الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 735 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 1258 العام الميلادي : 1842
تفاصيل الحدث:

دعمت فرنسا الموارنةَ في لبنان على حين دعَمَت إنكلترا الدروز، فاعتدى الدروزُ على الموارنة في عام 1257هـ ودخلوا ديرَ القمر وارتكبوا أبشَعَ الأعمال، وكرَّروا الاعتداء عام 1261هـ، فعزل الخليفةُ العثماني الأميرَ بشير الشهابي ووضع واليًا عثمانيًّا مكانه، وحَرَم الجبل مما كان له من امتيازات، ولم تقبل الدولُ الأوربية بذلك فاضطرَّ أن يعيد للجبل امتيازاتِه، وأن يعيِّنَ قائمينِ درزي وآخر ماروني، وذلك في عام 1258هـ، ولكن الأمر لم يستقِمْ لاختلاط الطوائِفِ في القرى، فرأى الخليفة ضمَّ شمال الجبل -أي منطقة الموارنة- إلى ولاية طرابلس، فاحتَجَّ الموارنة فأرسل من يدرس الموضوعَ ويقَدِّمُ الحلول، فلم يفد ذلك شيئًا، وأصر الدروز أن يبقى الموارنة تحت سلطانِهم، وفَضَّل الموارنة بعدئذ أن يتَّبِعوا ولاية أخرى من أن يكونوا تحت سلطانِ الدروز، فاستحسن الخليفةُ الرأيَ.

العام الهجري : 1274 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1858
تفاصيل الحدث:

هو مصطفى رشيد باشا الكبير، الصَّدرُ الأعظم ورئيس الوزراء في الدولة العثمانية. ولِدَ باستانبول سنة 1800 م ويعدُّ رشيد باشا أحدَ كبار رؤساء الوزارة في التاريخ التركي، وأحدَ عمالقة الدبلوماسية العثمانية خاصةً في عهد التنظيمات، وكان من دعاة التغريبِ؛ ولذلك كثيرٌ من تنظيماته كانت مقتَبَسةً من النظم الغربية التي تتعارض مع الشريعةِ الإسلامية؛ ولذلك لما أصدر أوَّلَ دستور للبلاد سمَّاه (خطا شريفا) جمع بين الشريعة والقوانين الأوروبيَّةِ، أعلن العلماءُ استنكارهم وتكفيرَهم لمصطفى رشيد باشا، واعتَبَروا الخط الشريف منافيًا للقرآنِ الكريم، وقد تولَّى الوزارة ستَّ مرات في عهد السلطان عبد المجيد الأول، كصدر أعظم، كما عمل وزيرًا للخارجية أربع مرَّاتٍ، وواليًا لأدرنه، وسفيرًا في لندن ثم باريس. توفي مصطفى رشيد باشا عن عمر يناهز السابعة والخمسين عامًا.

العام الهجري : 1335 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1916
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ علي دينار ابن السلطان زكريا بن محمد فضل الكيراوي. ولِدَ في قرية "شوية" بدارفور سنة 1856م، وهو آخر سلاطين الفور من السلالة الكيراوية في سلطنة دارفور بالسودان. أعلن توحيدَ جهود المسلمين ضِدَّ الغزو الصليبي الأوروبي في أفريقيا، ويعَدُّ السلطان علي دينار من أشهرِ السلاطين الذين حكَموا إقليم دارفور ووقفوا مع الثورة المهدية في دحر المستعمِر، كما قام السلطانُ بنشر الدعوة المهديَّة في عهد الخليفة عبد الله التعايشي خليفة مهدي السودان. أقام علي دينار في مدينة الفاشر عاصمة دارفور، وأقام مصنعًا لصناعة كسوة الكعبة، وظَلَّ طوال عشرين عامًا تقريبًا يرسِلُ كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة، وينسب إليه حفرُ أبيار علي -ميقاتِ أهل المدينة للإحرام بالحج والعمرة- وتجديد مسجد ذي الحُليفة. اغتاله الإنجليز.

