال الدول المنظمة إلى الجماعة بحدودها القائمة فعلًا. كما اشتمل البروتوكول على قرار خاص بضرورة احترام استقلال لبنان وسيادته، وعلى قرارٍ آخَرَ باعتبار فلسطين ركنًا هامًّا من أركان البلاد العربية، وحقوق العرب فيها لا يمكن المساسُ بها من غير إضرارٍ بالسلم والاستقلال في العالم العربي، ويجِبُ على الدول العربية تأييدُ قضية عرب فلسطين بالعمل على تحقيقِ أمانيهم المشروعة، وصون حقوقهم العادلة!! وأخيرًا نص في البروتوكول على أن (تُشكَّل فورًا لجنةٌ فرعية سياسية من أعضاء اللجنة التحضيرية المذكورة للقيام بإعداد مشروع لنظام مجلس الجامعة، ولبحث المسائل السياسية التي يمكن إبرامُ اتفاقيات فيها بين الدول العربية) ووقع على هذا البروتوكول رؤساءُ الوفود المشاركة في اللجنة التحضيرية، وذلك في 7/10/1944 باستثناء السعودية واليمن اللتين وقعتاه في 3/1/1945 و5/2/1945 على التوالي بعد أن تمَّ رفعُه إلى كلٍّ من الملك عبد العزيز آل سعود، والإمام يحيى حميد. ولقد مثَّلَ هذا البروتوكول الوثيقةَ الرئيسية التي وُضِع على أساسها ميثاقُ جامعة الدول العربية، وشارك في إعداده -أي الميثاق- كلٌّ من اللجنة السياسية الفرعية التي أوصى بروتوكول الإسكندرية بتشكيلِها، ومندوبي الدول العربية الموقِّعين على بروتوكول الإسكندرية، مضافًا إليهم مندوب عام كلٍّ من السعودية واليمن، وحضر مندوب الأحزاب الفلسطينية كمراقب. وبعد اكتمال مشروع الميثاق كنتاج لستة عشر اجتماعًا عقدتها الأطراف المذكورة بمقَرِّ وزارة الخارجية المصرية في الفترة بين 17/2 و3/3/1945 أُقِرَّ الميثاق بقصر الزعفران بالقاهرة في 19/3/1945 بعد إدخال بعض التنقيحات عليه. وفى 22/3/1945 تم التوقيعُ على ميثاق جامعة الدول العربية من قِبَل مندوبي الدول العربية عدا السعودية واليمن اللتين وقَّعتا على الميثاق في وقت لاحق. وحضر جلسة التوقيع ممثِّلُ الأحزاب الفلسطينية، وأصبح يوم 22 مارس من كل عامٍ هو يومَ الاحتفال بالعيد السنوي لجامعة الدول العربية.

العام الهجري : 265 العام الميلادي : 878
تفاصيل الحدث:

هو محمَّد المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد بسامرَّا، وهو المهديُّ المنتظَرُ عند الرافضة، يقولون إنَّه دخل في سردابٍ في بيت والده ولم يخرُج منه، وزعموا أنَّه سيخرج في آخر الزمان بنفس العمُرِ الذي دخل فيه السرداب، وهم ينتظرونَه إلى اليومِ عند السرداب المزعوم. قيل: إنه دخل وعمُره تسعُ سنين، وقيل: تسع عشر سنة. وقيل: إنَّ أباه الحسن مات عن غيرِ عَقِبٍ، وقيل: وُلِدَ له ولدٌ بعد موتِه مِن جارية اسمها "نرجس" أو "سوسن" وقيل: إن اسمَها  "صقيل" ادَّعَت الحملَ به بعد وفاةِ سَيِّدها, فزادت فتنةُ الرافضة بصقيل هذه، وبدَعواها، إلى أن حبسها المعتضِدُ بعد نيِّف وعشرين سنة من موت سَيِّدها، وبقيت في قصره إلى أن ماتت في زمن المقتَدِر؛ قال الذهبي: "نعوذ بالله من زوالِ العَقلِ، فلو فرَضْنا وقوعَ ذلك في سالفِ الدَّهرِ، فمن الذي رآه؟! ومن الذي نعتَمِدُ عليه في إخباره بحياته؟ ومن الذي نصَّ لنا على عصمتِه وأنَّه يعلمُ كلَّ شَيءٍ؟! هذا هَوَسٌ بيِّنٌ، إنْ سَلَّطْناه على العقولِ ضَلَّت وتحيَّرَت، بل جَوَّزَت كلَّ باطلٍ، أعاذنا اللهُ وإياكم من الاحتجاجِ بالمُحالِ والكَذِب، أو رَدِّ الحقِّ الصحيحِ، كما هو ديدَنُ الإماميَّةِ، وممن قال: إنَّ الحسن العسكري لم يُعقِب: محمد بن جرير الطبري، ويحيى بن صاعد، وناهيك بهما معرفةً وثِقةً"..

