الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 657 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1259
تفاصيل الحدث:

بعد أن جاءت الأخبارُ بتحَرُّك المغول إلى الشام وبَعْثهم الرسائِلَ التهديديَّة للأمراء عقَدَ الأمير سيف الدين قطز في مصر اجتماعًا حضره الفُقَهاءُ وعلى رأسِهم العِزُّ بن عبد السلام بأخذ أموالٍ مِن العامَّة لتجهيز الجيوشِ, ثم قبض قطز على الملك نور الدين عليِّ بن المعز أيبك الملقَّب بالمنصور صاحب مصر، وذلك في غيبةِ أكثر الأمراءِ مِن مماليك أبيه وغيرِهم في الصيد، فلمَّا قبض على المنصور بَعَث به وبأخيه وأمِّه إلى دمياط، واعتَقَلَهم في برج عَمَرَه وسماه برجَ السلسلة، ثم سيَّرَهم إلى بلاد الأشكري وقبض على بعضِ الأمراء واعتقَلَهم وتسلطَنَ هو وسمَّى نفسَه بالملك المظفَّر، واعتذر إلى الفُقَهاءِ والقُضاة وإلى ابن العديم الرَّسول الذي جاء من الشامِ لمساعدتهم ضِدَّ المغول، فإنه قال: لا بدَّ للناسِ مِن سلطانٍ قاهرٍ يقاتِلُ عن المسلمين عَدُوَّهم، وهذا صبيٌّ صغير لا يعرفُ تدبير المملكةِ، فكانت مدَّة المنصور سنتين وثمانية أشهر وثلاثة أيام، وكانت قد كثُرَت مفاسد الملك المنصور علي، واستهتر في اللَّعِب وتحكَّمَت أمُّه فاضطربت الأمور، فجلس المظفَّر سيف الدين  قطز على سريرٍ بقلعة الجبل يوم السبت الرابع والعشرين من ذي القعدة، وهو ثالثُ ملوك المماليك بمصر، وقطز بضم القاف والطاء المهملة وسكون الزاي، وهو لفظٌ مَغولي.

العام الهجري : 736 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1336
تفاصيل الحدث:

بعد وفاةِ أبي سعيد بن خربندا مَلِك التتار قام بَعدَه أربا كاؤن بن صوصا بن سنجقان بن ملكتمر بن أريغبغا أخي هولاكو بمساعدة الوزير غياث الدين بن رشيد الدين, فلم يوافِقْه علي بادشاه حاكِمُ بغداد في الباطن، واستمال أولادَ سونتاي فلم يوافِقوه، فجمع علي بادشاه المغولَ عليه، وكتب إلى السلطانِ الناصر يَعِدُه بأنه يسَلِّمُ له بغداد ويكونُ نائبًا عنه بها، وسأله في إعانتِه بنجدة على أولاد سونتا تكون مقيمةً على الفرات، ففَرِحَ السلطان بذلك وأجابه بالشُّكرِ، وبعث إليه خمسةَ قواقل وخمسة سيوف، فقَوِيَ عزم علي بادشاه، وركِبَ إلى أولاد سونتاي، فاجتمعوا على الشيخ حسن بن أقبغا أيلخان سِبطِ أرغون بن أبغا بن هولاكو المعروف بالشيخ حَسَن بك الكبير النوين- بالأردو، وعرَّفوه انتماء علي بادشاه لصاحِبِ مِصرَ ونُصرتِه له، فكتب الشيخ حسن الكبير إلى السلطان يرَغِّبُه في نصرته على علي بادشاه، ويمُتُّ إليه بقرابتِه مِن أمِّه، فمطل بالجوابِ رجاءَ حُضورِ خَبَرِ علي بادشاه، فقَدِمَ الخبر بأن علي بادشاه لَمَّا ركب لحرب أولاد سونتاي بلغه اجتماعُهم والشيخ حسن مع عِدَّة من الأمراء، وأنَّ أربا كاؤن هرب لتفَلُّلِ أصحابه عنه، وأشِيعَ عنه أنه قُتِلَ، وقَوِيَ علي بادشاه بمن انضَمَّ إليه من المغول، فسار أولادُ سونتاي والشيخ حسن إلى جهة الروم، وانفرد علي بادشاه بالحُكمِ في الأردو، وأقام موسى بن علي بن بيدو بن طرغاي بن هولاكو على تخت الملك.

العام الهجري : 830 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1427
تفاصيل الحدث:

هو الملك المنصور عبد الله بن الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس بن المجاهد علي بن المؤيد داود بن المظفر يحيى بن المنصور عمر بن علي بن رسول متملك اليمن, وهو تاسع حكَّام دولة بني رسول باليمن، وحكم سنة واحدة فقط من 829 إلى 830. توفِّي في جمادى الأولى، وأُقيم مِن بَعدِه أخوه الأشرف إسماعيل.