العام الهجري : 1409 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1988
تفاصيل الحدث:

وُلد الشيخُ عبد الباسط بن محمد بن عبد الصمد بن سليم القارئُ المشهورُ سنةَ 1927م، بقرية المراعزة من عائلة كُرديَّة، بأرمنت-قنا بجنوبي صعيد مصر، حفِظ القرآنَ الكريم على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كُتَّاب قريته، وأخذ القراءات على يد الشيخ المتقِن محمد سليم حمادة، دخل الإذاعة المصرية سنةَ 1951م، وكانت أول تلاواته من سورة فاطر، عُيِّن قارئًا لمسجد الإمام الشافعي سنةَ 1952م، ثم لمسجد الإمام الحُسين سنةَ 1985م خلفًا للشيخ محمود علي البنا، وترك للإذاعة ثروةً من التسجيلات إلى جانب المصحَفَيْنِ المرتَّلِ والمجَوَّدِ، وجاب بلاد العالَم سفيرًا لكتاب الله، وكان أوَّلَ نقيبٍ لقرَّاء مصر سنةَ 1984م، تُوفيَ -رحمه الله- في يوم الأربعاء 21 من ربيع الآخر سنةَ 1409م.

العام الهجري : 1425 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 2004
تفاصيل الحدث:

تُوفي الشيخ رزق خليل حبَّة شيخُ عمومِ المقارئِ المصريةِ سابقًا، وقد وُلد بقرية كفر سليمان البحري بمحافظة دمياط شماليَّ مصرَ سنةَ 1918م
استمع إلى الشيخ أبي العينين شعيشع، وكان لا يزال فتًى صغيرًا، فأثَّرَ فيه تأثيرًا كبيرًا، فعزم على حفظ القرآنِ، وحفِظَه على الشيخ حسن سعيدة شيخ قريته، انتسب الشيخ رزق إلى الأزهر، ودرس فيه، ونال شهادةَ تخصُّص القراءات من كلية اللغة العربية، وعمِل مدرسًا بمعهد القراءات الثانوي بالخازندار (وكيل الخزانة)، ثم مفتشًا على مستوى الجمهورية من 1969م، حتى 1979م، ثم عُيِّنَ شيخًا للمقارئ المصرية سنةَ 1981م لشؤون المقرئين والمحفِّظين، ثم شيخًا لعمومِ المقارئِ المصرية سنةَ 1989م خلَفًا للشيخ عامر السيد عثمان، وكان الشيخ عضوًا بلجان تصحيح المصاحف، ولجنة اختبار القُرَّاء بالإذاعة.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

عبدُ الله الحبشيُّ الضالُّ زعيم فِرقةِ الأحباش، اسمُه عبدُ الله بن محمد من هرر بالحبشةِ، نَزَح من الحبشةِ إلى الشام بضَلالَتِه، وتنقَّل فيها حتى استقرَّ به المُقامُ في لُبنانَ، وأخَذ يدعو النَّاسَ إلى طريقَتِه، ويتعصَّب لها ويُناظِر من أجلِها، ويطبَعُ الكتبَ والصُّحُفَ الداعيةَ إليها؛ فانتشَرَ أَتباعُه وراجَت أفكارُه وهي أخلاطٌ من اعتقاداتِ الجهميةِ والمعتزِلَةِ والصوفيَّةِ القُبوريَّةِ، مع الوُقوعِ في بعضِ الصَّحابةِ والفتاوى الشاذَّة، وذلك بعد أنْ أثار الفِتنَ ضدَّ المسلمين في بلدِه؛ حيث تعاوَن مع حاكِمِ إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضدَّ الجمعياتِ الإسلاميَّةِ لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة (1367هـ)‍ الموافق (1940م) فيما عُرف بفتنةِ بلاد كُلُب فتسبَّب في إغلاقِها، وكذلك تسبَّب في التضيِيقِ على الدُّعاةِ والمشايِخِ وسَجنِهم ونَفيِهم، حتى فرَّ الكثيرون منهم؛ ولذلك أطلَق عليه الناسُ هناك صفةَ (الفتَّان) أو (شيخ الفتنة).