العام الهجري : 520 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1127
تفاصيل الحدث:

لما وصل السلطان إلى بغداد في العشرين من ذي الحجة، ونزل بباب الشماسية، ودخل بعضُ عسكره إلى بغداد، ونزلوا في دُورِ الناس، شكا الناسُ ذلك إلى السلطان، فأمر بإخراجِهم، وبَقِيَ فيها مَن له دار، وبقي السلطانُ يراسل الخليفة بالعود، ويطلب الصلحَ، وهو يمتنِعُ، وكان يجري بين العسكرين مناوشة، والعامة من الجانب الغربي يسبون السلطانَ أفحش سَبٍّ. ثم إن جماعة من عسكر السلطان دخلوا دار الخلافة، ونهبوا التاج، وحُجَر الخليفة، أول المحرم، وضجَّ أهل بغداد من ذلك، فاجتمعوا ونادوا الغزاة، فأقبلوا من كلِّ ناحية، ولما رآهم الخليفة خرج من السرادق والشمسة على رأسه، والوزير بين يديه، وأمر بضربِ الكوسات والبوقات، ونادى بأعلى صوته: يا آلَ هاشم! وأمر بتقديم السفن، ونَصْب الجسر وعبرَ الناسُ دفعةً واحدة، وكان له في الدار ألفُ رجل مختفين في السراديب، فظهروا، وعسكرُ السلطانِ مُشتَغِلون بالنهب، فأسر منهم جماعة من الأمراء، ثم عبر الخليفةُ إلى الجانب الشرقي، ومعه ثلاثون ألف مقاتل من أهل بغداد والسواد، وأمر بحفر الخنادق، فحُفِرت بالليل، وحفظوا بغداد من عسكر السلطان، ووقع الغلاءُ عند العسكر، واشتدَّ الأمر عليهم، وكان القتالُ كلَّ يوم عليهم عند أبواب البلدِ وعلى شاطئ دجلة، وعزم عسكر الخليفة على أن يكبِسوا عسكر السلطان، فغدر بهم الأميرُ أبو الهيجاء الكردي، صاحب إربل، وخرج كأنَّه يريد القتال، فالتحق هو وعسكرُه بالسلطان. وقَدِمَ عماد الدين زنكي بقواتٍ ضخمة نجدةً للسلطان فأجاب المسترشد بالله للصُّلحِ.

العام الهجري : 587 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1191
تفاصيل الحدث:

لما رأى صلاح الدين أنَّ الفِرنجَ قد لزموا يافا ولم يفارِقوها، وشَرَعوا في عمارتها. رحَلَ مِن مَنزله إلى النطرون ثالث عشر رمضان، وخيَّمَ به، فراسله ملكُ الإنكليز يطلُبُ المهادنة، فكانت الرسُلُ تتردَّدُ إلى المَلِك العادل أبي بكر بن أيوب، أخي صلاح الدين، فاستقَرَّت القاعدة أنَّ مَلِكَ الإنكليز يزوجُ أختَه من العادل، ويكون القُدسُ وما بأيدي المسلمين من بلاد الساحِلِ للعادل، وتكون عكَّا وما بيد الفرنج من البلاد لأخت ملكِ الإنكليز، مضافًا إلى مملكةٍ كانت لها داخِلَ البحر قد وَرِثَتها مِن زَوجِها، وأن يرضى الداوية بما يقع الاتفاقُ عليه، فعرض العادل ذلك على صلاح الدين، فأجاب إليه، فلما ظهر الخبَرُ اجتمع القسيِّسون والأساقفة والرهبان إلى أخت ملك الإنكليز، وأنكروا عليها، فامتنعت من الإجابة، وقيل كان المانِعُ منه غير ذلك، ولم يتِمَّ بينهما صلح، وكان ملك الإنكليز  يفعَلُ ذلك خديعةً ومكرًا، ثم إن الفرنج أظهروا العزمَ على قصد بيت المقدس، فسار صلاحُ الدين إلى الرملة، جريدة -الجريدة خَيْلٌ لا رَجَّالةَ فيها- وترك الأثقالَ بالنطرون، وقَرُب من الفرنج، وبقي عشرين يومًا ينتَظِرُهم، فلم يبرحوا، فكان بين الطائفتين، مُدَّة المُقام، عدة وقعات، انتصر فيها كلها المسلمون على الفرنج، وعاد صلاح الدين إلى النطرون، ورحل الفرنجُ من يافا إلى الرملة ثالث ذي القعدة، على عَزمِ قَصدِ بيت المقدس، فقَرُب بَعضُهم من بعضٍ، فعَظُم الخَطبُ واشتَدَّ الحذر، فكان كلَّ ساعة يقع الصوتُ في العسكرين بالنَّفيرِ، فلقوا من ذلك شدَّةً شديدة، وأقبل الشتاءُ وحالت الأوحال والأمطارُ بينهما.

العام الهجري : 720 العام الميلادي : 1320
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ المجدُ السلامي على البريدِ مِن عند الملك أبي سعيد بن خربندا في طلب الصُّلحِ، فخرج القاضي كريم الدين الكبير إلى لقائه، وصَعِدَ به إلى القلعة، فأخبر المجد السلامي برغبةِ جوبان وأعيان دولة أبي سعيد في الصلحِ، وأنَّ الهديَّةَ تَصِلُ مع الرسل، فكَتَب إلى نائبي حلب ودمشق بتلقِّي الرسُلِ وإكرامِهم، فقدم البريدُ بأن سليمان بن مهنا عارض الرُّسُل، وأخذ جميعَ ما معهم من الهَديَّة، وقد خرج عن الطاعةِ لإخراجِ أبيه مهنَّا من البلاد وإقامةِ غيرِه في إمرة العرب، ثمَّ قَدِمَت الرسل بعد ذلك بالكُتُب، وفيها طلب الصلحِ بشُروطٍ: منها ألا تدخُلَ الفداوية إليهم، وأنَّ مَن حضر من مصر إليهم لا يُطلَبُ، ومن حضر منهم إلى مصرَ لا يعود إليهم إلَّا برضاه، وألَّا يُبعَث إليهم بغارة من عَرَب ولا تُركمان، وأن تكون الطريقُ بين المملكتين مفتوحةً تسير تجارُ كُلِّ مملكة إلى الأخرى، وأن يسيرَ الركبُ من العراق إلى الحجاز في كلِّ عامٍ بمَحمَلٍ ومعه سنجق فيه اسمُ صاحِبِ مِصرَ مع سنجق أبي سعيد ليتجَمَّلَ بالسنجق السلطانيِّ، وألا يُطلَب الأميرُ قراسنقر، فجمع السلطانُ الأمراءَ واستشارهم في ذلك بعدما قرأ عليهم الكتاب، فاتفق الرأي على إمضاءِ الصلحِ بهذه الشروط، وجُهِّزَت الهدايا لأبي سعيدٍ, وفيها خِلعةٌ أطلس باولي زركش، وقباءٌ تتَرِيٌّ وقرقلات وغير ذلك، ممَّا بلغت قيمته أربعين ألف دينار، وأعيد الرسُلُ بالجوابِ، وفيه ألَّا يُمكَّنَ عَرَبُ آل عيسى من الدخول إلى العراق، فإنَّ العَسكَرَ واصِلٌ لقتالهم، وسافر السلامي على البريد يُبَشِّرُ بعود الرسُلِ بالهَديَّة.