العام الهجري : 1182 العام الميلادي : 1768
تفاصيل الحدث:

كان الخليفةُ العثماني مصطفى الثالث قد طلب من والي مصر حمزة باشا اثني عشر ألف مقاتل لمحاربة الروس، فأوقعت المماليكُ والباشا الفِتَنَ بحَقِّ علي بك متولي المشيخة، وقد ورد فرمانٌ في قتله وإرسال رأسِه إلى السلطان غيرَ أنَّ علي بك عَلِمَ بذلك وتربَّص بالرسل وقتلهم، وأعلن استقلاله بمصر بدَعمٍ مِن الروس؛ من أجل إضعاف الدولة العثمانية. كتب علي بك إلى الشيخ (ظاهر) ظاهر العمر أمير عكا يُعلِمُه بذلك، فعلم الخليفةُ بذلك فأرسل إلى والي دمشق للسيرِ بخمسة وعشرين ألف جنديٍّ لمنع جنود عكا من مساعدة علي بك، فسار والي دمشق، غير أن الظاهر لاقاه في ستة آلاف في موقع ما بين جبل النيران وبحيرة طبرية، وردَّه على أعقابه، ثم أرسل علي بك محمد بك أبا الذهب لمحاربة الشيخ هامان وقبيلته بالحجاز، وتغلَّب عليهم، وقد كَلَّفت هذه التجريدة قرابة 26 مليون فرنك.

العام الهجري : 61 العام الميلادي : 680
تفاصيل الحدث:

سار عُقبةُ بن نافعٍ بعدَ أن وَلَّاهُ يَزيدُ أفريقيا في عَسكرٍ عَظيمٍ حتَّى دخَل مَدينةَ باغايَة وقد اجْتَمع بها خَلْقٌ كثيرٌ مِن الرُّومِ، فقاتَلوهُ قِتالًا شَديدًا وانْهزَموا عنه، وقَتَلَ فيهم قَتلًا ذَريعًا، وغَنِمَ منهم غَنائمَ كثيرةً، ودخَل المُنْهزِمون المدينةَ وحاصَرهُم عُقبةُ. ثمَّ كَرِهَ المُقامَ عليهم فسار إلى بلاد الزَّابِ، وهي بِلادٌ واسعةٌ فيها عِدَّةُ مُدُنٍ وقُرىً كثيرةٍ، فقصَد مَدينَتَها العُظْمى واسْمُها أَرَبَة، فامْتَنع بها مَن هناك مِن الرُّوم والنَّصارى، وهرَب بعضُهم إلى الجِبالِ، فاقْتَتَل المسلمون ومَن بالمدينةِ مِن النَّصارى عِدَّةَ دَفَعاتٍ، ثمَّ انْهزَم النَّصارى وقُتِلَ كثيرٌ مِن فِرسانِهم، ورحَل إلى تاهرت. فلمَّا بلَغ الرُّومَ خَبرُه اسْتَعانوا بالبَرْبَر فأجابوهم ونَصروهُم، فاجتمعوا في جَمْعٍ كثيرٍ والْتَقوا واقْتَتَلوا قِتالًا شَديدًا، واشْتَدَّ الأمرُ على المسلمين لِكَثرةِ العَدُوِّ، ثمَّ إن الله تعالى نَصرَهُم فانهَزمَت الرُّومُ والبَرْبَر وأَخذَهُم السَّيفُ، وكَثُرَ فيهم القَتلُ، وغَنِمَ المسلمون أَموالَهم وسِلاحَهُم. ثمَّ سار حتَّى نزل على طَنْجَة فَلَقِيَهُ بَطْرِيقٌ مِن الرُّومِ اسمُه يليان، فأَهْدَى له هَدِيَّةً حَسنةً ونزَل على حُكمِه، ثمَّ سأله عن الأندلُسِ فعَظُمَ الأمرُ عليه، فسأله عن البَرْبَر، فقال: هم كَثيرون لا يَعلَم عددَهُم إلَّا الله، وهم بالسُّوسِ الأَدْنى، وهم كُفَّارٌ لم يَدخلوا في النَّصرانيَّة، ولهم بَأسٌ شَديدٌ. فسار عُقبةُ إليهم نحوَ السُّوسِ الأَدْنى، وهي مَغرِبُ طَنْجَة، فانتهى إلى أوائلِ البَرْبَر، فلقوه في جَمعٍ كثيرٍ، فقَتَلَ فيهم قَتلًا ذَريعًا، وبعَث خَيْلَه في كُلِّ مكانٍ هربوا إليه، وسار هو حتَّى وصَل إلى السُّوسِ الأقصى، وقد اجتمع له البَرْبَر في عالمٍ لا يُحْصَى، فلَقِيَهم وقاتَلهُم وهَزمَهُم، وقَتَلَ المسلمون فيهم حتَّى مَلُّوا وغَنِموا منهم وسَبَوْا سَبْيًا كثيرًا، وسار حتَّى بلَغ ماليان ورأى البَحرَ المُحيطَ، فقال: يا رَبِّ، لولا هذا البَحرُ لمَضيْتُ في البِلادِ مُجاهدًا في سَبيلِك. ثمَّ عاد فنَفَرَ الرُّومُ والبَرْبَر عن طَريقِه خَوفًا منه، فلمَّا وصَل إلى مدينة طُبْنَة أَمَرَ أصحابَه أن يَتقدَّموا فَوْجًا فَوْجًا ثِقَةً منه بما نال مِن العَدُوِّ، وأنَّه لم يُبْقِ أحدًا يَخشاهُ، وسار إلى تَهُوذَة لِيَنظُرَ إليها في نَفَرٍ يَسيرٍ، فلمَّا رآه الرُّومُ في قِلَّةٍ طَمِعوا فيه، فأغلقوا بابَ الحِصْنِ وشَتَموهُ وقاتَلوهُ وهو يَدعوهُم إلى الإسلامِ فلم يَقبَلوا منه.