العام الهجري : 1296 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1879
تفاصيل الحدث:

تولى خير الدين التونسي منصِبَ رئاسة الوزراء في الدولةِ العثمانيةِ. ولد خير الدين في القفقاس لعائلةِ تليش الأباظية الشركسية، حوالي عام 1820م. تعهَّده والي تونس الداي أحمد، وهيأ له فُرَصَ الاستزادة من العلوم، فأكَبَّ على دراسة الفنون العسكرية والسياسية، والتاريخ والعلوم الشرعية، وأتقن اللغاتِ العربيةَ والتركية والفرنسية. أصبح رئيسًا لمكتب العلوم الحربية بباردو عام 1840م، ثم أصبح رئيسًا لفرقة الفرسان في الجيش التونسي. وعيِّن مديرًا لِمَصرف الدراهم التونسي. وفي عام 1849م رقِّيَ إلى رتبة ومنصب أمير لواء الخيالة في تونس، وفي عام 1855م أنعَمَ عليه الباي المشير محمد باشا برتبة الفريق؛ لإنقاذه تونس من قرضٍ مالي ثقيل كاد الباي السابق أن يندفِعَ إليه. ثم عيَّنه وزيرًا للبحرية عام 1857‏م حيث أجرى عدَّةَ إصلاحات إدارية. وساهم في صياغةِ وإصدار قانون (عهد الأمان) التونسي عام 1857م. وشارك في وضع الدستور التونسي عام 1860‏م. وعند إنشاءِ مجلس الشورى التونسي المنتَخَب كان خير الدين باشا الرئيس الفعليَّ للمجلس من عام 1861‏م. اصطدم مع سياسة الباي الجديد محمد الصادق فقَدَّم استقالتَه من الوزارة ومِن رئاسة مجلس الشورى عام 1862م وفَرَض على نفسه العزلةَ السياسية لمدة تسع سنوات بين عامي 1862م و1869م. وكان من نتائج عزلته تلك تأليفُه الكتاب الشهير الذي أسماه ((أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك)) والذي تمَّ طبعُه في تونس عام 1867 ‏م. بعد ذلك شارك مندوبًا عن تونس في اللجنة المالية المختلطة المشكَّلة لتحصيل ديون الدُّول الأوروبية من تونس، فاستطاع الحدَّ من نفوذ اللجنة وتدخُّلِها في شؤون الدولة. ‏وفي أكتوبر 1873م عيِّنَ وزيرًا أكبر لتونس (أي رئيسًا للوزراء) فسَنَحَت له فرصةُ تحقيق برامجه الإصلاحية التي طرحَها في كتابه (أقوم المسالك) واستطاع نقل تونس من حالة الكرب والضيق والفوضى إلى حالةٍ مِن الأمنِ والرخاء والنظام. وتصدى بحزمٍ للمطامع الأجنبية في بلادِه، وخاصة المطامح الفرنسية والإيطالية المتنافسة. ولكِنَّه فوجئ بمعاتبة الباي له وغضبه من سياسته في التحمُّسِ لإعانة الدولة العثمانية في حَربِها ضِدَّ روسيا، فقَدَّم استقالته من رئاسة الوزارة في يوليو1877م. ‏وبعد استقالته ضَيَّق عليه الباي الخناقَ ومنعه من الاتصال بالناس، فكان معتقلًا في منزله. وقد سافر للعلاجِ ثم عاد إلى تونس وظَلَّ شِبهَ مُعتَقَل حتى استدعاه السلطانُ العثماني عبد الحميد الثاني فسافر إلى الأستانة في رمضان 1877م حيث استقبله السلطانُ وعَيَّنه وزير دولة بعد رفضِه منصب وزير العدل. ولكِنَّه فوجئ في صباح يوم 4 ‏ديسمبر 1878م بتعيينه رئيسًا لوزراء الدولة العثمانية. وكانت الدولةُ العثمانية وقتَها في ضيقٍ وحَرَجٍ كبير؛ فالجيش الروسي يقِفُ على عتبات العاصمة استانبول، والأسطول البريطاني في مضيق البوسفور، والاقتصادُ متدهور، وهناك المشكلةُ الأرمينية، ومشاكِلُ في قبرص والبوسنة! فسارع خير الدين باشا إلى عقد اتِّفاقٍ مع الروسِ يضمَنُ مصالح المسلمين في بلغاريا وروملي الشرقية،كما انسحب الأسطولُ البريطاني مِن مَضيقِ البوسفور، وسَوَّى الخلافات مع النمسا، وحُلَّت مشكلة الأرمن، واستبدل بالخديويِّ إسماعيل ابنَه توفيقًا في مصر. وقد اختلف كثيرًا مع السلطان عبد الحميد الثاني ورجالِ حاشيته إبَّانَ توليه رئاسة الوزراء، فكان أن عُزِلَ مِن منصبه في شعبان 1296 ‏هـ ( 1879 ‏م) وعاش بعدها بعيدًا عن السياسة حتى توفِّي بعد عشر سنوات في الأستانة عام 1889‏م ودفِنَ في جامع أيوب، إلا أن الحكومة التونسية بادرت في عام 1968‏م إلى نقل رُفاته ودفنه في تونس تقديرًا لخِدماتِه، وقد أطلق عليه الشَّعبُ التونسي لقب ((أبو النهضة التونسية)).