العام الهجري : 124 العام الميلادي : 741
تفاصيل الحدث:

كان بَدءُ الدَّعوَة مِن قِبَل محمَّد بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس، ووَصَلت الدَّعوة إلى خُراسان، ثمَّ لمَّا تُوفِّي محمَّد بن عَلِيٍّ في عام 124 هـ سار بالأَمرِ مِن بَعدِه ابنُه إبراهيمُ وساعَد في قُوَّةِ الأَمرِ ظُهورُ أبي مُسلِم الخُراساني الذي كان يَخدِمُ في سِجْنِ يُوسُف بن عُمَر أَحدَ المَسجونين بِتُهمَةِ الدَّعوَة العَبَّاسِيَّة وكان بُكيرُ بن ماهان أَحَدَ الدُّعاة الكِبار للدَّعوَةِ العَبَّاسِيَّة في خُراسان قد اشْتَراهُ أبا مُسلِم وأَرسلَه إلى إبراهيم بن محمَّد فأَعطاهُ لأبي موسى السَّرَّاج لِيُؤَدِّبَه فسَمِعَ منه وحَفِظ، وقِيلَ غير ذلك في نَسَبِ أبي مُسلِم، وقِيلَ: إنَّ إبراهيم طَلَب منه تَغيير اسْمِه حتَّى تَتَمكَّن الدَّعوة العَبَّاسِيَّة فالله أعلم.

العام الهجري : 784 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1382
تفاصيل الحدث:

حاوَلَ بَعضُ الأمراء القضاءَ على برقوق وقَتْلَه، لكنَّه استطاع أن يقبِضَ عليهم ويسجِنَهم، ولكنه استمَرَّ بعد مَسْك هؤلاء في تخوف عظيم، واحترز على نفسه من مماليكِه وغيرِهم غايةَ الاحتراز، فأشار عليه بعد ذلك أعيانُ خشداشيته- زملاء مهنته- وأصحابه مثل أيتمش البجاسي، وألطنبغا الجوباني أمير مجلس، وقردم الحسني، وجركس الخليلي ويونس النوروزي الدوادار وغيرهم أن يتسلطَنَ ويحتَجِبَ عن الناس ويستريح ويُريحَ مِن هذا الذي هو فيه من الاحترازِ مِن قيامه وقعودِه، فجَبُنَ عن الوثوب على السلطنةِ وخاف عاقبةَ ذلك، فاستحَثَّه الأمراء، فاعتذر بأنه يهابُ قُدَماءَ الأمراء بالديار المصرية والبلاد الشامية، فركِبَ سودون الفخري الشيخوني حاجِبُ الحُجَّاب ودارَ على الأمراء سرًّا حتى استرضاهم، وما زال بهم حتى كلَّموا برقوقًا في ذلك وهَوَّنوا عليه الأمرَ وضَمِنوا له أصحابَهم من أعيان النواب والأمراء بالبلاد الشامية، وساعدهم في ذلك موتُ الأمير آقتمر عبد الغني؛ فإنَّه كان من أكابر الأمراء، وكان برقوقٌ يجلس في الموكِبِ تحتَه لِقِدَم هِجرتِه، وكذلك بموتِ الأمير أيدمر الشمسي؛ فإنه كان أيضًا من أقران اقتمر عبد الغني، فماتا في سنة واحدة، فعند ذلك طابت نفسُه وأجاب، وصار يقَدِّمُ رِجلًا ويؤخر أخرى، حتى كان يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان من هذه السنة طلع الأمير قطلوبغا الكوكائي أمير سلاح وألطنبغا المعلم رأس نوبة إلى السلطان الملك الصالح أمير حاج فأخذاه من قاعة الدهيشة وأدخلاه إلى أهلِه بالدور السلطانيَّة، وأخذا منه النمجاة- سيف خاص بالملك أو السلطان- وأحضراها إلى الأتابك برقوقٍ العثماني، وقام بقيَّةُ الأمراء من أصحابه على الفور وأحضروا الخليفةَ والقُضاة وسَلْطَنوه، وخُلِعَ الملك الصالح من السلطنة، فكانت مُدَّة سلطنته على الديار المصرية سنة واحدة وسبعة أشهر تنقُصُ أربعة أيام، على أنَه لم يكن له في السلطنة من الأمر والنهي لا كثيرٌ ولا قليل، أما السلطان المَلِكُ الظاهر فهو أبو سعيدٍ سَيفُ الدين برقوق بن آنص العثماني اليلبغاوي الشركسي، القائم بدولة الشراكسة بالدِّيارِ المصرية، وهو السلطان الخامس والعشرون من ملوك الترك بالديار المصرية، والثاني من الشراكِسة، إن كان المَلِكُ المظَفَّر بيبرس الجشنكير شركسيًّا؛ فقد قيل إن أصله تركي، وعليه فبرقوق هذا هو الأول من ملوك الشراكسة، وهو الأصحُّ، جلس على تخت الملك في وقت الظهر من يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان بعد أن اجتمع الخليفةُ المتوكل على الله أبو عبد الله محمد والقضاة وشيخُ الإسلام سراج الذين عمر البلقيني، وخطب الخليفة المتوكل على الله خطبة بليغة، ثم بايعه على السَّلطنةِ وقَلَّدَه أمورَ المملكة، ثم بايعه من بعدِه القضاة والأمراء، ثم أُفيضَ على برقوق خِلعة السلطنة، وهي سوداء خليفتية على العادة، وأشار السراجُ البلقيني أن يكون لَقَبُه الملك الظاهر؛ فإنَّه وقت الظهيرة والظهور، وقد ظهر هذا الأمرُ بعد أن كان خافيًا، فتلَقَّبَ بالملك الظاهر، وبه يبدأُ عهد المماليك البُرجية وينتهي عهدُ المماليك البحريَّة، ويُذكَرُ أن أصله من بلاد الشركس، ثمَّ أُخِذَ من بلاده وبِيعَ بمدينة قرم، فاشتراه خواجا عثمان بن مسافر وجلبه إلى مصر فاشتراه منه الأتابك يلبغا العمري الخاصكي الناصري في حدود سنة 764 وقبلها بيسير وأعتَقَه وجعله من جملة مماليكِه، واستمَرَّ أمره حتى صار أتابكَ العساكِرِ.
والشراكسة شعب مسلم موطنه الأصلي مرتفعات القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين.

العام الهجري : 223 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 838
تفاصيل الحدث:

بعد أن أنهى الله فتنةَ بابك الخرمي، وقضى عليه وعلى جيشِه الأفشينُ ومن معه، وقبض على بابك وحَبَسه وراسَلَ المعتَصِمَ فأمره بتسييرهم إليه, فدخل الأفشينُ وبِصُحبتِه بابك على المعتَصِم سامرَّا، ومعه أيضًا أخو بابك في تجمُّلٍ عظيم، وقد أمر المعتَصِمُ ابنَه هارونَ الواثِقَ أن يتلقَّى الأفشين، وأمَرَ بابك أن يركَبَ على فيلٍ ليُشهَرَ أمرُه ويعرفوه، وعليه قباءُ ديباج وقَلَنْسُوة سمور مدورة، وقد هيؤوا الفيل وخَضَبوا أطرافَه ولَبَّسوه من الحرير والأمتعة التي تليق به شيئًا كثيرا، ولَمَّا أُحضِرَ بين يدي المعتَصِم أمر بقطعِ يَدَيه ورجليه وجَزِّ رأسِه وشَقِّ بَطنِه، ثم أمرَ بحَملِ رأسِه إلى خراسانِ وصَلبِ جُثَّته على خشبةٍ بسامِرَّا، وكان بابك قد شَرِبَ الخمرَ ليلةَ قَتلِه. لَمَّا قتَلَ المعتَصِمُ بابك الخرميَّ توَّجَ الأفشينَ وقلَّدَه وِشاحَينِ مِن جوهرٍ، وأطلق له عشرينَ ألفَ ألف درهمٍ، وكتب له بولايةِ السِّندِ، وأمَرَ الشعراءَ أن يدخُلوا عليه فيمدحوه على ما فعلَ مِن الخيرِ إلى المسلمين، وعلى تخريبِه بلادَ بابك التي يقال لها البذُّ، وتَرْكِه إيَّاها قِيعانًا وخَرابًا.