العام الهجري : 1418 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1997
تفاصيل الحدث:

نشأ محمود شاكر في بيتِ عِلمٍ؛ فأبوه كان شيخًا لعُلماء الإسكندرية، وتولَّى منصبَ وكيلِ الأزهر لمدة خمس سنواتٍ (1909م-1913م)، واشتغل بالعملِ الوطني، وكان من خُطباءِ ثورةِ 1919م، وأخوه العلَّامةُ أحمد شاكر واحدٌ من كِبار مُحَدِّثي العصر، وله مؤلَّفاتٌ وتحقيقاتٌ مشهورةٌ ومُتداوَلة.
انصرف محمود شاكر -وهو أصغرُ إخوتِه- إلى التعليم المدَني، فالتحق بالمدارس الابتدائية والثانوية، وكان شغوفًا بتعلُّمِ الإنجليزية والرياضيات، ثم تعلَّق بدراسة الأدب وقراءة عيونِه، وحفِظَ وهو فتًى صغيرٌ ديوانَ المتنبي كاملًا، وحضَرَ دروسَ الأدب التي كان يُلْقيها الشيخ المَرْصَفيُّ في جامعِ السلطانِ برقوق، وقرأ عليه في بيته: الكاملَ للمُبَرِّد، والحماسةَ لأبي تمَّامٍ، وبعد حصوله على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) من القسم العِلمي سنةَ 1925م فضَّلَ أنْ يَدرُسَ العربية في كلية الآدابِ.
وفي الجامعة استمعَ شاكرٌ لمحاضرات طه حسين عن الشِّعرِ الجاهلي، وهى التي عُرفت بكتاب "في الشِّعر الجاهلي"، وكم كانت صدمتُه حينَ ادَّعى طه حسين أن الشِّعرَ الجاهلي مُنتَحَلٌ، وأنه كذبٌ مُلفَّق، وضاعَف من شدَّةِ هذه الصدمة أنَّ ما سمِعَه من المحاضر الكبير سبَقَ له أنْ قرأه بحذافيره في مَجلَّة استشراقيةٍ بقلم المستشرِق الإنجليزي مرجليوث؛ فترك الجامعةَ غيرَ آسفٍ عليها وهو في السَّنة الثانية، ولم تُفلحِ المحاولاتُ التي بذلها أساتذتُه وأهلُه في إقناعه بالرُّجوع، وسافَرَ إلى الحجاز سنةَ 1928م مُهاجرًا، وأنشأ هناك مدرسةً ابتدائيةً عمِلَ مديرًا لها، حتى استدعاه والدُه الشيخ، فعاد إلى القاهرة.
وبعد عودته سنةَ 1929م، انصرفَ إلى قراءة الأدب ومطالعةِ دواوينِ شُعراءِ العربية على اختلافِ عصورهم، حتى صارتْ له مَلَكةٌ في تذوق الشعرِ، والتفرِقة بين نَظْمه وأساليبه، وبدأ ينشُرُ بعض قصائده الرومانسية في مَجلتَيِ "الفتح" و"الزهراء" لمحب الدِّين الخطيب، واتصل بأحمد تيمور، وأحمد زكي باشا، والخضر حسين، ومصطفى صادق الرافعي الذي ارتبط بصداقةٍ خاصةٍ معه، ولم يكُنْ شاكرٌ معروفًا بين الناس قبلَ تأليفه كتابه "المتنبي".
وفي ندواته الفِكرية في بيته كان يُعارضُ عبد الناصر عَلانيةً، ويسخَرُ من رجالات الثورة، ويستنكِرُ ما يحدُث للأبرياء في السجون من تعذيبٍ وإيذاءٍ، وكان يفعَل ذلك أمام زوَّاره، ومن بينهم مَن يشغَل منصب الوزارة، ونتيجةً لذلك لم يسلَمْ شاكرٌ من بطشِ السُّلْطة، فألقت القبضَ عليه سنةَ 1959م، وبَقيَ رَهنَ السجن 9 أشهرٍ، حتى تدخَّلت شخصياتٌ عربية، فأُفرج عنه، وعاد لمواصَلة نشاطه في تحقيق كتاب تفسير الطبريِّ الذي بدأ في نَشرِه من قبلُ، وانتظمت ندوته مرةً أُخرى، ثم أُلقيَ به في غياهبِ السجن سنتينِ وأربعةَ أشهرٍ من آخِرِ شهرِ أغسطس سنةَ 1965م، حتى آخرِ شهر ديسمبر سنةَ 1967م.
وفي أُخْريات عُمرِه نال جائزةَ الدولة التقديريَّة في الأدب سنةَ 1981م، ثم جائزةَ الملكِ فَيْصلٍ في الأدب العربي عامَ 1984م، وفي أثناء ذلك اختير عضوًا في مجمَع اللُّغة العربية بدِمَشقَ، ثم بالقاهرة، وتُوفيَ يومَ الخميس الموافِقِ 3 من ربيعٍ الآخِرِ 1418ه.

العام الهجري : 703 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1304
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ محمود غازان ويقال (قازان) بن القان أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولي بن جنكزخان المغولي ملك التتار العراقين وخراسان وفارس وأذربيجان والروم؛ ولد سنة 670. كان شابًّا عاقلًا شجاعًا مهيبًا مليحَ الشكلِ، وكان جلوسه على تخت الملك سنة 693. ذكر الذهبي إسلامَه فقال: "دخل قازان الإسلامَ بوساطة نوروز التركي وزيرِه ونائِبِه ومدبِّر مملكته وزَوجِ عَمَّتِه. أسلم في شعبان سنة694 بخراسان على يد الشيخ الكبير المحدث صدر الدين إبراهيم بن الشيخ سعد الدين بن حمويه الجويني. وذلك بقُربِ الري بعد خروجه من الحمام، وجلس مجلسًا عامًّا فتلَفَّظ بشهادة الحق وهو يبتَسِمُ ووجهه يستنير ويتهَلَّل, وكان شابًّا أشقر مليحا، له إذ ذاك بضعٌ وعشرون سنة. وضج المسلمون حوله عندما أسلم ضجَّةً عَظيمةً مِن المغول والعجم وغيرهم، ونثر على الخلق الذهب واللؤلؤ. وكان يومًا مشهودًا. وفشا الإسلامُ في جيشه بحصر نوروز؛ فإنَّه كان مسلمًا خَيِّرًا صحيح الإسلام، يحفظُ كثيرًا من القرآن والرقائق والأذكار, ثم شرع نوروز يلقِّن الملك غازان شيئًا من القرآن ويجتهد عليه. ودخل رمضان فصامه، ولولا هذا القَدرُ الذي حصل له من الإسلام وإلَّا كان قد استباح الشامَ لَمَّا غلب عليه، فلله الحمد والمنَّة" كان لقازان خبرةٌ بسياسة الأمور وتدبير الملك، وكان قد التحق في أفعالِه بجَدِّه الأكبر هولاكو، لكِنْ كانت هيبته قويَّةً ورعيتُه في زمانه آمنةً، أظهر غازان العدل، وتسمى بمحمود، ومَلَك العراقين وخراسان وفارس والجزيرة والروم، وتسمَّى بالقان، وأفرد نفسَه بالذِّكرِ في الخطبة، وضرب السكَّة، ولم يسبِقْه أحد من آبائه إلى هذا، فاقتدى به من جاء بعده، وكان من أجَلِّ ملوك بيت هولاكو، إلَّا أنه كان يبخَلُ بالنسبة إليهم, وطرد نائِبَه نوروز من بلادِه ثمَّ أمر بقَتلِه. مات بقرب همذان، ولم يتكَهَّل، ونقل إلى تبريز، ودفن بتربته، ويقال إنه مات مسمومًا، واشتهر أنَّه سُمَّ في منديل تمسَّحَ به بعد الجِماعِ، فتعلَّ ومات, ثم قام في المُلكِ بعده أخوه خدبندا محمد بن أرغون، وخُطِبَ له على منابر العراق وخراسان وتلك البلاد، وتلقَّب بغياث الدين محمد، وكتب إلى السلطان بجلوسِه، وطلبه للصُّلحِ وإخماد الفتنة، وسَيَّرَ إليه رسله.