العام الهجري : 444 العام الميلادي : 1052
تفاصيل الحدث:

عُمِلَ مَحضَرٌ ببغداد يتضمن القَدْحَ في نَسَبِ العَلويِّين أصحاب مصر، وأنهم كاذبون في ادعائهِم النَّسَبَ إلى عَلِيِّ بن أبي طالبٍ، وعَزُوهُم فيه إلى الدَّيْصانِيَّة مِن المَجوس، والقَدَّاحِيَّة مِن اليهود، وكَتَبَ فيه العَلويُّون، والعبَّاسِيُّون، والفُقهاء، والقُضاة، والشُّهود، وعُمِلَ به عِدُّة نُسَخٍ، وسُيِّرَ في البِلادِ، وشِيعَ بين الحاضرِ والبادي.

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 2021
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ رحمه اللهُ في صنعاءَ القديمةِ سنة 1340هـ ـ الموافق 1921م، توفِّيَ والِدُه وهو في الرابعةِ مِن عُمُرِه، وكفَلَتْه والدتُه، درس على يدِ عَدَدٍ كبيرٍ مِن عُلَماءِ الزَّيديَّةِ وغيرِهم، وكان من أشهَرِ عُلَماءِ اليَمَنِ المعاصِرين، وكان قاضِيَ اليمن ومُفتِيَها لعدَّةِ عُقودٍ، درَّس وهو في سِنٍّ مُبكِّرةٍ لم يتجاوَزِ الخامسةَ والعشرينَ مِن عُمُرِه بعد أن أجازه عددٌ مِن مشايخِه، تأثَّر كثيرًا بالعلَّامةِ محمَّد علي الشوكاني. توفِّيَ رحمه الله وقد جاوز المائةَ مِن عُمُرِه.

العام الهجري : 26 العام الميلادي : 646
تفاصيل الحدث:

أَمَرَ عُثمانُ بن عفَّانَ رضِي الله عنه بِتَجديدِ أَنْصابِ الحَرمِ، وفيها زاد في المَسجدِ الحَرامِ ووَسَّعَهُ، وابْتاع مِن قَومٍ، وَأَبَى آخَرون فهَدَم عليهم، ووضَع الأثْمانَ في بيتِ المالِ، فصاحوا بعُثمانَ، فأَمَر بهم فحُبِسُوا، وقال: أتدرون ما جَرَّأَكُم عَلَيَّ؟ ما جَرَّأَكُم عَلَيَّ إلَّا حِلْمِي، قد فعَل هذا بكم عُمَرُ فلم تَصيحوا به. فكَلَّمَهُ فيهم أَميرُ مكَّةَ عبدُ الله بن خالدِ بن أَسِيدٍ فأَطْلَقَهُم.

العام الهجري : 94 العام الميلادي : 712
تفاصيل الحدث:

هو عَلِيّ زَيْنُ العابِدِين بن الحُسين بن عَلِيِّ بن أبي طالِب، أُمُّهُ بِنتُ يَزْدَجِرْد آخِر مُلوك فارِس، مِن الفُقَهاء الحُفَّاظ كان مَضْرَب المَثَلِ في الحِلْمِ والوَرَعِ والجُودِ والتَّواضُع، مَدَحَهُ الفَرزدَقُ بالقَصيدَة المَشهورَة التي مَطلعُها: هذا الذي تَعرِف البَطحاءُ وَطأتَهُ والبَيتُ يَعرِفُه والحِلُّ والحَرَمُ، تُوفِّي في أوَّلِ هذه السَّنَة يعني سَنَة 94هـ، وصُلِّيَ عليه بالبَقيعِ ودُفِنَ فيه، فرَحِمَه اللهُ رَحمةً واسِعَة، وجَزاهُ الله عن المسلمين خيرًا.

العام الهجري : 586 العام الميلادي : 1190
تفاصيل الحدث:

قامت الحملةُ الصَّليبيَّةُ الثالثة من سنة 586 إلى سنة 588، واشترك فيها بوجهِ الخصوص الإقطاعيُّون الكبار والفُرسان من بلدان أوروبا الغربية، قاد الجيوشَ الصليبية كُلٌّ مِن ملكِ فرنسا: فيليب أوغست الثاني، ملك إنجلترا: ريتشارد الذي لُقِّبَ لاحقًا بقلب الأسد، وملك الجرمان (ألمانيا): فريدريك الأول بربروسا، وصلت  القوات الألمانية قبل غيرها سنة 585, لكن بربروسا غَرِقَ في نهر اللامس؛ مِمَّا أحدث ربكةً في صفوف الصليبيين، فعاد بعضُهم وجحد بعضهم الآخَرُ بالمسيحيَّة فاعتنق الوثنيَّة، وأكمل الباقون حتى هلك معظم جيشه. أما الفرنسيون والإنجليز، فلم ينتهوا من الاستعدادِ للحملة حتى سنة 586، فعبَرَ ريتشارد وحاشيته مضيقَ المانش، واجتمعت الفصائِلُ الإنجليزية والفرنسية في مدينةِ فيزليه، ولكن القواتِ انفصَلَت وتوجَّه الفرنسيون إلى جنوة والإنجليز إلى مرسيليا حيث كان أسطول ريتشارد المكون من 200 سفينة ينتَظِرُ بعد التفافه حول إسبانيا، ومن هناك انطلق الجيشان إلى صقلية، حيث وصلوا شتاء، فقَرَّروا قضاء الشتاء هناك، وفي تلك الفترة، كان ريتشارد يعمَلُ لأجل توسيع نفوذِه بالسيطرة على صقليَّة؛ مما أدى إلى تردِّي العلاقات بين قائدي الجيشين. بعد حوالي ستة أشهر في صقلية أبحر فيليب الثاني من مسينا, ولحق به حليفُه الذي لم يعُدْ رفيق طريقه بعد 10 أيام، فمضى الفرنسيون إلى صور، أما ريتشارد فاحتَلَّ في طريقه جزيرة قبرص، الأمر الذي أصبح ذا أهميَّة كبرى فيما بعد، فإنَّ ممالك الصليبيين لم تكُنْ لتصمُدَ لِمِئة سنة أخرى إلا بفَضلِ الدعم العسكري من قُبرُص. قام الصليبيون بحصار عكَّا، فكان الفرنسيون وفصائل الأسياد المحليِّين والألمان والدينماركيون والفلمنكيون الإيطاليون، واستمر حصار هذه القلعة المنيعة أشهُرًا، ساهم في طولِ هذا الحصار الخلافُ الداخلي في صفوف الصليبيِّين، ووصل ريتشارد إلى عكَّا، فبدأ الصليبيُّونَ بهجوم عام، كان ريتشارد من اقترحه، وفي اليوم التالي استسلمت المدينةُ التي أنهكها الحصارُ المديد، وجَرَت مذبحةٌ بأمر ريتشارد وتحت قيادتِه في عكَّا، قتل فيها رجالُه أكثَرَ مِن ألفي مسلم أخذوهم مِن صلاح الدين بعد فَتحِ عكا كرهائِنَ. وتلا ذلك محاولاتٌ قادها ريتشارد لاحتلالِ مُدُن أخرى، باءت بالفَشلِ وجسَّدت ريتشارد في صورةٍ بنَزعِه إلى سَفكِ الدماء.

العام الهجري : 1293 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1876
تفاصيل الحدث:

قامت ثورةُ البلغار في نفس الوقت الذي قام فيه نصارى البوسنة والهرسك بثورتِهم بدعمٍ مِن النمسا والدول الأوروبية وخاصةً روسيا، فقد تأسَّسَت جمعياتٌ في بلاد البلغار؛ لنَشرِ النفوذ الروسي بين النصارى الأرثوذكس والصقالبة، وكانت تدعَمُها روسيا وتمدُّها بالسِّلاحِ، وتبذُلُ هذه الجمعياتُ بدورها جهدَها لإثارة سكَّان الصرب والبوسنة والهرسك، وتحَرِّضُهم على الثورة ضِدَّ العثمانيين. وعندما أنزلت الدولةُ العثمانية بعضَ الأُسَر الشركسية احتَجَّ البلغار على ذلك، فقاموا بثورة وساعدَتْهم روسيا والنمسا بالسلاح والأموال، فتمكَّنَت الدولةُ العثمانيةُ من القضاء على الثورة، فأخذت الدولُ الأوروبية تثير الشائعاتِ عن المجازِرِ التي ارتكَبَها العثمانيون ضِدَّ النصارى، والعكسُ هو الصحيحُ، وبهذه الشائعات أُثيرَ الرأي العام الأوروبي ضِدَّ الدولة العثمانية، وطالبت الحكوماتُ الأوروبية باتخاذ إجراءاتٍ صارمةٍ ضِدَّ العثمانيين، ومنها حصولُ البلغار على استقلالٍ ذاتيٍّ، وتعيينُ حاكم نصراني لهم، وقام الروس والألمان والنمساويون بدفعِ الصِّربِ والجبل الأسود للقيام بحربٍ ضدَّ العثمانيين، وكانت روسيا ترغَبُ في توسيعِ حدودِها مِن جهة بلغاريا، والنمسا تريد توسِعةَ حدودها من جهة البوسنة والهرسك، ووعدت هذه الدولُ أميرَ الصرب والجبل الأسود بالدعم. وشرع الجنودُ الروس بالتدفُّقِ سرًّا على بلاد الصرب، والجبل الأسود، وتمكَّنَت الدولة العثمانية من الانتصار على الصربِ وحلفائهم، فتدخَّلَت الدولُ الأوروبيَّةُ وطلبت وقفَ القتال، وإلَّا فالحرب الواسِعةُ، واجتمع مندوبو الدول الأوروبية في استانبول وقدَّموا اقتراحات للدولة، من أهمها: تقسيم بلاد البلغار إلى ولايتين، ويكون ولاتُها من النصارى، وأن تشكَّلَ لجنةٌ دولية لتنفيذ القرارات، وأن تُعطى هذه الامتيازاتُ لإماراتي البوسنة والهرسك أيضًا، وأن تتنازلَ الدولةُ عن بعض الأراضي للصربِ والجبل الأسود. ولكِنَّ الدولة العثمانية رفضت هذه القراراتِ، وعقدت صلحًا منفردًا مع الصرب سحَبَت نتيجته جيوشَها من بلاد الصرب، وأن يُرفَعَ العَلَمُ العثماني والصربي دليلًا على السيادةِ العثمانية. وطالب البعضُ -مِثلَ جلادستون زعيم المعارضةِ في البرلمان الإنجليزي- بطرد الدولة العثمانية من أوربا بحربٍ صليبيةٍ عامةٍ، لقد أدرك السلطانُ عبد الحميد الثاني لاحقًا أنَّ هدف الدول الغربية من هذه الإثارةِ هو السعيُ لإسقاطِ الدولة العثمانيةِ.