العام الهجري : 1178 العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:

بعد هزيمةِ جيش الدرعية في وقعةِ الحاير أرسل عريعر بن دجين حاكمُ بني خالد في الأحساءِ إلى الحسن هبة الله المكرمي يدعوه إلى البقاءِ في نجد حتى يقدَمَ عليه بجيوشِه ليشتركوا في قتال الدرعية, لكِنَّ المكرمي كان قد كاتب حُكَّام الدرعية بعد واقعة الحاير على تبادُلِ الأسرى، فلما أطلق الأسرى من الجانبين عاد إلى بلادِه، بعد أن مكث في نجد 15 يومًا. خرج عريعر مع بني خالدٍ كافةً وأهل الأحساء، فلم يصل الدهناء حتى بلغه خبر ارتحال رئيس نجران إلى بلادِه، فلما وصل عريعر نجدًا وانضمَّ إليه خصوم الدعوة والدولة، وعلى رأسهم دهام بن دواس الذي نقض عهدَه مع الدرعية، ثم استشار عريعر ذوي المعرفة من أهل نجدٍ في المنزل الذي ينزِلُه من الدرعية مع أعرابِه، بحيث يتسِعُ للحضر والبدو من أهلِ الأحساء ومن انضم إليهم من أهل نجد، فنزلوا بين قرى القصير وقرى عمران، ومعه المدافع والقنابر- قنبلة المدفع- فامتلأت قلوبُ أهل البلاد رعبًا، لكنَّهم عزموا على القتال والتوكُّل على الله, فبدأ عريعر برمي أسوار المدينة وأبراجِها بالمِدفَع، وتتابع الرميُ لكن لم يسقُطْ من السور أيُّ لبنة، واشتدت عزائِمُ أهلِ الدرعية فخرجوا من أسوار المدينة بأمرٍ من الأمير عبد العزيز، ففرح جنود عريعر بخروجِهم فهجموا عليهم، ثم تراجعوا إلى داخل السور واستجروا معهم عددًا من جنود عريعر فنشب بينهم القتالُ حتى تمكنوا من قَهرِهم، وقتلوا منهم رجالًا, أعاد الأمير عبد العزيز ما تهدَّم من السور وأقام عريعر ومن معه على حالهم أيامًا، حتى اشتد عليهم الضيقُ، وخاصة الظمأُ، إلى أن جاء عريعر بعضُ أهل الحريق وحرَّضوه على القتال واتفقوا على أن يبدؤوا الحرب في اليوم التالي، لكنَّ خبَرَهم بلغ الأمير عبد العزيز، فاستعدوا لقتالهم، فلما بدأت المدافع تُصلي الحصنَ والسور بنار عظيمةٍ، وصار المهاشير ومن معهم على الزلال، وبنو خالد وأهل الأحساء على سمحان، وأهل الحريق والوشم وابن دواس وابن فارس قصدوا قصير وأحاطوا بالدرعية كإحاطة السِّوارِ بالمِعصَم، ثم احتدم القتال إلى أن شاء الله أن ينصُرَ أهل الدرعية عليهم، فانهزم التحالف وقُتِل منهم 50 رجلًا، وانهزم رئيس المدفع بعد قطع يمينِه, وكان جملةُ مَن قتل من أهل المدينة ستةَ رجال.