العام الهجري : 555 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1160
تفاصيل الحدث:

هو الخَليفةُ، أَميرُ المُؤمِنين، المُقتَفِي لأَمرِ الله، أبو عبدِ الله، محمدُ بن المُستَظهِر بالله أبي العبَّاسِ أحمدَ بن المُقتَدِي بالله، بن الذَّخيرَةِ محمدِ بن القائمِ بأَمرِ الله عبدِ الله بن القادرِ بالله عبدِ الله أحمدَ بن الأَميرِ إسحاقَ بن المُقتَدِر، الهاشميُّ، العبَّاسيُّ، البغداديُّ، الحَبَشيُّ الأُمِّ. وُلِدَ في رَبيعٍ الأوَّلِ سَنةَ 489هـ. وبُويِعَ بالإمامَةِ في سادس عشر ذي القعدةِ، سَنةَ 530هـ. كان المُقتَفِي عاقِلًا لَبيبًا، عامِلًا مَهيبًا، صارِمًا، جَوادًا، أَسمَرَ، آدَمَ، مَجْدُورَ الوَجْهِ، مَليحَ الشَّيْبَةِ، مُحِبًّا للحَديثِ والعِلمِ، مُكرِمًا لأَهلِه، سَمِعَ المُقتَفِي من: أبي الحَسنِ بن العَلَّافِ، ومن مُؤَدِّبِه أبي البَركاتِ السيبي. قال السَّمعانيُّ: "وأَظُنُّهُ سَمِعَ (جُزءَ ابنِ عَرَفَة) من ابنِ بيان، كَتَبْتُ إليه قِصَّةً أَسأَلُهُ الإنعامَ بالإذِنِ في السَّماعِ منه، فأَنعَمَ، وفَتَّشَ على الجُزءِ، ونَفَذَهُ إليَّ على يَدِ إِمامِه ابنِ الجواليقي، فسَمِعتُه من ابنِ الجواليقي عنه"، وكان حَمِيدَ السِّيرَةِ، يَرجِعُ إلى تَدَيُّنٍ وحُسْنِ سِياسَةٍ، جَدَّدَ مَعالِمَ الخِلافَةِ، وباشَرَ المُهِمَّاتِ بِنَفسِه، وغَزَا في جُيوشِه. كانت أَيامُه نَضِرَةً بالعَدلِ، زَهِرَةً بالخَيرِ، وكان على قَدَمٍ مِن العِبادَةِ قبلَ الخِلافَةِ ومعها، ولم يُرَ مع لِينِه بعدَ المُعتَصِم في شَهامَتِه مع الزُّهْدِ والوَرَعِ، ولم تَزَل جُيوشُه مَنصورَةً. قال الذَّهبيُّ: "كان مِن حَسَناتِه وَزيرُه عَوْنُ الدِّينِ بن هُبيرَة، وقِيلَ: كان لا يَجرِي في دَولتِه شَيءٌ إلا بِتَوقِيعِه"، ووَزَرَ للمُقتَفِي عليُّ بنُ طرادٍ، ثم أبو نَصرِ بنُ جَهيرٍ، ثم عليُّ بن صَدقةَ، ثم ابنُ هُبيرَةَ، وحَجَبَ له أبو المعالي بنُ الصاحِبِ، ثم كامِلُ بنُ مُسافرٍ، ثم ابنُ المُعوَجِّ، ثم أبو الفَتحِ بن الصَّيْقَلِ، ثم أبو القاسمِ بن الصاحِبِ. وهو أَوَّلُ مَن استَبَدَّ بالعِراقِ مُنفَرِدًا عن سُلطانٍ يكونُ معه. مِن أَوَّلِ أَيامِ الدَّيلمِ إلى أَيامِه، وأَوَّلُ خَليفةً تَمَكَّنَ من الخِلافةِ وحَكَمَ على عَسكَرِهِ وأَصحابِه مِن حين تَحَكُّمِ المَماليكِ على الخُلفاءِ مِن عَهدِ المُستَنصِر إلى عَهدِه، إلا أن يكون المُعتَضِد، فأَقامَ المُقتَفِي حِشمةَ الخِلافَةِ، وقَطَعَ عنها أَطماعَ السَّلاطينِ السَّلجوقِيَّة