العام الهجري : 338 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 950
تفاصيل الحدث:

هو أحمدُ بنُ مُحمَّد بن إسماعيلَ بنِ يونُسَ أبو جعفر المراديُّ المصريُّ النحويُّ، المعروف بالنَّحَّاس، والنَّحَّاس: نسبة إلى من يعمَلُ النَّحاسَ. لُغويٌّ مُفَسِّرٌ أديبٌ، له مُصَنَّفاتٌ كثيرةٌ في التفسيرِ وغيره، وقد سَمِعَ الحديثَ ولقي أصحابَ المُبَرِّد، أخذ النحوَ عن عليِّ بن سليمانَ الأحوص، وأبي بكر الأنباري، وأبي إسحاق الزَّجَّاج، ونِفطَوَيه، وغيرهم، وله مصنفاتٌ كثيرة مفيدة، منها (تفسير القرآن) و(الناسخ والمنسوخ) و(شرح أبيات سيبويهِ)، ولم يُصنَّفْ مِثلُه، وشَرح المُعَلَّقات والدواوين العشرة، وغير ذلك, وروى الحديثَ عن النَّسائي، وانتفع الناس به. كان مُقَتِّرًا على نفسه, يَهَبونَه العِمامةَ فيقطعُها ثلاثَ عمائِمَ، وكان سببُ وفاته: أنَّه جلس على درجِ المقياسِ في شاطئِ النِّيلِ، وهو في أيَّام زيادتِه، يقطِّعُ شيئًا من العروض، فسَمِعَه جاهِلٌ مِن العامَّة فظَنَّه يَسحَرُ النِّيلَ حتى لا يزيدَ ماؤه، فتغلو الأسعارُ، فرَفَسَه برجلِه فسَقَط فغَرِقَ، فلم يوُقَفْ له على خبَرٍ, ولم يُدرَ أين ذهب.

العام الهجري : 616 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1220
تفاصيل الحدث:

أمر الخليفة الناصر لدين الله الشريف معدًّا، متولي بلاد واسط، أن يسير إلى قتال بني معروف، فتجهز وجمع معه من الرجَّالة من تكريت، وهيت، والحديثة، والأنبار، والحلة، والكوفة، وواسط، والبصرة، وغيرها، خلقًا كثيرًا، وسار إليهم، ومُقَدَّمهم حينئذ معلى بن معروف، وهم قوم من ربيعة, وكانت بيوتهم غربي الفرات، تحت سوراء، وما يتَّصل بذلك من البطائح، وكثُرَ فسادهم وأذاهم لما يقاربهم من القرى، وقطعوا الطريقَ، وأفسدوا في النواحي المقارِبة لبطيحة العراق، فشكا أهلُ تلك البلاد إلى الديوان منهم، فأمر معدًّا أن يسير إليهم في الجموع، فسار إليهم، فاستعد بنو معروف لقتاله، فاقتتلوا بموضعٍ يعرف بالمقبر، وهو تل كبير بالبطيحة بقرب العراق، وكثر القتل بينهم، ثم انهزم بنو معروف، وكثُرَ القتل فيهم، والأسر والغرق، وأُخِذَت أموالهم، وحُمِلَت رؤوس كثيرة من القتلى إلى بغداد في ذي الحجة من السنة.