وغَيرِهم، وكان من سَلاطينِ خِلافَتِه صاحِبُ خُراسان سنجر بن ملكشاه، والمَلِكُ نُورُ الدِّينِ صاحِبُ الشامِ، وأَبوهُ قَسيمُ الدَّولةِ. تُوفِّي المُقتَفِي ثانيَ رَبيعٍ الأَوَّل، بِعِلَّةِ التَّراقِي؛ وكانت خِلافَتُه أَربعًا وعِشرينَ سَنَةً وثلاثةَ أَشهُر وسِتَّةَ عشرَ يومًا، ووَافقَ أَباهُ المُستَظهِر بالله في عِلَّةِ التَّراقِي وماتَا جَميعًا في نَفسِ الشَّهرِ، ثم بُويِعَ المُستنجِدُ بالله ابنُه واسمُه يُوسفُ، وكان للمُقتَفِي حَظِيَّةٌ، وهي أُمُّ وَلَدِه أبي عليٍّ، فلمَّا اشتَدَّ مَرضُ المُقتَفِي وأَيِسَت منه أَرسَلَت إلى جَماعَةٍ من الأُمراءِ وبَذَلَت لهم الإِقطاعاتِ الكَثيرةَ والأَموالَ الجَزيلةَ لِيُساعِدوها على أن يكون وَلَدُها الأَميرُ أبو عليٍّ خَليفةً. قالوا: كيف الحِيلَةُ مع وَلِيِّ العَهدِ؟ فقالت: إذا دَخَلَ على والِدِه قَبَضتُ عليه. وكان يَدخُل على أَبيهِ كلَّ يَومٍ. فقالوا: لا بُدَّ لنا مِن أَحَدٍ مِن أَربابِ الدَّولةِ؛ فوَقَعَ اختِيارُهم على أبي المعالي ابن الكيا الهراسي، فدَعوهُ إلى ذلك، فأَجابَهم على أن يكونَ وَزيرًا، فبَذَلوا له ما طَلَبَ، فلمَّا استَقَرَّت القاعِدةُ بينهم وعَلِمَت أُمُّ أبي عليٍّ أَحضَرَت عِدَّةً من الجَواري وأَعطَتهُنَّ السَّكاكِينَ، وأَمَرَتهُنَّ بقَتلِ وَلِيِّ العَهدِ المُستَنجِد بالله. وكان له خَصِيٌّ صَغيرٌ يُرسِلُه كلَّ وَقتٍ يَتَعَرَّف أَخبارَ والِدِه، فرأى الجَوارِي بأَيدِيهِنَّ السَّكاكِينُ، ورَأى بِيَدِ أبي عليٍّ وأُمِّهِ سَيْفَينِ، فعادَ إلى المُستَنجِد فأَخبَرَهُ، وأَرسَلَت هي إلى المُستَنجِد تَقولُ له إن والِدَهُ قد حَضَرَهُ المَوتُ لِيَحضُر ويُشاهِدَه، فاستَدعَى أُستاذَ الدارِ عَضُدَ الدِّينِ وأَخَذَهُ معه وجَماعَةً من الفَرَّاشِين، ودَخَلَ الدارَ وقد لَبِسَ الدِّرْعَ وأَخَذَ بِيَدِه السَّيفَ، فلمَّا دَخلَ ثارَت به الجَوارِي، فضَرَب واحِدةً منهن فجَرَحَها، وكذلك أُخرَى، فصاحَ ودَخلَ أُستاذُ الدارِ ومعه الفَرَّاشون، فهَرَبَ الجَوارِي وأَخَذَ أَخاهُ أبا عليٍّ وأُمَّهُ فسَجَنهُما، وأَخذَ الجَوارِي فقَتَلَ منهن، وغَرَّقَ منهن، ودَفَعَ الله عنه، فلمَّا تُوفِّي المُقتَفِي جَلسَ المُستَنجِد للبَيْعَةِ، فبَايَعَهُ أَهلُه وأَقارِبُه، وأَوَّلُهم عَمُّهُ أبو طالِبٍ، ثم أَخوهُ أبو جَعفرِ بن المُقتَفِي، وكان أَكبرَ من المستنجد، ثم بايعه الوزير بن هبيرة، وقاضي القضاة، وأرباب الدولة والعلماء، وخطب له يوم الجمعة، ونُثرت الدراهمُ والدنانيرُ.