العام الهجري : 717 العام الميلادي : 1317
تفاصيل الحدث:

بعد قَتلِ مُدَّعي النُّصَيرية المهديَّة بساحل الشامِ رسم أن يُبنى بقرى النصيريَّة في كل قريةٍ مَسجِدٌ، وتُعمَل له أرضٌ لعمل مصالحه، وأن يُمنَعَ النُّصيريَّة من الخطابِ وهو أن الصبيَّ إذا بلغ الحُلُمَ عندهم عُمِلَت له وليمةٌ، فإذا اجتمع الناسُ وأكلوا وشَرِبوا حلَّفوا الصبيَّ أربعين يمينًا على كتمانِ ما يُودَعُ مِن المذهب، ثم يُعلِمونَه مذهَبَهم وهو إلهيَّةُ علي بن أبي طالب، وأن الخمر حلالٌ، وأن تناسخ الأرواحِ حَقٌّ، وأن العالمَ قديمٌ، والبعث بعد الموت باطل، وإنكار الجنَّة والنار، وأن الصَّلواتِ خَمسٌ، وهي إسماعيل وحسن وحسين ومحسن وفاطمة، ولا غُسلَ من جنابة، بل ذِكرُ هذه الخمسة يغني عن الغسل وعن الوضوء! وأن الصيام عبارة عن ثلاثين رجلًا وثلاثين امرأة ذَكَروهم في كتبهم، وأنَّ إلهَهم علي بن أبي طالب خلق السموات والأرض، وهو الربُّ، وأن محمدًا هو الحجاب، وسلمان هو الباب، إلى غير ذلك من عقائدهم الفاسدةِ المعروفة في كُتُبِهم وكُتُبِ غَيرِهم ممن كَشَف حقائقَهم!

العام الهجري : 923 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

هو الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب بن داود بن طاهر: سلطان اليمن. ولِدَ سنة 866 بالمقرانة محل سلفه، ونشأ في كفالة أبيه فحفظ القرآن واشتغل قليلًا، ثم ملك اليمن بعد أبيه ولقِّب بالملك الظافر، فاختلف عليه بنو عامر فقهرهم وأذعنوا له، وملك اليمن الأسفل وتهامة ثم صنعاء وصعدة وغالبَ ما بينهما من الحصون. كان يحبُّ العلماء ويكرمُهم ويجمع الكتبَ, وكان على جانبٍ عظيم من الدين والتقوى والمشي في طاعة الله تعالى، لا تُعلَمُ له صبوة، وكان ملازمًا للطهارة والتلاوة والأذكار ولا يفتُرُ عن ذلك آناءَ الليل وأطراف النهار، وكان له من أعمال البِرِّ ما لا يُحصى، كبناء المساجد والمدارس وغيرها, ولم تزلْ الحربُ قائمة بينه وبين جماعةٍ من أئمة أهل البيت، فتارة له وتارة عليه. ولما خرج الجراكسة إلى اليمن غلبوه واستولوا على جميع ذخائره، وهي شيءٌ يفوق الحصرَ وأخرجوه من مدائنه وقتلوه قريب صنعاء, وكانت مدة ملكِه إلى انقضاء دولته تسعًا وعشرين سنة إلا أيامًا.

العام الهجري : 990 العام الميلادي : 1582
تفاصيل الحدث:

لما استقرَّ المنصور أحمد السعدي بمراكش، وأمن من هجوم العثمانيين على المغرب، طَمِحت نفسُه إلى التغلب على بلاد تيكورارين وتوات من أرض الصحراء وما انضاف إلى ذلك من القرى والمداشر- المزارع- إذ كان أهل تلك البلاد قد انكفَّت عنهم أيدي الملوك ولم تَسُسْهم الدول منذ أزمان، ولا قادهم سلطانٌ قاهر إلى ما يراد منهم، فسنح للمنصور أن يجمع بهم الكلمةَ ويرُدَّهم إلى أمر الله، فبعث إليهم القائِدَ أبا عبد الله محمد بن بركة والقائِدَ أبا العباس أحمد بن الحداد العمري المعقلي في جيش كثيف، فقطعوا إليهم القفرَ من مراكش وانتهوا إليهم على سبعين مرحلة منها، فتقدموا إليهم أولًا بالدعاء للطاعة والإعذار والإنذار فامتنعوا، فنازلوهم وقاتلوهم وطالت الحربُ بينهم أيامًا، ثم كان الظهور لجيش المنصور فأوقعوا بهم وأثخنوا فيهم إلى أن أذعنوا للطاعة وصاروا في حزب الجماعة، وأُنهي خبر الفتح إلى المنصور فسُرَّ بذلك سرورًا عظيمًا.